الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا المستمعين الحديث السابع عن ابي رقية تميم ابن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. نعم. الحمد لله رب بالعالمين وبعد. الكلام على هذا الحديث في جمل من المسائل لعلكم تقيدونها معي على وجه السرعة المسألة الاولى ان فيه دليلا على بيان عظيم شأن النصيحة بين المسلمين لان النبي صلى الله عليه وسلم جعل الدين مختصرا في مسألة النصح. فهذا كقوله صلى الله عليه وسلم الحج عرفة. فاعظم شيء في في الحج هو عرفة. وركن الحج الاعظم هو عرفة فكذلك قوله الدين النصيحة يدل على علو كعب النصح في شريعة الاسلام لان النبي صلى الله عليه وسلم قصر الدين على النصيحة وهذا من المبالغة لبيان اهمية النصيحة في الدين فعمود الدين وقوامه على النصح. ولذلك قال النبوي رحمه الله تعالى هذا حديث عظيم الشأن وعليه مدار الاسلام. وعليه مدار الاسلام. ولذلك جعله بعض اهل العلم من جملة الاحاديث التي تدور عليها السنة. من جملة الاحاديث التي تدور عليها السنة المسألة الثانية ان فيه دليلا على بيان مصارف ففيه بيان لمن يجب ان تكون النصيحة له. فانت عرفت ان الدين مبني على النصيحة. طيب النصح لمن؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم لله كتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. فان قلت وما ما معنى النصيحة لله؟ كيف انصح الله؟ كيف النصح لله؟ فنقول كل ذلك يتضمن عدة امور. الامر الاول بالايمان به سبحانه. فمن امن بالله عز وجل في الوهيته وربوبيته واسمائه وصفاته فقد لله. الامر الثاني الا تشرك به شيئا. لا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا وليا صالحا. الامر الثالث ان تنزهه عن جميع النقاء سوى العيوب ان تنزهه عن جميع النقائص والعيوب امر الرابع امتثال امره وترك نهيه. اي القيام بطاعته بفعل مأمورات واجتناب المنهيات ثم يدخل في ذلك ايضا الايمان بصفاته وتدبر كلامه اي القرآن فاذا فعلت ذلك فقد نصحت لله. فان قلت وما معنى النصيحة لكتابه ما معنى النصيحة؟ لكتابه فنقول النصيحة لكتاب الله عز وجل تكون في عدة امور مختصرة. الاول ان تعتقد فيه العقيدة الصحيحة. فتعتقد حتى يقرنه الانسان بالتوحيد الافخم الاعظم وهو توحيد الالوهية. ومن الفوائد ايضا ان فيه على وجوب قتال كل طائفة ممتنعة عن اداء الواجب الشرعي فكل من امتنع عن اداء الواجب الشرعي انه كلام الله منزل غير مخلوق من الله بدأ واليه يعود الامر الثاني ان تقبل على كتاب الله عز وجل تلاوات الثلاث. تلاوة اللسان. وتلاوة القلب بالتدبر والتذكر والوقوف عند الاحكام والمواعظ والاعتبار بها ثم تلاوة العمل اعمل بهذا القرآن. حتى تكون ممن تلى القرآن حقا تلاوته فان قلت وما معنى النصيحة للرسول؟ ما معنى النصيحة للرسول؟ الجواب تكون النصيحة في الرسول في عدة امور تصديق رسالته. وانه رسول من عند الله عز وجل حقا وصدقا الثاني الايمان بجميع ما جاء به من عند الله عز وجل فلا نخالف خبره ولا نعارضه لا بعقل ولا برأي ولا بمذهب امام ولا بقياس فاسد. ولا باستحسان ولا بعادات ولا بتقاليد ابدا. الثالث طاعته في فعل ما امر وترك ما نهى عنه وزجه الرابع احياء سنته والدعوة الى شريعته. احياء سنته والدعوة الى شريعته الخامس كثرة الصلاة والسلام عليه. لا سيما في الاوقات التي دلت الادلة على طيلة الصلاة والسلام عليه فيها السادس محبة اهل بيته ومعرفة قدرهم والامر الاخير مجانبة الاحداث والابتداع في سنته فاذا فعلت ايها المسلم هذه الامور فقد نصحت للرسول صلى الله عليه وسلم. فان قلت وكيف تكون النصيحة لائمة المسلمين؟ اي حكامهم الجواب تكون النصيحة لهم في عدة امور الامر الاول ان يطاع في غير معصية الله فيجب علينا ان نسمع ونطيع لعلمائنا وحكامنا في غير معصية الله. امتثالا لامر الله عز اجل الامر الثاني الا نخرج على حكامنا والا نؤلب الشعوب عليهم الثالث ان نقبل على مناصحة بضوابطها الشرعية. كما قال صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم وذكر منها وان تناصحوا من ولاه الله امركم. الامر الرابع التعامل معهم على البر والتقوى. التعاون معهم على البر والتقوى. فاذا فعلنا ذلك فقد نصحنا لائمة المسلمين علماء وحكاما فان قلت وكيف تكون النصيحة لعامة المسلمين كيف تكون النصيحة لعامة المسلمين؟ الجواب يكون ذلك بارشادهم لمصالحهم متعلقة بدينهم او دنياهم. وبكف الاذى عنهم فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وتكون بتعليمهم ايضا ما يجهلونه من دينهم. فمن علمك فقد نصح لك وتكون بستر عيوبهم. اذا بدا لك شيء من عوراتهم وتكون كذلك بامرهم بالمعروف. ونهيهم عن المنكر والقاعدة في ذلك تقول كل ما كان كل ما كان من المسلم على المسلم فهو من النصيحة له. كل ما كان من حقوق المسلم على المسلم فهو من النصيحة له حتى تشميت العاطس من النصيحة له. ورد السلام وافشاء من النصيحة لهم وعيادته اذا مرض من النصيحة له. وتشييعه بعد موته ايضا من النصيحة له. بل وبقاء اوك تدعو له الى ان تموت هو من النصيحة له. كما قال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. ومن المسائل ايضا اعلم ان النصيحة لها اداب لابد من القيام بها والتحلي بها. حتى تنشرح النفوس النفوس اصول لي نصحك وتقبل القلوب مواعظك. اول ادب الاخلاص لله عز وجل في النصيحة فلا ينبغي للناصح ان يكون قصده من النصيحة اظهار رجاحة عقله او فظيحة المنصوح ونشر غسيله والتشهير به والله يعلم ما يقوم في قلبك من المقاصد والبوائث. فاذا نصحت اخاك فليكن مبدأ نصحك نصحك النصح لله عز وجل. فيكون مبدأ نصيحتك التقرب الى الله عز وجل في امتثال امره ونفع اخوانه. ثانيا الا تكتم النصيحة فان من حق اخيك عليك ان تناصحه اذا رأيت منه عيبا او خللا ولا تحملنك المجاملة على كتمها لان المؤمن مرآة اخيه المؤمن وقد جعلها النبي صلى الله عليه وسلم من حقوق المسلم الست على اخيه المسلم قال واذا استنصحك فانصح له. الثالثة اختيار افضل الاساليب في تقديمها وطرحها. بلا غلظة ولا قسوة ولا جفاء بل بحكمة وموعظة حسنة وحسن تعامل واختيار افضل الاوقات واجملها لتقديمها فكلما كان الانسان يقدم نصيحته في قالب حسن كلما كان ادعى لقبولها. كما قال الله عز وجل ادع الى سبيل ربك بالحكمة موعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن. الامر الرابع ان تكون النصيحة في السر لا في العلان ما استطعت الى ذلك سبيلا. لان النصيحة في العلانية حقيقتها فضيحة. فاذا اردت ان تقبل نصيحتك فلتكن في السر. ومن اجمل ما قيل في ذلك الابيات المشهورة. تعمدني بنصحك في انفراد وجنبني النصيحة في الجماعة فان النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا ارضى استماعه ومن الاداب امتثالك لما تنصح به. لانك ان نصحت احدا في امر انت لا تمتثله فلن تجد انشراحا ولا قبولا بل لن تجد الا التوبيخ. كما قال الله عز وجل اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم ومنها ايضا من الاداب اختيار افضل الكلمات. اختيار افضل الكلمات. بعيدا عن التأنيب والقدح والتثريب والاتهامات والسب والشتام والشتائم وقلة الادب. والتعالي كل ذلك يوجب قبول نصيحتك اذا توفر فيها. والله اعلم. نعم احسن الله اليك. الحديث الثامن عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله تعالى نعم الكلام على هذا الحديث في جمل من المسائل الاولى ان فيه دليلا على عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم الناس كافة ابيضهم واسودهم واحمرهم بل ان رسالته عامة للثقلين الانس والجن واخذنا هذا من قوله امرت ان اقاتل الناس ولم يقل العرب. فلو كانت رسالته مقصورة على العرب كما يقوله من يقوله لما كانت مقاتلته لغير العرب من سائر طوائف الناس على حق وعدل. فقوله امرت ان اقاتل الى الناس اي جميع الناس. فهذا دليل على ان رسالته عامة. كما قال الله عز وجل وما ارسلناك الا رحمة للعالمين وقول النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس عامة. واما قوله وانذر عشيرتك الاقربين فهذا كان في بدايات الدعوة. الفائدة الثانية دل هذا الحديث على ان الكفار لا يبدأون بالقتال قبل دعوتهم الى الاسلام. وقد كانت عادته صلى الله عليه وسلم قبل ان يغزو قوما يدعوهم الى الاسلام. بل وكان يوصي امراء الجند اذا بساحة قوم ان يدعوهم اولا الى الاسلام. فان اسلموا وجب الكف عنهم. فان لم يسلموا فانهم يدعونهم لبذل الجزية. فان بذلوها كفوا عنهم. والا فيقاتلون. فالاسلام ليس متعطشا للدين ولا لتقطيع الاجلاء ولا لتمزيق الاجساد. وانما متعطش لهداية الناس واستقامتهم فمتى ما اعلن الكفار ممن قصدنا غزوهم انهم قد امنوا واسلموا فيجب الكف حينئذ عنهم واخذنا هذا من قوله حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. فمن بدأ بالشهادة قبل القتال فلا يجوز قتاله. بل يقول العلماء او حتى لو اسلم الكافر في نفس المعركة. فيجب الكف عنه ولا يجوز قتله. كما حصل في قصة اسامة رضي الله تعالى عنه فانه وانصاري اتبعوا رجلا من الكفار فلما رأى شعاع السيف قال اسلمت لله فكف الانصاري عنه علاه اسامة بالسيف حتى برد حتى قتله. فجاء الخبر الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له اسامة اقتلته بعد ان قال لا اله الا الله؟ قال يا رسول الله انما قال ذا تعوذا. قال افلا شققت عن قلبه حتى تعلم اقالها كيف تصنع بلا اله الا الله اذا جاءت يوم القيامة؟ وحديث المقداد معروف ارأيت ان لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب احدى يدي بالسيف فقطعها كافر وقاتل وقاطع لليد. ثم لاذ مني بشجرة فقال اسلمت لله افاقتله بعد ان قالها قال لا تقتله. الى اخر الحديث. فمتى ما اعلن الكافر اسلامه فلا شأن لنا بالقرائن المحيطة لهذا الاعلان اكان متعوذا ام يريد الاستغفاء ام يريد التخلص؟ كل هذه الاحتمالات وان كان لها قرائن تدل عليها الا اننا نلغي جميع القرائن ونعمل بما يظهر لنا وهو انه صار مسلما. فيجب الكف عنه ومن الفوائد ايضا ان فيه دليلا على انه لا عصمة للدم ولا للمال الا بالاسلام فمن اراد ان يعصم دمه وماله فليسلم. فلا عصمة للدم ولا للمال الا كلمة التوحيد والنطق بها. ومن الفوائد ايضا ان فيه دليلا على ان مجرد الاقرار بالربوة لا يعصم الدم ولا المال. بل لا بد من الالوهية والاقرار بان الله واحد في الوهيته حتى حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. فلو كان الدم يعصم بالاقرار بالربوبية فان جميع الناس مقرون بتوحيد الربوبية. ومع ذلك فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقاتلهم ويضع السيف على رقابهم. فافاد ذلك ان مجرد الاقرار بتوحيد الربوبية لا يكفي في عصمة الدم والمال ان الواجب قتاله. فالمشركون اذا امتنعوا عن اداء الواجب الشرعي من النطق بالشهادتين فالواجب قتال تهم ولو تحزب الخوارج في طائفة من البلد وصاروا يعلنون الخروج على الامام فيجب قتالهم واي بلدة او قرية تمتنع من اعلاء الاذان. فيقولون نحن لن نترك الصلاة لكن سنصلي بلا اذان ولا اقامة فيجب قتالهم. ولذلك قال ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا نزل بساحة قوم من ينتظر فان سمع اذانا امسك والا اغار. وامرنا بقتال الخوارج. فاخذ العلماء قاعدة يجب قتال كل طائفة ممتنعة عن اداء الواجب الشرعي. ومن الفوائد ايضا ان سألنا سائل وما اكثر من يسألنا لما شرع قتال الكفار؟ لم شرع قتال الكفار هل لانهم كفار فقط؟ ام لعلة اخرى؟ الجواب في ذلك خلاف بين اهل العلم والقول الصحيح ان الاصل في تشريع الجهاد تذليل طريق الدعوة ووصولها لكل احد فالجهاد لم يشرع ليه؟ علة الكفر لا. ولذلك لا يشرع قتل الذمي مع انه كافر ولا المستأمن المعاهد مع انه كافر. بل لا يجوز ان نقاتل بلادا بيننا وبينها عهد ذمة وامان فاذا ليست العلة في اقامة الجهاد مجرد الكفر. انما العلة الصحيحة في تشريع الجهاد هي تذليل طريق الدعوة الى الاسلام. لان من الكفار من يأبى ان يسلم ويصد عن سبيل الله. فلا يرضى بوصول للدعوة الى بلاده ويحارب الاسلام فهو حجر عثرة في طريق الاسلام وطريق الدعوة. فهذا كيف نبعده؟ بالجهاد نجاهده. ولذلك القول الحق عندنا والله اعلم ان من لم يبدأنا بقتال لم يكن عائقا في طريق الدعوة فلا يجاهد ولا يقاتل. لكن بهذين الشرطين اللي هم ما هما انه لم يبدأنا بقتال ولم يقف حجر عثرة في طريق الاسلام. فاننا لا لكن متى ما بودينا بالقتال فنقاتل دفعا. ومتى ما علمنا ان هذه البلاد الكافرة تؤذي المسلمين فيها وتمنع دخول الكتب والدعاة الى الله عز وجل. وتضل من فيها من الجاليات الاسلامية وتشن الغارات عليهم وتعذبهم وتسجنهم ولا ترضى بوصول بصيص النور والدعوة الى افرادها فهؤلاء وقفوا حجر عثرة في طريقه الدعوة. فحينئذ لابد من ازاحتهم عن طريق الدعوة ونشر الاسلام بماذا؟ بالقتال. فاذا ليس القتال شرع مجرد الكفر بل ها لصدهم عن سبيل الله. ولي حجر عثرة في طريق الدعوة الى الله عز وجل. ولذلك يشرع في الجهاد اداب عظيمة. فليس في جهاد قتل امرأة لاننا لا نتعطش للدماء. وليس قتالنا للكفر اذ المرأة لا شأن لها في القتال ولا في الصد عن سبيل الله ولا نقتل وليدا صغيرا لانه لم يقاتلنا ولم يصد عن سبيل الله. ولا نقاتل راهبا ولا نقتل راهبا في صومعة حتى وان كان كافرا لم يقاتل ولم يصد. ولا نقتل شيخا كبيرا عجوزا ثانيا في الاسلام فحتى في الجهاد له ادب. ليس مثل هؤلاء الحمير الكفرة الذين الصدون ظرب المستشفيات ويتقصدون ظرب المدارس. ويتقصدون قتل الاطفال. هؤلاء وحوش في الارض. اما الاسلام فقد جاء حتى في امر القتل والقتال والجهاد بتلك الاداب العظيمة. قال صلى الله عليه كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا امر اميرا على سرية او جيش قال اغزوا بسم الله قاتلوا في سبيل الله. جاهدوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا شيخا فانيا. ولا راهبا في صومعته اختصاص لقوله وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين. فاذا جميع الاحكام التي ثبتت في حق نبي فانها تثبت في حق امته سواء بسواء الا بدليل الاختصاص. ومن المسائل ايضا ان قلت ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم امرأة مقتولة في بعض مغازيه قال ما كان لهذه ان تقتل. الا ان المرأة والشيخ والراغب اذا كان لهم رأي ومشورة في القتال او شاركوا في القتال فان حقهم ان يقتلوا. ومن الفوائد ايضا قد اجمع اهل السنة على ان عقد راية الجهاد من خصائص ولي الامر. فقتال الكفار من صلاحيات الشرعي ومن خصائصه وليس لاحد من العامة ان يفتات على حقه كما قال ابن قدامة قال وامر الجهاد مكون الى الامام واجتهاده. ويلزم الرعية طاعته. عفوا. ويلزم الرعية فيما يراه من ذلك. فلا ينبغي الافتاءات على الامام واعلاء راية الجهاد الا بامره واذنه. لانه اعرف المصالح ويجب على الامام ان يجتهد ويقدر مصلحة المسلمين وحفظ بيضتهم على حسب قوة المسلمين وضعفهم واستعدادهم الايماني في امر الجهاد واتفاق كلمتهم على اقامته. فاذا رأى اقامة القتال فيقاتل من وراءه. واذا رأى اعلان الهدنة والصلح. وان ذلك انفع واصلح للمسلمين في الحالة الراهنة فان الرأي ما يرى ولكن لابد ان يكون نظره منبثقا من تحقيق المصالح العامة واندفاع المفاسد العامة ليس من باب التشهي والبقاء على كرسيه. ومن الفوائد ايضا في هذا الحديث دليل على رد ما قاله الفلاسفة. من قولهم بان اول واجب على العبد هو النظر والتفكر وهذا خطأ باجماع اهل السنة. بل اول واجب على العبد هو النطق بالشهادتين كما في هذا الحديث اول واجب على العباد هو النطق بالشهادتين. فليس اول واجب لا التفكر الشك ولا الاعتبار والنظر وانما اول واجب هو النطق بالشهادتين. ومن الفوائد ايضا قوله الا بحق الاسلام. الا بحق الاسلام. هذا فيه دليل على ان النفس قد يوجب هدرها سبب اخر غير الكفر كأن يقتل الانسان غيره فان من حق الاسلام ان يقتل. او يزني وهو محصن فمن حق الاسلام يرجم. او يرتد عن الاسلام فان من حق الاسلام ان يقتله. فالاصل الدم والمال بالنطق بالشهادتين الا اذا اقترف الانسان شيئا ها يوجب قتله كما قال صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله الا باحدى ثلاث. فاذا النطق بالشهادتين عاصم للدم والمال الا اذا ارتكب الانسان امرا يوجب حينئذ اهدار دمه. فاذا لا يظنن الانسان وانه بمجرد اسلامه قد عصم دمه العصمة المطلقة فيتخبط خبط عشواء في اي فعل لا انتبه التزم الادب هناك اشياء اذا ارتكبتها سنقتلك مرة اخرى. حتى وان كنت مسلما. ومن فوائد ايضا ففيه دليلا على تعظيم حرمة دم المسلم. وعلى قتله الا بالمسوغ الشرعي. فلا يجوز لنا ان نتخبط في الدماء الدماء عند الله عز وجل عظيم. فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ومن الفوائد ايضا ان لنا الظاهر والله تتولى السرائر ان فيه دليلا على ان لنا الظاهر والله يتولى السرائر. فمن اظهر لنا النطق بالشهادة فالواجب علينا ظاهرا ان نحكم له بالاسلام. ثم نكل امره وحسابه بعد الى الى الله عز وجل. يعني ان من نطق بالشهادتين واقام الصلاة واتى الزكاة فاننا نعصم دمه وماله ونحكم له بالاسلام ظاهرا. وهو قد يكون من المنافقين لكن حسابه بعد ذلك وما يسره على الله عز وجل ليس علينا والله اعلم. نعم. احسن الله اليكم. الحديث التاسع عن ابي هريرة كعبدالرحمن بن صخر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما به فاتوا منه ما استطعتم. فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم نعم. هذا الحديث العظيم يدل على جمل من القواعد كثيرة. نأخذها قاعدة قاعدة القاعدة الاولى ان فيه دليلا على ان الاصل في النواهي التحريم الا لصارف فكل ما نهاك الشارع عنه كتابا وسنة فالواجب عليك ان تجتنبه. ولا يجوز لك الاقدام عليه مطلقا الا اذا ورد صارف يصرف هذا النهي من التحريم الى الكراهة. فحينئذ تعمل بما دل عليه الصارف القاعدة الثانية ان في هذا الحديث دليلا على ان الاصل في الاوامر الوجوب الا لصارف. فجميع ما امرك سارع به كتابا وسنة فالواجب عليك ان تحمله على الوجوب ولا يجوز لك ان تصرفه عن دائرة الوجوب الى دائرة اخرى الا لصارف. فاذا جاء الصارف احدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه ثم ليصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما اراد ثم ادعو بما شاء. ومنها استعمال جوامع الدعاء وعدم التفاصيل التي لا انك تقضي بما قضى به الصارف. وليس من الصوارف قول الجمهور. ولا كون هذا النص في باب الاداب كما قاله بعض الاصوليين القاعدة الثالثة ان فيه على قاعدة المشقة تجلي بالتيسير. لقوله فاتوا منه ما استطعتم فاي فعل في تطبيقه عسر فانه يصحب باليسر. كما قال الله عز وجل يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وقوله عز وجل يريد الله ان يخفف عنكم ويقول النبي ويقول الله عز وجل فاتقوا الله ما استطعتم. وهي من القواعد الفقهية الخمس الكبرى فمتى ما ضاق الامر اتسع. وليس علينا في دين الله من حرج القاعدة الرابعة ان فيه دليلا على ان الواجبات منوطة بالقدرة فلا واجب مع العجز اجماعا فالواجبات الشرعية منوطة بالقدرة فلا واجب مع العجز كما انه لا محرم مع الضرورة. فاي شيء من واجبات الشريعة تعجز عنه كلا او بعضا تسقط عنك كله ان كان العجز كليا او يسقط عنك البعض الذي تعجز عنه ان كان العجز بعضيا وهذا من اعظم التخفيف والتيسير على المسلمين. ولذلك من صفات شريعة رسول الله انها حنيفية سمحة. يسيرة كما في مسند احمد من حديث عائشة مرفوعا بعثت وفي رواية ارسلت بحنيفية سمحة. ومن القواعد ايضا او نعم ومن القواعد ايضا ان فيه دليلا على قاعدة عظيمة في الجهل تقول كل جهل معجوز عن رفعه فعذر كل جهل معجوز عن رفعه فعذر عادتك تكتب صباح الخير. فاذا سألك سائل متى يكون الجهل عذرا؟ فقل اذا عجزت انت عن رفعه فاي فاي جهل تعجز انت عن رفعه اما لعدم وجود العلماء كما في اخر الزمان واما لانقطاع وسائل الاتصال فيما بينك وبينهم لكونك في بلاد كفر او لكونك مثلا في برية بعيدة ايه ده؟ فمتى ما كان طريق الجهل معجوزا عن سلوكه فهذا الجهل يعتبر عذرا ويفهم من هذه القاعدة ان ما لا تعجز عن رفعه من الجهل فلا يعتبر وجوده عذرا. ومن قواعدي ايضا ان فيه دليلا على قاعدة الميسور لا يسقط بالمأسوء فاذا تعسر عليك بعض العبادة وتيسر لك بعضها فاياك ان تترك ما تيسر لك بحجة ما تعسر. فاتي ما استطعت. واما ما تعسر عليك فانه يسقط. فلو انك وجدت ماء يكفي بعض اعضاء طهارتك فالواجب عليك استع ولا يحل لك ان تترك هذا الماء بحجة انه لا يكفي الا لبعض اعضائك. وان كنت قادرا على بعض وبعض السجود فيجب عليك هذا البعض الذي تقدر عليه. واما ما تعسر وعجزت عنه فانه يسقط عنك ومن القواعد ايضا ان فيه دليلا على قاعدة تقول كل سؤال لا نفع للعبد فيه كل سؤال لا نفع فيه لا عفوا لا نفع فيه مطلقا فمنهي عنه شرعا. كل سؤال لا نفع فيه مطلقا فمنهي عنه شرعا. لقوله في الحديث انما هلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم. فاي سؤال لا نفعلك فيه لا في دينك ولا في دنياك ولا في ولا في اولاك ولا في اخراك. ولا تستفيد منه ابدا اي فائدة لا في صدر ولا ورد ولا يجنى من طرحه اي مصلحة ولا حكمة. فاعلم ان الله نهاك عن هذا السؤال. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كره لكم قيل وقال وكثرت السؤال. وقال الله عز وجل قبل ذلك يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبدى لكم تسوءكم. ويقول العلماء ويقول انس رضي الله تعالى عنه نهينا عن السؤال نهينا عن السؤال. فكان يعجبنا ان يجيء من البادية الاعرابي عاقل فيسأل كي ما نسمع. كي ما نسمع. ولذلك لو حسبت الاسئلة في القرآن لوجدتها يسألونك عن كذا قل كذا يسألونك تعد على اصابع اليدين. لان السؤال قد يكون جواب لا يصلح لك فانت تكون كالشاة التي تضحك برجلها عن السكين التي تقتلها. في صحيح الامام مسلم قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله اين ابي؟ قال ابوك في النار فولى الرجل حزينا ثم دعاه صلى الله عليه وسلم فقال ان ابي واباك في النار. لما تسأل طيب؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم يوما من الايام فسئل فغضب. فكان من عقوبته لمن غضب عليهم ان قال والذي نفسي بيده لا اسألوني في هذا المجلس عن شيء الا اجبتكم. الا اجبتكم. هذي من باب العقوبة. هذا خطير جدا قال فجفا عمر على ركبتيه وقال يا رسول الله امنا بالله ورسوله يعني تبنا انتهينا فاذا اردت ان ان تطرح سؤالا على عالم او احد فيجب عليك ان تمحص سؤالك وان تنظر في مصالحه ومنافعه. فان كنت ستنتفع بجوابه فاسأل والا فاسكت عنه. ومن القواعد ايضا ان فيه دليلا على قاعدة شرعية مقصد من مقاصد الشريعة يقول الاتفاق عفوا يجب يجب الاتفاق والائتلاف ونبذ اسباب الفرقة والاختلاف. يجب الاتفاق والائتلاف ونبذ اسباب الفرقة والاختلاف. وهذا من جملة اصول الشرع. فاعظم ما يريده الله عز وجل منا بعد التوحيد ان نبقى متآلفين متوادين متحابين قلوبنا صافية على بعضنا على سرر متقابلين وفي مجالسنا يعني متسامرين لا يحمل احدنا على اخيه الا كمال المحبة والاحترام والتقدير. ولذلك من اعظم ما نهانا الله عز وجل عنه الفرقة والاختلاف فقال الله عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وجعل الله الفرقة والاختلاف في الدين من طبع الكفرة قال ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون. ولذلك طوع الفقهاء بعض قواعد الشرع لتحقيق هذا المقصود الشرعي. فقالوا كل معاملة تتضمن الخصومة والنزاع فمحرمة. كبيع المسلم على بيع اخيه لما نهي عنها لانها موجبة للفرقة والنزاع والخصومة. وشراء او المسلم على شراء اخيه لما نهي عنها يا راشد؟ لانها سبب للنزاع والخصومة. خطبتك على خطبة اخيك لما نهي عنها لانها سبب للفرقة والنزاع. اذا اخذوا منها قاعدة. واخذوا قاعدة اخرى تقول كل سنة ادى فعلها كالفرقة والنزاع فالمشروع تركها. فالجهر بالبسملة اذا ادى الى الفرقة والنزاع فلا تجهر والاصرار بالبسملة اذا ادى الى الفرقة والنزاع فاجهر. ووضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في الصلاة اذا ادى الى الفرقة والنزاع والاتهامات والاختلافات فاسب ليديك. فالمقصود الاعظم عند الله ان نبقى اخوة. ليس المقصود عند الله ان تطبق هذه سنة وان دمرت الدنيا بتطبيقها فليكن عندك فقه علم. فليس كل شيء تعلمته لابد ان تطبقه الا اذا كان في تطبيق المصلحة الخالصة او الراجحة. فقدم اخوتك وبقاء او اعفاء وفقدم اه تآلف المسلمين. قدم ترابط المسلمين وحدة صف المسلمين حتى ولو على مصالحك الشخصية. ولذلك لا يزال العلماء يصرخون بوجوب السمع والطاعة. لم؟ لان الناس لا تجتمع قلوبهم الا على امام. ولا تتحد صفوفهم وتتوحد كلمتهم الا على امام. فنحن لا نريد هذا الامام لسواد عينيه. ولكن لعلمنا انه متى ما ذهب هذا الامام عن البلد كثر النزاع وكثرت الخصومة. ونحن نريد بقاء الالفة والمحبة. والتآخي ووحدة الصف وقوة الكلمة. وليفهم من كلامنا ولا يفهم من كلام اهل العلم رحمهم الله شيئا اخر قاعدة عظيمة هذي قاعدة وجوب الاتفاق والائتلاف ونبذ اسباب الفرقة والاختلاف. ومنها ايضا قاعدة ان فيه دليلا على ان فعل المأمور اعظم عند الله من ترك المأمور. عفوا من ترك ترك المحظور ان فعل المأمور في ميزان الشارع اعظم من ترك المنهي عنه يعني ان عقوبتك عند الله اذا تركت مأمورا اعظم مما لو فعلت محظورا بل ان معصية ابليس كانت من قبيل ماذا؟ من قبيل ترك المأمورات وهو انه ترك السجود. الذي امر به ومعصية ابينا ادم كانت من قبيل ماذا؟ اجتناب المنهيات فانظر الى ما ختم به ابليس وانظر الى ما ختم به ادم. فابليس ختم له بالشر. لان جنس معصيته الترك مأمور. فعقوبة تارك المأمور عند الله عز وجل عظيمة جدا. واما ادم فقد تاب الله عز وجل عليه ولذلك يقول العلماء ان التوبة من ترك من فعل المحظورات ايسر من التوبة من ترك المأمورات. لم؟ لان التوبة من فعل المحظور عبارة عن ترك الشيء والترك يسير لكن التوبة من ترك المأمور عبارة عن انشاء فعل جديد والفعل ثقيل. انتم فهمتم ولذلك تجدون ان المأمورات مبني على عبادة يحبها الله طلب وجودها. فاذا متعلقة بما يحبه الله. المأمورات متعلقة بما يحبه الله. واما ترك المنهيات سيد فهو تعلق بشيء يكره الله فعله. فاذا باب المنهيات متعلق بالاشياء التي يبغضها الله. فصار باب المأمور احب الى الله الله ارفع عند الله من باب المنهية لانه باب متعلق بمحاب الله ومراضيه واما باب المنهيات فهو باب كن متعلق بما يكرهه الله ويأباه. واخر قاعدة عندنا ان هذا الحديث فيه دليل على وجوب الحذر. من اسباب العطب والهلاك. كل سبب يوجد الهلاك فالواجب الحذر منه. وما اجمل ان يجمع الانسان اسباب الهلاك في الامم السابقة في الاحاديث التي ينص عليها رسول الله بقوله انما هلك من كان قبلكم ولو اقيمت فيها محاضرة لكانت طيبة سجلها عندك نحطها من برنامج العام الجاي ان شاء الله. لان جمع هذه الاسباب فيه وقاية للامة اليس كذلك حتى لا تسلك امتنا مسلكا الامم السابقة فتهلك كما هلكوا. فتهلكوا كما هلكوا. والله واعلم كم عندنا من قاعدة؟ عشر. عشر قواعد. اقرأ اخر حديث في هذا الدرس. احسن الله اليكم الحديث العاشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله طيب لا يقبل الا طيبا. الله اكبر وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال تعالى يا ايها الذي يا ايها يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. نعم. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم. ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر الله. يمد يديه الى السماء يا رب. اه. يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام. مم. وملبسه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب له؟ لا حول ولا قوة الا بالله. الكلام على هذا الحديث في جمل من المسائل الاولى ان فيه دليلا على صفة الطيب على اثبات صفة الطيب لله عز وجل. فالله طيب وبناء على وصفه الطيبي فلا يقبل الا الاقوال الطيبة والاعمال الطيبة والنفقات الطيبة الفائدة الثانية ان الله عز وجل لا يرفع من الاعمال الا اطيبها ولا من الاقوال الا اطيبها فلا يقبل الله من الاعمال ولا ترفع اليه الا اذا كانت طيبة. فان قلت وكيف الاقوال والاعمال فنقول لا طيب للاقوال والاعمال الا بشرطين. الاخلاص والمتابعة فكل من جاء بالعمل مخلصا ومتابعا فهو عمل طيب يرفع الى الله عز وجل. فاي عمل لا اخلاص فيه فهو خبير لا يرفع الى الله واي عمل لا متابعة فيه فهو خبيث لا يرفع الى الله. فمن اراد ان ترفع اعماله الى الله عز وجل فليحرص على تطبيق هذين الشرطين في كل عمل قولي في كل امر سواء قولي او عملي حتى ترفع اعماله. ومن الفوائد ايضا ان في الحديث فيه دلالة على وجوب طلب الرزق من الابواب الحلال. حتى وان كان الرزق قليلا فهو خير من الحرام الكثير. والقاعدة المتقررة في المال تقول واحفظوها المال ببركته لا بعدده وكثرته. المال ببركته لا بعدده وكثرته. فربما مال مبارك يكفيك سنة مع قلته. وربما مال لا يكفيك شيئا. فليست الاموال بكثرتها. وانما المال ببركته ومن الفوائد ايضا ان فيه دليلا على وجوب السعي في طلب الارزاق وعدم اهماله الاسباب لان هناك طائفة تركت التكسب ادعاء للعبودية فتراهم دراويش في الشوارع يمشون لا يطلبون ارزاقا ولا يحصلون كسبا وهذا من الرهبانية التي ما انزل الله عز وجل بها من سلطان. فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو اعظم المتعبدين المتوكلين كان يبيع ويشتري ويستأجر ويوكل ويتوكل صلى الله عليه وسلم ولذلك لما عزم بعض بعض اصحابه صلى الله عليه وسلم على ترك التكسب والدنيا وزهدوا فيها فقال احدهم انا لا اتزوج النساء. وقال الاخر انا اصوم ولا افطر وقال الثالث انا اصلي ولا انام؟ هل رضي بذلك صلى الله عليه وسلم؟ الجواب ما رضي. بل نهاهم عن ذلك واخبرهم بان فعلهم وعزيمتهم خروج عن دائرة الوسطية والسنة. فليس في ديننا رهبانية نبتدعها ولا توكلا يقتضي ترك الاسباب. فعلى العبد ان يسعى في في الارض وان امشي في مناكبها وان يطلب رزقه ولا ينبغي له ترك ذلك بحجة التعبد او الرهبانية. ومن الفوائد اذا ان فيه دليلا على حسن اختيار النفقة. فلا تنفقن من من ما لك الا اطيبه. لا سيما الانفاق في التعبدات كالانفاق في الحج. او الانفاق الزكاة او الانفاق في الصدقة. فاياك ان تتيمم الخبيث من ما لك فتنفقه لله عز وجل. كما قال الله عز وجل ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون. فلا يجوز لك ان تخرج في زكاتك من رديء ما لك وقال الله عز وجل وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما تصدق عبد بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله الا طيبا الا تلقاه الله بيمينه فيربيها لاحدكم كما يربي فلوه اي صغيرة الحصان او فصيله. واضح؟ فاذا الزكاة لا تتيمم الخبيثة فتنفقه فيها والصدقة لا تتيمم الخبيثة لتنفقه فيها. بل حتى النفقة على نفسك واولادك اياك ان تنفق عليهم شيئا خبيثا. واذا اردت ان تحج فتخير بنفقة حجك اطيبها لان الله طيب لا يقبل الا طيبا. ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على اتفاق الانبياء واممهم في الاحكام التشريعية. فكل حكم ثبت في حق النبي فيثبت في حق الامة تبعا. الا بدليل ما حكم الصدقة بالمال الحرام؟ ان قلت ما حكم الصدقة؟ بالمال الحرام. الجواب هذا فيه تفصيل. هذا فيه تفصيل. فان كنت تتصدق وبالمال الحرام الذي اكتسبته من الربا او السرقة او الاختلاس او الانتهاب. او الغصب اذا كنت تريد بالصدقة نفع نفسك بهذا المال فاعلم انها صدقة باطلة ولا نفع فيها بل ليس فيها الا العقوبة والويل والعذاب فكل من تصدق بمال غيره عن نفسه فان الله عز وجل لا يقبل صدقته اذا كانت من ما له حرام. انتهينا من هذا؟ واما القسم الثاني فهي الصدقة بمال غير لعدم وجود الغير اصلا. فالمال حل في يدك سرقة واردت ان تعيده الى صاحبه فلم تجده. وسألت عنه لم تهتدي الى طريق الى الى مكانه. فصاحب المال غير موجود. والمال اذا تعذرت معرفة صاحبه فينزل صاحبه منزلة المعدوم فتتصدق به عنه. فصدقتك مقبولة. مع انه مال اكتسبته من من وجهه الحرام انت سبقته انت غصبته ومع ذلك صدقتك مقبولة لم؟ لانك بحثت عن صاحبه ولم تجده بهذه الصدقة نفعه هو لا نفع نفسك. من يستطيع الاعادة ما شاء الله وش تقول يا فيصل؟ ايه سقط الضباب فليغمسه اغمضوا عيونكم لا فليغمسه ثم لينزعه. بسم الله. انعم. الشيخ فيصل من دوختك ما غمست ما غمست بسم الله. روح من اللي يجاوب بيخلص. ايش؟ انا اسمع كلاما لما؟ انا اسمع كلاما جانبيا ايوة. مع انك اكتسبته من مال حرام لكن صدقتك مقبولة لامرين لانك لم تجد صاحبه ولم ترد بالصدقة نفع نفسك. اذا نقول من تصدق بمال غيره عدم وجوده وكان قصده في النفقة ان ينفع هذا الخير فان صدقته مقبولة. يلا حتى ننتهي يا اخوان ومن المسائل ايضا فيه دليل على ان قبول الاعمال مربوط باكل الحلال. سبحان الله مو بس قبول الدعاء لا بل قبول الاعمال. مربوطة باكل الحلال. فالعمل لا يقبل ولا يزكو الا باكل الحلال. فاذا كان من عادة الانسان ان يأكل حراما فسد عمله. بل ربما تفسد صلاته زكاته وحجه وربما يفسد بره بوالديه. فاذا اكل الحرام موجب لفساد الاعمال والعياذ بالله فعلى الانسان ان يتقي الله في ذلك. ولذلك وردت بعض الاحاديث الدالة على ذلك كما في مسند الامام احمد رحمه الله باسناد فيه شيء من الضعف. قال صلى الله عليه وسلم من اشترى ثوبا بعشرة دراهم. في ثمنه درهم حرام لم اقبل له صلاة ما دام عليه او اذا صلى فيه. فاذا اكل الحرام وشرب الحرام ولبس الحرام من اسباب رد الاعمال وعدم بقبولها كيف تصلي في ثوب حرام؟ وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادى لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لبيك وسعديك زادك زادك حلال وراحلتك حلال مبرور واذا حج الانسان بنفقة خبيثة فوضع رجله في الغرز فقال لبيك اللهم لبيك نادى مناد من السماء الا لا لبيك ولا سعديك. زادك حرام حيلتك حرام وحجك غير مبرور. فاذا متى ما اكل الانسان حراما واعتاد اكله فربما يحبط عمله كله ولذلك يقول ابن عباس رضي الله تعالى عنه لا يقبل الله صلاة امرئ في جوفه حرام ومثل هذا لا يقال بالرأي. وابن عباس لا يأخذ عن اهل الكتاب. فلقوله حكم الرفع. ومن الفوائد ايضا من المراد بنفي القبول في الاحاديث. اذا قال الشارع من فعل كذا لا يقبل الله له عمل. او لا يقبل الله كذا اذا حصل كذا وكذا. فما المقصود بنفي القبول؟ هل هو نفي الصحة؟ نفي الصحة ام نفي الثواب والاجر؟ هل المقصود بنفي القبول الوارد في الاحاديث؟ نفي الصحة ان نفي الثواب؟ الجواب عندنا قاعدة خذوها وهي من انفع القواعد. تقول القاعدة نفي القبول في احد منكم نايم؟ ها تقوم جامد في حد نايم؟ حدثت؟ لا لا ابدا. شفت الثاني يريد ان. بدل؟ بدل بعد بدا البعض من كل غطى غطى كل او نقول نفي القبول اذا علق بفوات مأمور فنفي للصحة. نفي القبول اذا علق بفوات مأمور فنفي للصحة واذا علق بفعل محظور فنفي للثواب اعيدها مرة اخرى نفي القبول اذا علق بفوات مأمور في كل الصحة واذا علق بفعل محظور فنفي للثواب. اظرب مثالين على اختصار فقط المثال الاول قوله صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ الان لا يقبل هنا معناها اي لا يثاب ولا لا يصح؟ الجواب لا يصح. لماذا حملتها على نفي الصحة لانه فات مأمور وهو الوضوء. فاذا هنا علق نفي القبول بفوات مأمور. فيكون المنفي هو الصحة. المثال الثاني. انتبه. من اتى كاهنا او عرافا فسأله لم اقبل له الصلاة اربعين يوما لم تقبل اي لا تصح او لا يثاب لا يثاب. لم حملته ولنا في الثواب هنا لان نفي القبول علق على فعل محظور وهو اتيان الكهال والسحرة. طيب من تحداني في الاجابة عن المثال الثالث قبل ان يسمعه. اذا كنتم فهمتم القاعدة فالمثال سيكون واضح وتستطيع ان تجيب على اي مثال. انت تتحدى. نعم. طيب. قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله صلاة حائض اي امرأة كبيرة الا بخمار. الا بخمار لا يقبل الله صلاة حائض الا بقيمة. الحائض يعني كبيرة امرأة بالغة. هل كلمة لا يقبل هنا اي لا يصح لا تصح صلاتها الا بخمار او لا تثاب الا بخمار. انتبهوا لا لا انت سبحان الله محد رفع ايده قبل قليل. ها المقصود بها نفي الصحة ولا اريد يعني ادخالك بالتشكيك اكيد؟ اكيد طيب نفي الصحة احسنت يا اخي لماذا؟ لان الخمار مأمور به طيب من يتحداني في المثال الرابع؟ انت ايش علي؟ شيخ علي لا تدخل في متاهات طيب ابشر اسمع حديث عظيم قال النبي صلى الله عليه وسلم ايما عبد ابقى اي فر من اي سيده لم تقبل له الصلاة حتى يرجع. هل لم تقبل يعني لا تصح صلاة العبد ولا لا يثاب عليها ارجوكم يا سبحان الله ايش؟ في هذا الحديث لا يثاب احسنت يا شيخ علي ابد قاعدة يا اخي خلاص مشي عمرك عليها. طيب شيخ سيد لا الشيخ سيد بيجاوب انا بختار ذا المرة. انت شسمك الاخ لا لا الاخ شسمك؟ خالد ونعم شو اسم الوالد؟ ها؟ ونعم ولد فهد شلون الوالد طيب بتجاوبش اكيد؟ والله لو ما جا خنق. طيب نجيب لك بسيطة. قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقبل صلاة بغير طهور. ولا صدقة من غلول. طبعا لا تقبل صلاة بغير هذا واضح لكن ولا صدقة من غلول لا هذي كانها صعبة شوي ولا لا؟ صعبة هذي صعبة هذي صعبة اصبر اصبر اصبر اصبر يا ابو خلنا في الاولى خلنا في الاولى لا تقبل صلاة بغير طهور هل لا تقبل هنا لا تصح ولا لا لا يثاب لا تصح بيض الله وجهك والله يبيض الله وجهك الله اكبر الله اكبر تكبير يا اخوان انت يا ابو فهد ممتاز. احسن من بعض الناس. يلا نواصل. فاذا نفي القبول اذا ورد في الحديث فانظر الى متعلقه فان كان متعلقه فوات مأمور فاعلم ان نفي القبول هنا مرادف لعدم الصحة. وان كان فعل محظور فاعلم ان نفي القبول هنا مرادف لذهاب الثواب والاجر. ومن الفوائد ايضا في هذا الحديث ان فيه دليلا على ان الدعاء من اعظم العبادات. قال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ويقول صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة. حديث صحيح رواه الترمذي في جامعه. فينبغي للعبد الا يغفل قلبه عن دعاء اكثروا يا اخوان من الدعاء. ادعوا الله عز وجل حتى في الامر الذي تقدر انت على فعله. حتى ولو انقطع الشسع ونعلتك ارفع يديه قل ربي ربي اعني على اصلاحها. اياك ان تعتمد على حولك وقوتك فيسحب الله عز وجل بساط التوبة التوفيق والسداد من تحت قدميك. ان من اعظم ما يحبه الله اظهار عبده الافتقار اليه. والانطراح بين يديه. داعيا متضرعا متخشعا متبذلا مظهرا فقره بين يدي الله عز وجل حتى ولو كان في امر يستطيع ان يفعله بلا دعاء. لكن شدة افتقاره الى ربه فيدعوه في كل شيء. فهمتم هذا؟ طيب وهذا لا يكمل الا بالفوائد التي بعدها وهي فائدتان او ثلاث فقط وهي ان الدعاء يجب فيه مراعاة شروطه وانتفاء موانعه فلا يدعو الانسان كيفما اتفق. بل عليه ان يحرص ان يحقق شروط الاستجابة. وان يترك موانعها فمن مقتضيات الاجابة مثلا خذوها التمسك بالسنة. فان المتمسكين بالسنة يستجاب دعاء وهم اكثر من استجابة من الاستجابة لغيرهم. وكلما تمسكت بالشريعة اكثر كلما كان استجابة الله لك اكثر لقول الله عز وجل فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. قال الله عز وجل واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان ثم قال فليستجيبوا لي. فكلما ازدادت استجابتنا لله في التمسك بشريعته زادت استجابته ادعيتنا ومن الشروط ايضا او نقول ومن ومن مقتضيات الاجابة ايضا حضور القلب عند الدعاء. فان الله لا يستجيب لدعاء من قلب ساه غافل لاهي. فليستشعر وعقلك ما ينطقه لسانك من الادعية. ولذلك ما اكثر الضلال الذي يقع في الامة مع انهم يقولون في كل ركعة اهدنا الصراط المستقيم لكن لا يرون اثر الدعاء على انفسهم لاننا نقرأه في الصلاة بلا حضور قلب ولا استشعار. فالغفلة قد استولت على قلوبنا. ومن المقتضيات القلب حال الدعاء اخلاص القلب حال الدعاء. ومنها قوة اليقين في الله عز وجل واجابته. كما قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل انا عند ظن عبدي بي. فمتى ما دعوت وانت تظن في الله انه سيستجيب عند ظنك واما ان تدعو وانت في قلبك انه لن يستجيب فلن يستجيب. انا عند ظن عبدي بي ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة. ومنها ايضا اطابة المطعم والمشرب لهذا الحديث قال ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب لذلك وقال صلى الله عليه وسلم يا سعد اطب مطعمك تكن مجاب الدعوة ومنها الالحاح عدم الملل من كثرة الدعاء. فادعوا ثم ادعوا ثم ادعوا الى ان تموت وانت تدعو اياك ان تنقطع او تمل او تستكثر على الله عز وجل فتقول قد دعوت الله كثيرا ولم ارى يستجاب لي. ومنها ايضا المحافظة على الفرائض. فان من اخل بشيء من طائف فربما يكون ذلك سببا في عدم استجابة الله لهم وعلى ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم تعرف على الله في الرخاء ايش؟ يعني عرفت في الشدة. عرفت في الشدة ومنها ايضا رفع اليدين الى السماء. فانها حالة الفقير مسكين كما قال في هذا الحديث يمد يديه الى السماء فهذه جملة اذا حققها المسلم وحرص عليها فان دعاءه سيكون ارجى للاجابة ان شاء الله. ثم قلنا ويترك موانع الاجابة. اذا هناك موانع تمنع العبد من الاستجابة. او تؤخر استجابته على اقل الاحوال فمنها الشرك بالله عز وجل. فمن اشرك في دعائه مع الله عز وجل فان الله يرد دعاءه كالذين يدعون الله ويدعون الاولياء. ويدعون الله ويدعون الملائكة ويدعون الله ويدعون اصحاب القبور. ويدعون الله ويستغيثون بالجن والشياطين. فهؤلاء لا يستجاب دعاؤهم ومن الموانع ايضا ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. فربما لا يستجاب للامة كلها بانها تركت شعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والعياذ بالله. كما قال صلى الله عليه وسلم والذي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليوشكن الله ان يبعث عليكم عذابا من عنده ثم تدعونه فلا يستجيب لكم. ومنها تعاطي الحرام والتوسع فيه من الطعام والشراب واللباس كما دل عليه هذا الحديث في قوله فانى يستجاب له؟ فمن يأكل حراما فالله لا يستجيب له لكن قد يستجاب له في بعض الاحوال كشدة الحاحه ووقوعه في كربة وضائقة فيكون دعاؤه دعاء فهنا يستجيب الله حتى ولو للكافر. لقول الله عز وجل امن يجيب المضطر اذا دعاه. ومنها ايضا الاستعجال في طلب الاجابة. كما في حديث ابي هريرة يستجاب لاحدكم ما لم يعجل يقول دعوت ودعوت فلم يستجب لي. ومنها ايضا ان يدعو اثم او قطع رحم. فمن دعا بحرام فالله لا يستجيب له. لا يستجيب له نختم هذا الحديث نختم هذا الحديث بشيء من اداب الدعاء. شيء من اداب الدعاء مختصرة لن اطيل عليكم. وبه ينتهي الدرس يستحب للعبد ايها الاخوان اذا دعا ان يتحلى بعدة امور. الامر الاول ان يكون على طهارة لان الدعاء ذكر لله عز وجل والقاعدة تقول يستحب حال ذكر الله ان يكون العبد على اكمل طهارة ومنها ان يستقبل القبلة حال الدعاء. فانها اشرف الجهات ما لم يكن في حالة تقتضي خلاف ذلك كالخطيب فانه يدعو وقد ولى القبلة ظهره لان حالته الشرعية تقتضي ذلك. ومنها رفع اليدين. وكل ما زاد دعاؤه واضطر الى الاجابة كلما زاد الرفع. حتى يكون دعاء ابتهال اغاثة. ففي صحيح مسلم من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فاشار بظهر بظهره كفيه الى السماء كذا. قال ابن تيمية وهذا مبالغة في الدعاء ورفع اليدين لانها دعاء اضطرار الان. ومنها ابتداء الدعاء بالحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لحديث فضالة اذا صلى اي دعا قيل عليها كقول بعضهم اللهم اني اسألك القصر الابيض عن يميني الداخل الى الجنة فكلما ازددت تفصيلا في الدعاء ربما تقع في بعض المغالطات الدعوية او المخالفات الشرعية. فكلما كان دعاؤك فمن جوامع الادعية او متفقا في الفاظه مع ما ثبت من ادعية الكتاب والسنة كلما كان ابعد عن دخول بعض المغالطات التي لا تنبغي ومن الاداب ايضا التوسل بما يجوز التوسل به قبل الدعاء. كالتوسل الى الله عز وجل باسمائه وصفاته وبذكر الحال وبالايمان به ومحبته ومحبة رسوله وطاعته اي بالاعمال الصالحة. وليحذر العبد من التوسلات الممنوعة كالتوسل بذات النبي او جاه النبي او سؤال الله عز وجل باحد من المخلوقين فهذه توسلات ممنوعة. ومنها ايضا العزيمة في الدعاء وعدم بالمشيئة فلا يقولن احدنا اللهم اغفر لي ان شئت وارحمني ان شئت وليعظم الرغبة وليعزم فان الله لا يتعاظمه شيء اعطاه. ولا مكره له عز وجل. ومنها حضور قلبه اقباله بكليته على الله عز وجل. ومنها وهو اخرها ان الاوقات التي دل الدليل على قرب الاستجابة فيها. كدعاء السجود وهو اعظم الدعاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء. وكثلث الليل اخر لحديث ينزل ربنا الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يستغفرني من يسألني يدعوني فاستجيب له. وكما بين الاذان والاقامة لحديث لا يرد دعاء بين الاذان والاقامة. وعند نزول المطر لثبوت الحديث بذلك. وفي اثناء السفر لحديث ابي هريرة هذا قال يطيل السفر فذكر السفر دليل على انه من مقتضيات اجابة الدعاء عند التحام الصفين في القتال في سبيل الله. وفي اخر ساعة من يوم الجمعة لحديث ان في الجمعة طاعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل شيئا الا اعطاه اياه. وعند الفطر من الصوم بعض الاثار عن الصحابة بذلك. وكدعاء ليلة القدر. لحديث عائشة ارأيت ان علمت يا الى الله ليلة القدر اي ليلة هي فما اقول؟ قال قولي اللهم اعني على اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. هذه جمل من ما اردنا شرحه هذا الدرس والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد