الصورة بهاء لمنظر حسن الشكل والهيئة مع جلال وهيبة تعلوه. احسن هند بن ابي هالة لما وصف فقال رضي الله عنه كان فخما مفخما يريد ان فخامة وجهه تمتلئ نبلا اي مستوية ملساء في درجة واحدة. ناعمة مستوية فلم يكن فيها تقوس ولم يكن فيها ولم يكن في جلد قدمه شيء من الخشونة او التعرج او التشقق. قال مسيح القدمين اذا هي الرحمن الرحيم الحمد لله تعالى حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد. احمده تعالى واشكره واستعينه واستغفره. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك شريك له واشهد ان سيدنا وحبيبنا وقرة عيوننا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله. وصفيه خليله خاتم انبيائه ورسله ومبعوثه رحمة الى خلقه اجمعين. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آل بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد اخوتي الكرام ايها المسلمون امة محمد صلى الله عليه واله وسلم. فحيث ما يذكر نبيكم صلى الله عليه واله وسلم تتنزل الرحمات لان الالسنة انك تلهج بالصلاة والسلام عليه. وكلما صلى المسلم على نبيه صلى الله عليه واله وسلم نال من ربه عشر صلوات وصلاة الله عز وجل على عبده رحمته وثناؤه عليه وانسياق الخيرات في الدنيا والاخرى اليه. عندما يكثر المسلم من صلاة وسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم. فانه بكثرة الرحمات التي تغشاه. ينتظر فرجة من كربة المت به وتيسيرا لامر قد تعسر عليه. وانفتاحا لابواب طالما اغلقت عليه. انها رحمة اكرم الاكرمين رب العالمين سبحانه جل وعلا التي تنال رحمته التي تنال كل عبد اقبل صلاة وسلاما على نبيه صلى الله عليه واله وهذه الليلة الشريفة المباركة ليلة الجمعة نحن مندوبون فيها الى الاكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم بقوله اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة. وصلاتنا على النبي عليه الصلاة والسلام مستحبة مندوبة مرغبة لنا في كل الاوقات. لكنها في الصلاة والسلام عليه يوم الجمعة وليلة الجمعة لها مزية على غير من الايام فكما ان الجمعة سيد الايام. فنبيكم صلى الله عليه وسلم سيد الانام. وللصلاة عليه فيه فضيلة وخصوصية ندبنا به الي صلى الله عليه وسلم. ومثل هذا المجلس الذي نتدارس فيه شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم خلقه واخلاقه وصفاته وشمائله وكل ما يتعلق به هيئة وخلقا وطبعا وسجية كل ذلك باعث لا شك على الاكثار من الصلاة والسلام عليه. فصلوا عليه وسلموا تسليما. وقف بنا الحديث احبتي الكرام ليلة الجمعة الماضية عند حديث عند ابن ابي هالة وهند ابن ابي هالة ربيب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ذلك انه ابن زوجته خديجة كما تقدم في اللقاء المنصرم. وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ام المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله الله عنها ولها ولد هو هند ابن ابي هالة. فلما تزوجها عليه الصلاة والسلام ورزق منها باولاده اصبح هند بن ابي هالة اخوة لابناء رسول الله اخا اخا لابناء رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فهو اخوهم من امهم خديجة رضي الله عنها وراوي الحديث ها هنا هو الحسن بن علي حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقه وريحانته والشبيه به صلى الله عليه واله وسلم. يروي الحديث عن خاله هند ابن ابي هالم لانه اخو امه والموصوف في حديث هند ابن ابي الا عند اهل العلم فانه حديث عظيم اشتمل على جمل عديدة فيها جانب كبير من الاوصاف التي لم تشتملها احاديث الصحابة رضي الله عنهم اجمعين. فان الصحابة كانوا يقفون امامه صلى الله عليه وسلم. في نقل ما يتعلق بصفته وهيئته وحليته وجمال خلقه وخلقه صلى الله عليه وسلم فكأنما يقفون على بحر فكم يغرفون وكم يتركون ولطالما روى الصحابة رضي الله عنهم جبلا متعددة تحكي شيئا من وصفه الجميل الشريف العظيم صلى الله عليه واله وسلم. لكن وهم مهما فعلوا اتوا على جانب وتركوا جوانب. ولهذا مر بكم في اكثر من حديث ان احدهم رضي الله عنهم اجمعين. كلما اجتهد في الوصف اوحكى جانبا من جوانب خلقته وهيئته وجماله صلى الله عليه وسلم لا يسعه الا ان يقول في اخر حديثه وقد شعر انه عاجز مهما فعل ان يحيط بوصف جماله وعظيم هيئته وكمال خلقته عليه الصلاة والسلام الا ان يقول في اخر حديثه لم ارى احسن منه صلى الله عليه وسلم او لم ارى مثله قبله ولا بعده صلى الله عليه واله وسلم لكن حديث هند بن بهذا حديث متميز متفرد عن سائر الاحاديث التي جاءت في وصفه الشريف الجميل عليه الصلاة والسلام. ذلك ان هند بن ابي هالة كما قال ابن اخته الحسن كان وصافا. ومعنى وصافا انه يجيد الوصف ويحسنه. وذلك معي امرين احدهما ان تلتقط عينه من النواحي التي تحتاج الى وصف ما لا تلتقطه عين من سواه وعادة من اوتي دقة الوصف سيكون دقيق الملاحظة ولا شك. وسيركز في النظر والتقاط النظرات والتركيز على جمل ومواقف قد لا يحسن غيره الوقوف عليها. والامر الاخر الذي اوتيه مثل هند ابن هالة لما يكون وصافا حسن التعبير. وامكانية اللفظ والذي يساعده في الاتيان على ما يريد التعبير عنه. فاجتمع لهند ابن ابي هالة رضي الله عنه الامران معا. حسن ملاحظته ودقة تركيزه والتقاطه لما لم يفعل غيره من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين. والامر الاخر جمال الوصف وروعة العبارة اللفظ كما ستسمعون بعد قليل في حديث طويل اخرجه الائمة في عدد من مواضع السنن. حديث هند ابن ابي هالة عند اهل الحديث ضعيف السند لانك رواته مجاهيل لا يعرفون وجهالة الراوي سبب من اسباب ضعف الحديث ومع فان حديث هند ابن ابي هالة كان ولم يزل عند اهل العلم في العناية باوصاف النبي عليه الصلاة والسلام حديثا معتبرا لاكثر من سبب منها ان جوانب كثيرة وجملا متعددة من التي يحكي فيها هند ابن ابي هالة. وصف النبي صلى الله عليه وسلم جاءت في اوصاف وفي غيره من الصحابة فاشترك معهم فيما حكى من تلك الاوصاف وتلك العبارات وتلك الجوانب التي يذكر فيها شيئا من هيئته وخلقته عليه الصلاة والسلام. فاذا كان كذلك فلا اقل من ان تقول انه ذكر ما ذكر غيره واشترك واياهم في ذلك الوصف. اما الجمل الاخرى التي انفرد بها هند بن ابي هالة فان انفراده ربما كان هو الذي بمقتضى الصنعة الحديثية لا يكون مقبولا. لكن اهل العلم لم لم يقفوا عند ذلك بسبب ان ما نقل في تلك العبارات والجمل ليست احكاما شرعية. ونحن لن نستنبط منها حلالا وحراما ولا احكاما تتعلق بالمكلفين حتى يكون التدقيق فيها والتشديد والتركيز على مواطن الصحة والضعف. وتوفر شروط القبول كما نفعل في احاديث الحلال والحرام. فماذا عليك لو قبلت حديثا لا يصح سنده؟ وتضعف روايته عند اهل الحديث وغاية ما فيه ان يذكر شيئا من جمال المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. فانك ان قبلته فقد اصطدت معرفة باوصافه عليه الصلاة والسلام. وان سوف ما نقص ذلك من احكام الشريعة شيء. ومن هنا كانت العناية بحديث هند بن ابي هالة رضي الله عنه عند اهل العلم حديثا يعتنون بذكره واراده لما فيه من الصفات التي اوردت قبل قليل. الحديث مشتمل على جمل متعددة وفيه مقاطع متنوعة اتى فيها هند على مما يريد وصفه في النبي عليه الصلاة والسلام. وصف شكله وهيئته وخلقته. وصف دخوله وخروجه وصف مجلسه وصف كلامه وصف تعامله مع الصحابة وصف مشيته وصف احواله في الغضب وفي الرضا وصف الضحك وصف وصف الكلام وجملا عديدة سنأتي على ذكرها الان سنأخذها مقطعا مقطعا لطول الحديث ونقف عقب كل مقطع للاشارة الى ما فيه من المعاني وما يمكن ان يستنبط فيه من الفوائد. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال سألت خالي هند بن ابي هالة وكان وصافا عن حلية النبي صلى الله عليه وسلم. وانا اشتهي ان يصف لي منه شيئا اتعلق به هذا الحسن يقول سألت خاليه هند عن وصف النبي عليه الصلاة والسلام. وافتح الان اذنيك وعينيك وقلبك لما يقول الحسن وانا اشتهي ان يصف لي منها شيئا اتعلق به. فهلا كنت انا وانت رحمني الله واياك. نشتهي نشتهي معرفة وصف النبي صلى الله عليه وسلم حبا وشوقا اليه الا تشتهون؟ الا يشتهي احدكم ان يتمتع بجمل تصف له النبي عليه الصلاة والسلام كانه يراه؟ الا احدكم ان حرم رؤيته وصحبته صلى الله عليه وسلم. وعاش الى هذا القرن بعده عليه الصلاة والسلام باكثر من الف اربعمائة سنة فلان حرمنا صحبته ولئن حرمنا رؤيته ولئن لم تكتحل عيوننا بالنظر الى جماله وكماله وهيبته عليه الصلاة والسلام افلا نشتهي تشتهي قلوبنا ان تسمع وصفا يحكي لنا هيئته وخلقته واخلاقه عليه الصلاة والسلام؟ بلى والله المحب لابد ان يكون كذلك. المحب لرسول الله عليه الصلاة والسلام احب ما عليه هذا الذي كررنا الحديث عنه اكثر من مرة. وصف الجمال في البشر يا اخوة ينقسم الى نوعين. جمال نعومة ولمونة ورقة ولطف. وهو جمال النساء المستحسن عادة. والجمال الاخر جمال الهيبة والجلال والفخر واشهى ما لديه ان يكون مجلسه مليئا انسا بمعرفة اخبار النبي عليه الصلاة والسلام. هذا الحسن وهو حفيده عليه الصلاة والسلام وادرك طرفا من صحبته وادرك شيئا من العيش معه صلى الله عليه وسلم ولو سنين يسيرة من طفولته لكنه يقول وانا اشتهي ان يصف لي منها شيئا. فحري بنا والله جميعا يا اخوة ان تتحرك قلوبنا بهذه الشهوة حبا لرسول الله عليه الصلاة والسلام لمزيد ايمان به لمزيد اقتداء وحب به عليه الصلاة والسلام. لمزيد عناية بسنته لمزيد التفات الى سيرته وعناية باخباره عليه الصلاة والسلام. ثم انظر الى قول الحسن وهو يقول وانا اشتهي ان منها شيئا اتعلق به. عندما تتعلق القلوب حبا برسول الله عليه الصلاة والسلام. لن تترك فيها مساحة للحب الزائف والله لما تتعلق القلوب حبا صادقا بالنبي عليه الصلاة والسلام. لن ينجح الشيطان في ان يزرع محبوبات تتعلق بها القلوب فتضيع معها الاعمار. ما اضاع اعمار العشاق لمحبي الغرام والمتعلقين بالصور الا فراغ قلوبهم هذا الحب الشريف الجليل للنبي عليه الصلاة والسلام. فالى كل الشباب والشيب والى كل الرجال والنساء. ان نعمر قلوبنا حبا لرسول الله عليه الصلاة والسلام ومع ذلك فستجد القلوب مساحة واسعة لحب من تشاء بعد. لكنها ابدا لن يكون فيها قدم لحب لا يحبه الله ورسوله. لحب لا يرضاه الله ورسوله لحب لم يأذن به الله ورسوله. فتلك والله اطهر القلوب واجلها واعظمها واصفاها وانقاها ان تكون عامرة بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حبا تتعلق بصورته وشكله وهيئته بافعاله واقواله بسنته بشمائله بسيرته بكل ما يتعلق باخباره عليه الصلاة والسلام فاذا امتلأت القلوب حبا ستتحرك النفوس والعقول بحثا عن اخباره عن احكامه عن ادابه عن اسلامه عن دينه الذي جاء به عليه الصلاة والسلام فستجد القلوب دافعا ومنطلقا قويا للسير الى سنته والتمسك بها صلى الله عليه واله وسلم. نعم. فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما. يتلألأ وجهه تلؤلؤ القمر ليلة البدر اطول من المربوع واقصر من المشدد. عظيم الهامة رجل الشعر انفرقت عقيقته فرقها. والا فلا يجاوز شعره شحمة اذنيه اذا هو وفره. ازهر اللون واسع الجبين ازد الحواجب صوابغ في غير قرن. بينهما عرق يدره الغضب. اقنى العرني له نور يعلوه. يحسبه من لم يتأمله اشم كب اللحية. الخدين بليع الفم مثلج الاسنان. دقيق المسروبة. كان عنقه كأن عنقه جيل دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق دادن متماسك. سواء البطن والصدر عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس. انور المتجرد موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك. اشعر الذراعين والمنكبين واعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة شتم الكفين والقدمين. سائل الاطراف او قال سائل الاطراف. قمصان طيب مسيح القدمين ينبو عنهما الماء اذا زال زال قلعة يخطو تكفي ويمشي هونا ذريع المشية اذا كأنما ينحط من صبب. واذا التفت التفت جميعا. خافض الطرف. نظره الى نظره الى الارض اطول من الى السماء جل نظره الملاحظة يسوق اصحابه ويبدر من لقي بالسلام هذه قطعة من حديث هند بن ابي يصف فيها نبيكم صلى الله عليه واله وسلم. وهذه القطعة الى هذا الحد هو القدر الذي اورده الامام الترمذي رحمه الله في كتاب الشمائل الذي هو اصل الكتاب الذي بين ايدينا مختصر الشمائل. والذي صنعه الامام الالباني رحمه الله انه اتى الى مواضع الحديث المتناثرة في بقايا الكتاب فساقها بعد هذه الجملة فاصبحت حديثا طويلا. والا فان ترتيب الامام الترمذي في هذا البعض ينتهي فيه الحديث عند قوله ويبدر من لقي بالسلام. واما الجمل الاتية فهي في كتاب الترمذي واردة في مواضع ابواب اخر لكن الشيخ الالباني رحمه الله ساقها ليكون حديث هند ابن ابي هالة في سياق واحد متصل. الجمل التي سمعتم يا احبة هي وصف الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. وصفت جملة كثيرة من نواحي خلقته وهيئته. فانت لو تأملتها واستوعبت معانيها لابتسمت لك صورة تكاد تكون متكاملة عن منظره وهيئته عليه الصلاة والسلام. ابتدأ هند ابن ابي هالة وصفه عظيمة فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما. فخما مفخما قامة وهذا الاخر هو الذي جاء فيه وصف نبيكم صلى الله عليه واله وسلم. ما كان جماله جمال نعومة ورقة ولطف ودقة كما هو الشأن في جمال النساء. لكن جماله عليه الصلاة والسلام اجتمع فيه الامران. جمال الخلقة تملأ عين الناظر اليه اجلالا وتعظيما. مع امتلاء الوجه بكل صور الحسن والجمال التي تقع عليها عينا انسان فوصفه صلى الله عليه وسلم بهذا الاجمال جاء تفصيله في الجمل الاتية جملة جملة. فقوله كان فخما مفخما يقصد فخامة الوجه يبلغ امتلاءه مع الجمال والبهاء الممتلئ هيبة وتعظيما واجلالا له عليه الصلاة والسلام. قوله كان فخما مفخما. يعني تجد النفوس تجد النفوس هيبة تقع في داخلها فتحملها على تفخيم رؤية النبي عليه الصلاة والسلام. ثم شرح رضي الله عنه جوانب هذا الجمال المفخم فقال يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر. ولطالما شبهت الوصفة بجمال الانسان في وجهه بالقمر. فيقال فلان كالقمر واجمل من القمر. وهو وصف يجري على السنة العرب في وصف الجمال للمبالغة تارة وللغزل تارة ولنوع من التحسن والتودد الى من تحب تارة فاذا مدح الرجل زوجته واثنى على جمالها فوصفها بشيء من ذلك كل ذلك وارد ومحمول. ربما يخيل اليك ان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يصفون جمال وجه النبي صلى الله عليه وسلم بالقمر من هذا الباب. يعني من باب المجاملة ومن باب المبالغة في وصف جمال وجهه عليه الصلاة والسلام كلا لم يكن كذلك لكنهم حقيقة يبصرون نورا وضياء في وجهه صلى الله عليه وسلم يعطي جمال وبهاء وفخامة اجمل مما لو ابصر احدهم القمر في كبد السماء ليلة البدر مضيئا متوهجا فيرون جماله عليه الصلاة والسلام اعظم وابلغ. مر بكم في الليلة الماضية في الجمعة الماضية صراحة مثل هذه المقارنة لما قالها لما قال انس رضي الله عنه قال جابر بن سمر وسيأتيكم ايضا لاحقا يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة اضحية يعني في ليلة مثمرة مضيئة. وهو اتم ما يكون فيه القمر بدرا متلألأ متوهجا نورا وضياء. اسمع هو يحكي لا يتجمل لا يتغزل لا يبالغ في وصف النبي عليه الصلاة والسلام. يحكي حقيقة المقارنة. يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة يضحيان ليلة مقمرة مضيئة. يقول فجعلت انظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. والى القمر وعليه حلة حمراء فاذا هو عندي احسن من القمر. ووالله لو كتب الله لنا رؤيته عليه الصلاة السلام لاي قلب حقيقة هذا الجمال الذي يحكي عنه الصحابة رضي الله عنهم. فما كان مبالغة ولا كان تغزلا كانت حقيقة يذكرونها. هذا هند رضي الله عنه يقول يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر. لكن الفرق الفرق ان القمر يتلألأ يتلألأ ليلتين او ثلاثا في الشهر. ثم يضعف قبلها ويضعف بعدها. لكن تلألأ وجه المصطفى صلى الله عليه واله وسلم كان دائما مستمرا يبتهج به اعين الناظرين اليه فصلى الله عليه واله وسلم يقول رضي الله عنهم اطول من المربوع واقصر من المشذب. وهي جملة مر معانيها في اكثر من حديث سبق. اطول من المربوع الرجل المعتدل المائل الى القصر. يقول كان اطول من ذلك قليلا. اقصر من المشدد. المشدد الطويل كما لو شذبت عودا او شجرة او نخلة فبانت طويلة ممتدة بعد تشديد اطرافها. يقول ما كان عليه الصلاة والسلام بالمشذب المشذب الطويل الممتد طولا الذي يتمايز عن الرجال اذا وقف بينهم بطوله. يقول لا ما كان كذلك. كان اقصر من المشذق ولا تظن ان القصر هذا ينتهي به الى قصر بين قامات الرجال. لا كان اطول من المربوع. اذا طوله وسط عليه الصلاة والسلام الطويل الممتد وللقصير المتردد كما جاء في حديث سبق. يقول في وصفه عظيم الهامة الهامة هي جملة بدن الانسان وقامته. وصف عليه الصلاة والسلام بالعظمة في الهامة. ولان لا تظن انها ضخامة العماليق فلم يكن ضخما بمعنى عملاقا وكان منظره في شيء من الضخامة كلا عظيم الهامة يشير به الى ضخامة في الاطراف يأتي وصفها بعد فكان عليه الصلاة والسلام موصوفا بضخامة الصدر بضخامة العظام والمفاصل رؤوس المفاصل وهي الكراديس وخامة كفين القدمين كل تلك الضخامة مع ما وصف به من الجمال والجلال تملأ عين الناظر اليه جمالا تكسوه مهابا واجلال وتوقير صلى الله عليه واله وسلم. قال رجل الشعر وقد تقدم ايضا وصف شعره عليه الصلاة والسلام انه لم يكن لم يكن بالناعم السابق الذي ينساب نعومة وليونا ولم يكن بالمجعد الذي يلتف وينثني من شدة الخشونة. بل كان وسطا قال كان رجل الشعر فلم يكن شديد الجعودة ولا شديدا السبوط كان وسطا بين ذلك. انفرقت عقيقته فرقها. وفي رواية اخرى للحديث ان انفرقت عقيقته طرقها. العقيصة الخصية من الشعر اذا لويت وضفرت. ويسميه بعضهم عقصا وعقاصة وعقصا القطعة من الشعر والخصلة اذا لويت وبفرت. واما العقيقة فهي مقدمة شعر الرأس الذي على الناصية. مقدمة الشعر الذي على ناصبها الشعر فلما كان يوفر شعره كما سيأتي في وصف كثافة شعره عليه الصلاة والسلام. ان انفرقت عقيقته فرقها بمعنى انه اذا جاء يترجل ويمتشط في شعره اذا تيسر له ان يفرقها يقسمها الى قسمين فعل عليه الصلاة والسلام واذا وقلت العقيقة فهي القطعة من الشعر او الخصلة اذا التويت ظفرت. والا فلا يجاوز شعره شحمة اذنيه اذا هو وفره شحمة الاذن هي هذه. واذا وفر شعره عليه الصلاة والسلام كان لا يجاوز شعره شحمة اذنه يعني الى ها هنا. لكن جاء في اوصاف اخر انه كان عظيم الجمة يضرب شعره الى اطراف منكبيه. وكذلك كالحال لكن هندا يصف ما رأى ويصف احوالا رأى فيها النبي عليه الصلاة والسلام وغيره وصف فرأى شعرا اطول من فكان شعره صلى الله عليه وسلم في طوله على ما اجتمعت عليه روايات الصحابة انه كان يصل الى اطراف شحمة اذنيه والى اطراف منكبيه وكلا الامرين فيه كثافة شعر وفيه طول وفيه عناية به كما سيأتي في اوجه عنايته صلى الله عليه وسلم بشعر رأسه. يقول ازهر اللون. ازهر اللون بياض مضيء. فليس بالبياض الامهق كما هو في بياض صاحب البرص. ولا هو بالسمرة الشديدة التي تميل ايضا الى السواد. وجاء في وصف غيره ابيض مشربا بحمرة وهو اجمل انواع البياض في البشرة. وهو ايضا انسبها واوسطها واعدلوها. لان ما زاد على ذلك من يميل الى الصفرة وشدة اللون. وما نقص عن ذلك ايضا مال الى الاسمرار والسواد وكان بياض بشرته صلى الله عليه اله وسلم وسطا بين ذلك. يقول رضي الله عنه واسع الجبين. واسع الجبين. الجبين عند العامة هو اقبل الانسان من اعلى الوجه لكنها في اللغة هي الجبهة. واما الجبين فهو الجانب منها. جانب الجبهة من الطرفين هو الجبين ولهذا قال الله تعالى عن الخليل ابراهيم عليه السلام في قصة امر ذبحه لولده اسماعيل فلما اسلم وتله للجبين فانه لما اضجعه ما اضجعه على جبهته اضجعه على الجبين وهو الجانب. فلما اسلم وتله للجبين وناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا قال ازج الحواجب سوابغ في غير قرن. هذا وصف لحواجبه. ولك ان تتأمل دقيق الوصف. لما وصفوا الجملة والشعر والبدن والطول واللون البشرة. جاء يدخل الان في الاوصاف الدقيقة. اما حواجبه صلى الله عليه وسلم يقول فكان ازج الحواجب ازج الحواجب معناها انها انها في هيئتها وشكلها على هيئة فيها شيء من الامتنان فيها شيء من التقوس ازج الحواجب يعني كانت حواجبه صلى الله عليه وسلم مقوسة. فما كانت خطا ولا كانت كثيفة تلتصق بشدة ما فيها من الشعر. قال ازج الحواجب اي متقوسة في رسمها وشكلها. وهو اجمل ما يكون في حواجب الانسان قال من غير قرن يعني لم يكن شعره حواجبه كثيفا متصلا حتى يقترن بعضه ببعض. لا كان زج الحواجب كان هناك فاصل فلم يتصل شعره حاجبه الايمن بحاجبه الايسر. ومع هذا الفاصل الذي بين الحاجبين قال بينهما عرق يذره الغضب كان عنده عرق عليه الصلاة والسلام يبرز اذا كان في حالة غضب يجره الغضب ان يمتلئ عرقه وينتفخ في ظهر للناظر. ويظهر هذا العرق بين حاجبيه صلى الله عليه وسلم. وكان الصحابة يعرفون من حاله اذا كان غاضبا من بعض العلامات هذا واحد منها. كان اذا برز العرق الذي بين جانبيه عرفوا انه غضب. ولغضبه سبب يعرفه الصحابة من مجلسه الذي حصل فيه الموقف الذي يحكيه بعضهم رضي الله عنهم اجمعين. قال رضي الله عنه اقم العرنين اقم العرنين العرنين هو الانف وقوله اقنى العرنين اقنى العرنين اي صلب في غير دقة في الارنبة يشير فيه الى قوام الانف واستقامته. وان فيه حدة وفيه ارتفاعا واضحا لكنه لم يكن كما قال بعد قليل يحسبه من لم يتأمله اشم. اشم يعني دقيق الانف جدا. يقول من لم يتأمله من اجل انفه وعلوه وارتفاعه يحسبه دقيق الانف اي نحيفا. لكنه لم يكن كذلك يحسبه من لم يتأمله اشم. الاشم هو دقيق الانف لكن من تأمله واقترب منه عرف انه عليه الصلاة والسلام اقنى العلمين وهو المقصود كما قلت طويل الانف مع ارنبته والارنبة هي رأس الانف هذا. ودقته اي طرفه المستبق وحدته. فما كان عريضا في الارنبة. لكنه كان يقول يحسبه من لم يتأمله اشم. يعني يحسبه دقيق الانف مستقيما. من لم يحسبه من لم يتأمله نحسبه انه كان قصير الانف او كان او كان يعني قليل الانف صغير الحجم لا يرى من بعد. وذاك لدقته في في وصف انفه عليه الصلاة والسلام وهو كما ترون ايضا من علامات الجمال التي يتمدح بها الناس. قال رضي الله عنه مستمرا في وصف عليه الصلاة والسلام كف اللحية وكث اللحية اي كثير شعرها وثيرها كان اللحية اي كثير الشعر ترى لحيته عظيمة كثيرة وفيرة. وهذا يدل على انها لم تكن بالقصيرة ولم يكن يأخذ منها صلى الله عليه وسلم ما يخفف بها شعر لحيته. ولم تكن ايضا حليقة انما كانت وفيرة في وصف انظار الصحابة فكان كف اللحية يقول سهل الخدين ضليع الفم. سهل الخدين يعني منبسط الخدين سائلا مستويا وهو ايضا من الجمال ظليع الفم اشنب مفلج الاسنان. ظليع الفم يعني عظيم الفم. والعرب تمدح الانسان بسعة فمه للدلالة على الفصاحة تارة. فيقولون فلان ضليع الفم يعني فصيح اللسان جيد الكلام حلو المنطق فهذا نوع من التعبير المجازي لا يريدون ضخامة الفم حقيقة. ويريدون بظليع الفم احيانا سعة فم سعة حجم الفم حقيقة وايضا من اوصاف الجمال فاذا دق الانف واتسع الفم مع اتساع العينين وشدة سوادها كان ذلك اية الجمال وهي التي اجتمعت في وصفه عليه الصلاة والسلام. قال رضي الله عنه ضليع الفم اشنب مفلج الاسنان. اشنب يعني في اسنانه دقة وتحدد مفلج الاسنان يعني بين كل سن وسن شيء من الفرجة غير ملتصقة ولا فهي مستوية وهي ايضا متجانبة متراصة بجوار بعضها لكن انفراجا يسيرا يقع بين كل سن وسن وهذا من اعظم ما يكون جمالا عند العرب وتتغزل به. ان يكون الاسنان في فم صاحبها على هذا النحو. مفلج الاسنان دقيق وقد مر ايضا في الدرس المنصرم ان المسرب هو خط الشعر الذي يجري من اعلى صدر الانسان الى سرته والشعر الذي يجري في صدر الرجل الى السرة يسمى المسربة. يقول كان عليه الصلاة والسلام دقيقا مسروبا. كان خط الشعر هذا دقيقا وهو ايضا يصف الان يصف حجم الشعر الذي كان على جسده عليه الصلاة والسلام. كان دقيقا مسربا كان عنقه جيد في صفاء الفضة. الجيد العنق والدنيا الدمية المعروفة التي تصنع على شكل اللعب. وتكون عادة كما نرى في العاب الاطفال. صنع الدنيا يقتضي ان يكون صنعها على نحو متساو في اجمل ما يكون. تكون الاطراف متساوية ويكون الرأس والظهر والبطن لان دنيا يراد منها جمال النظر وان تكون بين يدي الناس مقبولة. يقول كان عمر جيب دمية. ارأيت كيف الدنيا يعتني صانعها اذا نحتها وصنعها ان تكون في غاية الاتزان وغاية الاتساق وغاية الجمال يقول كأن عنقه جيد دمية. يعني لكأنك تقول انها صنعة وليست خلقة بشر من جمالها واستوائها وحسن منظرها. قال في صفاء الفضة عنقه عليه الصلاة والسلام تبدو في صفائها وجمالها ولمعانها قال كانها في صفاء معتدل الخلق هذا وصف عام مجمل. فكل خلقه معتدي. ولذلك كان الاعتدال في الطول فليس بالطويل ولا بالقصير. كان لون البشرة فليس بالابيض والامهق ولا ايضا بالاسمر شديد الادنى. وكان ايضا في الشعر فليس بالسبت المسترسل وليس بالجعد القطط الملتف الخشن. كان ايضا في وسط وفي وصف سائر انحاء جسده عليه الصلاة والسلام. قال معتدل الخلق بادنا متماسك بادن ممتلئ جسمه لحما على هيئة يوصف فيها بامتلاء البدن. لكنها ليست السنة لانه ايضا جاء في حديث علي في المجلس المنصرم لم يكن بالمطهم ولا بالمكلسم. وقد مر ان المطهم هو البدين الممتلئ لحما المنتفخ السمين كما نسميه اليوم. السمنة والانتفاخ. كان عليه الصلاة والسلام بادنا. يعني كان جسمه متماسكا مليئا احمد يعني لم يكن صعلوكا عليه الصلاة والسلام. لم يكن دقيق البدن. لم يكن يبرز عظمه من قلة لحمه لا. كان بادلا متماسكا يعني لم يكن مترهلا. فبعض البدناء بعض الناس اذا وصف بالبدانة ترهل جسمه من البدانة. فارتخت مثلا وارتخت بعض انحاء جسده من امتلاء اللحم او الشحم. لكنه عليه الصلاة والسلام كان بادنا متماسكا. فكانت هيئة في امتلاء الجسد فيه استواء على النحو الذي وصفه بعد قليل فقال سواء البطن والصدر. نحن نصف البديل اليوم لانه بدين اذا برزت بطنه او انتفخت كرشته فتقول هو بدين او تقول هو صاحب سنة وصفه صلى الله عليه وسلم انه باد كان مع استواء البطن والصدر. فاذا وقف رأيت صدره وبطنه سواء فلا بروز لبطنه. ولا انتفاخ فيها. كان والبطن والصدر كما هو الحال في اصحاب النحافة غير انه لم يكن نحيفا عليه الصلاة والسلام. قال عريض الصدر به الاتساع وهو نوع من وصف اجزاء جسده صلى الله عليه وسلم بالعظمة والفخامة والضخامة. بعيد ما بين المنكبين انتباه من طرف كتفيه بعيد ما بينهما يشير الى اتساع البدن. وهذا نوع من عظمة الانسان فاذا استقبلته العين ووقت عليه النظر رأيت ما يهولك هيبة واجلالا في ضخامة المنظر وواجهة الانسان التي يقابل بها الاخرين يستقبل بها الوجه والصدر بعيد ما بين المنكبين ضخيم ضخم الكراديس. الكراديس رؤوس العظام. فرأس عظمة العضد ورأس المرفق ورأس الكتف ورأس الركبة ورأس عظمة الساق قال ضخم الكراديس فكانت رؤوس عظامه ضخمة. ولا يشترط من ضخامة العظام. اتصاف صاحبها بالبدانة لكن ضخم الكراديس ولو كان نحيلا فضخم الكراديس نوع من عظمة خلقته عليه الصلاة والسلام. انور المتجرد المتجرد الذي لا لباس عليه ويقصد بذلك انه عليه الصلاة والسلام كان في وصف ما يراه الصحابة من اعضائه التي تتجرد عن اللباس او عن الشعر. كانا متجردا انورا. فكل وجه من جسده يتجرد عن اللباس بمعنى لا يغطى سواء كان كالكفين والذراعين او في الاحرام اذا انكشف البطن والصدر والمنكب او القدمان او الساقان ونحو ذلك كان انور المتجرد العضو الذي يتجرد من اللباس او لا شعر عليه كان انورا كان مضيئا مشرقا من بياض بشرته صلى الله عليه واله وسلم. موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط اللب هي النقرة التي في اعلى الصدر التي هي مجمع ملتقى منتصف القفص الصدري. التي تجمع بين الترقوتين الموصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط هي المسروبة التي مرت ذكرها قبل قليل. لما قال دقيقة المسروبة قال هنا موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك يعني اما بطنه فلا شعر عليه. واما ثدياه يعني صدره صلى الله عليه وسلم ايضا فلا شعر عليه. اذا انما وصف في صدره من الشعر فقط هذا الخط الذي يجري وهو النسر به. وما عدا ذلك فلم يكن في صدره شعر عليه الصلاة والسلام ولا في بطنه شعر عليه الصلاة والسلام. اذا لم يكن بالامرد صلى الله عليه وسلم. ولم يكن ايضا بالمشعر صلى الله عليه وسلم لكنه وسط بين ذلك وهو ايضا اية في الجمال. قال ولا يزال يصف شعر جسده عليه الصلاة والسلام. قال اشعر الذراعين والمنكبين واعاني الصبر. اشعر الذراعين. هذي الذراعين. كان عليهما شعر. اذا لم يكن امرد عليه الصلاة والسلام. اشرع الذراعين والاشعر والمنكبين هذان المنكبان كان عليهما شعر. واعاري الصدر فقط. وقبل قليل يقول عاري الثديين والبطن. فوصف الثديين والبطن بانه لا شعر عليهما لكن ما فوق السدر وهو اعالي الصدر كان عليه شعر وعلى اطراف منكبيه وعلى ذراعيه صلى الله عليه واله وسلم. قال طويل الزندين رحب الراحة سبق القصب. طويل الزندين رحب الراحة سبق القصب شفنا الكفين والقدمين كل ذلك فيه وصف لطول وضخامة عظامه واطرافه عليه الصلاة طويل الزنبين الزن زند اليد طويل الزندين يشير الى ان عظمة يده كانت طويلة عليه الصلاة والسلام رحب الراحة الراحة هي وابتسطوا الكف بسطوا الكف وباطنه. رحب الراحة يعني وسيعها وهذا لا يكون الا بضخامة الكف. قال شتنى الكفين وفي بعض الروايات زيادة سبق القصب القصب كل عظم ذي مخ. وسبق القصب يعني ممتد العظام ذوات المخ والعظام ذوات المخ. يقصد به العظام الكبيرة كعظمة العضد وعظمة الذراع وعظمة الفخذ وعظمة الساق هي موجودة في بعض الروايات. قال صدق القصبي يصفه بطول العظام. ووصفه قبل قليل طير من بين ووصفه هناك بعيد ما بين المنكبين وصفه بعظيم الصدر. كل ذلك كما قلت هو عظمة في الهيئة التي يقع عليها اليه صلى الله عليه وسلم قال شتم الكفين القدمين شتم يعني ضخم كبير حجم الكفين والقدمين سائل الاطراف او قال سائل الاطراف وسواء قلت سائل او سائل فالمقصود طويل الاطراف. اليابان والقدمان اذا فيه وصف يناسب الضخامة التي وصفت بها الاعضاء. قال رضي الله عنه خمصان الاخمصين. الاخمصين مثنى اخمص الاخمص هي باطن القدم في وسطها. قدمك من اسفلها اكرمك الله في باطنها في المنتصف. منطقة اذا وطئت بقدمك الارض فان الذي يلامس الارض هو مقدم القدم ومؤخرها. ويبقى ويبقى متوسط باطن القدم اجوف مبتعدا عن الارض فلا يلامسها. وبعض الناس مسيح بطن القدم فاذا وطأ بقدمه التصق بطن قدمه كلها بالارض. لكن عامة الناس يكون وضع القدم على الارض يصيب فيه مقدم القدم ومؤخره ويتجوفوا ما بينهما. هذا هو الاخمص. قال كان خلصان الاخمصين يعني كانت باطن قدميه صلى الله عليه ان لم شديدة البعد عن الارض شديدة التجافي. يشير الى عظم التقوس الذي يكون في باطن قدمه عليه الصلاة والسلام هذا ليس عجيبا لكن العجيب كيف رصد الصحابة هذا الوصف الذي ليس هو بالهيئة الظاهرة وليس بالوجه ولا بالعينين قد لا ان يصف الفم ويصف الحواجب ويصف الاسنان ويصف اللسان ويصف العين ويصف الشعر ويصف الانف بدقة عجيبة لكن ان يصف شعر الصدر وشعر المنكب واللبة والسرة المسربة وما بين ذلك وكل ذلك يتعدد وفيه وصف الصحابة ولهذا عرفت كيف كيف قصد لما قال وكان وصافا. اذا هو يمكن ان يلتقط من مواضع النظر والملاحظة فما لا يلتقطها غيره فكيف فعل؟ هذا لا يأتي يا اخوة الا من انسان جعل نظره رصدا لرسول الله صلى الله عليه سؤال ما الذي يحمل هندا وغيره؟ على ان يجعل من نظره وبصره مع النبي عليه الصلاة والسلام رصدا لاجزائه وانحائه وحركاته وكل شيء دقيق حتى انه رصد كل شيء حتى القدمين ينظر اليها فاستطاع ان يرصد زاوية الانفراج في باطن القدم فقال خمصان الاخمصي والله يا اخوة ليس الا حبا ملأ تلك القلوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان احدهم يشعر انه مهما نظر وابصر وتعلقت فانه لا يزال يشتهي ان يقلب عينيه في كل ما يتعلق به بصره من رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا الحب الصادق جعل رضي الله عنهم اجمعين يحكون لنا هذا الوصف الدقيق. الان سؤال هذا الحب الذي ملأ قلوبهم حملهم على ذلك الوصف الدقيق على الرصد العجيب على هذه الرواية الأمينة والنقل لنا معشر المسلمين. فالسؤال الآن يبقى الحب الذي في قلوبنا على ماذا سيحمل اقل اقل ما يمكن ان يحملنا عليه هو تتبع هذا الوصف. هو العناية به. هو ملء القلوب بهذا الوصف الجميل الجليل للرسول صلى الله عليه وسلم حتى يكون احب بشر اليه جمالا وجلالا وهيبة. حتى تتهاوى كل صور الجمال امام جماله عليه الصلاة والسلام. حتى تتضاءل حقيقة كل صور الحب ومعانيه امام حبه صلى الله عليه وسلم. ان كان حب عاطفة وان كان حب تعظيم واجلال وان كان حب اقتداء وتأثر واتباع كل ذلك لا ينبغي ان يتقدم فيه احد على رسول الله عليه الصلاة والسلام اما رأيت الى عمر لما قال له النبي عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين فقال عمر والله يا رسول الله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي. قال لا يا عمر حتى اكون احب اليك من نفسك. انها الدرجة التي يجب ان توجد في قلوب المسلمين جميعا الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينازع في المرتبة الاولى عليه احد ولا حتى نفوسنا التي بين جوانبنا. فلما قال فانك احب الان الي من نفسي فقال الان يا عمر. عمر وصل رضي الله عنه فماذا عني وعنك؟ وصلت؟ ام باقي في الطريق؟ اذا كنت لا زلت باق في الطريق وكنت لا زال امشي واتعثر مثلك فان ان يسارع الخطى حتى نحقق المرتبة الاولى في قلوبنا حبا لان تكون خالصة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. السبيل الى ذلك عدة امور هذا احدها. العناية بشمائله ان تملأ قلبك حبا بجمال المصطفى صلى الله عليه وسلم. وعندئذ ستنجح في تلك المحبة الى الدرجة التي امرنا ان نبلغ بها ايها المحبون لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. عودا الى حديث هند رضي الله عنه يقول خمصان الاخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء مسيح القدمين وصف الان بطن القدم قال قمصان الاخمصين الان يصف ظهر القدم من فوق. ظهر القدم من فوق كان مسيح القدمين. يعني قدمه من الاعلى من فوق ملساء ناعمة. اكد هذا المعنى فقال يمضوا عنهما الرماء. اذا وضعت الماء عليها اذا غسلتها اذا جاءها الماء في الوضوء سرعان ما ينساح عنها الماء ويمضوا ان يبتعد يفارقها لشدة نعومتها وملاستها فلا يبقى عليها الماء فاذا سكبت الماء سرعان ما انحدر وتصبب من فوقها بنعومة طرف قدمه وظهر قدمه عليه الصلاة والسلام ثم وصف خشيته فقال اذا زال زال قلعا. وقد مضى ايضا في حديث علي وغيره اذا مشى مشى تطلعا. والمقصود انه يخطف ويرفع قدمه بجملتها من الارض اذا اراد الخطوة فلا يسحب قدميه حال الخطوات لكنه يرفع قدمه بالجملة فكأنه نعوها قال رضي الله عنه يخطو تكفيا ويمشي هونا. خطواته كانت تكفئا وهي ايضا في معنى القلع السابق. خطواته قال يتكفأ تكفؤا يعني يرفع قدمه جملة وينزلها جملة وهي دلالة على الجدية واستقامة شخصيتي وتماسك صاحبها وحزمه في امره كله. قال ويمشي هونا وهي الموصفة التي الصفة التي اثنى الله عز وجل على اصحابها في سورة الفرقان وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هولا. واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. المشي الهون ليس بالمشية المتماوتة الضعيفة المتهالكة وليست بالمشية المتكبرة المتعجرفة المتغطرسة لا تجبر ولا تكبر وايضا لا ضعف ولا تماوت ولا استهانة. كان يمشي هونا ثم مشية الهون ايضا يوصف بها الاسراع فلم يكن يسرع يهرول صلى الله عليه وسلم ولا كان بطيئا في المشي كان بين ذلك يمشي هونا. ذريع المشية يعني واضع الخطوة تلو الخطوة فورا متتابع الخطى ذريع المشية متتابع الخطى. اذا مشى كأنما ينحط من صبر وقد مضى شرفها سابقا والمنحط من صبب النازل من منحدر فانه بشدة الانحدار الذي يلاقيه في المشي يجد نفسه متسارعا في الخطى مهما فحاول ان يتماسك فكان صلى الله عليه وسلم في مشيته حتى على الارض المنبسطة كان يرى الناظر اليه في مشيته اسراع ليس مقصودا كما ان النازل من منحدر اذا اسرع في مشيته لم يكن يقصد السرعة كانما ينحط من صبب اذا التفت التفت جميعا فما كان لا يلتفت برأسه بل يلتفت ببدنه جميعا عليه الصلاة والسلام. اذا ناداه انسان او اذا اراد ان يبحث او يتفقد امرا فما كان يلتفت هذا الوصف يصفه اهل العلم بانه حال الشخص كلما كان اكثر اتزالا واعتدالا واستقرارا في الشخصية فانه هكذا يفعل. وهذه اوصاف القادة كما يقولون. فان احدهم للدلالة على على عظيم ما هو فيه من التماسك والاتزان والهيبة نبارك برأسه واما الملتفت برأسه يمنة ويسرة. فغالبا هي من اوصاف العجلة والخفة والطيش التي تنزه عنها نبيكم صلى الله عليه واله وسلم قال خافض الترفيه هذا وصف العظمة والجلال في غاية التواضع خافض الطرف يعني اذا كان مشى او اذا تحرك او اذا كان بين اصحابه كان يوصف غالب نظره بالخفض. يعني ينظر الى الارض ولذلك قال نظره الى ارضي اطول من نظره الى السماء. هذا تواضع وهو نوع من حمل نفسه صلى الله عليه وسلم على التذلل بين يدي ربه واستشعار بمعنى العبودية على كل الاحوال. دخل عام الفتح مكة مظفرا منتصرا فاتحا فما دخل مجبرا ولا متكبرا. كان يخفض رأسه حتى كان كان يصيب بذقنه صلى الله عليه وسلم لباسه. من شدة خفض رأسه تواضعا لربه واعترافا بعظمة الله واعترافا ايضا بعظيم العبودية التي كان عليه الصلاة والسلام كان كان يفعلها امام ربه وتعالى. جل نظره الملاحظة اذا نظر لا يطيل النظر فانما هي كاللحظ. جل نظره الملاحظة فاذا نظر الى شيء اكتفى بلحظه فلا يطيل النظر ولا يحدق البصر عليه الصلاة والسلام يسوق اصحابه المقصود انه اذا مشى مع اصحابه في غزوة او او مشي يسوق اصحابه يعني يكون خلفهم. كما يسوق راعي الغنم غنمه فانه لا يمشي امامه بل يمشي خلفها. وهذا من تمام العناية وصحبه والرعاية بهم فاذا مشى يكون بينهم او خلفهم يجعلهم بين يديه يسوقهم وهذا اتموا في العناية والرعاية والحياطة لاصحابه رضي الله عنهم وصلى الله عليه وسلم. قال ويبذل من لقي بالسلام. وهذه سنة نبوية مأثورة قولا وفعلا اما فعلا فمن فعله ووصفه كان يبدر من لقي بالسلام. فكان يبتدأ من لقي من الناس في طريق او في مجمع او في مسجد او منزل بالقاء السلام عليه الصلاة والسلام مع انه الاحق بالقاء السلام عليه صلى الله عليه وسلم. مع انه الاولى ان يكون المتوجه اليه بالسلام من كل الناس من صغير وكبير. لكن مبادرته بالسلام فيه التواضع اولا. وفيه لين الجانب والرفق لاصحابه ثانيا وفيه اصابة الاجر واكتساب الحسنات ثالثا لان المبادرة بالسلام حائز للاجر. فكان عليه الصلاة والسلام يعلمنا ذلك بهديه قولا وفعلا. واما قولا فقد حثنا كثيرا على المبادرة بالسلام. الا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم هي سنة عزت اليوم مع الاسف الشديد. فلا يكاد يسلم الا سلام المعرفة وهي من امارات الساعة والله المستعان. لا يسلم الرجل الا على من عرف يمر في طريق وبحضرته احاد وعشرات وافراد من الناس فيتجاوزهم جميعا ولا يكاد يلقي السلام على احدهم. فاذا سلم على احد بعينه فاعرف ان بينه وبينه معرفة والا ما سلم عليه. وانما السنة ان تلقي السلام على من عرفت ومن لم تعرف. تلك سنة نبوية كان عليه الصلاة والسلام متصفا بها. وبعد ايها الاحبة الكرام هذه القطعة من حديثهن ولا يزال لحديثه بقية متصلة وقفت فيها معي الان على جملة من الاوصاف. فيها شيء عظيم جليل. فيها قدر كبير من تلك الجوانب التي وصف بها ابن ابي هالة وصف بها النبي صلى الله عليه واله وسلم. هذه الجمل التي سمعتها الان من الاوساخ اشتملت على عدد من شمائلها من اوصاف خلقته واقواله واحواله وافعاله عليه الصلاة والسلام. هذه الشمائل يمكن ان اقسمها واياك الان الى قسمين كبيرين. في الجمل التي سمعت الان. سنقسمها الى قسمين. قسم يتسنى لنا فيه الاقتداء به والتشبه به. وقسم ليس لنا فيه ذلك. فالقسم الذي ليس لنا فيه ان نتشبه ولا نقتدي به مثل ماذا؟ اوصاف خلقته شعره ولون بشرته وجسده وسائر ما وصف به في الخلقة. هذه ليست الينا ولا يستطيع احدنا ان يتشبه بها فيه. ولا يستطيع ايضا ان يحمل نفسه على التشبه بذلك. يعني ما وصف به في انفه في فمه في مشروبته في كراديسه في كفيه وقدميه في رجليه كل ذلك في حواجبه في كل اوصافه كل ذلك ليس لنا سبيل الى ان نتشبه ونقتدي به. اليس كذلك؟ بلى. لكن مع ذلك فلو ان احدنا شعر ان شيئا من اوصاف خلقته كان موافقا لخلقة المصطفى صلى الله عليه وسلم فما اعظمها والله من فرحة. ان يكون له انف ابهى في الوصف انفى النبي عليه الصلاة والسلام ان يكون له شعر في جسده شابه شعر النبي عليه الصلاة والسلام ان يكون في عظام جسده في اطرافه في قدميه في شيء من خلقته. هنيئا له وحق له ان يفرح. لان بعض الناس يفرح اذا وجد في خلقته شيئا من الشبه ببعض الكبراء عظماء والرؤساء والامراء وبعض المشاهير وجعل يتصور وينشر صورته وانه يشبه فلانا وفلان. فاعظم من يحق ان يفرح مسلم لوجود شبه به معه هو النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك. هذا القسم الاول الذي ليس لنا الاقتداء به فيه صلى الله عليه وسلم. القسم الاخر من الشمائل المذكورة في هذا الحديث وغيره من احاديث الشمائل هو الذي يمكن لنا ان فيه بالنبي صلى الله عليه وسلم. وهذا القسم ساقسمه ايضا الى قسمين. كيف؟ ما يمكن لنا ان فيه برسول الله عليه الصلاة والسلام في شمائله نوعان. النوع الاول النوع الاول ما لم نأمر ما ما يأمرنا به ولم يندبنا صلى الله عليه وسلم الى فعله وقوله. شيء بلغنا انه كان يفعله. عليه الصلاة والسلام شيء ربما كان من عاداته ولم يأمرنا بفعله انما كان يفعله عادة مثل وصف مشيته الان كيف كان يمشي؟ كان يمشي قلعا كان يتكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب. كيف كان ينظر؟ كان جل نظره الملاحظة. كيف كان يلتفت كان يلتفت جميعا لا يلتفت برأسه. هذه الاوصاف لم نجد في السنن حثا ولا امرا ولا ندبا منه صلى الله عليه وسلم نفعل كذلك. اذا هي عادات له عليه الصلاة والسلام. اذا هذا النوع مما يمكن لنا ان نتشبه به فيه لم يأمرنا به والقسم الاخر امرنا به ان نفعل كذا. فاذا ثبت في شمائله مثلا انه كان يشرب بيمناه. ومع ذلك جاء الحث على الاكل والشرب باليمين. اذا انا ساقول الان ركزوا معي يا اخوة. ما كان من شمائله عليه الصلاة والسلام ممكنا لنا التشبه به في فهو نوعان. نوع امرنا بقوله وحثنا على فعله. فهذه سنن وبعضها تبقى الى الواجبات بحسب دلالة والقسم الاخر لم نؤمر به لكنها من عاداته من اوصافه صلى الله عليه وسلم مثل طول شعره يمكن لنا ان لو اراد انسان ان يطيل شعره حتى يبلغ شحمة اذنيه او منكبيه. ولو اراد ان يطبق بعض الاوصاف الاتية في فرق الشعر وترجله ذهنه وغسله وكل ذلك ممكن لو اراد انسان ان يفعل. وممكن ان تتشبه به في امور اخر كمشيته. تريد ان تمشي كما كان يمشي عليه الصلاة والسلام. تفعل نظرك ومشيتك والتفاتتك كما كان يفعل عليه الصلاة والسلام. هذا النوع مما ينكر للمسلم ان يقتدي فيه برسول الله عليه الصلاة والسلام. ولم نؤمر بالاقتداء به في وهو ما يسميه الفقهاء. افعال العادة والجبين والطبيعة هذه عند الفقهاء ليست سننا بمعنى انه لا يترتب على فعلها ثواب. فمن اراد ان يكون في مشيته كرسول الله عليه الصلاة والسلام ليس ليس صحيحا فقهيا ان تقول ان لك بكل خطوة بهذه المشية اجر لانك فعلت سنة. نعم ما يقال هذا هذا القسم لا نقول هو سنة بالاصطلاح الفقهي الذي يترتب على فعله ثواب. ولكن ولكن متى كان الحامل للمسلم على فعل هذا النوع من الافعال هو الحب العظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. الذي بلغ به ان يحاول جهد نفسه التشبه به في امره كله فهذه قضية اعظم من ان تقول انها سنة يثاب فاعلها تتكلم عن ايمان تتكلم عن غرزة من غرز العقيدة. تتكلم عن شعبة من شعب الايمان في قلب صاحبها هو الحب الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم. جعلت رجلا كمثل انس لما يرى النبي عليه الصلاة والسلام يأكل الطعام والدباء يلتقطها من الصحن فما زلت احب الدباء من يومئذ. حتى المذاق الشخصي الذي يختلف فيه الناس عنده استعداد ان يخالف ذوقه وان يغير مذاق طعم فمه لان يكون اللذيذ في فمه ما كان لذيذا في فم رسول الله صلى الله عليه وسلم. جعلت رجلا كابن عمر يسأل عن بعض الافعال. لماذا تصبغ بالصفرة قال لاني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصبغ بها فانا احب ان اصبغ بها. ما كان يصبغ بالصفرة لانها اليق بوجهه. ما كان لون الانسب لجمال هيئته لا يقول ويصرح يقول لاني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصبغ بها فانا احب ان اصبغ بها الدافع عند هؤلاء الكرام هو متاح لكل مسلم يا احبة. متى كان الحب لرسول الله عليه الصلاة والسلام يقف خلف تلك الدوافع ستحمل احدنا على التشبه به صلى الله عليه وسلم. اذا هنا لا حرج. تشبه به في شعره. تشبه به في طعامه وشرابه اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله حمايتي حامل حبايبي الله اكبر لا اله الا الله لك الحمد بسم الله الرحمن الرحيم فالمقصود ان هذا النوع من شمائله صلى الله عليه وسلم الذي يتسنى لنا التشبه به فيه ولم يأمرنا به هو متاح متى كان الحامل على ذلك هو الحب له عليه الصلاة والسلام. ورغبة التشبه به قدر المستطاع فهذا ولا شك مرتبة شريفة امارة على عظيم في قلب صاحبها للنبي صلى الله عليه وسلم. وعليه ايضا صنيع الصحابة وكثير من السلف رحمة الله عليهم اجمعين. النوع الاخر من الشمائل هو اكد من هذا يا احبة هو النوع من الشمائل التي بلغنا فيها اوصافه وافعاله عليه الصلاة والسلام ومع ذلك توفر ندبنا وامرنا بها وحثنا عليها. كأن يبلغنا مثلا انه كان اذا نام عليه الصلاة والسلام نام على شقه الايمن. ووضع كفه ما تحت خده الايمن. كان عليه الصلاة والسلام اذا جلس في طعام جلس على هيئة معينة. اذا مد يده يأكل هذه كلها من شمائله من شمائله كما جاء قبل قليل كان كث اللحية عظيم شعر اللحية. وها هنا تجد مع هذا الوصف تجد مع هذا الوصف امرا صريحا عليه الصلاة والسلام فهذا النوع من الشمائل لن تقول فيه انه تشبه يندب فيه صاحبه الى التشبه برسول عليه الصلاة والسلام لا هو تشبه وفوق ذلك مرتبة اخرى. هي امتثال لامره الذي امر به. فانها في الفاظ متعددة في خمسة الفاظ نحو كما يقول الامام النووي رحمه الله. جاءت الروايات متعددة ارخوا اللحى. وفروا اللحى. اعفوا اللحى اكرموا اللحى هذه الروايات على تعددها التوفير الاعفاء الارخاء كل ذلك خطاب فيه الى الرجال. فنحن نتحدث عما لو لم نجد اقول لو لم نجد نصا يحثنا فيه النبي عليه الصلاة والسلام على اعفاء اللحى. لكان والله حري بكل الرجال حبا لرسول الله عليه الصلاة والسلام ان يحملوا انفسهم على التشبه به. ان يعفوا لحاهم رغبة في التشرع في التشرف بنيل الشبه به عليه الصلاة والسلام في هذه السنة الجليلة العظيمة. فكيف وقد امر بها؟ كيف وقد حث ولما تتعدد الرواية باكثر من لفظ. وعند ذلك لا تجد متسعا حقيقة لمسلم يحمل في قلبه حبا عظيما لرسوله صلى الله عليه وسلم لا تجد له عذرا متسعا لان يتراخى فيها. بان يتساهل بان يقصر. ثم يقول بعد ذلك فانه يحاول التشبه في سنن اخرى. هنا الان قارن بين من يقول انا احب ان اطيل شعر رأسي تشبها برسول الله عليه الصلاة والسلام وشعر الرأس لم نؤمر فيه لم نؤمر فيه بالاطالة ولا بالارخاء ولا بالاعفاء. كيف كيف يمكن ان تفسر وقف مسلم يقول انا احب التشبه بالنبي عليه الصلاة والسلام فاطيل شعر رأسي. واذا جاء لامر اللحية فيقف عندها. تخشى في مثل هذه المواطن ان يكون الدافع في داخل الانسان هو الهوى. هوى النفس. يحب اطالة شعر الرأس لانه يحب ذلك لنفسه لانه يرى فيه جمالا لذاته. فيكون الدافع الخفي هو الهوى. ورغبة داخلة في النفس. وامارة ذلك انه لما جاء الموت الاخر الذي فيه تشبه من نوع اخر مقرونا بامر قصر فيه. فلا يمكن ان تقنعني بان يكون ذلك الدافع هو الحب الصادق لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وعليه فنقول يا احبة ان شأن المسلم الطاعة والامتثال. وشأن المحب فوق ذلك تقديم الطاعة والامتثال ليس بحثا عن الثواب وخوفا من العقاب. لا. هو الطاعة والامتثال رغبة. رغبة في ان يكون من المبين الى طاعة محبوبه عليه الصلاة والسلام. يرجو ان يكون من الصادقين في حبه المبادرين الى الامتثال لامره ما ينتظر تهديدا بعقاب ولا ينتظر زجرا ولا تخويفا بعذاب. هو يريد ان يكون شبيها مبادرا محبا لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وتلك منزلة اشرف واعظم فهي دعوة لكل الرجال ان يكرموا لحاهم كما امرهم النبي عليه الصلاة والسلام باكرامها. ان يعفوها كما امرهم باعفائها. ان يرخوها ان فان ذلك امارة على الامتثال الصادق والحب التام. لست هنا بصدد مناقشة دعوى الوجوب او السنية. هل الامر فيها واجب او سنة؟ انا اتنزل عن كل ذلك النقاش لاقول لك. اقل القولين واضعف الامرين ان تقول انها سنة. اليس كذلك؟ فيهما قولان. ان لم تقل بالوجوب فان انها سنة سؤال فقط للمحبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم. اترضى وانت تعلم انها سنة؟ ندبت وحبيبك عليه الصلاة والسلام يقول لك افعلها اترضى ان تكون محبا متأخرا عن تطبيق سنة؟ اترضى ان تتأخر فيها؟ اترضى ان تزهد اترضى ان تنصرف وتعرض؟ اترك السؤال في قلب كل محب لرسول الله عليه الصلاة والسلام ان يكون له في هذا الموقف امارة تشهد له يوم القيامة انه من امته من احبه صدقا واتبعه فقدم سنته على هوى نفسه. اسأل الله لي ولكم التوفيق هذا سائل يقول اريد ان اطيل شعري اتباعا للنبي صلى الله عليه