بسم الله الرحمن الرحيم. ايها الاحبة الكرام يطيب لاسرة تسجيلات الامام البخاري الاسلامية مكة المكرمة ان تقدم لكم بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. لك الحمد ربنا حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت. ولك الحمد بعد الرضا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى. واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله المصطفى ونبيه المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه. وعلى ال بيته وصحابته ائمة الهدى ومن تبع واقتفى اثرهم باحسان الى يوم اللقاء. اما بعد فهذه ليلة متجددة تجمعنا بشمائل المصطفى صلى الله عليه واله وسلم نلتمس فيها معايشة لهدي النبي الاكرم صلى الله ربي وسلم وبارك عليه. نلتمس فيها سويعات ودقائق نعيشها في رحاب اشرف حياة واعظمها واكمل هدي واتمه هدي النبي المصطفى صلى الله عليه واله سلم ونحن نقلب في صفحات حياته طعامه وشرابه ومنامه ولباسه ونتفقد احواله في بيته مع اسرته وفي مسجده مع اصحابه وفي كل احواله في السلم والحرب مع الصديق والقريب والمخالف كل ذلك هدي كريم. سن لنا فيه النبي صلى الله عليه واله وسلم. اعظم الهدي واشمله واكمله وشرع لنا ربنا عز وجل الاقتداء به والتماس النجاة والسعادة في اتباع سبيله. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا. فلئن ظفر الصحابة رضوان الله عليهم بشرف والمعايشة واللقاء والجلوس والانتقال والدخول والخروج واللقاء به عليه الصلاة والسلام. فاستمتعت جوارحهم سمعا وبصرا وحسا واستمعت قلوبهم ايضا وابدانهم بشرف الصحبة واللقاء فلئن كان لهم ذلك الشرف فانهم وقد كانوا امناء في نقل ما ورثوه وحفظوه وما عاشوه مع النبي صلى الله عليه واله وسلم. لتبقى لنا سيرته العطرة غضة طرية كما عاشوها. ونتفقد فيها الاحوال التي لمسوها. ونحن بذلك نربط العهد بالعهد. ونجدد حياة ايضا بالحياة فان الحياة انما تكتمل وتشرق شمسها ويتدفق نبعها كلما كانت من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرب ولسنته اكثر اتصالا. كل ذلك يتأكد معنا في كل مجلس نتحدث فيه عن شمائل رسولنا صلى الله عليه واله وسلم لنقول مرة وكل مرة حيثما سمع مجلس لسيرته عليه الصلاة والسلام او رفع عت راية لسنته عليه الصلاة والسلام فدونك اياها عبد الله. فان تحتها ظلالا وارثة. وسعادة هنيئة وشرفا واي شرف ولك مع ذلك كله وفوقه وقبله وبعده ان تغتنم صلوات على نبيك صلى الله عليه وسلم. تجد نفسك منقادا ولابد بانه كلما ذكر اسمه او اشير اليه عليه الصلاة والسلام لا تملك الا ان تقولي بنبض قلبك قبل حركات لسانك اللهم صلي وسلم وبارك عليه. تقولها وملؤك الاجلال والتوقير والاحترام. لهذا النبي عليه الصلاة والسلام وملء فؤادك ايضا التعظيم والاحترام. وملء قلبك الحب والشوق الى لقائه عليه الصلاة والسلام. انت حتما بعد ذلك ستجد نفسك منقادا الى بحث عن مواضع السنن. تطبيقا واقتداء واهتداء. فاعظم به من عبد وجد البركة في حياته بالتماس سنة نبيه عليه الصلاة والسلام. فعاش رجلا مباركا ينام على السنة ويستيقظ على السنة يأكل على السنة ويشرب على السنة يقوم ويقعد يدخل ويخرج ينشئ حياته وينهيها على سنة النبي عليه الصلاة والسلام. من كذلك فلم يفته شرف الصحبة الا بقدر ما ادرك الصحابة رضي الله عنهم من الفضل والمنقبة. والا فان الباب متسع للامة كلها الى يوم القيامة ان يكونوا صحبا له عليه الصلاة والسلام بالاقتداء والاستنان والاتباع. شعار ذلك الحب والصادق له عليه الصلاة والسلام. في مجالس الشمائل ايها الكرام نبحث ابوابا متعددة. وتنقلنا ايضا بين ابواب مختلفة في شتى ابواب الحياة. وقف بنا الحديث في ليلة الجمعة الماضية عند باب ما جاء في عبادته صلى الله عليه واله وسلم وقد تقدم ان المقصود بعبادته صلى الله وسلم وبارك عليه صلاته على وجه الخصوص. وقيام الليل قد حاز من هذا الباب مساحة اكبر. في مجلس ليلة الجمعة الماضية تبين لنا الهدي في عمومه الهدي النبوي في عمومه تجاه عبادته عليه الصلاة والسلام بالليل. كيف كان يعبد ربه؟ كيف كان يقسم ليله؟ كيف كان يحمل شوق الطاعة لذيذ العبادة اكثر مما يجده البدن من الم الم المشقة او صعوبة الوقوف وطول القيام. تبين لنا ايضا في ليلة الجمعة الماضية شيئا من الدوافع التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يفتح لنا بها الابواب لان نكون اكثر تعبدا لربنا الكبير فعلمنا بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام انه لم يبلغ عبد شرف العبودية في الحياة ولا عظم الاجر الممات الا بمزيد تعبد وتذلل وخضوع لله. وان الشرف كل الشرف وان الرفعة اعظم الرفعة في تمام التذلل والتعبد والخضوع لله سبحانه وتعالى. كلما كان العبد اكثر افتقارا اكثر افتقارا واشد حاجة واكثر التماسا لرضا ربه ورحمته كان اعز له عند ربه وارفع له عنده في قدره. هذا القانون العظيم سرى حتى على الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وقد شرفوا بالنبوة. وقد تقدموا ركب البشرية بما اصطفاهم الله الله تعالى به من الوحي والرسالة وبلاغ الامم. ومع ذلك كان تمام تشريفهم في مقاماتهم عند ربهم بتمام بعبوديتهم له سبحانه وتعالى. وكم في الكتاب الكريم واذكر عبدنا واذكر عبادنا فلا تسمع بعدها الا اسماء انبياء داود سليمان ايوب ابراهيم واسحاق ويعقوب. ولما يذكر الله عز وجل شأنهم للامة. في كتاب يتلى الى يوم القيامة على سبيل الامر واذكر خبرهم ونبأهم لامة تعيش شرف الاقتداء والانتساب الى هؤلاء. الانبياء عليهم السلام يصفهم ربهم بالعبودية لا غير. يقول واذكر عبدنا واذكر عبادنا. نعم العبد انه اواب. هذا الوصف العظيم جاء ايضا لنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام كما تقدم معكم في ليلة الجمعة الماضية. سبحان الذي اسرى بعبده. في اعظم عليه الصلاة والسلام واحدى كبريات خوارق الكون التي تمت له وحصلت في تشريفه بهذه الحادثة العظيمة التي سل الله بها فؤاده وهون عليه مصابه واعانه على تمام بلاغ الدعوة ما بقي من عمره اسرى به الى بيت المقدس فكان اماما للانبياء في المسجد الاقصى. ثم عرج به الى سابع سماء فشرفه ربه بتقريب ومنزلة رفيعة عالية ما بلغها ملك مقرب ولا نبي مرسل. لما جاء القرآن يحكي هذه الحادثة العجيبة الفريدة. في قام المدح والثناء وذكر شأنه الرفيع عليه الصلاة والسلام يقول الله سبحان الذي اسرى بعبده. لتعلم عبد الله ولتعلم الله ان شرف احدنا والله في هذه الحياة بقدر ما يثبت من عبوديته لربه ومولاه. فمن كان منا اكثر تعبدا واكثر اجتهادا في الطاعة وتذللا الى ربه حاز شرف الدنيا والاخرة. لا لشيء الا لان اشرف العباد عند ربهم قدرا واعظمهم فهم عنده منزلة هو اشدهم اليه افتقارا. فاغنى الاغنياء في هذه الحياة هم اشدهم فقرا لفاطر الارض والسماوات وافقر الخلق طرا. اولئك الذين اتكلوا على انفسهم. والاسباب التي خولوا اياها. وظن احدهم انه بشرف منصبه او بعظيم جاهه او باتصال نسبه انه يبلغ شأوا بعيدا في الشرف والفخر والخيلاء. لكن الحقيقة خلاف ذلك تماما. باب ما جاء في عبادة رسول الله عليه الصلاة والسلام. يوقفنا على على بعيد شأننا عن هديه عليه الصلاة والسلام سلام. وعلى عظيم تقصيرنا تجاه حق ربنا سبحانه وتعالى في الوقت الذي يأتي امام من الانبياء صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيثبت لنا صفحة مشرقة وظاع في التعبد والتذلل والخضوع والتقرب الى الله فما عسى احدنا بعد ذلك فما عسى احدنا ان يفعل الا ان يكون مقاربا الخطى تجاه الخطى والهمة نحو الهمة ليكون شبيها به عليه الصلاة والسلام. الوصف المجمل الذي مر بنا في ليلة الجمعة الماضية. يعقبه في مجلس الليلة وصف اكثر تفصيلا كيف كانت صلاته صلى الله عليه وسلم بالليل كيف كان قيامه شيء من التفصيل الذي يقربك منه عليه الصلاة والسلام فيما رآه الصحابة ايضا عن قرب فحكوه ورووه رضي الله عنهم اجمعين نعم عن ابن عباس بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة اللهم صلي وسلم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين والمستمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى بعض ما جاء في عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا لم يصلي بالليل منعه من ذلك النوم او خلفه عيناه صلى من النهار ثلثي عشرة ركعة. هذان حديثان في وصف او ذكر عدد ركعات قيامه صلى الله عليه سلم بالليل قال ابن عباس رضي الله عنهما كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة وسيأتي عما قريب حديث عائشة رضي الله عنها انه كان يصلي احدى عشرة ركعة ولا فرق بين الحديثين. فان الاحدى عشرة او الثلاث عشرة على ما سيأتي في الروايات الاتية قريبا. تبين صفة الركعات وعددها وان اول القيام في الليل من هديه عليه الصلاة والسلام كان يبتدأ بركعتين خفيفتين. فمن عدها عشرة حسب هاتين الركعتين. ومن لم يعدها واعتبرها فاتحة للقيام الطويل جعلها احدى عشرة ركعة. وعلى كل فصلاته عليه الصلاة والسلام بالليل كانت ثلاث عشرة ركعة. اما كيف هي؟ فستأتي بعد قليل. وفي حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا لم يصلي بالليل منعه من ذلك النوم او غلبته عيناه صلى امن النهار ثنتي عشرة ركعة. الحديث الاخر فيه جملة من الفوائد. اولها انه عليه الصلاة والسلام مع انه اكثر الامة حرصا واشدهم في طاعة ربه والمسارعة الى مرضاته الا انه كان بشرا رسولا عليه الصلاة والسلام. يعرض له ما يعرض لسائر البشر. من غلبة الضعف احيانا الضعف البشري. ومما احدنا من تعب الحياة ورهقها ونصبها. بما قد يضعف احدنا به احيانا عما يرغب من تمام الاجتهاد في والعبادة فما اعظم ان يكون لنا حتى في فترات الضعف ان يكون لنا ايضا هدي نبوي. تقول كان صلى الله عليه وسلم اذا لم يصلي من الليل منعه من ذلك النوم او غلبته عيناه. يعني حال بينه وبين كذلك تعب النوم ولم يقم عليه الصلاة والسلام. او كان فيه اثر من مرض ارهقه عن القيام تقول صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة. اذا هذا هدي نبوي في استدراك ما فات. وعدم ترك المؤمن شأنه من العبادة التي يريد الفها والدوام عليها. ديمومة العمل ايها الكرام واستمراره ولو كان قليلا امر محبوب عند ربنا سبحانه وتعالى. لقوله عليه الصلاة والسلام احب العمل الى الله ادومه وان قلي. فلا فرق بين عبد ينشط تارة ويضعف تارة. وبين اخر يجتهد فترة ثم ينقطع. لكن الذي يختلف عن هذين حقيقة هو ذلك العبد الذي ما اجهد نفسه ولا ارهقها. فاتى من العمل الصالح بقدر يسير. لكنه استمر على ذلك وواظب عليه خذ لذلك امثلة رجل اخذ نفسه مع القرآن تلاوة وتدبرا وفهما وتعاهدا. فرق بين اثنين احدهما يأتيه الحماس والرغبة والنشاط تارة. فينشط فيقرأ في اليوم اجزاء متتابعة. وربما ختم في ثلاثة ايام او وخمسة ويستمر على ذلك برهة ثم ينقطع. تأتيه الصوارف والشواغل والعوارظ. فاذا وجد نفسه يوما بسبب كثرة اعمال او تعب او مرض او سفر رأى نفسه قد انقطع عن ورده الذي اخذه بالجد والحزم تركه ويقول لعلي اجد فرصة للمعاودة على القدر ذاته من النشاط والهمة والحرص وكذا وكذا. فينقطع ولا تكون له فرصة للمعاودة الا بين الحين والحين بينما وجدنا ذلك الاخر اخذ نفسه بمقدار يسير يقدر عليه ان كان مريضا وان كان مسافرا وان كان صحيحا وان كان متفرغا او مشغولا فلما وطن نفسه على اليسير من العمل استمر. تعال اليهما بعد مدة من الزمن شهور او سنوات ستجد ان صاحب عملي اليسير الذي استمر وداوم عليه اكثر انجازا واعظم استمرارا في مجموع ما تقدم من عمل صالح بينما فتر الاخر وانقطع نعم هو بالنظر الى ايام معدودات كان الاول اعظم عملا واشد عبادة لكن الامر بالمجموع وما يكون من احدهما فيما يقدمه الى ربه ومولاه. فشأنه عليه الصلاة والسلام كان كذلك. احب العمل الى الله ادومه انقلب. اقرأ حزبا او جزءا في اليوم بشرط الديمومة والاستمرار وعدم الانقطاع او الاعتذار. وعدم الاستسلام لظروف وعوارض وهو شواغل هو خير من ذاك الذي يختم كل اسبوع لكنه ما يلبث ان ينقطع. يبدو على ذلك مدة فيترك ثم يعاود ويترك. احب العبد الى الله ادومه. كان كذلك في شأنه كله عليه الصلاة والسلام. صلاة وصياما وقرآنا وعبادة. فاذا جئت الى قيام الليل ان وجدته كذلك عليه الصلاة والسلام. كان يصلي من الليل احدى عشرة ركعة. او ثلاث عشرة ركعة. فاذا فاته ورده هذا بسبب انشغال او تعب او مرض كان يصليه من النهار. الان هذا هو الخطوة التالية. ديمومة العمل تقتضي عدم الترك او فاذا ترك لعارض استدرك ذلك الترك بقضاء. الزام احدنا نفسه بقضاء عبادة ليست واجبة هي ليست فريضة حتى يقضيها وليس واجبا حتى يبرئ ذمته منه. فما وجه حرصه عليه الصلاة والسلام؟ على قضاء المستحبات سنة الفجر فاتتك قبل الصلاة تقضيها بعدها. وهي سنة. فلماذا تقضى العبادة وهي نافلة وسنة؟ لا نقضيها من اجل ابراء الذمة من واجب ولا نقضي سنة الظهر التي تفوت بادائها ولو بعد العصر مع انه وقت نهي. لم الحرص على قضاء النوافل هو من اجل الحرص على ديمومة العمل وبقائه مستمرا. فحتى ان فات لعارض ما يبقى القضاء ايها الكرام بابا مفتوحا يرتبط احدنا فيه بالعبادة التي يحب ان يدوم عليها. فديمومة العمل تعني القضاء. اعود الى مثال صاحب القرآن فان كان له ورد متتابع ثم عرض له سفر او ضيف حل به فانشغل او انشغل بولادة زوجته او مرض احد من اولاده او لاي عارض بوسعه ان كان حريصا راغبا الا ينقطع عمله ان يعوض في اليوم التاني ما فاته في اليوم السابق فيقضيه قضاء هذا الاخذ بالحزم والعزم هي سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم كما قالت هنا كان اذا لم يصلي بالليل منعه من ذلك النوم او غلبته عيناه صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة. اذا العزم على قضاء الفوائت من النوافل هو احرى. الا يكون مقصرا في الطاعة الواجبة اطلاقا. من كان في النوافل على هذا القدر من العزم والحزم اتظن انه سيتساهل او يتهاون في الفرائض التي فرض الله من الواجبات. حاشا لكن من كان كذلك اخذ نفسه بالعزم والحزم وكان اشد تمسكا بطاعة ربه ومولاه. ناهيكم ايها الكرام عن ان هذا سلوك يثبت به العبد الى ربه انه راغب في طاعته. حريص على مرضاته. لا يرضى بفوات باب من الفضل والاجر ان حصل وفاة وجده ربه بعد ذلك مباشرة مستدركا متلاحقا يحرص على الا يفوته عظيم الاجر والثواب من اكرم الاكرمين سبحانه وتعالى. في الحديث ايضا ان قضاءه عليه الصلاة والسلام لما فاته من قيام الليل اذا قضاه بالنهار في ثاني يوم انه يقضيه شفعا لا وترا. كان يصلي احدى عشرة ركعة. فاذا جاء يقضيها بالنهار ما يوتر لانه ولا وتر في النهار فكان يجبرها بركعة اخرى فيجعل الاحدى عشرة ثنتي عشرة ركعة. فاذا كان لك ورد متتابع عبد الله من قيام الليل قوامه خمس ركعات مثلا او ثلاث وواظبت على ذلك او ست او سبع ونحوها فان كان لك كقضاء فاشفعها بركعة فاجعل الثلاثة اربعا. والخمسة ستا والسبعة ثمانيا وهكذا. هذا هديه الاكمل عليه الصلاة والسلام لاحظ معي ان من اللطائف ها هنا ان عدد ركعات قيامه بالليل صلى الله عليه وسلم وهو احدى عشرة ركعة او عشرة ركعة ذكر بعض اهل العلم انه عدد يوافق في مجموعه عدد ركعات الفريضة في اليوم والليلة فلو جمعت عدد ركعات الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر بلغت ثلاث عشرة ركعة. فاذا اخرجت الفجر باعتبارها صلاة نهار كانت فاذا اخرجت الفجر نعم صارت احدى عشرة ركعة. فصار مجموع عدد ركعات النوافل التي يحرص عليها صلى الله عليه وسلم بمجموع عدد ركعات قيامه بالليل. ليس هذا مقصودا لذاته. وليس هو ايضا المتحتم الذي يربط به المؤمن بين قضية اخرى لكنها لطائف تلتمس تارة فتأتي من باب الموافقة. نعم. عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قام احدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين. وعن زيد ابن خالد الجهني انه قال لاروقن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم. فتوسلت عتبته او فستاقه فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين ثم ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما. ثم صلى ركعتين وهما التي قبلهما. ثم صلى ركعتين وهما دون قبلهما ثم اوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة. هذا الحديث الاول عن ابي هريرة رضي الله عنه وقد اخرجه مسلم في صحيحه يقول عليه الصلاة والسلام اذا قام احدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين وانت عبد الله اذا الليلة ان تقوم ما كتب الله لك من قيام الليل طبق هذه السنة. ان تستفتح قيام الليل بركعتين خفيفتين. ما مقدار خفة هاتين الركعتين هو الا تبلغ بطولها مقدار ما يقومه في طول القيام كما سيأتي في حديث زيد ابن خالد الان كانت ركعتان خفيفتان لا يطيل فيهما قراءة ولا ركوعا ولا سجودا. هو افتتاح للقيام الطويل الذي سيأتي بعده هو نوع ايها الكرام من مسايسة النفس. ان تأخذها نحو الطاعة اخذا رفيقا. وهذا شأن عجيب. مع انه كان من دأبه صلى الله عليه وسلم قيام الليل الا انه كان يعلمنا ان النفس البشرية تظل نفسا تحتاج الى تحتاج الى ملاطفة تحتاج الى مسايسة تحتاج الى من يقودها قودا حسنا فانك ان اسأت في رياضة نفسك وتعليمها واخذها فان كنت شديدا حازما ربما قسوت عليها. فاكان ذلك سوءا في المآل. وربما تهاونت وروضتها هونت عليها فكان ايضا ذلك مدعاة الى عدم القدرة على القيام معها بحزم وعزم. المنهج النبوي وسط. نعم كان يقول قياما طويلا كما جاء في الحديث الاتي فيصلي ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين. حتى الصحابي لما جاء يصف ما قال ركعتين طويلتين رأى ان كلمة طويلتين لا تكفي بالوصف. فجعل يقول ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين. ولك ان تتخيل هذا الطول كم وسيأتي مزيد وصف بمقدار القراءة التي كان يقرأ في هذه الركعات. هذا الذي كان يصلي صلى الله عليه وسلم الركعات الطويلة بهذا الوصف كان يستفتح قيام الليل بركعتين خفيفتين. هو تهيئة هو اعداد هو محاولة لان تقبل النفس على الركعتين الطويلتين بهمة ونشاط. وهذا الشأن ايضا يا ايها الكرام في كل امر. يريد احدنا اخذ نفسه فيه بالعزم ان لذلك بشيء مستطاع تقدر عليه النفس. لا اقول طعم تلقيه الى نفسك حتى تلقاه حلاوته ولذته ثم تلقي بعدها الى الامر الشديد والكلام الاكبر لكنها مسايسة كما مر بك. يقول عليه الصلاة والسلام اذا قام احد من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين. جاء وصف الركعات التاليات في الحديث الاتي. عن زيد بن خالد الجهني علي رضي الله عنه قال لارمقن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فتوسدت عتبته او فسطاط الفسطاط الخيمة المنصوبة. وهذا يشير الى انه ربما كان منه هذا الصنيع في غير المدينة وما كان مرافقا له في سفر او خارج المدينة لانه ليس له بالمدينة فسطاط يبيت فيه عليه الصلاة والسلام. فضلا عن ان الحجرات النبوية في المدينة ليس من شأنها ان يبيت الصحابة على عتباتها او يرمقون صنيع النبي عليه الصلاة والسلام من الابواب ما كان هذا ابدا. بل كان ذلك في سفر وامر السفر واتخاذ الخيام او المبيت في العراء امر متاح ان يتابع فيه الانسان غيره يقول لارمقن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم. فتوسدت عتبته او فسطاطه. اذا حرص من البداية ان يكون على مقربة يذكرك هذا بحديث ابن عباس في ليلة الجمعة الماضية. لما قصد ذات ليلة ان يبيت عند خالته ميمونة ولم يقصد الا الحرص على كشف هدي النبي عليه الصلاة والسلام في قيام الليل. يريد الاتباع يريد الطاعة يريد الاقتداء. اين فينا ابن عباس واين مثل زيد ابن خالد؟ ليس المقصود ان يبحث احدنا عن موضع يرمق فيه صنيع النبي عليه الصلاة والسلام ولن نظفر بشرف صحبته ولا الحياة معه يوما. لكن اين فينا كابن عباس وكزيد ابن خالد الذي تدفعه الهمة والرغبة وان شئت فقل يدفعه الحب والايمان لان يكون حريصا على رصد يكشف فيه هدي النبي عليه الصلاة والسلام عاشوا فاذا اراد احدهم ان يبحث او يرصد او يتتبع يأتي فيقترب. اليوم نحن تفصلنا القروض المتتابعة. فاذا دفعنا الحرص والرغبة لن نقترب من الحياة حتى نرصد بنظر. انما علينا ان نفتح بطون الكتب. وان نفتش في روايات السنن وان نقف على ما فعل عليه الصلاة والسلام من فينا يدفعه الهم لان يكون في وضوءه كوضوء النبي عليه الصلاة والسلام. وفي صلاته كصلاة النبي صلى الله عليه وسلم وفي طوافه وسعيه وحجه وعمرته ودعائه ومعاملته لاهله وتربيته لاولاده وفي كل شأن من شئون حياته يدفعه الحرص فلا يجد قرارا الا بان يقترب فيرصد ويتتبع اقترب كما اقترب زيد اقترب كما اقترب ابن عباس اقترب كما اقترب انس هي معايشة معنوية ليست حسية لكن افعل صدقني والله تجد ما وجدوا واشبعوا ارواحهم المشتاقة الى الحرص والتتبع بالوقوف المباشر. على ما ارادوا الوقوف عليه من حياة النبي عليه عليه الصلاة والسلام ولا اجزم وانا ايضا اضمن لك انك لو حرصت ثم اقتربت فانك لتجد ما تريد الا تظن المسألة بعيدة هي محفوظة مأثورة مروية وحاطها علماؤنا واسلافنا بقدر من الترتيب والتصنيف ما عليك الا ان تقترب لا تظل بعيدا. اقترب عبد الله من هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام فانت والله تجد كل ما تريد من هديه في شتى شؤون الحياة. يقول زيد بن خالد لارمقن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم. تعني تدري الرمق ما هو؟ هو التتبع بلحظ الابصار فيه رصد وتتبع دقيق. يذكرك هذا بحديث البراء بن عازب. لما قال رمقت الصلاة مع محمد صلى الله عليه وسلم. كانوا يرمقون كانوا يطلقون الابصار رصدا وتتبعا دقيقا حقا لهم اما عاشوا مع نبي صلى الله عليه وسلم؟ اما تشرفوا بالصحبة معه؟ اما قلت لك انهم قوم امناء؟ والله لقد كانت واسماعهم وقلوبهم وارواحهم كل شيء كان فيهم كان حريا بصحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام. فسخروا حياتهم بابصارها واسماعها وقلوبها وارواحها سخروا ذلك لشرف الصحبة مع رسول الله عليه الصلاة والسلام. وملء ذلك حفظا وتتبع وجمعا ثم بعد ذلك المهمة الاكبر النقل والرواية بكل امانة للامة من بعدهم. فما كتموا علما ولا اضاعوا رواية ولا خبؤوا عنا شيئا نحتاجه اليوم في حياتنا. يقول لارمقن صلاة النبي صلى الله عليه واله وسلم قال فتوسدت عتبته او فسطاطه. كان هذا يحتاج الى هذه النية العظيمة كانت تحتاج ايضا الى اداء عظيم فجعل مقابل ذلك ان يترك فراشه ووسادته لتكون وسادته عتبة رسول الله عليه الصلاة والسلام. طالما بلغت الهمة هكذا واذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام. حرص فاقترب فصنع كل سبيل ممكن يأخذ به الى ذلك الباب ثم وصف لك ما وجده بعد هذا التتبع والحرص والرصد. فاسمع لانك ستبصر كما ابصر زيد ابن خالد يقول فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين. ما هاتان الركعتان الخفيفتان هي التي قالها قبل قليل اذا قام احدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين. اذا الركعتان الخفيفتان عبد الله ركعتان ثابتتين من هديه صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا. ارشد اليه بقوله وروي ايضا عنه من فعله بابي وامه عليه الصلاة والسلام. اذا هذه خطوة. يقول زيد فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين. هذا الطول الذي قلت لك وجاءت مباشرة في اول ركعتين عقب ركعتي الافتتاح المخففتين. وصفها بالطول الشديد. هذا الطول سيأتيك وصفه في الاحاديث الاتية يقول ثم صلى ركعتين هذه الركعتان الثانيتان وهما دون اللتين قبلهما دون نهى يعني في الطول قال ثم صلى ركعتين يعني هذه الان السادسة وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين ثمانية وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين عشرة وهما دون اللتين قبلهما ثم اوترا اه هذي احدى عشرة ركعة فاذا ظممت اليها الركعتين الخفيفتين في الاول قال فذلك ثلاث عشرة ركعة تلاحظ معي الان ان هديه عليه الصلاة والسلام في القيام ما وصف لك قبل قليل. تلاحظ ان هديه في الطور اخذ يتدرج تنازلا افتتح بركعتين طويلتين طويلتين طويلتين. ثم استمر به التتابع في الركعات بعد هاتين الركعتين تنازلا نحو التخفيف ركعتين دون التي قبلهما. ثم الركعتان التي بعدها دون اللتين قبلهما وهكذا. اذا ابتدأ بطول درج في تخفيف وقصر حتى انتهى به في اخر القيام الى اخر ركعتين هي اخف بكثير من اول ركعة اتين افتتح بهما قيام الليل عليه الصلاة والسلام. هذا التخفيف المتدرج في الصلاة هو ايضا ملائمة تماما مع احتياجات النفس انت الان للتو قمت من النوم وجئت الى محرابك وسجادتك ومصلاك. واستقبلت القبلة افتتحت بركعتين خفيفتين تهيئة للنفس وانت في كامل استعدادك ونشاطك. فكان المناسب في اول ركعتين ان ان يجد المسلم وان يستنفذ جهده وطاقته ورغبته وحماسه فتكون الركعتان الطويلتان اللتين اللتان هما اطول ركعات قيام الليل ثم تبدأ الهمة لا اقول تتناقص لكن الجهد يقل وتبدأ ايضا عوامل التعب من طول القيام والركوع السجود تدخل الجسد فكان المناسب لذلك ان يتناقص الطول تدريجيا. فاذا كلما كلما نقص نشاط البدن كانت الركعات التي يصليها اخف مناسبة وملائمة بخلاف العكس. لو ابتدأ يتدرج في الطور تصاعدا لوجدت النفس مع ضعفها واجهادها طولا اشد ومشقة اكثر تعبا في الاستمرار. فصلى الله وسلم وبارك عليه. كان هديه دائما كما نقول يوائم احتياجات النفس البشرية. ويتواءم كذلك معسونا الكون التي خلق الله تعالى عليها النفس الانسانية. نعم انه سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليزيد في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة. يصلي اربعا لا تسأل عن حسنهن وطولهن. ثم يصلي طبعا لا تسأل عن حسنهن وطولهن. ثم يصلي ثلاثا. قالت عائشة قلت يا رسول الله اتنال قبل ان توتر؟ فقال يا عائشة ان عيني تنامان ولا ينام قلبي. نعم. هذا حديث عائشة رضي الله عنها وهو مخرج في الصحيحين ايضا. قد سئلت رضي الله عنها وارضاها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان لست بحاجة الى ان اقول ان السؤال الكثير المتتابع الذي نطقت به السنة التابعين تجاه الصحابة رضي الله عن الجميع كان يقودها حب وحرص وطاعة عظيمة تفتش عن مواقع السنن. جيل التابعين ادرك امام اعينه اعظم جيل واشرفه جيل الصحابة الاكرم. فرأى انه امام ثروة لا ينبغي ان يفرط فيها ساعة من نهار. فتتابعت الاسئلة كيف كان النبي عليه الصلاة والسلام يأكل كيف كان يتوضأ كيف كان يشرب؟ هل كان يفعل كذا؟ حدثونا وكانوا يتتابعون في السؤال هذا كان منهم كثيرا جدا وحق لهم رحمة الله عليهم اجمعين. سئلت كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان. وكان السؤال تحديدا عن قيام رمضان. فقالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليزيد في رمضان ولا في في غيره على احدى عشرة ركعة. فهذا العدد اجمالا ولاحظ معي ان احدى عشرة ركعة لم تذكر فيها الركعتين اوليين والا كانتا الا كانت ثلاث عشرة ركعة. ثم وصفت هذا العدد الاجمالي بمزيد تفصيل فقالت يصلي اربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي اربعا لا تسأل عن حسنهن وطولهن والمجموع ثمانية قالت ثم يصلي ثلاثة وهو وتره فيكون المجموع احدى عشرة ركعة تقول رضي الله عنها يا رسول الله اتنام قبل ان توتر اين النوم ما ذكر النوم في الحديث قالت كان يصلي اربعا لا تسأل عن حسنهن وطولهن. ثم يصلي اربعا لا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا. الثلاث هذه الوتر لم يذكر انه نام قبلها حتى تتوجه بهذا السؤال. لكن ها هنا وجهان اما ان الرواية ظنية بمعنى ان ذكر الاربع بعد الاربع يفيد بوجود فاصل مستراح بين الاربع الاولى والاربع الثانية وبين الاربع الثانية وبين الوتر بثلاث. هذا المستراح هو ربما كان موضع نومته او ضجعته صلى الله عليه وسلم قبل الوتر وربما كان هذا لامر ما ذكرته عائشة رضي الله عنها في الرواية لكنها رأت منه نومة قبل الوتر وقد ورد في روايات غيرها اذا كانت اربع ركعات لا تفهم منها اربع ركعات متصلات بسلام واحد. لا هي ركعتان ركعتان انما قالت اربعا وجمعتهن بحكم اتصالهن ببعضهن عقب السلام الاول بركعتين بسلام اخر الفاصل جعل الاربعة الاولى منفصلة في ذكر العدد. والشاهد او القرينة على ذلك سؤالها عن نومته قبل الوتر. فقالت يا رسول الله اتنام قبل ان توتر؟ فكان ينام عليه الصلاة والسلام ثم يقوم للوتر. فقال يا عائشة ان عيني تنامان ولا ينام قلبي صلى الله وسلم وبارك عليه. وهذا من خصوصياته بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. ينام كما البشر لكن الله هيأ له واصطفاه وجعل له في جسده الشريف ما ليس لسائر البشر وهو ان الذي ينال من النوم ما يصيب عينيه فقط. اما قلبه فيقظ. تدري لم؟ لانه متصل بوحي السماء. متصل بفاطر الارض والسماء فكيف تدخله الغفلة او النوم او الانقطاع عن الحياة؟ قال يا عائشة ان عيني تنامان ولا ينام قلبي. بمعنى انه يقظ عليه الصلاة والسلام انما ينام بتغميض عينيه والا فالوعي والادراك حاصل. ولما قال الفقهاء ان النوم يوجب الوضوء او ينقض الوضوء والطهارة السابقة لانهم كما يفسرونه مظنة حدث بمعنى انه قد يقع من النائم الا يدرك وما لا يعقل وما لا يحس به مما ينقض الوضوء. فربما خرج منه ريح. او ربما وقعت يده في موضع فرجه فكان ناقضا للوضوء لكن ذلك لم يكن منه عليه الصلاة والسلام فلم يصدر عنه من فعله حال نومه ما يغيب فيه عن الوعي والادراك فلم يكن بهذا نومه عليه الصلاة والسلام موجبا للوضوء. فلهذا قال لها يا عائشة ان عينيت تنامان ولا ينام قلبي. في الحديث الاتي قالت رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل احدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة فاذا فرغ منها اضطجع على شقه الايمن. هذا الاضطجاع ورد في رواية انه قبل وتره. وورد في رواية انه بعد فراغه من وتره المهم هو قبل خروجه للفجر كان يضطجع هذه الضجعة الخفيفة. فاذا اذنه بلال بالوتر قام صلى الله عليه انما فخرج الى الصلاة. الذي يقتضي تنبيها هنا في هذا الحديث. قول عائشة رضي الله عنها ما كان رسول الله صلى الله عليه سلم ليزيد في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة. فهم من هذا لدى طائفة من اهل العلم ان المشروع في قيام الليل لا يصح ان يزيد على هذا العدد. وان اقصى ما يجوز من صلاة الليل احدى عشر ركعة او ثلاث عشرة ركعة مع الروايات الاخرى. وان زيادة ركعة على هذا العدد باطل. وهو بمثابة زيادة ركعة خامسة في الظهر او في العصر او زيادة ركعة رابعة في المغرب او ثالثة في الفجر. وان فعلها عمدا باطل ولا يصح التقرب الى الله به. واستدلوا بحديث عائشة ما كان. رسول الله صلى الله عليه وسلم ليزيد في ولا في غيره على احدى عشرة ركعة. فجعلوا هذا الفهم المستنبط عندهم من هذا الحديث دليلا على عدم صحة الزيادة على هذا العدد لكن هذا الفهم ينبغي ان يكون مجموعا مع الروايات والاحاديث الاخر سئل عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين وهو قائم على المنبر دخل رجل فسأله عن صلاة الليل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى يعني ركعتين اثنتين فركعتين اثنتين. قال صلاة الليل مثنى مثنى. فاذا خشي احدكم الصبح صلى واحدة فاوترت له ما صلى. هذا الحديث الذي جاء في سياق السؤال عن صلاة الليل خاصة. وينبغي هنا ان نقرر ان الجواب المذكور في هذا الحديث ينبغي ان نحمله على اتم جواب لا يحتاج معه الى مزيد بيان. لان سائلة واقف ينتظر الجواب. فمحال ان تقول قال له صلاة الليل مثنى مثنى والمعنى صل ركعتين ركعتين ولا تزد على ثلاث عشرة ركعة. ما قال له ولا تزد. وبعيد جدا ان تقول هو قال له صلاة الليل مثنى مثنى والمعنى ظنك تعلم انني لا ازيد على احدى عشرة ركعة فلا تزد عليها. هذا ايضا مستبعد جدا فماذا بقي؟ بقي ان نقول انه اطلق له عليه الصلاة والسلام. العدد قال صلاة الليل مثنى مثنى. صل ركعتين فركعتين كما تشاء ولم يحد ذلك بعدد. ثم قال فاذا خشي احدكم الصبح صلى واحدة. يعني اذا وجدت ان الفجر قد اقترب. وخشيت ان يطلع الفجر وما اتممت قيامك بوتر اوتر ليكون ختام قيامك الوتر كما هو هديه عليه الصلاة والسلام. نفهم الان اذا اخوتي الكرام ان هديه الكامل هو صلاة الليل التي بها ليله عليه الصلاة والسلام. اما العدد فليس مقصودا لذاته. نعم كان لا يزيد على احدى عشرة ركعة. لكن السؤال لا يزيد لانه لا يريد او لا يزيد لانه قد استنفذ الليل باكمله فما بقي فيه متسع. الجواب هو الثاني لانه وكان ينصرف عند السحر ولان قيامه كما سمعت ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين. ولانه كما سمعت انما كان ينام اول الليل عليه الصلاة والسلام فينام ثلثه الاول ثم يقوم يقوم النصف الاوسط من الليل وبالتالي فالمتبقي من ليل ليس بذلك الذي يتسع لمزيد عدد خصوصا اذا استحضرت ان قيامه الطويل في القراءة يصحبه طول في الركوع مثله وطول في السجود مثله. فلو جئت تحسبها بالدقيقة والساعة لوجدت ان ركعتين يقرأ في واحدة للبقرة ال عمران والنساء بركوع مماثل وسجود مماثل اتظن انك تستطيع ان تصلي في هذا الطول من القيام ان تصلي به عشرين ركعة او ثلاثين او اربعين محال. اذا لم يكن يزيد معناه لم يجد متسعا ولم يكن هديه عليه الصلاة والسلام زيادة لان الليل قد استنفد فلم يكن هناك متسع لمزيد صلاة منه صلى الله عليه واله وسلم. الامر الاخر ايها الكرام اثر كثير من السلف ان قيامه في الليل كان يبلغ اربعين ركعة او ثلاثين ركعة او مائة ركعة او اكثر او اقل هذا محمول على تخفيفه في القيام فانت اذا بين امرين لو قال قائل ايهما افضل ان اصلي ركعات كثيرة مع اختصار القيام والركوع والسجود فيكون حظي عدد اكثر من الركعات او يكون عدد من الركعات اقل في مقابل طول في القيام وطول في الركوع وطول في السجود. لا شك ان الثاني افضل لانه لانه هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته فهي اشرف وافضل واكمل. لكنك لا تمنع الصنيع الاول ولا تحكم عليه بالبطلان ولا تعتبره عبادة فاسدة. كيف وقد قال عليه الصلاة والسلام للرجل صلاة الليل مثنى مثنى؟ فاذا خشي احدكم الصبح واحدة فاوترت له ما صلى. من هنا ايها الكرام صح عن ائمة السلف من التابعين فمن بعدهم. في قيام رمضان على وجه الخصوص انهم كانوا يصلون بركعات متفاوتة. وفي الحرمين من زمن التابعين زمن مالك وقبله وبعده. بل من زمن الفاروق عمر رضي الله عنه لما امر ابي ابن كعب وتميم ابن اوس الداري ان يؤما المسلمين في القيام بالليل في مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام كانوا عشرين ركعة اتراهم كانوا يجهلون حديث عائشة انه ما كان يزيد ولا احدى عشرة ركعة هب انهم سهوا عن ذلك فعائشة بينهم رضي الله عنها ولو كان ممنوعا لمنعت ولو فهمت انه لا يجوز لا افتت. لكن الفهم ما كان على ذلك ابدا. وفي كثير من اقطار كانوا يصلون في رمضان الاربعين ركعة وستا وثلاثين ركعة وعشرين ركعة فلا ينبغي ان تكون هذه مسألة توجب خلافا بين اهل العلم ولا يجعلوا من عدد الركعات في قيام الليل حجرا يرفض معه التوسع في امر بني على السعة اصلا في عدد الركعات في قيام الليل. تنبيه اخير في قيام الليل في رمضان او في غيره. من التمس؟ من التمس سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال انا احب طالما كان الامر مفتوحا احب ان اتقيد بالعدد الذي تقيد به النبي عليه الصلاة والسلام مع انني لا امانع لكن احب الي ان يكون عدد ركعاتي في القيام احدى عشرة ركعة. نقول اكرم وانعم وكل اما رأيت انسانا يحمل راية السنة فقل له حبا وكرامة وقبل ما بين عينيه. لكن ينبغي لمن اراد ان يتتبع السنة تحقا ينبغي ان يكون حرصه على الاقتداء بالهدي النبوي في العدد مصحوبا بالاقتداء في الصفة. صل احدى عشرة ركعة لكن لا تظن ان هذا هو تمام الاقتداء بالهدي النبوي. الهدي النبوي ليس عددا فقط هو عدد وصفة. احدى عشرة ركعة في قيام طويل ركوع طويل وسجود طويل. هذا باب متاح ايها الكرام. لسنا نلزم العباد بانهم اما ان يقوموا قياما طويلا كقيام عليه الصلاة والسلام او فليتركوا لا حديثنا عن ذلك الذي سمت همته وتشوقت نفسه الى ان يكون في قيام ليله شبيها رسول الله عليه الصلاة والسلام نلفت الانظار فنقول الهدي النبوي مخبوء في العدد وفي الصفة هما معا. تقول عائشة رضي الله عنها كان يصلي من الليل احدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة فاذا فرغ منها اضطجع على شقه الايمن. نعم. عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل تسع ركعات هذا العدد في تسع ركعات لا يناقض ما قبله لانها قالت ما كان يزيد. اذا ربما كان ينقص. نعم. كيف كان ينقص؟ يعني هو لما قام في ليلة بالبقرة وال عمران والنساء في ركعة فلا تظن ان العدد سيبلغ به احدى عشرة ركعة بهذا الطول. لكنه ربما طال قيامه في بعض الليالي فلم يبلغ احدى عشرة ركعة فاكتفى بتسع نعم هو كان يبلغ اذا زاد احدى عشرة او ثلاث عشرة ركعة. نعم الحذيفة ابن اليمان رضي الله عنه انه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم من الليل قال فلما دخل في الصلاة قال الله اكبر ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة. قال ثم قرأ البقرة ثم ركع ركوعه نحوه. نحوا من قيامه وكان يقول سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم ثم رفع رأسه فكان قيامه نحوا من ركوعه وكان يقول وكان يقول بربى الحمد لربى الحمد ثم سجد فكان سجوده نحوا من قيامه. وكان يقول سبحان ربي الاعلى سبحان ربي الاعلى ثم رفع رأسه فكان ما بين السجد. ما بين السجدتين نحوا منصف. نحوا من السجود. وكان يقول ربي اغفر لي ربي اغفر لي حتى قرأ البقرة وآل عمران والنساء والمائدة او الأنعام. شعبة الذي شك في الماء والانعام نعم هذا حديث هذا حديث عائشة رضي الله عنها تلاه حديث حذيفة. حذيفة الان رضي الله عنه يصف ليلة وجد فيها صلاة النبي عليه الصلاة والسلام. يقول صليت معه. ارأيت الان ابن عباس يبيت عند خالته لا دلالة له في التقييد بل هو مطلق. بخلاف ما لو قال لا تزيدوا. لو قال لا تزيدوا في الود في الصلاة على احدى عشرة ركعة لكان يصلح ان يكون مقيدا اما وهو فعل فلا. الله اكبر بالرصد عن قرب. وزيد ابن خالد يقول لارمقن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم. حذيفة لا بات عنده ولا الصلاة جاء يصلي معه كانوا يتنوعون في الاساليب الهدف واحد. كانوا يبحثون كيف تشبع ارواحهم وقلوبهم وايمانهم من الوقوف على هدي النبي عليه الصلاة والسلام. قال حذيفة انه صلى معه صلى الله عليه وسلم. قال فلما دخل في الصلاة سمعه يقول الله اكبر ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة قال هذا مع تكبيره فهو شيء مما قاله في دعاء الاستفتاح تكبير وتمجيد لله سبحانه وتعالى ذو الملكوت ذو الملك الواسع ذو الجبروت القدرة وقاصموا الجبابرة والكبرياء والعظمة. يمجد ربه ويثني عليه في عبادة يريد ان يتذلل فيها بين يدي ربه. ولسان حاله يا رب عبدك الضعيف الفقير. عبدك المسكين المحتاج يا رب رب العالمين. ملك الملوك ذو الجلال والاكرام. صاحب المجد والثناء والعطاء. يا رب يا رب ارحم عبدا واقبل واقفا بين يديك جاءك معترفا بعظمتك وجلالك وكبريائك اله الحق. هذا الشعور هو الذي ينبغي ان يصطحب مع الالفاظ التي نقولها في مثل هذه المواقف في العبادة. قال ثم قرأ البقرة الان يتكلم رضي الله عنه عن اول ما سمعه من صلاته عليه الصلاة والسلام. هذا في الركعة. قال ثم قرأ البقرة ثم ركع. فكان ركوعه نحوا من قيامه البقرة مقدارها اليوم في المصاحف جزئان ونصف تقريبا تأخذ من الوقت لمن يقرأ قراءة سريعة مسترسلة من غير تأن ولا توقف بالاقل ساعة فاذا قلت ساعة قيام ومثلها ساعة ركوع اي طول هذا هذا على افتراض العجلة والاسترسال والحدر وعدم التأني. ولم تكن قراءته ابدا هكذا عليه الصلاة والسلام. لكن اقولها لتقريبا الصورة. اذا كان يقرأ قراءة مترسلة متأنية كما سيأتي ربما يقرأ السورة القصيرة حتى تكون اطول من اطول منها من شدة تأنيه وتدبره وتكراره للاية ويأتي عند اية رحمة فيسأل الله عند اية عذاب فيستعيذ بالله ما ظنك الان بسورة كالبقرة فيها الاحكام والوعد والوعيد ونقاش اليهود والنصارى وكشف المنافقين كل ذلك يقرؤه في ركعة هذا الطول يأتي بعده طول مماثل في الركوع كم سيقوى صلبك عبد الله؟ كم سيقوى صلبك في الركوع ان يظل منتصبا راكعا؟ كم ستصبر؟ خمس دقائق عشرة ربع ساعة حتى لو صبرت ربما يقول قائل فماذا عساي ان اقول في الركوع؟ ساسبح الله. يقول سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم. يعني يملأ كوعه الطويل هذا تسبيحا لربه العظيم. تلاحظ انه ما ذكر عددا لانك لا يمكن ان تحصيه في ركوع طويل كهذا. لن يقول لك ثلاث مئة ولا خمس مئة ولا الف سيقول لك هو ركوع قريب من الوقت الذي تقرأ فيه سورة البقرة في القيام. فكان ركوعه نحوا من قيام وكان يقول سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم ثم رفع رأسه فكان قيامه نحوا من ركوعه. وهنا سؤال اخر ايضا ماذا سيقول القائم بعد الرفع من الركوع سوى ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. ولو ذكرت ما تحفظ من الادعية لفرغت بعد دقيقة او دقيقتين لكن يقول هنا وكان يقول لربي الحمد لربي الحمد يعني يكررها يملأ فيها قيامه الطويل. اذا تلحظ معي ان قصده صلى الله عليه وسلم في طول الاركان كان مقصودا وان هذا التقارب في الطول هدي نبوي لما قال البراء بن عازب رمقت الصلاة مع محمد صلى الله عليه وسلم فوجدت قيامه فركوعه فاعتداله فسجوده فجلسته قريبا من السواء يقول كانت الاركان في الصلاة النبوية قريبا من التساوي وفي لفظ ما خلا القيام والقعود. يعني ما عدا القيام الاول في القراءة والجلوس في ان يأتي اطول من غيرها لكن التقارب في الاركان في الطول كان هديا نبويا فمن كان يطيل القراءة فالسنة ان يطيل الركوع الى السجود ليس مثله لكنه قال نحوا من ركوعه يعني فيه طول. قال ثم سجد فكان سجوده نحوا من قيامه. القيام الذي قرأ فيه البقرة. وكان يقول سبحان ربي الاعلى. سبحان ربي الاعلى. اسمع اللي يحكي هذا حذيفة وقد صلى بجواره عليه الصلاة والسلام كان يسجد ورأسه بجوار رأسه وصف بجانبه ويسمع قوله في الركوع وفي وفي الرفع فهو يستمع تماما. قال كان يملأ سجوده تسبيحا. لا يمنع ان يخلط ذلك بدعاء ان شاء. وبسؤال والحاح وثناء. كل ذلك متاح واقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. ويسأل ربه ما شاء من خير الدنيا والاخرة قال رضي الله عنه ثم رفع رأسه فكان بين السجدتين نحوا من السجود وكان يقول ربي اغفر لي ربي اغفر لي. حتى قرأ البقرة وال عمران والنساء والمائدة او الانعام. قال شعبة الذي شك في المائدة والانعام يعني راوي الحديث. والمراد ان هذا الطول وقرأ في في ليلة بالبقرة وال عمران والنساء ومعها المائدة او الانعام يدلك على قيام طويل. هذا القيام في القراءة مصحوب كما سمعت بطول في الركوع وطول في السجود لمن سمت نفسه وعلت همته. نعم. عن عائشة رضي الله عنها قالت قام رسول الله صلى الله عليه وسلم باية من القرآن ليلة. هذا لون اخر من قيامه عليه الصلاة والسلام ليس في كثرة قراءة بل في تبديل اية. تقول قام رسول الله صلى الله عليه وسلم باية من القرآن ليلة. جاء في مسند احمد من حديث ابي ذر رضي الله عنه. في تحديد هذه الاية ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ باية حتى اصبح يركع بها ويسجد بها ان تعذبهم فانهم عباد وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم لست تدري ما الذي ما الذي غلب على قلبه وفؤاده عليه الصلاة والسلام. وما الذي طغى على مشاعره فجعل مرتهنا بهذه الاية يرددها حتى اصبح وهذا سر عجيب في كتاب ربنا الكريم. اذا وجدت قلبك منفتحا مع اية تقرأها او سورة ترددها ووجدت انشراحا الصدر وانفتاح قلب واقبال نفس فالزمها. الزمها ولا تتجاوزها. وستجد في كل مرة تعاود فيها تكرار الاية او الايات تجد فيها متعة غير التي قبلها وفهما من المعاني غير الذي سبق وفتحا وتلذذا لكن المقصود انك متى وجدت ذلك من نفسك فلا تغادر الموضع ولا تنتقل هذا النبي عليه الصلاة والسلام وهو اعظم العباد فهما لمراد كلام الله. وكان عليه الصلاة والسلام في الدرجة الاتم خشوع وتدبرا وعيشا مع القرآن. وجد ذات ليلة قلبه مع اية فلم يغادرها يقول ابن القيم رحمه الله في هذا المعنى فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها. فاذا قرأه بتفكر حتى مر باية وهو محتاج اليها في شفاء قلبه. كررها ولو مائة مرة ولو ليلة. فقراءة اية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم. وانفع للقلب واوعى لحصول الايمان وذوق القرآن وهذه كانت عادة السلف يردد احدهم الاية الى الصباح. ابو تميم الداري قام باية واحدة ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات. سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. وانت ربما فتح الله عليك في اية ربما جئت الى قوله تعالى ربي اني لما انزلت الي من خير فقير. فغلب عليك استشعار حالك وفقرك وحاجتك فلزمت الاية. تكررها تتدبرها وتبكي وشعرت بانفتاح قلب فابقى عندها ولا تتجاوزها حتى تفرغ من حاجتك. حتى تشبع روحك من الاية او من السورة فان اكتفيت تجاوزها والا فالزمها. هذا لون من قيامه عليه الصلاة والسلام. نعم وعن عبد الله؟ وعن عبد الله رضي الله عنه قال صليت ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلم يزل قائما حتى هممت بامر السوء. قيل له وما هممت به؟ قال هممت ان ان اقعد وادع النبي صلى الله عليه وسلم. هذا عبد الله بن مسعود ما وجد طاقة على ان يقاوم قيام رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول صليت معه فلم يزل قائما وجاء في بعض تفاصيل الرواية قال فاستفتح البقرة فقلت يركع عند المئة فمضى فقلت اركع عند المائتين فمضى فختم البقرة قلت يختم بها ويركع قال فاستفتح النساء. فقلت يركع يقول واستمر. قرأ البقرة فالنساء فال عمران يقول هو ما كان متوقعا قال حتى هممت بامر سوء. قيل له وما هممت بي؟ يعني ما امر السوء الذي وقع في قلبه؟ قال هممت ان اقعد النبي صلى الله عليه وسلم ما اطاق بالله عليكم اتريد ان تقارن قيام رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ باي احد من الامة من الصالحين والاولياء عباد حاشى والله لكن هذا لون كما رأيت الطول في القيام كان هو الشأن الذي سنتتبع الحديث عنه في اللقاء المقبل ان شاء الله هذا اخ يقول صليت العشاء والوتر ونمت هل يصح اذا قمت اخر الليل ان اصلي نافلة؟ نعم. وقوله اجعل اخر صلاتكم بالليل وترا على الاستحباب ليس معناه منع القيام بعده واخر يقول هل قوله عليه الصلاة والسلام صلاة الليل مثنى مثنى؟ اليس يقيد بقوله ما زاد؟ لا. ما زاد ليس حديثا قوليا هو فعل والفعل عند الاصولية