هذا المجلس المتجدد الذي نتدارس فيه شمائل المصطفى الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه. وذلك في كل ليلة من ليالي الجمعة رجاء ان نلتمس مزيدا من الصلاة والسلام عليه في هذه الليلة الشريفة الفاضلة. فانه ما صلى مسلم على نبيه صلى الله عليه عليه وسلم صلاة الا صلى ربه عليه بها عشرا. وصلاة ربكم رحمته وبركته وتشريفه لعبده. وذكره له في الاعلى ما صلى عبد على نبيه صلى الله عليه وسلم الا اكتسب بمزيد الصلاة والسلام عليه محبة له عليه الصلاة والسلام وقربا من شأنه وهديه وسيرته وسنته بابي وامه عليه الصلاة والسلام. ما زالت الصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ايها المحبون ما زالت شعارا لكل محب لنبيه عليه الصلاة والسلام. ما زالت الصلاة والسلام شغل المحبين الشاغل ليالي الجمع وايام الجمع لعلمهم. بمكانة هذه الصلاة على النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام في هذه الليلة الكريمة واليوم المبارك. وقد قال عليه الصلاة والسلام ان من افضل ايامكم يوم الجمعة فاكثروا من الصلاة علي فيه وقد قال ابن القيم رحمه الله ان يوم الجمعة سيد الايام. ونبينا عليه الصلاة والسلام سيد الانام الصلاة عليه في هذا اليوم خصوصا مزيد شرف وبركة وخير. ونحن مندوبون ايها الاحبة المباركون. مندوبون الى الاكثار اشتغال هذه الليلة وصبيحة الغد لمن مد الله في عمره وكتب له من الخير اعظمه. نحن مندوبون بكثرة الاشتغال بالصلاة والسلام عليه الاوان مثل هذه المجالس التي يتدارس فيها المسلم المحب لنبيه عليه الصلاة والسلام. يتدارس سيرته وشمائله ويتصفح اخبار سيرته لهي من البواعث العظيمة التي تحمل المسلم حملا على كثرة الصلاة والسلام عليه. ولا انتم في مجلس هذا حري احدكم رعاكم الله ان يكون مجلسه الليلة عامرا بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. كلما ذكر او اشير اليه بابي وامي عليه الصلاة والسلام. او كان الحديث عن هديه وسيرته وسنته لن تخلو جملة في هذا المجلس من الاشارة اليه لان الحديث عنه عليه الصلاة والسلام فاحرى بنا ان تكون جلستنا هذه وهي مجلس علم وفي رحاب بيت الله الحرام وقرب كعبته المعظمة وفي هذا الشهر الذي نرتقب فيه شهر الخيرات والبركات. اقول ما احرانا ان نكون من اوفر الناس حظا الخير والاجر والبركات. ما زالت مدارستنا لشمائل المصطفى عليه الصلاة والسلام. في مختصر الشمائل المحمدية للامام الترمذي والذي اختصره الالباني رحم الله الجميع. وقف بنا الحديث في ليلة الجمعة الماضية عند الحديث عن الباب الذي ذكر فيه ما علقوا بنعل رسول الله عليه الصلاة والسلام وخفه. وقد قلنا في الليلة الماضية في الاسبوع المنصرم ليست المسألة مسألة الة نعال او خف حفظك الله. لكنه نعال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وخف رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعلم اننا اننا يستحب لنا ويشرع لنا ان نستكثر وان نتقرب اكثر ما يكون للتعرف على الدقيق والجليل من اخباره وسيرته وسنته عليه الصلاة والسلام. ذلك اننا نؤمن معشر المسلمين ان اعظم هدي على وجهي البسيطة هو هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام. ولا عرفت البشرية نهجا اكمل. ولا اشرف ولا اعظم ولا اتم وفاء بمطالب البشر في حياتهم الدنيا واخراهم اعظم من سيرته وهديه عليه الصلاة والسلام. وشمائله التي حكت كل ما يتعلق بشأنه في لباسه وهيئاته واحواله واقواله وافعاله هي المفتاح الذي الى التعرف على دقائق وجزئيات وكل ما يتعلق بهذا الهدي النبوي الكريم لنتعرف عليه لنتعلمه لنستن به لنقتدي به. وقد تقدم مرارا وتكرارا حفظكم الله. انه لا ينبغي لمسلم عندما يكون الحديث عن المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. وعن سيرته وعن شيء من هديه. لا ينبغي لمسلم ان يكون له ان يكون له من عمره وقت مبارك يتدارس فيه هذا الامر العظيم من الارث المحمدي المبارك الا ويجعل وذلك مرآة ينصبها. يقيس فيها حاله بحال المصطفى عليه الصلاة والسلام. ويزن فيها اقواله وافعاله وشأنه وكله بهدي المصطفى عليه الصلاة والسلام. يصحح المسار ويقوم الاعوجاج. ويعود من جديد الى اتباع السنة حذو القذة بالقذة. لا يحيد عنها شعرا ولا يرغب عن شيء منها قليل او كثير. وقد تقدم على اسماعكم مرارا كيف كان صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام رضوان الله عليهم اجمعين. كيف كانوا احرص الناس على ان يكون لهم في كل شأن من شؤون حياتهم اقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام. وطنوا انفسهم على هذا المبدأ العظيم. عاشوا حياتهم على هذا الاصل الكبير صار احدهم لا يعمل الشيء ولا يقوله ولا يفعله ولا يتركه الا الا رغبة في ان يكون موافقا لرسول الله عليه الصلاة والسلام. نعم عاشوا معه واكتحلت اعينهم برؤيته. وامتلأت قلوبهم بمحبته وباذلوا وضحوا وتفانوا في تضحيتهم في النصرة لدينه والخدمة له عليه الصلاة والسلام. فقد بلغوا هذا المبلغ العظيم اما اننا ما حرمنا من هذا من شيء ابدا. وقد حفظ لنا شأنه كله عليه الصلاة والسلام. ووصف لنا ايضا شأنه كله عليه الصلاة والسلام حتى لكأننا نراه. فما بقي شيء ادركه الصحابة رضي الله عنهم من الفضل والخير والبركة والاجر الا ولنا نصيب مثله ولنا ايضا باب لان ندرك فيه كثيرا مما ادركوا رضي الله عنهم الا شرف الصحبة الذي لا يوازيه فيه شيء ولن احد مهما فعل. وعلينا اذا ان نوقن وان نؤمن ان كل ما نقل وحفظ وروي لنا من سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام هو باب عظيم يجب ان نتأمله وان نتعامل به وان نقتدي فيه برسول الله عليه الصلاة والسلام فتكون دراستنا وتعرفنا واهتمام وتقليبنا لصفحات السيرة والشمائل كله انطلاقا من هذا الباب. ليكون السؤال الكبير حيثما درست سنة او تعلمت انت سنة او قرأت سنة او سمعت بسنة يكون السؤال الكبير الذي تنصبه امام عينيك شعارا لحياتك اين انا من من هذه السنة المحمدية واين اقع في تطبيقي في حياتي للسيرة وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ عندما نعيش ايها الاحبة وهذا السؤال الكبير هم احدنا فليبشر والله بخير ايام البشرية واسعدها. ان تكون السنة شغله الشاغل عليها يصحو وعليها ينام عليها يصبح وعليها يمسي. ان تكون السنة هم قلبه وفكره وفؤاده وهم عينيه وسمعه واذنه كل شيء في حياته يكون منبثقا من مسارات الهدي النبوي. وان يكون باحثا اشد البحث والتلهث الخوف عن شأن المصطفى عليه الصلاة والسلام. من كان كذلك وظل ينقب ويبحث حتى يبلغ اهتمامه ان يتعلم كيف كان نعل رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ وكيف كان يلبسه وما شكله؟ وكيف خفه؟ وكيف لبسه؟ ومن اهداه؟ وماذا كان شكله لما يبلغ باحدنا الهم والاهتمام ان يتأمل ويهتم ويعتني بشأن النعل والخف فهو والله احرى لان يكون في شؤون حياته الكبرى اشد بحثا عن السنة واتباعا لها. وان يكون اكثر اهتماما بها. وتطبيقا لها في حياته لما يصنف الترمذي رحمه الله باب ما جاء في نعل رسول الله عليه الصلاة والسلام. وباب ما جاء في خف رسول الله عليه الصلاة السلام ويتتابع ائمة الاسلام فقهاء ومحدثوها في الحديث والبحث والافاضة والافادة بما يتعلق بالنعل والخف انما هو تربية للامة. ان يكون النعل والخف وهما من ادق الاشياء. وربما كانت من اقلها اهتماما في حياة احدنا. ان تكون محل اهتمام لتعلقها بشأن المصطفى عليه الصلاة والسلام. فيظل المسلم متطلعا متشوفا متعطشا لان يتعلم من شأنه عليه الصلاة والسلام فيما يتعلق بالخف والنعال. اتظن ان مثل هذا المسلم اذا بلغ هذا المبلغ سيزهد في سنة تعلق بشعيرة من شعائر الدين او بعبادة من العبادات العظمى في الاسلام او ان يزهد او يترك او يتأخر عن سنة ثبتت عنده من هدي النبي عليه الصلاة والسلام في العقائد في العبادات في المعاملات في الاخلاق في السلوك. حاشا. اذا هو توطين ايها الكرام وهو تربية للنفوس المؤمنة الصادقة المحبة لرسول الله عليه الصلاة والسلام ان يكون شغاف قلبها وباطنها مملوءا مغموسا بحب الحبيب عليه الصلاة والسلام. متشربا هذا المعنى العظيم. حبا يثبت بجلاء في كل لمواطن الحياة ويكون احدنا قادرا على ان يكون في كل خطوة من خطوات حياته باحثا عن هدي النبي عليه الصلاة والسلام بلهف وبشغف وبشدة واعتناء. تماما كما تبحث الام الملهوفة الفاقدة لولدها عن ولدها وكيف تبحث عنه بجنون يكاد يطيش معها عقلها ولا تكاد تلوي على شيء ولا يقف امامها شيء لان امرا ما في قلبها قد استحوذ على فكرها. عندما تبلغ سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام. في قلب احدنا هذا المبلغ العظيم اقول فوالله ليبشرن بخير كثير في عاجل امره واجله. لانه ما عاش مسلم على السنة مهتما بها محبا لها رافعا لرايتها داعيا الانام اليها الا عاش على خير. ومات على خير وبعث على خير. وما جلوسنا الليلة وامثالها ايها الاحبة لدراسة شمائل المصطفى عليه الصلاة والسلام الا رغبة في ان نكون متقدمين نحو هذه الخطى التي شقها اسلافنا رحمهم الله واشرعوا لنا فيها الطريق الواسع ومهدوا لنا فيها السبل ليكون جواب احدهم وحديثه وتصنيفه كله تواطئا على عبارة واحدة لاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك فانا افعله. فانا احب ان افعله فانا اريد ان اكون كذلك. متى يصبح هذا شعارا لحياتنا؟ ومتى ننجح ايها الاحبة في ان ننتقل بسلوكنا وعاداتنا تقاليدنا هيئاتنا ومظاهرنا مطعمنا ومشربنا ملبسنا ومنامنا واستيقاظنا وكل شؤون حياتنا. متى نرتقي لان فيها شعار الواحد منا هكذا تعلمت وقرأت وسمعت وثبت عندي ان المصطفى صلى الله عليه وسلم كان افعله فانا احب ان افعله. ولن يزال يمر على مسامعكم مثل هذه العبارات بما فيها درس الليلة ان شاء الله. وفيها ايضا هذا مبدأ العظيم الذي عاشه اسلافنا رحمة الله عليهم اجمعين. وسلك بنا سبيلهم بمنه وكرمه امين. وقف بنا الحديث عند تصنيف الامام الترمذي رحمه الله تعالى في باب ما جاء في ذكر خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم باب ما جاء في ذكر خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن انس بن مالك رضي الله عنهما قال كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من ورق وكان حبشيا. هذا باب اجاء في ذكر خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم. الخاتم معروف وهو الحلقة من المعدن تكون في الاصبع وسواء اتخذت من الفضة او من الذهب او من غيرها من المعادن فكله يسمى خاتم. بل قال بعضهم ان كان له فص وهو المعدن او الحجر الذي يكون في اعلاه على ظهر الاصبع يسمى خاتما. وان كان مجرد حلقة من المعدن لا في الصلاة يسمى فتخة والجمع فتخات. وايا كان فالحديث عن الخاتم وهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه. ثم اعلموا رحمكم الله ان اهل العلم قد ذكروا ان نبينا صلى الله عليه وسلم اتخذ الخاتم الذي كان يختم به خطاباته وكتبه الى الملوك والرؤساء والعظماء في اواخر السنة السادسة من الهجرة تحديدا في اعقاب صلح الحديبية. لما تفرغ عليه الصلاة والسلام بعد صلحه مع قريش وتفرغ لامر الدعوة خارج الجزيرة العربية بعث الكتب والخطابات لدعوة الملوك والرؤساء الى الاسلام كما سيأتي الحديث بعد قليل. فقيل له ان الملوك لا تقبل كتابا الا بخاتم. فاتخذ الخاتم ليكون عونا له على بعث الكتب وارسال الرسائل. اتخذه لهذا الغرض. ولذلك قال بعض اهل العلم في حكم لبس الخاتم ان كان رجل له حاجة للخاتم ليختم به. كالقاضي او المسؤول الذي يحتاج الى ختم خطاباته ورسائله بما يثبت صحة نسبته اليه كان اتخاذ الخاتم في حقه سنة اسوة برسول الله عليه الصلاة والسلام. والا فهو مباح. يعني ان يكون لبس الخاتم لا يلبسه المسلم استنانا يريد به اجر ثواب السنة واتباعها. لانه لم يلبسه عليه الصلاة والسلام تعبدا ولذلك فان القاعدة الاصولية ان فعل رسولنا عليه الصلاة والسلام ان لم يكن مبناه التعبد ان لم يكن مبنيا على التعبد فان فعله عليه الصلاة والسلام لا يراد به الاستنان لنيل الثواب والاجر لانه ليس من باب العبادات. لكن متى فعله مسلم؟ يعني متى لبس لباسا يريد التشبه فيه برسول الله عليه الصلاة والسلام؟ او اتخذ خاتما او لبس عمامة او اراد بشأن ما ليس من افعال التعبد فانه لا اجر فيه بمعنى ثواب السنة التي يثاب فاعلها ويعاقب تاركها. لكن له من الاجر والثواب اعظم من هذا بكثير. هو باب هو باب المحبة الصادقة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. التي بلغت به مبلغا على ان يوطن نفسه في ان يتشبه في هديه كله حتى في ابواب المباحات برسولنا عليه الصلاة والسلام. وعليه يتنزل الاكابر من الصحابة كابن عمر وانس رضي الله عن الجميع. انس رضي الله عنه يقول حضرت مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قدم فيه الدبان فلا يزال يلتقط الدباء من حول الصحفة فعلمت انه يحب الدباء. قال انس فما زلت احب الدباء من يومئذ ولن يقول فقيه اليوم ان اكل الدباء سنة. وان محبة طعام الدباء سنة يؤجر فاعله. لكن له ثواب اعظم وباب اكبر الدباء يقرع النبات القرع الذي يطبخ ويؤكل اداما. لن يقول احد ان اكله سنة يؤجر فاعلها لكن متى كان الحامل هو الذي حمل مثل انس رضي الله عنه شدة الحب ورغبة الاقتداء والتشبه والاقتفاء حتى في باب الطعام والشراب فذاك باب عظيم يرقى به صاحبه الى درجات الحب الصادق الذي يكون في شأنه كله وفق هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام كذلك صنيع ابن عمر في جملة من المواقف يصبغ بالصفرة فيسأل فيقول اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بالصفرة انا احب ان اصبغ بها. يسأل رضي الله عنه في عدة مواطن عن شيء يفعله. وعن شيء يرى عليه في الاهتمام. فلا يكون له جواب الا ان انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ففعل مثله. هذه الصنائع التي صدرت من هؤلاء الاكابر رضوان الله عليهم اجمعين لن يقول فقيه انها من باب السنن التي يثاب فاعلها. لكنها تدخل في باب اخر كما قلت قبل قليل. ولهذا فان اتخاذ خاتم الذي ذكره العلماء ورسموا فيه هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام هي رسم لما يريد ان يكون عليه المسلم في شأنه في هذا الباب يقول انس رضي الله عنه كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من ورق. والورق هو الفضة. قال وكان افي الصفوح بشيا في الصه او فصه او فصه مثلث الفاء. وكلها صحيح فصيح. كان فص الخاتم اي الحجر او المعدن الذي يكون على اعلى ظهر الخاتم كان حبشيا. والمقصود انه اما مصنوع في الحبشة او معدن قادم من الحبشة او صنعته وصفته على هيئة ما يصنع من الخواتم والفصوص في ارض الحبشة. افاد الحديث ان نبينا عليه الصلاة والسلام لبس الخاتم. وان الخاتم الذي لبسه كان من فضة. فدل على جواز لبس الفضة للرجال. واما الذهب فهو حرام للرجال. وقد كان جائزا اول الامر ثم نسخ وسيأتيكم عقب قليل في حديث ابن عمر رضي الله عنهما انه اتخذ عليه الصلاة سلام خاتما من ذهب ثم نزعه ونهى عنه ثم كان النهي الصريح الخاتم الناسخ وقد اخذ عليه الصلاة والسلام في احدى حريرا وفي الاخرى ذهبا وقال هذان حرام على ذكور امتي حل لاناثها. فانتهى الامر على تحريم الذهب للرجال لا يجوز التحلي به خاتما ولا سلسالا ولا شيئا من الزينة للرجال انما هو للنساء خاصة. نعم. وعن ابن عمر وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال ان النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من فضة فكان يختم به ولا يلبسه هذا الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما فيه جملتان اولاهما ان النبي عليه الصلاة والسلام اتخذ خاتما من فضة وهذه الجملة في حديث ابن عمر تتفق مع ما ما تقدم قبل قليل في حديث انس انه عليه الصلاة والسلام اتخذ خاتما من والله على هذا الحديث بانه منكر. ومعنى المنكر عندهم انه يخالف المحفوظ الثابت وهو نوع من الضعيف عند المحدثين. لم لانه ليس شيء يصح سندا يثبت به اولا ولانه يعارض ما ثبت في غيره من المواقع المشابهة طريق اي من فضة فهذه الجملة تتفق مع عدد من الاحاديث الثابتة المروية عن جملة من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين ان نبينا صلى الله عليه وسلم لبس خاتما وكان من فضة. لكن الجملة الثانية في حديث ابن عمر وهي قوله فكان ايختم به ولا يلبسه؟ هذه الجملة تعارض ما ثبت في الاحاديث الاخرى التي تثبت انه لبسه عليه الصلاة سلام. يقول اتخذ خاتما يعني صنع واقتناه. لكنه ما كان يلبسه. كان يستعمله لختم الكتب والخطابات التي يبعثها عليه الصلاة والسلام. فكيف نجيب عن هذا الاشكال؟ تعارض هذه الجملة مع ما ثبت في الاحاديث الاخرى الصحيحة انه عليه الصلاة والسلام لبس الخاتم وحكاه غير واحد من الصحابة. بل الباب الاتي بعد قليل هو في وصف امر ادق من لبس الخاتم هل كان في اليد اليمنى ام في اليسرى؟ اذا هو لبس ثابت على مرأى عدد من الصحابة وقد حكوه رضي الله عنهم. لاهل العلم في هذا جوابان الجواب الاول الحكم الحكم بالشذوذ الحديث على هذه الجملة من الحديث مع انه صحيح. الحديث صحيح ابن عمر اتخذ خاتما من فضة فيحكم بالشذوذ على جملة ولا يلبسه. فكان يختم به ولا يلبسه معنى الشذوذ عند المحدثين ان يخالف الراوي وهو ثقة من هو اوثق منه من الرواة. هو ثقة وليس من الضعفاء في الرواية رأوا الحديث لكن كونه يروي جملة يخالف فيها ما رواه غيره من المحدثين الثقات الاثبات يجعلهم اي المحدثين على القدر المخالف فيه من الرواية لغيره بالشذوذ. فيقال هي رواية شاذة او الجملة هذه شاذة. والسبب ولذلك كما قلت ثبوت هذا او ثبوت خلافه في غيره من الروايات الصحيحة الثابتة. اذا والحامل على ذلك ان الامام احمد رحمه الله وقد روى في مسنده هذا الحديث بلفظه عن ابن عمر دون قوله ولا يلبسه. فثبت ان الزيادة ولا يلبسه جاءت من طريق بعض الرواة للحديث. والجواب الاخر حفظكم الله ان يقال ان هذا يحمل على خاتم اخر غير الذي كان قد لبسه يعني على التعدد انه لبس خاتما وفي نوع اخر من الخواتم اتخذه ولم يلبسه فتقول لبس نوعا وترك نوعا الصلاة والسلام هذا على تصحيح الرواية وابقائها محفوظة دون الحكم عليها بالشذوذ. اذا فالثابت بلا خلاف ان نبيكم صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من فضة بل ولبسه في يده وسيأتي موضع لبسه بعد قليل. نعم وعن انس بن مالك رضي الله عنهما قال كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من فضة فاستبسطه منه. يقول انس رضي الله عنه كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من فضة الجملة تقدمت في الاحاديث السابقة عن ابن عمر قبل قليل وايضا من حديث انس في صدر الباب. الجملة الاتية قال في الصفوف منه اي اي من الفضة. وقبل قليل تقدمت رواية انس وكان في الصهور حبشيا فعلينا الان ان نجمع ايضا بين هاتين الجملتين هل كان في الخاتم حبشيا ام كان من الفضة؟ وان تقول كان حبشيا بمعنى انه معدن معدن من حجر من الاحجار كان فص الخاتم منه وحبشي كما تقدم منسوب الى الحبشة اما لان الحجر قادم من هناك او الصنعة كانت على هيئة ما يصنعه الحبشة في خواتيمهم او نحو هذا واذا قلت فصه منه فالمعنى ان فص الخاتم هو جزء من حلقة الخاتم من الفضة غير منفصلة عنه. كان تخصه منه اي من الفضة. والجواب ايضا عن ذلك اما ان تقول ان الفص كان من فضة لكن الهيئة في الصنع كانت عشية يعني مصنوع من فضة على هيئة تشبه صنع الحبشة لخواتيمهم او تقول هو ايضا اكثر من خاتم فحكى انس رضي الله عنه في احدها انه كان فصه من فضة وان الاخر كان في الصفوح حبشيا. نعم. عن انس بن مالك رضي الله عنهما قال كان نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد قطر. ورسول سطر والله سطر نعم وفي طريق اخرى وفي طريق اقرب وفي طريق اخر عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يكتب كتابا الى كسرى وقد والنجاشي فقيل له انهم لا يقبلون كتابا الا بخاتم. رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم حلقته فضة ونقش فيه محمد رسول الله. فكأني انظر الى بياضه في كفه. يقول انس الله عنه كان نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد سطر ورسول سطر والله سطر. يعني كان نقش الخاتم ثلاث كلمات محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام سلام لكنهم يحكون كيف كتبت الكلمات الثلاث في الخاتم. فقال كانت كلمة محمد في سطر وكلمة رسول في سطر ولفظ الجلالة في سطر. وسبب ذلك ان الخاتم على صغر مساحته لا يمكن ان تسع للكلمات الثلاث في سطر واحد. فلابد من توزيعها. فوزعت على ثلاثة اسطر. محمد في سطر ورسول في سطر ولفظ الجلالة في سطر هذا معنى قوله رضي الله عنه كان نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد سطر ورسول تطر والله سطر يعني لفظ الجلالة. وهذه عادة مألوفة متبعة اعني نقش الخواتيم سواء كان نقش الخاتم الذي يلبسه اللابس يثبت فيه اسمه ونسبه او منصبه ووظيفته او جملة من الجمل التي ان تكون خاتما له كما يذكر عن ابي بكر رضي الله عنه انه كان نقش خاتمه نعم القادر الله. فهذه الجمل ونحوها وقد درج على ذلك ايضا الائمة والخلفاء في مختلف عصور الدولة الاسلامية انهم كانوا ينقصون خواتيمهم بعبارات او بجمل في الغالب لا تتجاوز الكلمات الثلاث فكان نقش خاتم رسولنا عليه الصلاة والسلام محمد رسول الله. واراد بذلك عليه الصلاة والسلام ان يكون ختما على الكتب والخطابات والرسائل التي يبعثها الى الملوك والرؤساء. كما جاء في الطريق الاخرى اراد ان يكتب الى كسرى وقيصر والنجاة وذلك كما تقدم قبل قليل في اعقاب صلح الحديبية في اواخر السنة السادسة من الهجرة. لما تفرغ عليه الصلاة والسلام بعد الهدنة التي عقدها مع قريش تفرغ لامور اخرى كان من اعظمها بدء الدعوة. وارسال الكتب والوفود والرسائل الى العظماء الرؤساء والملوك رجاء اسلامهم وتبليغهم دعوة الاسلام. فلما اراد بعث الكتب قيل له ان العظماء والملوك والرؤساء لا يقبلون الكتب والخطابات اذا ما كان عليها ختام. فاتخذ الخاتم وكان نقشه مناسبا. لانه يرسل يبلغ دعوة. ولسان والخطاب يتكلم على لسان النبي عليه الصلاة والسلام. فكان مناسبا جدا ان يكون الخاتم بهذا اللفظ محمد رسول الله يقول رضي الله عنه محمد سطر ورسول سطر ولفظ الجلالة سطر. ظاهر هذا اللفظ وتأمل معي ظاهره يحكي ان ترتيب الكلمات الثلاث من الاعلى الى الادنى هكذا. محمد رسول الله. فيكون لفظة محمد في اعلى ولفظ الجلالة في الاسفل. وقال بعضهم بل انه كان بالعكس ان كلمة محمد كانت في الاسفل ورسول في السطر الثاني وان لفظ الجلالة كان في الاعلى تأدبا مع لفظ الجلالة اراد عليه الصلاة والسلام ان يكون اسم الله عاليا مقدما. وهكذا رسم نقش الخاتم. رسم نقش الخاتم في بعض الصور وفي بعض الكتابات التي تحاول صورة نقش خاتم رسول الله عليه الصلاة والسلام للناس. لكن الحافظ ابن حجر رحمه الله تناول هذه المسألة فاشار اشار الى ان هذا لا دليل عليه. يقول رحمه الله واما قول بعض الشيوخ ان كتابته من اسفل الى فوق يعني لفظ الجلالة. كان في الاعلى الاسطر الثلاثة ومحمد في اسفلها يقول الحافظ فلم ارى التصريح فبذلك في شيء من الاحاديث. يقول بل رواية الاسماعيلي تخالف ظاهرها يخالف ظاهرها رواية الاسماعيلي لهذا الحديث قال فيه كالتالي محمد سطر والسطر الثاني رسول والسطر الثالث الله لفظ الجلالة. وغالبا لن تقول السطر الاول الا للاعلى. وتقول السطر الثاني للاوسط والسطر الثالث للاسفل. فعلى كل المسألة ليست ذات بال انما هي من حيث التدقيق والتوثيق العلمي ينبغي ان يقال ان الروايات للاحاديث التي وصفت نقش كخاتم رسول الله عليه الصلاة والسلام لم تتعرض ولم تصرح بشيء. وهو كما سمعتم هي غاية ما فيها من الوصف افراد الكلمات الثلاث كل كلمة في سطر. فمحمد في سطر وكلمة رسول في سطر ولفظ الجلالة في سطر. اما كيف هو ترتيبها؟ وما المقدم في اعلى وما المؤخر في الاسفل؟ فهذا الذي لم تصرح به الروايات انما هو محاولة واجتهاد لبعض اهل العلم ولربما ثبت عند بعضهم شيء ما لم يثبت عند غيرهم والعلم عند الله. قال وفي طريق اخرى ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يكتب الى كسرى وقيصر والنجاشي. هذه الرواية تثبت السبب الذي من اجله اتخذ نبينا صلى الله عليه وسلم الخاتم. وهو كما تقدم رغبته في بعث الكتب والرسائل خطاباتي الى الملوك والعظماء والرؤساء. قال فقيل له انهم لا يقبلون كتابا الا بخاتم. ارأيت؟ ارأيت كيف كان قرب الصحابة من رسول الله عليه الصلاة والسلام. المشاورة وابداء الرأي مع انه نبي عليه الصلاة والسلام. ولما تقول نبي املأ عينيك وقلبك هي كلمة اكبر من ان تقول رئيس وامير ووزير ورئيس وزراء وعظيم. فكان الصحابة على مقربة شديدة منه عليه الصلاة والسلام يشاورونه ويبادرونه الرأي ويتحدثون اليه. قيل له يا رسول الله ان الملوك او انهم لا يقبلون كتابا الا بخاتم فادوا له رأيا فما استنكف ولا تكبر ولا عارض عليه الصلاة والسلام قبل الرأي ولذلك قال فصاغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما حلقته فضة ونقش فيه محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام. يقول انس فكأني انظر الى بياضه في كفه. بياض ماذا؟ بياض الخاتم لانه من فضة والفضة تبرق اذا لمعت. بريقا ابيضا. قال فكأني انظر الى بريقه في كفه. وهذا الحقيقة من الوصف العجيب الذي يكثر منه مثل انس رضي الله عنه في الرواية فانه لا يكاد يصف شيئا الا ويلمح رضي الله عنه الى قدر من الهيبة والجمال والجلال فيما تقف عليه عيناه. وقد يحكي وكان احكي رضي الله عنه شيئا وقع في قلبه فاحب ان يشاركك مشاعره التي وقعت في نفسه رضي الله عنه. قال فكأني انظر الى بريقه في بكفه ينظر الى الخاتم يقول انا احكي لكم الوصف وكأني اراه الان. وكأنه في عيني حاضر تماما كما لو كان عليه الصلاة والسلام جالسا امامي. اذا ما كان محاولة لاسترجاع صورة من الذاكرة يخشى ان يكون قد اخطأ او بالغ او زل فيها رضي الله عنه بل هو يحكي وصفا دقيقا ثابتا في عينيه رضي الله عنه. العجيب ايضا فيما تلمسه في مثل هذه العبارة. ان الصحابة رضي الله عنهم اجمعين ومنهم انس رضي الله عنه كانوا يحتفظون ايها الاحبة في دواخلهم في عقولهم في قلوبهم بكل شيء تعلقوا برسول الله عليه الصلاة والسلام احتفاظا حيا غظا طريا حتى بعد وفاته عليه الصلاة والسلام. فكانوا يعيشون هذا في حياتهم. وكان احدهم حتى بعد مرور السنوات على وفاته عليه الصلاة والسلام يقول لك مثل هذه العبارة. كأني انظر الى به في كفه. فكان يعيش هذا المعنى وما كانت حياة عابرة انتهت بموته عليه الصلاة والسلام فاستأنفوا حياة بعيدة عن هذا الباب كلا لكنهم استمروا رضي الله عنهم يعيشون هذا القرب العظيم في نفوسهم من رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولا زلنا قل والله يا احبة لا يزال احدنا اليوم بعد اكثر من الف واربع مئة وثلاثين سنة والله قادر قادر على ان يعيش بقلبه قربا حقيقيا من رسول الله عليه الصلاة والسلام. ما عليك الا امر واحد حفظك الله. هو ان تملأ قلبك حبا صادقا ثم تنطلق انطلاقا بخطى حثيثة متتابعة تبحث عن مواقع السنن لتطبقها في حياتك. عش حياتك حياة النبي عليه الصلاة والسلام واملأ يومك وليلتك من سننه وادابه وهديه المبثوث المنثور المحفوظ المأثور عنه عليه الصلاة والسلام والله كما قلنا مرارا متعة الحياة. متعة الحياة ان تعيش حياتك ان تعيش حياتك. ولسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام احترام كبير في قلبك. ولها وقع عظيم في حياتك. ولها مساحة واسعة في يومك وليلتك في كل شأن من شؤون الحياة. في مع زوجتك في تربيتك لاولادك في علاقتك بجيرانك في مسجدك اذا صليت في سوقك اذا بعت واشتريت في وظيفتك في في في ممرك في كل شأن من شؤون الحياة. بل حتى في تعاملك مع الجمادات والبهائم والعجماوات لك في رسول الله عليه الصلاة والسلام اسوة حسنة ليكون طريقا معبدا تؤكد فيه وترسخ فيه قاعدة الحب الصادق له عليه الصلاة والسلام لان لا تكون شعارا تقال بالالسن ولا عبارات ترفع ولا رصيد لها في واقع الحياة. عندما ننطلق من هذا نحو امر عملي نمارسه في حياتنا تجد رونق الحياة وبهاءها في ظل اتباعك لسننه عليه الصلاة والسلام. نعم وعن انس وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال ان النبي هذا الحديث عن انس ضعيف سندا لكنه يثبت ان النبي عليه الصلاة والسلام او يروى فيه انه عليه الصلاة والسلام كان اذا دخل الخلاء نزع خاتمه. على صحة الحديث ستفسره بانه احترام لاسم الله الموجود في الخارج وصونا له من الامتهان بالدخول به في الخلاء. لكن الحديث لا يصح. وقد حكم الامام ابو داوود صاحب السنن رحمه وان صيانة اسم الله لن تكون بمثل هذا الصنيع في صيانة الخواتم. بل قد سئل الحسن البصري كما اخرجه ابن سعد في الطبقات. سئل هل ينزع الرجل خاتمه اذا دخل الخلاء هل من السنة؟ فاجاب رحمه الله ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يدخل الخلاء وفي نقش خاتمه جزء من الاية يعني محمد رسول الله. وهي جزء من اخر اية في سورة الفتح. فكان الامام الحسن البصري رحمه الله يفتي بعدم وجوب نزع الخواتم عند دخول الخلاء ولو كان فيه كلمة او لفظة فيها اسم الله. ومع ذلك فقد استحب الفقهاء من باب الادب ان اذا كان فيه لفظ الجلالة او شيء يستوجب الاحترام والاكرام فان صاحبه اذا دخل الخلاء قلب الفص ليكون في باطن الكف عليه بحيث اذا دخل يعني اولا يتقي مشقة نزع الخاتم ولبسه مرة بعد مرة والاخرى انه يبقي ايضا على قدر من الاحترام والاجلال والتقديس لاسم الله عز وجل دون الحاجة الى نزع الخاتم. ويكتفي بقلبه ليجعل فصه في الباطن ويقبض عليه. وعلى كل فالحديث لا يصح سندا. نعم. وعن ابن عمر عن ابن عمر قال اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق فكان في بيده ثم كان في يد ابي بكر ويد عمر ثم كان في يد عثمان حتى وقع في حتى وقع في بئر اريس نقشه محمد رسول الله. اللهم صلي وسلم وبارك عليه. ابن عمر رضي الله عنهما في احدى روايات الحديث وقد تقدم قبل قليل اتخذ خاتما منه وهذه الجملة قد مرت وسبقت وهي مؤكدة لما مضى في الاحاديث السابقة ان الخاتم الذي اتخذه عليه الصلاة والسلام سلام ليكون فيه نقش محمد رسول الله كان خاتم فضة. لكن الحديث فيه جملة اخرى لطيفة. يقول فكان في يده اي في يد رسول الله عليه الصلاة والسلام. وهي ايضا هذه الجملة تؤكد شذوذ الجملة السابقة في الرواية الاولى عن ابن عمر لما فقال فكان يختم به ولا يلبسه. لان ابن عمر الراوي هو الراوي هنا. فهذا يؤكد لك ان تلك الطريق وتلك الرواية التي ذكر فيها الراوي ولا يلبسه غير محفوظة ولهذا حكم كثير من المحدثين عليها بالشذوذ. قال رضي الله عنه فكان في يده اي مدة حياته عليه الصلاة والسلام وتتكلم عن الاربع السنوات الاخيرة او اقل من حياته كان الخاتم في يده عليه الصلاة والسلام. قال ثم كان في يد ابي بكر ويد عمر يعني تشرف الخلفاء رضي الله عنهم بعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام بحملهم لخاتمه في يدهم. فكان في يد ابي بكر يعني حتى مات. ثم انتقل الى عمر رضي الله عنهما. حتى مات ثم كان في يد عثمان قال حتى وقع في بئر اريس نقشه محمد رسول الله. بئر بئر تقع ناحية مسجد قباء. في مزرعة وهي باسم رجل يهودي يسمى اريس واريس باللغة العبرية معناها الفلاح ولهذا جاء اه في خطابه عليه الصلاة والسلام لما خاطب قيصر الروم اسلم تسلم يؤتيك الله اجرك مرتين فان توليت فانما عليك اثم الاريسين. فالاريسيين جمع اريس وبئر اريس في المدينة في اطرافها ناحية قباء. وللحديث قصة فان عثمان رضي الله عنه ذات يوم من ايام خلافته كان في تلك المزرعة وكان جالسا على البئر فسقط الخاتم من يده في البئر. وسيأتيكم حديث في الباب التالي انه سقط من معيقي وهو مولى لعثمان. فللجمع بين الروايتين اما ان تقول انه كان في يد عثمان فناوله معيقيبا ليختم به كتابا او خطابا ثم اعاده اليه فسقط فنسب السقوط الى عثمان باعتباره المناول له ونسب الى معيقين باعتباره الاخذ له او فالمقصود ان الخاتم سقط في البئر. في بئر اريس في خلافة عثمان. ثم ذكرت الروايات ان عثمان واصحابه رضي الله عنهم اختلفوا الى البئر ثلاثة ايام ينزحون منها الماء فما وجدوا الخاتم. ظلوا ثلاثة ايام يخرجون ما علهم يظفرون بالخاتم فيخرج. فايسوا بعد ثلاثة ايام فتركوا الماء وفقد الخاتم منذ ذلك اليوم. ولم ينتقل بعد الى علي رضي الله عنه والى ولا الى من بعده من الصحابة. فاذا زعم زاعم اليوم ان خاتم رسول الله عليه الصلاة والسلام بالفضة بنقش محمد رسول الله موجود اليوم في مكان هنا او هنا فهذا يحتاج الى اثبات. لان الصحيح الثابت رواية حديثية وتاريخية ان الخاتم سقط في بئر اريس. زمن خلافة عثمان رضي الله عن الجميع. نعم. باب ما جاء في يلبسه في يمينه فاتخذ الناس خواتيمهم خواتيم خواتيم من ذهب فطرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لا البسه ابدا فطرح الناس خواتيمهم. هذا اخر حديث في الباب وفيه نسخ جواز لبس الذهب للرجال ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس خاتما في يمينه. هذا الباب حفظكم الله لتحديد اليد التي اتخذها النبي عليه الصلاة والسلام ليلبس فيها الخاتم هل كانت يده اليمنى ام اليسرى؟ وهذه الدقة في رواية الصحابة رضي الله عنهم تتجاوز بك مجرد مشروعية لبس الخاتم الى ان تتعلم الصفة والهيئة التي لبس عليها النبي صلى الله عليه وسلم الخاتم. يعني لو اراد احدكم يوما ما ان يتخذ الخاتم تشبها واقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام فان امامه طريقا واضحة المعالم مفصلة الخطى اذا اراد ان يتشبه كيف يفعل ليكون مشابها لمن احب عليه الصلاة والسلام. قال باب ما جاء في ان النبي صلى الله عليه وسلم كان قدموا في يمينه وهي مسألة اختلف فيها الفقهاء رحمه الله وتداولوا فيها الحديث. الامام الترمذي بهذا الصنيع وبهذه الترجمة رجح رحمه الله ان التختم النبوي كان في اليد اليمنى. وهو ما اورد هذا الباب الا لان ثمة روايات اثبتت تختمه عليه الصلاة والسلام في اليد اليسرى. لكن الترمذي رحمه الله لا يصححها. ورجح ان التختم انما تكون في اليد اليمنى فقط. والصحيح الذي رجحه غيره من الائمة الكبار جواز التختم في اليدين معا اليمنى واليسرى لا اقصد بالجواز المشروعية وعدم الاثم اقصد ثبوته عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. انه تختم في يمناه وتختم ايضا في يسراه فعل هذا وفعل هذا. والروايات في هذا صحيحة. ولهذا قال ابن القيم رحمه الله واختلفت الاحاديث هل كان في يعني الخاتم هل كان في يمناه او في يسراه؟ قال وكلها صحيحة السند. وكلها صحيحة السند. وقد قال الامام النووي ايضا رحمه الله تعالى اجمعوا يعني العلماء والفقهاء اجمعوا على جواز التختم في اليمين وعلى جوازه في اليسار ولا كراهة في واحد منهما. واختلفوا ايتهما افضل. فتختم كثيرون من السلف في اليمين كثيرون في اليسار واستحب مالك اليسار وكره اليمين. وفي مذهبنا يقصد مذهب الشافعي. قال وفي مذهبنا لاصحابنا الصحيح ان اليمين افضل لانه زينة. واليمين اشرف واحق بالزينة والاكرام. وعلى كل فاتخذتم في اليدين جائز. الذي سيسوقه الامام الترمذي رحمه الله الان في هذه الروايات كلها عن عدد من الصحابة كما ستسمع عن علي عن عبدالله بن جعفر وعن جابر وعن السلط بن عبدالله وابن عباس وعن ابن عمر رضي الله عن الجميع كلها تثبت تختمه عليه الصلاة والسلام في يمناه لكن اخرج الامام مسلم في صحيحه. وابو داوود ايضا من اصحاب السنن وغيرهم من حديث ثابت عن انس. رضي الله عنه قال كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه في هذه واشار الى الخنصر من يده اليسرى فهذه الرواية صحيحة وثابتة عن انس رضي الله عنه وقد اخرجها الامام مسلم في صحيحه. فالاقرب والعلم عند الله اثبات لبسه عليه الصلاة والسلام للخاتم في كلتا اليدين اليمنى واليسرى معا. وان كان الاكثر رواية من روايات الصحابة انها في اليد اليمنى فلعلها كانت اكثر في استعماله عليه الصلاة والسلام. ولذلك اولى الروايات التي سمعتم عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كما كان يلبس خاتمه في يمينه. نعم. وعن حماد عن حماد بن سلمة قال رأيت ابن ابي رافع يتختم في يميني فسألته عن ذلك فقال رأيت عبدالله بن جعفر يتقدم في يميني وقال عبدالله بن جعفر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقدم في يمينه. طيب هذا اثبت ما اثبته حديث علي رضي الله عنه قبل قليل. اثبات تختمه صلى الله عليه سلم في اليد اليمنى وهو ايضا موافق لرواية علي فاجتمعت الروايات الان لتؤكد ان لبسه عليه الصلاة والسلام للخاتم كان في يده اليمنى لكن قف معي رعاك الله ها هنا وقفة. في هذه الجملة العجيبة التي يتوارثها السلف جيلا بعد جيل اسمع يقول حماد بن سلمة رأيت ابن ابي رافع يتختم في يمينه. فسألته عن ذلك يعني تلبس الخاتم ها هنا؟ اسمع الى الجواب. فقال ابن ابي رافع رأيت عبدالله بن جعفر يتختم في يمينه. انظر كيف في توارثون المسألة. قال رأيت عبدالله بن جعفر يتختم في يمينه وقال عبدالله بن جعفر كان رسول الله صلى الله عليه عندما يتقدم في يمينه. اذا ما لبسه عبدالله بن جعفر في يمينه الا لانه رأى رسول الله عليه الصلاة والسلام يلبسه في يمينه فلما لبسه وفعل ذلك فعل مثله ابن ابي رافع. ولما فعله رآه حماد. فانظر كيف كانوا يتوارثون وما زلت اقول هذا الاصل العظيم والمبدأ الكبير في الحياة كان حيا في حياة ساداتنا من السلف. ما هو؟ هو كيف يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة وقدوة ودليلا لك في حياتك كلها. كيف يكون شأنك كله حتى الخاتم حتى لبس الخاتم وهو حلقة من معدن. قليل كان او كثيرا ثمنه. وهو خاتم لا عبادة تتقرب بها الى الله ولا عمل صالح يدخلك الجنة وهو خاتم لكن لما يكون في النفس توطئة وتوطين على ان الدقيق من الامور في الحياة لابد ان يتنزل على هدي الحبيب عليه الصلاة والسلام والله لن ترضى نفسك في الامور الكبار الا ان تكون متنزلة على هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام. هذا المبدأ الكبير الذي عاشه اسلافكم. ولما يحكون هذا كان واقعا في حياتهم. حماد يسأل ابن ابي رافع ما عند ابن ابي رافع جواب ما قال لانه في يدي اليمنى اجمل ما قال لاني ارتاح اليه اكثر ما قال لاني هكذا وجدته ما الا جواب واحد هو هكذا ثبت عندي ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يفعله فانا احب ان افعل. وقد تقدم روايات عن ابن عمر عن انس عن غيرهم كثير من الصحابة. والله يا اخوة هو مبدأ كبير في حياتهم. عاشوا عليه بل وورثوه كما تسمع الان. يورثون هذا تلاميذ طلابهم فاين منا ذاك الرجل المعلم والاستاذ والشيخ الذي يعلم الناس يعلم الناس بفعله وهيئته وتطبيقه قبل كلامه. فاذا رأى الناس منه ذلك وسألوه ليس عنده جواب الا ان هذا ثابت عنده عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فهو يحب احياء هذا في حياته. والله الحي حقيقة في حياته من احيا سنة الحبيب عليه الصلاة والسلام في شأنه كله هذه الحياة الحقيقية ومتعتها كما قلت قبل قليل. والان اسمح لي ان اسألك سؤالا. بالله عليك هل تجد في حياتك في تذكر من عمرك ما مضى الى اليوم؟ هل تذكر في حياتك موقفا واحدا ما عملته قط الا لانك فيه الاقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام. حتى اذا سألك اولادك الصغار يوما يا ابتي ليش تفعل كذا؟ وما الحامل لك على كذا؟ ونراك تصنع كذا فلا يكون لك جواب ابدا الا انك تريد الاقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام. اوجد في حياتك حفظك الله هذا المبدأ العظيم واوجد في حياتك احياء هذا الاصل الكبير. وربوا عليه اولادكم. وبثوا هذا في المجتمعات المسلمة السنة امرا معظما جليلا مقدرا في نفوس الكل. وان يكون الجميع يهمس في اذن الجميع هذه سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام انتبه رعاك الله. قف اصلحك الله ها هنا سنة. تعظيم السنة تعظيم اتباعها تعظيم تطبيقها تربية النفوس تربية الاجيال توريث هذا للناشئة والله من اعظم متطلبات النهضة للمجتمعات المسلمة اليوم الامة اليوم تمر بمنعطف ليس باليسير. وامامها تحد كبير. يستوجب عليها ان تعود الى قيادة ركب الامم من جديد. تحد كبير يستوجب عليها ان تعود الى مراصد العز والسؤدد والمجد الذي تربعت على عرشه قرونا متتابعة. هذه الاستعادة للسؤدة وللعز وللكرامة ولتبوء قيادة حضارة الامم من جديد تأتي عبر اصول وقواعد راسخة من اهمها ترسيخ هذه ايه المبادئ والقيم المثلى؟ القيم الكبرى الاصول العظام. ترسيخها في النفوس المسلمة وبثها في المجتمعات. واحياؤها ورفعها رايات ترفرف لا اقول على كل بلد بل على كل بيت بل في قلب كل مسلم ومسلمة يحب الله ورسوله. نحن بحاجة يا كرام بان تكون سنتنا هي سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. وعاداتنا وانظمتنا وسائر انماط حياتنا هي ايضا هدي المصطفى فعليه الصلاة والسلام. متى افلحنا؟ متى افلحت المجتمعات؟ متى افلحت الدعاة والقيادات؟ متى افلح الكل في ان بالمجتمعات المسلمة والامم المسلمة لان تكون سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام هي المعول الاول فنحن على مشارف الوصول للنجاح المأمول والتشرف بالعز والشرف والسؤدد الذي عاشت عليه الامة كما قلت قرونا طوال. نعم ايه نعم وعن وصلت ابن عبد الله قال كان ابن عباس يتقدم في يميني ولا اخاذه الا قال كان رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم يتقطم في يمينه هذان حديثان الاول عن جابر بن عبدالله والثاني عن ابن عباس رضي الله عنهما وهما يثبتان ما اتت الاحاديث السابقة تختمه عليه الصلاة والسلام في يمناه يقول جابر كان النبي عليه الصلاة والسلام يتختم في يمينه. وصلت ابن عبد لا يبصر ابن عباس متختما في يمينه مرة اخرى هذه نماذج يحكيها التابعون هي مواقع مواقع شاهدوها بام اعينهم هي اشياء اثرت في نفوسهم. يرى ابن عباس متختما في يمينه. قال ولا اخاله الا قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في يمينه لا خاله يعني لا اظنه يعني ما كان عنده الجواب الا انه كان يرى رسول الله عليه الصلاة والسلام متختما في يمينه الان اليس هذا اعظم من مئة درس والف موعظة كان يمكن ان يتكلم بها ابن عباس ومثله ما تقدم ايضا عن عبد الله ابن جعفر كلا ما كان شيء اقصر يا احبة والله. ليس طريق اقصر الى تعليم الناس السنن وتعظيمها في قلوبهم ليس شيء اعظم ولا اقصر من ان يتمثلها المعلم والداعية والامام والمربي والقدوة. لما يتمثلها في حياته ستختصر المسافات والطرق الطوال قل للناس هذه سنة دونكم فالزموها. هذا باب عظيم فاطرقوه. فلما يأتي السائل ليزداد التثبت عنده رسوخا فيسأل فلا يجد الجواب الا هكذا. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. هكذا يجب ان يكون عنوانه هنا في الاجوبة في المبادئ التي نحملها في الدعوة التي نربي الناس عليها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك يفعل. نعم وعن ابن امر عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من فضة وجعل فسقه مما يليه كفة ونقش فيه محمد رسول الله في بئر اريس طيب يقول ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من فضة وهذه الجملة قد ثبتت وتكررت في الباب الذي قبله. وجعل فصه مما يلي كفه ونقش فيه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتقدم هذا ايضا قبل قليل قال ونهى ان ينقش احد عليه. نهى عليه الصلاة والسلام ان ينقش احد نقش خاتمه. لانه خاص به فلا يجوز لاحد ان يكون نقش خاتمه محمد رسول الله. ولو اراد ان يفعل انسان هذا اليوم وقال انا احب ان البس اتشبه فيه برسول الله عليه الصلاة والسلام. ومن تمام التشبه ساجعل نقشه محمد رسول الله. سيقال له لا هذا منهي عنه نهى عليه الصلاة والسلام ان ينقش احد على نقش خاتمه فما تجرأ احد ان ينقش كما فعل عليه الصلاة والسلام امتثالا لنهيه قال وهو الذي سقط من معيقيب في بئر اريس. معيقيب هو ابن ابي فاطمة الدوسي صحابي جليل شهد المشاهد وكان واليا على بيت المال في خلافة عمر رضي الله عنه. كان مولى لعثمان فسقط في بئر اريس كما تقدم قبل ونسب ها هنا السقوط الى معيقيب. وفي تلك الرواية الى عثمان ولا مشاحة ولا تضاد ولا اختلاف. لان معاقين مولى له نعم وعن جعفر بن محمد وعن جعفر بن محمد عن ابيه قال كان الحسن والحسين يتختمان في يسارهما ثبوت مثل هذا الفعل يعني لبس الخاتم في اليسار ثبت عن عدد ليس بالقليل من الصحابة والتابعين ايضا. ولهذا قال النووي رحمه الله كما مر قبل فقد ثبت عن كثيرين من السلف التختم في اليمين. وثبت عن كثير منهم ايضا التختم في اليسار. والثبوت هذا الفعل عن الحسن وهما سبتا رسول الله عليه الصلاة والسلام. ثبوت هذا الفعل عنهما يؤكد صحة الرواية التي اخرجها الامام مسلم في كونه الصلاة والسلام تختم في يساره لعلمهما ان هذا ثابت عن جدهما رسول الله عليه الصلاة والسلام نعم وعن انس وعن انس بن مالك رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه انه صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه. نعم وهي الجملة التي تقدمت وحرص الامام الترمذي رحمه الله على ما مال اليه ورجحه ان التختم لا يكون الا في اليمين. فحشدك ما رأيت من الروايات عن عدد من الصحابة على اختلافهم ما اكد انه كان عليه الصلاة والسلام يتختم في اليمين. وكل ذلك صحيح ولا غبار عليه لكن اعتبار التختم في اليسار منسوخا او عدم جوازه او اعتباره مكروها ذلك لا يقوى مع ثبوت حديث الامام مسلم رحمه الله من رواية ثابت عن انس. وكذلك القول في ثبوت هذا الفعل عن عدد ليس بالقليل من الصحابة والتابعين. وهم احرصوا الناس على اتباع السنة والبعد عن المخالفة التي تكون في مجانبة هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام نعم وعن ابن عمر عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب فكان وتحريمه الى الابد. اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب. فكان يلبسه في يمينه فاتخذ الناس قواتيم من ذهب وقف معي ايضا على هذه الجملة مرة اخرى. لماذا اتخذ الصحابة الخواتيم رغبة في الاقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام مع انه لبس وما قال لهم البسوا لكن كان حسبهم وكافيهم ان يثبت عندهم ويرون شيئا يفعله النبي عليه الصلاة والسلام. اما مر بكم حديث انه صلى ذات يوم في نعاله فاتاه جبريل فامره ان ينزع نعاله للنجاسة التي كانت عليها ولا يعلمها عليه الصلاة والسلام. قال فخلع الصحابة نعاله لهم فلما انقضت الصلاة قال ما شأنكم خلعتم نعالكم؟ قالوا رأيناك خلعت نعالك فخلعنا. ما كانوا ينتظرون امرا ولا توجيها. فما بالنا اليوم يا احبة نسمع الامر النبوي تجاه كثير من الاداب والقضايا والاحكام. ومع ذلك نعزف عنها وننصرف عنها ونزهد في تطبيقها حب الصادق والطاعة التامة تستوجب ان يحمل احدنا نفسه حملا على الاتباع. قال اتخذ الناس خواتيم من ذهب. فطرحه صلى الله عليه وسلم وقال لا البسه ابدا. قال فطرح الناس خواتيمهم. فافاد الحديث عدم جواز لبس الذهب للرجال وتحريمه مؤبد وهو الناسخ لما ثبت من مشروعية قبله الفائدة الاخيرة التي يمكن ان نختم بها باب الليلة هي اذا كان التختم في اليد اليمنى او اليسرى فان الاصبع الذي يلبس فيه الرجل خاتمه هو الخنصر الذي ثبت عنه عليه الصلاة والسلام ولهذا بوب عليه غير واحد من المحدثين باب لبس الخنصر او لبس الخاتم في قنصل والقنصل هو اصغر اصابع الكف واخرها اي في الطرف. الله تعالى اعلم. الله اكبر. اشهد ان لا لا اله الا الله