النهار وكانت تتقصده في التطوع تبتغي مزيدا من الاجر والثواب. فسئلت عن هذا العمل الذي تقصد به اكثر ايام النهار في الصيف طولا وحرا وشدة وتعبا. فقالت رحمها الله عبادة عبارة جليلة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها الاحبة الكرام يطيب لاسرة تسجيلات الامام البخاري الاسلامية مكة المكرمة ان تقدم لكم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي اكرمنا بالاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. الحمد لله الذي جعلنا في خير امة اخرجت للناس. اكرمنا الله عز وجل بهذا الدين العظيم. وبكتابه المبين وبنبيه الكريم عليه صلاة رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. ذو الفضل والجود والكرم والعطاء لا ند له ولا شريك له في الارض ولا في السماء وهو الحكيم العليم. واشهد ان سيدنا ونبينا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله. امام الانبياء وخاتم المرسلين. وحبيب رب العالمين علوم المحبين اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد معشر المؤمنين الكرام هذه ليلة شريفة غراء. ليلة الجمعة التي تنتظر فيها قلوب المحبين مزيدا من الشوق تنبعث معها انفاسهم بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم يشقون بها عنان السماء يلتمسون كرم رب الارض والسماء وهو المتكفل لهم بكل صلاة عشر صلوات ينزل عليهم من ربهم رحمة ورضوانا. فما اعرظ عن رحمة ربه الا مستقل من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الليلة ايها المؤمنون. ولا فاته كثير من الرحمات والبركات والصلوات الا قليل الحظ من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة كليلتكم هذه. ويوم كيوم الجمعة الذي يمر علينا كل اسبوع. ايها المحبون لرسول الله عليه الصلاة والسلام هذا مجلس لدراسة شمائله. نلتقي فيه كل ليلة من ليالي الجمعة. نحرم فيها الايمان فيها الصدق واليقين ونحرك بها اشواق الطاعة والاقتداء برسول الله صلى الله عليه واله وسلم. في شمائله نستعرض جانبا من حياته. ونستعطر بعبير من سنته وشمائله صلوات ربي وسلامه عليه. وانت الصفحات في سمائر وسيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام تجد انسا ينبعث عبر افانيد القلب. وتجد راحة وانشراح وتجد طمأنينة للفؤاد وانت تجد اعظم مثال لسيرة بشر عرفته الحياة. وقد جعله الله عز وجل لنا اسوة وقدوة ودليلا نقلب صفحاته نستحث فيها الخطى نحو اتباع اكمل وطاعة اصدق وحب اعظم لهذا النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه. ولما كانت ليلة جمعة فان ايضا نستحث انفسنا. بهذا المجلس من دراسة شمائله وسنته ان يقول لنا حظ وافر ونصيب عظيم. من كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم. كلما ذكر شأنه او ذكر اسمه او عرضت سنة من سنته فانك لا تملك الا ان تقول صلى الله عليه واله وسلم. نحن في دراسة الشمائل ما زلنا نقلب الصفحات تلو الصفحات. في اباد من اعظم ابواب الحياء عبادته لربه عليه الصلاة والسلام. ومضى الحديث في ليالي مضت عن صفحات من عبادته لربه بالصلاة. فانه كان محبا لها بابي وامي عليه الصلاة والسلام. والمحب لرسول الله عليه الصلاة والسلام سيحب ما احب رسوله صلى الله عليه وسلم. فاعلموا رعاكم الله ان الحبيب عليه الصلاة والسلام حبب اليه من هذه الدنيا في العبادات الصلاة. بل يقول انها قرة عينه في الدنيا. ان يكون واقفا بين يدي ربه. ان يكون ساجدا تاليا للقرآن ان يكون ممرغا للجبهة على اعتاب رحمة ربه يسأله ويدعوه ويتضرع اليه وهو في صلاة تلو صلاة اناء الليل واطراف النهار. لم نزل نقلب هذه الصفحات. وقد وقف بنا الحديث عند باب ما جاء في لرسول الله عليه الصلاة والسلام. لتعلموا اننا ننتقل بالمراحل من عبادة الى اختها. واذا طوينا صفحة الصلاة وعرفنا عظيم شأنه صلى الله عليه وسلم فيها فهذا اول الشروع في باب اخر من ابواب العبادات. انه الصوم يا امة الاسلام الصوم العبادة التي كان لها الشأن العظيم والوزن الثقيل. في ميزان الشريعة في ديننا ايها المسلمون. الصوم الذي استأثر الله جل جلاله من فوق سبع سماوات بجزاء اصحابه ومكافئته ومضاعفة ثوابهم. اوما سمعت قول ربك عز وجل الذي نقله لنا نبيه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم اذ يقول كل عمل ابن ادم له. الحسنة بعشر امثالها كل عمل ابن ادم له يعني له جزاؤه وله ثوابه بميزان الشريعة العام الحسن بعشر امثالها. قال الله الا الصوم. فانه لي وانا اجزي به. ارأيت؟ ما ظنك بعمل يقول فيه اكرم الاكرمين فانه لي. ما ظنك ان وكلت ثواب عبادة قدمتها لوجهه سبحانه تنتظر ثوابه في يوم انت احوج ما تكون الى حسنة. لتفاجئك تلك الكرامات عندما يقول ربك في ثواب الصوم فانه لي. وانا اجزي به ليحلق بك الخيال فلا تقف عند حد. اين يبلغ بك الظن بكرم الله بعطاء الله بجوده ومنته على عباده. وهو يقول سبحانه في ثواب الصوم فانه لي وانا اجزي به. هذا البعد العظيم في ثواب الصائمين عند اكرم الاكرمين جعل نبينا صلى الله عليه وسلم يسن لنا من سنته وفعلا اجتهادا عظيما في عبادة الصيام. في الاقبال عليها في الحث عليها. في الترغيب في ثوابها. في حظ الناس الاكثار من الصيام يقول عليه الصلاة والسلام ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله الا باعد الله وجهه عن نار سبعين خريفا. صوم يوم في سبيل الله. يكسب به العبد مباعدة عن النار سبعين عاما. فاذا صام يومين وثلاثا وقل ما شئت من اعداد ايام الصيام وانت في كل يوم تبتعد عن عذاب الله وسخطه وناره سبعين خريفا فاي عبد اقل حظا من ذاك الذي ليس له من صيامه في العام الا الفرظ في رمظان. ثم زهد في السنن والمستحبات او شق عليه فلم يروض نفسه على الصيام. هذا باب دعونا ننشط فيه هممنا نحو عبادة الصيام. دعونا نلقي نظرات هنا نروي القلوب بشأنه عليه الصلاة والسلام العظيم في عبادة الصيام. فانظروا كيف كان كيف كان قولا وفعلا يحثنا على الصيام ويسبقنا اليه صلى الله عليه وسلم. يرغبنا في الصيام ويذكر لنا فضله واجره. واذا هو اكثر الامة حظا من هذه العبادة. يسرد الصوم يتابعه حتى يقول الصحابة لا يفطر. يسرد الصوم ويكثر منه عليه الصلاة والسلام حتى يظن الناس ان هذا شأنه العام ويحثنا على صيام كل اسبوع وصيام كل شهر وصيام كل سنة. ثم يفتح لنا ابواب الاقتناص للصيام في ابواب تضاعف لها الثواب والحسنات والاجور. كل هذا يبين لكم ان الصيام بين عبادات الاسلام له شأن عظيم لم تزل خفاقة بل حسبكم حسبكم. ان بابا في الجنة مخصوص لاهل الصيام لا غير. ما الذي تريد بعد؟ اليس فباب الريان في الجنة انما جعله الله لاهل الصيام الذين وطنوا انفسهم على هذه العبادة العظيمة فيأتون يوم القيامة حين تزدحم الخلائق على ابواب الجنان وبين الباب بين بين دفتي الباب وبين جانبيه كما بين مكة وبصرى. لكنه في ذلك اليوم كظيظ من الزحام تزدحم الخلائق بالمناكب والاقدام يريدون الدخول الى رحمة الله وجنته وعظيم فضله ورضوانه في باب الريان مخصوص لهذه القافلة من الامم اهل الصيام. يأتون بكل شرف يتجهون الى الباب الذي خصص لهم. السؤال ما توقعك انت الان من قوافل اهل الجنان الداخلين من باب الريان. احجزت لك في تلك القافلة موقعا؟ احرصت ان تكون مع الصائمين عندما يتجهون الى باب الريان فتدخل واحدا منهم مغتبطا بفضل الله ورحمته وعظيم فضله وعطائه. هذا الصوت ايها المسلمون احبه النبي عليه الصلاة والسلام. واستكثر من صيامه ورغبنا في الاكثار منه. فجاءت سير السلف بثوا الخطى في استكثار من هذا الباب العظيم. وقد علموا ما فيه من الفضل والاجر الكريم. وقد رغبوا ان يكون لهم عند الله عز وجل حظوة ومكانة وهم يستكثرون من الصيام. الصيام احد المشفعات التي تشفع للعباد في يوم انت احوج فيه الى الحسنة والى رحمة الله والى ان يرضى الله عنك والى ان يقيك غضبه وسخطه انذاك اليوم تبحث عن شفاعة الشافعين. شفاعة انبياء شفاعة الصالحين شفاعة من يكون من اهلك وقرابتك ممن يؤتى شفاعة باذن اكرم الاكرمين حسبك ان تحجز من اعمالك الصالحة ما يشفع لك ليكون قرآنك شافعا. وليكون صومك شافعا في الحديث الصحيح الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة فاتخذ شفيعا يكون بحوزتك يكون معك والى جانبك يكون في وقت انت احوج ما تكون اليه. هذه دنياك تطوى فيها الليالي تلو الليالي. وتمر بك الايام تباعا فتقضي من عمرك الشهور والسنوات وتتصرم الاعوام يتقدم بك العمر وتقترب الى ربك. السؤال كم كان لك من غناء في تلك الايام التي طويت صفحاتها؟ اودعتها صياما ترجو ان تجده في صفحات الكتاب يوم تؤتاه بيمينك. كم حرصت ان يكون في تلك الايام التي تنطوي هناك مع غروب شمس كل يوم فيها صياما وفيرا فاذا ما فتحت لك السجلات وتقلبت امامك الصحائف في الاعمال وجدت الصيام كالورد المتناثر بين صفحات الكتاب كم حرصت عبد الله؟ هذا صوم والله كان الصالحون لا يعيشون في دنياهم ولا يرغبون في امتداد اعمارهم الا يسارا من ايداعها لاعمال صالحة على رأسها الصيام. يرغبون ان يكون لهم في رصيدهم عمل عظيم وفير كبير. يكون الصيام له قدر كبير وحضور ظاهر فيه. ثم كانوا يبحثون عن الصيام ويشعرون انهم يذللون انفسهم لله. ويشعرون ان يفرغون اجوافهم ويظمئون اكبادهم وهي تتعطش حروقهم لا لشيء الا لاثبات انهم يرغبون في مرضاة الله يسارعون في فضله وعطائه. كان بعض الصالحات تصوم من ايام الصيف الايام شديدة الحر. طويلة عظيما قالت ان السعر اذا رخص اشتراه كل احد. ارادت رحمها الله ان العبادة اذا شقت على العباد لا ينشط لها الا اصحاب الهمم العظيمة والعزائم الجادة. لكن العمل اذا تيسر كالسلعة اذا سعرها تسنى لكل احد شراؤها فاما اذا غلى السعر وارتفع الثمن فلا يقوى عليها الا الاثرياء اليس كذلك؟ الثراء ها هنا ليست امال الثراء ها هنا ثراء ايمان ورغبة فيما عند الله. فهلموا في هذا الباب نتطلع فيه صفحات من مواقف رسولنا صلى الله عليه وسلم في الصيام. وكيف كان عظيم اهتمامه بهذه العبادة الجليلة العظيمة؟ نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه جميع المسلمين. قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن عبد الله ابن قال سألت عائشة رضي الله عنها عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت كان يصوم حتى نقول خصاما ويفطر حتى نقول قد افطر. قالت وما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا منذ قدم المدينة الا رمضان. وعن انس بن مالك رضي الله عنه انه سئل عن صوم النبي صلى الله الله عليه وسلم فقال كان يصوم من الشهر حتى نرى ان ان لا يريد ان يفطر منه ويفطر من حتى نرى ان لا يريد ان يصوم منه شيئا. وكنت وكنت لا تشاء ان تراه من الليل الا مصليا رأيته مصليا ولا نائما الا رأيته نائما. عن ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول ما يريد ان ان يفطر منه ويفطر حتى نقول ما يريد ان يصوم. ان نصوم وما صار وما صام شهرا كاملا منذ قديم المدينة الا رمظان. هذه احاديث ثلاثة من رواية ام المؤمنين عائشة وانس بن ما لك وابن عباس رضي الله عنهم اجمعين. فيها اثبات كثير صيام رسولنا صلى الله عليه وسلم ووفرة عدد الايام التي يصومها من العام. صدقا يا احبة كلما تعرضنا لسنة. وكلما استعرضنا شأنا من شأنه عليه الصلاة والسلام اجعل قصدك الاول ونظرتك العظمى ان تقيس ذلك بحالك. وان تزن هذا بواقع ايامك التي تعيش كلما مر بك شأن لرسول الله عليه الصلاة والسؤال عليه الصلاة والسلام ليكن سؤالك الاول لنفسك انا ما حظي من هذه السنة وما القدر الذي وصلت اليه في حياتي تطبيقا لهذا الهدي الكريم من سيرة اكرم المرسلين صلى الله عليه عليه وسلم. تقول عائشة رضي الله عنها وقد سئلت عن صيامه صلى الله عليه وسلم. قالت كان يصوم حتى نقول قد صام يعني لم يزل يتابع الصيام في فترة من الفترات حتى نقول انه سيمضي مستمرا في ايامه تلك ويفطر حتى نقول قد افطر. يعني تمر به الفترات. يسرد الصوم ويتابعه ولا يتخلله فطر في اثنائه وتمر به فترات يتابع الفطرة ولا يصوم شيئا من الايام حتى تظن انه لن يعود الى الصوم. بماذا يمكن ان تعبر عن هذا هو عدم التزام شأن متبع على الدوام. ليس سرد الصيام المتتابع الذي لا يتخلله فطر على نفسه وليس الفطر المتتابع الذي يحرم نفسه من الصوم فلا يصوم الا مرة في العام من رمضان الى رمضان؟ لا هو بين هذا وذاك عليه الصلاة والسلام. يخلق في ايام شهره واسبوعه بين صيام متتابع وفطر متتابع. تقول نفطر حتى نقول قد افطر. قالت وما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا منذ قدم المدينة الا رمضان نعم ليس يثبت في سنته عليه الصلاة والسلام ابدا استكمال شهر مستمر من الصيام رمضان حتى اكثر الشهور صوما في حياته كان شهر شعبان كما سيأتي في الاحاديث التي معنا في الباب. ومع ذلك لم لم يكن يكمل لم يكن يكمل شعبان صياما كاملا. كان يكثر منه لكن لا يتمه من اوله الى اخره. اذا فليس يثبت في هديه عليه الصلاة والسلام استكمال صيام شهر باكمله الا رمضان. ليكون ذلك ايضا عنوانا كبيرا. ان الاجتهاد مهما باحدنا اذا حبب اليه الصيام او رغب في الاستكثار منه الا يبلغ به سد الصوم ومتابعته في شهر من الشهور ان يتم باكمله. فاذا فعل فقد خالف سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. يقول انس رضي الله عنه في الحديث الثاني وقد سئل ايضا عن صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كان يصوم من الشهر حتى نرى انه لا يريد ان يفطر منه حتى نرى ان لا يريد ان يصوم منه شيئا. هو في ذات المعنى الذي تقدم في حديث عائشة رضي الله عنها قبل قليل المتتابع في فترة وسرد الفطر المتتابع في فترة اخرى من الفترات. يقول انس وقد سئل عن الصوم فحسب فاجاب على الصيام وزاد على ذلك جملة تتعلق بالصلاة فقال وكنت لا تشاء ان تراه من الليل مصليا الا رأيته مصليا ولا نائما الا رأيته نائما. اعطى هذه الزيادة في الجواب هدية للسائل. وانظر لما اراد ان يزيد على فيما يتعلق بالصيام لم يختر اي باب من العبادات اختار الصلاة فقط لعظيم علمه بمكانتها في قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام وقد تقدم بنا الحديث في ليالي مضت عن شأنه صلى الله عليه وسلم في الصلاة. ومر بك مثل هذا عظيم قيامه في الليل وطول صلاته عليه الصلاة والسلام وحديث انس هنا يثبت انه ما كان يقوم الليل باكمله. بل اذا اردت ان تراه نائما تراه نائما. وان اردت ان تراه مصليا تراه مصليا. لانه ما كان يقطع الليل كله قياما. بل كان ينام شيئا من الليل ويقوم وينام وهذا شأنه المتتابع صلوات الله وسلامه عليه. لاحظ معي ان عائشة سئلت عن صوم رسول الله عليه الصلاة والسلام سألها عبد الله بن شقيق وان انس ايضا سئل عن صوم رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا حس الامة اليقظ الذي لطال ما اشرنا اليه. هذا الايمان الذي تنبض به قلوب التابعين. كان احدهم يأتي ابواب الصحابة. فهذا يطرق باب عائشة وهذا يلقى انسا في المسجد وذلك يقصد ابن مسعود في الكوفة والرابع والخامس والعاشر. وهمهم الاكبر هو التفتيش. في الصحابة عن سنن رسول الله عليه الصلاة والسلام. يسألونهم عن كل باب من ابواب الحياة. يسألونهم عن صيامه عليه الصلاة والسلام عن قيامه عن صلاته عن وضوئه وابواب كثيرة مرت بنا بل كانوا يسألون حتى عن طعامه. ويأتون سلمى خادمته عليه الصلاة والسلام فيقول اصنعي لنا طعاما مما كان يحبه رسول الله عليه الصلاة والسلام. السؤال اين غاب؟ هذا المعنى كبير الذي عاشه التابعون في قلوبهم فقادهم نحو السؤال المتتابع. صدقا هل نجد في حياتنا اليوم هما يشغل والافكار؟ هل نجد هذا السؤال الحائر مترددا على السنتنا في كل قضية ان نسأل؟ وان نفتش وان ننقب وان نبحث بتلهف عن سنن رسول الله عليه الصلاة والسلام صدقوني والله لن يبعث على مثل هذا السؤال الا حب عظيم تربع في عرش القلوب اذا استطعنا ان ننجح في غرس محبة عظيمة في قلوبنا لرسول الله عليه الصلاة والسلام دماؤها في عروقنا والله لنجدلنا هذا السؤال على السنتنا حاضرة. ولو وجدنا انفسنا مضطربين في كل قضية من قضايا الحياة ان نسأل اين تقع سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ اذا وجدت هذا السؤال هو الذي يقودك عندما تفتح عينيك اول ما تستيقظ في اليوم وهو الذي يقودك عندما تقف امام المال لتتوضأ للصلاة وهو الذي يسيطر عليك عندما تكبر في الصلاة وكذلك في كل شأن من شؤون الحياة عندما يكون سؤالك الكبير في الحياة اين اجد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فابشر بخير كثير. فانك على هدى مستقيم. عندما يكون الحرص على السنة حاضرا كما كان حاضرا في حياة التابعين. هذا يسأل عائشة وذاك يسأل انس والثالث يذهب ابن عباس والرابع والخامس والمئة كلهم كانوا اقواما تنبض قلوبهم حبا وايمانا وطاعة لرسول الله عليه الصلاة والسلام كم نحن بحاجة والله يا اخوة ان نعود بالامة الى هذا المنعطف لانهم انعطفوا خير. وعنده ستبدأ الامة نهضة من جديد عندما تفتح اعينها على سبيل السنة وعلى صراطها القويم وعلى المنهج الاغر وعلى السبيل الاقوم على البيضاء التي تركها علينا رسول الله عليه الصلاة والسلام. وهو القائل تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها. نحن بحاجة الى ان نسلك المحجة البيضاء الذي ترك الامة عليها صلى الله عليه وسلم. ان نعود من جديد. لكن هذا يحتاج الى ان نبدأ بقلوبنا فنغرس فيها نغرس فيها بعناية ركائز الايمان الصادق. وان ننبت فيها ايضا اشجار المحبة المثمرة. وان ننجح كذلك في ان نزرع هذا في الاجيال اللاحقة. لتجد فيما بعد الامة شبابا وشيبا ذكورا واناثا صغارا وكبارا متعلمين ومثقفين وجهال واميين الكل يسأل الكل عن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. فتجد هذا هو الهم الحاضر وتجد ايضا الرغبة الصادقة التي تثبت ان ورائها ايمانا صادقا ومحبة عظيمة لرسول الله عليه الصلاة والسلام الاحاديث وحديث ابي هريرة رضي الله عنه لما هو حديث ابن عباس رضي الله عنهما لما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول ما يريد ان يفطر منه. يعني من ايام الشهر ويفطر حتى نقول ما يريد ان يصوم منه. وما صام شهرا كاملا منذ قدم لمدينة الا رمضان. فالثلاثة الاحاديث اثبتت هذا الهدي النبوي الكريم. ما هو؟ هو عدم تتابعه واستمراره صلى الله عليه وسلم على شأن واحد على الدوام مدى الحياة. فليس الصيام المتتابع الذي لا تخلله فطر وليس الفطر المتتابع الذي يهجر معه الصيام لكنه التوسط والاعتدال الذي كان شأنا له في حياته كلها عليه الصلاة والسلام. نعم. عن ام سلمة رضي الله عنها قالت ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين الا ورمضان قال ابو عيسى هذا اسناده صحيح وهكذا قال عن ابي سلمة عن ام سلمة وروى هذا الحديث غير واحد عن ابي سلمة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل ان يكون ابو سلمة ابن عبدالرحمن قد روى هذا الحديث عن عائشة وام سلمة جميعا عن النبيين صلى الله عليه وسلم. حديث ام سلمة رضي الله عنها قالت ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين الا شعبان او رمضان. هذا اثبات لانه يصوم شعبان كاملا وقد تقدم الان في حديث ابن عباس وما صام شهرا كاملا منذ قدم المدينة الا رمضان. فلا تظنن ان هذا تعارض بين الاحاديث المروية ابدا. لكن حديث ام سلمة هذا الذي ذكرت فيه صيام شعبان كاملا ارادت به المبالغة في صيام شعبان حتى يوشك ان يكون صياما كاملا للشهر وليس هو على الحقيقة. هذا ليس تكلفا في التأويل لكنه صريح الروايات الاخر التي تفسر مثل هذه الرواية. فقولها ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين الا شعبان ورمضان. اما رمضان فيصومه كاملا يقينا. لكنها ارادت ان شعبان لكثرة ما يقع فيه من الصيام يخيل اليك انه صامه باكمله. فاذا جاء رمضان عقبه ان تقوم صام شهرين متتابعين كاملين. لكنها لم ترد هذا المعنى. لانها تعلم كما علم غيرها من انه لم يستكمل صيام شهر قط الا رمضان. واما شعبان فكان يبالغ فيه من الصيام حتى تقول انه صام الشهر وسيأتيك في روايات حديث عائشة ايضا هذا المعنى. قول الامام الترمذي عقب هذا الحديث بالتعليق الذي سمعتم قبل قليل هو شيء يتعلق باسناد الرواية في الحديث. لانه مروي من حديث ابي سلمة بن عبدالرحمن عن ام سلمة. ومروي ايضا في الرواية التابعي ابي سلمة بن عبدالرحمن عن عائشة. فلما جاء الطريقان عند المحدثين قد يظن ان احدهما خطأ فاثبت الامام الترمذي رحمه الله صحة الرواية من الطريقين وان ابا سلمة بن عبدالرحمن قد سمع الحديث من كل من ام سلمة ومن عائشة رضي الله تعالى عنهما جميعا. نعم عن عائشة رضي الله عنها قالت لم ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر اكثر من صيامه لله في شعبان. كان يصوم شعبان الا قليلا. بل كان يصومه كله. هذا من رواية عائشة ولاحظ كيف بينت ان صيام شعبان كان يبلغ فيه صلى الله عليه وسلم من الكثرة ما تكاد ان تقول انه صامه كله. تقول لم ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر اكثر من صيامه لله في شعبان. اذا هذا القدر متفق عليه بين الروايات. انه ليس شهر من شهور السنة كان له حظ عند رسول الله عليه الصلاة والسلام اكثر من شعبان قال العلماء وذلك لموقعه من رمضان. فانه يقع قبله. فاعتناؤه عليه الصلاة والسلام بصيام هو بمثابة صلاة السنة الراتبة قبل الفريضة. ثم جاء وحثنا على صيام الست من شوال بعد رمضان ايضا ليكون بمثابة سنة للشهر بعد انقضاء الفريضة. فهذا نوع من النوافل الذي مضت الشريعة ايضا ربط الفرائض بالنوافل تارة قبلها وتارة بعدها. وصح في صيام شعبان علل وحكم اخرى. منها انه الشهر الذي ترفع فيه صحائف العباد في العام. هناك في الاعمال في عرض الاعمال ورفعها الى رب الارض والسماء عرض يومي واسبوعي وسنوي. فاما العرض اليومي فمع كل صباح ومساء. تعرض الاعمال على الله وترفع الملائكة فيه العبادة وهناك عرض اسبوعي وسيأتينا كل اثنين وخميس فتعرض فيهما الاعمال على الله وفي شعبان هو عرظ الاعمال الحولي او السنوي وحكمة ثالثة انه شهر يقع بين رجب ورمضان. وقال عنه صوامه عليه قال صلى الله عليه وسلم عن شعبان ذاك شهر يغفل عنه الناس. يقع بين رجب ورجب شهر حرام. وتجتمع النفوس والهمم على توظيف عظمة الشهر حرمته ورمضان رمضان شهر الخيرات والبركات والحسنات والعتق من النار. فيقع شعبان بين هذين الشهرين فتضعف فيه الهمم فاحيا صلى الله عليه وسلم السنة بالاكثار من صيامه. اذا ثبوت عنايته بصيام شعبان كان كثيرا. وهو نوع يا اخوة من تهيئة النفوس لصيام رمضان. فان من اقبل عليه رمضان وليس له عهد بالصيام الا من رمضان الذي قبله سيبدأ ثقيل النفس في الاقبال على الصيام. وسيجد قدرا من المشقة والتعب والعناء. بخلاف ما لو وطن نفسه على صيام ايام تتابعات من رمظان من شعبان فيدخل عليه رمظان وهو قد انطلق في الصيام وحبب اليه الصيام وقد نشط ايظا في الصيام فيكون له على ان ينشئ صياما في رمضان اوفر بالعبادات والطاعات والاستباق الى رحمة الله سبحانه وتعالى. تقول عائشة رضي الله عنها هنا لم ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر اكثر من صيامه لله في شعبان. كان يصوم صوموا شعبان الا قليلا بل كان يصومه كله. هذا يزيل عنك اشكال حديث ام سلمة رضي الله الله عنها السابقين قبل قليل. لما قالت لم يصم شهرين متتابعين الا شعبان ورمضان. هنا تقول عائشة كان يصوم شعبان الا قليلا بل كان يصومه كله. هل ارادت ان تستدرك بالجملة الاولى؟ كان يصوم شعبان الا قليلا ثم اعرضت عن هذا فقال بل كان يصومه كله؟ لا. انما ارادت ان تقول انه من كثرة ما يصوم من شعبان وقلة ما يفطر فيه من ايام يصدق وان تقول صامه كله. ولذلك قال النووي رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث يقول الثاني تفسير للاول. كان يصوم شعبان الا قليلا بل كان يصومه كله. فكان يفسر جملة بجملة. الواقع في حديث في رواية الامام مسلم في صحيحه بعكس هذا الترتيب كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان الا قليلا. فاتضح بحمد الله ان مقصود لها من اثبات الصيام الكامل في شعبان هو المبالغة فيه وقلة عدد الايام التي افطرها من شعبان. فكان يغلب عليه الصيام فاتضح لك اتساق هذا مع ما سبق من قبل. يقول عبدالله بن المبارك رحمه الله وقد ذكر كلامه الامام الترمذي عقب رواية الحديث في سننه فقال هو جائز في كلام العرب. اذا صام اكثر الشهر ان يقال صام الشهر كله. يقول هذا استعمال عربي ان يعبر عن الكل في مقابل ذكر الاغلب. يقول هو جائز في كلام العرب. اذا صام اكثر الشهر ان يقال صام الشهر له ويقال فلان قام فلان ليله اجمع ولعله تعشى واشتغل ببعض امره يعني هو ليس المقصود قيام الليل ايضا باكمله لكن لما يقال قام الليل كله ومعلوم يقينا ان قدر من الليل صرفه في العشاء وقدره من الوقت صرفه ربما في قضاء بعض الحوائج فاثبات الحكم للكل ان المراد المراد به الاغلب كما تقدم. نعم. عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم غرة كل شهر ثلاثة ايام من غرة كل شهر. كان رسول الله صلى الله الله عليه وسلم يصوم من غرة كل شهر ثلاثة ايام وقل ما كان يفطر يوم الجمعة. هذه سنة اخرى من سنن نبيكم صلى الله عليه وسلم في الصيام. فتعلموها وطبقوها رعاكم الله. يقول ابن مسعود رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من غرة كل شهر ثلاثة ايام. وقل ما كان يفطر يوم الجمعة. غرة الشهر اوله كان يصوم من غرة كل شهر ثلاثة ايام. نعم ثبت في السنة استحباب صيام ثلاثة ايام من كل ووقعت الرواية متفاوتة في ذكر ايام ثلاثة تصام من الشهر. هل هي الايام البيض؟ ام هي ايام من اول الشهر كما في هذه الرواية ام هي اي ايام ثلاثة من الشهر؟ كل ذلك ثبتت به الروايات. ولما قال ابو هريرة رضي الله عنه ثلاث اوصاني بهن خليلي صلى الله عليه وسلم. فانا لا ادعهن حتى اموت. ذكر واحدة منها فقال وصيام ثلاثة ايام من كل شهر. سئلت عائشة رضي الله عنها كما سيأتيكم في الرواية بعد قليل عن الايام التي يصومها قالت معاذة قلت لعائشة اكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة ايام من كل شهر؟ قالت نعم. قلت ومن ايه كان يصوم؟ قالت كان لا يبالي من ايه صام. اذا هذه الثلاثة من اراد ان يظفر باجرها له ان يصوم الايام الثلاثة الاولى من الشهر وله ان يجعلها الايام البيض الثالثة عشر والرابع عشر والخامس عشر وله ان يجعلها اياما متفرقة بل قال بعض اهل العلم حتى لو صام الاثنين والخميس ونوى ان يكون ثلاثة ايامه من الشهر واقعة موزعة بين كل يصومه او كل خميس يصومه وقع له ذلك. المهم ان لا ينصرم عليك الشهر ولم تودع فيه لله صوم يوم لا ترضى ان تقفل صحيفة اعمالك في شهر وترفع ولم تجعل في داخلها صوما ولو ثلاثة ايام ولو ثلاثة لان الحسنة بعشر امثالها. فاذا صمت ثلاثة ايام كان عند الله بالثواب ثلاثين. وكأنك صمت الشهر. وهذا من الظفر كبير ويقابله الحرمان العظيم لمن قدر ولم يفعل لمن تيسر له فاعرض او لمن قصر وفرط هذا باب من الخيرات اخوة وهو باب يحثنا عليه صلى الله عليه وسلم. هنا لما قال ابن مسعود كان يصوم من غرة كل شهر ثلاثة ايام فتح لك بابا من السنة وسيأتيك مزيد تفصيل في هذه الثلاثة. قال وقل ما كان يفطر يوم الجمعة. قل ما كان يفطر ليس المقصود انه كان يتحرى يوم الجمعة بالصيام لانه يوم جمعة. والا فقد ثبت النهي عن تخصيص الجمعة الصيام الا ان يصوم يوما معه وهذا هو الواقع. بمعنى انه كان عليه الصلاة والسلام من حرصه على صيام الثلاثة ايام كل شهر او من حرصه كما سبق قبل قليل على سرد الايام في الصوم حتى تقول لا يفطر كان كثيرا ما يقع في صومه يوم الجمعة قل ما كان يفطر لتفهم انه مع كثرة صيامه كان يوم الجمعة يندرج معه كثيرا في الصيام. قلما كان يفطر يوم الجمعة فكان يقع في صيامه اما لانه من الايام البيض او لانه واقع في اول الشهر او واقع ضمن ايامي التي كان يسردها صلى الله عليه وسلم في صومه متتابع فيقع معه صوم الجمعة. او ربما صام الخميس ويقصد صومه لكونه تعرض فيه الاعمال على الله فيلحق به الجمعة كسبا للاجر فما كان يفرد يوم الجمعة بل قد نهانا. عليه الصلاة والسلام عن افراد الجمعة بالصيام. يقول ابو هريرة رضي الله عنه كما اخرجه احمد عن النبي صلى الله عليه وسلم صوم شهر الصبر وصوم ثلاثة ايام من كل شهر صوم الدهر. صوم شهر الصبر ما شهر الصبر؟ رمضان صوم شهر الصبر وصوم ثلاثة ايام من كل شهر صوم الدهر. اليس صوم الدهر هو اعظم انواع الصيام لا تفهم ان صوم الدهر ان تصوم فلا تفطر ابدا. يعني يكتب لك صيام الدهر. وتنال اجر صيام العام باكمله فقط اذا وفقت لان تفوز بصيام رمضان باكمله وان يكون لك من كل شهر ثلاثة ايام. وذلك على ميزان الحسنة بعشر امثالها الشهر ثلاثون يوما بثلاث مئة يوم. وثلاثة ايام من كل شهر ثلاثة وثلاثون يوما في العام هي ايضا في ميزان الحسنة الحسنة بعشر امثالها ثلاثمئة وثلاثون يوما. ولك ثلاثمئة في رمضان هذه ست مئة. فانت تصوم ولك اجر صيام الدهر بهذا المعنى العظيم يقول صوم شهر الصبر وصوم ثلاثة ايام من كل شهر صوم الدهر. فمن وفق لهذا وفق الى عظيم وسنة كريمة. نعم. عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعرض الاعمال يوم الاثنين والخميس. فاحب ان يعرض عملي وانا صائم. هذه سنة متجددة. في سنن صيام رسولنا صلى الله عليه وسلم. هو صيام الاثنين والخميس من كل اسبوع كان يحرص عليه. بل قال هنا في حديث عائشة كان يتحرى. وانت تفهم من معنى التحري الحرص وتفهم ايضا الانتظار وبمعنى انه كان اذا دخل الاسبوع بحث عن الاثنين والخميس ويتحرى الصوم يعني يقصد صيام هذين يومين. اذا الان مرت بك جملة من السنن في الصيام. احدها صيام الاثنين والخميس. فمن كان فينا قوي همة وشديدا في العزيمة كان له شأن عظيم في الاستكثار من الصيام. فان ضعفت فلا تضعفن عن صيام ثلاثة ايام من كل او الاثنين والخميس من كل اسبوع. وربما تعذر بعض الناس بصعوبة ذلك مع ظروف الاعمال. ومشقة الحياة او ان عمله يستدعي ان يكون تحت الشمس او كثير الحركة بما يشق معه استمراره في الصيام ان كان تطوعا وانه لا يكاد يصوم الا رمضان لشدة ما يجد. والجواب احبتي الكرام ان ترويظ النفس على العبادات وتوطينها عليها شيء تألفه النفوس بالمداومة عليه. فمن ظفر بترويظ نفسه وتوطينها على الصيام تيسر له ذلك. كمن وطن نفسه على عبادات هي اشق من الصيام كقيام الليل مثلا كل ليلة. وقراءة ورد من القرآن به القرآن على الدوام وتردد على الاعتمار الى بيت الله الحرام بين الحين والحين. ومتابعة لحج بيت الله الحرام كلما وجد الى ذلك سبيلا. ثمة عبادات هي اعظم مشقة بدنا او مالا. ومع ذلك تجد الموفقين لها انما وصلوا الى ذلك لانهم انفسهم فوجدوها متيسرة يعني العبادات. فكذلك فيما يتعلق بشأن الصيام. بعض الناس يتعذر لشدة الحر او النهار او يتعذر لتعارض ذلك مع ظروف الاعمال. فنقول لا يعدم المؤمن الصادق الراغب في عون الله عز وجل اذا قصد ان يتقرب اليه بشيء من عبادته. فمن تحمل في البدايات وجد سهولة ويسرا في اثناء ذلك. ثم وجد المتعة في النهايات فيكون يوم الصوم احب اليه من يوم الفطر. وينتظر يوم الصوم ويفرح به بامساكه عن الطعام والشراب بل يفرح مع اذان المغرب اذا قدم له الافطار لانه يشعر انها فرحة يدخرها يوم يلقى الله. للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه. كلما تجدت له فرحة مع داء المغرب احتسب عند الله الفرحة الكبرى يوم يلقى الله ولا شك يجعل في الايمان مزيد قرب من رحمة الله سبحانه وتعالى. تقول عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس. في الحديث الاتي من رواية ابن عباس من رواية ابي هريرة انه عليه الصلاة والسلام بين الحكمة التي من اجلها كان يتحرى صيام هذين اليومين. فقال تعرض الاعمال يوم الاثنين والخميس فاحب ان يعرض عملي انا صائم هذا بيان للحكمة. انه يوم تعرض فيه الاعمال على الله. فكان يحب عليه الصلاة والسلام ان يكون عمله معروظا وهو في في ذلك الوقت الصائم وفي هذا وفي هذا اشارة الى بعد عظيم من عظيم عنايته صلى الله عليه وسلم لعلاقته لربي هو قد اودع في صحيفته عمل اسبوع. وصحيفته ستعرض وفيها عمل اسبوع بصيامه وقيامه. لا هو يريد في اليوم الذي يعرض فيه العمل ان يكون فيه صائما. بحيث ينظر ربه ينظر ربه الى عمله فيجدوا ما اودع فيه من الحسنات والطاعات وينظر اليه في حينه فاذا هو صائم احتسابا لله وتقربا الى الله هذا المعنى العظيم جعله صلى الله عليه وسلم يتبع العبادة بعبادة. ويربط الحسنة باخرى مثلها. ويزداد في هذا الباب العظيم فلذلك ذلك كان امام العابدين وسيد العاملين صلوات ربي وسلامه عليه. هذه حكمة تستحث النفوس. فاذا ما اقبلت ليلة اثنين وجئت تتعشى وفكرت في صيام الاثنين فترددت غدا عمل وعندي ارتباط وربما كنت كثير التنقل وجلست تفكر في حسابات كيف فسيكون ذلك متيسرا او صعبا او ليلة الخميس. وانت متردد بين ان تنوي الصيام او تحجم عنه او اذن الفجر يوم الاثنين الخميس فخرجت الى الصلاة وقرب لك الافطار وقامت زوجتك تهيء لك الافطار والشاي فتردد تكمل الصيام او تفطر اقول اذا ما وصلت الى هذا الشعور فذكر نفسك ان هذا يوم تعرض فيه صحيفتك على الله فلا تحب ان يراك الله الا صائم. انظر كيف تختلف معك النفس. انظر كيف سيتهيأ لك مزيد رغبة وحرص واقبال على ان تلزم نفسك بالعبادة وهي تطوع ونافلة ولن يجبرك احد لكن والله النفوس بحاجة الى مثل هذا الوقود. النفوس البشرية بحاجة الى ان يتبعها الانسان قدرا من الترغيب من الحرص من توطين النفس على ما عند الله عز وجل. فما تنشط النفوس الا هكذا. ذكرها بعظيم فضل الله. ذكرها بساعة تنتظرها من اكرم الاكرمين. يقول عليه الصلاة والسلام فاحب ان يعرض عملي وانا صائم. اذا كان هو عليه الصلاة والسلام بالمنزلة الرفيعة التي بلغه الله اياها. وبالمقام العظيم الذي وصل اليه. وبالشفاعة العظمى التي اكرم بها. وبالحفاوة التي ما اليها قبله احد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل صلى الله عليه واله وسلم. اذا كان رغم كل ذلك يقول فاحب ان يعرض عملي وانا صائم. فانا وانت ماذا نقول؟ اولا نحب ان تعرض اعمالنا ونحن صائمون؟ بلى والله نحب؟ بل نحن احوج ونحن اولى ونحن احرى. حركوا نفوسكم بمثل هذا ستجدونها والله منقادة الى هذا الباب العظيم والخير الكبير ايضا ثبت في صحيح مسلم في بيان شيء من حكمة صيام هذه الايام. يقول عليه الصلاة والسلام وقد سئل عن صوم يوم الاثنين قال ذاك يوم ولدت فيه. فاثبت عليه الصلاة والسلام ولادته يوم الاثنين. واثبت ان شيئا من الدوافع التي تجعله يحرص على صيام يوم الاثنين انه يوم ولادته عليه الصلاة والسلام. سئل عن صوم يوم الاثنين فقال ذاك يوم ولدت فيه هذا الحديث الذي تفهمه منه ان حرصه عليه الصلاة والسلام على صيام الاثنين مع كونه يوما تعرض فيه الاعمال الله فانه يوم ولادته عليه الصلاة والسلام. طيب وما يوم ولادته؟ يوم ولادته يوم فجر جديد في حياة البشرية. الذي الله عز وجل لها خروجا من ظلمات التين. وان تعود الى نور الهداية. وان تنبعث من جديد الى الصراط المستقيم. هذا يوم جعله عليه الصلاة والسلام يوم حفاوة عنده فكان يصومه. هذا القدر من الفهم هو الذي دل عليه قوله عليه الصلاة والسلام لما سئل عن صوم يوم الاثنين فقال ذاك يوم ولدت فيه. وخطأ وسع بعض الناس مفهوم الحديث. فقال طالما خصه عليه الصلاة والسلام بصيام وجعل في تعليل ذلك كونه يوم ولادته يثبت من ذلك ان نوسع مفهوم الاحتفاء في هذا اليوم فننشئ احتفالات وننشد فيها القصيد وان نوسع فيه الولائم وان ندعو الى طعام وشراب. الجواب قد بين عليه الصلاة لما ذكر خصيصة يوم الاثنين ذكر الحد الذي كان يرغب في في جعل هذا المعنى حاضرا في حياته عليه الصلاة فلما وظفه جعل العبادة مرغوبة فيه بالصيام لا اكثر من ذلك. فمن اراد ان يكون هذا الحديث بابا وسع فالحديث بيان كاف في القدر الذي يجد فيه المسلم في يوم الاثنين هذا المعنى. ثم لاحظ انه يوم متكرر كل اسبوع ما خصه عليه الصلاة والسلام بيوم ولادته تحديدا في شهره. او في سنة بعينها او في اسبوع فجعل ذلك متكررا على الدوام فكل اثنين انت صم وانت بالتالي لا تخصه في شهر دون الشهور. لا رفيقي الاول ولا في غيره. فمن صام ذلك قاصدا ان يكون له اقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام جعل ذلك متتابعا طيلة العام. نعم. عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم من الشهر السبت السبت والاحد والاثنين ومن الشهر الاخر الثلاثاء والاربعاء والخميس. نعم هذا في حديث عائشة رضي الله عنها وهو حديث صحيح انه كان يصوم من الشهر السبت والاحد والاثنين ومن الشهر الاخر الثلاثاء والاربعاء والخميس ما معنى هذا؟ هذا جزء من تفسير الثلاثة الايام التي كان يصومها من الشهر عليه الصلاة والسلام. وانها ربما وافقت في صيامه السبت والاحد اثنين وربما وافقت الثلاثاء والاربعاء والخميس. ولهذا قالت في الرواية الاتية بعد قليل لما سئلت اي ايام الشهر كان يصوم وقالت من ايه كان يصوم؟ لا يبالي. فاذا اذا وقع في صيام الثلاثة الايام ان توافق السبت او الاحد او الاثنين صامها واذا وافقت الثلاثاء والاربعاء والخميس صامها سواء فسرت الثلاثة الايام هنا بغرة الشهر كما تقدم في حديث ابي هريرة او فسرت بصيام الثلاثة الايام من كل شهر فانها كذلك. المقصود انه لم يكن يتعين يوما يخصه بالصيام عليه الصلاة والسلام. واما الايام المخصوصة فلكل المناسبة التي بينت في احاديث. نعم. عن عائشة رضي الله عنها قالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر اكثر من صيامه في شعبان. الحديث كالذي تقدم قبل ان صيام شعبان كان من اكثر الشهور صياما في حياته صلى الله عليه وسلم. واذا كان كذلك رغب الناس الى ان يكون لهم في شعبان نصيب وافر من الصيام. استعداد لرمضان وتهيئة له نسأل الله ان يبلغنا واياكم ذلك الشهر الفضيل. نعم. عن معاذة قالت قلت لعائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاث ايام من كل شهر؟ قالت نعم. قلت من ايه كان يصوم؟ قالت كان لا يبالي من ايه صام. هذا الحديث متقدم قبل قليل. وفيه افصاح وفيه بيان عن الثلاثة الايام التي كان من ان يصومها صلى الله عليه وسلم. سئلت عائشة لاحظ هذا السؤال الحريص. هذا السؤال المتتبع هذا التفتيش عن مواقع السنن علموا انه كان يصوم ثلاثة ايام من كل شهر. فتزايد بهم الحرص الى ان يحددوا تلك الايام الثلاثة. سئلت سألتها معاذا اكان يصوم ثلاثة ايام من كل شهر؟ قالت نعم. قلت من ايه كان يصوم؟ سؤال معاذة هذا عن تحديد الايام الثلاثة هي لا تريد ان تفوز باجر الصيام لثلاثة ايام فقط تريد ان توقع الخطوة على الخطوة. تريد ان تصيب السنة حذو القذة لو قدرت ان تحدد اليوم وان تحدد المساحة التي يطابق فيها فعل احدهم السنة بتمامها فعلوا. هذا السؤال الحريص الذي اقول نحن والله بحاجة الى احياءه في قلوبنا. ان يكون حرصنا على السنة بحثا عنها اولا وعن حجم تطبيقها في حياتنا ثانيا وعن موافقتها بالتمام والكمال. لا نزيد عليها ولا ننقص عنها. سئلت من كان يصوم هي علمت انه يصوم ثلاثة ايام لو صامت اي يوم من الثلاثة اصابت لكن ارادت ان تتقصى الى شيء ابعد هل هناك الايام ثلاثة بعينها؟ كان يصومها من بين غيرها فوجدت الجواب كان لا يبالي من اي صام فانت الان ايضا في متسع لا تبالي من اي الشهر تصوم ثلاثة ايام لكن انوي الا تطوى صحيفة عملك في شهر الا وقد اودعته صيامه في اقله ثلاثة ايام. فان زدت الاثنين والخميس كان مجموع ما اجتمع لك من الصيام في الشهر اكثر من ذلك فان اضفت الايام البيض وهكذا يزداد نصيب المؤمن من الصيام حتى يألفه. فاذا الفه والله لا اقول اصبح يوم فطره وصومه سواء. لو الف الصيام فعلا سيصبح يوم فطره وصومه سواء من حيث عدم الشعور بالتعب. وعدم الشعور بالفرق. وعدم البحث عند الظهيرة اذا رجع. عدم البحث عن الغداء. سيستوي عنده يوم فطره صوم وصيام ان يخرج مع الناس ويتبايع في اسواقهم ويجلس معهم في مكاتبهم ويؤدي عمله كما لو كان مفطرا اذا الف الصوم استوى عنده يوم فطره ويوم صومه. يستوي من ناحية المشقة والتعب والجهد فلا فرق. لكن انه ابدا لا يستويان عند الله. بل لا يستوي عند الصائم نفسه اذ يشعر بفرحة افطاره مع اذان المغرب كل يوم يصوم فيه ويشعر انه قد نجح في ان يودع صحيفة عمله صيام يوم جديد. قد يفرح لانه يشعر انه حقق فعلا بعدا اذا عن نار جهنم مقداره سبعين خريفا. هذا الشعور المتجدد والله ينشط في القلوب المؤمنة حب عبادة كالصيام. ولم يزل وكان بعض السلف قد ادمن الصيام صيام التطوع. فيصوم يوما ويفطر يوما. ويستمر به الحال هكذا على الدوام. بل يذكر عن بعضهم انه يألف الصيام على الدوام صيام يوم وافطار يوم وهو احب الصيام الى الله كما صح عنه صلى الله عليه وسلم صيام داوود وكان لا يعلم بذلك اهله يخرج الى مزرعته او حانوته او الى سوقه صبيحة كل يوم وفي يده افطاره. فان كان اليوم الذي افطر فيه تناوله وان صائما تصدق به فيرجع الى البيت مع المساء ويتعشى مع اهله يظنونه عشاء وهو له افطار. ويجعل ذلك كما قلت لك يستوي عنده يوم صومه ويوم فطره ولا يجد في ذلك ايضا لا حرجا ولا مشقة ولا عندا. فالقضية وما فيها ايها الكرام نوع من الالف للعمل الصالح وتوطين النفس عليه. وقد يجد احدنا في البدايات مشقة لكن والله سرعان ما تذوب اذا الف العمل الصالح. واذا به فالعبادة لا اقول ستنشط نفسه بل سيحبها. وسيتعلق قلبه بالصوم. بل والله سيجد يوم صوم الذي يعتاده ان افطره سيجده حسرة واسفا. ان افطره مثلا لقدوم ضيف عليه او افطره بسبب سفر او افطره بسبب شيء ما من العوارض الذي حال بينه وبين صومه المعتاد اذا وجد ذلك عذرا والله سيجد قدرا من الاسى والحسن انه لم يصوم يومه كالمعتاد فانظر كيف سينقلب الشعور والاحساس فما بينك وبينها الا توطين للنفس على عبادة كالصيام. نعم. عن عائشة رضي الله عنها قالت كان عاشوراء يوم تصومه قريش في الجاهلية. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وامر بصيامه. فلما افترض رمضان كان رمضان هو الفريضة. وترك عاشوراء وترك وترك عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه. لا زلنا في احاديث الصيام وهذا يتعلق بصوم يوم عاشوراء. قال عائشة رضي الله عنها كان عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامها من شهر محرم. وكانت قريش تصومه في الجاهلية لما كانت اليهود تصومه في المدينة ايضا. وكان سبب ذلك ان قريشا كان فيها صيام عاشوراء شيئا من بقايا الحنيفية فكانت تصومه ولا علاقة لها بصوم اليهود في المدينة. واما اليهود فانه قد صح لما سألهم النبي صلى الله عليه عن صومه لعاشوراء قالوا ذاك يوم عظيم. نجى الله فيه موسى فنحن نصومه شكرا لله. فقال نحن احق بموسى منكم. والا فقد ثبت صيامه عليه الصلاة والسلام لعاشوراء قبل مقدمه المدينة وقبل علمه بصوم يهود له. فكانت قريش تصومه وكانت اليهود تصومه وجاء الاسلام وامر بصيامه. وهذا يزيل عنك اشكال كيف قد وافق الاسلام اليهود في صوم عاشوراء. بل كان يصام قبل الهجرة الى المدينة كما هو في صريح الرواية هنا. قال فلما قدم المدينة صامه وامر بصيامه. فلما افترض رمضان كان رمضان هو الفريضة. اذا كان صوم عاشوراء الى السنة الثانية من الهجرة صوما مفروضا. صوما واجبا قبل ان يكون رمضان هو الفرض فلما فرض رمضان انتقل الفضل اليه قالت وترك عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه. فبقي فبقي صوم عاشوراء على الاستحباب وليس على الاجور. لكنه استحباب مرغب فيه. وان صيام عاشوراء كما قال عليه الصلاة والسلام على الله ان يكفر السنة التي قبله. ومضت السنة ان يصام عاشوراء باضافة يوم معه يوم التاسع. لقوله كما في صحيح مسلم لئن عشت الى قابل لاصومن التاسع يعني مع العاشر من المحرم ومات عليه الصلاة والسلام ولم يصم فاطبق الفقهاء او على استحباب صوم التاسع مع العاشر مخالفة لليهود ومزيدا للمفارقة عنهم في عبادة يشترك فيها المسلمون معهم يبقى في الباب جملة من الاحاديث نأتي عليها في جلسة الاسبوع المقبل ان شاء الله. هذا اخونا يقول صيام ثلاثة ايام من كل شهر هل لابد ان تكون متتابعة ام متفرقة؟ الامر في هذا واسع ولم يأتي النص بالتتابع ولا بالتفرق فيمضي المسلم بقدر ما يستطيعه. يقول داوود عليه السلام هل صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ صام عليه الصلاة والسلام صوما اعظم من صوم داوود وهو التتابع كما سمعت حتى قال لا يفطر وايضا صيام شعبان وتخصيص كثير من الايام بالصيام وقد حث الامة على فضيلة صوم داوود بقوله احب الصيام الى الله صيام داوود كان يصوم يوما ويفطر ويغمى فرغب فيه عليه الصلاة والسلام. وهذا اخ يقول هل صيام الاثنين والخميس متلازمان بمعنى ان من صام الاثنين لابد له من الخميس. يقول والسبب اني بدأت صيام الخميس واجاهد نفسي على يوم الاثنين ولم استطع هل ابقى على الخميس ومجاهدة النفس؟ ام اترك الخميس مع الاثنين؟ هذا ما يريده منك الشيطان. لانك ما تستطيع الاثنين فيقول لك اترك ايضا الخبيث ابدا وفقك الله ابقى على صوم الخميس لانه ليست السنة ان تصوم الاثنين معا. فهم اخونا انه ربما كانت السنة ان لا تصوم هذا الا مع بل الامر واسع فان وفقت للخميس فابقى عليه. وسيرزقك الله مزيدا من التوفيق طالما كان عندك الرغبة والحرص مجاهدة فسيفتح الله لك باب التوفيق. ونسأل الله ان يتقبل منا ومنك. يقول هل يجوز صوم يوم فتح مكة او ايام الانتصارات مثل عاشوراء يقول ويوم ولادته صلى الله عليه وسلم لان كلها تجتمع فيها الفرح والاستبشار وبنصر الله. الصوم عبادة واذا كان عبادة فهي تفتقر الى دليل. فما ثبت بالدليل تعبدنا الله تعالى به. وما لم نجد فيه دليلا توقفه ولهذا يقول الفقهاء الاصل في العبادات المنع. وربما قالوا الاصل في العبادات التوقيف. يعني حتى يأتي النص بمشروعية العبادة التي تشرع في زمان او مكان فتشرع والا فتمنع. ولو قال انسان فهو صيام فما الحرج؟ الجواب ان الصيام والصلاة الذكرى والقراءة للقرآن والطواف ونحوها عبادات. هذه العبادات ان خصت بزمان او مكان او هيئة او عدد من غير دليل على هذا التحديد والتقييد جعلها بدعة في قالب عبادة. وهل التي يسميها العلماء البدعة الاضافية؟ فلا يشرع ان نصوم شيئا من تلك الايام بنية التعبد فرحا واستبشارا بنصر الله الا اذا ثبت الدليل. ووجه ذلك ان هذه الايام عاشها عليه الصلاة والسلام. فلم يصمها ولم يأمر بصيامها فان كانت فرحا فهم اشد فرحا بها لانهن عاشوا فرحة الانتصار فيها ومع ذلك ما التفتوا الى هذا المعنى ولا الجيل الاول من الصحابة والتابعين فلما انقضت القرون المفضلة على عدم الالتفات لهذه المعاني وعدم جعلها اسبابا يشرع من اجلها العبادات دل ذلك على انه لا يشرع ان يظن مسلم ان في طياتها خيرا فات على اولئك السابقين. يقول احرصوا على افطاري في الحرم مع اخواني الصائمين فهذه الافضل وان احضر افطاري من مالي او الامر واسع الامر واسع. واخوانك الذين يأتون بالافطار اهداء واكراما ومشاركة لاخوانهم الاجر والفضل والامر في هذا واسع اسأل الله تعالى ان يرزقني واياكم من واسع فضله اللهم هب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان