نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا. ومن سيئات اعمالنا يهدي الله فهو المهتد. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد. بعد الوقوف على دقائق وتفصيلي الفاظي. الحديث الاول من احاديث المسند الصحيح الا وهو حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وفيه قالوا جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان والاسلام نعود والعود احمد الى كلام الشارح وهو الامام النووي رحمه الله تعالى والامام النووي في شرحه ذكر قبل ان يبدأ بشرح الحديث جملة من الفوائد الفرائض من الفوائد الفرائض والمسائل المستحسنات حول الايمان. فذكر ايمان ومعناه في اللغة والاصطلاح والفرق بين الايمان والاسلام والفوارق بينهما ثم ذكر رحمه الله تعالى هل يزداد الايمان ام لا وذكر علاقة الاعمال بالايمان ثم ذكر جملة سنة من فقه التحصن على الايمان والدخول فيه. فذكر هل يجوز او هل يعد المسلم مسلما؟ او هل يعد الكافر مسلما؟ ان اقتصر على قوله لا لا اله الا الله فحسب دون محمد رسول الله. وهل يعد الكافر مسلما ان نطق بالشهادتين بغير العربية ثم ذكر حكم الاستثناء في الايمان وهل يجوز للمسلم ان يقول انا مؤمن ان شاء الله وذكر الراجح واكثر من ذكر المحققين من العلماء في هذه المسائل بان منهجه في الشرح الا يطيل والا يخل وان ياتي بالعبارات التي تزيل الاشكالات. ومما ينبغي ينتهي ان يعرف عن الامام النووي رحمه الله تعالى انه عالم محقق صادق زاهد مخلص فيما كسب والله حسيبه. ولذا نفع الله عز وجل بكتبه ايمانا وهو كسائر الناس وقعت له في كتبه ولا سيما في شرح الامام النووي زلات وهفوات في باب الاسماء والصفات. ومع هذا مخطئ من زعم ان قوية اشعري جلد في سائر ابواب العقيدة. وقد وجدت كثيرا من النصوص يذكر فيها الامامان الجليلان ابن تيمية وابن القيم مقولات عن النووي في معرض الاستشهاد والرضا والقبول فذكر ان النووي مثلا ابن تيمية لم يقبل بعض الشطحات من الغزالي في يحيى علوم الدين والناظر المتمعن في شرحه يجد ان النووي قد رد على اهل البدع وذكر اهل البدع في مقام الاستبشاع والاستشناع في مئات المرات. فقد اصاب الحق رحمه الله تعالى في باب الايمان. وتعريفات الايمان وحدود الايمان. وفي باب خلق افعال وفي باب الرؤية رؤية الله عز وجل. وفي باب النبوات والسمعيات ورد على القدرية والجهمية والمعطلة والخوارج والمرجئة الله عز وجل به الحق ومع هذا فانه تابع كثيرا من الشراح ونقل عباراتهم غالبا وقع لي هذا باستقراء تام. فيما ازعم في باب الصفات فما يوجد تأويل واحد في شرحه من انشائه ومن عباراته وجميع التأويلات في باب الصفات الموجودة في شرحه انما هي منقولة على الغالب. من الماذر في شرحه المعلن وشتان شتان بين رجل جنح الى التأويل في باب وهو جملة على خير ومعظم للاثر. دائر مع النص وبين اخر جنح للتأويل وهو من الكلام ومن اهل الفلسفة بعيد عن قال الله. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالمساواة بين هذا وذاك ظلم محض. والله تعالى اعلم. ونفع الله عز وجل كثيرا بشيخ اسلام ابن تيمية رحمه الله. ولولا مهابة الامام احمد ابن حنبل وانه امام اهل السنة لقلت ان النفع الذي وقع بشيخ الاسلام اعظم من النفع الذي وقع للامام احمد. لان شيخ الاسلام وجد في بيئة فيها من المسلمات والبديهيات ولا سيما في ابواب التوحيد فيها شر عظيم الشر والفساد من البديهيات والمسلمات. فنصر الله عز وجل العقيدة السلفية لشيخ الاسلام ايما نصرة ولذا انا في قلبي وفي احساسي ومشاعري اعذر الامام النووي اشد من اعذار لابن وكلاهما امام وكلاهما قدم ونفع الله عز وجل به. ونسأل الله عز وجل ان يزيد المحسنة احسانا واجرا وفضلا وان يتجاوز عن مسيء سائته نتلمس العذر ورحم الله الذهبي. فانه قال في سير اعلام النبلاء في ترجمة ابن خزيمة امام الائمة وقد في هذا الباب فقال لو لم نعذر العلماء لما سلم لنا احد من تكسيق او فنعوذ بالله من ان نفسق هؤلاء الائمة وان نطعن فيهم او نقدح. ولا يعني ذلك ان نسلم باخطائهم وانما نبينها ونستفيد من الخير الذي عنده. ومن قال ومن افتى حرق كتاب الامام النووي شرحه لمسلم او فتح الباري او كتب هؤلاء الائمة فاني اخشى عليه من قولة ابن عساكر رحمه الله تعالى لحوم العلماء مسمومة. وعادة الله فيمن انتهكها معلومة. ومن اطلق لسانه العلماء بالسلب ابتلاه الله تعالى بموت القلب. فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يسلم السنتنا وان يجعل وان يسلم قلوبنا من الغل ومن الحقد والبغض لائمة الاسلام ولعلماء السنة. ولذا الامام النووي قرر في كثير من المواطن اشياء تثلج صدور اهل السنة. وقرر ومن الحق شيء الكثير ولا سيما في هذا الباب الا وهو باب الايمان وحدوده وتعريفاته والفرق بينه وبين الاسلام واختار عبارات جزيلات لشراح قبله فيها ذكر لهذه الحدود. وهذه التعريفة. والمتأمل في الحديث يجد ان جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان والاسلام والاحسان. وان النبي صلى الله عليه وسلم عرف الايمان بان تؤمن بالله ورسوله ورسله وكتبه. والقدر خيره وشره. وعرف الاسلام بالشهادتين واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. وعرف الاحسان بما بما تعرفون وتعلمون بما سمعتموه والظاهر من هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم اطلق الايمان له اسما للاعمال. وجعل الايمان اطلق الاسلام. وجعله اسما للاعمال. فالاسلام صلاة وصيام وحج واطلق الايمان وجعله اثما للاعتقاد. والاعمال قالوا والاعتقاد بينهما صلة وثيقة. وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الاسم الاسلام يشمل يشمل الاعتقاد والاعمال. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد الحديث قال انه جبريل نعلمكم دينكم. فجعل الدين اسلام وايمان واحسان. واطلق على الاعمال الاسلام واطلق على الاعتقاد الايمان ومتى جاء الايمان في مقابل الاسلام في النصوص الشرعية فانما به اعمال القلب والاعتقاد. ولكن قد يأتي ايمان وفيه اعمال وليس فيه اعتقاد فالاسلام يشمل الايمان. وسيأتي معنا حديث وفد عبد القيس. وسأله النبي صلى الله عليه وسلم ما الايمان بالله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بالله ان تشهد ان لا اله الا الله وان تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتؤدوا خمس ما غنمتم اطلق النبي صلى الله عليه وسلم على الايمان الاعمال. فاذا متى ذكر فيراد بالاسلام الايمان. فيراد بالاسلام قد يراد بالاسلام الايمان. لكن متى ذكر مقارن مقابل للايمان فالاسلام افعال والايمان اعتقاد. ومتى ذكر الايمان وحده من غير مقابلة فيدخل الاسلام في ظلم الايمان. ولذا يوجد وفاق وفراق وعموم خصوصا بين الاسلام وبين الايمان. وقد تأتي بعض الايات ويذكر فيها هذا بدل فقال الله تعالى فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين. ولذا قال العلماء قال الايمان هو الاسلام. والحق ان الايمان ليس هو الاسلام ان وجد متقابلان وقال الزهري رحمه الله تعالى الاسلام الكلمة والايمان العمل. وقد الله عز وجل بين الاسلام والايمان. قالت الاعراض امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا كان الانسان يسلم في بداية الاسلام طمعا بدنيا كما ثبت عن بعض السلف قال كان بعضهم يسلم طمعا في الدنيا. فما ياتي اخر النهار الا والاسلام احب اليه مما طلعت عليه الشمس قالت الاعراب امنا هم في الظاهر انهم اسلموا لمتاع الدنيا في اول الامر ثم من الله عز وجل عليهم بالايمان. قل لن تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ماذا نقول اسلمنا؟ اي اظهرنا الانقياد والخضوع على جوارحنا. اما القلب بعد فيه لا يوجد فيه تصديق تام وتصديق كامل وخضوع تام لاوامر الله عز وجل. وقرر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عبارة حسنة في الفرق بين الاسلام والايمان. فقال رحمه الله تعالى الايمان بنفسه اعظم من الاسلام. وباهله اخف من الاسلام يوجد على وجه الارض الا دائرتان. دائرة ايمان ودائرة كفر. فمن لم يكن في دائرة الايمان فهو في دائرة الكفر. فالايمان بنفسه وذاته اوسع من الاسلام. اعم من الاسلام. اما الايمان باهله بصفات اهله اخص من صفات المسلمين ولذا كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن وكل من كان في دائرة الايمان فهو ليس بكافر. وينطبق عليه انه مسلم فالايمان بنفسه اهم وبأهله اخص. كالنبوة والرسالة. فالرسالة بنفسها وبأهلها اخص فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول وكذلك الايمان والاسلام. ثم الايمان اهل السنة اعتقاد بالجنان ونطق باللسان وعمل بالاركان. والايمان عند اهل السنة يزيد وينقص. يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي. وقد يخرج انسان من كونه مؤمنا. ولكن يبقى مسلما. ولذا قال الامام احمد لا الزاني وهو مؤمن. ولا يفرق السارق وهو مؤمن قال خرج من كونه مؤمنا الى كونه مسلما فنزل رتبة ودرجة. فلا يلزم من قوله صلى الله عليه وسلم يأتي الزاني وهو مؤمن انه كفر. فقلنا مؤمن بصفات اهله اخف من المسلم. ولذا لما سئل الحسن بن علي هل انت مؤمن؟ فقال رحمه الله ان اردت اني لست بكافر فنعم اما اذا اردت انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون فارجو فما المراد من الايمان؟ ولذا اختلف العلماء هل يجوز للمؤمن او للمسلم ان يقول انا مؤمن ان شاء الله فمنهم من منع كالحنفية. وقالوا لايمان التصديق ومن قال يا الله شك في تصديقه. والشك في الايمان كفر. ولذا ممنوع ان يقول المسلم انا مؤمن ان شاء الله فذهب الشافعي الى الجواز وقالوا يجوز للمسلم ان يقول انا مؤمن ان شاء الله لامرين اثنين اولا للتبرك التبرك بهذه الكلمة. وثانيا خوفا من العاقبة. فكل حمل الكلام على وجه على وجهة فيها حق وفيها صدق. هؤلاء مصيبون وهؤلاء مصيبون. فمن جوز ان يقول انا ان شاء الله منع ان يقول هذه الكلمة على وجه الشك. ومن منع اراد بالملء الشك. فالخلاف بينهم في خلاف في اختلاف الفاظ اختلاف لفظي وليس اختلافا حقيقيا. هذا اود ان اقدم بين يدي كلام النووي على الايمان ونسمع كلامه وفيه اطالة ونتأمل انتبه ولعلنا نعلق احيانا ان شاء الله. كتاب الايمان باب بيان الايمان والاسلام والاحسان. ووجوب الايمان باثبات قدر الله سبحانه وتعالى. وبيان الدليل على التبري ممن لا يؤمن قدري واظلال القول في حقه. اهم ما يذكر في الباب اختلاف العلماء في الايمان والاسلام وعمومهما وخصوصهما. وان الايمان كان يزيد وينقص ام لا وان الاعمال من الايمان ام لا؟ وقد اكثر العلماء رحمهم الله تعالى من المتقدمين متأخرين القول في كل ما ذكرناه. وانا اقتصر على نقل اطراف من متفرقات كلامهم يحصل منها مقصود ما ذكرته مع كثيرة قال الامام ابو سليمان احمد بن محمد ابن ابراهيم الخطابي البستي الفقيه الاديب الفقيه الاديب الشافعي المحقق رحمه الله في كتابه معالم السنن ما اكثر ما يغلط الناس في هذه اما السوري فقال الاسلام الكلمة والايمان العمل. واحتج بالاية يعني قوله سبحانه وتعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم. وذهب غيره الى ان الاسلام والايمان شيء واحد. واحتج بقوله تعالى فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين. فما وجدنا فيها غير من المسلمين قال الخطابي وقد تكلم في هذا الباب رجلان من كبراء اهل العلم وصار كل واحد منهما الى قولا من هذين ورد الاخر منهما على المتقدم. وصنف عليه كتابا يبلغ عدد اوراقه المئين. قال الخطابي والصحيح من ذلك ان يقيد الكلام في هذا ولا يطلق. وذلك ان المسلم قد يكون مؤمنا في بعض الاحوال. ولا يكون مؤمنا في بعضها والمؤمن مسلم في جميع الاحوال. وكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا. واذا حملت الامر على هذا استقام لك تأويل الآيات واعتزل القول فيها. ولم يقترب شيء منها. واصل الإيمان تصديقه الاسلام الاستسلام والانقياد. فقد يكون المرء مستسلما في الظاهر خير منقاد في الباطن. وقد يكون صادقا في الباطن غير قادر وقال الخطابي ايضا في قول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة في هذا الحديث بيان ان الامام الشرعي اسم لمعنى ذي شعب واجزاء له ادنى واعلى. والاسم يتعلق ببعضها كما يتعلق بكلها. والحقيقة جميع شعبه وتستوفي جملة اجزائه كالصلاة الشرعية لها شعب واجزاء. والاسم يتعلق ببعضها والحقيقة تقتضي جميع اجزائها وتستوفيها ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم الحياء شعبة من اذا الايمان درجات له اعلى وله ادنى وهو شعب. والحقيقة تقتضي ان تجتمع جميع هذه الشعب في المسلم. وحينئذ يكون مؤمنا مطلقا. ولا يمنع ان يتحصل على اسم المؤمن. وقد حصل بعض هذه دون غيرها. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اعلى هذه الشعب وهو لا اله الا الله وادناها وهو الاذى عن الطريق. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم والحياء شعبة من شعب الايمان. قال شراح الحديث خص النبي صلى الله عليه وسلم الحياء بالذكر ولم يجعله شعبة مستقلة وانما ذكر الاعلى والادنى ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم شعبة من شعب الايمان في هذا دلالة على ان الحياء داخل في كل شعبة من شعب الايمان. فلا يقول المسلم لا اله الا الله الا وعنده حياء من مقابلة ربه عز وجل يوم القيامة. ولا يزول ولا ولا يزيل المسلم الاذى ويميطه عن الطريق الا وعنده حياء من اصابة اذى بعاجز او قاصر او امرأة ولذا ما من خير الا والحياء داخل فيه. ولذا سيمر بنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يعظ اخاه في الحياء فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه فان الحياء لا يأتي الا بخير. والحياء والايمان درجات. وليس المؤمنون جميعا فيه سواء. وقد اخرج الامام البخاري في صحيحه عن ابن ابي مليكة رحمه الله تعالى. قال وقد ادركت ثلاثين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون الايمان قول وعمل يزيد وينقص وما قال واحد منهم ان ما هي كايمان؟ جبريل وميكائيل. الايمان يزيد وينقص على اعتبار سيأتي بيانه في كلام الشارع ولكن مع زيادته ونقصانه فليس الناس فيه سواء. فقد يتحصل البعض على بعض شعبه سيتحصل على اسم المؤمن ولكن يكون قد نقص ايمانه او لم يكن ايمانه الايمان المطلق بعد وفي بعض نقص او نوع نقص. ويدل وفيه وفيه اثبات التفاضل في الايمان وتباين المؤمنين في درجاته. هذا اخر كلام خطابين. وقال الامام ابن الحسين ابن مسعود البغوي الشافعي رحمه الله في حديث سؤال جبريل صلى الله عليه وسلم عن الايمان والاسلام وجوابه قال جعل النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام اسما لما ظهر من الاعمال. وجعل الايمان اسما لما بطن الاعتقاد وليس ذلك لان الاعمال ليست من الايمان والتصديق بالقلب ليس من الاسلام. بل ذلك تفضيل لجملة كلها بل ذلك تفصيل لجملة نعم. تفصيل لجملة هي كلها شيء واحد. وجماعها الدين ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ذاك جبريل اتاكم يعلمكم دينكم. والتصديق والعمل يتناولهما اسم الايمان الاسلام جميعا يدل عليه قوله سبحانه وتعالى ان الدين عند الله الاسلام ورضيت لكم الاسلام دينا. ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. فاخبر سبحانه وتعالى ان الدين الذي رضيه ويقبله من عباده هو الاسلام. ولا يكون الدين في محل القبول والرضا الا بانضمام التصديق الى العمل. هذا هذا كلام متى ذكر الاسلام في محل الرضا والقبول فيراد به ضمام العمل مع التصديق. ومائة ذكر الدين او الاسلام في غير هذا الموطن فلا تلزم منه اجتماع التصديق مع العمل. مثاله قوله صلى الله عليه وسلم من اتاك اذا من اتاكم اذا اتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. فهذا فيه ذكر للدين. وليس فيه وليس هذا الذكر في معرض الرضا والقبول وانما جاء في معرض الامتحان فلا يلزم من قوله صلى الله عليه وسلم اذا اتاكم من ترضون دينه ان يكون دينه ما معنى اذا اتاكم ان ترضون دينه؟ فهل فهل يمكن الا ترضى انت؟ اخي المسلم دين غيرك من الناس؟ نعم فالدين والاسلام يطلق يأتيان اما في معرض الامتحان واما في معرض الرضا والقبول. ففي معرض الامتحان لا يلزم ان يكون فيه تصديق وعمل. اما ان جاء في معرض الرضا والقبول فيلزم منه ان يكون العمل منضم الى التصديق والتصديق غير منفك عن العمل. والايات المذكورة ومن يبتغي غير الاسلام ان الدين عند الله الاسلام آآ ورضيت لكم الاسلام دينا. هذه ايات ذكر فيها الاسلام في معرض الرضا والقبول ويستلزم من ذلك ان يجتمع التصديق مع العمل. والمراد ان النبي صلى الله عليه وسلم جمع انه جبريل جاءكم او اتاكم يعلمكم دينكم دينكم او امر دينكم ففيه جمع بين الضيق والعمل وكذلك هذه الايات فيها جمع بين التصديق والعمل. وكلام البغوي موجود في كتابه المطبوع شرح فقد خرج الحديث وعلق بما نقله النووي عليه. تفضل وقال الامام ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل ابن محمد من فضل التميمي والاصفهاني الشافعي رحمه الله في كتابه التحرير في شرح صحيح مسلم الايمان في اللغة هو التصديق. فان عني به ذلك فلا يزيد ولا ينقص. لان التصديق ليس شيئا يتجزأ حتى يتصور كماله مرة ونفسه اخرى. والايمان في لسان الشرع والتصديق بالقلب والعمل بالاركان. واذا فسر تضاف اليه الزيادة والنقص وهو مذهب اهل السنة. اخرج الشالنجي وهو من اصحاب الامام احمد قال او قال الشارنجي فيما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه الامام سألت احمد بن حنبل عن الايمان. هل يزيد وينقص فقال ان كان القائل انه يزيد يعتقد انه قول وعمل فالامر هين اذا لما نقول الايمان هل هو يزيد او ينقص؟ نقول ما مرادك بالايمان؟ ان كان مرادك التصديق فنقص التصديق كفر عكس التصديق الكذب. اما مذهب اهل السنة والجماعة فالايمان يزيد وينقص على اعتقاد منهم ان ان الايمان هو قول وعمل. فمتى نقص العمل؟ نقص الايمان. ومتى زاد العمل؟ تضافرت الادلة والاعمال وانشرح الصدر وتنور القلب وشعر بالسكينة والطمأنينة الصلاة على حق اليقين واي اليقين. فالزيادة والنقصان بالنسبة للايمان على اعتبار انه قول وعمل قال الخلاف في هذا على التحقيق انما هو ان المصدق بقلبه اذا لم نجمع الى تصديقه العمل بمواجب الايمان هل يسمى مؤمنا مطلقا ام لا. والمختار عندنا انه لا يسمى به. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزلان حين يزني وهو مؤمن لانه لم يعمل بموجب الايمان فيستحق هذا الاطلاق هذا كلام صاحب التحرير. انظروا الى دقة الامام النووي رحمه الله تعالى في عزم الاقوال الى صاحبها وفي تفصيلها. متى بدأت واين انتهت؟ وهذه دقة حسنة وهذا منهج حسن للامام النووي في شرحه رحمه الله تعالى. ورحم الله وابا عبيد القاسم ابن سلام لما قال من بركة العلم عزوه الى قائله وقال الامام ابو الحسن علي بن خاتم بن بطال المالكي المغربي في شرح صحيح البخاري مذهب جماعة اهل السنة ان من سلف الامة وقلفها ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص. والحجة على زيادته ونقصانه ما ورده البخاري من الآيات. يعني قوله عز وجل ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم. وقوله تعالى وزدناهم وقوله تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وقوله تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى وقوله وقال هو الطالب في باب آخر. قال المهلل الاسلام على الحقيقة والايمان الذي هو عقد القلب المصدق لاقرار اللسان الذي لا ينفع عند الله تعالى غيره. وقالت الكرامية وبعض المرجئة الايمان هو الاقرار باللسان تعالى ويزداد الذين امنوا ايمانا. وقوله تعالى ايكم زادته هذه ايمانا. فاما الذين امنوا ايمانا وقوله تعالى فاخشوهم واخشوهم فزادهم ايمانا وقوله تعالى وما زادهم ايمانا وتسليما. قال ابن وطال فايمان من لم تحصل له الزيادة ناقص. قال فان قيل الايمان في اللغة تصدير؟ الجواب ان التصديق يكمل بالطاعات كلها. وما ازداد المؤمن من اعمال البر من اعمال البر كان ايمانه وبهذه الجملة يزيد الايمان ومن نقصانها ينقص فمتى نقصت اعمال البر نقص كمال الايمان ومتى زاد الايمان كمالا. هذا توسط القول في الايمان. وان التصديق بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا ينقص. ولذلك توقف مالك رحمه الله في بعض الروايات عن القول بالنقصان. اذ لا يجوز نقصان لانه اذا نقص صار شكا وخرج عن اسم الامام. وقال بعضهم انما توفى مالك عن قول ابن خشية ان يتأول عليه موافقة الخوارج الذين يكفرون اهل المعاصي من المؤمنين بالذنوب. وقد قال السلام عليكم مثل قول جماعة اهل السنة. قال عبدالرزاق سمعت من ادركتم من شيوخنا واصحابنا سفيان الثوري ابن انس ابن عمر والاوزاعي ومعمر ابن راشد وابن جريج وسفيان ابن عيينة يقولون الامام قوم وعمل يزيد وينقص. وهذا قول ابن مسعود وحذيفة والنافعي والحسن والحسن البصري وعطاء وطاووس جاهز وعبدالله ابن المبارك المعنى الذي يستحق به العبد المدح والولاية من المؤمنين هو اتيانه بهذه الامور الثلاثة تصويركم القلب والاقرار باللسان والعمل بالجوارح. وذلك انه لا خلاف بين الجميع انه لو اقر وعمل على منه ومعرفة بربه لا يستحق اسم مؤمن. ولو عرفه وعمل وجحد بلسانه وكذب. ما عرف ما عرف وكذب ما عرف وكذب ما عرف من التوحيد. لا يستحق اسم مؤمن. وكذلك اذا اقر بالله تعالى وبرسله صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. ولم يعمل بالفرائض لا يسمى مؤمنا بالاطلاق. انتبهوا قال لا يسمى مؤمنا اطلاق ولا يلزم ذلك ان يكون كافرا. في حق من؟ في حق من عرف الله عز وجل وامن به ولكنه قصر ارتكب قصر في الواجبات وتلبس وتلطخ بالخطيئات والمعاصي والكبيرات فهذا لا يسمى مؤمنا مطلقا. وانما هو مسلم وانما هو مسلم. خلافا لمن قبله من الاصناف ربما عملوا الصالحات ولكنهم ما امنوا برب البريات. فهذا لا يكون مؤمنا. لانه وعمل ما عمل لانه استحسنه في ما املاه عليه عقله او عاداته او عرفه او نحو ذلك لا يسمى مؤمنا بالاطلاق. وان كان في كلام العرب يسمى مؤمنا بالتصديق. فذلك غير مستحق في كلام الله تعالى لقوله عز وجل انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ما نوى على ربه يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا اخبرنا سبحانه وتعالى ان المؤمن من كانت هذه صفته وقال ابن بطال في باب قال الايمان هو العمل فان قيل تقدمتم ان الايمان هو التصديق قيل التصديق هو اول منازل الايمان. ويوجب للمصدق الدخول فيه. ولا يلزم له قال منازلي ولا يسمى مؤمنا مطلقا هذا مذهب جماعة اهل السنة. ان الايمان قول وعمل. قال ابو حسن اما بالنسبة الى الزيادة فسيأتي معنا ان غير واحد قال المراد زيادة ثمرة. اي تكثر الاعمال الصالحة. والحق والحقيقة ان ان التصديق نفسه درجات. وان الايمان نفسه درجات. فليس آآ تصديق من عنده حجة على مسألة كتصديق من عنده حجج ليس من مال قلبه لمسألة آآ كمن عاينها وشاهدها نفسه درجات ولذا قيل ليس الخبر كالمعاينة. ليس من عاين كمن اعلم او كمن اخبر والله اعلم قال ابو عبيد وهو قول مالك والثوري والاوزاعي ومن بعدهم من ارباب العلم والسنة الذين مصابيح الهدى وائمة الدين من اهل الحجاز والعراق والشام وغيرهم. قال ابن بطال وهذا المعنى اراد البخاري البخاري رحمه الله اثباته في كتاب الايمان. وعليه بوب ابوابه كلها. فقال باب امور الايمان وباب الصلاة وبعد الصلاة من الايمان وبعد الزكاة من الايمان وباب الجهاد من الايمان وسائر ابوابه. وانما اراد الرد على المرجئة ان الايمان قول بلا عمل وتبيين غلطهم وسوء اعتقادهم ومخالفتهم للكتاب والسنة ومذاهب الائمة عقد القلب وعلى هذا فرعون مسلم. وقد صنف بعضهم مصنفا في اسلام ورد عليه الامام علي القاري في مصنف مطبوع بروسيا بقازان قديما على من صنف الاسلام فرعون. فبعض المرجئة يعتبرون الاسلام هو النطق باللسان فحسب. وهذا مذهب الكرامية. ان تقول لا اله الا الله. ولا عنده بين المنافق وبين المسلم. المنافق يقول لا اله الا الله. ولكن ما اعتقدها في قلبه تفضل ومن اقوى ما يراد به عليهم اجماع الامة على المنافقين وان كانوا قد اظهروا الشهادتين قال الله تعالى ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره كفروا بالله ورسوله الى قوله تعالى وتزهق انفسهم وهم كافرون. هذا اخر كلام بطال. وقال الشيخ الامام ابو عمرو ابن الصلاح رحمه الله قوله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان. وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. والايمان ان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال هذا بيان لاصل لاصل الايمان وهو التصويت الباطن وبيان لاصل الاسلام وهو الاستسلام والانقياد الظاهر. وحكم الاسلام في الظاهر بالشهادتين. ثبت عن الشهادتين. وانما اضاف اليهما الصلاة والزكاة والحج والصوم. لكونها اظهر الاسلام واعظمها. وبقيامه بها يتم استسلامه وتركه. يتم استسلامه وتركه لها يشعر بانحلال او اغتلابه. ثم ان اسم الامام يتناول ما فسر به الاسلام في هذا الحديث. وسائر الطاعات لكونها للتصديق الباطن الذي هو اصل الايمان ومقويات ومسلمات وحافظات له. ولهذا فسر صلى الله عليه وسلم الايمان في حديث وفد عبد القيس بالشهادتين. والصلاة والزكاة وصوم رمضان. واعطاء الخمس من المغنم. ولهذا لا يقع اسم المؤمن المطلق على من ارتكب كبيرة او بدل فريضة. لان اسم الشيء مطلقا يقع على الكامل منه ولا يستعمل في الناقص ظاهرا الا لقيده. ولذلك جاز اطلاق نفسه عنه في قوله صلى الله عليه وسلم لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن واسم الاسلام يتناول ايضا ما هو اصل الايمان. واصل الطاعات فان ذلك كله استسلام قال فخرج مما ذكرناه وحققنا ان الايمان والاسلام يجتمعان ويفترقان وان كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا. قال وهذا تحقيق وافر بالتوفيق بين متفرقات نصوص الكتاب والسنة الواردة في الايمان والاسلام التي طالما ورط فيها الخائضون وما حققناه من ذلك موافق لجماهير العلماء من اهل الحديث من اهل الحديث وغيرهم هذا اخر كلام الشيخ ابي عمرو بن الصلاح فاذا تقرر ما ذكرناه من مذاهب السلف وائمة الخلف فهي متظاهرة متطابقة على كون الايمان يزيد وينقص وهذا مذهب السلف والمحدثين طاعة من المتكلمين. وانكر اكثر المتكلمين زيادته ونقصانه. اقرأ عليكم عبارة لشيخ الاسلام رحمه الله تعالى ذكر فيها الوفاق والفراق بين الاسلام والايمان. وكيف انهما يجتمعان ويختلفان قال رحمه الله تعالى واما الاحسان فهو اعم من جهة نفسه واخص من جهة اصحابه من والايمان اعم من جهة نفسه واخص من جهة اصحابه من الاسلام. فالاحسان يدخل فيه الايمان والايمان يدخل فيه الاسلام والمحسنون اخص من المؤمنين. والمؤمنون اخص من المسلمين وهذا كما يقال في الرسالة والنبوة فالنبوة داخلة في الرسالة والرسالة اعم من النبوة والرسالة اعم ومن جهة نفسها واخص من جهة اهلها فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا. فالانبياء اعم قوة نفسها جزء من الرسالة. فالرسالة تتناول النبوة وغيرها بخلاف النبوة. فانها لا تتناول الرسالة الايمان في نفسه اعم من الاسلام. وباهله اخص والاسلام بنفسه اخص من الايمان وباهله اعم. والمؤمنون باهله اخص. واذا قلناه المؤمن لا يلزم من كون المسلم مسلما ان يكون مؤمنا. ولكن يلزم من كون المؤمن مؤمنا ان يكون مسلما. فالرسالة اعم من النبوة. من الاعلى؟ النبوة ام الرسالة؟ الاعلى الرسالة ومن الابناء؟ النبوة. النبوة ولذا ماذا قال الله عن محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال خاتم الرسل وقال خاتم النبيين؟ لو ان الله قال خاتم الرسل لما قطعت النبوة لعل نبيا يأتي بعده. ولذا النبي صلى الله عليه وسلم قال لا نبي بعدي. ولم يقل يا رسول بعدي تكلم القاضيان وغيرهم الدجالين لما قالوا ان الله قال وخاتم النبيين فلا يمنع ان يكون هنالك رسول. فنقول ان الازمة يستلزم نفي الاعلى. ونفي الاعلى لا يستلزم نفي الادنى فلما نقول فلان ليس معه الف دينار. مثلا فاذا ليس معه ليس معه خمسين. لما نقول سبعة وخمسين دينار من باب اولى لا يكون معه انت. الا يكون معه فان خير الاعباء لجنة كذلك يستلزم ما في بمعنى ولكن لما نقول ليس معه الف دينار لا يستلزم انه ليس معه قد يكون معه خمسون دينار وهكذا. ولذا اخواني الرسائل الايمان بنفسه اهم بمعنى انه لا يوجد على وجه البسيطة الا دائرتان. دائرة ايمان ودائرة كفر. فمن لم يكن في دائرة الايمان فهو في الكفر. فالايمان في النفس اهم. اما في الصفات اخص. ولذا من ذكر صفات المؤمنين من تتبع صفات المؤمنين في القرآن يجدها غير متوفرة متوفرة في كثير من مسلمين. نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم هذه الصفة اكمل. وقالوا ماذا قبل الزيارة كان شكا وكفرا؟ قال المحققون من اصحابنا متكلمين نفس التصديق لا يزيد ولا ينقص. والايمان الشرعي يزيد وينقص بزيادة ثمراته. وهي الاعمال ونقصانها قالوا وفي هذا توفيق بين ظواهر النصوص التي جاءت بالزيادة واقاويل السلف وبين اصل وضعه في اللغة وما عليه المتكلمون فهؤلاء ما قالوا بزيادة الايمان الشرعي اللغوي. قالوا المقصود بالزيادة يعني الثمرة. ونكثر من العمل ولكن النووي رحمه الله تعالى سيرد على هذا القول وسيجنح الى توجيه اخر وقوله التالي اقوى من هذا القول اعيد العبارة وقالوا متى قبل الزيادة كان شكا وكفرا؟ قال المحققون من اصحابنا المتكلمين نفس التصديق لا يزيد ولا ينقص. والامام الشرعي يزيد وينقص بزيادة ثمراته. وهي الاعمال ونقصانها. قالوا وفي هذا توفيق بين ظواهر النصوص التي جاءت بالزيادة واقاويل السلف وبين اصل وضعه في اللغة. وما عليه المتكلمون وهذا الذي قاله هؤلاء وان كان ظاهرا حسنا فالاظهر والله اعلم ان نفس التصديق يزيد بكثرة النظر وتظاهر الادلة يزيد نعم يزيد كثرة النظر. نعم. انا نفس التصديق يزيد بكثرة النظر وتظاهر الادلة ولهذا يكون امام الصديقين اقوى من ايمان غيرهم. بحيث لا تأتريهم لهاي فلا تأتريهم الشبه ولا يتزلزل ايمانهم ولا تغزل ايمانهم بعارض بل لا تزال قلوبهم منشرحة نيرة وان اختلفت عليهم الاحوال. واما غيرهم من المؤلفة فمن قاربهم ونحوهم فليسوا كذلك. فهذا مما لا يمكن ولا يتشقق عاقل في ان نفس تصديق ابي بكر الصديق رضي الله عنه لا يساويه تصديق احد الناس. ولهذا قال البخاري في صحيحه قال ابن ابي مليكة ادركت ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ما من احد يقول انه على ايمان جبريل وميكائيل. والله اعلم. واما اطلاق اسم الايمان على الاعمال فمتفق عليه اهل الحق ودلائله في الكتاب والسنة. دلائله. ودلائله في الكتاب والسنة. اكثر من ان تحصر. ويشهر من ان تشهر والله تعالى وما كان الله ليضع ايمانه ليضيع اي نعم وما كان الله ليضيع ايمانكم على ان المراد صلاتكم. واما الاحاديث فستمر بك في هذا الكتاب منها جمل مستكثرات والله اعلم. اذا الاعمال جزء من الايمان. الاعمال جزء من الايمان. وقع خلاف وقيل وقال هل الاعمال هي شرط صحة بالايمان ام انها شرط كمال؟ والاصوليون يطلقون الاعمال على الافعال والاقوال. فعندهم قول يقابله فعل وعمل يشمل القول والفعل ولا يدخل مسلم الاسلام الا بشهادتين. الا بان يقر ويعترف بي اشهر ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. بل قال بعض الفقهاء لو انه لم ينطق كلمة اشهد على وجه الخصوص فان اسلامه لا يقبل. لانه ينبغي ان يعلم انه لا اله الا الله وان محمدا رسول الله كما لو شاهد ذلك بعينيه. ولذا من قال الكلمة ثم رجع عنها يقتل من بدل دينه فاقتلوه. فهذه كلمة عظيمة عظيمة عند الله عز وجل. فان اريد بالاعمال النطق بالشهادتين فهذا امر لا يشك فيه عاقل. ويكون العمل شرط صحة ان اريد به نطق الشهادتين. اما ان اريد به شيء زائد فلا. فهو شرط كمال لكن لا ننفي كون الاعمال من الايمان. هذا تحقيق المسألة. واذا الخلاف فيها شبيه بان يكون لفظيا. اللهم تبقى مسألة حكم تارك الصلاة فالخلاف فيها مشهور هل حكم تارك الصلاة هو كافر ام لا؟ الخلاف فيها مشهور معلوم جماهير الفقهاء يفرقون بين التارك للصلاة كسلا والتارك لها جحودا. فلا يكفرون ويكفرون الثاني. والله تعالى اعلم. واتفق اهل السنة من المحدثين والفقهاء والمتكلمين على ان المؤمن الذي يحكم بانه من اهل القبلة ولا يخلد في النار يخلد. ليخلدوا ولا يخلد في النار لا يكون الا من اعتقد بقلبه دين الاسلام اعتقادا جازما خاليا من الشكوك. ونطق بالشهادتين فان اقتصر على احداهما لا لم يكن من اهل القبلة اصلا. اذا الذي يدخل الاسلام الاعتقاد الجازم الذي لا شك والنطق المطابق بالالفاظ للحقائق. تقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. ستنطق بهاتين الكلمتين كانك شاهدته فلا يكون في قلبك شك ولا يختلجه ريب ابدا. بهذا يكون اسلام بكون المسلم في دائرة الاسلام يكون من المسلمين ويكون في دائرة الايمان فان اقتصر على احداهما لم يكن من اهل القبلة اصلا الا اذا عجز عن مبطل خلل في لسانه او لعدم التمكن لمعالجة المنية او لغير ذلك فانه يكون مؤمنا. ما لم يعاين. فان عاين الملائكة وما استطاع فهذا لا يقبل اسلامه. اما ان لم يعاين وحكم الاطباء بوفاته بعد ايام او او باليأس من حياته وكان كافرا ونطق بالشهادتين قبل المعاينة فاسلامه صحيح. المهم ان يقع قبل معاينة الملائكة. وان كان محكوما بالاعدام. وان كان ميؤوسا بمرض اجمع اهل الخبرة وقامت التجربة على وفاة من اصيب بمثله. فان الامل في الانسان لا ينفك عنه فهذا اسلامه مقبول. اما ان عايد فهنا ان نطقت فلا تقبل لا يقبل اسلامه. ولذا قبل ان يعاين ابا طالب كان النبي صلى الله عليه وسلم يطلب من عمه ان يقولها. وان يشهد له عند الله ولكنه مات ولم يقلها اما اذا اتى بالشهادتين فلا يشترط معهما ان يقول وانا بريء من كل خالف الاسلام الا اذا كان من الكفار الذين يعتقدون اختصاص رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم الى العرب. فانه لا يحكم الا بان يتبرأ الا بان يتبرأ. ومن اصحابنا اصحاب الشافعي رحمه الله من شر شرف ان يتبرع مطلقا وليس بشيء. اذا ليس لصحة الاسلام ان يتبرأ الانسان من الكفر. ولكن هذا شرط ضمني وليس شرطا لفظيا نحكم باسلامه بمجرد ان نسمعه يقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد محمدا رسول الله. ومن مستلزمات هذه الكلمة ان كان قد طوى قلبه على كفر ان يتبرأ بينه وبين ربه من لكن بمجرد النطق بهاتين الكلمتين فحينئذ نحكم باسلامه. فلو انه قال اشهد ان لا اله الا الله دون اشهد ان محمدا رسول الله. هل نحكم باسلامه ام لا؟ نسمع. اما اذا اقتصر على قوله لا اله الا الله ولم يقل محمد رسول الله فالمشهور بمذهبنا ومذاهب العلماء الا يكون مسلما. انه انه لا يكون مسلما ومن اصحابنا من قال يكون مسلما ويطالب بالشهادة الاخرى. فان ابى جعل مرتدا ويحتج ويحتج لهذا القول بقول لقوله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله. فاذا قالوا ذلك عصموا مني واموالهم. وهذا محمول عند الجماهير على قول الشهادتين. واستغنى بذكر احداهما عن الاخرى لارتباطهما وشهرتهما والله اعلم. وهذا هو الراجح ان شاء الله. اما اذا قر بوجوب الصلاة او الصوم او غيرهما من اركان الاسلام وهو على خلاف ملته التي كان عليها فيجعل بذلك مسلما فيه وجهان لاصحابنا. فمن جعله مسلما قال كل ما يذكر المسلم بانكاره يصير الكافر بالاقرار به مسلما. اما اذا اقر بالشهادتين بالعجمية وهو يحسن العربية فيجعل بذلك مسلما فيه وجهان لاصحابنا. الصحيح منهما انه يصير مسلما لوجود الاقرار وهذا الوجه هو الحق. ولا يظهر للاخر وجه. ولا يظهر للاخر وجه بشرح المهذب والله اعلم. واختلفت هنا مسألتان الاولى اذا اقر بشيء لو انكره وهو مسلم اخرجه من الاسلام. فهل باقراره هذا يدخل يعد والمسألة الثانية من نطق بالشهادتين بغير العربية ذكرهما على معناهما الصحيح. فهل يعد مسلما ام لا؟ قال النووي اختلف فيه اصحابنا على وجهين في كل من المسألتين. وهنا وقفات الاولى لما يذكر النووي اصحابنا فالمراد كما هو معلوم الشافعية. هم. فهو شافعي المذهب. ويعد النووي رحمه الله تعالى شيخ في المذهب. واذا قيل وعليه الشيخان في كتب فالمراد بهما النووي والرافعي. فالشيخان عند الشافعية النووي والرافي مذهب المعتمد عند الشافعية هو ما اجتمع عليه الرافعي والنووي. وان كان الامام الشافعي قد صرح بخلافه المذهب المعتمد عند الشافعية ان اجتمع قول الرافعين مع الشافعي فهذا هو المذهب عندهم مع النووي فهذا هو المذهب عند الشافعية. وهنالك فرق بين ان يقول النووي فيه وجهان او ان يقول فيه قولان. او ان فيه روايتان فهذه عبارات دقيقة اهل الفقه والعلم يفرقون بينهما. وستمر بنا هذه العبارات وحقيق بنا ان نمايز بينها وان نفهمها. فالعلماء دقيقون ولهم مصطلحات. وهذه المصطلحات توجد في كتب وطالب العلم قبيح به ان يجهلها. فلما يقال فيه قولان الخلاف فيه على صاحب على الامام. على امام المذهب. لما يقول للشافعي قولان في في المذهب فيقول اصحاب الامام الشافعي نقلوا عنه هذا وذاك. ففيه قولان وصح القولان عنه. وصح القولان عنه فان حكي القولان ولم يشتهرا عنه وانما هي مجرد اقوال تنسب الى صاحب المذهب فيقولون فيها رواية ان صح القولان عن الشافعي قول متقدم وقول متأخر يقولون فيه قولان. وان لم يصح وانما نقلت الروايات كثيرة عن الامام سيقولون فيها فيها روايتان ان خرج اصحاب الامام او المجتهدون من علماء المذهب. على قول خصوصا بالامام مصص الامام على مسألة فقال قوله. ثم حصلت نازلة من اللوازم ما ادركها الامام. او لم يعرف للامام قول فيها. فاجتهد اصحابه تخرجوا على قومه قولا. وقد يختلف التخريج فيجعل بعض الاصحاب قولا اصلا فيلحقونه فيلحقون هذه المسألة النازلة او التي لم ينصص عليها الامام فيلحقونها بقول من الاقوال. ويأتي اخرون فيلحقونها بقول اخر او في اصل اخر. فيقع خلاف. فهذا الخلاف يقال فيه فيه وجهان يعني كل اعتمد على اصل للامام في مسألة لم ينقل فيها قول له والحقها في مسألة شبيهة بها واخرون الحقوها بمسألة اخرى فوقع فيها خلاف فقالوا فيها وجهان. فمسألتنا في هذا الباب فيها وجهان. بمعنى ان الامام رحمه الله لم ينقل ولم يؤثر عنه فيهما قوم قال في الاولى فيها وجهان لاصحابنا. فمن جعله مسلما قال كل ما يكفر المسلم بانكاره يصير المسلم بالاقرار به مسلمة يعني لو انسان صلى وما قال اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. فهل يحكم باسلامه؟ لانه لو انكروا الصلاة لكفر. اليس كذلك؟ فلو انه تلبس بالصلاة فهل يحكم باسلامه؟ نعم الصلاة يحكم باسلامه لان فيها شهادتان. لانه في الصلاة يقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. ولذا نقل السبكي مناظرة حسنة بين الشافعية واحمد. قال الشافعي لاحمد يا ابا عبد الله بلغني عنك انك تكفر تارك الصلاة. فقال احمد نعم. فقال قال الشافعي لاحمد فبما يسلم؟ تارك الصلاة كافر فبما يسلم؟ فقال احمد يصلي فقال الشافعي ان الله لا يقبل صلاة الكافر. فسكت احمد برهة ثم قال يقول لا اله الا الله. فقال الشافعي هو يقولها وتارك الصلاة انه يقول لا اله الا الله. قالوا فرجع احمد هذه قصة اسندها السبكي في طبقات الشافعية الكبرى في ترجمة الامام الشافعي وفي سندها انقطاع. ولكن ولكنها حصلت الدراية وتدلل على فطنة. واما اذا اقر بالشهادتين بالعجمية وهو يحسن العربية فهل يجعل بذلك مسلما فيه وجهان؟ ولم يقل قولان ولم يقل روايتان لاصحابنا. الصحيح انه يصير مسلما بوجود الاقرار العبرة بالاقرار وهذا اقر ولعله لا يعرف العربية. فان حصل الاقرار بلا اله الا الله ومحمد رسول الله يصبح يصبح ثم قال وقد بينت ذلك مستقصا في شرح مهذب. وشرح المهذب هو المجموع. هم. وقد صنف الامام النووي المجموع قبل شرح قبل هذا الشرح. ولكنه ما اتمه. بقي عنده شرح المهذب قبل ان يكتب شرح مسلم. وتم شرح مسلم وهو لم يتم شرح وسيأتي معنا في اخر الجزء الرابع عشر من شرح نووي على مسلم انه اتمه قبل وفاته سنتين ولذا لو رأيتم قولا لمسلم في شرحه للنووي في شرحه للصحيح قوله في في المجموع فاخر قوليه هو ما في شرح صحيح مسلم والله اعلم مباحث الايمان ثم ندخل في شرح الحديث الاول في الدرس القادم ان شاء الله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد دعوانا ان الحمد لله رب العالمين