بيته في غنى عن ايقاد نار لعدم وجود ما يمكن ان يطبخ على النار واما قوله رضي الله عنه فلا ارانا اخرنا لما هو خير لنا فانه حس الصحابة المؤمن ودفق حبهم الدافئ ان يسأل عن الطعام ماذا وجد؟ وكم بقي ما كان يسأل ولا حرص بل كان يدخل بيته وهو صاحب البيت عليه الصلاة والسلام ليسأل زوجاته واهل بيته هل عندكم من اريد ان اؤكد على قضية يا كرام انه قد وصلنا الى مرحلة من العيش بلغت فيها قضية الطعام في حياتنا درجة من الاهمية والاولويات والله اكبر من حجمها الذي تستحق يواسي رسول الله عليه الصلاة والسلام والله ما تغير لون رسول الله عليه الصلاة والسلام لانه جائع وليس في بيته طعام. لكنه تغير لونه لانه ما استطاع ان يكرم ضيفه المحبين باننا نغترف من معين يجدد الايمان ويقوي المحبة في قلوب اهل الايمان ذلكم الامر العظيم الذي تستوجبه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والليلة ليلة جمعة ونحن قد ندبنا فيها الى الاكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فما احرانا في ظل ذلك كله؟ وما اجدرنا ايها الاخوة الكرام ان يكون لنا باعث في مجلس كهذا نتذكر فيه طرف من خبره وهديه وشمائله صلى الله عليه وسلم فتجد احدنا منقادا لان يكثر من الصلاة والسلام عليه في ليلة كهذه. فاذا انقضى المجلس والليلة ليلة جمعة غادر احدنا او عاد ادراجه الى بيته واهله وقد امتلأ قلبه وعقله وفكره بخبر من اخباره عليه الصلاة والسلام قف من حياته وطرف من هديه وابواب من سيرته فلا يزال يستصحب ذلك كله فكلما طرأ على ذكره وخطر على باله ادم فصلى وسلم عليه صلى الله عليه وسلم. وتلكم بركات عظيمة ايها الكرام. ان يكون لك بكل مرة تصلي فيها على المصطفى صلى الله عليه وسلم عشر صلوات من ربك سبحانه وتعالى وكم تكرر مرارا انه لو كان الامر بالعكس لكان مغنما واي مغنم ولكان مربحا عظيما ان تظفر عبد الله بصلاة من ربك من فوق سبع سماوات تنالك على ضعفك وفقرك وجهلك وعجزك تتنزل عليك صلاة ربك من فوق سبع سماوات فتعيش فتعيش متظللا برحمة الله وصلاته عليك وذكره لك في الملأ الاعلى وثنائه عليك سبحانه وتعالى اي عظمة وشرف ورحمة وبركة يرجوها مسلم في حياته اكثر من ان تناله صلاة ربه سبحانه وتعالى انك تنالك صلاة ربك ليس لانك نبي ولا بالضرورة لانك ولي وليس بالضرورة لانك قد ارتقيت في مراتب الصلاح والايمان والتقوى. لكنه فقط لانك صليت على رسول الله عليه الصلاة والسلام فكان من شرف ذلك ان ينالك من ربك الصلاة والرحمة الالهية هذا لو كان بالعكس لو كان لاحدنا ان يجتهد فيشتغل بكل عشر مرات صلاة وسلاما على النبي عليه الصلاة والسلام فتتنزل عليه صلاة واحدة من ربه لكان هذا مربحا ومغنما عظيما كبيرا وشرفا لا حد له. فكيف والامر بالعكس ان لك بكل صلاة واحدة على المصطفى صلى الله عليه وسلم لما عشر صلوات من ربك سبحانه وتعالى الا توافقونني الان انه الغبن الكبير والخسارة الفادحة والفظيحة التي لا يروق لمسلم ولا يجب ان يخجل من ذكرها ان تمر عليه ليلة الجمعة. وليلة الجمعة فلا يبلغ حد كثار حد الاكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وهو القائل ان من افضل ايامكم يوم الجمعة فاكثروا من الصلاة علي فيك قد يرزق احدنا فيصلي على النبي عليه الصلاة والسلام يوم الجمعة وليلة الجمعة مرات ومرات عشرات ومئات ابلغ ما شئت من لكن تذكر انك مأمور ان تكثر فاذا ظننت انك قد اكثرت وبلغت حد الكثرة فقد امتثلت. الامر النبوي فاكثروا من الصلاة علي فيه. انها فرص ومواسم. واحدى بركات يوم الجمعة هو هذا المربح الكبير لامة الاسلام. ان يقبلوا بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم. وما مجلس كهذا ايها الكرام في رحاب بيت الله الحرام. وعلى مقربة من كعبته معظمة الا طرقا لهذا الباب والتماسا لمثل هذا الاجر والثواب. ان يكون الجالس ها هنا في ليلة من ليالي الجمعة يفيض على قلبه وايمانه وعلى حسناته ايضا مزيدا ومزيدا من الخيرات والبركات. في ذكر شمائله عليه الصلاة والسلام يتعلم المؤمن هدي نبيه الاكمل صلى الله عليه وسلم. في كل باب من ابواب الحياة. شمائله حياته مفصلة شمائله شأنه وهديه في كل باب. شمائله عليه الصلاة والسلام ابواب حياته البشرية التي كان يعيشها نبي رسولا مكرما نبيا موحى اليه. فيعيش صلى الله عليه وسلم هذه الحياة بمقتضى النبوة والرسالة البشرية فيقتبس منها المؤمنون. ويتعلم منها المحبون ويقتفي على اثارها المهتدون بسيرته عليه الصلاة والسلام تعلمون في كل باب خطوات يختطونها في طريق الحياة. لان فاتنا شرف الصحبة له عليه الصلاة والسلام. ولئن اتنا فظل ان نظفر بذلك الشرف الذي تربع على عرشه الصحابة الكرام. رضي الله عنهم فانه ما فاتنا مدارسة ابواب هديه وسيرته صلى الله عليه وسلم. وما اجمل قول ابن الجزري رحمه الله اخلاي ان شط الحبيب وربعه وعز تلاقيه وناء منازله وفاتكم ان تبصروه بعينكم فما فاتكم بالسمع. هذه شمائله. ما زال لنا في المجالس السابقة حديث في باب ما كان يعيشه صلى الله عليه وسلم باب ما جاء في عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد وقف بنا الحديث عند اخر احاديث في هذا الباب حديث عتبة ابن غزوان رضي الله تعالى عنه لما بعثه عمر بن الخطاب الى البصرة فاتحا وكان قد مر بنا بعده حديث انس رضي الله عنه في شبعه صلى الله عليه وسلم واخر احاديث الباب حديث عبدالرحمن ابن عوف ما وضع بين يديه الطعام فبكى رضي الله عنه وذكر حالهم مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. مجمل احاديث الباب التي مرت معنا في مجلسين او اكثرا ان نعيشة نبينا عليه الصلاة والسلام. وهو اكرم البشر على الله واعظمهم عنده على الاطلاق امام الانبياء وسيد المرسلين وصفوة البشر اجمعين. ما كانت حياته في الدنيا استكثارا من طعام ولا شراب ولا لباس. ولا كانت كرامة الله تعالى له مدا في بساط الحياة. يتمتع بلذائذها ومتعها. لكنها كانت على العكس تماما. كانت استقلالا من الدنيا ومتعها على قلة وفقر وجوع شديد عاشه في ايام متتابعات. بل كانت السمة الغالبة في حياته عليه الصلاة والسلام قلة الطعام والشراب. بل الجوع الذي يطوي به بطنه الايام المتتابعات ومع ذلك كله يأتيه قول ربه سبحانه وتعالى ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه. لنعلم جميعا ايها المسلمون من امة محمد عليه الصلاة والسلام ان كرامة الله لاعظم خلقه وامام انبيائه وخاتم رسله ما كانت زيادة في متع حياتي ولذائذها لكنها كانت كانت منزلة عظيمة عند ربه ومقربة اليه سبحانه ورضا منه جل جلاله فعرف الاولياء والصالحون والمقربون من اتباع الانبياء والرسل ان معيار الكرامة عند الله والرضا عنه سبحانه وتعالى عن خلقه انما هو بما يحصله العبد من نعيم القلب ومتاع الاخرة. اما متاع الدنيا فما كان ابدا في ميزان اسلام ولا في شريعة الله ما كانت مجالا لتفاوت العباد حظوة عند الله. فان الدنيا يعطيها الله من يحب ومن لا يحب ويعطيها من يشاء ويمنعها ممن يشاء. ويمد الله في متع الحياة لعباده مؤمنهم وكافرهم. فما كانت الدنيا في يد احد ابدا علامة على رضا الله تعالى عنه. ولنزوت الدنيا ايضا عن يد احد فكان علامة على سخط الله ومقته عليه لكن المعيار الاوحد في ذلك ما يجده العبد من قوي الايمان وراسخ اليقين وصدق الحب لله جل جلاله والاقبال على طاعته تلك العلامات التي ينبغي التعويل عليها. فاذ يعيش احدنا متقلبا في الحياة بين شدة ورخاء وبين عسر ويسر وبين قلة وكثرة فعليه ان يستصحب على الدوام انه مهما مرت به من ايام شداد فليشعر انه في درب طفى عليه الصلاة والسلام وليزدد بذلك ايمانا وزهدا في الحياة وليجعل نصب عينيه ان نعيشة اكرم البشر على الله عز وجل كانت فقرا وجوعا شديدا. ومر بكم ذلك في احاديث متعددة من عدد من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين نعيد ما كنا قد وقفنا عنده في حديث نوفل ابن اياس الهزلي عن عبدالرحمن بن عوف لنختم به الباب فنشرع في الذي يليه فلا يبلغ الحجم ولا يبلغ ما يجدون من خبز الشعير. اقول وهو خبز شعير وهو خبز شعير فيه من الجفاف وفيه من القسوة وفيه مما لا يستطعم اكله ومذاقه ما كان يفضل عن حاجتهم الحديث كما تقدم في المجلس المنصرم على ضعف سنده الا انه يشهد له جملة ما جاء في احاديث الباب من قلة عيشة رسول الله عليه الصلاة والسلام وما كان يعيشه في غالب ايام حياته قلة وجوعا وفقرا يقول عبدالرحمن وقد كان جليسا لاصحابه وانقلب بهم ذات يوم فلما دخلوا معه البيت دخل فاغتسل ثم خرج فلما قدم لهم الطعام وفيها صحة وقفة فيها خبز ولحم وضعت بين يديه بكى عبد الرحمن. فلما سئل عن بكائه قال هلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشبع هو واهل بيته من خبز الشعير. فلا ارانا اخرنا لما هو خير لنا في الحديث جملتان وفيهما من الشواهد ما يدل على صحة المعنى فيها من احاديث عدة صحيحة اول الموضعين هو الاخبار عن قلة عيشته. لم يشبع رسول الله صلى الله عليه وسلم واهل بيته من خبز الشعير قط وقد تقدم في احاديث صحاح تغني عن ضعف هذا الحديث انه صلى الله عليه وسلم ما كان يجد شبع بطنه اياما متتابعات بل العكس كان هو الصحيح يطوي جوعا من قلة الطعام توفري في بيته واهله وانه ايضا عليه الصلاة والسلام كان لا يوقد في بيته نار وعندما يمر الهلال والهلالان والثلاثة ولا يزال صلى الله عليه وسلم عيشتهم وصحبتهم مع رسول الله عليه الصلاة والسلام. فانه لما امتدت بهم الحياة وفتحت الفتوح ودخلت البلاد في الاسلام وجاءت الاموال واتسعت لهم الدنيا ما كانوا لينسوا ابدا ما عاشوه في صحبتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمن بن عوف يقول هذه العبارة مر بكم في المجلس المنصرم حديث عتبة لقد رأيتني واني لسابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ما لنا طعام الا ورق الشجر حتى تقدحت اشداقنا حتى يقول فما منا من اولئك السبعة احد الا وهو اليوم امير مصر من الامصار اصبحوا امراء لما فتحت الفتوح واتسعت الدنيا واقبلت عليهم زهرتها لما يقول سعد رضي الله عنه لقد رأيتني اغزو في العصابة من اصحاب محمد عليه الصلاة والسلام ما نأكل الا ورق الشجر والحبلى حتى تقرحت اشداقه لما يقول ابو هريرة رضي الله عنه وقد اصبح اميرا على المدينة النبوية في خلافة بني امية وعليه ثوبان ممشقان من فيتمخط في احدهما ويقول بخ بخ يتمخط ابو هريرة في الكتان لقد رأيتني واني لاخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجرة عائشة رضي الله عنها مغشيا عليه فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي يرى ان بي جنونا وما بي جنون وما هو الا الجوع المواقف التي عاشها الصحابة تذكرا. ابو هريرة سعد عتبة عبد الرحمن ابن عوف. عائشة وانس وغيرهم ممن جاءت مروياتهم في الباب ومن لم تأتي رواياتهم دلت على امر عظيم ايها الاحبة. ان حياة الشدة التي عاشها الصحابة في صحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام حملت حملت في قلوبهم محبة وايمانا عظيما. انستهم ما هم فيه من الضيق والفقر والجوع فلما جاءت الحياة واتسعت وجاءت اللذائذ ما كانت فرحة الاتساع في الحياة عندهم اعظم من فرحتهم بتلك الايام التي عاشوها في صحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام بدلالة انه ما ان يروا النعمة وقد اتسعت بين ايديهم الا ويتذكر احدهم تلك الايام تلك الايام التي عاشها جوعا وفقرا وقلة مع رسول الله عليه الصلاة والسلام. اتراهم بالله عليكم اتراهم كانوا يتذكرونها اسفا على ما مضى وحزنا على ايام شدة مضت عليهم كلا والله. انما يتذكرونها لامور عظيمة. اظن ان اعظمها انهم رأوا ان سيدهم وامامهم ونبيهم عليه الصلاة والسلام قد غادر الحياة وما ادرك الذي ادركوه من سعتها. ولهذا فلا ارانا اخرنا لما هو خير لنا. ايقنوا والله ان سعة الحياة ليست علامة خير. ولو كانت خيرا لحصلها رسول الله عليه الصلاة والسلام وان التقلب في نعيم الحياة ربما كان استدراجا وعلامة مقت يحذر منها العباد. الاتقياء الصالحون. عاشوا هذا بايمان متقد وحس متيقظ واستشعروا على الدوام رضي الله عنهم وارضاهم انهم اولى بهم الا تنسيهم قم سعة الحياة ما عاشوه من ضيق مع رسول الله عليه الصلاة والسلام فقولوا لكل من وسع الله عليه في حياته اقصر عينيك فالحياة قصيرة قولوا لكل من وسع الله في حياته اوسع في قلبك في القبر اضيق قولوا لكل من عاش تنعما وترفا وتقلبا في نعيم الحياة. وصل به حد البطر وحد الشره وحد الترف وحد الكبر والتعالي قولوا له رويدا عبد الله. فما الذي انت فيه؟ انما هو ساعات معدودات وايام تنقضي ولا ينبغي لعاقل ان تكون متعة الحياة سلما يقوده الى هاوية والعياذ بالله انما يكون بلغة يتزود بها على ما الى بر الامان وشاطئ السلامة. يقطع بحر الحياة على قلة وقناعة. من وسع الله عليه فليحمد ربه. وليتذكر انه انما لها الحياة ليكون مطية ومركبا يصل به الى الشاطئ الاخر. ومن ضاقت عليه فما ذهب ولا جاء قليل ولا كثير هي وحياة ولقيمات معدودات يأكلها العبد في الحياة. ودراهم يصرف منها على نفسه واهله. قولوا لكل اصحاب الاموال المتراكمة فلعقه عليه الصلاة والسلام لاصابعه الثلاث يدل على انه ما بلغ به الشبع ما يفعله احدنا اذا اكل فتناثر الطعام من على الطبق واتى الى السفرة قذف به في القمامة ورماه والارصدة الضخمة ما الذي يستنفذوه مما رصدوه الا ما يكفيهم وحاجتهم اصحاب الارقام التي لا تقرأ هم لا يستعملونها كلها انما يستعملون ما يسد جوعتهم اولئك الاثرياء الاغنياء الذين تمتد بين ايديهم الموائد من كل لون. بالله عليكم هل يأكل فوق سعة بطنه ومعدته فهو ما يبلغ من الحياة شيئا ومتعها ليست علامة على رضا الله. عاش الصحابة هذا الايمان المتقي. وهذا الحس المتيقظ ان الحياة متى اتسعت كانوا منها على حذر. وايقنوا تماما انهم ابدا والله ما اخر لهم شيء في الحياة. ولا اتسعت بعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام هي ابدا لن تكون على متى خير. فكانوا منها على حذر. هذا الحذر لما عاشوه رضي الله عنهم اسمع كيف يعلمون به طلابهم ورفاقهم واصحابهم التابعين ممن جاء يجالسهم ويتعلم منهم يقول افتحوا اعينكم هذه الحياة لا ينبغي ان تغريكم زهرتها. ولا ينبغي ان يطغيكم متاعها. ولا ينبغي ان يلفتكم عما هو اعظم مما خلق له العباد وهو العناية بدين الله والاشتغال فيه وله سبحانه وتعالى. هذا الحديث شاهد من شواهد متعددة تدل على فقر عظيم وجوع كبير عاشه صلى الله عليه وسلم. لما تأتي لك الرواية في الخندق وكان يحفر عليه الصلاة والسلام واياهم انزل وقد ربط على بطنه الحجر من الجوع كما ربط سائر الصحابة. يا جماعة يسكتون جوع بطونهم بوضع الحجارة عليها. ان ان المعدة اذا ضغطت عليها سكت جوعها ولا يستطيع احد من يفعل ذلك على الدوام. فاسهل طريق ان يربطوا على بطونهم لاسكات الجوع. هذا ما كان ابدا في موقف واحد. ولا موقفين ولا ثلاثة. لكن مواقف متعددة في سعة وضيق وفي عسر ويسر كانت حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام قلة على الدوام والسؤال الان ماذا عن المواقف التي اوتي فيها عليه الصلاة والسلام بشيء من المال او الغنائم او المتاع من الحياة. هل كان يتغير حاله عليه الصلاة والسلام؟ احفظت السيرة النبوية اياما عقب الفتوح والمغانم والخيرات والكنوز التي تأتي بين يديه. اذكرت السيرة النبوية اياما عاش فيها عليه الصلاة والسلام في سعة وتقلب كلا والله انما هو هو حياة عليه الصلاة والسلام القلة. وستأتيك الشواهد في الحديث الذي صححه الالباني واخرجه الطبراني وغيره من حديث ثوبان. قصة فيها شاهد لما نحن بصدد الحديث عنه بصدد الحديث عن من قلة حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام وضيق عيشته. يقول ثوبان نزل بنا ضيف بدوي. فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما امام بيوته وجعل يسأله عن الناس كيف فرحهم بالاسلام وكيف حدبهم على الصلاة. فما زال يخبره من ذلك الذي يسره حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرا. وكان اذا سر استنار وجهه كأنه في قمر فلما انتصف النهار وحان وقت الطعام دعاني مستخفيا لا يألو. دعا رسول الله عليه الصلاة والسلام خادمه له ثوبان خفية عن الاعرابي عن الضيف يأمره باحضار شيء لضيافة الرجل. قال دعاني مستخفيا لا يألو ان ائت عائشة فاخبرها ان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفا يلتمس ضيافة يلتمس عليه الصلاة والسلام شيئا يقدمه لضيفه على خفية كما فعل ابراهيم الخليل عليه السلام لما سارع فاتى ضيوفه باكرامهم وضيافتهم ووفادتهم انيتي عائشة فاخبرها ان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفا فاتاها فقالت والذي بعثه بالهدى ودين الحق ما اصبح في يدي شيء يأكله ذو كبد هذا بيت امام الانبياء هذا بيت سيد البشر عليه الصلاة والسلام. ينزل به الضيف وليس في البيت شيء يأكله ذو كبد. ليس انسان ذو كبد حتى لو كانت قطة ما في شيء يؤكل ما في شيء يأكله ذو كبد بالله عليكم ابحثوا عن افقر اهل الدنيا اليوم هل يبلغ به الحال ما بلغ برسول الله عليه الصلاة والسلام الا في بيته بشيء يأكله ذو كبد ولو فتات ولو حبة تمرة ولو شيء يسير يتقوى به على الزاد. السؤال الاكبر من هذا اين كان علم رسول الله عليه الصلاة والسلام بحاله واهل بيته قبل ان يسأل. يعني هل كان يعلم صلى الله عليه وسلم قبل ان يسأل عائشة انه لا يوجد في بيته شيء لو كان يعلم ما سألها وعدم علمه لعدم سؤاله وعدم سؤاله لان اخر شيء يمكن ان يفكر فيه عليه الصلاة والسلام اذا دخل بيته او خرج طعام يسأل فان وجد طعام قدموه ما وجد قال فاني اذا صائم هذا الانصراف التام يا كرام عن ان يسأل الرجل عن طعام بيته هل بلغناه يوما من الايام هل عاش احدنا وقد دخل بيته ولم يبالي اوجد اكلة او ما وجد والله انه ليخشى على احدنا. عندما تبلغ القضية في حياتي مبلغ التذمر. وان يكون احد اسباب الخصام بين الزوجين مسألة الطعام في البيت وماذا طبخت؟ وماذا قدمت؟ وماذا اخرت؟ وماذا احسنت؟ وماذا اساءت؟ بل ربما كان من اسباب الفراق والطلاق كما تخبر به الوقائع. ان يغضب الرجل من زوجته على اكلة وان تسخط هي الاخرى على قلة الطعام والفقر فما تصبر على العيش معه ان حياة اعظم البشر عليه الصلاة والسلام ما كان يوجد فيها طعام يا قوم ويسأل فيدخل البيت ويسأل وما يجد اللقمة وينزل به الضيف فلا يجد الشيء يضيفه لم ينتهي بعد ما في قصة ثوبان مع رسول الله عليه الصلاة والسلام قالت رضي الله عنها والذي بعثه بالهدى ودين الحق ما اصبح في يدي شيء يأكله ذو كبد قال ثوبان فردني رسول الله صلى الله عليه وسلم الى نسائه يعني ابحث في اي بيت غير بيت عائشة. واتي اي حجرة من حجرات زوجاته عليه الصلاة والسلام لعله يظفر في واحدة منها بشيء لعله يظفر في احدى الحجرات بشيء يكرم به ضيفه الذي نزل به قال ثوبان فكلهن يعتذرن بما اعتذرت به عائشة بيت بيتين ثلاثة اربعة خمسة ستة ما في شيء يأكله انسان والضيف حاضر بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام. اخبروني بالله عليكم ما الذي وجده احدنا الى اليوم في حياته من فقر وقلة وجوع ابلغ به انه يشتكي ويفتقر ولا يجد واين كانت عائشة وسائر الزوجات هل اشتكت احداهن الى رسول الله عليه الصلاة والسلام انه يا رسول الله اصبحنا وما في بيتنا اليوم طعام؟ ابدا. اتدري لما لم يخبرني صلى الله عليه وسلم لانها حياة اعتدنا عليها ما كان اليوم الاول في حياتهن بهذه الحال هي ايام وكانت الواحدة منهن تصبح وتمسي وليس في بيته ولا في بيت رسول الله طعام ما كان حادثا يستحق ان يذكر لرسول الله عليه الصلاة والسلام ليس يوما ولا يومين امر جرت به العادة في بيوت رسول الله عليه الصلاة والسلام. امر اقل من ان يذكر له عليه الصلاة سلام يعيش هم امة اتريده ان يخبر بطعم بطعام ولقمة في بيته وجد او ما وجد يقول ثوبان فكلهن يعتذرن بما اعتذرت به عائشة فرأيت لون رسول الله صلى الله عليه وسلم خسف فقال البدوي ان اهل البادية معانون على زماننا لسنا باهل الحاضر انما يكفي القبضة من التمر يشرب عليها اللبن او الماء. فذلك الخصب الامر عنده ليس امر شأنه ولا طعام بطنه ولا اهل بيته. لكنه واجب حث الامة عليه اكرام الضيف. فحزن واسف عليه الصلاة والسلام الا يجد في بيته شيئا يكرم به الضيف ففطن الاعرابي. وواسى رسول الله عليه الصلاة والسلام وتلطف معه في المقالة. قال هون عليك يا رسول الله نحن اهل بادية معانون على زماننا معتادون على الصعاب والشدة وتكفينا القبضة من التمر مع شربة اللبن وهذا الخصب هذا الغنى هذا الطعام الكثير هذه الراحة هذه التعب. فسر عليه الصلاة والسلام قال ثوبان فمرت عند ذلك عنز لنا قد احتلبت. ليس فيها قطرا. فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقبلت اليه فاخذ برجلها بسم الله ثم اعتقلها بسم الله ثم مسح سرتها بسم الله فحفلت باللبن اية لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاتيته بمحلب فحلب فيه بسم الله فملأه ثم دفع به الى الضيف فشرب منه شربة ضخمة ثم اراد ان يضعه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عل اي عد مرة اخرى الى الشراب من العلل وكلما اراد ان يضعه قال له عل حتى شرب وامتلأ ما شاء الله ثم حلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم وقال ابلغ عائشة هذا. فحمل ثوبان الاناء وذهب به الى عائشة فشربت منه ما بدا لها. ثم رجعت اليه ثم رجعت اليه قال ثوبان ثم رجعت اليه فحلب فيه بسم الله ثم ارسلني الى نسائه فشربن ثم رددته اليه فحلب باسم الله هو للان ما شرب عليه الصلاة والسلام اشرب الضيف وارسل الى عائشة وسائر الزوجات وما شرب الى الان ما شرب عليه الصلاة والسلام. ابتدأ بالضيف ثم ثنى بعائشة ثم ثلث بسائر الزوجات وامهات المؤمنين يقول ثم ارسلني الى نسائه فشربن ثم رددته فحلب بسم الله فقال ادفعه الى الضيف اخرى فشرب منه ما شاء الله ثم شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اعطاني قال ثوبان فلم الوا ان اضع شفتي على موضع شفته عليه الصلاة والسلام فشربت شرابا احلى من العسل واطيب من المسك. صلى الله عليه واله وسلم هذه الواقعة ليست يتيمة في حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام هذه الحادثة ليست فريدة لكنها والله اقل ما تبلغنا به من العلم في مجلس كهذا الا يحزن احدنا ولا يأسى على ان وجد من الحياة قليلا او كثيرا ابدا ما كانت الدنيا لتبلغ عند الله منزلة ان تكون سببا لحزن مسلم وان يكون الفقر سببا لتذمر قلب امرئ مؤمن حمل في قلبه حب الله وحب رسول الله عليه الصلاة والسلام وقولوها والله يا اخوة قولوها تسلية وعزاء لكل من ضاقت به الحياة هون عليك. فانها قد ضاقت قبلك برسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا لكل من اسف على الحياة وحزن واعتصر قلبه على جوع اصابه. والتفت الى عياله فوجدهم على قلة. والى زوجاته ايضا متقللات تفلات من هذه الحياة. قولوا له لا يأس فانها قد ضاقت قبلنا بال رسول الله عليه الصلاة والسلام وباشرف البيوت واطهرها على وجه الارض بيوتات زوجات رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. هذا كان خاتمة باب ما جاء في عيش رسول الله عليه الصلاة والسلام والشواهد فيه اكثر من ان تحصر في مجلس كهذا لكن خلاصة ذلك والجامع كل ما تكرر على اختلافه وتعدده ان الحياة الدنيا قطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم متخففا متقللا وعلمنا عليه الصلاة والسلام ان اخفنا في هذه الحياة واقلنا حملا فيها هو اخفنا حسابا يوم القيامة ايضا وبالعكس من غرق في اوحال الحياة ومن احاطت به الفتن ثم ادلهمت به واحاطت به الامواج. فركب الشبهات وتخطى الحرام وعاث في الحدود فلا من هو الله ان يقف بين يدي الله وقوفا طويلا يوم القيامة. فكان من حسنات التقلل والفقر والجوع في هذه الحياة خفة الحسد تاب يوم القيامة وهي البشارة التي اخبر عنها صلى الله عليه وسلم عن فقراء المهاجرين انهم يدخلون الجنة قبل الخلائق مئة عام فاذا اتوا ابواب الجنة وطرقوها واستفتحوا للدخول تسألهم ملائكة الجنان. افرغتم من الحساب يرونهم قد عجلوا قبل البشر واتوا مبكرين يدخلون الجنة. فيسألونهم سؤال التعجب اوقد فرغتم من الحساب فيقول فقراء المهاجرين وعلى اي شيء نحاسب يعني ما كان لهم شيء في الحياة يستحق الحساب. قالوا والله ما كانت الا اسيافنا حملناها على عواتقنا فقاتلنا بها في سبيل الله حتى الله. فعلى اي شيء سيوقفون للحساب؟ على الجهاد في سبيل الله؟ على الفقر؟ على الانقطاع عن الحياة وليس لهم منها رصيد قليل ولا كثير فهي سلوى وعسى وتصبير يقال لكل مسلم ضاقت به الحياة. لا تحزن. ابدا لا تأسى والله. فانها لا تستحق الاسى. بل بل قولوا بصدق قولوها غبطة لاولئك الفقراء المعدمين المستقلين من الحياة. هنيئا لكم حياة عشتموها شبيهة بحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما يغبط الاغنياء على غناهم. ولا ذو السعة على سعته في الحياة انما يغبط الشبيه في حياته بحياة رسول الله لا صلى الله عليه وسلم فكيف اذا جمع الى ذلك اتباعا لسنته عليه الصلاة والسلام واقتداء بحياته وتتبع لمواضع هديه فانها النعيم المكمل في الدنيا والاخرة. نعم نعم وعن انس هذه الروايات الاربع من حديث ابن كعب ابن مالك عن ابيه وحديث انس وحديث كعب بن مالك وانس الاخر. اربع روايات للحديث اولاها الذي استفتح به المصنف الباب. رواية ضعيفة. لكن شهد لها وشد من ازرها الروايات التي بعدها. ووجه ضعف الرواية الاولى ان فيها شذوذا. وهو قوله ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يلعق اصابعه ثلاثا وفي حديث انس يلعق اصابعه الثلاث وهو كذلك في الروايات الاخيرة السنة ها هنا شيئان في هذه الروايات الاربعة الامر الاول الاكل باصابع ثلاث من اليد اليمنى. وهي الابهام والسبابة والوسطى وهذا يتحقق في كل طعام يمكن ان يكون مجموعا متماسكا فمن اكل طعاما يستمسك بيديه فالسنة ان يأكل بالاصابع الثلاث الابهام والسبابة والوسطى فكان عليه الصلاة والسلام يتناول طعامه باصابعه الثلاث وكان عليه الصلاة والسلام اذا فرغ من الطعام وهي السنة الثانية لعق اصابعه الثلاث لانه قد تناول بها الطعام فاذا ها هنا ادبان نبويان الاول الاكل بالاصابع الثلاث والاخر لعق هذه الاصابع الثلاث بعد الفراغ من الطعام وليتنبه ها هنا الى امور اولها ليس من السنة لعق الاصابع عقب كل لقمة او بعد كل لقيمات. انما هو بعد الفراغ من الطعام وموضع تطبيقها اذا اذا فرغ الاكل من طعامه لعق اصابعه الثلاث وسيأتي وجه ذلك الامر الاخر ان السنة في في تناول الطعام بالاصابع الثلاث يحقق جملة من الحكم والفوائد. منها الاقلال في الاكل لان من اكل بثلاث ليس كمن اكل بالخمس وحجم ما يرفعه الاكل الى فمه من اللقمة ان كانت محتوية بين اصابعه الثلاث كانت اقل ولا شك مما تجمعه الاصابع الخمس فيه التقلل من الطعام وفيه ايضا اقلال حجم اللقمة التي يدفع بها الاكل الى فمه. وهو اهنأ وامرأ للاكل في فمه ومعده وبذلك شهد الطب الحديث التنبيه الذي يلي ذلك ان الاكل بالاصابع الثلاث انما هو كما قلت في كل اكل مجموع متماسك. اما المتناثر حبات الارز والدقيق من الطعام الذي يتناثر فلا يبلغ بالاكل التكلف ان يطبق السنة فيتناول باصابعه الثلاث فلا يتماسك بين يديه فما كان متناثرا من الطعام كالحب والارز والشعير والقمح ونحو ذلك من الاكال فلا بأس لو جمعه باصابعه الخمسة لان ان المجموع باصابعه الخمسة من الاكل المتناثر ايضا لا يبلغ شيئا كثيرا انما هو حجم لقمة فيما يعتاده الناس دلت الاحاديث ايضا فيما قرأنا من الروايات السابقة ان لعق الاصابع عقب الطعام سنة نبوية. وانما كان الشذوذ في الرواية الاولى في حديث ابن كعب ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يلعق اصابعه ثلاثا فوجه الشذوذ هو تحديد العدد في اللعق بالثلاث الثلاث ليس في مرات اللعق يعني يفهم من الرواية الاولى انه عليه الصلاة والسلام كان يلعق كل اصبع ثلاث مرات وليس كذلك انما المقصود يلعق اصابعه الثلاث وليس يلعق اصابعه ثلاثا ومن هنا حكم المحدثون على الرواية بالشذوذ وجاءت الروايات المحفوظة الاتية من حديث انس والرواية الاخرى من حديث كعب بلفظ قال ابو عيسى وروى غير محمد بن بشار هذا الحديث قال يلعق اصابعه الثلاث. يشير الامام الترمذي رحمه الله الى المخالفة الشاذة في الرواية الاية الاولى التي اوردها ثم ثنى بحديث انس كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اكل طعاما لعق اصابعه الثلاث وفي حديث كعب الاخر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل باصابعه الثلاث ويلعقهن فجمعت الرواية الاخيرة الادبين النبويين. الاكل بالاصابع الثلاث ولعق الاصابع الثلاث بعد الفراغ من الطعام. اما حكمة وان يلعق اي يدخل اصبعه في فمه فيلعقه يلعق اثر ما بقي من الطعام من الدهن او بقايا الطعام الذي اعلقوا على الاصابع عادة حكمة ذلك والعلم عند الله انه التماس البركة لقوله عليه الصلاة والسلام فانكم لا تدرون في اي طعامكم البركة وجاءت الحديث كما سيأتي في الباب الذي يليه ان السنة مضت ان يحرص الاكل في الطعام اذا قدمت له الصحفة او القصعة او الاناء او الطبق الا يأكل من اوساطه بل يأكل من اطرافه فان البركة تنزل في اوساط الطعام وان يحرص الاكل اذا بقي شيء من الاكل في صحنه وفي طبقه وبقي شيء يؤكل فلا يتركه زهدا فيه. فلعله كانت فيه البركة. بل اذا سقطت اللقمة عن على الارض فقد اخبر عليه الصلاة والسلام بقوله فليمط عنها الاذى وليأكلها ربما كانت فيها البركة. ثم جاء الامر بلعق الاصابع لانه ربما كانت البركة في الطعام الذي اكله فيما يلعقه الاكل من اصابعه وعلى كل فهي من وراء الحكم المذكورة كلها مظهر مظهر من مظاهر التواضع والاخبات لان اهل التواضع هم من يفعلوا ذلك واهل الفقر والجوع هم من يبحث عن بقية من بقايا الطعام ولو كانت اثر لقمة وليس لقمة ان ان احترام النعمة وتقديرها يجعل احدنا يقدر قدرها ولو كانت قليلة ولو كانت اثرا من طعام علق باصابعه وهو يأكل اما الاكلون اليوم بالات الطعام بالملاعق ونحوها فانه ربما فاتهم مثل ذلك في السنن. ليس ذلك تحريما لمباح لكنه عزاء على فوات السنن قد لا يصيبها الاكل بتلك الالات. لكن من اكل باصابعه وباشر بها الطعام ولعق اصابعه عقب الفراغ صاب سنة ومن ورائها الحكم المذكورة. نعم عن انس الحديث فيه قصة اختصرها الترمذي وها هنا واخرجه البخاري في صحيحه باتم منه انه عليه الصلاة والسلام اوتي بتمر عظيم وضع بين يديه ولاحظ هذا موقف يشهد بعكس المواقف السابقة التي مضت موقف فيه سعة موقف عاشه عليه الصلاة والسلام وقد وجد فيه فسحة من الطعام وقدرا يفيض عن حاجته. فانظر حتى هذه المواقف ما كان يعيشها عليه الصلاة والسلام فرحة بالطعام واقبالا عليه واستغراقا فيه اوتي بالتمر وهو كثير فوضع بين يديه فجعل عليه الصلاة والسلام يبعث انسا وهو خادمه يبعثه بالمكتل المكتل المغراف او المقدار الذي يوزن به التمر. فيجمع فيه التمر ويبعث به انس الى بيت فلان وفلان وفلان قبل ان يأكل عليه الصلاة والسلام يبعث انسا بالتمر دفعات الى من يعرف من بيوت اصحابه. من الفقراء والمحتاجين والجياع. فما زال يبعثه حتى فرغ من توزيع التمر عليه الصلاة والسلام وبقي بين يديه قليل. فجعل يأكل عليه الصلاة والسلام وحكى انس في هذا المشهد وصف اجنبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل قال اوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر فرأيته يأكل وهو مطعم من الجوع وهو مقعد يعني جالس جلسة الاقعاء والاقعاء ان يجلس على اليتيه ناصبا ساقيه كالمستفز المتحفز للنهوض والقيام اذا اكان جالسا جلسة تدل على سرعة وعجلة من امره عليه الصلاة والسلام. لم؟ لان الطعام مهما كثر بين يديه ما كان ليتربع له عليه الصلاة والسلام ولا كان ليمد له الفراش ولا كان ليطيل الجلوس له عليه الصلاة والسلام لانه في النهاية انما هي اكلات ولقيمات ما كانت تستحق من عمره ولا من وقته ولا من حياته عليه الصلاة والسلام ان يصرف لها الاوقات قال رأيته ويأكل وهو مقعن. جلسة الاقعاء يا اخوة جلسة الفقراء جلسة الضعفاء ابدا ما كانت جلسة اصحاب الغنى والثراء والترف والكبرياء ما كانوا يجلسون جلسة الاقعام. جلس عليه الصلاة والسلام يأكل وهو مقعن قال انس من الجوع قال فرأيته في في صحيح مسلم قال فرأيت يأكل اكلا حثيثا الجوع جعل عليه الصلاة والسلام يأكل التمرة عقب التمرة ما حمله على ذلك الا الجوع. لكن الجوع الذي عاشه صلى الله عليه وسلم ما انساه على شدة الجوع ما انساه ان يبعث انس ببكر التمر الى بيت فلان وفلان وفلان يفرق التمر ويوزعه. اتظن انه يمكن ان يشبع عليه الصلاة والسلام واصحابه فقراء انه يأكل عليه الصلاة والسلام ليكتفي ثم يبحث اذا زاد عن حاجته وما فضل عن شبع بطنه ليبعث به الى اصحابه ابدا كان يواسيهم عليه الصلاة والسلام. ويعيش جوعهم اذا جاعوا ويعيشوا شبعهم اذا شبعوا. عاش عليه الصلاة والسلام وهو المستغني عن ان يحمل نفسه على ذلك كله. لكنه يعلم الامة من بعده ان من عاش لامته عاش همها فعلا لا قولا وشاركهم بمشاعره ووجدانه حقيقة وتطبيقا لا شعارا ولا كلمات ولا عبارات ولا دعايات صحفية ولا كلام اعلامي مزخرف ابدا كان يعيش عليه الصلاة والسلام حقيقة يؤتى بالتمر. وهو كثير ويفرق بين يديه فيبعث انسا بالتمر الى بيوت الفقراء من اصحابه يواسيهم ثم يأكل وقد بلغ به الامر مبلغا عظيما فجعل عليه الصلاة والسلام يأكل اكلا حثيثا لاحظ الوصف يأكل وهو اقع يجلس جلسة لا تحمل على الشبع اولا ولا تحملوا على طول الجلوس ثانيا وتشير الى انشغال فكره وماله وهمه صلى الله عليه وسلم بامر اعظم يريد القيام له والانصراف اليه فما كان الطعام ليصرف عليه الاوقات ولا كانت الموائد والسفر بالتي تستحق ان تأخذ من وقته صلى الله عليه وسلم هذه قضية ان يعيش عليه الصلاة والسلام اكثر من نصف حياته يفتقد خبز الشعير في طعامه فما القضية الكبرى اذا التي كان يعيشها في حياته؟ هي ليست قضية طعام بحال هو عزاء ايضا لنا جميعا عندما تمتد بنا السفر فتصبح مجلسا من مجالسنا ما اصبحت السفرة ولا المائدة جلسة طعام. اصبحت جلسة يدار عليها الحديث. وتصرف فيها الاوقات. ثم تضيق بنا الاوقات عن ان نركع لله ركعتين نافلة تضيق بنا الاوقات عن ان نطلب علما نافعا. تضيق بنا الاوقات عن ان نصرف من وقتنا في سبيل الله ما نسد به جوعة مسلم ونفرج به هم مسلم ونسعى به في حاجة مسلم صدقا من عاش يحمل هما عظيما ضاقت به الاوقات عن الترهات والتفاهات من عاش يحمل قضية كبرى في حياته زهد والله ان يصرف في غيرها الدقائق اليسيرات. لان وقته اعظم وحياته اثمن كان صلى الله عليه وسلم من ذلك بالمنزلة الاكمل بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام نعم باب ما جاء في حديث عائشة الاول والباب الاتي الذي شرعنا فيه الان هو باب ما جاء في صفة خبز رسول الله صلى الله عليه وسلم نتعلم في هذا الباب طرفا طرفا من نوع الطعام ولونه الذي كان يدخل جوف رسول الله عليه الصلاة والسلام نتعلم مثل هذا ليس بالظرورة لان نصنع مثله فنأكل مثله ولكنه يكشف لك طرفا من جانب عيشة رسول الله عليه الصلاة والسلام. باب ما جاء في صفة خبز رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يذكر مثل هذا الباب يتبادر الى ذهنك اصناف الخبز والوانه التي تراها وانت داخل مخبزا لتشتري منها خبزا لك ولاهلك وتتحير وانت تختار اي صنف تأخذ واي صنف تترك الطويل والقصير الحلو والمالح والكبير والصغير والمحشي والفارغ كل ذلك الوان من الخبز. اسمع الى الخبز الذي كان يقتاته عليه الصلاة والسلام. وفيه جملة من والحكم. تقول عائشة رضي الله عنها في اولى روايات الباب ما شبع ال محمد صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم عاش حياته بعد النبوة ثلاثا وعشرين سنة اترك اترك ثلاث عشرة سنة بمكة ما كان فيها الا بيت واحد بيت ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها. ثم سودة رضي الله عنها حتى هاجر عليه الصلاة والسلام. فتعددت زوجاته اتسعت بيوتاته. لما تقول عائشة ما شبع ال محمد صلى الله عليه وسلم. فانها تحكي عن بيتها وبيت ذراتها وامهات المؤمنين. ما شبع ال محمد صلى الله عليه وسلم لا تحكي عن عيشته بل عيشته وعيشة ازواجه صلى الله عليه وسلم. ما شبع ال محمد صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير يومين متتاليين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم. يا جماعة عشر سنوات ليست عشرة ايام ولا اسابيع ولا شهور عشر سنوات عشر سنوات ما حفظ فيها التاريخ ان نبيك عليه الصلاة والسلام اكل يومين متتاليين خبز شعير ثم هو خبز شعير خبز شعير اقسى انواع الخبز واكثره خشونة خبز الشعير ليس الخبز الذي تتصوره اليوم بنعومته ولذاذة طعمه عندما تتكلم عن خبز الشعير وهو اخشنه واصعبه اكلا ومضغا واصعبه مذاقا ايضا وهو على هذه المرتبة ما كان يجده ال بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام وان وجدوه فاكلوا ما يبلغ بهم الحال اطلاقا ان يبلغ بهم حد الشبع ليومين متتاليين اذا كان يأكل اليوم ولا يجد غدا واذا اكل بالامس فثق تماما ان غالب الظن الا يجد اليوم شيئا يأكله اذا يمكن ان تقول ان نصف حياته عليه الصلاة والسلام كانت خالية من خبز. نعم اذا كان ما يشبع يومين متتاليين فكان يأكل يوما ويوما لا. واذا اكل لم يشبع. اذا انت واثق يقينا من هذه الرواية ان نصف حياته صلى الله عليه وسلم ما يجد فيه الخبز فضلا عن باقي الطعام فضلا عن اللحم والطيبات فظلا عما يؤكل به الخبز اذا ما وجد الخبز فاحرى الا يوجد ما يؤكل به الخبز ما يوجد الخبز في بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا يشبع منه هو وال بيته يومين متتاليين قط. تقول عائشة حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم لا يكاد يصبر احدنا لا اقول يومين وجبتين متتاليتين ان كان فطور وغداء وان كان غداء وعشاء. لا يصبر ان فقد الخبز واذا ما وجد تعسر الطعام وتعذر على اهل البيت الاكل واستحثوا اي حيلة حتى يجدوا بها ما يأكلون. والنبي عليه الصلاة والسلام عندما فقد الخبز في بيته ما كان قادرا على تحصيله زهد فيه عليه الصلاة والسلام لكنه كان فاقدا له حقيقة ما وجد اصبحت قضية الطعام والشراب في حياتنا. ان جئت للمصروفات والميزانية فقد اصبحت ذات بند مهم. يؤثر في حياة الكثيرين. وان جئت على مستوى الحياة المعيشية والاسرية وعلاقة الرجل بزوجته والزوجة بزوجها اصبحت قضية الطعام قضية مؤرقة. تقوم عليها مشاكل في البيت بل ربما كان الطلاق سببا من اسبابها عندما نتحدث عن قضية الطعام اصبحنا نتحدث عن قضية حياة واصبحت حديث الناس واصبح الرجل يستأنس في حديثه ان يتحدث عما وجده من لذة في طعامه في الغداء او في العشاء واصبحنا اصبحنا نتفاخر بكثرة المطاعم والمشارب وبمعرفتنا لمزيد ومزيد من الوان الاطعمة والاشربة اما المباح يا قوم فما حرم الله فيه شيئا احدا على خلقه ليس الكلام الان تحريما لمباح. الحلال ما احل الله. والمباح وسع الله في العباد. الحديث ليس ها هنا. الحديث في ان تسع في هذا الباب في اكثر من حجمه اللائق به وان تصبح المسألة في حياتنا قضية ذات اهمية واولوية تبلغ درجة رفيعة في قضايا الحياة. عش ما شئت وكل ما شئت واستمتع بما شئت فتقول عائشة رضي الله عنها ما شبع ال محمد صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديث ابي امامة الباهلي الاتي بعده ما كان يفظل عن اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خبز الشعير ما كان يفضل اي ما كان يزيد عن حاجتهم فان وجد فاضف هذا الى ذاك اضف حديث ابي امامة الى حديث عائشة المتقدم لتعلم انه ما كان عليه الصلاة والسلام يأكل من خبز الشعير وهو خبز شعير ما كان يشبع منه يومين متتابعين فكان نصف حياته نصف سنوات عمره لا يجد فيه خبز الشعير واليوم الذي يجد فيه الخبز ما كان يفضل الخبز عن حاجتهم. كان يأكل وبالكاد يشبع اهل البيت فكان الفقر والجوع وقلة الطعام الذي عاشه صلى الله عليه وسلم وال بيته اما حديث ابن عباس ونختم به جلسة الليلة يقول رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاويا هو واهله طاويا من الطي ان تطوي الصفحة او تطوي الثوب ان تثنيه على بعضه فتطبقه ويقال في الرجل طوى ليلته او بات ليلته طاويا فهي كناية كأنه قد طبق معدته من فراغها فطبقها لانها خالية كما تطبق الكيس قطعة القماش الا انه لا شيء فيها كان يبيت عليه الصلاة والسلام الليالي المتتابعة طاويا هو واهله فكان يبيت جائعا ليس ليلة يقول الليالي المتتابعة ثم ليس وحده هو واهل بيته يشاركونه العيشة وقد استقر في حياتهن رضي الله عنهن ان عيشة رسول الله عليه الصلاة والسلام هي هكذا ان يبيت الليالي المتتابعة طاويا واليوم نعود فنلقي نظرة على الفقر الذي يعيشه الفقراء اليوم. اي يبلغ بهم ان يبيتوا ان يبيت احدهم طاويا ليلة وليلتين وثلاثا متتابعات من الجوع لا يجد ما يأكل هو واهل بيته. ان وجد فهذا الفقر هو لون من ما كان يعيش عليه الصلاة والسلام. قال لا يجد لا يجدون عشاء وكان اكثر خبزهم خبز الشعير. كان اكثر خبزهم خبز الشعير على ما مضى ذكره من القسوة وسوء المطعم والخشم التي فيه لكنه يبيت الليالي المتتابع لا يجد من العشاء ما يسد به جوعته هو واهل بيته صلى الله عليه واله وسلم ان يبيت احدنا ليلة جائعا فانه يبيت الليلة التي تليها شبعا وان يعيش ليلة من لياليه شبعا فلا بأس ان تتكرر به الايام فيبيت طاويا. ان تبيت طاويا من الجوع فقد تجد وقد لا تجد. لكن انت حدث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ويبيت ليلته طاويا من الجوع وهو النبي صاحب المعجزات. وصاحب الكرامة عند الله بلغت المعجزة ان ينبع الماء من بين اصابعه. وان يقلل ان يكثر الطعام القليل بين يديه. ان ينشق له القمر ان تخرق له ايات الكون فيصعد الى السماء ويعرج به في ليلة واحدة اكان يعجز ربه ان يرزقه ما يسد به جوعته والله يا قوم لكن المسألة لا تستحق معجزة الهية. ما هي لقيمات هي عودة مرة اخرى الى ان نزن قضية الطعام والشراب في حياتنا بموضعها اللائق. بلغة يتأكد منها الانسان ما يقوم به قلبه حتى يلقى الله عز وجل. يقال مثل هذا ليستحمل احدنا حياته ان اصابها شدة وبأس. ويذكر هذا ليكون عونا على على على احدنا في مثل هذه الليلة ان يستكثر من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما خلق الاله ولا برا خلقه حقا ولا خلقا كاحمد في الورم صلى عليه الله ما قلم جرى او لاح برق في الاباطح او قباء. يستكثر احدنا من الصلاة والسلام عليه مستصحبا ما الله عليه من كريم الصفات وما عاش عليه من عظيم الشمائل وجليل السجايا. فصلى الله وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون. وصلى الله وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. اللهم ارزقنا حب سنته واتباع سيرته. وانتهاج شمائله صلى الله عليه وسلم واحشرنا في زمرته واكرمنا بشفاعته يوم نلقاك. اللهم احينا على السنة وامتنا عليها يا ذا الجلال والاكرام. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين