الا والله تعالى خالقه. الله تعالى ربه لا رب له سواه تبارك وتعالى. منفرد بالخلق قال جل وعلا الله خالق كل شيء وكل لفظ من الفاظ؟ كل شيء الله تعالى خالقه صفة لله تبارك وتعالى. الله جل وعلا باق. باق اي فلا يلحقه فلا جل وعلا لماذا اتصف الله تبارك وتعالى بالبقاء؟ قال لنا باق باق متصف بالبقاء فلا يلحقه جل وعلا والارادة ومن يشاء بالغة حضرها على اقتضاها وهو الذي يرى النبي في الظلمات وسامع للجهل والاثبات بسبعه علم اصواتي وعلمه بما هدا ومخا في احدى علمه وهو الغني بذاته سبحانه وجل ثناؤه تعالى هو كل شيء يذكره عليه وكلنا مفتقر اليه قال رحمه الله باق فلا يفنى ولا يبيد ولا يكون غير ما يريد منفرد بالصرف والارادة وحاكم جل بما اراده قدم رحمه الله هنا اه بذكر صفتين تقدم السلام عليهما الا وهما الاخرية والاولية ومهد بهما رحمه الله للكلام على ارادة الله ومشيئته الكونية جعلهما توطئة للكلام على مشيئة الله تعالى وارادته الكونية القدرية. قال رحمه الله باقي على عدن قال باق فلا يفنى ولا يزيد. اذا الله تبارك وتعالى متصف بالاخرية. الله سبحانه متصفون بالآخرين وقد سبق وانت الآخر فليس بعدك شيء. فباق معناه ما معنى باق؟ فسره بقوله باق فلا لا يفنى ولا يبنى قوله فلا يفنى ولا يبيل تفسير لبقائه. اذا الله تبارك وتعالى باق فكما انه الاول بلا ابتداء فكذلك هو الآخر بلا انتهاء. باق سبحانه وتعالى فلا يلحقه فناء ولا عدم. قال الناظم فلا يفنى ولا يبيد. لا يلحقه فلا جل وعلا ولا يلحقه عدم سبحانه وتعالى. لا يفنى ولا يبيت بل هو المفني والمبين. الله جل وعلا هو المفني والمبين وهو المبدئ المعلن الذي بدأ الخلق اول مرة وسيعيدهم اليه بعد ذلك. وهو الذي ان يفنيهم وهو الذي يبيدهم سبحانه وتعالى. اما هو فلا يلحقه فلا ولا يلحقه جل وعلا ابادة. لا يفنى ولا يبين. ولا يكون غير ما يريد. قال سبحانه وتعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. قال تعالى كل شيء هادك الا وجهه سبحانه وتعالى. هذا معنى قوله فلا يفنى ولا يبيد. قال رحمه الله ولا يكون غير ما يريد. لا يكون في الكون غير ما يريد الله تبارك وتعالى لا يكون في الكون غير لا يكون غير ما يريد في الكون ولا يكون غير ما يريد سبحانه وتعالى. لا يحصل ولا يوجد في الكون غير ما يريده الله تبارك وتعالى لماذا لانه سبحانه وتعالى هو المدبر لهذا الكون المتصرف فيه هو سبحانه وتعالى المتصف بالارادة والمشيئة. فلا يحصل في الكون الا ما يريده ويشاؤه جل وعلا لا يحصل شيء في هذا الكون خارجا عن ارادة الله ومشيئته. لذلك قال هنا ولا يكون في الكون غير ما يريد هل يمكن ان يوجد شيء في الكون؟ كيف ما كان؟ طاعة ام معصية فاصرفوا عني واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به. فالمقصود ان هذا الحديث من الادلة التي دلت على صفة العلم بتفصيل على انه يعلم ما لا نعلم وعلى انه علام الغيوب تبارك كفرا او ايمانا فسقا او طاعة. هل يمكن ان يوجد شيء في الكون؟ لا يريده الله تعالى ان يكون ابدا. لا يخرج شيء عن ارادة الله لا يخرج شيء عن مشيئته الكونية القدرية لذلك قال ولا يكون غير ما يريد اذا هذا الكلام فيه اثبات ماذا فيه اثبات الارادة الكونية الكلام فيه اثبات الارادة الكونية القدرية لله. فكل ما يقع في هذا الكون وقع ويقع وسيقع فإنه بإرادة الله الكونية القدرية. لأن الإرادة الكونية القدرية كما تعلمون تستلزم الوقوع الارادة الكونية تستلزم الوقوع. فكل ما يقع او وقع او سيقع فقد اراده الله تعالى كونا. قال جل وعلا مبينا هذه المشيئة والارادة الكونية في ايات كثيرة. قال جل وعلا فعال لما يريد قال جل وعلا فاراد ربك ان يبلغا اشدهما اي اراد كونا ولذلك وقع ما اراده الله تبارك وتعالى فالارادة تستلزم الوقوع ومن الارادة الكونية قول النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين اذا من فقهه الله في الدين فقد اراد الله به ذلك نعم ارادهم اراد الله به ذلك ارادة كونية كونه واش اجتمعت معها هنا الارادة الشرعية ام لا هذا مبحث اخر سيأتي معنا بعد؟ الشاهد كل ما وقع فقد ارادة الله كونه ولذلك قلت لكم قبل سواء كان ايمانا او كفرا طاعة او معصية كان مما يحبه الله ويرضاه او كان مما لا يحبه الله ولا يرضاه. كل ما وقع قد وقع بارادة الله الكونية. وسيأتي بعد التفريق بين الارادة الكنيسة الشرعية. ومنها ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله بخير يصيبني اذا من اصاب الله منه فقد اراد الله تعالى به ذلك كونا وقدرا. ما الدليل على انه اراد بذلك كونه قدرا للوقوع. دليلنا هو الوقوع ان هذا الشيء قد وقع والارادة في هذا الباب تماثلها المشيئة فمشيئة الله تبارك وتعالى كذلك قالوا فيها ما قيل في ارادته. المشيئة الكونية القدرية تستلزم الوقوع. فكل ما وقع فقد شاءه الله واراده. قل ما شئت ولذلكم ربنا احيانا يعبر بالإرادة واحيانا يعبر بالمشيئة قال تعالى في المشيئة ولو شاء الله واقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم وقال في نفس الاية ولو شاء الله مقتتة بمعنى لو اراد الله ذلك كونا لما حصل اذن فقد حصل بارادة الله ومشيئته. قال تعالى يفعل ما يشاء. وربك يفعل ما يشاء ويختار سبحانه وتعالى. قال تعالى ولو شاء الله ما فعلوه. قال تعالى ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا ولو شاء الله لجعل الناس امة واحدة الى غير ذلك من الآيات. واضح المقصود؟ اذا المراد هنا شنو المقصود؟ اثبات الارادة والمشيئة الكونية. بمعنى انه لا يوجد في هذا الكون ابدا البتة شيء كيفما كان طاعة او معصية يحبه الله لا يحبه لا يوجد شيء خارج عن ارادة الله عز وجل. فكل ما يقع ووقع وسيقع فانه بارادة الله ومشيئته. اي ارادة الارادة والمشيئة الكونية القدرية. وقد تجتمع مع الارادة الكونية ارادة الشرعية ان كان ان ذلكم الشيء مما يحبه الله ويرضاه. فإن لم يكن مما يحبه الله ويرضاه فقد انفردت الإرادة الكونية. فالحاصل ان الارادة الكونية موجودة كل ما وقع فقد تعلقت به الارادة الكونية فهو واقع بارادة الله الكونية كيفما كان سواء كان طاعة ام معصية الا انه ان كان طاعة فاجتمعت معها الشرعية والا فقد انفردت الكونية. الشاهد هنا الذي نتحدث عنه هو الارادة والمشيئة الكونية القدرية قال رحمه الله ولا يكون غير ما يريد لا يوجد ولا يحصل في الكون شيء لا يريده الله. تعالى ان يكون في ملكه ما لا يريد. او يكون لاحد عنه غنى سبحانه وتعالى. تعالى ان يكون في ملكه فلا يذنب. معنى لا يكون في ملكه الا ما اذن ما ذكرتم الان هذا الاصل الذي ذكرناه الان وذكرنا بعض الادلة الدالة عليه من الكتاب والسنة يتضمن الرد على طوائف اهل البدع الذين خالفوا في هذا البلد. سواء منهم من انكر المشيئة بالكلية او من انكر مشيئة افعال العباد. ان ترى ان للعباد في افعالهم مشيئة فمن الناس من امتر المشيئة بالكلية وهم غلاة القدرية غلاة القدرية انكروا مشيئة الله تبارك وتعالى بالكلية. وقال الله تبارك وتعالى لا يشاء ان تقع الحوادث التي تقع انما تقع بغير مشيئته. وبعضهم قال يشاء فعل الخير ولا يشاء فعل فعل الشر وجعلوا العبد مجردا عن المشيئة بالكلية طائفة اخرى جعلوا العبد مجردا القدرية هؤلاء جعلوا العبد الجبرية المقابلون لقدره يجعل العبد مجردا عن المشيئة. وقالوا افعاله لا مشيئة ولا ارادة له فيها وانما يفعلها جبرا عنه. فجعلوا العبد مجبورا على فعل على خلق ابعاده جعلوه مجبورا على ذلك وقالوا يفعلها بلا اختيار منه. اذا فمنهم من نفى المشيئة عن الله واثبتها للعبد ومنهم من اثبتها للعبد ونفاها عن الله تبارك وتعالى. ومنهم من اثبتها لله عز وجل في الخير ونفاها عنه في الشر. وكل هذه الاقوال باطلة بلا شك فالقدرية مثلا الذين نفوا مشيئة الله تبارك وتعالى وجعلوا العبد مستقلا بخلق افعاله وقعوا في ضلال مبين نفوا المشيئة والارادة عن الله عز وجل. وجعلوا العبد مستقلا بخلق افعاله يفعل ما يشاء. ما هو الضلال الذي وقع فيه؟ الضلال الذي الذي وقعوا فيه انه يوجد في الكون ما لا يريده الله. لان هذه الاشياء عندهم التي تحصل من العباد لا يشاؤها الله ولا نريدها ولا يقدرها وانما تقع بمشيئة العبد وارادته دون مشيئة الله. فيلزم هؤلاء اش انه يقع في ملك الله ما لا يجيد والذين فصلوا قالوا يشاء الخير ولا يشاء الشر كذلك يلزمهم هذا اللازم. اذا يقع في ملك الله ما لا يريده من الشر. فعلى هذا العبد اراد شرا والله تعالى لم يرد فغلبت مشيئة العبد مشيئة الله وهذا باطل كما هو معلوم الطرف المقابل لهؤلاء وهم جبريل عكسوا وقالوا العبد لا مشيئة له ولا ارادة وكل ما يقع في الكون يشاءه الله هو يريده فجعلوا حركات العبد كحركات الاشجار. لا قدرة له ولا ارادة ولا مشيئة. وعليه لا ينبغي ان يحاسبه الله تعالى لانه لا يفعل شيئا باختياره وارادته بل هو مجبور على خلق افعاله وهذا كذلك مبين مخالف للقرآن والسنة والفطرة السليمة والعقل الا يخالف القرآن والسنة الصحيحة الصريحة والعقل الفترة السليمة فكل ما ذكر من المعتقدات الان باق ما هو المعتقد الصحيح الذي هدى الله اليه ووفق اهل السنة والجماعة. الذين اتبعوا ما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون ومن جاء بعدهم وهو المنصوص عليه تصريحا في القرآن والسنة واجمع عليه اهل السنة هو ان الله تبارك وتعالى لا يكون في ملكه ما ما لا يريد. وان كل ما يقع في الكون فانه يقع بعد ارادة الله ومشيئته سبحانه وتعالى. يتصرف في كونه كيف يشاء. وان العبادة لهم ارادة ومشيئة وقدرة على فعل افعالهم على خلق افعالهم الا ان ارادتهم ومشيئتهم وفعلهم لافعالهم لا تخرجوا عن ارادة الله ومشيئته. فجعل الله تبارك وتعالى للعباد مشيئة. الله خلقهم وخلق كذلك ارادتهم ومشيئتهم اذا فهم يشاؤون ويريدون. ولكن هل مشيئتهم وارادتهم خارجة عن ارادة الله؟ ابدا تعالى ان يكون في ملكه ملكا. فلا لا يقع شيء في الكون الا بعد ان يأذن الله تعالى بذلك. بعد ان يشاء الله تعالى ويريد ذلك فيقع من العبد اختياره ومشيئته. اذا هذا الاصل الذي تكلمنا عنه الان الارادة الكونية القدرية خالف فيها بعض الطوائف فمنهم من نفى المشيئة بالكلية ومنهم من نفى مشيئة افعال العباد وحركاتهم وطاعتهم ومعصيتهم وهداهم وضلالهم فزعم انه لا قدرة ولا ارادة ولا والكل باطل واعظم الاسباب التي جعلت هؤلاء يضلون اش عدم تفريقهم بين الارادة الكونية والارادة الشرعية. فمن نظر الى ان الارادة كلها ارادة كونية قدرية من نظر الى الارادة الكونية دون الارادة الشرعية وهم الجبرية جعلوا العبد مجبورا على خلق افعاله. اذا الجبرية لماذا ضلوا لانهم ظنوا ان الارادة والمشيئة المذكورة في القرآن والسنة كلها ارادة قدرية كونية فلم يعلموا ان هناك نوعا اخر قسما اخر وهو الارادة الشرعية سلبوا عن العبد اختياره ومشيئته الجذرية القدرية ما الذي وقع لهم العكس؟ اثبتوا الارادة الشرعية ونفوا الارادة القبلية الكونية فجعلوا العبد هو الذي يهدي نفسه ويضل نفسه وان ذلك خارج عن ارادة الله تبارك وتعالى. اما اهل السنة اش؟ اما اهل السنة فقد اثبتوا القسمين معا اثبتوا الارادة الكونية واثبتوا الارادة الشرعية. وذكروا ان الارادة الكونية لا تستلزم المحبة وانما تستلزم الوقوع. وان الارادة الشرعية لا تستلزم الوقوع وانما تستلزم المحبة. فجمعوا اين هما؟ فكل ما اراده الله كونا لابد ان يقع. ولا يلزم ان يقع ما اراده الله شرعا. الله تعالى اراد اراد شرعا ان توجد الصلاة من العباد. هل حصلت الصلاة من كل الناس؟ لا ابدا. اذا الارادة الشرعية لا تستلزم الوقوع. الله اراد من ابي لهب شرعا شرعا ان يؤمن ومع ذلك لم يؤمن ولكن كونا لم يرد منه الايمان اذا الارادة الشرعية لا لا تستلزم الوقوع فقد تقع وقد لا تقع ولكن تستلزم المحبة فكل ما اراده الله شرعا فانه يحبه. اما الارادة القدرية فانها تستلزم الوقوع ولا تستلزم المحبة. فكل ما وقع في القول كون فقد اراده الله كونه. وكل ما اراده الله او كونا فلابد ان يقع في الكون ثم هذا الشيء قد يكون مما يحبه الله وقد يكون مما لا يحبه الله. فإذا جمع العبد بين الإرادة وعلم انهما معا لله تبارك وتعالى وهما معا مذكورتان في القرآن الكريم سهل عليه الامر واستطاع ان يجمع بين بين الارادتين. فالله تعالى خلق العباد وجعل لهم ارادة ومشيئة وامرهم باش امرهم شرعا بطاعته. ونهاهم شرعا عن معصيته. فاراد منهم شرعا ان يطيعوه. واراد منهم شرعا ان ان يجتنبوا ما نهى عنه تبارك وتعالى ولكن من جهة الكون من جهة الارادة الكونية. فقد يمتثل العبد فيريد الله كونا منه ان يطيع. وقد لا يمتثل فلا يريد الله تعالى منه قولا ان يطيع. اذا هذا حاصل ما تعلق بالارادة الكونية والشرعية. وقد ذكرت انهما قد يجتمعان الارادة الشرعية قد يجتمعان في سورة واحدة فتتعلق بالشيء الواحد الارادة الشرعية وارادة القدرية. وقد تنفرد الارادة الكونية وقد تنفرد الارادة الشرعية اذا فمن فرق بينهما سهل عليه الخطب في هذا الباب. قال رحمه الله باق فلا يفنى ولا يبيد ولا يكون غير ما يريده. ثم قال منفرد بالخلق والارادة. وحاكم جل بما اراده. منفرد سبحانه وتعالى الخلق تلاحظ بعد ان تقرأها بالخلق والارادة. قال لك الله منفرد بالخلق ومنفرد بالارادة. تقريرا لهذا الذي كنا نتحدث عنه الله تعالى هو الخالق للعباد والخالق لافعال العباد. قال والله خلقكم وما تعملون والله خلقكم وما تعملون. منفرد بالخلق لا يوجد مخلوق في الكون ابدا لم يخلقه الله تعالى. اذا ما من مخلوق في الكون في السماوات او في الارض فليس هناك خالق مع الله عز وجل لاننا اذ اثبتنا ان بعض الامور اه ليست مخلوقة لله تبارك وتعالى فقال جعلنا له شريكا في الخلق وهذه الصفة صفة الخلق يختص بها الله تبارك وتعالى ولا يشاركه فيها احد لذلك قال منفرد بالخلق كل شيء الله خالق كل شيء تبارك وتعالى وفي الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيح ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي لا يستطيع احد ان يخلق كخلق الله عز وجل فليخلقوا ذرة او ليخلقوا حبة او ليخلقوا شعيرة. يأمرهم الله تبارك وتعالى بذلك امر تعجيز لأنه لن يستطيعوا ان يخلقوا حبة ولا ذرة ولا شعيرة فكيف يخلقون مثل خلقه سبحانه وتعالى؟ كيف انسانا سويا مستقيما مصورا معدبا قال رحمه الله منفرد بالخلق والارادة. الله تبارك وتعالى منفرد بالارادة. اش معنى منفرد بالارادة؟ لا يكون في ملكه الا ما يريد ولا يمكن ان يرد شيء ما اراده لاحظوا معايا جوج د الأمور هل يمكن ان يرد شيء ما كيف ما كان ما اراده الله ان يقع؟ ابدا لا رادا في حكمه وقضائه جل وعلا وهل يمكن ان يقع من احد شيء دون ان يريده تبارك وتعالى؟ ابدا. اذا لا يقع في ملكه الا ما اراد واذا اراد هو شيئا فلا يمكن ان يمنعه منه مانع ابدا. قال جل وعلا كلا انها تذكرة فمن شاء ذكره اتذكرون الا ان يشاء الله؟ اي شيء تريدون فعله فلا بد ان يأذن الله تعالى فيه وان يشاء. وما تذكرون الا ان يشاء الله هو اهل التقوى واهل بالمغفرة. اذا هل معنى هذا الكلام نكرر؟ هل معنى هذا الكلام؟ ان العبادة ليس لهم قدرة وليست لهم مشيئة وارادة على فعل افعالهم ابدا الله تعالى جعل فيهم قدرة وخلق فيهم ارادة ومشيئة فيقدرون ويريدون ويشاؤون ان يفعلوا ما يفعلون ويختارون ذلك باختيارهم الله تبارك وتعالى اعطاهم عقلا وجعلهم يختارون. خيرهم بين طريق الهداية وطريق الغواية. فمنهم من يختار طريق الهداية ومنهم من يختار الضلالة اذا هذا امر باختيار العبادة وارادة ومشيئته ولكن هذه الارادة والمشيئة والقدرة اللي عند العباد هل تخرج عن ارادة الله؟ بمعنى هل يمكن ان يريد العبد شيئا والله تعالى لا يريده وان يقع وفق ما اراد العبد ابدا لا يقع الا ما اراد الله اذا فاي شيء رأيناه نحن شفناه في الواقع وقع من احد من الناس كافرا او مؤمنا فاجرا او طائعا الى شفنا شي حاجة وقعت فلا شك انها وقعت بعد ارادة الله تعالى ومشيئته. نعم وقعت باختيار ذلك العبد وفعله. ولكن كذلك لم يخرج عن ارادة الله وتقديره تبارك وتعالى. قال الناظم وحاكم جل بما اراده. منفرد بالخلق والارادة وحاكم جل شأنه تبارك وتعالى بما اراده الله تعالى يحكم ما يريد كما ذكر في القرآن. فكل ما قضاه الله تبارك وتعالى وقدره واراده جل وعلا فانه يقع على وفق حكمه وحكمته والحكم والحكمة هما مضمن اسمه الحكيم مضمن اسمه الحكيم اش اثبات الحكم والحكمة له تبارك وتعالى. اثبات الحكم فلا حاكم الا هو منفرد بالحكم تبارك وتعالى الحكم الا لله ومضمن معنى الحكمة فكل ما اراده الله تبارك وتعالى ان يقع كيفما كان فانه وقع موافقا سابقا لحكمته جل وعلا موافقا لعدله سبحانه وتعالى. موافقا لعلمه وخبرته بظاهر الاشياء وباطنها جل وعلا قال تعالى وما كان الله ليعجزه من شيء في الارض ولا في السماوات ولا في الارض. وقال تعالى وربك يخلق ما يشاء ما كان لهم الخيرة وقال تعالى بديع السماوات والارض واذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون. اذا هو حاكم جل سبحانه وتعالى. جل تبارك وتعالى بكل بما تفيد العموم بكل ما اراد بمعنى هل يوجد شيء يحكم به الله تبارك وتعالى ولا يقع ابدا. اذا كل ما اراده فانه يحكم به. لا راد لحكمه تبارك وتعالى ولا مناقض بقضائه وقدره في الصلاة هذا المعنى هاد المعنى لي كنتكلمو عليه زاده مؤلف الصلة قال فمن يشاء وفقه بفضله ومن يشاء ظله بعدله فمنه الشقي والسعيد وذا مقرب ولا قريب هذا تفريع على ما سبق فمن يشاء وفقه بفضله بمعنى ان العبد الذي له قدرة وارادة ومشيئة اذا عمل الطاعة وترك المعصية اذا وحد الله تبارك وتعالى واتى بما يحبه الله ويرضاه. واجتنب ما يسخطه الله تبارك وتعالى ويبغضه ويكرهه. فإن ذلك بمشيئة الله وفضله شاء الله تعالى له ذلك وتفضل عليه به ومن اضله الله تبارك وتعالى بان ترك طاعته واقترف معصيته. فذلكم شاءه الله بعدله. تبارك وتعالى ولا يظلم ربك احدا. هل الله تعالى ظلم هذا؟ ابدا لم يظلم. الله تعالى كما سيأتي معنا متصف العلمي الازلي علمه تبارك وتعالى محيط بكل شيء وازلي لا بداية له. فمن وفقه بفضله فلعلمه تبارك تعالى بأنه واش بانه اهل لذلك. ومن اضله بعدله فلعلمه تبارك وتعالى انه يستحق ذلك. اذ الله تبارك وتعالى احاط بكل شيء علما يعلم السر واخفى لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. علم من عاملون قبل ان يخلقه تبارك وتعالى. فلا يخفى عليه شيء جل وعلا. اذا يقول الناظم فمن يشاء وفقه بفضل اذا وفقه الله للطاعة من وفقه الله تعالى للطاعة فذلك فضل منه تبارك وتعالى هذا تفضل من الله عز وجل عن العبد الله تعالى تفضل عليك بالطاعة. ومن اضله الله تبارك وتعالى فذلك بعدله. اذا الحاصل ولا يظلم ربك احدا. فالعبد دائر بين فضل الله وعدله. العبد يدور بين فضل الله وعدله. من وفق للطاعة فهذا فضل من الله عليه ومن لم يوفق لها فهذا ما يستحق. هذا هو العدل الذي يستحقه هذا. فلا يخرج شيء من افعال الله تعالى عن هذين القسمين عن الفضل والعمل وعليه. فاذا وفقك الله تبارك وتعالى ايها العبد لطاعته ومرضاته. اذا وفقت لامتثال امره واجتناب نهيه فعليك ان تعلم ان هذا ليس بحولك وقوتك وانما هو فضل من الله عليك. يستوجب ان تشكره عليه تبارك وتعالى. قال من يشاء وفقه بفضله ومن يشاء اضله بعدله. وهذا موافق لقول الله تبارك وتعالى من يشاء الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم. ولقوله جل وعلا من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فاولئك هم الخاسرون. ولقوله صلى الله عليه وسلم في خطبة حاجته من يهد الله فهو والمهتد ومن يضلل ومن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له والنصوص في ذلك كثيرة جدا. اذا ناظم يقول فمنهم الشقي والسعيد فمنهم شكون؟ من عباده من قسم عباده الى قسمين مين دال على التبعيض؟ استمى الناس الى قسمين. فمنهم اي من العباد الشقي ومنهم السعيد. فمنهم الشقي شكون هو الشقي؟ هو من اضله الله وابعده بعدله تبارك وتعالى هذا الشرط ومنهم السعيد وهو من وفقه الله تبارك وتعالى وقربه بفضله تبارك وتعالى من سعد بقضاء الله والشقي من شقي بقضاء الله كما قال غير واحد من السلف قال رحمه الله وذا مقرب وذا طريق وذا مقربون شكون؟ السعيد السعيد مقرب من الله بتقريب الله لي اياه هو مقرب الى الله ولكن من قربه الله تعالى هو الذي قربه فضلا منه وذا طريد بعيد من السعيد بعيد الشقي بعيد قريب بابعاد الله اياه الله تبارك تعالى هو الذي ابعده لانه لا يستحق. اذا فهدايته العبد واسعاده فضل ورحمة. واضلاله وابعاده عدل منه وحكمة تبارك وتعالى. فافعاله لا تخرج عن حكمته وعدله وعلمه وفضله جل وعلا ولذلك اعقب هذا بقوله لحكمة بالغة قضاها يستوجب الحمل على اقتضاه لان قائلا قد يكون الله تعالى شاء ان يوفق البعض وشاء ان يضل البعض. اذا لماذا؟ لماذا جعل البعض طائعا؟ والبعض عاصيا لحكمة بالغة قضاها اذا لا شك ان ذلك مرتبط بحكمة الله تبارك وتعالى لا يمكن ان يكون هذا عبثا. مرتبط بحكمة الله عز وجل. قد نعلم نحن شيئا ان يسيرا منها مما اطلعنا الله تعالى عليه. وكثير من اسرار ذلك لا نعلمه. والواجب على العبد فيه التسليم اول القيام. كما قال علي رضي الله عنه لما سئل عن هذا قال القدر سر الله فلا نكشفه. سر من اسرار الله تبارك وتعالى. العبد اذا كان يؤمن بالله عز وجل ويثبت له الاسماء الحسنى والصفات العلى. ويعلم يوقن عنده يقين ان الله تعالى لا يفعل شيئا ابدا وان كل ما يفعله هذا يكفيه الى العبد كانت عندو غي هاد الأصول اي شيء وقع مايمكنش يكون شي حاجة عبثا كل ما فعله الله فقد فعله لحكمة هذا كاف له في معرفة حكم هذه الاشياء غايقول الله تعالى اضل ذلك لحكمة يعلمها لانه يعلم ما في الصدور ووفق ذلك لحكمة يعلمها لانه يعلم ما في الصدور. هل انا او انت نستطيع ان نطلع على ما في صدر الكافر او على ما في قلب المؤمن ابدا من المطلع على ذلك؟ الله. اذا لما اضل هذا ووفق هذا سبحانه وتعالى علمنا ان ذلك بحكمته جل وعلا. لذلك قال من وفقه ومن اضل كل ذلك راجع لحكمته لحكمة لا للتعليم لحكمة بالغة قضاها. اذا جميع افعال الله تبارك وتعالى كل افعال الله تعالى مرتبطة بخدمته هدايته للبعض واضلاله للبعض توفيقه للبعض وخذلانه للبعض كون البعض مؤمنا والاخر كافرا. كون البعض طائعا والاخر عاصيا. كون البعض عالما والاخر عالميا كل افعاله تبارك وتعالى مرتبطة بحكمته جل وعلا. قال سبحانه وتعالى ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة. ولو شاء ربك لامن من في الارض ولو شاء بمعنى انه لم يشأ ذلك. لم يشأ لحكمة بالغة قضاها سبحانه وتعالى. اذا هذا الذي فعله الله عز وجل هو مقتضى حكمته. وموجب ربوبيته وهو مضمن باسمه الحكيم كما اشرت اليه. مضمن اسمه الحكيم ان يفعل الاشياء لحكمة. حنا كنآمنو ان من اسماء الله الحكيم. والحكيم يقتضي انه متصف بالحكمة واش معنى الحكمة؟ ان جميع افعاله مرتبطة بالحكمة. فاذا كان الامر كذلك فان العبد يرضاه يسلم بكل ما قدره الله وقدره كل ما قدره الله وقضاء كترضى به وسلم علاش؟ لأنك تعلم انه من افعال الله وان افعاله بالحكمة اذا لله في هذا الامر حكمة بالغة. لله في هذا الشيء الذي وقع حكمة بالغة. قد نعلم بعض ما يتعلق بها وقد نجهل الكثير منها هاد الحكمة هل هي مرتبطة فقط بما اراده الله كونا او كذلك بما اراده الله شرعا بالجميع كل ما خلقه الله تعالى واراده واوجده كونا فهو لحكمة. وكذلك ما امر الله به شرعا بحكمة. امرك الله بالصلوات والزكاة والصيام النساء للطاعات ونهاك عن المعاصي حتى الأمر الشرعي مرتبط بالحكمة. اذا امر الله الكوني مرتبط بالحكمة وامر الله الشرعي مرتبط بالحكمة. ارادته الكونية والشرعية معا مرتبطة طالبي بالحكمة اما ما يقع من الشر في قضاء الله تبارك وتعالى وقدره فمن جهة اضافته الى فعل العبد. ما يقع من الشر من افعال الله تبارك وتعالى فانما هو شر من جهة اضافته الى فعل العبد والا فلا ينسب الى الله الشر المحض بان يكون الله تبارك وتعالى قد فعل فعلا محضا لا علاقة له بفعله محض من حيث هو دون ارتباطه ودون اضافته لا في العبد لا ابدا لا يوجد والشر ليس اليك كما قال عليه الصلاة والسلام. اذا ما نجده يقع من الشر في افعال الله تبارك وتعالى فانما هو شر اضافة ذلك الفعل فعل الله الى فعل الولد. اذا اضيف الى فعل العبد كان بذلك شرا. اما من حيث ودون اضافة الى فعل العبد فإن الله تبارك وتعالى لا يخلق ما كان كذلك ولا يفعله جل وعلا. وانما فعل خير المحض لحكمة بالغة وعدل تام وغاية محمودة لا شر فيها البتة. قال يستوجب الحمد على اقتضاء بحكمة بالغة قضاها يستوجب يستحق الله تعالى ان يحمد على تلك الحكمة التي اقتضاها تبارك وتعالى. يجب علينا ان نحمد الله وان نشكره وان نثني عليه ونطيعه لماذا لانه اقتضى ان ترتبط حكمته بافعاله سبحانه وتعالى هذا امر في الحقيقة يستجيب الشكر يعني العبد الى تدبر فهاد المعنى وقال الله عز وجل افعاله كلها مرتبطة بالحكمة لا يفعل الاشياء عبثا لا يفعل الاشياء دون ان يربطها بحكمة تبارك وتعالى. كل فعل له فيه سر وله فيه رصيد وفائدة هذا امر يجب ان نحمد الله عليه. انه لا يفعل الاشياء عبثا لانه منزه عن ذلك. لذلك قال يستوجب الله يستحق الحمد على اقتضاها الضمير في قوله اقتضاها يرجع للحكمة يستحق الحمد على اقتضائه الحكمة يجب ان نحمده لان كل لا يقع في خلقه فانما هو مقتضى حكمته تبارك وتعالى وهو ايضا مضمن اسمائه الحسنى وصفاته العلى هادشي ماشي مرتبط غي بأفعال الله تعالى بل هو مضمن اسمائه وصفاته وايضا مرتبط هذا بالوهيته وربوبيته تبارك وتعالى. فمن جحد شيئا من هذا من افعاله او اسمائه او صفاته في هذا الباب. فيلزمه ان يجحد ايضا ويكفر الوهيته وربوبيته. اذا هذا حاصل ما تعلق بهذه المسألة. ثم قال الناضي وهو الذي يرى دبيب الذر في الظلم ماتت فوق صلي فوق سم الصخر وسابع للجهل والاخفاء بسبعه الواسع للاصوات اثبت الناظم في هذين البيتين صفتين السبع والبصر. في البيت الاول البصر وفي البيت الثاني صفة السماء. قال وهو الذي يرى وهو والذي يرى يرى تبارك وتعالى لانه هو البصير فهو تبارك وتعالى البصير لجميع المبصرات كل المبصرات كل المرئيات الله تبارك وتعالى يبصرها ويراها جل وعلا. وكذلك كل المسموعات جميع ما يمكن ان يسمع من الاصوات سواء كان صوتا للانس او للجن او للملائكة او لسائر الحيوانات فان الله تعالى الجمادات فإن الله تعالى يسمع ذلك اذن الله تعالى له سمع يدرك به جميع المسموعات وله يرى به جميع المبصرات حتى جميع المبصرات ولو دقت ولو كانت يسيرة قال لك الناظم دبيب الذر في فوق صم الصخر يرى تبارك وتعالى حتى النملة الصغيرة في النملة السوداء الصغيرة في الظلمة الظلماء في الصخرة الصماء يراها الله تبارك وتعالى قال والذي يرى ذبيبة دبيب الذر الذر الصغار والنمل كما سبق النملة الصغيرة يرى الله تعالى دبيبها فاش؟ في الظلمات ماشي في النهار في الضوء في الظلمات ظلمات بعضها فوق بعض ويرى الله تبارك وتعالى دبيب النملة الصغيرة. وزد على ذلك فاش فوق صم فوق الصخرة الصماء لانها فوق الصخرة في السماء في الغالب لا ترى. ومع ذلك يراها الله الا تحدث صوتا لا تحدث اثرا ولا فعلا يراها الله تبارك وتعالى. فاذا كان الله تعالى يرى هذا الا يرى غيره من باب الاولى؟ الا يرى فعلك ايها العبد الذي انت اكبر بكثير من هذه النملة بكثير لا مقارنة بينك وبينها. الا يرى فعلك؟ الا يرى حركاتك وسكناتك؟ كذلك في الظلمة في البيوت المغلقة والسطور المرخاة يرى الله تبارك وتعالى حركاتك وسكناتك وجميع افعالك لا يخفى عليه منك شيء. سواء كان طاعة او معصية الشاهد من هذا ان الناظم اراد ان ينبهنا على صفتين من صفتي ذاته تبارك وتعالى. من الصفات الذاتية الثابتة لله اش معنى الذاتية؟ التي لا تنفك عن الله. لم يزل ولا يزال متصفا بها. اش؟ صفة السمع وصفة البصر يدرك به جميع ما يرى. والسمع يسمع به تبارك وتعالى جميع ما يمكن ان يسمع. ما دليلنا على اثبات هذين الصفتين قول الله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فاسم السميع يتضمن صفة واسم البصير يتضمن صفة البصر فكل اسم من اسمائه جل وعلا يتضمن صفة من صفاته سبحانه. الادلة على كثيرة منها ايضا قول الله تبارك وتعالى ذلك بان الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وان الله سميع بصير وما احسن حديث عائشة رضي الله تعالى عنها في هذا الباب الذي يدل على ساعة سمع الله تبارك وتعالى وانه يسمع كل شيء مهما خفي بل يعلم الله تبارك وتعالى ما تخفيه في نفسك دون ان تنطق به. ما تخفيه في نفسك ما يدور بخلدك الله تعالى يعلمه فكيف بما تنطق به؟ فكيف بما تتلفظ به؟ يعلمه تبارك وتعالى. ولو ناجيت من كان قريبا من لسانك بكلام لا يمكن ان يسمعه احد غيركما فان الله تعالى يسمعه. حديث عائشة رضي الله تعالى عنها يدل على هذا المعنى ويوضحه. قالت عائشة رضي الله عنها كما في الصحيح الحمد لله الذي وسع سمعه الاصوات. لقد جاءت مجادلة الى النبي صلى الله عليه وسلم وانا في تكلمه وانا في ناحية البيت ما اسمع ما تقول فانزل الله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير هي في ناحية البيت وما تسمع حديثها التي كانت تحدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله تبارك وتعالى سمعها من فوق سبع سماوات كما سبق معنا وايضا يدل على هذا حديث ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام كان مع اصحابه في سفر فكانوا اذا علوك جهرا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا. تدعون سميعا بصيرا قريبا وقال عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الاخر اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي سبق معنا في الواسطية. فان الله تبارك وتعالى اقرب الى احدكم من شراك نعله. الله تعالى اقرب الى العبد من شراكه فلا يخفى عليه منه شيء ولا لا يمكن ان يفوته شيء من كلامه فلا يسمعه اذا الله تعالى متصف بهاتين الصفتين صفة السمع والبصر هذا من الناحية العلمية واضح اهل السنة يثبتون لله صفة السمع والبصر. ولكن ما اشار اليه الناظم في النظم اه فيه فائدة عملية تربوية عظيمة. لاحظوا اش قال في صفة البصر قال وهو الذي يرى دبيب الذر في الظلمات فوق صم الصخر. العبد اذا علم هذا لا شك انه يراقب الله تبارك وتعالى في جميع تصرفاته. لانه يعلم ان الله يراه ولا يخفى عليه منه شيء. ولاحظوا الفائدة الثانية التي ذكرها عن السبع العملية قال وسامع للجهل والاخفات بسمعه الواسع للاصوات الله تبارك وتعالى ماشي غير متصف بمطلق في السماء سامع للجهر والاخفاء ما تجهر به وما تخفيه يعني ما اتكلم به خفية يعلمه الله تبارك وتعالى. لا يخفى عليه ما جهرت به ولا ما اخفت به. سامع للجهل والاخفاة. باش بسمعه الواسع للاصوات لجميع الاصوات. لاصوات جميع المخلوقات. تبارك وتعالى. هذا معتقد اهل السنة وهذا عملهم بهذين الصفتين اما الجهمية المبتدعة الضلال فانهم لا يثبتون لله تبارك وتعالى سمعا ولا بصرا كسائر الصفات بل لا يثبتون حتى الاسماء كما سبق. الجهمية لا يثبتون لله تبارك وتعالى السمن ولا صفة زعما منه زعموا انهم ان اثبتوا ذلك وقعوا في تشبيه الخالق بالمخلوق. ففروا مما ظنوا انه يلزم من اثبات الصفات والاسماء لله فوقعوا فيما هو اعظم الا وهو تشبيه الله تبارك وتعالى بالعدل تشبيه الله تعالى بالعدم المحض فجعلوا الله تعالى عدم المحضر. قوم اضاعوا ربهم كما قال غير واحد من السلف. ليس لهم اله كمن قال في بيتنا نخلة قيل له صف لنا هذه النخلة هل صف لنا طولها فقال لا طول لها صف لنا عرضها لا عرض لها اله اغصان؟ قال لا. الها ثمرة؟ قال لا. الها جذوع. قال لا اذن ما في بيتكم نخلة كما قال حماد بن سلمة اذا المقصود ان هؤلاء الناس فروا من تشبيه الله تبارك وتعالى زعما منهم نفوا عن الله تعالى جميع الصفات وشبهوه لعدم المحض. فهؤلاء قوم اضاعوا ربهم في الحقيقة لا يعبدون الها لانهم لا يثبتون اسما ولا ولا صفة. لماذا فعلوا ذلك؟ زعموا زعموا انهم يريدون تنزيه الله تبارك وتعالى عن مشابهة المخلوق وانهم لو اثبتوا الاسم او الصفة فقد شبهوه بالمخلوق. وهؤلاء فعلهم هذا هذا الفعل الذي فعلوه فيه اثبات جواب قد يجيب به المشركون الكفار عن الهتهم التي يعبدونها من دون الله فكأنهم نصروا واعانوا المشركين في ان يجيبوا عن الهتهم التي يعبدونها من دون الله المشركون الكفار الذين يعبدون الاصنام والاوثان وغيرها من المعبودات دون الله تبارك وتعالى ينكر عليهم المسلم بانكم تعبدون الهة لا تسمعوا ولا تبصروا ولا لا؟ ننكر عليهم نقول لماذا تعبدون هذا الصنم؟ وهو لا يسمعها ولا يبصر فالآن هؤلاء الجهمية اثبتوا له اعانوهم في ان يجيبونا بجواب فيقول لنا انتم كذلك الهكم لا يسمعون يبصر وفقا بما يقرره هؤلاء الجهمية والله تبارك وتعالى منزه عن عن عدم ذلك بل هو متصل بالسمع والبصر ومما يدل على هذا ان ابراهيم عليه السلام في محاجته لابيه وبيان ان هذا الاله الذي يعبد اله باطل ماذا ذكر له؟ انه لا يسمع ولا يبصر. فلو كان الله تعالى كذلك لا يسمع ولا يبصر لما كان لذكري لذكر آآ عدم السمع والبصر لهذه الالهة معنى. لان اله ابراهيم كذلك لا يسمع ولا يبصر. قال ابراهيم لابيه يا ابتي لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا. اذا دل هذا على ان موسى ابراهيم الذي يعبده يسمع ويبصر لانه قال له تعبد شيئا لا يسمع ولا يصير اله ابراهيم وهو الله جل جلاله يسمع ويبصر اما المعتزلة فانهم اثبتوا الاسماء ونفوا الصفات. فجعلوها الفاظا مجردة عن المعاني. فقالوا سميع بلا سمع وبصير بلا بصر وهكذا اذا اثبت الالفاظ ولكن جردوها عن معانيها وهذا ضلال مبين كذلك اما اهل السنة فقد هداهم الله تبارك وتعالى ووفقهم للمنهج الصحيح الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاثبتوا اسماء الله وما تتضمنه وتدل عليه من الصفات كما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. ومع اثبات لم يلزمهم ما ظنه الجهمية من ان اثبات هذه الاسماء والصفات يستلزم التشبيه بالمخلوق فاثبتوها ونزهوا الله تعالى عن مشابهة الخوف ثم قال الناظم وعلمه بما بدا وما خفي احاط علما بالجلي والخفي. انتقل الى صفة اخرى الكلام على صفة اخرى وهي صفة العلم قال لك وعلمه بما بدا وما خفي احاط علما اذا مما يثبته اهل السنة ومما هو ثابت لله في القرآن والسنة اش صفات العلم من الصفات الثابتة لله صفة العلم وعلمه تبارك وتعالى رحمك الله وعلمه جل وعلا محب بكل شيء لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. وعلمه ازلي بازليته. الى كان الله تعالى اول فكذلك علمه اول. الا كان الله لا بداية له فكذلك علمه لا بداية له تبارك وتعالى اذا فكل ما يقع في الكون وكل ما كان وكل ما لم يكن يعلم الله تعالى لو كان كيف يكون. اذا الله تعالى عالم بما كان. وبما يكون الان وبما سيكون بعد وبما لم يكن لو كان كيف يكون؟ لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء لذلك الناظم قال وعلمه بما بدا وما خفي اذا الله تعالى يعلم السر واخفى بما بدا ايما ظهر وما خفي جل وعلا يعلم ما في الصدور. الا الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ قال احاط علما بالجليل والخفي. علم الله احاط باش؟ للجني الظاهر وبالخفي المستدير. مما يدل على هذا حديث الاستخارة حديث الذين احفظوه جميعا ونعمل به في كثير من احوالنا حديث الاستخارة ماذا يقول فيه العبد؟ يقول فيه اللهم اني استخيرك بعلمك او يثبت العلم لله واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم فيفوض العبد امرأ الى الله وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب. اللهم ان كنت تعلم هذا الامر ان كنت تعلم يكرر اثبات صفة العلم او قال في ثم يقول اللهم ان كنت تعلم انه شر لي في ديني ثم يقول بعد ذلك وتعالى فلذا وجب على العبد ان يفوض امره الى الله. وان يسأل الله تبارك وتعالى ان يختار له ما يصلح له لانه جل وعلا العالم بالسر وكذلك العالم بالعلانية جل وعلا. اذا قلت الله تعالى يعلم ما كان وما سيكون هذا واضح ويعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون هاد الشيء الذي لم يكن لو كان اما ان يكون ممكنا او مستحيلا يعلم الله ما لم يكن من الممكنات والمستحيلات لو كان كيف يكون. سواء كان من الممكنات يعني من الامور التي يمكن وجوده في الامور التي يستحيل وجودها. مثال ذلك في الممكنات يقول الله تبارك وتعالى في الامور الممكنة التي لم تقع والله تعالى يعلم لو وقعت كيف ستبقى؟ يقول الله تبارك وتعالى وقالوا لولا انزل عليه ملك قال الله ولو ولو انزلنا منها فاذا لم ينزلوا هادشي لم يكن ويعلم الله لو كان كيف يكون. قالوا ولو انزلنا ملكا لقضي الامر ثم لا ينذرون. ولو جعلنا له ملكا لجعلناه رجلا ولا لبسنا عليهم ما يجوز. اذا هاد الامر هو ان يكون النبي ملكا ممكن ممكن. وذكر الله تعالى انه لو كان و هذا الأمر ايضا يتعلق بالمستحيلات فالله تعالى يعلم المستحيل لو كان كيف يكون قال الله تعالى في المستحيل لو كان في الهة الا الله لفسدتا لو كان فيهما الهة هذا امر ممكن ولا مستحيل؟ مستحيل ابدا ان يوجد اله اخر مع الله. يستحيل ان يوجد الهان في الكون لا يمكن ابدا لا يمكن وجود الهين في الكون البتة. الله تعالى اخبرنا انه لو كان ذلك ماذا سيحصل؟ قال لفسدتا لفسدت السماوات والارض ومن فيهما وما بينهما الجهمية والمعتزلة كذلك كسائر الصفات ماذا؟ انكروا صفة العلم وآآ لم يضيفوا هذا العلم لله تبارك وتعالى وكل ما جاء من النصوص فيه اضافة العلم لله لم يجعلوه من اضافة الصفة للموصوف. كل ذلك صرفوه عن ظاهره ونفوه وعطلوه وقد سبق لنا حجتهم الواهية الباطنة في ذلك. اما اهل السنة فقد عملوا بما جاء في الكتاب والسنة وبما كان عليه السلف الصالح فاثبتوا لله تبارك وتعالى العلم الازلي المطلقة المحيطة بكل شيء. اما اولئك الناس فقوم كما سبق يعبدون العدم اذ ينفون عن الله تبارك وتعالى هذه الصفات التي هي اه صفات تدل على عظمة وجلاله تبارك وتعالى التي فيها تنزيه وتكريم لله تبارك وتعالى. نفوا عنه كل ما يستحقه من صفات الجلال والعظم. والكمال والعظمة. وجعلوه عدم المحضر فشبهوه بالعدم جل وعلا. قال الناظم وهو الغني بذاته سبحانه جل تعالى ثناؤه تعالى شأنه وكل شيء رزقه عليه وكلنا مستقرون اليه قال وهو الغني بذاته سبحانه انتقل الى الكلام على ايش؟ اسم الله الغني وعلى اثبات صفة الغنى. الله تعالى متصف فين غنى؟ دل عليها اسمه الغني. قال وهو الغني بذاته. اش معنى غني بذاته؟ لا يفتقر الى حاجة. لا يحتاجون الى احد سبحانه وتعالى. غني بذاته جل وعلا فليس محتاجا لاحد من الخلق كيفما كان. غني الغنى المطلق التام الكامل اذا بغيناه مطلق كامل تام فلا يحتاج لاحد ابدا غني بنفسه غني بذاته لم يستفد من خلقه للمخلوقات كيسحاب الغني او صفة الغنى صفة الغنى لم يستفدها بعد ان خلق الخلق او بعد ان اوجد شيئا من المخلوقات ولم اه يرجع له شيء تبارك وتعالى مما يتعلق بالغنى غني بذاته غني بنفسه شنو معنى بذاته ليس محتاجا نعم قال والغني بذاته سبحانه نزه الله تبارك وتعالى. سبحانه تبارك وتعالى جل وعلا اه وبحمده سبحانه سبحانه فعظم الناظم الله تبارك وتعالى لانه متصف بالغنى المطلق قال وهو الغني بذاته وحالة تنزيها له قال جل ثناؤه تعالى شأنه سبحانه جل ثناؤه تعالى شأنه تقدس الله تبارك وتعالى وجل وعلى عن كل ما فيه نقص وعيب يرجع اليه سبحانه وتعالى منزه عن كل ذلك وهو الغني بذاته سبحانه جل ثناؤه تعالى شأنه. اذا الحاصل الله تعالى هو الغني الغنى المطلق. والعباد المخلوقين كلهم مفتقرون اليه. هل يوجد احد من الناس كيفما كان غني الغنى المطلق؟ ابدا. الله هو الغني الغنى والعباد هم المفتقرون الفقر المطلق. الفقرة التامة الكاملة اليه سبحانه وتعالى. وقد سبق لنا ان من اسماء الحي القيوم القيوم بمعنى هو القائم بنفسه فلا يحتاج لاحد القيم بغيره تبارك وتعالى فكلهم يحتاجون قائم بنفسه فلا يحتاج لأحد قيم لغيره فكلهم يفتقرون اليه كذلك غني بذاته فلا يفتقر الى احد والخلق وكلهم مفتقرون اليه. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد. ان يشاء يذهبكم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. اذا يقول وهو الغني بذاته سبحانه جل ثناؤه تعالى شأنه. ثم قال وكل شيء رزقه عليه وكلنا مفتقرون اليه. كل شيء شوف عبر بكلمة شيء اذا تسمعنا كل مخلوق. كل شيء كيفما كان من المخلوقات. من العوام بمختلف صنوفها والوانها مالها؟ رزقها على الله كلها رزق الله هو الذي يرزقها لو انكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير. تغدو خماصا وتروح بطعما اذن كل مخلوق الله تعالى هو الذي يرزقه. النملة النملة الصغيرة جدا رزقها على من؟ على الله. وفي السماء رزقكم ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. اذا خلقها للمخلوقات كلها مع كثرتها التي نراها نحن فانه قادر على رزقها ماشي خلقها ومقدرش يرزق البعض منها لا لا ابدا كل بدون استثناء قادر على ان يرزقها وان منع العبد ان منع بعض المخلوقات من بعض الأرزاق فذلك لحكمة بالغة قضاها كما سبق. قال وكل شيء رزقه علي اذا رزق المخلوقات كلها على من؟ شنو الفائدة التربوية التي نستفيدها من هذا؟ ان العبد اذا علم ان رزقه على الله فانه لا يتعلق باحد بمخلوق كائنا من كان لن يتعلق احد احدا باي مخلوق كائن من كان علاش؟ لانه يعلم ان خالقه هو الله لا احد سواه هو المالك جل وعلا لما يمكن ان يرزق لما يمكن ان يرزق به الله هو الملائكة اذا العبد قلبه بالله تبارك وتعالى مع اتخاذ الاسباب. قال وكلنا مفتقر اليه لابد من هذه الخاتمة. لانه صدر بقوله هو اذا الا كان الله تعالى هو الغني بالغنى المطلق فنحن كلنا مفتقرون اليه تبارك وتعالى. الفقرة المطلقة التامة الكامل حقيقة في حركاتنا وسكناتنا واكلنا وشربنا ومسكننا وابنائنا وانفسنا كلنا كنا مفتقرون الى الله في كل فعل من افعالنا فكل فعل من افعالنا في كل حركة من حركاتنا محتاجون الى الله تبارك وتعالى مفتقرون اليه. هو الغني الغنى ونحن مفتقرون اليه الفقر المطلق. وقد دل على هذا المعنى كثير من الايات. كثير من الايات والنصوص دلت على هاد المعنى اللي هو ان الله هو الغني المطلق هو انه لا يحتاج لاحد فلا يزيد العبد في غناه بفعل الطاعة. ولا ينقص من غناه بفعل المعصية ولم يخلق الله تعالى الخلق لحاجة اليهم ابدا لا تنفعه طاعتنا ولا تضره معصيتنا ولا تزيده ولا تنقصه تبارك وتعالى وانه تبارك وتعالى لو شاء لم يخلقه وانه لو شاء لذهب بالناس جميعا ولا لا؟ اذا ذهب بالناس جميعا بعد ان خلقه او لم يخلقهم اصلا اكان محتاجا اليهم ابدا اذا دل هذا على اننا في الحقيقة المحتاجون اليه وهو الغني عنا. اذا يقول وكل شيء رزقه عليه وكلنا مفتقر اليه. والله اعلى واعلم واحكم. والله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين والحمد لله رب العالمين