الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العقيدة الواسطية عقيدة الفرقة الناجية قال المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اقرارا به وتوحيد اذا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم مع تسليما مديدا. اما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة. وهو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره. ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه وبكتابه طيب ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد هذه العقيدة المباركة العقيدة الواسطية من تأليف الامام شيخ الاسلام احمد ابن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله هذا الامام له من المؤلفات ما نفع الله به نفعا عاما واسعا اقر الله به اعين اهل السنة وابان به المحجة واقام الحجة على المخالفين لما دل عليه كلام الله وكلام رسوله وما كان عليه سلف الامة ومن ذلك هذا العقد المبارك في هذه العقيدة الوسطية وذلك ان الشيخ رحمه الله طلبه احد قضاة واسط بعد ان شرح له حال الناس من الاختلاف آآ الافتراق في مسائل طلب منه ان يكتب له عقيدة يعتمدها يبلغها من في جهته فاستعفى الشيخ رحمه الله الا ان القاضي الح على الشيخ فاستجاب له بهذه العقيدة المباركة التي كتبها عفو الخاطر من املاء الفؤاد فلم تكن مزورة ولا معدة ولا محررة تحرير التأليف الذي يسبق له نظر خاص بل كانت من فؤاده رحمه الله فالفها بين الظهر والعصر في في جلسة وكانت في غاية التحريم ووجازة اللفظ وعظيم البلان والكشف لعقيدة اهل السنة والجماعة مما يدل على رسوخ علم هذا الرجل وامتلاء قلبه بما عليه اهل السنة والجماعة من صافي الاعتقاد وسليم العقد فرحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله عن امة الاسلام خير ما جزى عالم عن امته خير ما جزى عالما عن امته وهذه العقيدة لها سمات وتميزت بميزات ابرز هذه الميزات انها عقيدة صافية من كل شوق فهي عقيدة بينت ما اجمع عليه سلف الامة في مسائل الايمان في مشاعر اصول الايمان فيما يتعلق بالاسماء والصفات وفيما يتعلق بالايمان باليوم الاخر والقدر ما عليه اهل السنة والجماعة في الصحابة والكرامات حسن المسلك فتحرت هذه العقيدة ما في الكتاب وما في السنة وما اجمع عليه سلف الامة كما ان هذه العقيدة تمثل ثمرة تتبع من عالم جليل وامام كبير لما كان عليه سلف الامة فانه رحمه الله جرد الكتب المؤلفة في عقائد السلف ولذلك لما طلب منه قاضي واسط ان يؤلف وان يكتب له كتابا في العقيدة اه اعتذر بان العلماء قد كتبوا عقائد كثيرة في بيان كشف ما كان عليه السلف لكن الشيخ رحمه الله امتاز عن سائر من الف بانه تحرى تلك العقيدة بعد نظر واسع في اقوال اهل العلم. ولذلك كانت عبارته في غاية التحرير حتى انه رحمه الله تحدى من خالفه وخاصمه في هذه العقيدة في مجالس ان يأتي بحارس واحد في هذه العقيدة يخالف ما عليه سلف الامة وامهل المخالفين سنوات وليس اياما وذلك لضبطه وجودة تحريره لما الف وكتب رحمه الله ولما عقل وفهم من كلام السلف امتازت هذه العقيدة بانها معتمدة على الكتاب والسنة وانها ثمرة تتبع ما كتبه الائمة وما الفوه في عقائد السلف وانها عبادات عبارة محررة حرص فيها الشيخ رحمه الله على الا يدخل فيها شيئا من الصلاحات المتكلمين او مما لم يتكلم به سلف الامة ايضا تميزت هذه العقيدة المباركة بانها لطيفة الحجم فليست كبيرة تتعب وترهق المطالع بل هي عقيدة موجزة الالفاظ لكنها ذات اختصار وبيان لكنها ذات اختصار وبيان ففيها من الاختصار والبيان ما يغني عن المطولات آآ اثنى على هذه العقيدة العلماء قديما وحديثا واحتفوا بها وهي حرية بذلك وسيتبين لنا ذلك ان شاء الله وتعالى من قراءتنا ومطالعتنا لها. هذه العقيدة تمتاز بانها محتفية بالنصوص. فهي مليئة بالادلة من الكتاب والسنة لتقرير ما ذكره المؤلف رحمه الله وقل ان تجد مثل هذا في العقائد المختصرة فان مسالك العلماء في العقائد المختصرة هو ذكر العقيدة مجردة عن الدليل. لا لعدم الدليل لكن لان الاختصار يقتضي عدم البسط بذكر الادلة الا ان هذه العقيدة امتازت واسع الاستدلال من الكتاب وكثير النقل للادلة من السنة وسيتبين هذا ان شاء الله تعالى من استعراضها بدأ المؤلف رحمه الله هذه العقيدة المباركة بالبسملة فقال بسم الله الرحمن الرحيم وذلك عملا بما جرى عليه كتاب الله تعالى وهدي النبي صلى الله عليه وسلم وعمل ائمة السنة من السلف ومن سلك سبيلهم فالله عز وجل افتتح كتابه الحكيم للبسملة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح كتبه ورسائله للبسملة كما في كتابه الى هرقل وكما في الكتاب الذي كتبه في الصدقات و سائر ما كتبه النبي صلى الله عليه وسلم كما جرى في صلح الحديبية كله مفتتح بالبسملة وقد ورد في ذلك حديث رواه الخطيب في تاريخه والسبكي في طبقاته من طريق ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله قال كل امر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو اقطع وهذا الحديث متفق على ضعفه بين الائمة لان فيه ابن الجندي وليس له اسناد مستقيم وقد جاء بالفاظ عدة فجاء من آآ كل امر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو اقطع وكل امر ذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله فهو اقطع وكل امر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو اخطأ. امثل هذه الالفاظ ذكر الحمد. كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد فهو اخطأ. وقد تكلم الائمة على هذه الالفاظ وعلى هذه الروايات. وذكرت ان امثالها هو رواية كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو اخطأ على ان فيه اضطرابا فبعضها فهو اجزم وبعضها فهو اقطع وبعضها فهو ابتغ كما ان اسناده ضعيف لكن من العلماء من استفاد من مجموع ما جاء بهذا الامر في تحسين هذه الرواية وهي عند ابن ماجة كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو اقطع العمدة في البداهة بالبسملة ما ذكرنا من كتاب الله تعالى ومن سنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ومن عمل السلف اما الاحاديث فانه لا يصح في ذلك حديث يعتمد عليه او يصاغ اليه البسملة من حيث لفظها جملة اسمية او فعلية المراد انها جملة مفيدة جملة تامة مفيدة ومعنى تامة انها كاملة لا ليس فيها آآ ما تحتاج اليه حتى تتم بل هي تامة لكن الجمل تمامها اما ان يكون لفظا واما ان يكون بتقدير. وهذه الجملة بسم الله الرحمن الرحيم لها متعلق به يتم اه ما تفيده من معنى فبسم الله جاره مجرور والجار المجرور لابد له من تعلق ومتعلق البسملة اما اسم واما فعل على قولين لاهل العلم. من المحدثين وفقهاء واهل اللغة وقد ذكر جماعة من العلماء المتأخرين ان غالب اهل النحو على ان متعلق البسملة فعل فتكون جملة فعلية. ومنهم من قال ان متعلق البسملة الهسم فيكون فتكون جملة اسمية وهذا الذي اختاره شيخ الاسلام رحمه الله وحكاه عن اكثر النحات ان متعلق الجملة اسمه والذي يظهر انه يصلح ان تكون اسمية ويصلح ان تكون فعلية. وقد جاء في القرآن ما يدل على ان الفعل على ان الفعل الذي يتعلق به الجهر والمشور يصلح ان يكون اسمد يحن يكون فعلا فمجيء المتعلق فعلا في قوله تعالى انه بسم الله نعم من كتاب سليمان انه نعم فقول الله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق. اقرأ باسم ربك الذي خلق فهنا متعلق البسملة فعل واسم سهل اقرأ الامر بالقراءة. وايضا جاء متعلق المتعلق اسما اه في قوله تعالى بسم الله بسم الله مجريها ومرساها فهذا المتعلق اسم وعلى هذا يكون يصح ان يكون متعلق اسم ويصح ان يكون متعلق فعل على حسب ما يقدره آآ المتكلم ولكن ينبغي ان يعلم ان هذا المتعلق بعد اختلافه في كونه اسما او فعلا اختلفوا في تعيينه هل هو فعل عام يشمل كل موارد ذكر هذه الكلمة او انه فعل خاص مناسب قولان لاهل العلم منهم من قال انه متعلق عام وهو ابتدأ سيكون المتعلق في جميع موارد هذه البثملة. اذا قلتها وانت تكتب واذا قلتها وانت تقرأ واذا قلتها وانت تأكل واذا قلتها وانت تدخل مسجد اذا قلتها في كل موارد قولها فان المتعلق عام تقديره بسم الله ابتدأ او بسم الله ابدأ وهذا احد القولين في المسألة. القول الثاني انه متعلق البسملة يناسب حال الذاكرة. ففي حالة دخول بسم الله ادخل. في حال القراءة بسم الله اقرأ. في حال الكتابة بسم الله اكتب. في حال الذبح بسم الله اذبح وهذا اقرب الى الصواب وهو الذي يدل عليه ظاهر القرآن وهذا من جهة لان الله سبحانه وتعالى لما ذكر متعلق قال بسملة لم يذكر متعلقا عاما بل ذكره متعلقا خاصا فقال اقرأ باسم ربك بك الذي خلق وقال بسم الله مجريها ومرتاها هذا وجه. الوجه الثاني ان البسملة حقيقتها التيمن وطلب البركة بذكر اسم الله تعالى على فعل الانسان وهل اسم الله تعالى تطلب بركته في البداءة فقط او في الفعل كله هاه في البداءة وفي الفعل كله؟ في الفعل في الفعل كله ولذلك كان المناسب ان يقال بسم الله على حسب الحال القراءة في اولها واخرها تطلب بركة اسم الله تعالى عليها في ذلك الدخول كذا سائر ما يكون من القول. فليس مقصود التيمن بذكر اسم الله تعالى وطلب بركته في اول القراءة فحسب بل في جميع الفعل في اوله وفي وسطه وفي اخره فان الفعل كن له مفعول بالله تعالى وباسمه طلبا لبركته واستعانة به سبحانه وبحمده. بعد ان فرغ المؤلف رحمه الله بالبسملة لخلاصة البسملة انها جملة او فعلية تتعلق بفعل مقدر مناسب والغالب ان يكون مؤخرا يعني آآ يكون البداءة بذكر اسم الله تعالى على الفعل المتعلق او الاسم المتعلق وقد جاء تقديم الفعل في قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق. ولم يقل بسم ربك الذي خلق اقرأ. والسبب في هذا ان العناية في هذا الموضع لفت النظر الى المطلوب الاصلي وهو القراءة ولذلك قدم المتعلق مع ان الاصل تأخره واما في قوله بسم الله مجراها فان المهتم به اولا هو طلب البركة من الله وطلب العون منه في تحقيق اه الجريان للسفينة فلذلك قال بسم الله مجريها ومرساها بسم الله سيرها وباسم وبسم الله وقوفها ثم قال المؤلف رحمه الله الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا فتح المؤلف رحمه الله بعد البسملة الرسالة بالحنبلة وهذا مما زار عليه عمل جماهير العلماء ان يجمعوا في الافتتاح بين البسملة والحنبلة. والعلة في ذلك ان الله جل وعلا افتتح كتابه بالامرين فان القرآن مفتدح في البسملة والحمد لله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم فالله جمع في افتتاح كتابه الحكيم بين البسملة والحمدلة وعلى هذا جرى جماهير العلماء والملاحظ لكتب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ورسائله يرى ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفتتح كتبه بالحمد انما فتح افتتح بالبسملة فالسنة فيما يظهر ليس فيها ذكر الحمد في الكتاب انما ذكر الحمد يكون في الخطب ذكر الحمد يكون في الخطب لا في الكتب ولذلك ذكر جماعة من العلماء ان البسملة للكتب والحمدلة للخطب لكن هذا هو الاصل لا يعني الا بين الامرين في الخطب او في الكتب لكن فيما يتعلق بخطبة الجمعة البداءة بالبسملة فيها بدعة لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يبتدأ فيها بالبسملة اما لو القى الانسان كلمة او افتتح درسا او آآ محاضرة بالبسملة فالامر في هذا واسع والاولى الا يذكر البسملة عندما يبدأ بالحمد لانه فعل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الذي داوم عليه. اما الكتابة فالامر فيها يسير فان العلماء جروا تأسيا بكتاب الله تعالى آآ في الجمع على الجمع بين البسملة والحمدلة. واما قولها الحمد لله المقصود به كل الحمد لله تعالى فالألف واللام هنا للاستغراق فالحمد هنا ليس اسم جنس انما اسم يستغرق جميع الحمد. والفرق بين اسم الجنس والالف واللام التي تفيد الاستغراق اما التي تفيد الاستغراق ابذل الالف واللام بكل فيستقيم الكلام. هنا لو قلنا كل الحمد كل حمد لله تعالى استقام الكلام او لا نعم استقام الكلام ولو كان المقصود الجنس لما صح ابدال الالف واللام بكل. فقول الحمد لله هنا اثبات جميع المحامد لله تعالى. اثبات جميع الحمد له سبحانه وتعالى من كل وجه حمد الله تعالى هو الاخبار بصفات الممدوح تعظيما ومحبة هذا معنى الحمد لله فهو اخبار بمحاسن المحمود محبة وتعظيما له جل وعلا وهذه الجملة يفتتح الله تعالى بها بعض كلامه بعض سوى سور القرآن وجاءت في كلام الله تعالى. منه قول الله تعالى الحمد لله رب العالمين. وقد ذكر شيخ الاسلام اه ذكر ابن القيم رحمه الله وان الحمد لله رب العالمين يثبت بها لله تعالى الاسماء الحسنى والصفات العليا والافعال الجميلة. فقط قول الحمد لله يثبت فيه كل هذه المعاني لله تعالى وذلك ان الحمد انما يكون للمحمود على جميل فعله او على اسمائه الحسنى او على صفاته العلا فليس هناك حمد لا مسوغ له بل كل حمد له مسوغ ما هو مسوغ اثبات الحمد لله تعالى اسمائه الحسنى فله الاسماء الحسنى صفاته العلا فلله المثل الاعلى افعاله الجميلة سبحانه وبحمده فله جميل الافعال فهو فعال لما يريد سبحانه وبحمده فقول الحمد لله اثباتي المحامد له من كل وجه. واعلم انه في غالب موارد هذه الكلمة. في كلام الله تعالى او في كلام رسوله صلى الله عليه وسلم يذكر بعد الحمد فعل من افعال الرب او وصف من اوصافه سبحانه وتعالى وعلى هذا جار المؤلف رحمه الله هنا حيث ذكر بعد حمد الله ما هو سبب الحمد؟ فقال الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق فحمده فحمد الله على هذا الفعل الجميل الدال على عظيم رحمة الله تعالى وعلى بليغ حكمته جل وعلا ولا اتبي قدرته سبحانه وبحمده ولذلك تجد ان الحمد في جميع مواردي في القرآن يرد ويؤثر بعده سبب الحمد. الحمد لله رب العالمين. حمده على جل وعلا وعلى سائر ما ذكره من الصفات بعد ذلك. الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. الحمد لله الذي خلق السماوات اضوج على الظلمات والنور فتلاحظ انه بعد ذكر الحمد في كلام الله تعالى يأتي ذكر سببه حتى يتبين انه حمد له معنى وهو اثبات كل كمال للرب جل وعلا. فالحمد هو الاخبار بمحاسن المحمود مع المحبة له والتعظيم له جل وعلا يقول رحمه الله الذي ارسل رسوله والمقصود بالرسول هنا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا لا يختص النبي صلى الله عليه وسلم بل الله سبحانه وتعالى ارسل جميع الرسل بالهدى ودين الحق. لكن النبي صلى الله عليه وسلم له اعلى نصيب فار حظ من كمال العلم وكمال الهداية ولذلك قلنا ان قوله الحمد لله الذي ارسل رسوله اخص واحق من ارسله الله بهذين الامرين على وجه الكمال هو محمد صلى الله عليه وسلم ويصلح ان يكون رسولا من باب اضافة من باب اضافة المفرد الى آآ من المفرد المضاف الذي يفيد العموم فيشمل كل رسول ارسله الله تعالى وهذا لا شك جميع الرسل مرسلون بالهدى ودين الحق الهدى قيل الايمان وقيل في تعريفه العلم ودين الحق الاسلام وقيل العمل الصالح. والذي يظهر ان الهدى هو كمال العلم ودين الحق هو كمال ودين الحق هو كمال العمل تباعث الله تعالى رسوله بهذين الكمالين الذين بهما يكمل سير العبد ويصح سلوكه للصراط المستقيم لا ان يكون الانسان سالكا للصراط المستقيم موفقا في السير في هذا الطريق الا لكمال العلم الذي يستبصر به صفات الله جل وعلا يعلم به الله تعالى ويعلم به امره ونهيه. وايضا لا يكمل المسار ولا يتم السلوك للصراط المستقيم الا بالعمل الصالح. فلو علم الانسان حال من مال الله من الصفات وعلمنا ما له من كمالات وعلم ايضا اسماء الله جل وعلا او علم امر الله ونهيه لكنه لم يقم بما امر الله به وبما هل يكون بهذا قد حقق سلوك الافتراض المستقيم؟ الجواب لا. لم يحقق ذلك انما يتحقق سلوك الصراط المستقيم بكمال العلم وكمال ايش يا اخوان؟ وكمال العمل. وهذا ما ما ارسل به الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم. كمال العلم وكمال العمل قوله ليظهره على الدين كله. الضمير في قوله يظهره اما ان يعود الى الرسول واما ان يعود الى الدين. قولان لاهل العلم وهو قولان في تفسير الاية التي ذكر الله تعالى فيها ارساله رسوله بالهدى ودين الحق يظهره على الدين كله فمن العلماء من يقول يظهره ان يظهر الدين ومنهم من يقول يظهره يظهر الرسول. والظاهر ان اظهار الدين هو اظهار للرسول ويظهر الرسول اظهار لدينه فهما قولان متلازمان واما قوله ليظهره على الدين كله اي على سائر الاديان واظهار الرسول او اظهار الدين على الدين كله هو باعلائه وظهوره على غيره لان الظهر هو اعلى شيء في في في الشيء. فاذا اظهره فقد ابانه واوضحه واعلاه على غيره وقوله على الدين كله اي على جميع الاديان واسم الاديان المنسوخة والاديان الباطلة من اصلها دين الوتريين من المشركين المجوس وغيرهم فهذا يشمل الاظهار على كل دين نسخ الله تعالى به اه نسخ الله نسخه الله تعالى بدين الاسلام سواء كان دينا حقا او دينا باطلا. والاظهار له صورتان اظهار بالحجة والبيان وهذا لم يخلو عنه دين الاسلام في زمن من الازمان. فالله تعالى قد اظهر هذا الدين بالحجة والبرهان. فهو ظاهر على كل ملة وظاهر على كل دين بما جعله الله تعالى فيه من قوي الحجة ونافذ السلطان والاظهار الثاني اظهار السيف والسنان وهو اظهار القوة وهذا ايظا تكفل الله تعالى به لاهل هذه الامة اهل هذا الدين فان الله سبحانه وتعالى كفيل باظهار هذه الامة ولا يعني هذا الا تنكسر في جهة من الجهات او يصيبها قرح في اه زمن من الازمان فالله عز وجل قال تلك وتلك الايام نداولها بين الناس لكن العبرة بمآلات الامور ونهاياتها فالله وتعالى يظهر هذا الدين ويعليه على مر العصور. فلا فليس هناك عصر فيه الدين خافت وليس له قوة ظاهرة. كما سيأتي فيما نتكلم عن الفرقة الناجية المنصورة كما في الصحيحين من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ابن أبي حازم هل المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال الا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق حتى يأتي امر الله وهم ظاهرون فالظهور باقي لهذه الامة ثابت لها لا يتزحزح ولا يتزلزل بل هو باقي لهذه الامة نسأل الله جل وعلا ان يظهر دينه وان يعلي آآ اهل هذا الدين في كل مكان اذا الخلاصة ان الاظهار اظهار حجة وبيان واظهار سيف وسلال وكلاهما مكفول للنبي صلى الله عليه وسلم ولامته فالله جل وعلا قد اخبر انه ما ارسل من رسول الا وقد جعل له عدوا من المجرمين كما قال تعالى ها وما ارسلنا وكذلك واجعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا هاديا يبين الحق ويبطل الشبه وما يبعثه اهل الباطل من مشغبات تعكر صفو الحق ونصير اي مظهرا وناصرا للرسول صلى الله عليه وسلم ولاتباعه على كل من خالفهم بالقوة فان النصر يتعلق بالقوة والهداية تتعلق بالبيان والتوضيح وكلاهما كفله الله تعالى لرسوله ولاهل هذا الدين قال وكفى بالله شهيدا اي كفى به جل وعلا شهيدا على الخلق على الرسول واتباعه وعلى خصومه واعدائه الشهادة هنا ليست فقط على الاعداء بل هي شهادة على الرسول في صدق ما يبلغه ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين وهي شهادة ايضا على اتباع الرسل فيما يقومون به من نصر دين الله تعالى ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم وهي شهادة ايضا واطلاع على حال خصوم الحق واهل الحق فان الله سبحانه وتعالى مطلع على اعمالهم. لا تخفى عليه خافية من شؤونهم بل هو جل وعلا بما يمكرون محيط ولكن الله جل وعلا قضى ببالغ حكمته ولكن بقدرته ان يزيل الامور بين اهل الحق والباطل لهؤلاء زمن ولهؤلاء زمن ولكن العاقبة للمتقين. فكفى سبحانه وتعالى به شهيدا ينصر اولياءه ويظهر دينه ويعلي كتاب كتابه وسنة رسوله وعباده الصالحين. ثم قال واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. بدأت المؤلف والله بهذا بهذه المقدمة مناسب في اه غاية المناسبة لموضوع الرسالة فان موظوع الرسالة تقرير صحة السلف وتقرير صحة ما جاء عنهم وانه الحق الذي سيظهره الله ولو خالفه من خالفه فان من الحق ان ان يؤمن بالله تعالى ورسله وكتبه اه اليوم الاخر والملائكة والقضاء والقدر خيره وشره وفق ما ما كان عليه سلف الامة لان الاخلال بذلك هو اخلال بما يجب في الايمان بالله او الايمان بملائكته او كتبه او رسله او اليوم الاخر او القضاء آآ او ما لا والقضاء والقدر خيره وشره. نقتصر على هذا من الوقت حال ونكمل ان شاء الله تعالى في الدرس القادم