بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. هذه دروس في شرح ديوان من اعظم دواوين الاسلام وهو كتاب الموطأ للامام مالك رحمه الله قبل ان نشرع في الذي اتينا له جميعا لا بأس ان اقدم مقدمة اتعلمون ان السنة النبوية لم تدون كما دون القرآن اعني في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. بل قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكتب والحديث فقد روى مسلم في صحيحه عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تكتبوا اني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه. والسبب في ذلك ان العرب كانوا قوما اميين لا يقرأون ولا يكتبون وانما اعتمادهم في نقل علومهم على صدورهم. فخيف اللبس والاختلاط بين القرآن والحديث فلذلك نهي ان يكتب شيء من الحديث حتى يستقر القرآن في صدورهم ويؤمن ذلك اللبس لذلك نهي عن كتابة الحديث لكن مع ذلك كان الشيء منه يكتب مرة فمرة. فقد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكتب لابي شاة روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابي هريرة رضي الله عنه قال لما فتح الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قام في الناس فحمد الله واثنى عليه ثم قال ان الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين. وانها لم تحل لاحد كان قبلي وانها احلت لي ساعة من نهار وانها لا تحل لاحد بعدي. فلا فلا شوكها ولا ينفر صيدها. ولا تحل ساقطتها الا لمنشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين اما ان يفدى واما ان يقتل فقال العباس يا رسول الله الا الادخر فاننا نجعله في قبورنا وبيوتنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا الادخر فقام ابو شاة رجل من اهل اليمن فقال يا رسول الله اكتبوا لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتبوا لابي شاة فهذا يدلكم على ان كتب هذا الحديث لابي شاه وكتب ايضا بعضه ولكن ذلك لا يدخل في التدوين الرسمي. واستمر الحال على ذلك في عهد الخلفاء الراشدين. في عهد ابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم واستمر الشأن في ذلك ايضا في عهد معاوية رضي الله عنه وفي عهد ابنه يزيد ابن معاوية وفي عهد عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما وفي عهد مروان بن الحكم وفي عهد عبدالملك بن مروان وفي عهد الوليد بن عبدالملك وفي عهد سليمان بن عبدالملك الشأن في ذلك عدم كتابة الحديث فكان الاكابر الاماثل والحفاظ ينقلون فذلك كابرا عن كابر يسمعه كما اخذه آآ اول الى اخر وكانوا آآ معتمدين في ذلك كما ذكرت لكم على حفظ صدورهم من غير تعويل على كتابة ولا على تسطير. حتى كانوا ربما رحلوا الرحلات طويلة قطعوا فيها المفاوز وجابوا البلاد شرقا وغربا ليسمع احدهم حديثا واحدة. فلما ولي عمر بن عبدالعزيز رحمه الله كتب الى عامله على المدينة ابي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قائلا له انظر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجمعه فاني خفت دروس العلم وذهاب العلماء. فكان هذا اول امر رسمي بتدوين الحديث. وروى ابو نعيم الاصبهاني في كتابه تاريخ اصبهان ان عمر بن عبدالعزيز كتب الى اولى الامصار ان انظروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجمعوه هذا الاثر الذي رواه ابو نعيم الاصبهاني والاثر الذي قبله رواه البخاري تعليقا يشكل عليه ما ذكره السيوطي في الفيته لما قال اول جامع الحديث والاثر ابن شهاب امرا له عمر فذكر السيوطي ان اول من جامع الحديث هو ابن شهاب الزهري لم يذكر ان ابن شهاب الاول من صنفه انما اول من جمع وقيد ابو بكر بن حزم حمل جمع بين ذلك يعني اول هذا الاختلاف بين قول السيوطي في الفيته وهو المشهور في كتب التاريخ وبينما رواه البخاري تعليقا قالوا وما رواه الاصبهاني؟ بان ابا بكر بن عمرو بن حزم لم يجمع كل حديث اهل المدينة انما جمع بعد حديثهم كحديث عمرة بنت عبدالرحمن الانصاري وسيأتي حديث ابي الموطأ وآآ كحديث قاسم بن محمد بن ابي بكر اما الذي جمع كل حديث اهل المدينة فهو الزهري وهو الذي كان ابو كان عمر بن عبد العزيز يأمر جلساء ان يلازموه وان يجالسوه يقول لهم ما بقي احد اعلم بالسنة منه على وجه الارض فبعد ذلك تتابع الناس بالتصنيف بعد طبقة الزهري بعد طبقة الزهري طبقة الامام مالك واقرانه. قيل ان اول من صنف وضع مصنفا في الحديث هو الامام مالك وهو ووضع كتابه الموطأ الواقع ان هذا لا يمكن ان يجزم به جزما. هو محتمل لكنه لا يمكن ان يجزم به. لماذا؟ لانهم ذكروا طائفة من دونوا وقيدوا واعصارهم متقاربة ذكر السيوطي بعضهم بقوله واول الجامع للابواب علا واول الجامع للابواب جماعة في العصر ذو اقتراب كابن جريج وهشيم مالكي ومعمر وولدي المبارك قال هو كابن جريج وهو عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج كان في مكة مات سنة خمسين ومئة وهشيم ابن بشير الواسطي العراقي هذا مات سنة ثلاث وثمانين ومئة ومالك الامام مات سنة تسع وسبعين مائة بالمدينة ومعمر ابن راشد اليمني مات سنة ثلاث وخمسين ومئة وولدي المبارك يقصد به عبدالله بن المبارك يقصد به عبدالله بن المبارك الحنظلي الذي مات سنة آآ ثمانين ثمانين احدى وثمانين ومئة خراسان. فهؤلاء جميعا صنفوا في وقت واحد لا يدرى بالضبط من كان اولهم تصنيفا وذكروا ان سبب تصنيف الامام مالك لكتابه كان لاشارة اشار بها امير امير المؤمنين ابو جعفر المنصور الخليفة العباسي فقد كان قدم مرة الى الحجاز ليحج فلما حج آآ اتى المدينة واستزار الامام مالكا فزاره قالوا فاجلسه بجانبه وسأله اسئلة كثيرة وبعد ذلك اقر له بمكانته في العلم وامامته للمسلمين. وذكر القاضي عياض في ترتيب المدارك وهو ممن ترجموا للامام مالك رحمه الله ترجمة واسعة قال روى بسنده عن مالك قال آآ آآ اتيت ابا جعفر بعد الغداة وقد مست الشمس الارض فوجدته جلس من سريره على بساطه فاجلسني وقال لي انت انت حقي بكل اكرام وانت حقي بكل خير. قال فما زال يسألني حتى اتاه الاذن حتى اتاه المؤذن يؤذنه بصلاة الظهر الغدا صلاة الفجر يعني تقريبا اربع ساعات او اربع ساعات ونصف والخليفة يسأل الامام مالك فقال له بعد ذلك انت اعلم الناس. فقال له الامام ما لك لا والله يا امير المؤمنين. فقال ابو جعفر المنصور بلى ولكنك تكتم ذلك ما بقي احد على وجه الارض اعلم منك بعد امير المؤمنين وقال له اكتب يا ابا عبد الله وهي كنية الامام مالك اكتب للناس كتبا وجنب فيها شدائد ابن عمر ورخص ابن عباس وشواذ ابن مسعود واقصد فيها الى ما اجمع عليه الناس ووطئه للناس توطئة ولئن بقيت لاكتبن كتبك بماء الذهب ولارسلنها الى الامصار. ولاحملن الناس عليها فقال له الامام مالك لا تفعل يا امير المؤمنين. فان الناس قد سبقت لهم روايات وبلغتهم احاديث من اختلاف اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل عمل بما بلغه من ذلك وان ردهم عما عملوا به واعتقدوه شديد فدع الناس وما هم عليه. فقال له ابو جعفر والله لو طاوعتني على ذلك لفعلته. فلم يكمل الامام ما لك فالله موطأه حتى كان ابو جعفر قد مات. في كتاب الطبري في التاريخ روايات تشير الى ان الذي اشار الى الامام ما لك رحمه الله بتأليف الموطأ هو المهدي. وليس المنصور لكن ابن عساكر ذكر في تاريخه روايات وافقوا ما ذكره القاضي عياض مما سمعتموه. لما وضع الامام ما لك اهو اتاه الناس من اهل المدينة فقالوا له يا ابا عبد الله كتبت كتابا واتعبت نفسك فيه وعملت عملا شاركك فيه غيرك. فقد صنف الناس مثلما صنفت فلماذا تتعب نفسك فقال ائتوني بما كتبوا فاتوه فنظر في تلك الكتب ثم نبذها وقال والله لتعلمن لا يبقى من هذا لا يرتفع من هذا الا ما اريد به وجه الله. قال فكأنما القيت تلك الكتب في بئر. والواقع ان كتاب الامام مالك رحمه الله والله اجتمعت فيه اوصاف جعلته من اعظم كتب الاسلام ومن اعظم الدواوين التي على طالب الفقه في الدين ان يدرسها. من تلك الاوصاف انه كتاب امام محدث فقيه يعني معترف له بمرتبته ودرجته في الفقه وهذا كون الكتاب يصنفه امام في الحديث امام في الفقه هذا شيء يدعو الى الاقبال عليه. روى ابن ابي حاتم في كتابه جرح التعديل عن علي بن مديني قال كانوا حديث فقهاء احب اليهم من حديث المشيخة. وروى السيوطي في تدريب الراوي عن آآ الاعمش انه يقال حديث تداوله تداوله الفقهاء خير من حديث يتداوله الشيوخ. وسئل الامام احمد فقيل له عن فقهاء اهل الحديث فقال ما اقل الفقه عند اهل الحديث! يعني ما اقل ما يجمع المحدث الحفظ للحديث والفقه فيه فلما اجتمع ذلك اجتمع الفقه والحديث في الامام ما لك رحمه الله كان هذا داعية من اعظم الدواعي الى ان يقبل على كتابه ويتفقه فيه. من ذلك ايضا انه كتاب اجمع الناس على مدحه والثناء عليه. من وافق الامام مالكا ومن خالفه اجمعون على على مدحه والثناء عليه. ومن ومن يعني اكثر القالات انتشارا. قول الشافعي رحمه الله ما كتاب الله اكثر صوابا من موطأ مالك وقال مرة ما بعد كتاب الله انفع من موطأ مالك؟ وقال جملا اخرى بالمعنى نفسه هذا يدل على انه كان يكرر الكلمة من ما اعجبني مما قيل في ذلك ما الابيات التي تنسب الى سعد الورجيني يقول فيها اقول لمن يبغي الحديث ويطلب ويسلك سبل الفقه فيه ويكتب اتترك دارا كان بين بيوتها يروح ويغدو جبرائيل المقرب. ومات رسول الله فيها وبعده صلى الله عليه وسلم بسنته اصحابه تأدبوا وفرق شمل العلم في تابعيهم فكل امرئ منهم له فيه مذهب فخلصه بالسبك للناس مالك ومنه صحيح في المجس واجرب ولو لم يلح ولو لم تلح كتب الموطاة لمن سرى بليل عماه ما درى اين يذهب بادر موطأ مالك قبل فوته فما بعده للخير ان فات مذهب. ودع للموطى كل علم تريده فان الموطى الشمس والعلم اما كوكب ومن لم يكن كتب الموطى ببيته فذاك من التوفيق بيت مخيب. على كل حال كان كتب الحديث ودون وقيد وكتب في الامصار التي فتحها الاسلام لكن كثر التسقيف وقل بحسب كثرة الصحابة الذين وجدوا في الامثال في الامصار وقلتهم وكانت المدينة دار الهجرة لها الحظ الحظ الاوفر من التقييد لانه الف فيها الزهري شيخ ما لك والف فيها آآ موسى بن عقبة شيخ ما لك والف فيها الامام مالك والف فيها غير هؤلاء وذلك ان لكثرة الصحابة الذين اتخذوها دارا واستقروا فيها. ثم هي بعد مكة كانت مهوى افئدة المؤمنين. المغرب على نأي الدار وبعد الشقة ايضا بزغ في شمسه في سمائه انجم سطعت حتى بلغ نورها وشعاعها المشارق في سماء الحديث فمن اولئك بل اشهرهم عبد الله بن ابراهيم الاصيلي راوي البخاري الذي تعد روايته يعني رواية الاصيل من اصح روايات الجامع الصحيح وهو من المغرب. ومنهم اه ابن سعدون الفاسي هذا مات في القاهرة مات في مصر لما مات تنازعه المحدثون والفقهاء كل يريد ان يصلي عليه ومنهم آآ طائفة اخرى لما جاءت يعني عهد المرابطين وعهد الموحدين اشتهرت مجالس الحديث قال عبد الواحد المراكشي في كتابه المعجب كان خلفاء الموحدين يعقدون المجالس لكبار اشياخ الموحدين وللعلماء الوافدين يتدارسون فيها الحديث. بل يحكى ان يوسف بن ان يوسف بن عبد المومن بن كان يحفظ الصحيحين. وفي هذا الوقت ظهر آآ القاضي عياض السبتي رحمة الله عليه. واشهر من نار على علم وظهر ابو عمرو هو ابو الخطاب ابنا دحية هذان اخوان ابنا دحية الكلبيان السبتيان وابو عمران الفاسي وابن قطان الفاسي واه ال بن سودة وال بن الحاج السلمي وابن رشيد الفهري السبتي وغيرهم مما زالت اقوالهم في باب الرواية او في باب الدراية تتناقل الى يوم الناس هذا وبعد ذلك جاءت اه جاء المرينيون وتبعهم الوطاسيون والسعديون فكانت تعقد تلك المجالس وكثرت حتى اه يعني صار عد الاسماء وسردها يعني يطول به المقام وممن تأخر عهده يعني ممن يعد في طبقة شيوخ شيوخنا او طبقتهم اه طائفة سأذكر لكم بعضهم الا ان اقول فيها في هاتين العدوتين اعني عدوة الرباط وعدوة سلا كان لهما ايضا حظ وافر من هؤلاء الذين كانوا يعتبروا محدثين بحق لكن ذلك مر في مرحلتين. مرحلة كان العلماء غالبا يدرسون الحديث النبوي دراسة سرد لا دراسة بحث وتحقيق وتفهم. وذلك لانهم كانوا يهابون الكلام في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. فكانوا يسردون البخاري او يسردون الموطأ ويسردون مسلم وخاصة في اشهر معينة من السنة كرجب وشعبان ورمضان لكن مع ذلك كان بعضهم يدرس الحديث دراسة آآ بحث وتحقيق ومن اشهر اولئك الشيخ ابو اسحاق التاديلي الرباطي المتوفى سنة الف وثمانمائة واربع وتسعين هذا درس صحيح البخاري دراسة تحقيق وبحث مع طلبته ايضا كان الشيخ العربي بن السيح العمري الرباطي درس تراجم البخاري آآ دراسة وتلميذه احمد بن موسى السلوي المتوفى سنة الف وتسعمائة وعشرة ممن تقدمه ونسيت ان اذكر لكم آآ احدهم درس فتح الباري بنسخة معتمدا على ذلك بنسخة من خط ابن حجر بنفسه رحمة الله عليه على الجميع. قلت هذه المرحلة كانت فيها السرد الا تلك الدروس التي شعت وسطعت دروس ابي اسحاق التادلي وهذا الرجل احيا به آآ مدينة الرباط لكثرة ما بث فيها من العلوم. ولذلك رثاه تلميذه من بعده وشيخه والجماعة من بعده شيخ الجماعة في مصطلح اهل المغرب كقاضي القضاة مثلا الشيخ المكي البطاوي الرباطي وكان هذا ايضا عالما من الاعلام فلما مات ابو اسحاق التاديلي رحمه الله رثاه بمرثية عجيبة يقول فيها اه حكم الاله بذي الخليقة جاري. تفنى البرية والبقال الباري. والحي ميت لو طول بقاؤه ورحى المنون تدور بالاعمار. لكن مصائب ذي الانام تفاوتت لا يستوي ذو العلم مع اغماري. او ذا امام ابو المعالي شيخنا شيخنا المولى ابو اسحاق ذو الاسرار العالم العلم الامام المرتضى فخر الزمان وزينة الامصار قد كان قسم دهره متعبدا ما بين نشر العلم والاذكار احيا به المولى علوما جمة ودعاه مبرورا لخير جوار فالعين تبكي بالدماء لفراقه والقلب مطوي على الاجمل تبكي المدارس والمجالس فقده اسفا عليه بدمعها المدرار تبكي الدفاتر والمحابر واليراع وذلها وذو النباهة والقارئ من للقواعد موضحا اشكالها؟ من للعلوم مسدد الانظار؟ من للفرائض والفوائد موضحا؟ اعلانها من غير ما استصغار من للمعاني والبيان وللكلام وللاصول ورتبة النظار من الحديث ودرسه وعلومه وسماته ورجاله الابرار اه على تلك العلوم اهن على تلك الدروس اهن على تلك المباني فوضت اطنابها من بعد ما اشهار اهن على طود العلوم تضعضعت اركانه من وعبابها التيار الى اخر قصيدته العظيمة المرحلة الثانية هي مرحلة بدأت بقدوم الحافظ العلامة الشيخ ابي شعيب الدكالي رحمة الله عليه ابو شعيب الدكالي هذا كان نهل من علم بلدته دكالة ثم قدم فاس وجاب المغرب ثم ذهب الى مصر فجلس في الازهر ثم ذهب الى الحجاز فاستوطن مكة وتزوج من اهلها وعظمه شريف مكة ورفع قدره واعلى شأنه. فاجمع المقام في مكة فلما ولي السلطان العلوي مولاي عبد الحفيظ بالحسن الاول رحمة الله عليه استقدمه وقال مثلك لا يزهد فيه ولا يبقى خارج المغرب فاستقدمه فرجع واستقر في الرباط وشرع يدرس يدرس كتب الحديث دراسة تفقه ودراسة بحث فدرس الصحيحين ويقال انه درس السنن الاربعة ايضا فهذا الصنيع هو الذي جرأ العلماء بعده على دراسة اقوال النبي صلى الله عليه وسلم. فكان من طبقة تلاميذه فئة من اشهرهم الشيخ الهمام العلم المفخرة مفخرة الرباط السيد المدني بلحسني رحمة الله عليه المتوفى سنة الف وتسعمائة وتسعة وخمسين. هذا الرجل درس صحيح البخاري ودرس زاد المعاز ابن القيم ودرس عمدة الاحكام للمقدس ودرس بلوغ المرام ودرس آآ آآ كتاب النووي رياض الصالحين جاء ايضا قرينه الشيخ آآ محمد بن عبد السلام الروندا الرباطي المتوفى سنة الف وتسعمائة وست واربعين فدرس البخاري ودرس عمدة الاحكام هذه كتبه كلها كتب حديث وجاء آآ الشيخ محمد بن عبد السلام السايح المتوفى سنة تسع واربعين فدرس صحيح البخاري وجاء الشيخ عبدالرحمن بلقشي الامام الرباطي ودرس الموطأ صدق فيهم تجلى فيهم تمثل فيهم قول ابي بكر القرطبي ما العلم الا كتاب الله او اثر يجلو بنور هداه كل التبسي نور لمقتبس خير لملتمس نعمان لمحترس حمى لمبتئس فاعكف ببابهما على قلابهما تجلو العمى بهما عن كل ملتمس وارد بقلبك عذبا من حياضهما تغسل بماءهما ما فيك من دنس. وقف النبي واتباع عن نبيي وكن صلى الله عليه وسلم من هديهم ابدا تدنو الى قبس واحفظ والزم جالسهم واحفظ محاسنهم واندب مدارسهم في الاربع الدروس واسلك طريقهم واتبع فريقهم وتكن رفيقهم وفي حضرة القدس تلك السعادة ان تلمم بساحتها فحط رحلك قد عوفيت من تعسي. على اننا لا نزعم ان هذه المجالس تساوي تلك في الجالس اليه. بل نحن نقول اننا الهشيم الذي يرعى اذا شعرت البلاد وصوح نبتها وقد صدق من قال لا تعرضن لذكرنا مع ذكرهم ليس ليس الصحيح اذا مشى كالمقعد. ونبدأ في هذا الكتاب ان شاء الله اتفضل قال الامام مالك رحمه الله تعالى كتاب وقوت الصلاة. قال رحمه الله باب وقوت الصلاة قوله رحمه الله كتاب الصلاة الصلاة هي العبادة المعروفة وقد حدها ابن عرفة رحمه الله بقوله قربة فعلية ذات احرام وسلام او سجود فقط قوله قربة فعلية ذات احرام وسلام هي التي صلينا او سجود فقط هذا يذكره آآ ابن عرفة رحمه الله ليدخل في تعريفه سجود التلاوة فيرى ابن عرفة رحمه الله ان سجود التلاوة صلاة فيشترط له ما يشترط للصلاة من اقبال القبلة والطهارة لذلك قال او سجود فقط ليدخل في التعريف سجود التلاوة والصلاة تأتي في لغة العرب على معان تأتي بمعنى الدعاء ومن ذلك قول ربنا سبحانه خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلي عليهم ان صلاتك سكن لهم وان صلواتك سكن لهم قراءتان اي وادعوا لهم وتأتي الصلاة بمعنى الدين ومنهم قول الله تعالى حكاية على لسان قوم شعيب قالوا يا شعيب اصلاواتك كما هي قراءتنا وفي قراءة حفص والاخوين اصلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد اباؤنا؟ اي ادينك يأمرك وتأتي الصلاة بمعنى البركة كما في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم صل على ال ابي اوفى. اي بارك عليهم وتطلق الصلاة على غير ذلك من المعاني ايضا الوقوت الوقود جمع وقت وقت يجمع على اوقات ويجمع على وقوت ايضا لكن الفرق بين وقت واوقات ان وقت هذا الوزن فعل في جموع التكسير جمع كثرة واوقات لجمع التكسير افعال جمع قلة جموع القلة في من جموع التكسير اربعة. جمعها ابن مالك رحمه الله في الفيته بقوله افعيلة افعول ثم فعله ثم تا افعال جموع قلة. افعية كاسلحة وافعل كاضرب وابحر وفعله كفتية وافعال كافراس. هذه الاوزان الاربعة هي جموع القلة. جموع القلة تطلق في اللغة العربية. اذا كان الموصوف بها او اعدود بها من من اثنين الى عشرة اذا كان الذي تريد وصفه او الذي تريد جمعه بين يعني فوق الاثنين ودون العشرة هذا قليل فيجمعوا وزن قلة ويجمع جمع قلة فاذا جاوز العشرة كان كثيرا فيجمع على جمع الكثرة يقول الامام مالك رحمه الله باب وقوت الصلاة وقوت فعول جمع كثرة والاوقات قليلة الاوقات خمسة فلماذا يعبر يستعمل جمع الكثرة للقلة. هذا سؤال اريد وقال بعضهم كان الانسب ان يقول ما لك رحمه الله باب اوقات الصلاة لان افعال جمع قلة والصلوات خمس وقد اجيب عن هذا جوابين الجواب الاول ان من عادة العرب في كلامها ان تستعمل لنكت بلاغية ان تستعمل جمع القلة في موضع جمع الكثرة. وان تستعمل جمع الكثرة في موضع جمع القلة. العرب مثلا تقول ثلاثة كلاب اكرمكم الله. هذا فعال هذا جمع كثرة. تقول ثلاثة كلاب والقياس ان يقال ثلاثة اكلب مفعوله وجمع القلة وهي تقول ثلاثة لكنهم قالوا ثلاثة قالوا ثلاثة كلاب استعملوا في موضع جمع القلة جمع الكثرة لنكت ليس هذا موضع ذكرها. وقال ربنا سبحانه وهم في الغرفات الغرفات جمع غرفة والغرفات هذا جمع سلامة وجمع السلامة من جموع القلة والغرفات لا حصر لها في الجنة. فاستعمل ربنا بجمع قلة في موضع الكثرة لنكت ايضا ليس هذا موضع ذكرها فيمكن ايضا ان يفسر قول مالك يحمل على هذا المحمل فيقال استعمل جمع الكثرة في موضع جمع القلة وهذا ماهياع عربي مسلوك الجواب الثاني ان الصلوات خمس لكنها بتكررها كل يوم تصير كثيرة ولذلك تقول العرب شموس واقمار والعرب لا تعرف الا شمسا واحدة وقمرا واحدا لكن تلك الشمس كل يوم تطلع ذلك القمر كل يوم يطلع فجمعوا لذلك وقالوا شموس وقالوا اقمار هذا قوله كتاب وقوت الصلاة. العلماء لهم مناح في تصنيفهم منهم من يبدأ بكتاب الطهارة وابواب الطهارة يعني والاعيان النجسة والاعيان الطاهرة الى اخره وهذا يسلكه كثير من من الفقهاء الذين يضعون في الحديث او من المحدثين الذين يكتبون كتبا للاستدلال بها في الفقه ومنهم من يبدأ بمسائل ايمان واعتقادات كما صنع البخاري في صحيحه بدأ كتاب بدء الوحي الامام ما لك رحمه الله بدأ بكتاب وقوت الصلاة. قالوا هذا انسب من ان يبدأ بكتاب الطهارة لماذا؟ لان الذين يبدأون بالكلام على الطهارة يقولون شيء معقول شيء منطقي ان يبدأ بالكلام على الطهارة قبل الكلام على الصلاة لان الطهارة الة الصلاة فيجب ان تعرف احكام الطهارة واحكام المياه والوضوء والغسل الى اخره ثم بعد ذلك يتحدث عنه عن احكام الصلاة. لكن قال الامام ما لك متى يحتاج المكلف ان ايه ايه ما تيحتاج المكلف ان يقوم الى الوضوء بعد ان يدخل وقت الصلاة ولذلك قدم الكلام على وقوت الصلاة لانه قبل ذلك ليس مخاطبا بطهارة ولا بصلاة. فلذلك قدم الكلام فعلى وقوت الصلاة لانه حينئذ يكون مطالبا فحسن هذا التقديم منه رحمه الله. نعم قال رحمه الله باب وقوت الصلاة. الباب هو اه اه يقولون هو الباب هو المجاز شيء يجاز منه من من جهة الى جهة لكنهم يعرفونه جرت العادة عند اهل العلم ان يعرفوا كل ما يدور عليه الكلام في كتب العلم. قد يستغرب بعضهم. يقول لماذا يحتاج الى تعريف باب باب معروف عرفوا اذا تجد انك تعرفه تعارف تكون عليك فيها الارادات فلذلك قالوا الباب فرجة في ساتر يتوصل بها يتوصل به بالفرجة يعني من داخل الى خارج ومن خارج الى داخل هذا تعريف الباب بعضهم يلغز يلغس في الباب يقول فما شيء حقيقته مجاز واوله واخره سواء ثلاثي وفيه حرف مد له الاعراب حقا والبناء فما شيء حقيقته مجاز كيف هذا؟ حقيقة الباب مجاز يجاز منه واوله واخره سواء الباء ثلاثي وفيه حرف مد الالف له الاعراب حقا الباب معربا الباب معرب ليس ممنوعا من الستر له الاعراب حقا والبناء لانه يبنى في الجدران. نعم قال عبيد الله بن يحيى رحمه الله حدثني يحيى بن يحيى الليثي عن مالك بن انس عن ابن شهاب ان عمر ابن عبدالعزيز اخر الصلاة يوما فدخل عليه عروة ابن الزبير فاخبره ان المغيرة ابن شعبة اخر الصلاة يوما وهو بالكوفة فدخل عليه ابومسعود الانصاري فقال ما هذا يا مغيرة؟ اليس قد علمت ان جبريل نزل فصلى؟ فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال هذا امرت فقال عمر بن عبدالعزيز اعلم ما تحدث به يا عروة او ان جبريل هو الذي اقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الصلاة قال عروة كذلك كان بشير ابن ابي مسعود الانصاري يحدث عن ابيه قال عروة ولقد حدثتني عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل ان تظهر اعلموا ان الموطأ رواه اقوام عن الامام مالك ذكر منهم الغافقي في كتابه مسند الموطأ اثني عشر طريقا وذكر ابن طولون في كتابه الفهرس الاوسط اسند الموطأ من اربع وعشرين طريقا بل اوصل روايات الموطأ الشيخ بن ناصر الدين الدمشقي في كتاب له الى نيف وثمانين طريقا للموطأ. فالرواة رواة الموطأ كثيرون من اشهرهم واجلهم الشافعي روى الموطأ عن الامام مالك ومن طريقه يرويه البيهقي في السنن الكبرى. ومنهم محمد بن الحسن صاحب ابي حنيفة والموطأ برواية محمد الحسن هو الذي يدرسه الاحلام بالمشرق ومنهم عبدالله بن مسلمة شيخ البخاري وعبدالله بن يوسف التنيسي شيخ البخاري ويحيى بن يحيى النيسابوري شيخ مسلم وسويد بن سعيد الحدثاني ويحيى بن قزعة وابو مصعب الزهري ومصعب الزهيري اه الزبيري عبد الرحمن بن قاسم العتقي وابن وهب واشهب طوائف كثيرة روت الموطأة عن الامام مالك. لم يبلغنا من هذه الروايات الا اقلها وطبع الموطأ بروايات فطبعت هذه طبعا رواية يحيى بن يحيى اللي فيها مطبوعة منذ ظهور طبعت طبع الموطأ برواية ابي مصعب الزهري وطبع ما وجد منه برواية القعنبي وبروية يحيى بن عبدالله بن بكير وآآ برواية آآ سويد بن سعيد برواية آآ ابن القاسم فما وجد من موطأ هؤلاء قد طبع. والحمد لله على ذلك والروايات قد تختلف لان الامام مالكا رحمه الله كان ينظر في كتابه فيجدد فيه النظر ربما ازال شيئا زاد شيئا نقص شيئا فتختلف روايات هذه الموطأ مما يساعد الناظر والباحث على استيعاب روايات الموطأ كلها. الرواية التي يدرس بها المالكية عموما. الموطأة هي رواية يحيى انتم سمعتم السارد قال وحدثني يحيى بن يحيى من الذي يقول حدثني؟ يحيى ابن يحيى؟ اذا كنا نقول ان الرواية التي ندرس بها فهي رواية يحيى بن يحيى ينبغي ان يقال حدثني مالك ويكون الذي يتكلم ويحل يحيى لكن قال حدثني يحيى بن يحيى لان المتكلم ابنه عبيد الله بن يحيى بن يحيى فالذي فالان انتم تجدون الطلبة يعرفون هذا ولكن بعض الناس قد لا يعرفه تجدون حدثني عن مالك الكتاب لمالك مفروض ان يكون مالك هو المتكلم فيقول حدثني الزهري لا مالك روي عنه فلذلك يظهر اسمه فيقال حدثني مالك وانما الراوي عن يحيى ابن يحيى ابنه ولذلك هو الذي يعني هذه ياء المتكلم في لعبيد الله بن يحيى وذلك في الموطأ كله. فاما يقول حدثني يحيى عن مالك او يقول حدثني عن مالك فتفهمون ان قال لي ما عبيد الله وانه يروي عن ابيه الذي يروي عن مالك وعبيد الله ابن يحيى هذا سمع بالاندلس هو رجل اندلسي وعبيد الله ابن يحيى ابن يحيى ابن وسلاس ابن كثير المصمودي الليثي القرطبي مولى الليثيين اه كان عالما وسمع بالاندلس من ابيه فقط ولم يسمع من غير ابيه في الاندلس. ثم رحل الى المشرق رحل حاجا وتاجرا. فحج ودخل بغداد فسمع بها الحديث ثم دخل مصر فسمع بها ايضا وتفقه على طائفة ثم رجع وكان رجلا عالما صالحا عاقلا انتهت اليه رياسة العلم في بلدته ولم يكن ينازع فيها. قال عبيد الله ابن يحيى رحمه الله حدثني يحيى ابن يحيى هذا يحيى ابن يحيى الليثي المصمود القرطبي شيخ الاندلس وفقيهها وراوية مذهب الامام مالك راوية فقهه وراوية حديثه ويجب ان يميز السامعون بين يحيى ابن يحيى يحيى ابن يحيى اثنان كلاهما يروي عن مالك لكن واحد لا يروي عنه الفقه انما يروي عنه الحديث فقط والاخر يروي عنه الحديث ويروي عنه الفقه الذي يروي عنه الحديث والفقه هو يحيى ابن يحيى الليثي صاحبنا هذا الذي منه اشتهر الموطأ في الاصقاع المغربية يحيى بن يحيى الاخر الذي يروي عن ماله والذي لا يروي عنه الا الحديث لا يروي عنه الفقه هو يحيى ابن يحيى النيسابوري وهذا هو الذي يروي عنه مسلم في صحيحه موطأ مالك. فتجدون مثلا في صحيح مسلم حدثنا يحيى بن يحيى قال حدثني مالك لا لا يذهب ظنكم ان يحيى هذا هو يحيى هذا صاحب الموطأ انما يحيى ابن يحيى الذي يروي عنه مسلم هو يحيى ابن يحيى النيسابوري. وهذا عند المحدثين باب يسمونه المتفق والمفترق. الاسماء اذا اذا اتحد اسم الراوي واتحد اسم ابيه واختلفت اشخاصهم. فهذا يسميه المحدثون المتفق قال مفترق ويحيى ابن يحيى سمع الموطأ في الاندلس من زياد بن عبدالرحمن هذا كان يعرف بشبطون فسمع منه الموطأ كاملا ثم رحل بعد ذلك الى المدينة. فسمع الموطأ من الامام ما لك الا ابوابا من كتاب الاعتكاف شك فيها هل سمعها منه ام لم يسمعها؟ فرواها عن زياد ابن عبد الرحمن عن مالك ثم لزم ابن وهب صاحب مالك ولزم ابن القاسم صاحب مالك وحمل عن ابن القاسم عشرة كتب من السؤالات ثم حج ولما رجع ورجع الى المدينة ليزداد من مالك فوجده مريضا مرض موته فأقام بالمدينة الى ان توفى الله مالكا ثم رجع بعلم جم الى الأندلس. فعقدت عليه الخناصر وارتفع شأنه وعلى قدره وكان يعني راوية عظيما فقيها ثقة قليل الحديث له فيه بعض الاوهام وسيأتي بعض هذه الاوهام في آآ هذا الكتاب ان شاء الله عرض عليه القضاء عرض لما كان بعد لما كان في في المدينة وقلت لكم لازم ليث ابن سعد ايضا مرة اراد ان يمسك حبل دابتي الليث ابن سعد. فاراد غلام الليث ان يمنع يحيى ابن يحيى. فقال له الليث دعه. ودعا له وقال له خدمك العلم. قال يحيى ابن يحيى فما زلت منتظرا تلك الدعوة حتى رأيتها. يعني بذلك الجاه الذي لقيه بعد في الاندلس عرض عليه القضاء في الاندلس فتعفف عنه وتنزه عنه فكانت بعد ذلك رتبته اعلى من رتبة القضاة. وقوبل قوله عند سلطان الاندلس فكان لا يولي احدا القضاء الا بمشورة يحيى بيحيى الليثي فكان يولي اصحابه فكثر لذلك الاخذون عنه والمقبلون عليه وهذا من الاسباب التي ادت الى انتشار مذهب مالك في الاندلس انه عزف الناس عن غيره لانه اذا درست غير مذهب غير مالك لا تولى القضاء لا يولي يحيى ابن يحيى الا تلاميذه الذين يعرفوا نزاهتهم وعفتهم وعلمهم وامانتهم. فاقبل الناس على دراسة مذهب الامام ما لك وهذا السبب الذي جعل رواية يحيى بن يحيى الليثي للموطأ تشتهر في هذه الاصقاع المغربية. نعم. عبيد الله بن يحيى رحمه الله مات سنة ثمان وتسعين ومئتين. وابوه يحيى ابن يحيى الليثي. مات سنة اربع ثلاثين ومئتين. نعم. عن ما لك بن انس. ما لك بن انس ابن ابي عامر الاصبحي المدني الامام المشهور آآ يعني شهرته اه طبقت الافاق فلا نرى وجها اه ذكر ترجمته هذا لعله مما يعاب علينا ونحن في بلد مالكي بين اقوام مالكية ونذكر لهم بعد ذلك ترجمة الإمام مالك لكن مما يستحب ان تعرفوا انه مات سنة تسع وسبعين ومئة فهو اذا من قرون التي شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بانها خير خير بان ناسها اخر الناس ولا ليست لمالك رحمه الله رحلة. انما اخذ العلم عن اهل المدينة. واختص بالزهري وآآ يعني لما صنف موطأه عرضه على سبعين من فقهاء المدينة وحدثها وما جلس للرواية والافتاء والعلم حتى شهد له اكثر من سبعين معمما انه اهل لذلك. رحمة الله عليه الحديث الذي رواه الترمذي وغيره يوشك الناس ان يضربوا اباط الابل فلا يجدون اعلم من عالم المدينة. هذا من العلماء انزلوا هذا الحديث على الامام ما لك لماذا الامام مالك رحمه الله في عصره هو لم تكن الرحلة تعقد الى غيره في عصره كان مرتبته بحيث لا تشد الرحال الاله في العصر الذي قبله في طبقة شيوخه كان كان العلماء كثيرين في المدينة فلا لا يعني الحديث يوحي بان احدا مشهورا تضرب اليه اباط الابل للمدينة وفي عهد طبقة شيوخ ما لك في طبقة شيوخ ما لك كثيرون من كان يرحل اليهم وفي طبقة تلاميذه ايضا كثيرون من كان يرحل اليهم. فالظاهر ان المراد بهذا الحديث هو مالك والله اعلم. طيب نكتفي بهذا والله اعلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك والحمد لله رب العالمين