واو بمعنى بل وقيل لتحقيق ما سبق اي ان لم يكن مثله فلا ينقص عنه اشار الشيخ رحمه الله الى قولين بمعنى او هنا والاصل في او انها للتخيير لكن قد ما تحسن به احوالهم من صحة وسلامة واهل ومال وذكر حسن في الاخرة حسنة ما تحسن به من تخفيف الاهوال وتيسير الحساب ودخول الجنة والنظر الى وجه الله تعالى نعم يذكر اباه او اشد وبعد ذا قسم الله تعالى الناس الى قسمين قسم يريد الحياة الدنيا وزينتها. فيسأل الله تعالى ان يؤتيه في الدنيا وليس له في الاخرة من نصيب فذكر الذكر عند المشي الحرام بعد ذكر عرفة فدل ذلك على انه لا يصح قبله فلو ان الانسان مثلا وقف في مزدلفة ليلا ثم ذهب من عرفة الى منى ولم يقف في مزدلفة هل يصح هو نظير قوله تعالى في الدنيا حسنة يعني كل ما تحسن به الحال في الاخرة من الامن من العقاب والامن من الفزع والفوز بالجنة والنجاة من النار ثم قال وقنا عذاب النار جمرة يوم الثاني عشر وذلك بعد الزوال نعم فلا اثم فلا ذنب تأخر بقي في منى الى اليوم الثالث عشر. انظر الى ان الاثم منفي عن الحالين حال من تعجل وحال من تأخر نعم تفسير الكلمات جناح اثم ان تبتغوا ان تطلبوا وان وما دخلت عليه في تأويل مصدر والتقدير في ابتغائكم فضلا رزقا في التجارة والكراء في موسم الحج افضتم دفعتم عرفات اسم مكان الوقوف في الحج. ويقال عرفة سميت بذلك لارتفاعها على ما حولها فاذكر احد الاقوال في سبب تسمية عرفة بهذا الاسم وهو العلو والارتفاع فكل ما علا على غيره وارتفع سمي عرفة ومنه عرف الديك حيث انه اعلى ومنه في قول الله تعالى في سورة الاعراف وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم. على الاعراف اي على مكان مرتفع بين الجنة والنار يعرفون كلا بسيماهم فكلما ارتفع في لسان العرب يسمى عرفة ومنه سميت عرفات بهذا الاسم لارتفاعها وقيل اقوال اخرى كثيرة لكن ليس على احدها دليل وانما رجح شيخنا رحمه الله هذا القول كون اللغة تساعده. نعم اذكروا الله اي بقلوبكم والسنتكم بالتهليل والتكبير والدعاء والعبادة ومنها الصلاة عند قرب المشعر مكان فعل الشعيرة وهي مكان من اعمال الحج الحرام للحرمة التي لا يحل انتهاكها اصل المشعر مأخوذ من الشعيرة او من شعر الشيء وهو جعل علامة عليه وذلك ان الجاهلية انهم في الجاهلية وضعوا على مزدلفة علامة يعرفون بها المزدلفة جمع وذلك انهم ينفرون من عرفة قبيل غروب الشمس ويصلونها بعد غروبها فلان لا يلتبس عليهم كانوا يعلمونها علامة تعرف بها ولذلك سميت المشعر. ولكونها من شعائر الله عز وجل ايضا فهي علامة دينية اذ انه مكان يذكر فيه الله جل وعلا ويعظم نعم الحرام ذي الحرمة التي لا يحل انتهاكها. والمراد بالمشعر الحرام مكان او جبيل في مزدلفة قال الحرام هذه الصفة لتمييز مزدلفة عن عرفة فعرفة مشعر حلال لانها في الحل واما مزدلفة فهي مشعر حرام لانها في الحرم ولذلك وصفها بقوله الحرام والا عرفة مشعر لكنه مشعر حلال نعم كما هداكم كما علمكم ووفقكم للعمل. والكاف للتعليل وما مصدرية والتقدير واذكروه اياكم اي من اجل هدايته اياكم نعم كما قال الشيخ رحمه الله كما هداكم كما علمكم ووفقكم للعمل كما علمكم وهذي هداية الدلالة والارشاد ووفقكم للعمل هذه بداية التوفيق والعمل فجمع المعنيين في قوله تعالى كما هداكم فتشمل هداية البيانية والهداية التوفيقية وقولك ما هداكم يقول الشيخ رحمه الله والكاف للتعليم. وهذا مما تأتي الكاف لاجله فانها تأتي للتعريف ويكون المعنى لاجل ما هداكم وما بعدها مصدرية والتقدير واذكروه لهدايته. فيكون قوله تعالى كما هداكم علة الذكر وسبب الذكر الذي امر به واذكروه كما هداكم والاية لو نظرت اليها ذكر الله جل وعلا فيها الذكر مرتين. الامر بالذكر مرتين. قال الله تعالى ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم فاذا افضتم عرفات تذكر الله عند المشعل الحرام هذا امر بالذكر عند المشعر الحرام ثم قال واذكروه كما هداكم والواو في الاصل تقتضي المغايرة وهذا يفيد ان الامر بالذكر الثاني يختلف عن الامر بالذكر الاول. والمغايرة هنا اما لكون الذكر المأمور به خاص في هذا المكان ولذلك خصه ثانيا واما ان العطف هنا لبيان العلة وليس للمغايرة في الذكر وهذا هو الاقرب ان العطف هنا لبيان العلة للبيان علة الامر بالذكر فان الله سبحانه وتعالى امر بالذكر عند المشعر الحرام ثم بين قلة ذلك فقال واذكروه كما هداكم ويمكن ان يكون هذا بيان لصفة الذكر. وانه ذكر كثير لان الهداية نعمة عظيمة من الله جل وعلا على العبد تستوجب شكره والثناء عليه فقال اذكروه ذكرا مساويا لهدايته اياكم اذكره ذكرا مساويا لهدايته اياكم فيكون بيان في صفة الذكر هذا مما قيل في علة هذا العطف فهو امر بالذكر خاصا بعد الامر العام نعم. وان كنتم ان مخففة من ان الثقيلة وهي التوكيد ويدل على انها ان المخففة من الثقيلة اللام في قوله لا من الظالين لانها دليل على ان ان هنا المخففة من الثقيلة وان كنتم من قبله لمن الظالين. نعم من قبله من قبل ان هداكم في قوله من قبله يعود على الهداية وقيل يعود على القرآن وقيل يعود على الرسول ولكن هذه متلازمة فالهداية انما جاء بها الرسول وانما هي في القرآن نعم الظالين التائهين عن طريق الحق وان كنتم من قبله لمن الضالين. وهذا فيه صحة اطلاق الضلال على من فعل الخطأ جاهلا لانهم كانوا جاهلين فالظلال يطلق على الفعل المخالف للحق قصدا والمخالف للحق جهلا فكله يصدق عليه انه ضلال نعم. ثم افيضوا ثم ادفعوا وثم للترتيب الذكري والخطاب لقريش من حيث ترتيب الذكر المقصود به ان الترتيب هنا ليس ترتيب فعلا يعني الامر بالافاضة الثاني ليس مرتبا ومعقبا على الامر الاول فان الكلام في الامر الاول في الافاضة من عرفات الى مزدلفة قال ثم افيضوا من حيث افاض الناس فاذا كان الترتيب واقعي حكم فتكون الامر بالافاضة هنا امر بالافاضة من عرفات او من مزدلفة الان تكلم الله جل وعلا عن الافاضة من عرفات في قوله فاذا فضت من عرفات فاذكروا الله عند المشهد الحرام. انتهى الحجيج عند اي شيء؟ عند المزدلفة عند ثم قال ثم افيضوا من حيث افاض الناس الافاضة من اين الان؟ المأمور بها هنا من مزدلفة الى منى اذا كان الترتيب للوقائع. ولكن الترتيب هنا ليس للوقائع وانما هو ترتيب ذكر لا ترتيب حكم حيث ان الافاضة المأمور بها هنا هي الافاضة من عرفات الى مزدلفة ولذلك قال الشيخ رحمه الله ثم افيضوا ثم ادفعوا وثم للترتيب الذكري والخطاب لقريش وذلك ان قريش كانوا لا يذهبون الى عرفات مع الناس بل يبقون في المزدلفة فامرهم الله عز وجل بموافقة الناس والذهاب الى عرفة تعاد الخطاب اليهم والقول الثاني ان الامر بالافاضة هنا هو الافاضة من مزدلفة الى من ويكون على هذا الترتيب هنا ترتيب حكمي لا ترتيب ذكري شف اه التعليق على ثم ادفعوا وثم للترتيب الذكري والخطاب لقريش وقيل وقيل ثم للترتيب المعنوي والخطاب لجميع الناس. والمراد الافاضة من مزدلفة الى منى هذا القول الثاني نعم واصل افاضة هو الدفع بشدة وقوة. وهذا التعبير يفيد افادة معنوية وهي كثرة المخاطبين وكثرة المفيضين وهو الواقع ان الحجاج في كل زمان ووقت كثر باعتبار اهل ذلك الزمان نعم. من حيث افاض الناس اي من عرفة والمراد بالناس من سوى قريش. سبب امتناع قريش من الذهاب الى عرفة انهم من اهل الحرم ولا يعظمون شيئا غير الحرم وهذا من الاعتزاز الجاهلي من التعظيم الجاهلي الذي لم يقرهم الله عليه بل امرهم بمساواة الناس في الافاضة من عرفات وموافقة الناس في الموقف نعم استغفروا اطلبوا المغفرة وهي ستر الذنب وتجاوز عنه اذا المغفرة ستر الذنب وتجاوز عنه فتجمع امرين الستر والصفح وليست مجرد الستر مع المؤاخذة فاذا اطلقت المغفرة دلت على هذين المعنيين ستر الذنب والتجاوز عنه نعم. ان الله غفور رحيم. جملة تأليلية الغرض منها الحث على طلب المغفرة والرحمة من الله تعالى والرحمة صفة ثابتة لله تعالى على الوجه اللائق به تقتضي الانعام والاحسان قوله تعالى في ختام هذه الاية ان الله غفور رحيم هذا تعليل لما تقدم من الامر بطلب المغفرة فلكونه غفورا رحيما امركم بالاستغفار وحثكم عليه بهذين الوصفين العظيمين وهي صفة المغفرة والرحمة وقوله رحمه الله جملة تعليلية الغرض منها الحث على طلب المغفرة اي ان هذه علة لما تقدم من الامر ثم بين قال والرحمة صفة ثابتة لله تعالى على الوجه اللائق به فهي صفة ثابتة لله عز وجل على ما يليق به كسائر الصفات التي اخبر الله بها عن نفسه او اخبر بها رسوله صلى الله عليه وسلم لكن لا يمنع اثبات الصفة ان ان لا نثبت لوازمها. ولذلك قال تقتضي الانعام والاحسان بل من الايمان بالصفة الايمان بلوازم الصفة قوله تقتضي الانعام والاحسان للرد على الذين يفسرون الصفة بلازمها. فان من الناس من يفسر الصفة بلازمها دون اثبات الاصل كالاشاعرة المعتزلة وغيرهم من المنحرفين في باب الاسماء والصفات فانهم ينكرون اثبات الوصف ويشتغلون باثبات لوازمه واهل السنة والجماعة على خلاف هذا الطريق حيث يثبتون الصفة ويثبتون لازمها نعم قضيتم اتممتم فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم واباؤكم واشد ذكرا. فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وماله في من خلقك يقول فاذا قضيتم قضيتم اتممتم والقضاء يطلق على الاتمام ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ما ادركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا رواية فاتموا نعم مناسككم اعمال حجكم يوم العيد واعمال الحج التي يوم العيد معروفة. الرمي اولا وهو تحية منى ثم النحر ثم الحلق وهذه كلها تتعلق بمنى ثم الطواف تتعلق ببناء اي ان النبي صلى الله عليه وسلم فعلها في منى والفها تفعل في جميع الحرم ثم الطواف بالبيت فاذا قضيتم مناسككم اعمال حجكم ومناسك جمع منسك والمنسك من النسك وهو العبادة والعمل نعم كذكركم اباءكم كما تذكرون اباءكم بالمدح والثناء في هذه المواسم. الكاف هنا للتشبيه يعني اذكروا الله عز وجل بهذه المواطن مثل ما كنتم تشتغلون بذكر ابائكم فانهم كانوا يشتغلون بذكر ابائهم بهذه المواقف والمقصود بالاباء هم الاصول الذي نتفرع منهم الانسان القريب منهم والبعيد نعم او اشد او اعظم واكثر يأتي في السياق ما يدل على معنى زائد على التخيير وهو في هذا الانتقال حيث قال واو بمعنى بل وهو للاظراب الانتقالي بل الاظراب الانتقالي اي اذكروا الله عز وجل كذكركم اباءكم بل اشد ذكرا. يعني اذكروه اكثر من هذا واعظم من هذا لانه الذكر الذي ينفع والذكر الذي يبقى وهو مقصود الحج بخلاف ذكر الاباء فانه لا ينفع ويترتب عليه مذمة وسوء وشر من المفاخرة والعلو في الارظ وايضا قد يترتب عليه قتال وشرط اذ مدح الاباء قد يلزم منه ذم غيرهم وقيل للتحقيق اي ان او هنا ليست للاظراب بل هي لتحقيق الامر او تحقيق الخبر الامر في مثل هذا والخبر في مثل قوله تعالى فارسلناه الى مئة الف او يزيدون حيث يكون المعنى لتحقيق ما سبق اي ان لم يكن ذكرا مثله فلا ينقص عنه. اي فلا تقصر عن هذا الذي كان منكم نعم فمن الناس من للتبعيض والمراد بالناس الحجاج او جميع الناس للتبعيظ اذا كان المقصود بالذاكرين في تلك المواقف والداعين في تلك المواقف او جميع الناس اذا كان المقصود الخبر عن عموم حال الناس في دعائهم وسؤالهم وهذا في الحقيقة يصدق على حال الناس عموما في الحج وفي غيره ينقسمون في سؤالهم ودعائهم الى قسمين نعم من يقول اي حين يدعو اتنا اعطنا حذف مفعولها الثاني للتحقير وماله في الاخرة الى اخر الاية اي ليس له والجملة معطوفة على صلة من او حال من فاعل يقول نعم الاية ذكر الله جل وعلا بعد الامر بالذكر انقسام الناس فيه الى قسمين وذكر من الذكر نوعا وهو الدعاء وهذا مما يدل على ان الدعاء من الذكر لانه بعد ان امر به وحث عليه ذكر انقسام الناس فيه فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وماله في الاخرة من خلاق من الناس من يقول في دعائه وسؤاله ربنا اتنا في الدنيا ولم يذكر المسؤول قال الشيخ رحمه الله في علة ذكر المسؤول ان ذلك للتحقير لانه مهما كان المطلوب من امر الدنيا فهو حقير لانه عرض زائد وقيل ان عدم ذكر المسؤول ليشمل كل انواع الاسئلة التي يشتغل بها الناس في دنياهم فمن الناس من يسأل من امر الدنيا مركبا هنيئا. وبيتا واسعا او جاها عظيما او زوجة حسناء او ما اشبه ذلك مما يسأله الناس من المسائل فترك المسؤول للتعميم وهذا هو الاصل في ترك المعمول ان يكون لافادة العموم كما تقدم في القواعد يقول وماله في الاخرة من خلاق ما له في الاخرة الاخرة ما هي الاخرة هي الدار التي تكون بعد الدنيا وهذا يشمل البرزخ ويشمل يوم القيامة وما يكون بعده فانه كله يدخل بكونه من الاخرة لانه متأخر عن الدنيا القريبة الحاصلة وماله في الاخرة من خلاق المقصود به ايش نصيب اي نعم. من خلاق من نصيب ومن زائدة اعرابا وفائدتها تأكيد العموم قوله تعالى وماله في الاخرة من خلاق قال في خلاق نصيب واصل الخلائق هو النصيب والحظ فليس له في الاخرة حظ ولا نصيب. والخلاق مأخوذ من خلق بالشيء خالق بالشيء اي استحقه و اكتسبه او تصدر له وجدر به فقوله ما له في الاخرة من خلاق يعني ليس له حق ولا نصيب ولا حظ في الاخرة وقوله تعالى من خلق منك قال الشيخ رحمه الله زائدة والزيادة هنا اعرابا زائدة لفظا واعرابا والمقصود بالزيادة اعرابا اي انها لا يحتاج اليها في اتمام المعنى بل المعنى من حيث الاصل يتم بدونها لكنه جيء بها لتأكيد المعنى فانه يصح ان يقول وماله في الاخرة خلاق اليس كذلك لكن لما جاء من هنا انما جاء بها لتأكيد انتفاء اي نصيب. ولذلك هذه يسمونها من التي تنص على ايش على العموم تفيد التنصيص على العموم يفيد التنصيص على العموم لنفي كل خلاق لهذا في الاخرة ومثل هذا الوصف في حق من؟ هل يصح ان يكون في حق المؤمن ان يكون ليس له في الاخرة من خلاق الجواب لا المؤمن له في الاخرة خلق وحظ ونصيب. انما هذا في نصيب الكافر. ولذلك قيل ان هذا القول هو حال اهل الكفر وقيل ان خلاق من دعائه يعني ليس له نصيب من دعائه لان اشتغاله فيه بامر الدنيا. فان حصل حصل ما يتعلق بدنياه واما الان اخره فليس له فيها هم ولا حظ ولا نصيب. فيصح ان يكون في حق الحاج المسلم ايظا. الذي يشتغل في دعائه ومسألته باي شيء؟ بامر الدنيا نعم في الدنيا حسنة قنا عذاب النار اجعل لنا وقاية منه ومن اسبابه والعذاب النكال والعقوبة والنار الدار التي اعد الله للكافرين يعذبون بها في الاخرة وهذا الدعاء من اعظم الدعاء وانفعه. ولذلك شرع في هذا الموقف العظيم فانه يجمع خير الدنيا والاخرة حيث فيه سؤال حسن الدنيا وحسن الاخرة. قال تعالى ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وهذا يشمل كل ما يحسن به حال العبد في دنياه كل ما يحسن به حال العبد من امر الدنيا من المال والصحة والجاه وذكر والزوجة والولد والاهل فهذا اجمع دعاء يجمع لك خير الدنيا ثم قال تعالى وفي الاخرة حسنة اليس الوقاية من عذاب النار من الحسنة في الاخرة بلى لكنه ذكرها ليكمل الدعاء من حيث السلامة المطلقة في الاخرة فان الحسنة في الاخرة قد تحصل للانسان لكن بعد المؤاخذة بذنوبه وسيئاته التي عملها لكن اذا وقاه الله عذاب النار فلم يصبه منها شيء كملت له الحسنة كمالا تاما. فالتيان بسؤال الوقاية من عذاب النار هو السؤال السلامة من اعظم واكبر يخشى ويخاف في امر الاخرة ثم قوله وقنا عذاب النار يشمل الوقاية من عذاب النار الدقيق والجليل الكثير والقليل وهذا هو السر في سؤال الوقاية من عذاب النار مع دخوله في الجملة في قوله تعالى وفي الاخرة حسنة نعم اولئك اي الذين يسألون حسنة الدنيا والاخرة يعني المشار اليه في قوله تعالى اولئك الذين يسألون حسنة الدنيا والاخرة وهذا احد الاقوال في الاية القول الثاني المشار اليه هم مجموع ما تقدم من الصنفين يعني من يقول ربنا اتنا في الدنيا وما له في الاخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة فالمشار اليه هم الصنفان المتقدمان وقيل ان المشار اليه هو الصنف الاخير لان قوله تعالى اولئك لهم نواصب ما كسبوا والله سريع الحساب جاء بعده والقاعدة ان الاشارة ترجع الى اقرب والصنف الثاني نعم نصيب حظ ومنه نيلهم الحزنيين. ثم انه في القسم الاول نفى عنهم النصيب بالكلية حيث قال وما لهم في الاخرة من نصيب. واما هنا فقد اثبت لهم شيئا من النصيب فحتى لا يقع التعارض يجعل الظمير عائدا الى الصنف الثاني اولئك لهم نصيب مما كسبوا نعم مما كسبوا مما عملوا ومنه سؤالهم الحسنيين ومن للتبعيض او للتعليل. وما مصدرية والتقدير من كسبهم طيب يقول اولئك لهم نصيب مما كسبوا ما مصدرية والمعنى من كسبهم وتكون من للتبعيظ او للتعليم. من كسبهم اي من عملهم وللتعليل اي بسبب عملهم. وقوله تعالى تنكير النصيب في قوله لهم نصيب ما كسبوا يصلح فيه انه للتكثير ويصلح فيه انه للتقليل وذلك باختلاف حال الكاسب فمن كسب كثيرا فهي للتكفير ومن كسب قليلا فهي للتقليل نعم سريع الحساب منجزه بسرعة والسرعة ضد البطء والحساب احصاء العمل على العاملين قوله تعالى والله سريع الحساب هذا فيه صفة حساب الله جل وعلا وقوله تعالى والله سريع الحساب يحتمل معنيين المعنى الاول ما ذكره الشيخ رحمه الله اي السرعة بعد الاعمال واحصائها والمجازات عليها وهذا هو الذي عليه اكثر المفسرين والقول الثاني سريع حساب اي ان حسابه يأتي سريعا السرعة في الحساب ليست في صفته انما في وقوعه وحصوله وقربه وهذا وان كان معنا صحيحا لكن المعنى الاول هو الاقرب والمتبادل من الاية ان السرعة صفة للحساب لا لزمانه ووقوعه. والحساب احصاء العمل عن العاملين. واصل حساب العد وذلك ان الحساب عد واحصاء فالله جل وعلا يحصي اعمال العباد والاحصاء يختلف فيه الناس والحساب يختلف فيه الناس وينقسم فيه الى اقسام كما هو معلوم. لعل الشيخ رحمه الله يشير في الفوائد نعم اذكروا الله اي بقلوبكم والسنتكم بالتهليل والتكبير والعبادة ومنها رمي الجمرات اذا اذكروا الله بقلوبكم والسنتكم واعمالكم لان الرمي عمل للبدن يقارنه ذكر اللسان والامر بالذكر هنا بعد الفراغ من ذكر اقسام الناس فيه ما ذكرنا من ان المقصود الاعظم من هذه الفريضة الاشتغال بذكر الله عز وجل في كل حال وتعظيم الله جل وعلا بذكره. نعم. اياما معدودات مدركات بالعد لقلتهن. وهي ايام التشريق الثلاثة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة جه ووصفها بالمعدودات يفيد ايش التنشيط على ادراكها وعدم التفريط في اوقاتها فاذا كانت معدودة قليلة ينبغي له ان يبادر الى اغتنامها والاجتهاد بالعمل فيها حتى لا يفوته ما فيها من الخير نعم تأجل بادر بالخروج من منى وانهاء حجه نعم في يومين في جملتهما والمراد الثاني منهما وهو الثاني عشر وفي للظرفية نعم ولا يكون التعجل الا بعد الفراغ من اعمالهما ومعلوم ان من اعمال يوم النحر الرمي والرمي انما يكون بعد الزوال وهذا يدل على ان المقصود بقوله تعالى في يومين في جملتهما لا في اي وقت شاء منهما انما هو انما ظرف التعجل في هذين اليومين. متى بينته السنة وهو بعد رمي وهذا يدل على استوائهما في انتفاء الاثم وانه قد قضى حجه واتم نسكه فلا مؤاخذة عليه بالتأخر ولا في التعجل نعم ثم قال لمن اتقى اي اتقى الله تعالى بفعل واجبات النسك وترك محظوراته والجار والمجرور خبر لمبتدأ محذوف والتقدير ذلك اي نفي الاثم عن المتعجل والمتأخر لمن اتقى نعم فالاثم منتفي لمن اتقى حال تعجله ولمن اتقى حال تأخره قال بعض العلماء لا اثم على المتعجل ولا على المتأخر اذا كان تعجله وتأخره بتقوى الله جل وعلا يعني ملاحظا فيه تقوى الله سبحانه وتعالى نعم اتقوا الله سبق تفسيرها في الاية رقم خمسة عشر تقدم الكلام على الامر بالتقوى وانه ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل امره وترك نهيه رغبة ورهبة. شيخنا يقول على بصيرة وعلم وهو معنى الرغبة والرهبة نعم اعلموا تيقنوا والغرض منه بيان اهمية العلم بما ذكر نعم اليه اي لا الى غيره فتقديمها على عاملها يفيد الحصر. نعم. تحشرون تجمعون يوم القيامة نعم نقرأ المعنى الاجمالي؟ المعنى الاجمالي كان للناس في الجاهلية اسواق يتجرون فيها ايام موسم الحج فلما جاء الاسلام تحرج المسلمون ان يتجروا فيها خوفا من ان يكون عليهم نقص في حجهم واثم فبين الله تعالى لهم ان ان ليس عليهم اثم في ذلك بانهم انما يطلبون الفضل من الله تعالى وهم في حاجة الى فضل الله تعالى عليهم في الدنيا والاخرة. هذا يدل على ان التشريك في النية في مثل هذا لا يبطل الاجر ولا يذهبه. وان ارادة الدنيا في مثل هذا لا تدخل في قوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا نار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون فهذا لا يدخل فيه مثل هذا لان هذا من التشريك الذي اذن فيه الشارع فليس كل تشريك يبطل العمل ويذهب الاجر ثمان التشريك هنا ليس في يعني قد لا يكون في القصد قد يقصد الانسان العبادة لكن يقصد في سعيه العمل الصالح لكن القصد العبادي متمحض لا يريد بالحج غير الله جل وعلا لكن يحصل له منافع في حجه فهذا لا يؤثر على عبادته ولا على اخلاصه. نعم ثم امرهم الله تعالى اذا دفعوا من عرفات بعد الوقوف بها ان يذكروه سبحانه وتعالى في مزدلفة عند المشعل الحرام لانه سبحانه انعم عليهم بالهداية الى الاسلام عموما والى شعائر الحج خصوصا فكان سبحانه اهلا لان يذكر ولا ينسى عند تلك المشاعر وذكرهم الله تعالى حالهم قبل تلك الهداية وما هم عليه من الضلال ليتبين لهم قدر نعمته بها فان تتبين الاشياء ولما كانت قريش لا يقفون يوم عرفة بعرفة وانما يقفون بالمزدلفة ويقولون نحن اهل البيت فلا نخرج من امرهم الله تعالى ان يخرجوا الى عرفة فيفيضوا منها كما يفيض الناس غيرهم ثم امر الله تعالى باستغفاره وحث على ذلك ببيان انه سبحانه غفور رحيم ليحرص العباد على طلب المغفرة والرحمة منه ثم امر الله تعالى الحاج بعد اتمام نسكه ان يكثر من ذكر الله تعالى بالتعظيم والثناء عليه مثلما لانه لم يردها ولم يسألها وقسم يريد الاخرة ويسعى لها سعيها ويسأل الله تعالى ان يؤتيه حسنة الدنيا وحسنة الاخرة ان يقيه عذاب النار وهذا القسم هو الذي ادرك النصيبين وفاز بالحسنتين ونجا من النار. مشى في التفسير هنا على ان قوله تعالى ومن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة انه تقسيم لعموم الناس وليس للحجيج فقط وذكرنا ان هذا التقسيم منطبق فان من الناس من ليس له هم الا الدنيا ومنهم من يجمع في همه بين اصلاح دنياه واصلاح اخرته نعم ثم ختم الاية ببيان انه تعالى سريع الحساب وذلك لقرب الاخرة من الدنيا فما اسرى الحساب واقربه من الغافلين عنه ولكمال قدرته وتنجيزه حساب عباده يوم القيامة فما يمضي نصف اليوم؟ الله اكبر. الا وقد حاسب الخلائق وعرف كل منزلته. اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن مقيلا. طيب اه اشار في هذه الاية في هذا المقطع الى ان قوله تعالى والله سريع الحساب يحتمل معنيين. المعنى الاول قرب حصول الحساب وهو الذي في قوله رحمه الله وذلك لقرب الاخرة من الدنيا فما اسرع الحساب واقربه من الغافلين عنه ثم المعنى الثاني اشار اليه بقوله ولكمال قدرته وتنجيسه حساب عباده يوم القيامة فما يمضي نصف اليوم الا وقد حاسب الخلائق فيكون صفة للحساب لا لوقوعه يعني لا لزمان وقوعه ثم تدل لقوله رحمه الله فما يمضي نصف اليوم الا وقد حاسب الخلائق وعرف كل منزلته لقول الله تعالى اصحاب الجنة يوم خير مستقرا واحسن مقيلا اين الدليل في هذه الاية على ما ذكر من انه لا يمضي نصف النهار الا وقد انتهى الحساب وعرف كل احد مستقره قوله مقيلا قوله ما قيل والمقيل انما يكون في منتصف النهار نعم ثم امر الله تعالى بذكره في الايام المعدودات. واخبر انه لا اثم على من تعجل فاقتصر على اليومين الاولين ولا على من تأخر في منى الى اليوم الثالث فأكمل الأيام الثلاثة. لكن انتفاء ذلك الإثم لمن اتقى الله تعالى. يعني في الحالة في حال المتعجل وفي حال المتأخر نعم لكن انتفاء ذلك الاثم لمن اتقى الله تعالى. اما من لم يتق الله تعالى فعليه من الاثم بقدر خروجه عن التقوى وتعجل او تأخر نعم ثم امر الله تعالى بتقواه مشيرا الى ان الرجوع اليه وحده فيجازي كل عامر بما عمل اليوم تجزى كل نفس بما كسبت. الله اكبر. ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شر طيره في اول الايات التي ذكر الله جل وعلا فيها شأن الحج ذكر التقوى والتزود وفي اخرها ختم الايات بها بالامر بالتقوى مما يدل على ان التقوى هي خير ما يحصل عليه الحاج ويخرج به من هذا النسك العظيم. فينبغي الاشتغال بتحقيق هذا الوصف بسائر شأن الانسان لا سيما في هذه العبادة التي من ثمراتها التقوى. في قوله تعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى والاشارة الى الزاد المعنوي الذي يحصل ويحقق ويحصل في الحج. ثم قال واتقوا الله هذا فيه ايضا الاشارة الى هذا المعنى وانه مقصود فينبغي تحقيقه والحرص عليه. نعم ما يستفاد من الايات اولا جواز التجارة الحاج ايام حجه منين المأخوذ هذا ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم. نعم ثانيا وجوب الوقوف بعرفة في وقته على الحجاج لقوله فاذا افضتم من عرفات قالوا وانما نص على الاسم لكون الحج في عرفة ركنه الاعظم اذا كان الوقوف في عرفة ركن الحج الاعظم قد قال النبي صلى الله عليه وسلم الحج عرفة كما في الحديث عند احمد واصحاب السنن نعم ثالثا ان الوقوف فيها واجب على اهل مكة وغيرهم من الحجاج وذلك مأخوذ منين ثم افيضوا من حيث افاض الناس نعم رابعا وجوب ذكر الله تعالى على الحاج في مزدلفة بعد الوقوف بعرفة. وقد بينت السنة تفصيل ذلك فكل حاج يقف بين مزدلفة يجب عليه ان يذكر الله عز وجل واعظم ما يكون من الذكر الصلاة التي تكون في مزدلفة صلاة المغرب والعشاء فهي اعظم الذكر لما فيها من القراءة والدعاء والذكر والتسبيح والتهليل فيحصل بها الامر في قوله تعالى فاذكروا الله عند المشعر الحرام نعم. خامسا ان الذكر في مزدلفة لا يصح قبل الوقوف بعرفة. مأخوذ من قوله فاذا افظت من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام وقوفه في مزدلفة الجواب لا نعم سادسا ان ذكر الله تعالى من شكر نعمته. من اين يؤخذ هذا؟ ان ذكر الله تعالى من شكر نعمته واذكروه واذكروه كما هداكم وجهه ان الكاف للتعليم لا للتعليم الصحيح انها للتعليم اي لاجل ما هداكم فالذكر من شكر الهداية ومن شكر نعمة التوفيق للعمل الصالح والعلم النافع نعم. سابعا ان الهداية من اكبر نعم الله تعالى التي يستحق بها ان يذكر ويشكر منين مأخوذة هذي فاذكروه كما هداكم حيث امر بالذكر على هذه النعمة العظيمة وهي الهداية والله جل وعلا امر بالذكر على الهداية وهي نعمة دينية وامر بالذكر على الرزق وهو نعمة دينية دنيوية كما مر معنا في قوله تعالى ليذكروا الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام فالذكر يكون على الهداية ويكون على الرزق والذكر على الهداية اعظم منه على الرزق. لان الرزق متاع دنيوي ان فات لم تقصر حال الانسان واما الهداية فهي نعيم دنيوي واخرى وان فاتت خسر الانسان دنياه واخرته نعم ثامنا بيان قدر نعمة الله تعالى بالهداية بذكر حال العبد قبلها منين يوخذ هذا؟ وان كنتم من قبله لمن الظالين. وهذا ينفع الانسان العجب والعلو والاستكبار حيث انه يذكر حاله قبل الهداية وانه كان ضالا وانه لولا نعمة الله عليه وتوفيقه له لما اهتدى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما كان ينشد اصحابه والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فلولا توفيق الله وانعامه على عبده واحسانه اليه ما حصلت الهداية