الحمد لله رب العالمين نحمده سبحانه واثنى عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فقال رحمه الله وهي خصائص قال وهي التفرد بملك الظر والنفع او ملك الظر والنفع والعطاء والمنع فمن علق ذلك بمخلوق فقد شبهه بالخالق شبه المخلوق بالخالق تعالى وسوى بين التراب ورب الارباب وهذا الامر وهو انفراد الله تعالى بالعطاء والمنع وبالضر والنفع هو في الحقيقة من توحيد الالهية او من توحيد الربوبية اعتقاد انه لا نافع الا الله ولا ضار الا الله مما يتعلق بتوحيد الربوبية لكن المؤلف جعله من توحيد الالهية لان اعتقاد النفع والضر في غير الله تعالى الى اي شيء الى سؤال النفع ودفعه وسؤال دفع الضر او كشفه من غير الله تعالى وانفراد الله تعالى بملك النفع والضر جاء في ايات كثيرة في كلام الله تعالى من ذلك قول الله تعالى واتخذوا من دونه الهة فلا تجعل لله اندادا وانتم تعلمون وجاء بنفي آآ الكفر في قوله تعالى لم يكن له كفوا احد وجاء بنفي السمي فقال تعالى هل تعلم له سم يا وجاء بالنهي عن ضرب الامثال له فقال ولا تضربوا لله الامثال لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لانفسهم ضرا ولا نفعا. فالمعبودون من دون الله تعالى لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا قد قال الله جل وعلا قل من رب السماوات والارض قل الله قل افتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا. وكذلك قال الله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الظر عنكم ولا تحويلا وقال الله تعالى قل اتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا وهو السميع العليم. الايات في هذا كثيرة بل ان اعظم الخلق جاها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم مع ذلك امره الله تعالى بان يبلغ في موضعين من كتابه انه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فيقول جل وعلا امروا الرسول قل اني لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا وفي الاية الاخرى قل اني لا املك لنفسي ضرا ولا نفعا. فامره الله تعالى بنفع والضر لبيان انفراد الله تعالى به لذلك فهذا امر قررته الايات وانما جعله المؤلف رحمه الله من خصائص الالهية لان من اعتقد النفع والضر في غير الله تعالى او انه يكون من غير الله تعالى فانه سيصرف الدعاء الى ذلك تحصيلا للنفع ودفعا للضر تحصيلا للعطاء وتوقيا للمنع يقول رحمه الله فمن علق ذلك بمخلوق اي جعل النفع والضر والعطاء والمنع لاحد من المخلوقين فقد شبهه بالخالق تعالى والله تعالى قد نفى عن نفسه ملك النفع والضر في الايات التي سمعته عن عن غيره كالنفع والضار في ايات كثيرة والنبي صلى الله عليه وسلم نفى عن نفسه ملك النفع والضر في موضعين او في مواضع من كلام الله تعالى قل اني لا املك لكم ضرا ولا رشدا وهذا من مما امره الله تعالى به ثم قال المؤلف فمن جعل ذلك لغير الله جل وعلا فقد شبهه بالخالق وسوى بين التراب وبين رب الارباب وشتان ما بين الله تعالى وبين خلقه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فاي فجور وذنب اعظم من هذا؟ اذا الذي استوجب ان يكون الشرك غير مغفور الذنب انه من اعظم الفجور واظلم الظلم. قال الله تعالى ان الشرك لظلم عظيم فهذا جواب لشيء من الاسئلة المتقدمة. يقول رحمه الله واعلم ان من خصائص الالهية الكمال المطلق من جميع الوجوه الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه. الكمال المطلق يعني الذي لا نهاية له الذي لا شيء فوقه فهو مطلق لا قيد فيه ولا حد له فهو الكمال الذي ليس فوقه كمال والغاية التي ليس فوقها غاية. فالكمال المطلق من جميع الوجوه الذي لا نص فيه بوجه من الوجوه لله تعالى وهو من خصائص الله جل وعلا في اسمائه في صفاته في افعاله يقول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وهذا فيه كمال اسمى وايضا كمال الصفات كمال اسمى وكمال الصفات لان الاسماء تتضمن ايش تتضمن صفاته ثم قال جل وعلا ولله المثل الاعلى وهو العزيز الحكيم وقال سبحانه وتعالى وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم كل هذه الايات دالة على ان الكمال المطلق له جل وعلا في اسمائه وفي صفاته وكذلك في افعاله ومقتضى هذا الكمال تعلق القلب به وانه لا يتعلق بسواه ولذلك يقول المؤلف وذلك يوجب اي يفظي ويؤدي ويترتب عليه ان تكون العبادة له وحده عقلا وشرعا وفطرة وهذا جواب على سؤال هل العقل يجيز ان تكون العبادة لغير الله تعالى؟ الجواب لا. لان الانسان انما يصف عبادته العبد انما يصف العبادة لمن له الكمال ولا احد له الكمال المطلق من كل وجه الا رب الارض والسماء جل وعلا فلذلك الكمال له فالعبادة حق له فلا يجوز عقلا ولا شرعا صرف العبادة لغيره يعني العقل يدل على الحصار في العبادة الى غير الله تعالى. والشرع دال على ذلك ايضا فهذا جواب على سؤال من الاسئلة المتقدمة يقول رحمه الله فمن جعل ذلك لغيره اي لغير الله تعالى فقد شبه الغير بمن لا شبيه له شبه الغير بمن لا مثل له ولا نظير سبحانه وبحمده يقول المؤلف رحمه الله ولشدة قبحه. اما قول الله تعالى لا شبيه له فالمقصود بلا شبيه هنا لا مثيل وهم يطلقون نفي الشبيه ويريدون به نفي المثيل وهذا في كلام المتأخرين والذي في القرآن والسنة هو نفي المثل عن الله تعالى. وقد جاء ذلك بعدة الفاظ او بعدة آآ صيام فجاء بنفي المثل في قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وجاء بنفي الند فقال جل وعلا كل هذه الايات وهذه النصوص دالة على معنى واحد وهو انه لا مثيل له سبحانه وبحمده لا كفؤ ولا ند ولا نظير ولا سمي له سبحانه وبحمده قال ولشدة قبحه وتظمنه غاية الظلم اخبر من كتب على نفسه الرحمة انه لا يغفره ابدا لكونه قد بلغ في الظلم غايته وفي الاعتداء منتهاه فكان مستوجبا لهذه العقوبة العظيمة وهي انه لا يغفره جل وعلا هذا واظح اذا هذا ايضا من جملة الاجابة على الاسئلة المتقدمة يقول رحمه الله ومن خصائص الالهية العبودية التي لا تقوم الا على ساقي الحب والذل. الخاصية المتقدمة في قوله واعلم ان من خصائص الالهية الكمال المطلق هذا من خصائصه جل وعلا وهو مما يتعلق بكمال اسمائه وصفاته الاول مما يتعلق بكمال ربوبيته الخاصية الاولى مما يتعلق بكمال ربوبيته. الخاصية الثانية مما يتعلق بكمال اسمائه وصفاته. الخاصية الثالثة ما يتعلق بكمال حقه وانفراده بالالهية دون غيره ولذلك قال ومن خصائص الالهية العبودية التي لا تقوم الا على ساقي الحب والذل. العبودية اي انفراده بانه المعبود الذي لا يستحق العبادة سواه وهذا هو اصل الدين واسه عليه بناء الشرائع كلها الشرائح كلها جاءت بوجوب افراد الله تعالى بالعبادة. كما قال الله تعالى وما ارسلنا من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا تعبدون فهذا هو الحق الذي انفرد به وجاءت الشرائع باخلاصه له سبحانه وبحمده قال رحم الله العبودية اي انفراده بالعبادة وانه لا يستحق العبادة سواه التي لا تقوم الا على ساقي الحب والذل لا تقوم العبادة الا على ساق الحب والذل الحب له جل وعلا والذل له سبحانه وبحمده. اما الحب فيدل له ايات كثيرة منها قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله من تزيين الشيطان للوقوع بما فيما حرم الله تعالى من افراده بالعبادة وحده لا شريك له ثم بعد هذا ذكر المؤلف رحمه الله جملة من خصائص الالهية في الاعمال فقال رحمه الله فمن سجد لغيره فقد شبه به ومن ذلك ايضا في الدلائل على وجوب كمال الذل والخظوع له. وما قدروا الله حق قدره ما لكم لا ترجون لله وقارا وما اشبه ذلك من الايات الدالة على وجوب تعظيمه سبحانه وبحمده وتعظيمه لا يكون الا بكمال الذل له وهذان العملان القلبيان المحبة والذل بهما تستقيم اعمال العبد بهما يصلح عمله وعبادته. يقول ابن القيم رحمه الله في نونيته وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قضبان غاية حبه يعني منتهى حبه نهاية فالغاية هي نهاية الشيء وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان وعليهما كل عبادة دائر ما دار حتى قامت القطبان ومداره بالامر امر رسوله لا بالهوى والنفس والشيطان هذا يدل على وجوب افراد الله تعالى بهذين العملين. وهما عليهما تدور سائر الاعمال وعنهما تنشأ كل الطاعات الظاهرة والباطنة الواجبة والمستحبة تبي المحبة يكون فعل الواجبات وبالتعظيم يكون الانتهاء عن المحرمات والسيئات ولا فرق في هذا بين الواجبات القلبية والواجبات الظاهرة وبين الاعمال القلبية والاعمال الظاهرة. ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله ليس العبادة غير توحيد المحبة مع خظوع القلب والايمان. حقيقة العبادة تدور على هذين المعنيين توحيد المحبة تجريد المحبة لله تعالى مع خظوع القلب وخضوعه يستلزم انقياده وبه يتم للعبد تحقيق العبودية يقول رحمه الله وحقيقة ليس العبادة غير توحيد المحبة مع خضوع القلب والاركان. والاركان اي الجوارح بان تذل لله تعالى وحده لا شريك له يقول رحمه الله ومن خصائص الالهية العبودية التي لا تقوم الا على ساقي الحب والذل فمن اعطاهما لغيره يعني من احب غير الله تعالى كمحبة الله او ذل لغير الله تعالى كذره لله جل وعلا فقد شبهه اي شبه المخلوق بالخالق سبحانه وتعالى في خالص حقه يعني في الحق الذي لا يجوز اشراك غيره به بل يجب افراده سبحانه وتعالى به دون غيره. وقبح هذا مستقر في العقول والفطر هذا يدل على ان الشرك واتخاذ الوسائط دون الله تعالى ممتنع عقلا كما انه ممتنع شرعا. يقول رحمه الله ولكن هذا استدراك كيف وقع الشرك في الامم اذا كان هذا مما يعلم قبحه بايش؟ بالعقل والشر. كيف وقع الشرك؟ ما الذي زين الشرك به هؤلاء يقول رحمه الله ولكن لما غيرت الشياطين فطر اكثر الخلق واجتالتهم عن دينهم وامرتهم ان يشركوا بالله ما لم ينزلوا به سلطانك كما روى ذلك عله اعرف الخلق به وبخلقه عموا عن قبح الشرك حتى ظنوه حسنا. اذا الذي اوقع الناس في الشرك هو كيد الشيطان المتواصل الذي صرف الناس واجتالهم عن عبادة الله تعالى. يقول المؤلف رحمه الله كما روى ذلك عن الله اعرف الخلق به وبخلقه من هو النبي صلى الله عليه وسلم وذلك فيما رواه الامام مسلم من حديث معاذ ابن هشام عن ابيه عن قتادة عن مطرف ابن عبد الله ابن الشخير عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله امرني ان اعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا ثم قال صلى الله عليه وسلم كل مال نحلته عبدا فهو حلال. هذا من كلام الله تعالى وفي الحديث الهي. كل مال نحلته عبد فهو حلال ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يخبر عن ربه واني خلقت عبادي حنفاء كن لهم ثم اجتالتهم الشياطين وحرمت عليهم ما احللت لهم لوامرتهم ان يشركوا بي ما لم انزل به سلطانه وهذا يدل على ان العباد خلقوا على الحنيفية التي هي افراد الله تعالى بالتعلق لكن وقع ذلك بسبب كيد الشياطين الذين صرفوا العباد عن طاعة الله تعالى الى طاعة غيره وعن عبادته وحده لا شريك له الى عبادة من سواه اذا الذي حرف الناس عن هذا الامر الذي تدل عليه الفطر وتقتضيه العقول دلت عليه الشرائع وهو ايش يا اخواني ايش اللي دلت عليه الفطر واختلطته العقول وامرت به الشرائع؟ افراد الله تعالى بالعبادة الذي صرف الناس عن هذا هو الشيطان الذي زين لهم عبادة غير الله تعالى. ولذلك قال حتى عموا عن قبح الشرك حتى ظنوه حسنا. وذلك بانه من الاولياء ومن معرفة حقوق الاولياء وما الى ذلك من الكلام والبهرج الذي يزين به هؤلاء باطلهم. وانما حقيقته ان ومنها التوكل فمن توكل على غيره فقد شبهه به. ومنها التوبة فمن تاب لغيره فقد به ومنها الحلف باسمه تعظيما فمن حلف بغيره فقد شبهه به ومنها الذبح له فمن ذبح لغيره فقد شبهه به. ومنها حلق الرأس الى غير ذلك في جانب التشبيه يقول رحمه الله من خصائص الالهية السجود اي السجود له جل وعلا ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والاصال فالسجود حقه جل وعلا الذي جعله له دون غيره وذلك بان اسجد له سبحانه وتعالى من في السماوات والارض طوعا وكرها اي اختيارا وقدرا هذا معنى قوله جل وعلا طوعا وكرها فهذا السجود منه اختياري وهو الذي يثاب عليه العبد وترتفع به درجته وتعلو به منزلته ومنه قهري وذلك بما يقضيه الله جل وعلا من حكمه على سائر الخلق ولا يسجد ما في السماوات والارض طوعا وكرها وظلاله بالغدو والعصى ثم هذا السجود هو سجود العبادة وهو وحد لله وحده لا شريك له في جميع الشرائع فلم تجد شريعة من الشرائع السجود لغير الله تعالى على وجه التعبد والذي جاء في الشرائع السابقة جواز السجود لغير الله تعالى على وجه التحية لا على وجه التعبد كما جرى من اخوة يوسف له فان هذا السجود سجود تحية وليس سجود عبادة اما السجود الذي يتضمن خضوع القلب وعبادته ورقة فهو لله وحده لا شريك له. لا يكون لغيره. وهذه الشريعة لما كانت كاملة في احكامها وفي عقائدها فقد منع النبي صلى الله عليه وسلم السيود لغير الله تعالى مطلقا لا على وجه التحية ولا على وجه التعبد ولذلك قال كما روى جماعة من الصحابة رضي الله عنهم وتقدم لا ينبغي لاحد ان يسجد لاحد وقال صلى الله عليه وسلم لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها. وقد جاء هذا الحديث من قرابة عشرة طن طرق عن الصحابة رضي الله عنهم منهم معاذ وغيره وهو دال على وجوب افراد الله تعالى بالسجود دون ما سواه وهذه الجملة التي ذكرها المؤلف رحمه الله من الاعمال قد تقدمت ادلتها في سابق بيانه لانواع الشرك الافعال والايرادات والاقوال فانه قد بين الشرك في الافعال الشرك في الارادات والشرك في اه الفضل ذكر الامثلة الان ذكرها على انها من التوحيد وهو ان يكون السجود لله وحده لا شريك له وابتدأ السجود لانه من اخص الاعمال التي يظهر بها كمال الذل لله تعالى ولذلك جاءت الاحاديث في بيان فضل السجود وانه مما يحبه الله تعالى من ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بان ان اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد واخبر كما في الصحيح ان آآ السجود مما من مواطن اجابة الدعاء فقال صلى الله عليه وعلى اله وسلم واما السجود فاكثروا فيه من الدعاء كما في حديث ابن عباس فقمن ان يستجاب لكم اي حري قريب ان يستجيب الله لكم. فالسجود اعظم ما يظهر فيه ذل العبد لربه. حيث يجعل العبد اشرف ما فيه وهو وجهه وجبهته في اذل واخفض مكان خظوعا لله تعالى. وهذا هو السر في كون المؤلف رحمه الله بدأ بالسجود في اول التفصيل للاعمال القلبية والاعمال البدنية فهو متضمن لخضوع القلب وخضوع ايش السجود متضمن لخضوع القلب وخضوع ايش؟ وخضوع الاركان الجوارح. قد قال ابن القيم رحمه الله فيما تقدم ليس العبادة غير توحيد ليس العبادة غير توحيد المحبة مع خضوع القلب وايش والاركان فهذا هذه عبادة اظع فيها القلب وخظعت فيها الاركان ولذلك ذكره في اول المنازل قال ومنها من ايش؟ من خصائص الالهية. التوكل والتوكل عمل قلبي وهو صدق الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار وهو حقه جل وعلا لا يجوز التوكل على غيره. قال الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين هذا من الادلة الدالة على وجوب افراد الله تعالى بالتوكل حيث انه قدم ما حقه ايش التأخير فذكر الجار والمشرور قبل المتعلق فقال وعلى الله فتوكلوا. والاصل في ترتيب الكلام وتوكلوا على الله. لكن لما اراد الحصر والتخصيص قدم ما حقه التأخير فاذا توكل العبد على غيره على غير الله تعالى فانه قد اشرك وقيل انه نسبة الى القدوس ولكن هذا ليس بصحيح ليش لانه لو كان النسبة الى القدوس لك قال الحديث القدوس ولا يصح ان يكون قدسي وهو منسوب او نسبة الى القدوس ولا فرق في هذا بين ان يفرد الغير بالتوكل بان يتوكل على غير الله دون الله جل وعلا وبين ان يتوكل على الله ومعه غيره فانه في هذا اه في هذه الحال يكون قد وقع في الشرك الذي نهت عنه الرسل. قال رحمه الله ومنها من خصائص الالوهية التوبة فمن تاب لغيره فقد شبهه به قد تقدم لنا فيما مضى ما يدل على هذا ذكر المؤلف رحمه الله في هذا ما رواه الامام احمد من طريق الحسن عن الاسود بن سرير ان رجلا اوتي به قد الم بذنب فقال الرجل ايش؟ اني اتوب الى الله ولا اتوب الى محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم معلقا على قوله ايش عرف الحق لاهله. وهذا يدل على وجوب افراد الله تعالى بالتوبة. فيتوب الى الله دون ما سواه متقدم الكلام على هذا هذه المسألة في في موضعه. المراد ان من حقوق الله تعالى التوبة والتوبة هي الرجوع والانابة والاخبات تتضمن معاني قلبية كثيرة كما انها تتضمن معاني عملية وذلك ان التوبة اما ان تكون التوبة عن ترك ما امر الله تعالى باتيانه واما ان تكون عن مواقعة ما حرمه الله تعالى فالتوبة اما ان تكون عن ترك واجب واما ان تكون عن فعل محرم فهذا لا يكون الا لله تعالى. يقول رحمه الله ومنها الحلف باسمه تعظيما اي الحلف باسم الله تعالى تعظيما فان هذا من التوحيد لكن هل هذا يدل على ان قصد الحلف مشروع الجواب الحلف قد يكون مشروعا كما امر الله تعالى رسوله بان يحلف في مواضع وكما حلف النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع توكيدا لخبره. لكن الاصل وجوب حفظ الايمان قال الله تعالى لا يعاقبكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم وهذا فيه ان الواجب على العبد ان يحفظ يمينه وقد جاء الامر بذلك مصرحا في قوله واحفظوا ايمانكم وحفظها يكون بعدم ابتدالها ووضعها في غير موضعها وكذلك بالحنث فيها وما الى ذلك الحلف باسمه تعظيما له هذا من العبادات. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فليحلف بالله. او ليصمت وهذا بيان انه لا يجوز الحلف بغيره لانه يتضمن التعظيم فان الحلف هو ذكر المعظم في توكيد امر او في حث او من يقول رحمه الله الحلف باسمه تعظيما فمن حلف بغيره فقد شبهه به اي شبهه بالله تعالى ولذلك نهت نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغيره كما تقدم في حديث ابن عمران النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك مر معنا هذا الكلام يا اخوان اليس كذلك طيب ثم قال ومنها من ايش من خصائص الالوهية الذبح له اي دون غيره. قال الله تعالى ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه فنهى الله تعالى عن اكل ما لم يذكر اسم الله عليه لانه لا يظهر فيه قصده جل وعلا اما اذا ذكر فهنا قد ظهر فيه انه المقصود بالذبح وقد جاء النهي عن اكل ما اهل لغير الله في مواضع عديدة من كلام الله تعالى. قال الله تعالى ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق. وصفه الله تعالى بانه فسق والفسق والخروج عما يجب التزامه وحفظه والقيام به. وجاء فيما رواه الامام مسلم من حديث علي بن ابي طالب ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن اربعة ومنهم من ذبح لغير الله لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذبح لغير الله الذبح لغير الله تعالى له صور اما ان يذبح لغير الله تعالى قصدا وتسمية. هذي السورة الاولى واعلاها في الشرك والقبح ان يذبحها لغير الله تعالى قصدا وتسمية فيسمي غير الله تعالى عند الذبيحة ويقصد غير الله تعالى عند الذبح الثاني الذبح لغيره جل وعلا ان يذبح لغير الله تعالى قصدا ويسمي الله تعالى فيقصد بهذه الذبيحة غير الله اما الجن او الملائكة ويسمي الله يقول بسم الله عند الذبح. وهذه ايضا من الشرك والكفر بالله تعالى. الثالث ان يذبح لغير الله تعالى تسمية لا قصدا فهو يقصد الذبح لله جل وعلا لكنه يسمي غير الله عند الذبيحة فيقول باسم الرسول باسم علي باسم الحسين باسم الولي الفلاني وهو يقصد بذلك التقرب الى الله بهذا الذبح وهذا ايضا من الشرك لانه مما اهل به لغير الله كل هذه الصور الثلاثة من الشرك وتختلف مراتبها فالقسمان الاولان الاجماع منعقد على انهما من الكفر وان من ذبح لغير الله تعالى تسمية وقصدا او قصدا دون التسمية فانه كافر بالله داخل في قول الله تعالى انه يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار اما القسم الثالث وهو ان يقصد بالذبيحة الله جل وعلا. ويسمي غيره عند الذبح فهذا فيه خلاف بين العلماء منهم من قال انه مع الاتفاق على انه محرم لكن اختلفوا هل هو من الشرك المخرج عن الملة او لا؟ على قولين او الذي يظهر انه خطير للغاية حيث انه ان لم يكن من الشرك الاكبر فهو شبيه به. يوشك ان يوافقه والحقيقة ان ذكر الاسم عند الذبيحة اسم الله تعالى مما امر الله تعالى به ومما جعله مطيبا مبيحا للذبيحة فصرف ذلك لغيره بتسمية غيره على الذبيحة هو في الحقيقة من الشرك الذي آآ يخرج صاحبه من التوحيد وهذا احد القولين في المسألة ثم قال رحمه الله ومنها حلق الرأس الى غير ذلك. حلق الرأس ايش حلق الرأس تعظيما لغير الله تعالى. قد ذكرنا فيما تقدم ان من صور الشرك بالله تعالى اه حلق الرأس لغيره جل وعلا وهذا محل اتفاق فان الله تعالى امر حلق الرأس في النسك ونهى عنه حال النسك وذلك للتقرب اليه جل وعلا بحلق الرأس عند التحلل من الاحرام. تعظيما له وذلا فمن حلق رأسه لغير الله تعالى تعظيما فقد صرف العبادة لغيره. قال رحمه الله الى غير ذلك يعني منصور العبادات التي يجب افرادها الله تعالى بها وهو كل ما امر الله تعالى به ورسوله امر ايجاب او امر استحباب وقوله الى غير ذلك يعني من من العبادات التي تستظل بهذه القاعدة وهذا الضابط وهذا التعريف كل ما امر الله به ورسوله امر اجابة وامر استحباب فانه يجب افراد الله تعالى به دون غيره فمن صرفه او لغيره فقد وقع في الشرك الجانب الثاني من جوانب الشرك يقول رحمه الله هذا في جانب التشبيه واما في جانب التشبه. هذا يعني حقيقة يعني يوحي بان الكلام في اوله قد يكون في خطأ يقول مالك تشبيه الخالق بالمخلوق والثاني تشويه المخلوق بالخالق ظاهر كلام المؤلف رحمه الله انه القسم الاول الان فرغ منه والثاني تشبه المخلوق بالخالق تشبه المخلوق بالخالق لعله الاصوب والاقرب حتى يتناسب مع كلام المؤلف رحمه الله. فنكون فنقول يعلم ان حقيقة الشرك تشبيه الخالق بالمخلوق وتشبه المخلوق بالخالق تشبه المخلوق بالخالق واضح تشبه المخلوق بالخالق كان يدعو المخلوق الخلق ليعبدوه من دون الله. ففي هذه الحال يقول قد تشبه بايش العبد تشبه بالرب جل وعلا المخلوق تشبه بالخالق فيكون قد وقع في الشرك فنعدل الاول ولعله اشار في في الحاشية الى ان ذلك نسخة طيب يقول رحمه الله هذا في جانب التشبيه اي تشبيه المخلوق بالخالق او الخالق بالمخلوق واما في جانب التشبه فمن تعاظم وتكبر ودعا الناس الى اطرائه ورجائه فقد تشبه بالله ونازعه في ربوبيته. وهو حقيق بان يهينه الله غاية الهوان ويجعله كالذر تحت اقدام خلقه. وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال يقول الله عز وجل العظمة ازاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا من ما عذبته. طيب يقول المؤلف رحمه الله واما في جانب التشبه اي تشبه المخلوق بالخالق وهو ما ذكره المؤلف رحمه الله في احد قسمي الشرك لان المؤلف رحمه الله يقول الشرك حقيقة الشرك تشبيه الخالق بالمخلوق او تشبه المخلوق بالخالق او تشبه المخلوق بالخالق فالشرك يدور على هذين المعنيين تكلم عن المعنى الاول وهو ما يتعلق بجانب التشبيه تشبيه الخالق بالمخلوق ثم انتقل الى بيان صوره وامثلة للنوع الثاني من الشرك وهو تشبه المخلوق بالخالق تشبه المخلوق على العبد المربوب الظعيف بخالقه الذي ليس كمثله شيء. هذا التشبه ممنوع وهو ممنوع شرعا وعقلا وفطرة وحسا فانه لا يمكن ان يسوى رب العالمين تعالى خلقه ولا يمكن ان ان يضارعه احد من خلقه اه يقول فمن تعاظم وتكبر ودعا الناس الى اطرائه ورجائه ومخافته فقد تشبه بالله ونزعه في ربوبيته من تعاظم وتكبر. معنى التعاظم والتكبر متقارب وهو طلب العلو لكن ايهما اشد التعاظم او التكبر التكبر اشد من التعاظم التكبر اشد من التعاظم وسيأتي دليل هذا في كلام المؤلف رحمه الله فالتكبرعلو يتضمن التعاظم ارتفاع يتضمن العظمة بخلاف التعاظم قد يكون هناك تعاظم لكن ليس هناك تكبر ودعا الناس الى اطرائه اي الاسراف في مدحه وثنائه وتحميده وذكره قال ورجائه ومخافته وهذا يكون قد دعاهم الى عبادته لانهم اذا رجوه وخافوه فقد اتخذوه الها من دون الله تعالى فقد تشبه بالله ونازعه في ربوبيته. لان التعاظم والتكبر وسائر ما ذكر المؤلف اولا التعاظم والتكبر من خصائص الربوبية العظمة والكبرياء هما من خصائص الربوبية لا تناسب المخلوق واما دعاء الناس الى اطرائه ورجائه ومخافته فهذا نازع الله تعالى في الهيته نازع الله تعالى في الهيته وقد جعل المؤلف رحمه الله جميع هذه الاعمال التعاظم والتكبر ودعا الناس الى اطرائه ورجائه ومخافته جعلها جميعا من المنازعة في الربوبية والحقيقة ان التعاظم والتكبر منازعة في الربوبية لان العظمة والكبرياء من خصائص الربوبية لكن دعاء الناس الى الاطراء والرجاء والخوف هذا نازع الله تعالى في الهيته لانه جعل طلبا من الناس ان يصرفوا اليه العبادة من دون الله تعالى او العبادة مع الله تعالى وهذا لا ريب انه من الشرك ولكن المؤلف رحم الله ذاك الربوبية هنا ومعلوم يا اخواني ان ذكر الربوبية في مقام يتضمن الالهية وذكر اذا هي في مكان يتضمن الربوبية متى تكون الربوبية فيما يتعلق بالخلق والملك والرزق والتدبير ولله هي تتعلق بالعبادة اذا معه فمثلا قول الله تعالى واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى هنا هل هو هالميثاق الذي اخذ على الخلق هو الاقرار بان الله رب كل شيء فقط ام انه رب كل شيء والهه؟ انه رب كل شيء والهه رب كل شيء واله ولكن القاعدة انه اذا ذكرت الربوبية في مقام فانها تشمل الالهية واذا ذكرت الالهية في مقام فانها تشمل الربوبية واذا اجتمعا كانت الربوبية فيما يتعلق بحقه جل وعلا في الخلق والملك والرزق والتدبير وكانت الالهية فيما يتعلق بحقه سبحانه وتعالى في افراد العبادة والا يعبد سواه يتنبه لهذا فلعل المؤلف رحمه الله لما ذكر آآ المنازعة هنا للربوبية يريد الربوبية التي تشمل معنى الالهية واما اذا اردنا ان نقسم على انواع الشرك المتقدم الواقع في الامم فان التعاظم والتكبر من شرك الربوبية وآآ الاطرى والرجاء والمخافة من شرك الالهية. قال رحمه الله وهو حقيق من هو الذي حقير من تعاظم وتكبر ودعا الناس الى رجائه ومخافته واطرائه عقيق اي جديد ومستحق فهو فعيل بمعنى فاعل بان يهينه الله غاية الهوى ان يذله جل وعلا غاية الذل ويجعله كالذر تحت اقدام خلقه وقد جاء هذا في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بان المتكبرين المتعاظمين يحشرون يوم القيامة كالذر يطأهم الناس باقدامهم وهذا فيه عقوبتهم باي شيء بايش؟ بنقيض قصدها هم في الدنيا تعاظموا وتكبروا لاجل اي شيء. ليعلوا عن الناس فعاقبهم الله تعالى بنقيض ما قصدوه وعملوا له فجعلهم في الحظيظ والهوان يطأهم الناس باقدامهم. قال الله جل وعلا تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا فكل من اراد العلو والفساد في الارض فانه يعاقب بنقيض قصده يذله الله جل وعلا في موطن يحب فيه العز والعلو يقول رحمه الله وهو حقيق بان يهينه الله غاية الهوان. لماذا ليش هذا الذي تعاظم وتكبر؟ حري بان يهان ويهينه الله تعالى اذل واحقر موقف وهو ان يكون كالذر يطأه الناس باقدامهم الجواب لانه نازع الله تعالى حقه نازع الله تعالى حقه من العلو والعظمة والكبرياء يقول المؤلف رحمه الله وفي الصحيح والمراد في الصحيح هنا صحيح مسلم عنه اي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقول الله عز وجل حديث الهي والحديث الالهي ما هو هو ما يسميه جماعة من العلماء القدسي لكن الفرق بين تسميتين الحديث الالهي نسبة الى الله تعالى والحديث القدسي قيل انه نسبة الى روح القدس الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لكن الصحيح انه مضاف الى روح القدس وروح القدس اي الروح المطهرة من الادناس والارجاس. والنسبة المناسبة فانه صائم سبيل الله تعالى لان النبي صلى الله عليه وسلم يخبر عن ربه يقول قال الله عز وجل فنسبته الى الله عز وجل اولى من نسبته الى جبريل عليه السلام الى رح القدس المراد ان الحديث الالهي هو ما يرويه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن ربه يقول رحمه الله يقول الله عز وجل هذا في سياق حديث النبي صلى الله عليه وسلم العظمة ازاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته من نازعني واحدا منهما اي من عظمة او من الكبرياء عذبته جزاء هذه المنازعة وهذا فيه التهديد والوعيد لكل من نازع الله تعالى ما اختص به سواء كان ذلك في اوصافه او في اسمائه او في حقوقه جل وعلا وما يجب له فانه حري بان يعذبه الله تعالى هذا الحديث يدل على ان العظمة لا تكون الا لله جل وعلا وان الكبرياء لا يكون الا له جل وعلا وهو دال ايضا على ان من تكبر وتعاظم فقد نازع الله تعالى ما اختص به وهو جدير بان يعذبه الله تعالى عذابا اليما ومن العذاب الموعود ومن العذاب الموعود به من نازع الله في عظمته وفي كبريائه انه لا يدخل الجنة دليل ذلك ما ذكرنا من الاية قبل قليل قال الله تعالى تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والمتكبرون والمتعاظمون هذا هؤلاء ارادوا العلو في الارض ومنها ايضا اي من الادلة الدالة على عذاب من نازع الله تعالى عظمته كبريائه ما في الصحيح من حديث ابراهيم النخعي عن علقمة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر مثقال ذرة مثقال ما معنى مثقال؟ وزن ذرة وشف كيف توزن هذه الذرة وما قدر هذا الوزن؟ لا شك ان ان هذا يدل على ان ادنى ما يكون من الكبر في قلب العبد يحول بينه وبين الجنة. لماذا يا اخواني لماذا كانت هذه العقوبة العظيمة للكبر لانه ينافي العبودية. فالعبودية الذل والخضوع والكبر ينافي الذل والخضوع اذا اذ انه علو وارتفاع والجنة لا يدخلها الا الطيبون وهي لعباد الله الذين حققوا العبادة قال الله تعالى وتلك الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون من العبودية لله تعالى وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث ابي هريرة اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر اذا الكبر من اعظم ما ينازع صفات الله جل وعلا وهو من تشبه المخلوق بالخالق قد يصل الكبر بالانسان الى حد ان يتشبه به في الهيته او في ربوبيته. مثال هذا يا فارس تشبه العبد بالله عز وجل في الهيته او في ربوبيته ممن جرى هذا من فرعون حيث قال ما علمت لكم من اله غيري هذا تشبه به في الالهية في الربوبية فحشر فنادى فقال انا ربكم الاعلى وهذا غاية التشبه بالله تعالى. هناك انواع من التشبه دون هذا ان تكون من المخلوق بالله تعالى لكنها دون هذا ولها من العقوبة ما يناسبها نحن ذكرنا ان التعاظم اعلى من التكبر او التكبر اعلى التكبر اشد من اين ناخذ هذا من يستخرج لنا هذا من الحديث نعم نعم لما قال العظمة ازار والكبرياء ردائي دل على ان الكبرياء اعلى من من العظمة لانه افجرت العادة ان الرداء اشرف من الازام لان العادة جرت بان الايزاء اشرف من الازار ويهتم به ويعتنى اكثر من اليسار فلما جعله الله تعالى رداء له ايش دل ذلك على انه اعلى واكمل وارفع من العظمة. طيب الازار والرداء هذا تشبيه هل فيه تشبيه الجواب لا هل هذا مجاز؟ قد يقال ان هذا مجاز على قول من يقول ان هناك مجاز ان هناك مجازا في كلام العرب وقد يقال انه قد وضح من المعنى ان ليس انه ليس الازار والرداء هنا ازار رداء حسي ليس ازارا ورداء حسيا انما هو ازهار ورداء معنوي لماذا؟ لان العظمة والكبرياء امور معنوية وليست امورا حسية فليس في هذا تشبيه ولا تمثيل تعالى الله جل وعلا عما يقول جاهلون علوا كبيرا. يقول فمن نازعني واحدا منهما عذبته فيمكن ان تقع المنازعة في العظمة ويمكن ان تقع المنازعة في الكبرياء ايهما اشد في المنازعة؟ الكبرياء او العظمة منازعة الكبرياء في العظمة المنازعة في الكبرياء لانه اخص بها جل وعلا من غيره طيب التعاظم والتكبر تشبه بايش؟ بفعل او بعمل قلبي او بقول الاصل فيها الاصل الاصل تشبه عمل قلبي ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان في قلبه مثقال ذرة الكبر محله القلب مثقال ذرة من كبر فاصل البلاء في الكبر هو افة قلبية تنعكس على القول تنعكس على العمل لكن اذا عالج الاصل برئت النتائج وبرئت الاطراف والفروع لكن اصل بلاء الكبر في القلب. فهذا من التشبه بالاعمال القلبية هناك تشبه اخر وهو تشبه قد يجمع عملا قلبيا وعملا بالاركان بالجوارح وهو ما ذكره المؤلف رحمه الله في الثانية من سور تشبه المخلوق بالخالق. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد