وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين وهذا نوع من التوكل لا يعرفه كثيرون نحن نعرف التوكل في ايش التوكل على الله في جلب رزق ومصلحة وامور دنيوية وما اشبه ذلك لكن قل منا من يعرف التوكل على الله في طاعة الله التوكل على الله في امتثال امره. التوكل على الله فيما في ترك ما نهى عنه هذا مقام عالي وشريف من التوكل وهو مرتبة لاولياء الله الذين يعتمدون عليه ويبرؤون من حولهم وقوتهم في امتثال ما امر الله تعالى كما قال الرجل الصالح ان اريد الا الاصلاح ما استطعت ثم بعد ان ذكر ارادته وحسن قصده فزع الى عون ربه وما توفيقي الا بالله عليه توكلت ايش واليه انيب وهذا شرف عظيم لمن وفق اليه. توكل على الله في كل ما يكون من طاعته. توكل على الله في قيام الليل. توكل على الله في صيام رمضان واحتسابا توكل على الله في فعل ما امرك به من المحافظة على الصلوات وهلم جر من انواع القربات توكل على الله في ذلك وسيعينك فان من اعظم ما تدرك به المطالب وتحصل به المراغب وينال به الانسان ما يؤمل من خير الاخرة وخير الدنيا ومن طاعة الله وما يؤمنه من متع الدنيا ان يكون متوكلا عليه وبقدر توكلك تدرك مطلوبك زد يزداد لك زد في التوكل يزاد لك في ماء تريد وتطلب قال الله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه كافيه كافيه في ماذا؟ كافيه في امرين في تحصيل مطالبه وفي دفع مكروهاته ومخاوفه فالتوكل يدرك به الانسان المطالب ويأمن به من المخاوف وكلما عظم علم العبد بربه وعرف قدر ان يعبد وما له من الجلال والعظمة والقدرة والقوة والملك كان ذلك من موجبات صدق الاعتماد عليه انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون سبحانه وبحمده ومن عظيم قدرته سبحانه وبحمده في نصرة اوليائه ان يقلب الاسباب ويأتي بها على نقيض ما جرت العادة به فان الله تعالى اخبرنا عن ابراهيم عليه السلام لما القاه قومه في النار ماذا كان احرقته الجواب لا المتوقع من النار والمألوف والمعتاد في النار ان تأتي بنتيجة الاحراق هي سبب للاحراق لكن لما صدق ابراهيم عليه السلام في اعتماده على ربه وقذفه قومه في النار وقال حسبنا الله ونعم الوكيل جعل الله تعالى السبب الذي يفضي الى الاحراق سببا للبرودة والسلامة يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم فالاسباب بيد الله عز وجل قد تاتي بالنتائج وقد تتخلف عنها النتائج هذي الحالة الثانية والحالة الثالثة قد تأتي بنقيض النتيجة فهي لله عز وجل يمضي فيها ما يشاء ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه وبحمده وهو على كل شيء قدير ولذلك اذا صدق العبد في توكله على الله فتح الله تعالى له من ابواب العطاء والنيل وادراك المقاصد ما لا يرد له على بال ان ربي لطيف لما يشاء. لطيف يعني يصل جل في علاه الى ما قدره من طرق قد لا تظهر. من كان يتوقع ان تكون خاتمة يوسف عليه السلام الذي القاه اخوته في الجب ان يأتي اخوته ويدخلون عليه في وان ويدخلوا عليه في اخر القصة ويقعون له سجدا تحية اقرار بفظله. من كان يتوقع ان تكون هذه هي النهاية ولذلك موسى يوسف عليه السلام ماذا قال في نهاية القصة؟ ان ربي لطيف لما يشاء لطيف جل في علاه ومن لطفه ان يوصل عبدا الى ما قدره له من حيث لا يحتسب ومن حيث لا يتوقع ومن حيث لا يخطر له على بال الشأن كله شأن في احسان الصلة به متى ما احسنت صلتك به وصدقت في تحقيق العبودية له و التوكل عليه نلت ما تؤمن فاعبده ايش وتوكل عليه بذلك تدرك المطلوب قال جل وعلا قالوا يا موسى الان من الذي وعظ؟ ما وعظهم موسى؟ من الذي وعظهم الرجلان اللذان يخافان وانعم الله عليهما لكن بنو اسرائيل ما قدروا الانبياء ليقدروا الناصحين ولذلك لم يردوا عليهم ولم يوجهوا اليهم الخطاب وجهوا الخطاب لمن لموسى قالوا يا موسى اول قالوا يعني في نوع من الادب قالوا ان فيها قوما جبارين. ذكروا الاعتذار تمام؟ ثم قالوا ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها ما داموا فيها ايوا انا لن ندخل حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فانا داخلون. يعني في امل انهم يستجيبون ليدخلوا اذا حصل ما طلبوه لكن بعد الوعظ والتذكير قست قلوبهم وهي كما قال الله تعالى في وصفها ثم قست قلوبهم فهي كالحجارة او اشد قسوة ومن ذلك ما قصه في هذه الايات الكريمات في شأن عدم استجابتهم لموسى قالوا يا موسى انا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها اصرار بدون اعتذار اصرار بدون اعتذار لن ندخلها يعني ايس ان نستجيب لما امرتنا به لن ندخلها ابدا والتأبيد معناه على الامتداد دون تحديد امد ما داموا فيها وهذا تفسير للتأبيد الذي ذكروه ما داموا فيها يعني ما كان هؤلاء فيها ولم يقتصر على هذا المقال بل زادوا صلفا وسوء ادب فقالوا لموسى فاذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون وهذا يبين تلك القلوب المظلمة القلوب القاسية القلوب الصلفة التي لا تعرف ادبا ولا تعظم الله تعالى حق تعظيمه ولا تحفظ لانبيائه ورسله قدرا اذهب انت فاذهب انت وربك فقاتلا انها هنا قاعدون ومن يحرم صحبة الله عز وجل فانه خاسر. ومن يحرم صحبة الاخيار فانه فاشل وهؤلاء قد اقروا على انفسهم بالقعود عن امر الله موسى عليه السلام اعطاه الله صبرا وسعة بال لما يكون من هؤلاء فما كان منه الا ان توجه الى ربه ضاق بهم بعد كل هذه المحاولات في ان يستجيبوا ولم يستجيبوا لجأ الى الله قال ربي اني لا املك الا نفسي واخي الله اكبر تضرع لله عز وجل بوصف الحال وهذا واظح في ادعية موسى عليه السلام انه يتضرع لربه بوصف حاله بشكاية حاله الى ربه وهذا من موجبات الاجابة من اسباب الاجابة ان تشكو حالك لربك في موضع اخر وهذا قبل نبوته قال ربي اني بما انزلت الي من خير فقير لما خرج هارب من فرعون وقومه وجا مدين وسقى للمرأتين قال ربي اني لما انزلت الي من خير فقير هذا توسل الى الله وتظرع اليه بوصف الحال واظهار الافتقار كهذا الذي بين ايدينا فانه يشكو الى ربه ظعف قوته وقلة حيلته وانه لا يملك من شأن هؤلاء شيء وانه مفتقر الى عونه ربي اني لا املك الا نفسي اخي هذا توسل لله عز وجل وتضرع بين يدي السؤال والطلب فما هو السؤال افرق بيننا وبين القوم الفاسقين من هم الفاسقون؟ هم بنو اسرائيل الذين عصوه ولم يستجيبوا لامره الذي بلغهم اياه عن ربه من انه كتب لهم الارض المقدسة تفرق ايحكم بيننا وبين القوم الفاسقين. بيننا يعني بينه واخيه ومن وقيل والرجلين ولم يذكرهما لانه لا يعلم ماذا سيكون حالهما بعد هذا الرفض فالذي وثق منه على غاية الوثوق وثق باخيه لانه نبي مرسل وهو هارون عليه السلام اعرف من حاله انه مطيع لربه وانه سيمضي فيما امره الله تعالى ولهذا قال لا املك الا نفسي واخي لثقتي بانه لن لن يتخلف عن امرك. فافرق بيننا اي اجعل بيننا وبين القوم الفاسقين فتحا وحكما يكون به بيان ما جناه هؤلاء ويتضح به التمايز بين اهل الايمان وغيرهم من اهل الفسق قال جل وعلا قال الله في اجابة موسى فانها اي الارظ المقدسة التي امروا بدخولها محرمة عليهم اي ممنوعة الدخول عليهم لا واونا على الدخول عليهم محرمة هنا التحريم قدري التحريم قدري اي ان الله منع بني اسرائيل دخول هذه الارض المقدسة قدرا ثم حدد مدة التحريم قال اربعين سنة اربعين سنة يتيهون في الارض اي يضلون في الارض فلا يقر لهم قرار ولا يجدون مأوى ولا يقطعون سبيلا ولا يصلون الى غاية بل هم تائهون في الارض وقيل في وصف التيه اقوال كثيرة ولكنه في النهاية المعنى واحد انهم لا يصلون الى غاية يقرون فيها ويأملون بل يظل يظلون يظلون يبقون كل هذه المدة في الارظ هائمين لا يأوون الى مأوى ولا يقرون في قرار ومعلوم ان هذه مدة متطاولة الانسان اذا خرج في غير قرار لايام وجد من ذلك من العناء ما هو معروف فكيف بهذه السنوات المتطاولة قال الله جل وعلا فانها محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون في الارض اي يصيبهم من التيه في الارض ما هو عقوبة لهم على ما كان من عصيانهم وفسقهم وعدم امتثالهم ما امرهم الله تعالى به من دخول الارض المقدسة ثم عاد الخطاب الى موسى فيما في امر الهي له قال فلا تأثى على القوم الفاسقين لا تحزن على ما يصيبهم من عناء والشعث والتعب بسبب التيه فانهم فاسقون ولذلك قال على القوم الفاسقين وهذا اشارة الى ان هذا الجزاء وبسبب فسقهم فكانت العقوبة مطابقة للعمل رفضوا دخول الارض التي كتب الله عليهم فحرمها عليهم و تهوا في الارض لا يأوون الى مأوى والمؤمن لما امر الله تعالى قلبه من الرحمة قد يجد في نفسه رأفة ورحمة باصحاب الفسق والمعصية اذا نزلت بهم العقوبات وهذا جانب فطري كما انه من مقتضيات القلوب الرحيمة والراحمون يرحمهم الله لكن فيما كان من عقوبة قدرية منصوص عليها او عقوبة شرعية فانه لا وجها للرحمة ولذلك قال الله تعالى في عقوبة الزاني والزانية قال فاجدوهما ثمانون فاجدوهما مئة جلدة ولا تأخذكم وليشهد عذابها وطائفة من المرور ثم قال ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ان كنتم تؤمنون واليوم الاخر قال جل وعلا ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ولا لا يقول الله جل وعلا ولا تأخذكم بهما في عقوبة الزاني والزانية قال ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين فامر الله عز وجل بان لا تأخذ اهل الايمان رأفة في تنزيل الحكم الشرعي والعقوبة الشرعية وهذا معناه انه يحتمل ان تتطرق الرحمة الى القلوب لكن ينبغي حتى لو تطرقت الرحمة الى القلوب الا يكون ذلك لا مانعا من انزال حكم الله عز وجل وهذا لا يعني ان يتشفى المؤمن بالمصائب التي تنزل بالناس لكن لا يكون هناك من الرحمة ما يكون سببا لمنع نزول العقوبة فيما اذا كانت العقوبة شرعية وكذلك الا يكون هناك مانع من الاعتبار بالمصير وبيان السبب اذا كانت العقوبة قدرية معلومة السبب على انه ينبغي ان يعلم ان العقوبات القدرية لا يمكن فيها جزم بانها بسبب معصية معينة الا بنص العقوبات القدرية لا يمكن ان يجزم بانها سبب ان ان سببها ذنب معين الا بنص ولهذا من التهور ان يقول الانسان في عقوبة قدرية زلزال او طوفان او غرق او حرق او اشبه ذلك او صواعق تنزل باحد ان يقول هذا بسبب الذنب الفلاني. انت عندك وحي حتى تخبر بانه من الذنب الفلاني. عموما كل ما يصيب الانسان بسبب ذنبه ظهر الفساد في في البر والبحر بما كسب بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون لكن تعيين ان هذا النازل من العقوبات القدرية بسبب المعصية الفلانية بسبب ظهور الامر الفلاني هذا يحتاج الى الى الى علم ولا علم الا وحي والوحي قد انقطع لكن نقول وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير هذا على وجه العموم والاجمال وهذا في في كل ما ينزل للانسان مما يكرهه من المصائب والنوازل لكن تعيين سبب معين هذا من الخطأ المقصود ان الله نهى موسى عليه السلام عن ان يحزن عليهم وان تكون الرحمة التي في قلبه حاملة له على ان يجد الما لما نزل بهؤلاء فانهم مستحقون لتلك لتلك عقوبة وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. هذا ما يتصل هذه الايات نقرأ ما ذكره الامام البخاري وقد ذكر في ذلك اثرا للمقارنة بين حال هذه الامة وحال بني اسرائيل. حال هذه الامة مع نبيها صلى الله عليه وسلم وحال بني اسرائيل مع موسى عليه السلام باب قول الله تعالى فاذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا اسرائيل عن مفارق عن طارق بن شهاب سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قال شهدت من المقداد. حاء قال وحدثني حمدان بن عمر قال حدثنا ابو النظر قال حدثنا الاشجعي عن سفيان عن مخالق عن طارق عن عبد الله قال قال يوم بدر يا رسول الله انا لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى فاذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون. ولكن امضي ونحن معك فكأنه سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه وكيع عن سفيان عن مخالق عن طارق ان المقداد قال ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم هذا الخبر يقول فيه عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه شهدت من المقداد يعني ابن الاسود امرا او موقفا يحمد عليه ولم يكمل في هذا الحديث الرواية التي المقالة التي قالها عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه لكن المعنى انه شهد منه ما يحمد عليه وما تمنى عبد الله ابن مسعود ان يكون ذلك الموقف قد صدر منه ولو بذل في ذلك عدله من من انفس ما يكون من الاموال وهذا من الغبطة ومن معرفة منازل الرجال وفضائلهم. والمقداد ابن الاسود رضي الله تعالى عنه قال هذه المقالة في بدر وقيل قيلت هذه البقالة في غزوة في صلح الحديبية ولا يمنع ان تكون قد قيلت في الموقفين وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر خرج صلى الله عليه وسلم ومعه ثلاث مئة وشيء من اصحابه قريب من خمسة عشر رجلا خرجوا معهم سبعين ناقة يتعاقبون عليها كل ناقة يتعاقب عليها كل آآ بعير يتعاقب عليه ثلاثة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له عقبة مع اثنين من اصحابه وكانوا يلحون عليه ان يبقى صلى الله عليه وسلم وهم يمشون الا انه قال لست باظعف منكم على لست باظعف منكم على المشي ولست ب اغنى منكم عن الاجر اللهم صلي وسلم على رسول الله يعني اني امشي طلبا للاجر وفي قوة على المشي المراد انهم خرجوا لاجل ان يستقبلوا عيرة عير قريش قافلة قريش التي فيها ارزاقه فيها ارزاقهم بضائعهم التي يجلبونها من الشام وارادها رسول الله صلى الله عليه وسلم عوضا عن الاموال التي سلبها المشركون من المهاجرين في مكة. فانهم استولوا على اموال الاسلام المهاجرين فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يصيب من هذا المال ما يكون عوضا عن ذاك الا ان ابا سفيان وكان على تلك القافلة حاد بالقافلة عن الطريق المعهود الى طريق الساحل قريش او ارسل اليهم من يخبرهم بان محمدا ومن معه يريدون قافلتكم فادركوها فخرج صناديد قريش في الوقعة المشهورة في غزوة بدر جاؤوا وقد جاءوا بقظهم وقظيظهم كانوا من اقوى القبائل والحواضر في الجزيرة العربية. كانوا لا يغلبون ولا يقاتلهم احد تعظيما للحرم ولما لهم من القوة والمكنة فجاؤوا اموال كثيرة ومراكب عديدة لقتال النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه وقد خرجوا لغير قتال اولا العدد قليل ولا عدة في مقابلة في مقابل هؤلاء فقام ابو بكر وقعت فقال اشيروا عليه ثم قام عمر رضي الله تعالى عنه فقال مقالة فقال النبي صلى الله عليه وسلم اشيروا علي فقال سعد ابن معاذ كانك تريدنا يا رسول الله يعني الانصار وذلك ان الانصار قد بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على نصرته في المدينة لا على الخروج منها لقتال من يقاتل وهو الان قد خرج طلبا لهذه القافلة وتعرضه من يقاتله. فقال له سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه هذه المقالة لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون. بل نقول اذهب انت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون وقد نقلت هذه كما في صحيح الامام البخاري عن المقداد رضي الله تعالى عنه وقال واصحاب السير يذكرونها عن سعد ولا يمنع ان يكون قالها الاثنان. قالها المقداد وقالها سعد رضي الله تعالى عن الجميع فلما قال المقداد هذه المقالة للنبي صلى الله عليه وسلم انا لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى فاذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون ولكن امضي ونحن معك يعني سر الى الجهة التي تريد ونحن معك قال فكأنه سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. سري يعني ازال الله تعالى ما جثم على صدره من الهم في شأن هؤلاء الذين لم يبايعهم على نصرته صلى الله عليه وعلى اله وسلم في غير المدينة ففرح بذلك وسر وقشع الله تعالى عن قلب رسوله ما اهمه في شأن قتال المشركين فكان ما كان من نصر مبين وظفر عظيم للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في غزوة بدر والمقصود المقارنة بين اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هم عليه من الطاعة والامتثال والاقدام في نصرة سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه وما كان عليه بنو اسرائيل من العناد والصلف القسوة لقلوبهم وعدم امتثال ما امرهم الله تعالى به فشتان بين هؤلاء واولئك هذا ما يتصل بهذه الاية بما ذكره الامام البخاري وصلى الله وسلم على نبينا محمد نجيب على ما يسر الله تعالى من الاسئلة