بسم الله الرحمن الرحيم. حياكم الله في الدرس الخامس عشر بعد المئة. من دروس علم الصرف علم الصرف هو علم باصول تعرف به احوال ابنية الافعال المتصرفة والاسماء المتمكنة التي ليست باعراب ولا بناء. في صرف الافعال وفي صرف الاسماء سنكتسب مهارتين. مهارة التصنيف ومهارة تصريف بدأت بمهارة تصنيف الافعال فصنفتها الى جامد ومتصرف والى ماض ومضارع وطلب الى صحيح ومعتل والى مجرد ومزيد. ثم بدأت الحديث عن تصنيف الافعال من حيث اللزوم والتعدي فقلت لكم ان الافعال في العربية تنقسم قسمين. القسم الاول ما يوصف بالتعدي او اللزوم القسم الثاني ما لا يوصف بالتعدي او اللزوم والقسم الاول هو القسم الاعظم من افعال العربية لان هو الاصل والافعال فيه تنقسم الى لازمة ومتعدية. في الدرس الاول رسمت لكم صورة لهذا التصنيف. ثم بدأت في شرح الجزئيات. فشرحت لكم معنى اللزوم في درس. وشرحت لكم معنى تعدي في درس اخر. ثم بدأت في اسقاط معنى اللزوم والتعدي على الافعال في اعتبار تصنيفها من حيث التجرد والزيادة. لاني قلت لكم سابقا ان الفعل ينقسم الى مجرد ومزيد في السن لذلك طعن بهذا المعنى من اللازم. لكن طعن المقاتل عدوه احتاج الى طاعن ومطعون. لذلك طعن انا هنا طعن هنا من المتعدي وطعن هنا من اللازم. طيب لاحظوا معي اذا قلت وضع البعير وضع والمجرد ينقسم الى ثلاثين ورباعي والمزيد ينقسم الى ثلاثي ورباعي. الفعل الثلاثي المجرد له ستة ابواب. الباب الاول باب فعل يفعل الذي يسميه العلماء باب نصرة. لانا نقول نصر ينصر. والباب الثاني باب فعل يفعل الذي يسميه العلماء باب ضرب. لان نقول ضرب يضرب لاحظوا هنا العين في الماضي مفتوحة وفي المضارع مضمومة. هنا العين في الماضي مفتوحة وفي المضارع مكسورة الدرسين السابقين حدثتكم عن التعدي واللزوم في هذين البابين. شرحت كل باب في درس وفي هذا الدرس ان شاء الله تعالى سنتحدث عن التعدي واللزوم في الباب الثالث. باب فعلى افعلوا الذي يسميه العلماء باب فتح لانا نقول فتح يفتح فهو باب فتحا اذا في هذا الدرس فكرة واحدة وهي اللزوم والتعدي في باب فعل يفعل تأملوا معي نقول جمح الحصان جمح يجمح من باب فعل يفعل. اسندنا هذا الفعل الى الفاعل فاكتفى به. لذلك قلنا جمع الحصان. وقد تم المعنى بهذا الاسناد. لذلك نقول هذا الفعل فعل لازم. لماذا؟ لانه اكتفى بفاعله. لاحظوا حدث الجموح اساسا يحتاج الى لا غير. لذلك حين اكتفى بفاعله قلنا هو فعل لازم. طيب لاحظوا معي الفعل يزحف. فعل يفعل. اذا هو من هذا الباب. طيب اسندت هذا الفعل فقلت زحف الجيش اكتفى هذا الفعل بفاعله وتم المعنى به. لذلك قلت زحف الجيش. لذلك لو اردت ان اذكر طرفا اخر له صلة بالزحف. ساقول زحف الجيش على العدو. لذلك لا استطيع ان اقول زحف الجيش العدو ولان هذا الفعل يكتفي بفاعله. فان تعداه احتاج الى ان وسط اه حرف الجر. لذلك قل زحف الجيش شو المعنى في غاية التمام. فاذا فصلت وقلت زحف الجيش على العدو فالجيش زاحف. والعدو ليس مزحوفا بل هو مزحوف عليه لا بد من تقييده بحرف الجر. لاحظوا معي هذا الفعل. سجع يسجع فعل الا يفعلوا لو قلت سجع الحمام فقد تم المعنى. لذلك عند اسناد الفعل اللازم يكتفي بفاعله. فان احتاج الى حرف الجر. ان تعداه لذكر طرف اخر له صلة بالحدث. سجع الحمام على الاغصان الحمام هو الساجع والاغصان مسجوع عليها. لذلك لابد من تقييدها بحرف لاحظوا معي جمع احتاجوا الى جامح زحف احتاجوا الى زاحف سجع احتاجوا الى ساجع المعنى هنا لا يتطلب مجموعا يعني لا يتطلب مفعولا به. وهنا المعنى لا يقبل مزحوفا. لا قد يقبل مزحوفا عليه. عليه. لا بد من تقييده بحرف الجر. ونحن قلنا الفعل اللازم هو الذي يكتفي بفاعله. فان تعداه احتاج الى حرف الجر. ان تعداه الى طرف اخر له صلة بمعنى الحدث كما رأينا في جمح وزحف وسجع. لاحظوا شمخ يشمخ فعل يفعل. لاحظوا حين اسند الفعل شماخا ساقول شمخ العلم كمل معنى فان ذكرت الطرف الاخر الذي له صلة بحدث الشموخ. ساقول شمخ العلم على السارية على مشامخ والسارية مشموخ عليها لذلك لابد ان اقيد التعدي هنا بحرف الجر. لذلك هو لا يمكن ان يتجاوز بنفسه بل يتجاوزه بواسطة. وما دام احتاج الى واسطة فهذا التعدي لا يخرجه عن الى التعدي. التعدي المصطلح عليه هو ان يتعدى بنفسه. اذا تعدى بواسطة فهو من اللازم. لذلك هذا التعدي مع الاستعانة بحرف الجر لا يخرجه عن حد اللزوم عند الصرفيين. لاحظوا صدح صدح يصدح. فعل يفعل. لاحظوا اذا قلت صدح الشاهد قدح الشاهد تم المعنى. فان فصلت احتجت الى حرف الجر. ولذلك اقول صدح الشاهد بالحق. فالشاهد صادح والحق مصدوح به. لذلك هذه الافعال جمع زحف سجع شمخ صدح كلها من باب فعل يفعل وهي من الافعال اللازمة من الافعال القاصرة من الافعال غير المجاورة من الافعال غير الواقعة التي تكتفي بفاعلها. فان تجاوزت احتاجت الى حرف الجر. طيب تأملوا معي هذه المجموعة بهت فلان خصمه لاحظوا بهت بهت يبهت فعل يفعل اذا اسندت هذا الفعل وقلت بهت فلان فان المعنى لا يتم لماذا؟ لان الحدث هنا حدث البهتان حدث البهت يحتاج الى طرفين يحتاج الى باهت ومبهوت. لذلك نقول هذا الفعل لا يكتفي بفاعله. هذا الفعل لا يتم المعنى بفاعله فقط بل لا بد من تعديه. لا بد من تجاوزه الى ذكر المفعول به. لذلك عندي باهت وعندي مبهوت وبهما معا يتم المعنى في ذهن السامع. لذلك اقول بهت فلان خصمه. اذا الفعل بهت هو فعل متعد. متعد. طيب انظروا معي. دحر الجيش العدو. دحر يدحر فعل يفعل. هذه دحرا. لاحظ هنا قلت زحف الجيش وتم المعنى. هنا دحر الجيش ولم يتم المعنى السامع لا زال ينتظر ذكرى المدحور. هنا المعنى ليس فيه مزحوف هنا لابد من داحر ومدحور. هنا زاحف فقط. اما هنا فلا بد من ذكر الداحر والمدحور. فاقول الجيش العدو فيتم المعنى. اذا اندحر يتعدى الفاعل الى المفعول به لذلك نقول هو فعل تعد نلاحظ سجع الحمام هذا المعنى يحتاج الى ساجع. لكن زرع لا يحتاج الى زارع ومزروع. لذلك قل زرع الحقل الفلاح هو الزارع والحقل هو المزروع. لذلك الان زرع هو متعد لانه تعدى الفاعل الى المفعول به لاحظوا سهر يسهر فعل يفعل. اقول صهرت النار لا يتم المعنى لان معنى السهر يحتاج الى صاهر ومسهور. اما معنى الشموخ فيحتاج الى شامخ لا يحتاج الى لذلك انا احاول ان ارسخ هذا الاحساس بالفرق بين اللزوم والتعدي في نفوسكم النار النار هي الصاهر. ما المصور؟ الحديد؟ صهرت النار الحديد صاهر ومسحور لذلك نقول هذا الفعل فعل متعد. نلاحظ سحبت العروس سحبت لاحظوا صدح الشاهد انتهى. هذا المعنى يحتاج الى صادح. الصدح يحتاج الى صادح. اما السحب فيحتاج الى ساحب ومسحوب. لذلك لو قلت سحبت العروس وسكت فالمعنى ناقص لم يتم في ذهن ولا بد من ذكر المسحوب. لذلك حين اقول سحبت العروس ذيل فستانها. فقد تم المعنى لماذا تم؟ لاني اعطيت هذا الفعل حقه. اعطيته الفاعل والمفعول به. آآ اكملت ذكر الطرفين الساحب والمسحوب. اذا هذه الافعال الخمسة من الافعال المتعدية. وهذه الافعال الخمسة من الافعال اللازمة طبعا انا اكتفيت بخمسة امثلة هنا وبخمسة امثلة هنا وستجدون الكثير من الامثلة في الوثيقة العلمية ننتقل الان الى هذه الامثلة. لاحظوا بحث فلان عن الشيء. بحث يبحث فعل يفعل. وبحث المزارع الارض اي حفره اذا هنا بحث فلان عن الشيء بحث بمعنى فتش. اما بحث هنا فهي بمعنى الحفر. اذا من بحث اللفظ واحد والباب واحد بحث يبحث بحث يبحث ولكن المعنى مختلف. لذلك نقول بحث هنا بهذا معنى جاء لازما اما بحث هنا فقد جاء متعديا. لماذا؟ لاني هنا حين اقول بحث فلان عن الشيء بحث بمعنى فتش البحث بمعنى التفتيش احتاج الى باحث لا غير. فان ذكرت الطرف الاخر الطرف الاخر ليس مبحوثا بل مبحوث عنه. لذلك الشيء مبحوث عنه لاحظوا ان قيدناه بحرف اما بحث المزارع الارض فعندي باحث ومبحوث. لذلك الفعل بمعنى الحفر يتعدى الفاعل الفاعل يتعداه الى المفعول به. لذلك الان نقول بحث مشترك بحث مشترك بين التعدي واللزوم. لماذا؟ لانه في الاصل مشترك لفظي يعني اللفظ واحد اللفظ مشترك ولكن المعاني متعددة. فهناك عدة معاني تشترك في هذا اللفظ. لذلك سماه علماء اللغة المشتركة اللفظي. هذه المعاني المتعددة قد تجعل الفعل مرة لازما ومرة متعديا. وقد يكون في جميع المعاني لازما وقد يكون بجميع المعاني متعدية. ليس الهدف هو ان اتتبع اعيان الافعال. بل الهدف هو ايظاح هذه الفكرة الصرفية ان الفعل قد يكون لازما وقد يكون متعديا وقد يكون مشتركا بين البابين لاحظوا صدع فلان بالحق صدع مثل صدح صدع فلان بالحق هذا المعنى يعني اظهر الحق. يعني قاله جهارا صدع بالحق وصدح بالحق يعني جهر الحق لذلك صدع فلان بالحق احتاج الى صادع. لذلك اذا ذكرت الطرف الاخر الذي له صلة بهذا الحجم ساحتاج الى حرف الجر. لذلك قل فلان صادع والحق مصدوع به. لكن حين اقول نبات الارض بمعنى شقها. صدع النبات الارظ. لذلك لاحظوا صدع هنا بمعنى شق. اما هنا فهي بمعنى جهرة. جهر فلان بالحق. هنا صدع النبات الارض اي شق النبات الارظ. هنا يحتاج الى صادع ومصدوع. فاقول صدع هنا من المتعدي. وصدع هنا من اللازم. اذا الفعل انصدع الفعل صدع هو من المشترك بين التعدي واللزوم. لماذا؟ لان معانيه تعددت فهو بهذا المعنى من لازم وهو بهذا المعنى من المتعدي. لاحظوا طعن فلان في السن. طعن يطعن صدع يصدع. بحث يبحث. الباب واحد. واللفظ واحد. لكن لاحظوا المثال طعن فلان في السن اي تقدم في السن اصبح طاعنا في السن من الكبر لكن هنا طعن المقاتل عدوه. لاحظوا الطعن هنا والطعن هنا. طعن اي تقدم في السن. اما الطعن فهو بمعنى جرح عدوه بالسيف او بالرمح. لاحظوا هنا احتاج الى طاعن اقول فلان طاعن في السن. طاعن البعير بمعنى اسرع في السير. لكن هنا اذا قلت وضع الله المتكبر بمعنى اذله وخفضه وحق ربه لاحظوا وضع البعير اي اسرع البعير. احتاج هنا الى واضع لا غير لان وضع هنا بمعنى السرعة. اما هنا بمعنى الاذلال والخفض وضع الله المتكبر فاحتاج الى واضع وموضوع. لذلك وضع هنا من اللازم ووضع هنا من المتعدي. طيب لاحظوا رعت الماشية رعا يرعى يفعل لا رعت الماشية بمعنى سرحت. سرحت الماشية. لذلك رعى هنا بمعنى سرح وهو يكتفي بفاعله. لذلك يقول رعى هنا لازم لكن هنا رعى الحيوان النبات بمعنى اكله. رعى الحيوان النبات احتاج الى فاعل والى مفعول. الى راع والى مرعي. لذلك رعى بهذا المعنى من المتعدي ورعا هنا من لازم اذا نلاحظ بحث يبحث فعل يفعل صدع يصدع فعل يفعل طعن يطعن فعل يفعل وضع يضع لان الاصل وضع يوضع فعل يفعل كما بينت في اه حديثي عن هذا الفعل في اقسام اه الفعل من حيث والزيادة رعى يرعى فعلى يفعل. لذلك نقول الان هذه الافعال هي لفظ واحد ومن باب واحد في بعض الامثلة جاءت لازمة وفي بعض الامثلة جاءت متعدية لذلك نقول هي بين التعدي واللزوم. الهدف من هذا هو ان ابين هذه الفكرة الصرفية لا ان اتتبع الافعال قد امثل هنا بمثال هو في هذا المثال من اللازم. وقد تكتشف في بعض المعاجم انه ربما ياتي متعديا اذا نقول هو من المشترك بين التعدي واللزوم. لذلك هدفي هنا هو ايصال هذه الفكرة انا لاجل ايصال هذا الدرس لكم بهذا العمق وبهذا التفصيل استقرأت المعجم الوسيط قد تجد في غير المعجم الوسيط استعمالا لبعض هذه الافعال فتجد ان ما ما ذكر هنا في اللازم قد يستعمل ايضا متعديا بمعنى اخر هذا لا يظر لان الهدف بالعكس هذا يعمق هذه الفكرة. لان الهدف هو ان ابين لك ان اللزوم والتعدي يتبع المعنى. المعنى هو الذي يوجه التعدي واللزوم. ولذلك التقى الصرف مع النحو في هذا المبحث نخلص من هذا الدرس الى النتيجة الاتية. الافعال في باب فعل يفعله وهو الباب الثالث من ابواب الفعل الثلاثي هي المجرد الذي يسميه العلماء باب فتح لاننا نقول فتح يفتح قد تكون لازمة وقد تكون متعدية وقد تكون مشتركة بين التعدي واللزوم. النتيجة التي وصلنا اليها في هذا الدرس مشابهة للنتيجة التي وصلنا اليها في الدرسين السابقين. آآ في آآ الدرسين السابقين قلنا الافعال من قبل اول باب فعل يفعل الذي يسميه العلماء باب نصره لانا نقول نصر ينصر تقع لازمة وتقع متعدية وتقع مشتركة. وقلنا في الدرس السابق الافعال من الباب الثاني فعل يفعل الذي يسميه علماء باب ضربة لانا نقول ضرب يضرب تأتي لازمة وتأتي متعدية وتأتي مشتركة بين التعدي واللزوم. وفي نهاية هذا الدرس نقول الافعال من الباب الثالث فعل يفعل الذي يسميه العلماء فتح لانا نقول فتح يفتح جاءت لازمة وجاءت متعدية وجاءت مشتركة بين واللزوم في الدرس القادم سنسقط معنى التعدي واللزوم على الباب الرابع من هذه الابواب الستة وهو باب فعل يفعل الذي يسميه العلماء باب فرح لانا نقول فرح يفرح بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع. وسنعرف النتيجة في اثناء شرح هذا الدرس والى ان التقيكم في الدرس القادم ان شاء الله تعالى. استودعكم الله واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد