المشتركة بين اكثر من بابين من هذه الابواب الستة والى ان التقيكم في الدرس القادم ان شاء الله تعالى استودعكم الله واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد بسم الله الرحمن الرحيم. حياكم الله في الدرس التاسع عشر بعد المئة. من دروس علم الصرف. علم الصرف هو علم وصول تعرف به احوال ابنية الافعال المتصرفة والاسماء المتمكنة التي ليست باعراب ولا بناء في صرف الافعال وفي صرف الاسماء سنكتسب مهارتين مهارة التصنيف ومهارة التصريف. بدأت بمهارة تصنيف الافعال فصنفتها الى جامد ومتصرف والى ماض ومضارع وطلب والى صحيح ومعتل والى مجرد ومزيد ثم انتقلت الى الحديث عن تصنيف الافعال من حيث اللزوم والتعدي فبدأت برسم سورة الكلية وقلت لكم ان الافعال في العربية تنقسم قسمين. القسم الاول ما يوصف بالتعدي او اللزوم والقسم الثاني ما لا يوصف لا بالتعدي ولا باللزوم. وقلت لكم ان القسم الاول هو القسم اعظم من الافعال في العربية لانه هو الاصل. فالاصل في الافعال ان تكون اما لازمة واما متعدية بعد ذلك شرحت لكم معنى اللزوم. ثم شرحت لكم معنى التعدي. ثم بدأت في ربط معنى اللزوم والتعديات بانواع الفعل من حيث التجرد والزيادة. لاني قلت لكم سابقا ان الفعل ينقسم الى مجرد ومزيد. والمجرد ينقسم الى ثلاثي ورباعي. والمزيد ينقسم الى ثلاثي ورباعي. وقلت لكم ان لل فعل الثلاثي المجرد ستة ابواب تعالى يفعل فعل يفعل يفعل فعل يفعل فعل يفعل فعل يفعل. وقد حدثت عن اللزوم والتعدي في كل باب من هذه الابواب في درس مستقل. في الدرس السابق حدثتكم عن والتعدي في باب فعل يفعل بكسر العين في الماضي وكسرها في المضارع. ووعدتكم ان اتحدث في هذا الدرس عن اللزوم والتعدي في الافعال المشتركة بين بابين من هذه الابواب الستة. لاني حين لكم ابواب الفعل الثلاثي المجرد سابقا حدثتكم عن ظاهرة الاشتراك بين هذه الابواب. في هذا الدرس فكرة واحدة هي اللزوم والتعدي في الافعال المشتركة بين بابين اثنين من هذه الابواب الستة وليس المراد هو الاستقصاء. بل المراد هو لفت النظر الى هذه الظاهرة حتى لا يزل فيها. لذلك هذا الدرس فيه تنبيه من التنبيهات الدقيقة. لاحظوا معي نقول شب الغلام ونقول شب فلان النار. لاحظوا شب شب شب اللفظ واحد ولكن المعنى مختلف والباب الصرفي مختلف. لاحظوا شب الغلام اي بلغ مرحلة الشباب. بلغ طور الشباب اما شب فلان النار فالمعنى او قدها. طيب نتأمل هذا من مدخل صرفي. لاحظوا شاب الغلام نحن نقول شب يشب شب لاحظوا يشب اذا انا اتحدث عن فعل من الثاني من باب فعل يفعل من باب ضرب يضرب اقول شب يشب اذا اصل شب لاحظوا شاء باء باء فعل يشب اصلها يشبب كما بينت لكم سابقا يشبب اذا شب يشب اصلها شبب يشبب ثم حصل التضعيف والادغام كما شرحت لكم سابقا. اذا شب الغلام يشب بمعنى بلغ طور الشباب. ولاحظوا معي اني حين الفعل الى الفاعل اكتفى به وتم المعنى. شب الغلام لذلك الفعل بهذا المعنى من هذا الباب وهو الباب الثاني جاء لازما كما ترون. طيب شب فلان النار. لاحظوا العرب شب فلان النار بمعنى او قدها تقول شبه يشبها. اذا المضارع يش اذا شب هنا صرفيا هي من الباب الاول. من باب فعل يفعل اي من باب نصر ينصر اذا شبه هنا اصلها شبابا. يشب اصلها يشبب فعل يفعل شباب يشبب ثم حصل آآ التضعيف الذي هو كما بينت لكم سابقا. لاحظوا ان الفعل بهذا المعنى اسندناه الى الفاعل فقلنا شب فلان. اي او قد فلان والمعنى لم يتم. لذلك لابد من تخطي لا بد من تعدي لا بد من تجاوز الفاعل الى ذكر المفعول به لذكر الشاب والمشبوب. لان المعنى لا يتم الا بذكرهما معا. فلما ما قلت شب فلان النار بالفاعل والمفعول به تم المعنى. لذلك نقول شب التي هي من الباب بالاول شب يشب جاء متعديا. لذلك لاحظوا معي ان شابا مشترك بين الباب والباب الاول وهو من الباب الثاني لازم ومن الباب الاول متعد كما ترون. لذلك كان فلا بد من هذه الوقفة للفت النظر الى هذه المسألة الدقيقة ونحن نتحدث عن اللزوم والتعدي وهي تكشف وجها من وجوه السعة في هذه اللغة الشريفة العظيمة. تأملوا معي هذا المثال. اذا اذا قلت طب فلان بمعنى رق واشتاق من الصبابة صب فلان بمعنى رق واشتاق صب التي بهذا المعنى مضارعها هي صب بفتح العين لاحظوا يصب اذا صب يصب هي من باب فعل يفعل من باب فتح يفتح اذا هي صرفيا من الباب فعل يفعل اذا انصب هذه اصلها صبابا قبل الادغام قبل التظعيف اصلها والمضارع اصله يصبب صبب يصبب فتح يفتح فعل يفعل ثم حصل الادغام بما يقتضيه من عمليات صرفية وقد بينتها سابقا. اذا صب يصب بمعنى رق واشتاق هذا الفعل بهذا المعنى اسندناه الى الفاعل فاكتفى به. لذلك نقول صبايا صب وهي من الباب الثالث وهو فعل لازم طيب لاحظوا صب صبا. حين اقول صب فلان الماء بمعنى سكبه. بمعنى سكبه. لاحظوا المعنى مختلف. ايضا الباب الصرفي مختلف. وان كان ظاهر اللفظ واحدا كما ترون. لان العرب تقول صبوا فلان الماء يصبه اذا هو صب يصب. اذا هي من الباب الاول يصب صبوا اذا هي من الباب الاول فهي من باب فعل يفعل نصر ينصر صبب يصبب اذا انصب هنا اصلها صببة كما بينت لكم سابقا. صببا فعل. يصب هذه اصلها يصبب يصبب ثم آآ آآ حصلت العمليات الصرفية التي ادت الى آآ التضعيف وقد ذكرتها سابقا صبب يصبب حين ادغمنا الباء في الباء قلنا صبا يصب. لاحظوا بمعنى سكب اذا اسندناها الى الفاعل وقلنا صب فلان سكب فلان لا يتم المعنى ولابد من تجاوز الفاعل الى المفعول به ليكتمل المعنى. فاذا قلت صب فلان الماء اكتمل المعنى في ذهن السامع لاني ذكرت الصاب والمصبوب. لذلك الفعل هنا جاء متعديا. اذا صب مشترك بين البابين الثالث والاول وهو من الباب الثالث لازم ومن الباب الاول متعد. لا بد ان اني اظع الشارع يده على مثل هذه المواطن حتى لا يزل الدارس. هذه مهمة ان ينبه على مثل هذه الدقائق قبل ان ينتقل عن الموضع الذي هو فيه. لذلك حين شرحت التعدي واللزوم في هذه الابواب كان لا بد من الحديث عن التعدي واللزوم في الافعال المشتركة. لاني سابقا مهدت لمثل هذا الدرس بالحديث عن الاشتراك بين ابواب الفعل الثلاثي المجرد. لاحظوا هنا لا فرق في اللفظ بين الفعلين الماضيين في آآ شب الغلام وشب فلان النار وصب فلان وصب رب فلان الماء. احيانا يكون لفظ الماضي يكون مكشوفا. كما في هذا المثال على سبيل المثال بسط وجه فلان اذا تلألأ واشرق بسط وجه فلان. طبعا وجه فلان في حكم الكلمة الواحدة لان هذا تركيب اضافي مضاف ومضاف اليه. فاقول بسط فلان كاني قلت بسط الوجه بمعنى تلألأ. بسط يبسط. يبسط. لاحظوا. فعل يفعل اذا انا اتحدث عن فعل من الباب الخامس من هذه الابواب. وقد اسندت الفعل الى الفاعل فاكتفى به قلت بسط وجه فلان كأني قلت تلألأ وجه فلان. لذلك الفعل جاء لازما. لاحظوا هنا قلنا بسط بضم العين. هنا قلنا بسط فلان يده اي فرشها. بسط فلان يده. لاحظوا بسط بمعنى فرشا اذا اسندناها الى الفاعل لم تكتفي به. بل تتعداه الى المفعول وبهما معا يكتمل المعنى. بسط فلان يده اكتمل المعنى لاننا ذكرنا الباسط والمبسوط طيب بسط هذه من اي الابواب؟ نأتي بالمضارع بسط يبسط لاحظوا اذا انا اتحدث عن فعل من الباب اول فعل يفعل وقد جاء متعديا اذا لاحظوا معي الباء والسين والطاء هذا الفعل مشترك بين البابين الخامس والاول. اقول بس يبسط فيكون لازما واقول بسط يبسط فيكون متعديا. طيب لاحظوا معي اذا قلت غزل فلان من الغزل. غزل فلان اي اولع بالنساء غزل فلان المضارع يغزل غزل يغزل فعل يفعل فرح افرحوا اذا هذا الفعل صرفيا من الباب الرابع من هذه الابواب. وقد اسندنا استندنا هذا الفعل الى الفاعل فاكتفى به. غزل فلان يغزل اي اولع بالنساء وهذا الفعل لازم. طيب لاحظوا غزلت المرأة لاحظوا غزل غزل. لاحظوا نزلت المرأة الصوف اذا فتلته خيوطا. لاحظوا غزلت المرأة الصوف نزل هنا فعل. واذا اردنا ان نعرف الباب الصرفي نأتي بالمضارع. غزل يغزل اذا انغزلت المرأة تغزيله بالكسر. فعل يفعل اذا انا اتحدث عن فعل من الباب الثاني. فعل يفعل ضرب يضرب غزل يغزل. الفعل بهذا المعنى لا يكتفي بالفاعل. اذا قلت غزلت المرأة فالمعنى ناقص ولابد من تخطي الفاعل الى ذكر المفعول به. غزلت المرأة الصوف الفاعل والمفعول به يتم المعنى. لاني ذكرت الغازل والمغزول. لذلك غزل هنا جاء متعديا لاحظ اذا بنينا من الغين والزاي واللام فعلا من الباب الرابع سنقول غزل يغزل وهو لازم واذا بنينا من هذه الاحرف الثلاثة نفسها فعلا من الباب الثاني سنقول غزل يغزل ويكون متعدد تأملوا معي هذا المثال الاخير. وبه تكون الفكرة من التنبيه في هذا الدرس في غاية الوضوح. حين اقول وسم فلان. وسم فلان من الوسامة. يعني حسن حسنا ثابتا وضيئا. لاحظوا وسم فلان وسم فلان مضارعه يوس يوسم فعل يفعل. اذا هذا الفعل من الباب الخامس. وحين اسندت الفعل الى الفاعل به وسم فلان. لذلك سنقول هذا الفعل جاء لازما طيب وسم فلان البعير. وسمه اذا كواه فاثر فيه بعلامة خاصة حتى يعرف وسم فلان البعير. لاحظوا وسم مضارعه يسم. ياء سيم واصله يوسم ثم حذفنا الواو لوقوعها بين الياء والكسرة كما بينت لكم سابقا اذا وسم هنا من الباب الثاني وسم يسم من باب فعل يفعل. من باب ضرب يضرب والاصل وسم يوسم ثم حذفنا الواو لوقوعها بين عدوتيها الياء والكسرة فقلنا وسم يسم. الفعل بهذا المعنى لا يكتفي بل يتعداه الى المفعول به. فنقول وسم فلان البعيرة. لاني لو قلت وسم فلان وسكت فالمعنى ناقص ولابد من ذكر الواسم والموسوم وبهما معا يكتمل المعنى لذلك سنقول الفعل فعل متعد. اذا من الواو والسين والميم ابن الفعل من الباب الخامس فاقول يوصم وهو لازم. وابنيه من الباب الثاني فاقول وسما يسم وهو متعد. اكتفى بهذه الامثلة الخمسة لايضاح هذه الفكرة العميقة والتنبيه عليها. وستجدون في الوثيقة العلمية مزيدا من الامثلة لتأملها وتطبيق ما قلنا عليها لترسيخ اه اه فهمكم لمعنى واللزوم وصلت الى نهاية هذا الدرس. وفي الدرس القادم ساتحدث عن اللزوم والتعدي في الافعال