سمي الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد. قال شيخنا العالم الجليل محمد بن عثيمين رحمه الله وغفر له لنا ولشيخنا وللحاضرين. واما التكييف فهو ان يعتقد المثبت ان وصفات الله تعالى كذا وكذا من غير ان يقيدها بمماثل. وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل اما السمع فمنه قوله تعالى ولا يحيطون به علما. وقوله ولا تقفوا ما ليس لك به علم. ان السمع والبصر والفؤاد هذا كل اولئك كان عنه مسئولا. ومن المعلوم انه لا علم لنا بكيفية صفات ربنا. لانه تعالى اخبرنا عنها ولم يخبرنا عن كيفيتها فيكون تكييفنا غفوا لما ليس لنا به علم. وقولا بما لا يمكننا الاحاطة به اما العقد فلان الشيء لا تعرف كيفية صفاته الا بعد العلم بكيفية ذاته او العلم بنظيره المساوي له او بالخبر صادقان او بالخبر الصادق عنه. وكل هذه الطرق منتفية في كيفية صفات الله عز وجل. فوجد بطلان تكييفها وايضا فاننا نقول اي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى؟ ان اي كيفية تقدرها في ذهنك الله اعظم واجل من ذلك. واي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى فانك ستكون كاذبا فيها لانه لا علم لك بذلك. وحينئذ يجب الكف عن التكييف تقديرا بالجنان او تقريرا باللسان او تحريرا بالبنان ولهذا لما سئل ما لك رحمه الله تعالى عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى كيف استوى اطرق رحمه الله برأسه حتى علاه الرحضا اي العرق. اللحظة حتى علاه اي العرق ثم قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به والسؤال عنه بدعة. وروى عن شيخه وروي عن شيخه. وروي عن شيخه ربيعة ايضا وروي عن شيخه ربيعة ايضا جزاك الله خير وروي عن شيخه ربيعة ايضا الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول. وقد مشى اهل العلم بعدهما على هذا واذا كان الكيف غير معقول ولم يرد به الشرع فقد انتفى عنه الدليلان العقلي والشرعي. فوجب الكف عنه. فالحذر الحذر من التكييف او محاولته او محاولته فانك ان فعلت وقعت في مفاوز لا تستطيع الخلاص منها وان الشيطان في قلبك فاعلم انه من نزغاته فالجأ الى ربك فانه معادك. وافعل ما امرك به فانه طبيب قال الله تعالى واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم. طيب فهذا المقطع من كلام المؤلف رحمه الله تتمة هذه القاعدة وهي القاعدة السادسة التي قرر فيها رحمه الله انه يلزم في اثبات الصفات السلامة من التمثيل والسلامة من التكييف. وتقدم ما يتصل بالتمثيل وفي هذا المجلس سنتناول آآ ابتداء ما ذكره رحمه الله في التكييف يقول واما التكييف فابتدأ بتعريفه فهو ان ابتدأ بتعريفه يقول واما التكييف فهو ان يعتقد المثبت ان كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا من غير ان يقيدها بمماثل اي من غير ان يقول مثل كذا انما يقول كيفية صفاته على النحو الذي يشرحه ويوضحه دون ان يذكر لذلك نظيرا او مثيلا من صفات المخلوقين وهذا الفرق بين التكييف والتمثيل. التمثيل هو تقييد الصفة بمثال التمثيل تقيد الصفة بمثال. اما التكييف فهو ذكر حقيقة الصفة دون ان تقيد بمثال دون تقييدها بمماثل. او بمثال. هذا الفرق بينهما. ولهذا يقول رحمه الله ان يعتقد المثبت ان كيفية صفات الله كذا وكذا من غير ان يقيدها بمماثل قال رحمه الله وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والبصر. قبل ان ننتقل يعني لو اردنا تعريفا مختصرا للتكييف ما هو التكييف التكييف هو طلب كيفية الصفة حقيقة الصفة كن هالصفة كل هذه تعبيرات تدل على معنى واحد. طلب حقيقة الصفة كيفية الصفة كن الصفة كل هذا تكييف. فاذا قال لك كيف استوى؟ كيف يسمع؟ كيف يخلق؟ كيف يرى؟ كيف يقضي كل هذه مما يندرج تحت التكييف لصفاته جل وعلا. وهو طلب حقيقة ما اخبر الله تعالى به من سمعه من بصره من سائر صفاته طلب حقيقة ما اخبر الله تعالى به عن صفاته وهذا مما لا يجوز طلبه ولا يمكن للعقول ادراكه ولذلك يذكر المؤلف رحمه الله في الدليل على منع التكييف يقول وهذا اعتقاد باطل اي اعتقاد ان انه يمكن ادراك كيفيات صفات الله تعالى باطل بدليل السمع والبصر فالبطلان هنا هلول لاثبات الكيفية او لطلبها لطلبها اما اثبات الكيفية فصفات الله لها كيفية لكن هذه الكيفية لن تدركها عقولنا هضرب لذلك مثلا الروح اليست في ابداننا وبها نحيا وهي تفارق البدن وتتصل به كيف هي ما ندرك ذلك ولذلك لما سألوا عن الروح ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا فهذا مخلوق من مخلوقات الله تعالى لا نستطيع ادراك كيفيته. ادراك حقيقته وهل وهل هذا يعني انه ليس لها كيفية؟ الجواب لها كيفية لكننا لا ندرك الكيفية. فالاشكالية هنا لما نقول من غير تكييف لا نقصد بذلك اننا لا نثبت لصفات الله كيفيات لها كيفيات وحقائق لكننا لا ندرك تلك الحقائق والكيفيات فلما نقول من غير تمثيل اي اننا لا نثبت لها مثلا او مثالا فيما نشاهد من المخلوقات. ولما نقول من غير تكييف لا ننفي الكيفيات انما نقول ليس لها كيفية تدركها عقولنا لا نطلب الكيفيات. اما الكيفية فهي ثابتة بلا شك يقول المؤلف رحمه الله وهذا اعتقاد باطل المشار اليه ان يعتقد المثبت ان كيفية صفة الله كذا وكذا على صورة يقترحها هذا باطل بدليل السمع والعقل. اما السمع فمنه قوله تعالى ولا يحيطون به علما. فاذا كانوا لا يحيطون به علما فلن يحيطوا بصفاته علما. وقد ذكر الله تعالى نفي الاحاطة له الاحاطة به علما على وجه الاجمال وعلى وجه الخصوص على وجه الاجمال في قوله ولا يحيطون به بذاته واسمائه وصفاته وافعاله وما له من الحقوق جل في علاه لا يحيطون به علما وكذلك في صفة من صفاته قال ولا يحيطون بشيء من علمه. هذا في صفة من صفاته فلا يحيطون بشيء من علمه وهي صفة من صفاته كما انه لا يحيطون به علما جل في علاه وهكذا سائر صفاته جل وعلاء قال ولا تقفوا ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك مسئولا. كل اولئك كان عنه مسئولا. يقول ومن المعلوم انه لا علم لنا بكيفية صفات ربنا لانه تعالى اخبرنا عنها يعني عن هذه الصفات ولم يخبرنا عن كيفياتها. فيكون تكييفنا غفوا لما ليس لنا به علم وقولا بما لا يمكننا الاحاطة به وهذا من القول على الله بغير علم. يقول اما عقل ليش ما الدليل العقلي على ان الكيفيات غير مدركة؟ لا يمكن للعباد ان يقترحوا كيفية لصفات الله قال فلان الشيء لا تعرف كيفية صفاته الا بعد العلم بكيفية ذاته فاذا جهلت الذات جهلت الصفات لان الصفات احوال في الذوات فاذا جهلت الذوات فالاحوال التي آآ تضاف اليها لا تعلم ايضا وهذا اشارة الى القاعدة ان القول في في الصفات كالقول في الذات. قال رحمه الله او العلم بنظيره يعني اما ان تعلم ذاته طيب اذا كنت لا تعلم ذاته العلم بنظيره اي مثيله المساوي له وهذا في حق الله تعالى ممتنع فليس كمثله شيء جل وعلا. قال او بالخبر الصادق عنه يعني بان يخبرنا الله تعالى كيف كيف استوى؟ كيف يسمع كيف يرى كيف علوه كيف سائر صفاته جل في علاه؟ يقول او بالخبر الصادق عنه. وكل هذه الطرق منتفية ما كم طريق ثلاثة طرق. الطريق الاول العلم بالذات كيفية الذات هذا لا سبيل اليه فلا علم لنا بالاتفاق لا علم للخلق بذات الله تعالى العلم بالنظير والمماثل. وهذا بالقطع النقلي والعقلي انه لا نظير له جل في علاه الثالث الخبر الصادق عنه او عن من يخبر عنه من رسله بكيفية صفاته وهذا لم يأتي فبالتالي انقطع الطريق عن العلم بالكيفيات لا سبيل للعلم بالكيفيات. لانه لا تعلم ذاته جل في علاه. ولا يعلم له مثيل ونظير حتى يقاس عليه ولا يعلم ذلك بالخبر بالخبر عن الانبياء فلا سبيل للعلم بالكيفيات. يقول وكل هذه الطرق منتفية في كيفية صفات الله عز وجل فوجب بطلان وتكييفها. يقول وايضا فهنا نقول انك اي كيفية تقدرها اي تفترضها وتخمنها او تتخيلها لصفات الله تعالى اي كيفية؟ سؤال؟ اي كيفية؟ يقول ان اي كيفية تقدرها في ذهنك فاعلم فالله اعظم واجل من ذلك سبحانه وبحمده واي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى فانك ستكون كاذبا كاذبا اي غير موافق للواقع غير مطابق للواقع فالكذب يطلق على الاخبار بخلاف الواقع يطلق على الخطأ الذي هو عدم موافقة الانسان للحق والواقع. وكلاهما صادق على هذه الكلمة ستكون كاذبا فيها لانه لا علم لك بذلك وحينئذ اذا كان الامر كذلك الادلة من الكتاب والادلة من السنة تدل على انه لا علم للخلق بكيفيات ما اخبر الله تعالى به عن نفسه يجب الكف عن التكييف يجب الكف اي التوقف عن ان نكيف ما اخبر الله تعالى به عن نفسه والتكييف له احوال اما ان يكون تقديرا اي تخيلا واما ان يكون تقريرا يعني تكلما باللسان واما ان يكون تحريرا اي كتابة بالبنان وكل هذا مما يجب الكف عنه فالكيفيات لا لا تسأل ولا تطلب ولا يتطرق اليها باي نوع من التطرق تقديرا هذا في الاذهان وتقريرا باللسان او تحريرا بالبيان يعني بكل اوجه التناول لهذه القضية يجب الكف عن ذلك وان يعتقد المؤمن ان ربه الله اكمل مما يدور في خياله واجل من ان يحيط به عقله فالعقل يقصر عن ادراك ما هو مخلوق من نظيره ومن مثيله في الخلق فكيف بالله جل في علاه؟ نحن لا لا تحيط لا تحيط عقولنا ادراكا في حقيقة ارواحنا وهي التي لا تفارقنا منذ ان وجدنا في هذا الكون الى ان نفارق الحياة نحن لا ندرك حقيقة الارواح وهي مخلوقة من من المخلوقات فكيف يطلب العقل ان يدرك حقيقة رب العالمين الذي قال ولا يحيطون به علما جل في علاه. لا يمكن واذا كانت اقوى وسائل الادراك ما هي يا اخواني البصر لما ترى الشيء اقول لك في كتاب وصفه كذا وكذا ان تدركه عقلا وقد تتخيله ذهنا لكن لما اقول لك هذا هو الكتاب عند ذلك ادراكك في هذه الحقيقة اقوى من الوصف اليس كذلك العباد اذا نظروا الى الله جل في علاه ما ادركوه لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار جل في علاه فاذا كان البصر وهو اقوى وسائل الادراك لا يحيط به جل في علاه لا تدركه الابصار فكيف بالعقول التي هي امور ذهنية؟ وادراكها اقل في معرفة الكيفيات من ادراك الابصار فلذلك يجب الكف عن هذا للكلية ولهذا كان الباب مغلقا في كلام سلف الامة في هذا في هذه القضية لما سئل مالك يقول الشيخ ولهذا لما سئل مالك رحمه الله عن قوله الرحمن على العرش استوى كيف استوى اطرق رحمه الله برأسه حتى علاه الرحباء يعني العرق من شدة ما وجد من هذه المسألة والمسائل اذا وردت على القلوب الصحيحة لها ثقل. ولهذا لما قال آآ احد السائلين اظن للامام احمد او للامام مالك والغالب انه الامام مالك. قال يا ابا عبدي يا ابا عبد الله لدي مسألة سهلة قال ليس في العلم سهل ما في العلم سهل. انا سنلقي عليك قولا ثقيلا فالعلم له مكانة في قلوب اصحابه ومنزلة في آآ افئدة حملته. يقول الامام آآ هنا يقول لما لما سئل الامام ما لك رحمه الله عن هذه الاية ثقل عليه حتى علاه الرحظاء من شدة هذه المسألة ثم قال الاستواء غير مجهول. من حيث ايش من حيث اللغة والمعنى وفهم المقصود بالاستواء. الاستواء هو العلو على الشيء فهو معلوم من حيث اللغة الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول يعني لا تدركه العقول فقوله غير معقول يعني ان العقول تقصر عن ادراك حتى تبينه كيف تبينه؟ وهي لا تحيط به ولا ولا تدركه. يقول والايمان به واجب فكونه غير معقول لا يعني الا نؤمن به. والا كان ما نؤمن ان ان لنا ارواحا لماذا؟ لاننا ما ندرك حقيقة الارواح ولا نؤمن ان ان هناك حياة برزخية وما يتعلق باخبار يوم القيامة من الاحوال ما نؤمن بها لان عقولنا قد تقصر عن ادراك ذلك لكن نؤمن نؤمن بذلك ولو لم نعلم كيفيته فليس من لازم الايمان بالشيء ان يدرك الانسان كيفيته لان الكيفيات امر قد يقصر عنها العقل. يقول الامام مالك رحمه الله والكيف غير معقول والايمان به واجب. والسؤال عنه اي طلب والكيفيات لصفات الله تعالى بدعة اي محدث لم يكن عليه عمل الصحابة رضي الله عنهم. ولا عمل القرن الاول الفاضل خير الناس قرني ثم الذين يلونهم. وروي عن شيخه ربيعة ايضا الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول قريب من الكلام السابق وقد مشى اهل العلم بعدهما على هذا الميزان هذا المعيار الذي لا يشذ ولا يضل لا وكس ولا شطر واذا كان الكيف غير معقول واذا كان الكيف غير معقول ولم يرد ولم يرد به الشرع فقد انتفى عنه الدليلان العقل والشرعي فوجب الكف عنه. فلا بيان للكيفيات في الشريعة ولا ولا قدرة للعقول في ادراك هذه كيفية فوجب الكف عنه عنها. ولهذا يقول المؤلف فالحذر الحذر من التكييف او محاولته اي او من محاولة التكييف فانك ان فعلت وقعت في مفاوز لا تستطيع الخلاص منها. وان القاه الشيطان في قلبك فاعلم انه من نزغاته اي من نزغة الشيطان فالجأ الى ربك فانه معاذك اي هو الذي به الخلاص وبه آآ النجاة وافعل ما امرك به فانه طبيبك الذي تطيب به القلوب وتصلح به الاعمال. قال الله تعالى واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم وبهذا يتبين خطأ اولئك الذين يطلبون كيفيات ما اخبر الله به عن نفسه او اخبر عنه به رسوله صلى الله عليه وسلم