فبقي قلبه متعلقا بها مستعبدا لها. اجتمع له من انواع الشر والفساد. ما لا يحصيه لا رب العباد ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى. فدوام تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة له صورة مباحة. فاما من استعبد قلبه صورة محرمة امرأة او صبي. فهذا هو العذاب الذي يدانيه عذاب اعوذ بالله وهؤلاء من اعظم ما في عذابا واقلهم ثوابا فان العاشق لصورة اذا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالة عبودية وكلما قوي طمع العبد في بفضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته. قضيت عبوديته له وحريته مما ما سواه فكما ان صنعه في المخلوق يوجب عبوديته له. فيأتوا منه يوجب غنى قلبه عنه. كما قيل استغني عمن شئت تكن نظيره وافضل على من شئت تكن اميرا واحتج الى من شئت تكن اسيرا كذلك طمع العبد في ربه ورجائه له يوجب عبوديته له واعراض قلبه عن الطلب من الله والرجاء له. يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله لاسيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق بحيث يكون قلبه معتمدا اما على رئاسته وجنوده واتباعه ومماليكه واما على اهله واصدقائه واما على امواله وذخائره. واما على ساداته وكبرائه كمالكه وملكه وشيخه ومخدومه وغيرهم ممن هو قد مات او يموت قال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا وكل من علق قلبه بالمخلوقين ان ينصروه او يرزقوه او ان يهدوه. خضع قلبه له وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك. وان كان في الظاهر اميرا لهم مدبرا لهم متصرفا بهم فالعاقل ينظر الى الحقائق لا الى الظواهر. فالرجل اذا تعلق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له. يبقى قلبه اسيرا لها تحكم فيه وتتصرف بما تريد. وهو في الظاهر سيدها لانه زوجها او مالكها اه ولكنه في الحقيقة هو اسيرها ومملوكها. ولا سيما اذا جرت بفقره اليها وعشقه لها وانه لا يعتاد عنها بغيرها. فانها حينئذ تتحكم فيه تحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه بل اعظم فان اسر القلب اعظم من اسر البدن. واستعباد القلب اعظم من استعباد البدن. فان من استعبد بدنه طرق واسر لا يبالي اذا كان قلبه مستريحا من ذلك مطمئنا. بل يمكنه بل يمكنه بل يمكنه الاحتيال في الخلاص. واما اذا كان القلب الذي هو ملك الجسم. رقيقا بدن متيما لغير الله. فهذا هو الذل والاسر المحض. والعبودية الذليلة لما استعبد القلب هدية القلب واسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب. فان المسلم لو اثره كافر او استرقه فاجر بغير حق لم يضره ذلك اذا كان قائما بما يقدر عليه من الواجبات. ومن استعبد بحق اذا ادى حق الله وحق مواليه فله اجران. ولو اكره على التكلم بالكفر فتكلم به. وقلبه مطمئن بالايمان لم يضره لم يضره ذلك واما من استعبد قلبه فصار عبدا لغير الله. فهذا يضره ذلك ولو كان في الظاهر ملك الناس فالحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب. كما ان الغنى غنى النفس. قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرب وانما الغنى غنى النفس. وهذا لعمر الله اذا كان قد استعبد اشد ضررا عليه ممن يفعل ذنبا ثم يتوب منه. ويزول اثره من قلبه. ولذلك يجب على المؤمن ان يعلق قلبه له بالله سبحانه وتعالى القلب يا اخواني وعاء اذا ملئ بمحبة الله جل وعلا لم يكن فيه مكان لغيره. واذا خلط فيه الانسان حاله واصبح نهبا لكل ما يتعلق به من صورة او مال او غير ذلك مما يتعلق به الناس فالواجب على المؤمن ان يملأ قلبه بمحبة الله. ومن ملأ قلبه بمحبة الله فرغ الله قلبه من كل شيء. لان محبة الله تملأ القلب تملأ القلب وتمنع تعلقه بغيره. قال الله جل وعلا الله نور السماوات والارض. مثل نوره كمشكاة فيها مصباح. المصباح في زجاج الزجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية تكاد زيتها يضيء ولو لم تمسس تمسسه نار نور على هذا المثل الذي ضربه الله جل وعلا هو مثل نوره سبحانه وتعالى في قلب عبده المؤمن. فاذا ملأ العبد قلبه بالرب نظرا في صفاته وتأملا في افعاله ونظرا في اسمائه وتدبرا في كتابه لم يبقى فيه تعلق لغيره وهذا هو السعادة التامة. اسعد الناس اعظمهم تعلقا بالله. اسعد الناس اقلهم تعلقا بالمخلوقين على اختلاف ما يتعلق الناس من الناس ما يتعلق بالمال منهم من يتعلق بالولد منهم من يتعلق بالزوجة ومنهم من يتعلق بالصور المحرمة من النساء المحرمات او او غير ذلك كل هذا مما يشغل القلب ويشتته ويضعف قوته ويكون له اثر اثر على عمل الانسان وهو صلاحه فينبغي للمؤمن ان يخلي قلبه من هذا المسألة تحتاج الى مقاومة الى مجاهدة الى دوام نظر الى ما يملأ القلب اذا حصل العبد ذلك فانه سيوفق ويصرف عنه هذه الامور. اما اذا اطلق في نفسه الهوى وتعلق بكل ات وذاهب فانه سيشتت قلبه في اودية كثيرة ثم لا يجتمع على حق ولا يقوم بخير بل هو موتور فاسر القوى تشتت همومه وتعلقاته. نعم. والعبودية الحقيقية. العبودية الحقيقية في عبادة الله عز وجل. كل من ظن انه بالتخفف من شريعة الله عز وجل فهو واهب. فانه من تخفف من شريعة الله وقع في عبادة الشيطان. كما قال ابن القيم رحمه الله من الرق الذي خلقوا له ايش الرق الذي خلقوا له؟ الرق لرب العالمين وبلو اي وامتحنوا برق النفسي والشيطان نعوذ بالله من اللهم صلي على محمد يقول هذا فضيلة الشيخ وفقه الله ورعاه يذكر ان يذكر عن شيخنا محمد رحمه الله انه لا يطلب الرقية من احد ولكن لا يمنع من يرقيه خاصة في مرض موته هل هذا صحيح؟ الجواب نعم صحيح. يقترح بعض الاخوة الذين قرأوا كتاب جوانب من سيرة الامام عبد العزيز بن باز رحمه الله. قال اتمنى ان يخرج كتاب اخر عن الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله يجمع فيه اثاره العلمية والعملية وافضل من يقوم بذلك خاصة الطلبة الملازمين له طويلا الله يوفق من يقوم بذلك. اقتراح جيد بس لعل الله ييسر من يقوم بذلك. يقول فضيلة الشيخ اذا عرف شيخ بانه يوزع الكتب طلاب العلم فهل يجوز الذهاب اليه وسؤاله في الكتب؟ ام الافضل الاستغناء عن ذلك؟ ان كنت تستغني عن السؤال فلا تسأل اما اذا كنت بحاجة سواء لك او غيرك هذا يعطي كتبا لطلبة العلم فسؤالك وانت من طلبة العلم هو اعلام بالاستحقاق وليس من السؤال المذموم هذا ايضا الترقيات طلب الترقيات ايضا طلب الزيادة في الاستحقاقات اذا وجد الوصف الانسان ثم اعلم بدون الحاح وتشوف ان جت سهل الله الحمد لله وان لم تأتي فلا يتبعها نفسه فهذا اعلام وليس من السؤال المذموم. كما انه لا يدخل في السؤال المذموم سؤال بالاقتراب. يعني لو ان الانسان ان سأل الاخر ان يقرضه. فليس هذا من السؤال المذموم فان الله صلى الله عليه وسلم اقترب وايضا ليس من السؤال المذموم طلب الشيء على وجه العارية فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم استعار انما السؤال مذموم هو طلب التملك على وجه الصدقة او الهبة او الهدية. نعم ايش؟ والله يا اخي الكتب فيها يعني فيها اشكال ان بعض الناس يكون هاوي لجمع الكتب ليس غرضه الاستفادة من الكتاب او النفس بس يبي يجمع لي هالكتب فكل ما سمع في مكان توزيع ذهب وقد اما اذا كان عن حاجة واستحقاق فهذا من السؤال الجائز ومثله ايضا سؤال الانسان آآ ما يغنيه ويكفيه اذا كان مستحقا لذلك. الافضل عدم السؤال لكن هذا من السؤال جائز لان المؤلف رحمه الله استثنى السؤال حال الضرورة. نعم. لا اله الا الله بسم الله الرحمن الرحيم وهؤلاء يشبهون بالسكارى والمجانين. كما قيل سكران سكر هوى وسكر مدامة. ومتى من به سكراني وقيل قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم العشق اعظم مما بالمجانين العشق لا يستفيق الدهر صاحبه. وانما يصرع المجنون في الحين ومن اعظم اسباب هذا البلاء اعراض القلب عن الله. فان القلب اذا اذا ذاق طعم عبادة الله والاخلاص اذا لم يكن عنده شيء قط احلى من ذلك ولا الذ ولا اطيب والانسان لا يترك محبوبا الا بمحبوب اخر لم يكن عنده شيء قط ايه احلى من ذلك ولا الذ تغتسل لم يكن الذ لم يكن شيء لم يكن الذ عنده ولم يكن عنده شيء الذ من ذلك الذ من ذلك هو الله يحفظكم شيء لم يكن عنده شيء قط احلى من ذلك ولا الذ ببدل من شيء فان القلب اذا ذاق طعم عبادة الله والاخلاص له. يصلح اللي قرأتها لها وجه ولا الذ ولا امتع على انها خبر هذا. نعم. لم يكن عنده شيء قط احلى من ذلك ولا الذ ولا اطيب والانسان لا يترك محبوبا الا بمحبوب اخر يكون احب اليه منه او خوفا من مكروه. فالحب الفاسد تعلق بعمل القلب وفيما يتعلق بالمال الذي هو مما يبذله الانسان لحفظ ماله لحفظ نفسه او ولده او من يحب فانه دال على صدقه في ايمانه لاستكمال خصال الايمان صغيرها وكبيرها. ظاهرها وباطنها. نعم. وفي الصحيح ينصرف القلب عنه بالحب الصالح او بالخوف من الضرر. قال تعالى في حق يوسف كذلك لنصر دفاعا كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء. انه من عبادنا المخلصين. فالله يصرف وعن عبده ما يسوءه من الميل الى الصور والتعلق بها. ويصرف عنه الفحشاء باخلاصه لله ماذا يكون قبل ان يذوق حلاوة العبودية لله والاخلاص له؟ تغلبه نفسه على اتباع هواها. فاذا ذاق طعم الاخلاص وقوي في قلبه انقهر له هواه بلا علاج. قال تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر. فإن الصلاة فيها دفع للمكروه وهو الفحشاء والمنكر. وفي فيها تحصيل المحبوب وهو ذكر الله. وحصول هذا المحبوب اكبر من دفع ذلك المكروه. فان ذكر الله عبادة لله وعبادة القلب لله مقصودة لذاتها. واما اندفاع الشر عنه فهو مقصود لغيره على سبيل اتبع والقلب خلق يحب الحق ويريده ويطلبه. فلما عرضت له ارادة الشر طلب وذلك فانها تفسد القلب كما يفسد الزرع بما ينبت فيه من الدغل. ولهذا قال تعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. وقال تعالى قد افلح من تزكى وذكر اسم فصلى وقال قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك اذكى لهم وقال تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا فجعل سبحانه غض البصر وحفظ الفرج هو اذكى للناس هو اقوى. اقوى تزكية للنفس. فجعل سبحانه غض البصر والفرج هو اقوى في تزكية النفس وبين ان ترك الفواحش من زكاة النفوس وزكاة النفوس تتضمن زوال جميع الشرور من الفواحش والظلم والشرك والكذب وغير ذلك. وكذلك طالب الرئاسة والعلو في الارض. قلبه رقيق لمن يعينه عليها اه ولو كان في الظاهر مقدمهم والمطاعفين. فهو في الحقيقة يرجوهم ويخافهم. فيبذل لهم قال والولايات ويعفو عما يجترحونه ليطيعوه ويعينوه. فهو في الظاهر رئيس مطاعم في الحقيقة عبد مطيع لهم. والتحقيق ان كلاهما في عبودية للآخر. وكلاهما تارك لحقيقة سادتي الله واذا كان تعاونهما على العلو في الارض بغير الحق كانا بمنزلة المتعاونين على الفاحشة او قطع الطريق فكل واحد من الشخصين لهواه الذي استعبده وسرقه مستعبد للاخر. وهكذا ايضا طالب المال فان ذلك يستعبده ويسترقه. وهذه الامور نوعان منها ما يحتاج العبد الى ايه؟ كما يحتاج اليه من طعامه وشرابه ومسكنه ومنكحه ونحو ذلك. فهذا يطلبه من الله ويرغب اليه فيه فيكون المال عنده يستعمله في حاجته بمنزلة حماره الذي يركبه. وبساقه الذي يجلس عليه بل بل بمنزلة الكنيف الذي يقضي فيه حاجته من غير ان يستعبده فيكون هلوعا. اذا افته الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا ومنها ما لا يحتاج العبد اليه فهذا لا ينبغي له وان يعلق قلبه بها. فاذا تعلق قلبه بها صار مستعبدا لها. وربما صار معتمدا على غير الا فلا يبقى معه حقيقة العبادة لله. ولا حقيقة التوكل عليه. بل فيه شعبة من العبادة لغير الله وشعبة من التوكل على غير الله. وهذا من احق الناس بقوله صلى الله عليه وسلم عيسى عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة وهذا هو عبد هذه الامور فلو طلبها من الله فان الله اذا اعطاه اياها رضي واذا منعه اياها سخط انما عبد الله من يرضيه ما يرضي الله ويسخطه ما يسخط الله. ويحب ما احبه الله ورسوله ويبغض ما ابغضه الله ورسوله. ويوالي اولياء الله ويعادي اعداء الله تعالى. وهذا هو الذي استكمل الايمان كما في الحديث من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله قد استكمل الايمان وقال اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله. وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن ان فيه وجد حلاوة الايمان من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان لانه استكمل عمل الظاهر والباطل فعمل الباطن في قوله من احب لله ابغض لله فان الحب والبغض محله القلب وقوله واعطى لله ومنع لله هذا عمل الظاهر فاذا كمل العبد عمل الظاهر والباطن فقد استكمل الايمان ثم انظر حيث ذكر اخف ما يكون وهو عمل القلب ثم ذكر ادنى ما يكون من التعلق وهو المال فقال من واعطى لله ومنع لله ومن كان عبدا لله في اخص الاشياء وادناها فيما الشيخ رحمه الله قسم الشيخ الامور التي يحصل بها التعلق الى قسمين القسم الاول ما يحتاج العبد اليه قال من طعامه وشرابه ومسكنه ومنكحه ونحو ذلك. هذا يقول النظر اليه يقول فهذا يطلبه من الله. ويرغب اليه فيه فيكون المال عنده يستعمله في حاجته بمنزلة حماره الذي يركبه. وهل يكون الحمار في قلب العاقل البسيط في القلب؟ او يكون وسيلة لتحقيق المطلوب لا شك انه وسيلة الى تحقيق المطلوب. لا يكون في قلبه يهتم به وينظر اليه ويراقبه ليل نهار. انما ينظر اليه فقط حصول حاجته وتحصيل مقصوده. يقول رحمه الله بل بمنزلة الكنيف الذي يقضى يقضي فيه حاجته. هذا اعلى الدرجات من غير ان فيكون هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا. القسم الثاني من مما تتعلق به النفوس ما لا يحتاج العبد اليه يقول فهذا ينبغي فهذا لا ينبغي له ان يعلق قلبه به. لا ينبغي له ان يعلق قلبه به. بل ينبغي له ان يتخفف ويتقلل منه واذا كان في يده فليصرفه في طاعة الله عز وجل. يقول فاذا علق قلبه به صار مستعبدا له. وربما صار معتمدا على غير الله فلا يبقى معه حقيقة العبادة ولا حقيقة التوكل عليه. بل فيه شعبة من العبادة لغير الله. وشعبة من التوكل على غير الله ومثل ولذلك بقوله تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد الخميصة تعس عبد القطيفة هذا لكونه تعلق بهذه الاشياء مع استغنائه عنها وعدم حاجته لها فصار تعلقه به تعلقه بها ونظره اليها فالعبودية لها ولذلك واضاف العبودية لها في قول عبد الدرهم عبد الدينار عبد القطيفة عبد الخميسة نعم وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما. ومن كان يحب المرء لا يحبه الا لله. ومن كان يكره ان يرجع في الكفر بعد اذ انقذه الله منه. كما ان يلقى في النار. فهذا وافق ربه فيما يحبه وما يكرهه. فكان الله ورسوله احب اليه من ما سواهما واحب المخلوق لله لا لغرض اخر. فكان هذا من تمام حبه لله. فان محبوب المحبوب فان محبة محبوب المحبوب من تمام محبة المحبوب. فاذا احب انبياء الله يا الله لاجل قيامهم لاجل قيامهم بمحبوبات الحق لا لشيء اخر فقد احبهم لله لا وقد قال تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين كن على الكافرين ولهذا قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فان الرسول يأمر بما يحب الله وينهى عما يبغضه الله. ويفعل ما يحبه الله. ويخبر بما يحب الله تصديق به فمن كان محبا لله لزم ان يتبع الرسول فيصدقه فيما اخبر ويطيعه فيما امر ويتأسى به فيما فعل. ومن فعل هذا فقد فعل ما يحبه الله فيحبه الله فجعل الله لاهل محبته علامتين اتباع الرسول والجهاد في سبيله. وذلك لان الجهاد حقيقته الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الايمان والعمل الصالح. ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان قال تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله. فتربصوا حتى يأتي الله بامره. فتوعد من كان اهله وماله احد ادى اليه من الله ورسوله والجهاد في سبيله والجهاد في سبيله بهذا الوعيد. بل قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح انه قال والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولد من ولده ووالده والناس اجمعين. وفي الصحيح ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له يا رسول الله والله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي. فقال لا يا عمر حتى اكون احب من نفسك فقال والله لانت احب الي من نفسي. فقال الان يا عمر. فحقيقة المحبة تتم الا بموالاة المحبوب وهو موافقة في حب ما يحب وبغض ما وبغض ما يبغض. والله يحب الايمان والتقوى ويبغض الكفر والفسوق والعصيان. ومعلوم ان الحب يحرك ارادة القلب. فكلما قويت المحبة في القلب طلب القلب فعل المحبوبات فاذا كانت المحبة تامة استلزمت ارادة جازمة في حصول المحبوبات فاذا كان العبد قادرا عليها حصلها وان كان عاجزا عنها ففعل ما يقدر عليه من ذلك كان له كاجر الفاعل. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من دعا الى هدى كان له من الاجر مثله من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من اتبعه. من غير ان ينقص من اجورهم شيء. ومن دعا الى كان عليه من الوزر مثل اوزار من اتبعه. من غير ان ينقص من اوزارهم شيء. وقال في من دعا من الهدى هو اجر الدلالة لا اجر العمل. وكذلك في من دعا الى ضلالة. الوزر وزر الدعوة الى الضلالة لا وزر والعمل لان العمل لم يعمله انما دعا اليه. فالوزر والاجر في الحديث هو وزر الدعوة الى الضلالة في من دعا الى ضلالة وزر العمل والدعوة واجر الدعوة الى الهدى فيمن دعا الى الهدى. نعم. وقال ان بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا. الا كانوا معكم. قالوا وهم بالمدينة قال وهم بالمدينة حبسهم العذر. والجهاد هو بذل الوسع. والجهاد هذا شاهد لما ذكره المؤلف رحمه الله من لان العبد اذا كان اذا كان العبد قادرا على اذا كان العبد ناويا لعمل الخير لكنه عجز عنه ففعل ما يقدر عليه من لذلك كان له اجر كان له اجر كاجر الفاعل فهؤلاء قوم لم يتمكنوا من الخروج لعذر حبسهم المرض او حبسهم العذر بهذه الرواية كتب الله لهم الاجر كاملا وافيا. لانهم عملوا ما يستطيعون وهو اجر وهو عمل ايش؟ النية والقصد والرغبة الصادقة في موافقة النبي صلى الله عليه وسلم والخروج معه والجهاد في سبيل الله. فلما وافقوه بقلوبهم وتخلفت اجسامهم كتب الله لهم الاجر بما كان لهم من العذر المانع من الخروج. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد