ليش؟ ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا فهؤلاء ما قدروا الله حق قدره والا لو قدروا حق قدره لعلموا انه الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولا قدره حق قدره من قال انه رفع اعداء رسله واهل بيته وجعل فيهم الملك ووضع اولياء رسوله واهل بيته. وهذا يتضمن غاية القدح في الرب تعالى الله عن قول وهم شر من اذى الله تعالى حيث انهم يسبونه صباح مساء ويشتمونه صباح مساء وقد قالوا قولا قال الله تعالى فيه تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا يقول الله جل وعلا وان يسلبهم الذباب شيئا الله اكبر وهي سبل الذباب شيئا لا يستنقذهما تصور ان ها الساحات المليئة بمن عبد من دون الله وعظم من دون الله لو ان الذباب وهو احقر المخلوقات لا يملك لنفسه لو جاء وسلب منهم شيئا اما من اموالهم او من اطعمتهم او من ابدانهم ما استطاع هذا الجمع كله ان يسترجع هذا المأخوذ وهذا يدل على كمال العجز وكمال قوة الرب جل وعلا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام المقرزي رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد المفيد وبالجملة فما قدر الله حق قدره من عبد معه من ظن انه يوصل اليه. قال تعالى يا ايها الناس اضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباب الاية الى ان قال ما قدروا الله حق قدره ان الله لقوي عزيز وقال تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة وتمطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون. فما قدر القوي العزيز اذا حق قدره من اشرك معه الضعيف الذليل. طيب هذه الخلاصة لما تقدم من جواب يقول رحمه الله وبالجملة فما قدر الله حق قدره من من عبد معه من ظن انه يوصل اليه لا شك وتقدم بيان هذا وتوظيح توضيحه قبل قليل. قال الله تعالى يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له. هذا المثل هو المثل الذي يجب على كل احد ان يستمع له لان الله تعالى خاطب الناس قال يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له. امر الله تعالى بالاستماع الى هذا المثل. فهذا المثل امر الناس كلهم باستماعه فمن لم يستمع اليه ويتأمله فقد عصى امر الله تعالى وذلك ان هذا المثل مضروب لتقرير عظيم حق الرب جل وعلا. وان ما عبد من دونه لا يملك لنفسه ظرا ولا نفعا يقول الله جل وعلا يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له. وهذا مثل في غاية للوضوح والبيان وتحقيق المقصود وهو كمال الرب جل وعلا وانفراده بما يستحق فان الله تعالى خاطب الناس على اختلاف الوانهم واجناسهم والسنتهم وازمانهم بهذا الخطاب وبهذا المثل. يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له. ان الذين تدعون من دون الله فالذين يدعون هبل اللات العزى الذين يدعون بوذا الذين يدعون اه يغوث ويعوق نسر الذين يدعون الحسين والذين يدعون علي الذين يدعون البدوي كل من يدعو من دون الله يجب ان ينصت الى هذه الاية ان الذين تدعون من دون الله لو جمع هؤلاء كلهم ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا لها. الله اكبر هؤلاء كلهم لو جمعوا في صعيد واحد وطلب منهم ان يخلقوا احقر مخلوق وهو الذباب ما استطاعوا وهذا عاجزهم عن ايش عن الخلق والايجاد وليس العجز فقط عن الخلق والايجاد بل عجزهم ابعد من هذا وان هؤلاء لا يستحقون لا يستحقون العبادة لانهم عجزوا عن استنقاذ ما لهم عند اظعف المخلوقات هذا المثل حري بان ينظر فيه ويعتبر ويتأمل لما تضمنه من بيان عظيم حق الرب جل وعلا ولذلك قال ابن القيم رحمه الله هذا المثل امر الناس كلهم باستماعه والانصات له لما فيه من ابطال عبادة غير الله تعالى. يا ايها الناس ضرب فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلق ذباب ولا يجتمع له وان يسموه ذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب. ضعف الطالب هؤلاء الجمع والمطلوب الذباب كلهم ظعاف لا يملكون لانفسهم حولا ولا طولا. يقول رحمه الله الاية الى ان قال ما قدروا الله حق قدره يعني اذا اذا كان هذا هو حال المعبودين من دون الله انهم لا يملكون لانفسهم ظرا ولا نفعا. ولا يملكون لغيرهم ظرا ولا نفعا. فما الذي اوقع الناس في عبادتهم وصرف العبادة اليهم من دون الله تعالى يقول الله جل وعلا ما قدروا الله حق قدره انه ضعف تعظيم الله تعالى ما قدروا الله حق قدره ان الله لقوي عزيز. فما يدعي هؤلاء من اننا نعظم الاولياء نحب الاولياء ندخل على الله تعالى بالوسائط عندهم جاه كل هذا زخرف من القول ليس له حقيقة انما الحقيقة التي تتكشف عنها هذه الالوان والانواع من الشرك انه ضعف في قلوبهم ربي ولو عظم في قلوب هؤلاء قدر الله تعالى لما التفتوا الى سواه ولما توجهوا الى غيره سبحانه وبحمده لانهم يعلمون انه الله الذي لا اله الا هو وانه ما من اله الا الله وانه جل وعلا اله واحد قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. يقول رحمه الله بعد هذا وقال تعالى وما قدر الله قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون جل وعلا فيه ما في الاية السابقة من ان الشرك الواقع انما هو بسبب ظعف تعظيمهم لله جل وعلا كما قدر القوي العزيز حق قدره من اشرك معه الظعيف الذليل وصدق رحمه الله نعم واعلم انك اذا تأملت جميع طوائف الضلال والبدع وجدت اصل ضلالهم راجعا الى شيئين ان احدهما ظنهم بالله ظن السوء. والثاني انهم لم يقدروا الرب حق قدره لم يقدره حق قدره من ظن انه لم يرسل رسولا ولا انزل كتابا بل ترك الخلق سدى وخلقهم عبثا. وهذا ذكره الله تعالى في كتابه في قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من المؤلف يقول انهم لم يقدروا الرب حق قدره فلم يقدره حق قدره من ظن انه لم يرسل رسولا ولا انزل كتابا بل ترك الخلق سدى وخلقهم عبثا وهذا في سورة الانعام في قول الله تعالى وما قدروا الله حق قدره. اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء فمن ظن ان الله لم يبعث رسلا فما قدر الله حق قدره. لان رحمته جل وعلا تقتضي ان يبعث الى الخلق من يدله عليه ويعرفهم به فمن قال انه لم يبعث رسول فانه لم يقدر الله تعالى حق قدره كما ذكر الله جل وعلا. ولا قدره حق قدره ولا قدره حق قدره من نفى عموم قدرته. وتعلقها بافعال عباده من طاعاتهم ومعاصيهم واخرجها عن خلقه وقدرته ولا قدر الله حق قدره اقداد هؤلاء الذين قالوا انه يعاقب عبده على ما لم يفعل. بل يعاقبه على فعله هو سبحانه. واذا استحال بالعقول ان يجبر السيد عبده على فعل ثم يعاقبه عليه. فكيف يصدر هذا من اعدل العادل وقول هؤلاء شر من اشباه المجوس القدرية الاذلين. المؤلف رحمه الله يقول واعلم انك اذا تأملت كجميع طوائف الضلال اي جميع الفرق الضالة على اختلاف الوان ضلالها وانواعه سواء كان في الالهية في الربوبية في الاسماء والصفات بل حتى في الشريعة وسائر الوان الانحراف حتى الانحراف المعاصر كالعلمانية وكالوجودية وسائر الوان الانحراف طوائف الضلال على جميع صورها القديم منها والحديث اذا تأملت جميع طوائف الضلال والبدع وجدت اصل ظلالهم راجعا الى شيئين. الشيء الاول ظنهم بالله ظن السوء فلو احسن الظن بالله تعالى لما وقعوا في ذلك. الثاني انهم لم يقدروا الرب حق قدرهم. وهذان في الحقيقة هما مرتبطان من ظن به ظن السوء فلم يقدره حق قدره. ومن لم يقدره حق قدره فقد ظن به ظن السوء. فهذان جعلهم المؤلف شيئين وهما في الحقيقة شيء واحد او احدهما لازم للاخر فهما شيئان متلازمان ثم قال ولا قدره حق قدره من نفع عموم قدرته يشير بهذا الى قول من يا علي ولا قدر وحق قدره من نفى عموم قدرته وتعلقها بافعال عباده نعم الى قول القدرية المجوسية الذين يخرجون بعض خلق الله تعالى عن خلقه وارادته يخرجون افعال العباد عن خلق الله وارادته. ولا قدروا الله حق قدره من نفع عموم قدرته اي شمولها وانها شاملة لكل شيء تعلقها بافعال عباده من طاعاتهم ومعاصيهم واخرجها عن خلقه وقدرته. لماذا؟ لان الله تعالى قد اخبر في كتابه انه على كل شيء قدير فهو جل وعلا على كل شيء قدير. فمن قال ان انه لم يخلق افعال العباد فهذا قد قصر مقصر في هذه الصفات فأساء الظن بربه جل وعلا ولم يقدره حق قدره. واضح واضح يا اخواني؟ طيب الثاني يقول هو لا قدر الله حق قدره اضداد هؤلاء من هم اضداد هؤلاء يا خالد من هم اضداد هؤلاء الجبرية لان الذين تقدموا هم القدرية المجوسية ولا قدره حق قدر من نفع من قدرته واجداد هؤلاء الجبرية الذين قالوا بانه لا قدرة للمخلوق ولا ارادة ولا اختيار وهو كالريشة في مهب الريح ولا قدر الله حق قدره اجداد هؤلاء الذين قالوا انهم يعاقب عبده على ما لم يفعله حيث ان الافعال هذه ليست افعال العباد انما هي افعال الله تعالى بل يعاقبه على فعله هو سبحانه. يقول واذا استحال في العقول اذا كانت العقول لا تقبل ان يجبر السيد عبده على فعل ثم يعاقبه عليه فكيف يصدر هذا من اعدل العادلين؟ كيف يصدر هذا من ارحم الراحمين؟ كيف يصدر هذا من الرب الكريم الذي حرم الظلم على نفسه وجعله على عباده محرما فلا شك ان من اعتقد ان الله تعالى يعاقب العباد على ما لم يفعلوه وان النسبة مجازية ليست حقيقية انه قد بخس الله حقه ولم يقدره جل وعلا حق قدره وقول هؤلاء شر من اشباه المجوس القدرية الادلي يعني في الموازنة بين القولين ما هما القولان اللذان يوسف قول المجوسية القدرية وقول وقول الجبرية اذا وزنا بين القولين ايهما اشر قول الجبرية اعظم سوءا وشرا لانه اعظم تنقصا لله جل وعلا نعم عليه ولم يجعل له فعلا اختياريا بل افعاله مفعولات منفصلة عنه ولا قدره وحق قدره من جعل له صاحبة وولدا او جعله يحل في مخلوقاته او جعله عين هذا وجود هذي كلها نماذج لتقرير ايش من كل طوائف الضلال انما حصل الضلال عندها بسبب سوء ظنها بالله تعالى وعدم قدرها لله تعالى حق قدره يقول ولا قدره فقدهم النفى رحمته ومحبته ورضاه وغضبه وحكمته مطلقا وحقيقة فعله ولم يجعل له فعلا اختياريا بل افعاله علاة منفصلة عنه يشير الى الاشعرية ومن شابههم من مثبتة بعض الصفات فضلا عن من نفى الصفات بالكلية فهو يشير بهذا الى من ظل في باب الاسماء والصفات فانه لم يقدر الله تعالى حق قدر من نفى رحمة الله تعالى وقالوا ان الرحمة لين القلب ويقتضي عطفا وميلا والله تعالى منزه عنها الميل فلا يوصف بالرحمة والرحمة هي الارادة او هي الثواب كما تقول المعتزلة كذلك المحبة والرضا والغضب كلها صفات تدل على كمال الرب جل وعلا فمن نفعها فلم يقدره جل وعلا حق قدره حيث نفى عنه ما اخبر به عن نفسه. قال ولا قدره حق قدره من جعل له صاحبة وولدا وهؤلاء هم اعداء الله النصارى الذين جعلوا سب الله وشتمه عبادة حيث نسبوا له صاحبة وولدا فهؤلاء احقر خلق الله تعالى واذلهم لانهم عادوه وحادوه جل وعلا. وبعض الناس يقول النصارى اخواننا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. اذا الاصل الذي يجب ان يعتقد ان كل من عبد سوى الله تعالى فانه عابد للشيطان. والا فان الشيطان الذي هو عدو للانسان قل من يعبده رضا وهذا مشتاق من قول اليهود والنصارى في رب العالمين. انه ارسل ملكا ظالما فادعى النبوة وكذب على الله ومكث زمنا طويلا يقول امرني بكذا ونهاني عن كذا ويستبيح انبياء الله واولياءه واحبابه. والرب تعالى يظهره ويؤيده. ويقيم الادلة معجزات على صدقه. ويقبل بقلوب الخلق واجسادهم اليه. ويقيم دولته على الظهور والزيادة ويذل اعداءه اكثر من ثمانمائة عام. فوازن بين قول هؤلاء وقول اخوانهم من رافضة تجد القولين سواء ولا قدره حق قدره من زعم انه لا يحيي الموتى ولا يبعث في القبور ليبين لعباده الذي كانوا فيه يختلفون. ويعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين يقول المؤلف رحمه الله في جملة ما ذكره من الوان الضلال الذي ينشأ عن احد امرين اما عن سوء الظن بالله تعالى او عن عدم تعظيم الله تعالى وعدم قدره جل وعلا حق قدره. ذكر فيما تقدم صورا من الظلال وانواعا من الانحراف والهوى ووقفنا على قوله رحمه الله ولا قدره حق قدره. من جعل له اه من قال انه رفع اعداء رسول واهل بيته فمن قال انه رفع دعاء رسوله واهل بيته وجعل فيهم الملك وضع اولياء رسوله واهل بيته وهذا يتضمن غاية القدح في الرب تعالى الله عن قول الرافضة هذا لا شك انه من الانحرافات التي وقعت بهذه الامة وهم من يزعمون موالاة اهل البيت ويزعمون محبتهم وهم في زعمهم كذبة اهل زور وبهتان وباطل. حيث جعلوا من لازم محبة ال البيت الوقيعة في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل النيل من خلص اصحابه واصفيائه واوليائه الذين احبهم واحبوه والذين بذلوا انفسهم واموالهم في بنصرته والذب عنه والقيام بشرعته وسنته في حياته وبعد موته وعلى رأسهم ابو بكر رضي الله عنه ابو بكر الصديق صديق هذه الامة ومقدمهم وخير الناس بعد الانبياء. فان هؤلاء الرافضة الذين رفضوا صحابة رسول الله ورفضوا اجلتهم بزعم انهم اولياء لال البيت لا شك انهم لم يقدروا وحق قدره. كيف؟ يقول ولا قدره حق قدره من قال انه رفع اعداء رسوله هؤلاء يقولون ان الصحابة ارتدوا وانهم كفروا وانهم منافقون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم تبين كفرهم بعد موته صلى الله عليه وسلم فهؤلاء كذبوا على الله وكذبوا على رسوله وكذبوا على الصحابة ولم يقدروا الله حق قدره حيث قالوا انه رفع اعداء الرسول صلى الله عليه وسلم واعداء اهل البيت هذا الرفع المستمر الدائم الذي تطاول ازمنة في زمن ابي بكر وزمن عمر وزمن عثمان ثم بعد ذلك في زمن من خالفهم ممن يناصبونهم العداء من ائمة المسلمين وعلمائهم لا شك ان هذا من اه القذف في الله تعالى اذ ان الله جل وعلا قد اخبر بان العاقبة للمتقين واخبر سبحانه وبحمده انه يظهر اولياءه وان الغلبة له ولرسله. وقد قال الله جل وعلا هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهر على الدين كله فاخبر بظهور هذا الدين على كل الاديان وهذا الشرع على كل الشرائع وابين ان هذا الظهور لا يمكن ان يخفى في زمن من الازمان او ان يخبو في زمن المزنان بل هو ظاهر بالحجة والبيان على مر العصور وقد يظهر في بالسيف والسنان والقوة والغلبة في بعض الازمان وهو حال الامة في غالب ما مضى من من زمنه فانه لا يخلو زمن من الازمان من ظهور الامة وعلو شأنها على من خاصمها وقاتلها وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي امر الله وهم على ذلك فهذا الظهور لاولياء الله تعالى ولاهل الاسلام على هذه الازمنة المتطاولة لا يمكن ان يكون لقوم خالفوا الرسول عهده وعادوا كما يزعمه الرافضة فانهم يصفون اهل السنة بانهم نواصب فكيف وهم الذين لهم الظهور في في البلدان وسائر الامصار وهم الذين بايديهم مقاليد الامور واليهم وبهم الاسلام واليهم يرجع كيف؟ لا يكون هذا في حق من قدر الله حق قدره. لان الله تعالى وجه ذلك لان الله تعالى اخبر باظهار لاولياءه وخذلان اعدائه فكيف يظهر اعداء الرسول هذا الاظهار الدائم المستمع؟ واضح كيف انه لم يقدر الله حق قدر من قال انه رفع اداء رسوله واهل بيته وجعل فيهم الملك طيب يقول ووضع اولياء واولياء رسوله واهل بيته هذا يتضمن غاية القدح اي منتهى القذف فالرب تعالى الذي قال كتب الله لاغلبن انا ورسلي والذي قال جل وعلا وان جندنا لهم الغالبون. تعالى الله عن قول الرافضة. يقول وهذا اي هذا القول الذي ذكروه مشتق من قول اليهود والنصارى في رب العالمين انه ارسل ملكا ظالما فادعى النبوة. في زمن بني اسرائيل وكذب على الله ومكث زمنا طويلا يقول امرني بكذا ونهاني كذا ويستبيح دماء انبياء الله واولياءه واحبابه والرب تعالى يظهره ويؤيده ويقيم الادلة والمعجزات على ويقبل بقلوب الخلق واجسادهم اليه. ويقيموا دولته على الظهور والزيادة ويذل اعداءه اكثر من ثمان مئة عام. هذا لا يمكن ان يكون هذا لا يمكن ان يكون اي لا يمكن ان يملي الله تعالى لاحد يكذب الرسل ويقاتل الاولياء مثل هذه المدة المتطاولة بل ان الله تعالى اذا مكن ضالا من شيء يضل به الناس فانه يقيم الدلائل على كذبه من اوجه عديدة اعظم فتنة تطرق الدنيا فتنة من فتنة الدجال وقد مكنه الله تعالى من خوارق وغرائب لكن هذا الدجال على عظم فتنته الا ان الله تعالى جعل فيها من البيان ما يبين كذبه ومن ذلك ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح حيث قال انه ما من نبي الا وانذره وانذره قومه واني اقول فيه قولا لم نبي قبلي انه اعور العين اليمنى وان ربكم ليس باعور ولا شك ان هذا الدليل القائم المتنقل الذي لا يمكن ان يتخلص منه دليل ايش؟ نقص قصور وظعف وكذب في دعواه لانه لو كان رب العالمين لكمل صفاته فكمل نفسه فلما عجز عن هذا دل ذلك على كذبه في دعواه. ثمان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بانه مكتوب بين عينيه كافر او كفر يقرأها كل مؤمن قارئا كان او غير قارئ وهذا فيه اقامة الحجة وبيان كذب هذه الدعوة ثم انه يظمح الامر وهو يزول ولا يدوم بل يبعث الله تعالى من يعارضه في دعواه وذلك في اوائل ظهوره في من يخرجه الله تعالى من المدينة الشاب الذي يقطع وهي اول دلائل الدبور واضمحلال دعوة الدجال حيث انه لا يسلط عليه بعد ان يفرقه في القرين ثم ثم بعد ذلك يظهره حيا يقيمه حيا فيقول هل تؤمن بي؟ فقال ما ازددت ما ازددت فيك الا بصيرا. انت الدجال الذي اخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم يهم بقتله فلا يتمكن من قتله ثم بعد ذلك يظمح اظمحلالا تاما عندما يدركه عيسى ابن مريم عليه السلام في باب لد فيذب كالملح لكنه يمكنه الله تعالى من قتله قبل ان ينقضي امره ويظمحل وهذا من نعمة الله تعالى وعظيم رحمته اذا كل من ادعى دعوة تخالف امر الله وامر رسوله لابد ان يقيم الله تعالى في دعواه ما يدل على بطلان هذه الدعوة شيخ الاسلام رحمه الله ذهب الى ابعد من هذا في مسائل الاحتجاج بالكتاب والسنة على الباطل فقال ان كل من احتج على باطله بدليل من الكتاب والسنة فان في الدليل الذي احتج به ما يبطل دعواه وهذي مسألة تحتاج الى بصر ونظر وفكر وتأمل وعمق نظر وتدبر في النصوص والايات حتى يستخرج العبد مؤمن من هذه الادلة التي يستدل بها اهل الباطل على باطلهم ما يبطل به دعواهم وما يرد به باطلهم فينبغي التنبه لهذا واطالة النظر في ادلة الخصوم حتى يتمكن الانسان من من الاجابة عليهم بادلتهم يقول رحمه الله فوازن بين قول هؤلاء اي قول اليهود والنصارى وقول اخوانهم من الرافضة تجد القولين سواء في اي شيء بانهم لم يقدروا الله حق قدره. اذ لو قدروه حق قدره لما ظنوا انه يملي لاعدائه ويمكنهم تمكينا يحصل به الظلال العام ولا يبين ايش ظلالهم وكذبهم وزورهم واضح يا اخواني؟ واضح ولا طيب ثم قال رحمه الله ولا قدره حق قدره من زعم انه لا يحيي الموتى ولا يبعث من في القبور ليبين لعباده الذي كانوا فيه يختلفون. ويعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين. صح لم يقدره حق قدره. من زعم انه لا يحيي الموتى وقالت ان هي الا حاكم الدنيا نموت ونحيا. وما يهلكنا الا الدهر. هؤلاء ما قدروا الله حق قدره. من كمال عدل الله تعالى الا يترك الخلق سدى دون جزاء وحساب الشفعاء والوسائط ومسر في كونه لا يغفر من بين سائر الذنوب. هذا السؤال جوابه في هذه الصفحات قرابة عشر صفحات او تزيد قليلا على ذلك. كلها جواب لهذا السؤال. والجواب كان متداخلا بل لا بد ان يقيمهم جل وعلا ليحاسب الناس على اعمالهم فيجزي محسنهم بالاحسان ويؤاخذ من يستحق المؤاخذة من اهل الكفر والعصيان والله جل وعلا حكيم خبير ومن عظيم عدله وكمال رحمته انه يبعث البهائم وهي التي لم تكلف يبعثها جل وعلا فيقتص المظلوم من ظالمه فاقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء لان الشاة التي ليس لها قرن من الشاة التي لها قرن وهذا لماذا لبيان كمال العدل وتمامه وانصاف رب العالمين سبحانه وبحمده فمن قال انه لا يحيي الموتى ولا يبعث من في القبور فانه قد بخس الله تعالى ما هو من كماله وهو قدرته على البعث بعد الموت وايضا بخص الله حقه في كمال عدله حيث انه جل وعلا لا يوظع عمل عمل من ذكر او انثى بل من كمال عدله انه يقيم الاشهاد ويقيم الموازين بالقسط بالعدل ليعطي كل ذي حق حقه سبحانه وبحمده اذا الان خلاصة الكلام كل هذه الصور لاي لاجل اي شيء كل هذا الكلام المتقدم ولا قدره حق قدره ولا قدره حق قدره ولا قدره حق قدره بيان ايش؟ بيان ان كل ظلال يقع فيه الناس سواء في الاسماء والصفات او في الربوبية او في الالهية انما ينشأ عن ايش؟ عن ضعف تعظيم الله تعالى او عن سوء الظن به ثم معنا يا اخوان ولا لا طيب اذا هذه صور لتطبيق القاعدة المتقدمة في قوله واعلم انك اذا تأملت جميع طوائف الضلال والبدع وجدت اصل ضلالهم راجعا الى شيء احدهما ظنهم بالله ظن السوء والثاني انهم لم يقدروا الله حق قدره. وهذه امثلة ونماذج وصور اقوام لم يقدروها حق قدره لاحد الامرين اما لسوء الظن او لعدم التعظيم للرب جل وعلا حق تعظيمه. نعم وبالجملة فهذا باب واسع. والمقصود ان كل من عبد مع الله غيره فانه عبد شيطان قال تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين فما عبد احد احدا من بني ادم كائنا من كان الا وقعت عبادته للشيطان استمتع العابد بالمعبود في حصول غرضه ويستمتع المعبود بالعابد في تعظيمه له واشراكه مع الله تعالى وذلك غاية رضى الشيطان. ولهذا قال تعالى ويوم يحشرهم جميعا يا معشر ترى الجن قد استكثرتم من الانس اي من اغوائهم واضلالهم وقال وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا. قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم. فهذه اشارة لطيفة الى السر الذي كان الشرك اكبر الكبائر عند الله وانه لا يغفر بغير التوبة منه وانه موجب في العذاب العظيم وانه ليس تحريمه وقبحه لمجرد النهي عنه فقط. بل يستحيل على الله سبحانه وتعالى ان يشرع عبادة اله غيره كما يستحيل عليه ما يناقض اوصاف كماله جلاله هل الخاتمة للجواب الاسئلة المتقدمة يقول رحمه الله وبالجملة فهذا باب واسع المشار اليه ايش صور الضلال والوانه والامثلة التي ذكرها آآ والتي تبين ان كل من ظل في باب من ابواب العلم بالله تعالى فظلاله ناشئ عن سوء الظن بالله تعالى او عن عدم تعظيم الله تعالى حق تعظيمه والمقصود هذا هو الزبدة هذا هو الاصل الذي يريد ان يؤكده وانما ما ذكره من قبل استطراد والمقصود ان كل من عبد مع الله والله غيره سواء كان المعبود ملكا او نبيا مرسلا او نبيا او وليا او صالحا او جمادا حجرا او شجرا او شمسا او قمرا او نجوما انسا او جنا المراد انه كل من عبد غير الله تعالى فانه عبد شيطانا قال رحمه الله في الاستدلال ان كل من عبد غير الله فقد عبد الشيطان قال تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الاستفهام انكار في اخلاف هذا العهد وتقرير لهذا العهد. الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وعبادة الشيطان هنا المقصود بها جنس العبادة لغير الله تعالى ولذلك من لم يعبد الرحمن فقد عبد الشيطان فيقال عبادة الشيطان جنس عام ينتظر كل عبادة غير الله تعالى او عبادة ما سوى الله تعالى. فقوله تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان ليس المقصود عبادة الشيطان الذي هو عدو فقط بل المقصود كل من عبد غير الله تعالى الله تعالى اخذ العهد والميثاق على الناس الا يعبدوا سوى الله تعالى اين هذا العهد قال الله تعالى وان اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا هناك فئة من الناس الان تعبد الشيطان باسمه. المعروف ويعدونه الها ويتقربون اليه بانواع التقرب لكن هؤلاء فئة من الناس لان القلوب مفطورة على النفرة من الشيطان. لانه العدو القديم الذي كل شر يصيب الانسان فمن قبله. اي بسببه وكيده ومكره وتسلطه. فعبادته ليست مما تدعو اليه الفطرة. لكن او مما تقبله الفطر او تنطلي على العقول بخلاف غيري قد يكون هناك من المسوغات والتبريرات والشبهات ما يجعل الانسان ينصرف الى عبادة غير الله تعالى مع ان الفطرة ترد هذا وتأباه على كل. المقصود بعبادة الشيطان في الاية ايش جنس عبادة غير الله تعالى المقصود بعبادة الشيطان هنا جنس عبادة غير الله تعالى. ويشمل هذا كل ما عبد من دون الله جل وعلا. قال فما عبد احد احدا من بني ادم كائنا من كان الا وقعت عبادته للشيطان واضح قال رحمه الله فيستمتع العابد بالمعبود في حصول غرضه. استمتع العابد بالمعبود كيف يستمتع العابد بالمعبود في حصول غرامة. ما غرظ العابد المعبود. يقول فيستمتع العابد بالمعبود يعني يحصل العابد من المعبود شيئا من اغراضه مثل ايش مثل ما يحصل لمن يعبد الجن من حصول بعض المصالح من حصول بعض المنافع فان عبادة غير الله تعالى قد يحصل بها منافع فتجد ان احدهم يقول انا ادعو الله تعالى عند القبر واحصل مقصودي اذا توسلت بالعالم الفلاني ولا بالولي الفلاني ولا بالنبي الفلاني ولا بالجن حصلت بعض مقاصدي. هذه المنافع لا تعد شيئا امام المفسدة الكبرى وهي فساد الاعتقاد وهي صرف العبادة لغير الله تعالى كما يحصله هو الذي اشار اليه ما يحصله العابد من تحقيق بعض مطالبه انما هو من مما يدخل في قوله تعالى استمتع بعضنا ببعض يقول رحمه الله فيستمتع العابد بالمعبود في حصول غرضه ويستمتع المعبود بالعابد في تعظيمه له واشراكه مع الله تعالى وذلك غاية رضا الشيطان اي منتهى ما يطلبه ونهاية ما يسعى الى تحصيله. ولهذا قال الله تعالى ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال اولياؤه من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض هذا كالاعتذار ببيان ما جرى وقال واياه من الانس استمتع بعضنا ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجل الذي اجلت لنا فجاء الجواب عن ما اعده لهؤلاء قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم قوله جل وعلا ويمحشرهم جميعا يا معشر الجن والانس قد استكثرتم من الانس؟ قال في التفسير اي في من اغوائهم واظلالهم هذا الخطاب للجن وهم الشياطين الذي او هم الشياطين الذين يضلون الناس عن الهدى وعبادة الله تعالى والصراط المستقيم وقد قال بهذا التفسير جماعة من اهل العلم فقال ابن عباس ومجاهد وقتادة ان الاستكثار من ذكور الاية هو اغواء الجن للانس. واغواء الجن لبني ادم في عبادة غير الله تعالى وقد جاء هذا في ما رواه الامام مسلم من حديث عياض بن حمار وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله علمني ان اعلمكم مما جهلتم مما علمني يومي هذا ايما مال نحلته عبدا فهو حلال ثم قال خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين تلتهم اي صرفتهم والصرف هنا في عبادة غير الله تعالى وفي سائر انواع الصرف التي وقعت من الشياطين لبني ادم فقوله رحمه الله في التسيير من اغوائهم واظلالهم بهذا فسر الاية جماعة من اهل العلم وعليه يدل تفسير النبي صلى الله عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه في حديث عياض ابن حمار المشهور في صحيح الامام مسلم ثم قال فهذه اشارة لطيفة الى السر الذي لاجله كان المشار اليه ايش؟ فهذه ما تقدم من الكلام منذ ان قال المؤلف رحمه الله الاسئلة المتوالية الى هذا الموضع. المؤلف وين سأل ها يقول رحمه الله في فان قيل المشرك انما قصد تعظيم جناب الله وانه لعظمة لا ينبغي الدخول عليه الا بالوسائط والشفعاء كحال الملوك فالمشرك لم يقصد الاستهانة بجانب الربوبية وانما قصد تعظيمه وقال نعبد وانما اعبد هذه الوسائط لتقربني اليه وتدخل بي عليه فهو الغاية وهذه الوسائل. فلما كان هذا القدر موجبا الله وغضبه ومخلدا في النار وموجبا لسفك دماء اصحابه واستباحة حريمهم واموالهم. وهل يجوز في العقل ان يشرع الله تعالى لعباده التقرب اليه لم يكن مرتبا وذكر فيه المؤلف اوجها عديدة بعد هذا يقول فهذا فهذه اشارة لطيفة الى السر الذي لاجله كان الشرك اكبر الكبائر عند الله وانه لا يغفر بغير التوبة منه وانه موجب في النار وانه ليس تحريمه وقبحه لمجرد النهي عنه فقط بل يستحيل على الله تعالى ان يشرع عبادة اله غيره كما يستحيل عليه ما يناقض اوصاف كماله ونعوت جلاله انتبه لهذا الجواب يعني الان هل الاستحالة هنا لعجزه؟ الجواب لا لكن ذلك لانه ينافي كماله جل وعلا. وهذا به على من يقول هل الله قادر على ان يوجد الها معه؟ يقول هذا لا يمكن ان يكون فان هذا يناقض كماله ويناقض ما له من الانفراد بالالهية. وهو يقتضي الفساد العالم وحرابه. والله تعالى لا حبوا الفساد وقد قال جل وعلا قل لو كان فيه مآلهة الا الله لفسدتا وقال ايضا اه في سورة اه المؤمنون لما ذكر الالهة قال لعل بعظهم على بعظ ها ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لو كان الامر كذلك لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض هذا ما حصل الان لو كان هناك اكثر من الهة لاضطربت الدنيا لتنازعت الالهة ممالك بعظها وممالك غيرها ووقع الفساد في لكن الكون منتظم غاية الانتظار ولذلك استدل الله تعالى بهذه الاية على انه لا اله الا هو جل وعلا ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون اي عما يتكلمون ويخبرون به عنه جل وعلا. ثم قال المؤلف رحمه الله في مقطع جديد من كلامه وفيه بيان اقسام الناس في عبادة الله تعالى والاستعانة به. وهذا الكلام جله مأخوذ بل غالبه مأخوذ او هو اختصار لكلام ابن القيم رحمه الله الذي ذكره في مدارج السالكين. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد