الى النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الاية وجثوا على الركب يعني جلسوا على ركبهم من شدة ما نزل عليهم من ثقل هذه الاية. اذ ان الانسان يتحكم ويحكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين. له الحمد كله. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره وباحسان الى يوم الدين اما بعد فنقرأ ما يسر الله تعالى من ايات الذكر الحكيم في سورة الانعام ونقف مع بعض معاني ما نقرأ ثم ان شاء الله تعالى نعطي وقتا متسعا للجواب على الاسئلة فاسأل الله السداد في القول والعمل والصلاح في السر والعلن والصواب فيما نأتي ونذر اللهم صلي على محمد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن من هو وهم مهتدون وتيلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه. نرفع نجاة من نشاء ان ربك حكيم عليم ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هديناه ونوحا هدينا منه ومن ذريته داود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين. وزكريا وعيسى والياس كل من الصالحين واسماعيل يسع ويونس ولوطا وكن له فضلنا على العالمين ومن ابائهم وذرياتهم واخوانهم. واجتبيناهم هديناهم الى صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون اولئك الذين اتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا كافرين اولئك الذين هدى الله فبهداهم مقتضى قل لا اسألكم عليه اجرا. ان هو الا ذكرى العالمين هذه الايات الكريمات ذكر الله تعالى في اول ما سمعناه منها ما وعد الله تعالى به الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم وهم الذين اقروا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم وصدقوه فقبلوا ما جاء به من الاخبار واذعنوا لما جاء به من الاحكام فالايمان عمل قلبي جماعه امران القبول للخبر والاذعان للحكم فمتى تحقق للعبد هذان فانه من اهل الايمان اسأل الله ان يجعلني واياكم منهم الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. هذا قيد الايمان الموعود اهله بما ذكر الله عز وجل في هذه الاية الذين امنوا ولم يلبسوا اي لم يخلطوا ايمانهم يعني تصديقهم واقرارهم وما جاء بالاقرارهم بما اي لم يخلطوا ايمانهم واقرارهم بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لم يخلطوه بظلم والظلم ايها الاخوة باللغة هو وضع الشيء في غير موضعه. فكل من وضع شيئا في غير موضعه فقد ظلم ولكنه اذا اطلق في الشرع فالمقصود به الخروج عن ما جاءت به الرسل صلوات الله وسلامه عليهم من الهدايات فالظلم هو عدم الانقياد للرسل مخالفة ما امروا به عدم تصديق اخبارهم كل ذلك من الظلم الذي ذكره الله عز وجل في اياته في ايات الكتاب الحكيم فالظلم مفهوم عام يشمل كل ما خرج عن الصراط المستقيم فيما امر تركا وفيما نهى انتهاكا. فكل من وقع فيما حرم الله عز وجل فقد ظلم وكل من ترك ما امر الله تعالى به فقد ظلم والظلم اما ان يكون للنفس وهذا جامع مشترك لكل معصية. فانه من اهتدى فانما يهتدي لنفسه. ومن ضل فانما يضل عليها فاذا اعتدى الانسان على غيره فانما يظلم نفسه ان كان له ظلم متعد على الاخرين بما حصل من اعتداء فهو ايضا ظلم لغيره لكنه في كلا الحالين اذا كان الظلم متعديا لغيره او كان بارتكاب ما نهي عنه من حقوق الله عز وجل فانه يدخل فيما يكون من الظلم وهو من ظلم نفسه فقوله جل وعلا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اي لم يخلطوا هذا الايمان بظلم وظاهر الاية العموم في كل ظلم يقع فيه الانسان سواء كان ذلك في حق الله عز وجل او كان ذلك في حق الخلق قريبهم او بعيدهم كعقوق الوالدين وعدم الوفاء بالعقود وعدم القيام بحق الرعية ممن استرعاك الله تعالى اياهم فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته كل هذا مما يندرج في الظلم على وجه العموم. ولهذا فهم الصحابة اول ما نزلت هذه الاية ان ان المراد بالظلم الذي قيد به الايمان الذي وعد اهله بما وعدوا المفهوم العام الذي يشمل كل معصية لله عز وجل سواء كانت بترك ما امر الله او بفعل ما حرم الله فكل من ترك ما امر الله به او وقع فيما حرم الله تعالى فانه قد ظلم ففهم الصحابة هذا المعنى من قوله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم ثم سنقرأ ما جرى بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص معنى هذه الاية. قال الله تعالى اولئك يعني الذين حققوا ما تقدم من الايمان الصادق السالم من المخالفة اولئك لهم الامن اي لهم الامن على وجه الكمال والتمام والامن المراد به هنا امن الدنيا من العقوبات وسائر ما ينزل باعداء الله عز وجل من المصائب ومن ذلك ما يكون في قلوب المعرضين عن ذكره من الضنك والضيق والكدر الذي لا مدفع له الا بالاقبال على الله. كما قال تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى فالذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم لهم الامن من كل ما يكرهون ويخافونه مما ينزله الله تعالى باعدائهم باعدائه سبحانه وبحمده من ضيق الصدر ونزول العقوبات والمثولات وما الى ذلك ولهم الان امن الاعظم وهو ما يكون في الاخرة من القدوم عليه جل وعلا بامن تام كامل يوم الفزع الاكبر الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم الامن التام الكامل اذا حققوا ذلك في دنياهم بطاعة الله وامتثال امره جل في علاه فلهم يوم القيامة الامن الذي يعملون به من كل ما يخافون فالامن المذكور في الاية يشمل الامن في الدنيا من العقوبات والامن في الاخرة من الاهوال وعظيم الاحوال التي ذكرها الله عز وجل في كتابه مما يكون في يوم القيامة في في يوم تذهل فيه كل مرضعة عما ارضعته وتضع فيه كل كل ذات حمل حملها يقول تعالى وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد اي ان ذلك الذي جرى من طيش عقول اولئك وسوء حالهم هو بسبب ما يعاينونه من عظيم العقوبات عظيم الاهوال وعظيم الكربات والشدائد التي تكون في ذلك اليوم العظيم ثم لهم الامن من اعظم مخوف في الاخرة وهو النار نسأل الله السلامة منها فيأمنهم الله تعالى ويجيرهم من النار فلا يمسهم منها ما يكون من العقوبة كما قال الله تعالى اولئك عنها مبعدون. لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون مبعدون وليس فقط الابعاد بعدم الرؤية او بعدم المشاهدة او بعدم القرب بل ما هو اعظم من ذلك الابعاد حتى بعدم السمع الا يسمع حسيسها وهو ما يكون من صوتها وشهيقها وزفيرها اعوذ نعوذ بالله منها ونسأله جل وعلا بمنه ان جيرنا من النار اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار يا ذا الجلال والاكرام فهؤلاء لهم الامن من كل وجه. قال الله تعالى اولئك لهم الامن وهم مهتدون اي ولهم الهداية التامة الكاملة والاهتداء هنا هو الى الصراط المستقيم بسلوكهم ذلك الصراط الذي يوصلهم الى السعادات في الدنيا وينجيهم من البلايا والكربات والاهوال والعذاب الاليم يوم المعاد يوم يقوم لرب العالمين حفاة عراة غرلا. فلهم الامن التام الكامل يوم الفزع الاكبر. يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. فلذلك من حقق هذا الشرط نال هذا الوعد من حقق الشرط نال الوعد الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك هؤلاء الذين حققوا ذلك لهم الامن وهم مهتدون والهداية هنا تشمل الهداية في الدنيا الى صالح العمل وطيب القول ما يحبه ويرضاه في السر والعلن. واما في الاخرة فالهداية الى الجنة يهديهم الله تعالى اليها ويعرفهم بها يدركون من السعادات والخيرات ما لا يدركه غيرهم. نقرأ ما جاء في تفسيرها تفسير هذه الاية في كلام الامام البخاري فيما نقله في تفسيرها ثم نعود الى بيان بعض ما فيها نعم. باب قول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. قال حدثني محمد ابن بشار قال حدثنا ابن عدي عن شعبة عن سليمان عن ابراهيم عن علقمة عن عبد رضي الله عنه قال لما نزلت ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. قال اصحابه واينا لم يظلم فنزلت ان الشرك لظلم عظيم هذا النقل من الامام البخاري رحمه الله في تفسير هذه الاية يبين ما الذي تبادر الى اذهان الصحابة رضي الله تعالى عنهم في معناها فانهم رضي الله تعالى عنهم فهموا من الاية العموم وان من وقع في شيء من الظلم دقيق او جليل صغير او كبير فانه متوعد بهذه فانه يفوته ما ذكر الله جل وعلا من الاجر والجزاء يقول الامام البخاري رحمه الله في تفسير هذه الاية لما نزلت ولم يلبسوا ايمانهم بظلم في قوله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. قال اصحابه من اصحابه اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم واينا لم يظلم نفسه. يعني من الذي يسلم من ان يظلم نفسه بالمعصية؟ فكل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون فمن الذي يسلم من ان يناله شيء من من ان ينال شيئا من الظلم وان يناله بعض ما يكون من مخالفة امر الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت اه نعم قال الراوي فنزلت ان الشرك لظلم عظيم وفي رواية اخرى وهي عندها مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم ليس الذي تقصدون او ليس الذي فهمتم انما هو قول لقمان لابنه يا بني ان الشرك لظلم عظيم وهذه من اوائل وصايا لقمان لابنه فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان عموم الظلم المفهوم في الاية لكون الظلم ذكر بصيغة النكرة في سياق النفي فافادت العموم الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم بظلم وظلم هنا نكرة في سياق النفي فتفيد العموم سواء كان ظلما بالشرك او ما دونه. فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا ان هذا العموم مخصوص. هكذا قال بعض اهل العلم في بيان المعنى وان قوله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم المقصود به الظلم الاعظم وهو الشرك بالله عز وجل كما قال تعالى فيما قص عن نوح عليه فيما قص عن لقمان في وصية ابنه ان الشرك لظلم عظيم بين النبي صلى الله عليه وسلم ان المراد بالظلم هنا ظلم خاص وليس الظلم بمفهومه العام الذي ينتظم كل ما يكون من معصية الله تعالى سواء بالشرك او بالنفاق او بالبدعة او بالمعصية. فان ظلما فان الظلم يكون بالشرك وهذا اخطره واعظمه. ويكون بسائر صور الكفر فالكافرون هم الظالمون كما قال الله عز وجل وكذلك كن بالبدعة والاحداث في الدين ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به ويكون بالنفاق فالنفاق موعود اهله بالدرك الاسفل من النار كما قال تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار وكذلك بالمعصية فان المعصية ظلم من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها ما فهمه الصحابة من الاية هو العموم على ظاهرها فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم ان المراد بالاية الشرك وقد قال بعض اهل العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم فسر الاية باعظم ما يكون من الظلم الذي يمحو ويزيل بالكلية الامن والاهتداء فانه لا ينال الامن والاهتداء من كان متورطا في الظلم سواء كان ظلما بالشرك او ما دونه لكن الذي يزيله بالكلية هو الشرك بالله فان الشرك بالله يمنع صاحبه من كل خير كما قال الله عز وجل انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة مأواه النار وما للظالمين من انصار فهذا هو الظلم المراد بالاية قالوا ولكن لا يمنع هذا ان يكون الامن والاهتداء منقوصا في حق من وقع في شيء من الظلم فالمنفي بالكلية الذي يزول به الامن والاهتداء بالكلية هو الشرك اذا وقع فيه الانسان واما ما دون ذلك من صور الظلم التي تكون بالبدعة تكون بالبدعة غير المكفرة تكون آآ النفاق غير المخرج عن الملة تكون بالمعصية بسائر صورها كل هذا مما يعكر حصول الامن التام لان الله تعالى وعد بالامن من جاء بالحسنة. فقال من جاء من جاء بالحسنة فلهو خير منها قم من فزع يومئذ امنون لكن من جاء بالسيئة فانه ليس موعودا بالامن التام يناله من الفزع ويفوته من الامن بقدر ما يكون معه من المعصية وانما تنتفي هذه الوعود بالكلية يعني ينتفي الامن بالكلية ويزول الاهتداء بالكلية عمن وقع في اعظم الظلم المال حقد وهو الشرك بالله عز وجل اعاذنا الله تعالى واياكم منه. اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم ايها الاخوة هذا الحديث يبين لنا كيف كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتلقون القرآن يتلقونه للعمل به يتلقونه وهم معتقدين يتلقون وهم معتقدون انهم مخاطبون به. وان ما فيه هو خطاب لهم. ولذلك اذا استشكلوا شيئا رجعوا يطلبون من النبي وسلم البيان والايضاح. ولهذا لما نزلت هذه الاية عادوا الى النبي فقالوا اينا لم يظلم نفسه يعني كلنا نتورط في شيء من المعصية ولسنا بمعصومين وبالتالي سيفوتنا الوعد المذكور في قوله اولئك لهم الامن وهم مهتدون فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم المراد بالاية واوضح لهم ان الذي يفوت به الامن بالكلية ويفوت به الاهتداء بالتمام والكمال هو الشرك اعاذنا الله تعالى واياكم منه وله نظير في تعامل الصحابة رظي الله تعالى عنهم مع القرآن لما نزل قوله تعالى ان تبدوا ما في انفسكم او وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله. هذه الاية في خاتمة سورة البقرة لله ملك السماوات والارض والله على كل شيء قدير. وان تبدوا ما في انفسكم لله ملك السماوات والارض. ها لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير هذه الاية نزلت على الصحابة ومفادها انهم محاسبون على ما اظهروا وما دار في خواطرهم وجال في قلوبهم ونفوسهم. لان الاية ذكرته وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه ابديتموه واظهرتموه قولا او عملا او اخفيتموه واسرتموه في قلوبكم ولم تظهروه فان الله تعالى سيحاسبكم وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير جاء الصحابة رضي الله تعالى عنهم كما في الصحيح ما يكون من قول وعمل يظهر منه. لكن ما يجول في قلبه قد لا يملك السيطرة عليه ولا يملك السلامة مما يقذفه الشيطان في نفسه من هموم بسيئات من هموم بترك طاعات وما الى ذلك مما يمكن ان يكون مما يجول في الخواطر فقالوا يا رسول الله كلفنا ما نطيق. يعني انزل الله تعالى علينا من التكاليف ما نطيق. من صلاة وصوم وجهاد ونزلت علينا اية لا نطيقها. يعني لا نقدر على العمل بها وهي قوله تعالى لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير. قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه اتريدون ان تقول كما قالت بنو اسرائيل لموسى سمعنا وعصينا قولوا سمعنا واطعنا سمعنا اي قبلنا ما جاء به الخبر ووعيناه واطعنا امتثلنا ما جاء فيه من حكم قال النبي صلى الله عليه وسلم لهم هذا مربيا لهم بالتزام ما امر الله تعالى به ولو كان ذلك فيما يشق عليهم ويلحقهم به ما يكون من العنز فسيجعل الله بعد عسر يسرا بفظله ومنه فقال الصحابة سمعنا واطعنا يقول ابو هريرة فلما اقترأها القوم وذلت بها السنتهم. اخترعها يعني قرأوها كثيرا وذلت بها السنتهم اصبحت من سائر ما يتلى ويقرأ من الايات لا يقفون عندها بتردد او ثقل بل كانوا يقرأونها كسائر ما يقرؤون من ايات الله فسلموا للاية ما دلت عليه من حكم. مجاهدين انفسهم بما يستطيعون في منع ما يكون من الخواطر التي تقع ضمن المحاسبة فانزل الله تعالى على رسوله امن الرسول بما انزل بما انزل بما انزل اليه من ربه والمؤمنون فشهد الله للنبي بالايمان ولاصحابه عليهم ولاصحابه رضي الله تعالى عنهم بالايمان ايضا امن الرسول طول ما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا هذا ما قالوه في جوابي ما امروا به من حفظ خواطرهم ثم قال الله تعالى سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. طلبوا من الله المغفرة لانهم سائرون اليه وسيحاسبهم على ما يكون من خواطرهم وما يكون مما مما ابدت جوارحهم ثم انهم رظي الله تعالى عنه ثم انه جل في علاه انزل التخفيف فقال لا يكلف الله نفسا الا وسعها. لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت هذه الاية قال بعض اهل العلم نسخت ما دل عليه قوله لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله رفعت الحكم ودلت على ان ما كان في نفس الانسان مما لم يبدو بلسانه ولم يظهر بعمله فانه لا يحاسب عليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء في الصحيح عفي عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تعمل او تتكلم فما حدثت به انفسها هو الخواطر. ما لم تعمل او تتكلم قال بعض اهل العلم الاية ليست نسخا انما ليست نسخا بالكلية انما النسخ للمحاسبة والمؤاخذة بما يكون في خاطر الانسان لكنه يعرض عليه ما دار في خاطره. هكذا قال بعض اهل العلم نقل عن الحسن البصري يظهر لان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله مال الى هذا الرأي في بعض كلامه