بسم الله الرحمن الرحيم. حياكم الله في الدرس السادس والعشرين بعد المائة. من دروس علم الصرف. علم الصرف هو علم باصول تعرف به احوال ابنية الافعال المتصرفة والاسماء المتمكنة التي ليست ولا بناء في صرف الافعال وفي صرف الاسماء سنكتسب مهارتين مهارة التصنيف ومهارة بدأت بمهارة تصنيف الافعال فصنفتها الى جامد ومتصرف والى ماض ومضارع وطلب والى صحيح ومعتل والى مجرد ومزيد. ثم انتقلت الى الحديث عن تصنيف الافعال من حيث والتعدي فبدأت ببيان الصورة الكلية. وقلت لكم ان الافعال في العربية تنقسم قسمين القسم الاول ما يوصف بالتعدي او اللزوم. والقسم الثاني ما لا يوصف لا بالتعدي ولا باللزوم وقلت لكم ان القسم الاول هو القسم الاكبر من افعال العربية لانه الاصل. فالاصل في ان تكون اما لازمة واما متعديا. بعد ذلك بينت لكم معنى اللزوم. ثم بينت لكم معنى تعدي ثم ربطت معنى التعدي ومعنى اللزوم باقسام الفعل من حيث التجرد والزيادة. لاني ذكرت لكم سابقا ان الفعل ينقسم الى مجرد ومزيد. والمجرد ينقسم الى ثلاثين ورباعي والمزيد ينقسم الى ثلاثين ورباعي. تحدثت عن اللزوم والتعدي في الفعل الثلاثي بابوابه الستة ثم انتقلت الى الحديث عن اللزوم والتعدي في الفعل الرباعي المجرد فحدثت عن اللزوم والتعدي في الفعل الرباعي المجرد الاصلي البسيط غير المظعف. ثم حدثتكم عن اللزوم تعدي في الفعل الرباعي المجرد الاصلي البسيط المظعف. وفي الدرس السابق حدثتكم عن اللزوم والتعدي في الفعل الرباعي المجرد الاصلي المنحوت. وفي هذا الدرس اختم حديثي عن اللزوم والتعدي في الفعل الرباعي المجرد بالحديث عن اللزوم والتعدي في الافعال الملحقة بالفعل الاصلي. لذلك عندنا في هذا الدرس فكرة واحدة هي التعدي واللزوم في الافعال الملحقة بباب فعللا. سبق ان بينت لكم معنى الالحاق. وساذكركم بشيء منه في اثناء شرحي لمسألة التعدي واللزوم. تأملوا معي هذه المجموعة. تقول العرب حوصل طائر حوصل الطائر اي ملأ حوصلته. لاحظوا حوصل اصله ثلاثي. اصله الحاء واللام ثم زدنا هذه الواو. ولكن هذه الواو لا ترتبط بمعنى صرفي يدور حيث دارت وهذه الزيادة ليست مطردة. لذلك هذه الزيادة لم نعد الفعل بها من النوع زائد لماذا؟ لان الزيادة زيادة هدفها الالحاق. لذلك هذه الزيادة لا تجد بها قاعدة صرفية خاصة. لذلك حين نزن حوصلة سنقول فوعلة. فوعلى هذا يصرف تصريف فاعلل كما نقول فعلل يفعلن فعللة نقول فوعل يفوعل فوعلة. اذا الهدف من هذه الزيادة هي الحاق هذا الفعل بهذا الباب في تصريفه فالزيادة هنا تختلف عن الزيادة المقصودة هنا. لان هذه الزيادة هذه الزيادة في باب المزيد الزيادة ترتبط بها قاعدة صرفية جديدة ويرتبط بها معنى صرفي يدور معها وهذا معنى قد يتعدد وقد اوضحت هذا سابقا ايضاحا تفصيليا. اذا حوصل هو من افعال الملحقة بباب فعللة لانه يصرف تصريفه. يقال حوصلة يحوصل حوصلة كما يقال على سبيل المثال دحرجة يدحري جو دحرجة. هذا الفعل الملحق بفعللة اذا اسندناه الى فاعله اكتفى فنقول حوصل الطائر. لذلك نقول هذا الفعل الملحق به فعللا جاء لازما طيب تأملوا معي سيطر الجيش على الميدان سيطر الجيش على الميدان لاحظوا الفعل السيطرة هو من ساطر ثم زدنا هذه الياء. هذه الزيادة لا تجدوا بها قاعدة تصريفية ولا ترتبطوا بمعنى صرفي مضطرد. وانما الهدف منها الحاق سيطرة بفعللة. نقول سيطرة يطير سيطرة فيعل يفيعل فيعلة كما نقول فعللة يفعلن فعللة دحرج يدحرج دحرجة اذا هذا الفعل من الافعال الملحقة بباب فعللا. اذا اسندنا هذا الفعل الى الفاعل اكتفى به سيطر الجيش فان احتجنا الى ذكر طرف له علاقة بهذا الحدث استعنا الجر. لذلك نقول سيطر الجيش على الميدان. فالجيش هو المسيطر. اما الميدان فهو المسير قطر عليه لذلك لا بد من تقييده بحرف الجر فالفعل هنا تعدى بواسطة والتعدي بواسطة لا يخرجه عن مفهوم اللزوم الصرفي. لذلك نقول سيطر فعل لازم. لاحظوا كنهف فلان اذا مضى مسرعا كنهف لاحظوا هي في الاصل من كاء هاء فاء ثم زدنا هذه النون هذه الزائدة لا ترتبط بها آآ قاعدة تصريفية خاصة ولا معنى صرفي آآ مضطرد لذلك هي زيادة هدفها الالحاق. فنحن نقول كنهفا يكنهف كنهفة كما نقول دحرج يدحرج دحرج نقول فان على يفنعل فنعلة كما نقول فعل لي فعلل فعللة. فهذا الفعل ملحق واذا اسندناه الى الفاعل اكتفى به فنقول كنهف فلان اي مظى مسرعا فهذا الفعل في حلول لازم. طيب لاحظوا نقول هرول اللاعب من الهاء والراء واللام وهذه الواو زائدة موزيادة لا تجد بها قاعدة تصريفية ولا يرتبط بها معنى صرفي مضطرد وانما الغاية منها الحاق هرولة بباب فعللة. فنقول هرولة يهرول هرولة كما نقول دحرجي ودحري نقول يفعول فعولة كما نقول فعل لا يفعل فعللة. اذا هذا الفعل من الافعال الملحقة بباب فعللة. وقد اسندناه الى الفاعل فاكتفى به. وتم المعنى لذلك هو فعل لازم. لاحظوا غمضة فلان بخصمه. غمض فلان بخصمه اذا اسمعه ما يكره الحروف الاصول هي الغين والنون والظاء. اما هذه الالف فهي زائدة. اذا هو على فعلا. هل هذه الزيادة اه يرتبط بها معنى صرفي مطرد؟ لا. هل هذه الزيادة تجد بها قاعدة تصريفية خاصة لا. كل ما في الامر هو ان هذه الزيادة الحقت هذا الفعل بهذا الباب تقول غمظة يغمظي غمظاتا كما نقول دحرج يدحرج دحرجة. نقول فعلا يفعلي كما نقول فعل لا يفعلل فعللة. لذلك غمظة هذا اذا اسندناه الى فاعله اكتفى به. غمض فلان اي اسمع غيره ما يكره. فاذا اردنا ان نفصل بذكر الطرف الاخر الذي له علاقة بهذا الحدث استعنا بحرف الجر كما ترون هنا. لذلك هذا الفعل ايضا من الافعال اللازمة. اذا هذه الافعال الخمسة جاءت لازمة وقد اكتفيت بالتمثيل بها وستجدون في الوثيقة العلمية مزيدا من الافعال لتأملها والتطبيق عليها. لاحظوا ان طبيعة الاحداث في هذه الافعال الخمسة لا تحتاج الا الى طرف واحد هو الفاعل. الحوصلة تحتاج الى المحوصل والسيطرة تحتاج الى المسيطر والكنهفة تحتاج الى المكنهف والهرولة تحتاج الى المهرول والغنضاة تحتاج الى المغمضي لا غير. طيب تأملوا معي هذه القائمة جوربت الام طفلها اذا البسته الجورب. لاحظوا جورب ثو على هذه الواو زيادتها زيادة الحاق فهذا الفعل من الافعال الملحقة بفعل لا. وعند اسناده الى الفاعل لا يتم لذلك هو لا يكتفي بفاعله بل يتعداه الى المفعول به وبذكرهما معا يتم المعنى جوربة الام طفلها. لذلك نقول الفعل جورب من الافعال الملحقة بفعللة قد جاء متعديا كما ترون. لاحظوا ايضا بيطر فلان الدابة اذا عالجها. لذلك سمي اه اه طبيب الدواب البيطري. لاحظوا بيطر فلان الدابة بيطر هو فيعلة هذه الياء للإلحاق. لذلك هذا الفعل من الأفعال الملحقة بفعللة. وهو لا يكتفي بفاعله. بل خطاه الى المفعول به ولا يكتمل المعنى الا بذكر الفاعل والمفعول به. لذلك نقول بيطر امتعديا. لاحظوا شنبث الهوى قلب فلان. شنبث من شابث من التشبث. لذلك هذه النون زائدة. وهي زائدة للالحاق. فشنبث وزنها فانعلى. يقال شنبث يشمبث شنب بتاتا فعلل يفعلل وفعللة اذا شمبثا النون زائدة للالحاق بباب فعل لا. فكما نقول دحرج يدحرج دحرجة نقول شنبث يشمبث شنبثة وكما نقول فعللل يفعلل فعللة نقول علي وفنعل وفن علكان. لاحظوا عند اسناد هذا الفعل الى الفاعل لا يتم المعنى ولابد ان الى ذكر المفعول به وبهما معا يكتمل المعنى. لذلك نقول شمبثا من الافعال وقد جاء متعديا. لاحظوا الدهور لاحظوا. دهور فلان الحائط اي دفعه فسقط. لاحظوا دهور من داها را والواو زيادة الحاق. فدهور فعولا. فهذا الفعل من الافعال الملحقة بفعللة وهو يتعدى الى المفعول به وبهما معا يتم المعنى. لذلك دهورا من الافعال المتعدية. لاحظوا القائد الجندي اي البسه القلنسوة. البسه القلنسوة. قلس القائد لا يتم المعنى ولا لابد من تخطي الفاعل الى المفعول به وبهما معا يتم المعنى. لذلك نقول قلسة من الافعال متعدية لاحظوا ان طبيعة الاحداث في هذه الافعال الخمسة تحتاج الى طرفين الى الفاعل والمفعول به. فالجوربة تحتاج الى المجورب والمجورب. والبيطرة تحتاج الى المبيطر والمبيطر والشنبثة تحتاج الى المشنبث والمشنبث والدهورة تحتاج الى المدهور والمدهور القلساة تحتاج الى المقلص والمقلسا. انا اكتفيت بهذه الامثلة الخمسة تجدون في الوثيقة العلمية مزيدا من الافعال لتأملها والتطبيق عليها. اذا لاحظوا في هذه جاءت الافعال الملحقة بفعللة لازمة. وفي هذه القائمة جاءت متعدية. طيب تأملوا معي هذه القائمة عومر الجمهور اذا ضجوا واختلطوا. نقول عومر الجمهور. طيب لاحظوا عومر المطر الرعاة اذا حبسهم وجمعهم في مكان. عومر المطر الرعاة. لاحظ هذه الواو زائدة والزيادة للالحاق. نقول عومرة يعمر عومرة كما نقول دحرج يدحرج دحرجة فوعلة يفوعل فوعلة كما نقول فاعلل يفعللوا فعللة اذا الفعل عومرة من الافعال الملحقة بفعل لا في هذا المثال بهذا المعنى بمعنى الضجيج والاختلاط اسندنا الفعل الى الفاعل فاكتفى وتم المعنى اذا هو هنا فعل لازم. طيب عومر المطر الرعاة اذا حبسهم عند اسناد الفعلي الى الفاعل لا يتم المعنى. ولابد من تخطيه الى ذكر المفعول به. وبهما معا تم المعنى. لذلك نقول العومرة في هذا المثلجة متعديا من المثالين معا نقول عومرة من الافعال الملحقة بفعللة وقد جاء مشتركا بين اللزوم والتعدي والسياق هو الفيصل في ذلك طيب تأملوا بيقر الفرس اذا قام على طرف حافر يده. هذا معنى بيقر الفرس الفرس لاحظوا بيقر فلان الدار اذا نزل بها بيقر بيقر الياء زيادة سادة الحاق هنا وهنا. نقول بيقرة يبيقر وبيقرة كما نقول دحرجة يدحرج ودحرجة. نقول على يوفيعي نفيعلة كما نقول فعلة لا يفعلل فعللة. اذا بيقر من الافعال الملحقة بفعل لا. هنا اكتفى فاعله وتم المعنى. هنا لم يكتفي بالفاعل بل تخطاه الى المفعول به. وبهما معا اما المعنى اذا بيقرة من الافعال الملحقة بفعللة وهو مشترك بين اللزوم والتعدي والدلالة هي الفيض طيب لاحظوا سمبل الزرع من سابا لا وهذه النون زائدة. هذه النون زائدة والزيادة الالحاق اذا نحن نقول سمبلة يسمبل سنبلة كما نقول دحرجي ودحريج ودحرجة. نقول فانعل فانعلوا فنعلة كما نقول فعللوا فعلللوا فعللة. لاحظوا سمبل الزرع اذا اخرج سنبلة عند اسناد هذا الفعل بهذا المعنى الى الفاعل يتم المعنى. لذلك الفعل هنا لازم يكتفي بفاعله. اما في سنبلة فلان ثوبه فالمراد اسبلة. اسبلة من الاسبال. لذلك سنبلة هنا تتجاوز الفاعل الى المفعول به ولابد من ذكر المسنبل والمسمبل. بالمنطق النحوي لابد من الفاعل والمفعول به لذلك نقول سنبلة من الافعال الملحقة بفعللة وقد ورد لازما وورد ورد لازما بمعنى وورد متعديا بمعنى. لذلك نقول هو من الافعال المشتركة بين اللزوم والتعدي المعنى هو الفيصل في ذلك. طيب لاحظوا معي جهور الخطيب اذا رفع صوته وجهور فلان الخبر اذا اعلنه واذاعه. لاحظوا جهور هي من الافعال الملحقة في فعللة لان هذه الواو زيادة الحاق. نقول جهورة يجهور جهورة كما نقول دحرج يدحر نقول يفعلوا فعولة. كما نقول فعللة يفعلل فعللة. اذا جهور من الملحقة بفعللة. وقد جاء هنا لازما لانه يكتفي بفاعله. جهور الخطيب وجاء هنا متعدد لانه يتعدى الفاعل الى المفعول به. لذلك لا يكتمل المعنى هنا الا بذكر المجهر والمجهور جهور فلان الخبر. اذا جهور فعل من الافعال الملحقة بفعللة وقد جاء مشتركا بين اه اه اللزوم والتعدي. طيب لاحظوا شملل فلان اذا اسرع وشملل المزارع الشجرة اذا لقط ثمرها. اذا شملل هنا بمعنى وشملله هنا بمعنى شمللة هنا اسرع. هنا لقط الثمر. لاحظوا شملل هذه اللام مكررة. لاحظوا هي انشاء مي لا. ولكن بنينا فعل لا فقلنا شمللا. لذلك هذه اللام زيادة الحاق لاحظوا معي ان الفعل هنا اسندناه الى الفاعل فاكتفى به. هنا اسندناه الى الفاعل فظل المعنى ناقصا المعنى لا يتم الا بتعدي الفاعل الى المفعول به. لا يتم الا بذكر المشملل والمشمل لذلك نقول الفعل هنا جاء مرة لازما وجاء مرة متعدية فهو مشترك بين التعدي واللزوم والمعنى هو الفيصل في وفي الوثيقة العلمية مزيد من الامثلة. نخلص من عموم هذا الدرس الى ان الافعال الملحقة بفعللة جاءت في العربية لازمة وجاءت متعدية وجاءت مشتركة بين التعدي واللزوم والسياق هو الفيصل بينهما. وبهذا اكون قد فرغت من الحديث عن اللزوم والتعدي في الفعل الرباعي المجرد وفي الدرس القادم سننتقل الى الحديث عن اللزوم في الافعال المزيدة والى ان التقيكم في الدرس القادم ان شاء الله تعالى استودعكم الله واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد