بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد فقال ابن جزير الله تعالى في تفسيره في قوله تعالى واذ اتينا واذ اتينا في قوله تعالى واذ اتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون. قال الكتاب هنا التوراة والفرقان اي المفرق بين الحق والباطل. وهو صفة التوراة عطف عليها لاختلاف اللفظ وقيل الفرقان هنا فرق البحر وقيل المعنى اتينا موسى الكتاب واتينا محمدا الفرقان وهذا بعيد لما فيه من الحذف من غير دليل عليه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. قوله جل في علاه واذ اتينا موسى الكتاب والفرقان هو في سياق تذكير بني اسرائيل بما انعم الله تعالى به عليهم فمن اجل ما انعم الله تعالى به عليهم ما خصهم به من العلم والكتاب قال تعالى واذ اتينا موسى الكتاب والفرقان الكتاب التوراة والتوراة اجل كتاب انزله الله تعالى بعد القرآن القرآن هو اعظم الكتب ثم الذي يليه في المنزلة والمكانة التوراة لذلك يقرن الله تعالى بينهما في كتابه في مواضع كثيرة وذلك لشرف التوراة علو منزلتها قال والفرقان؟ قال الفرقان المفرق بين الحق والباطل وهذا وصف لكل ما انزله الله تعالى من الكتب التي انزلها على انبيائه بل الوحي الذي اوحاه الله تعالى اليهم فرقان فرق الله تعالى به بين الحق والباطل فقوله وهو صفة للتوراة ثم اجاب على اشكال انه لو كان صفة لما عطفه بالواو لقال واذا اتينا موسى الكتاب الفرقان فلما عطف عليه الفرقان بالواو دل ذلك على ان الفرقان غير الكتاب لان الاصل في العطف المغايرة فقال رحمه الله انه عطف مع كونه صفة لاختلاف اللفظ اي الاختلاف اللفظ والذي يظهر اختلاف اللفظ الذي يتضمن اختلاف المعنى فالكتاب هو المجموع المكتوب والفرقان هذا وصف يختلف لفظا ومعنى عن الكتاب وقيل الفرقان هنا فرق البحر بقوله تعالى واذ فرقنا اه في قوله تعالى واذ فرقنا بكم البحر فانجيناكم واغرقنا على فرعون يضعف هذا ان الفرقان قد تقدم ذكره في الايات في قوله واذ فرقنا بكم البحر فانجيناكم واغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون فيبعد ان يكرر ذلك في موضعين من ذكر ما انعم الله تعالى به عليهم وقيل المعنى اتينا موسى الكتاب واتينا محمدا الفرقان قال وهذا بعيد اي هذا التفسير فيه بعد ووجه بعده قال لما فيه من الحذف من غير دليل عليه والسياق في ذكر ما خص الله تعالى وميز به بني اسرائيل وهم لا يرون الفرقان القرآن منحة وميزة لهم بل هم مكذبون به ولذلك هو بعيد لما ذكر من انه يحتاج الى تقدير ولا دليل عليه وايضا هو بعيد معنى ليس فقط لاجدد حاجتي الى التقدير والحذف التقدير المحذوف ليس فقط لاجل حاجته الى تقدير المحذوف بل لتقدير المحذوف ولاجل ولاجل البعد في المعنى ايضا والاقرب والله تعالى اعلم ان هذا من باب عطف العام على الخاص فالفرقان هو كل ما اوحاه الله تعالى اليه ما اوحاه الله الى موسى مما حصل به الفرق بين الحق والباطل فالتسع الايات التي اوتيها موسى عليه السلام من الفرقان التي فرق الله تعالى بها بين الحق والباطل فيكون هذا من باب عطف العام على الخاص فالفرقان ما اتاه الله من الوحي وما اعطاه الله من الموجز من المعجزات والايات العظيمات طيب قوله قوله فاقتلوا انفسكم اي يقتل بعضكم بعضا. كقوله فسلموا على انفسكم ورؤي ان من لم يعبد العجل قتل من عبده ورؤي ان الظلام القي عليهم فقتل بعضهم بعضا. حتى بلغ القتلى سبعين الفا فعفا الله عنهم. وانما خص هنا اسم البارئ لان فيه توبيخا للذين عبدوا العجل. كانه يقول كيف عبدتم غير الذي برأكم؟ ومعنى البارئ الخالق وذلك في قوله تعالى واذ قال موسى لقومه يا قومه انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل وهذا اعظم الظلم وقول اتخذتم العجلة اي سيرتموه معبودا من دون الله فتوبوا الى بارئكم اي عودوا الى خالقكم ثم ذكر سبب تخصيص هذا الاسم بالذكر في هذا السياق ما هو ان البارئ هو الخالق والخالق هو المستحق للعبادة فذكر ما يوجب العبادة وما يخصه بها يعني ذكر الوصف الموجب لتخصيصه بالعبادة والبارئ ابلغ من الخالق لان الخلق قد يضاف الى تغيير الصورة من من من شيء الى شيء فقد يغير الصورة من طين الى آآ جرار او الى انية فيتوهم ان ذلك خلق فجاء بالذي لا يمكن ان ينازع فيه وهو البر وهو ابتداء الخلق من العدم وهذا لا يمكن ان ينازع فيه غيره جل في علاه في علاه فتوبوا الى بارئكم اي بعبادته وحده لا شريك له اتوبوا الى بارئكم ثم قال فاقتلوا انفسكم جعل ذلك توبة لهم ان يقتلوا ان يقتل بعضهم بعضا ثم لما كان ذلك شاقا عليهم اذ قتل النفس من اشق ما يكون على الانسان قال تعالى ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم ولو كان شاقا لكن المنقلب حميد فهو خير عند البارئ جل في علاه فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم نعم قوله فتاب عليكم قبلهم محذوف لدلالة الكلام عليه وهو فحوى الخطاب. اي ففعلتم ما امرتم به من القتل فتاب عليكم وقوله لن نؤمن لك تعدى بالله لانه لانه تضمن معنى الانقياد في قوله واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهره وهذا تذكير لهم بما كان من صلفهم وعتوهم واستكبارهم فهم اذوا الله عز وجل بان جعلوا معه الها اخر واذوا الرسول المبعوث اليهم بامتناعهم من الايمان وطلب المعجزات والخوارق واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك قال اي لن نقر لك بما شئت وقوله لن نؤمن لك تعدى باللام ولم يقل لم نؤمن بك لانه تضمن معنى الانقياد والذي يظهر والله تعالى اعلم انه تضمن معنا الانقياد والاقرار وعلى كل حال المقصود انهم امتنعوا من الايمان به والتسليم لما جاء به لن نؤمن لك حتى نرى الله جهره. هذه الغاية التي جعلوها لايمانهم ان يروا الله جهره. واذا رأوا الله جهره يعني قال عيانا يعني بابصارهم معاينة صار الغيب شهادة وانت فالابتلاء لان الابتلاء مداه روح على ايش على الايمان بالغيب ولذلك كان اخص صفات المؤمنين الايمان بالغيب. قال الله تعالى هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب فاول صفاتهم التي ينبعث عنها كل صالح اعمالهم وايمانهم بالغيب نعم قال تعالى آآ فاخذتهم الصاعقة فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون. قال الصاعقة؟ قال الصاعقة الموت وكانوا سبعين وهم الذين اختارهم موسى وحملهم الى الطور فسمعوا كلام الله ثم طلب الرؤية فعوقبوا لسوء ادبهم وجرأتهم على الله. طيب الصاعقة فسرها بالموت وهذا احد الاقوال في تفسير الصاعقة وقيل الصاعقة كل عذاب مهلك وهذا ثاني الاقوال وقيل الصاعقة ان اما تفسير الصاعقة بالموت فذاك لانهم ماتوا وقيل واما تفسيره بانه كل مهلك فذلك لقوله فانذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود اي عقوبة وعذاب عاد وثمود واما تفسيره بالنار كقوله ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء من عباده ويصيب بها من يشاء ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء والصعق هنا المقصود بها النار ففسرت بالموت وفسرت بالعذاب المهلك وفسرت بالنار والاقرب والله تعالى اعلم ان جميع هذه التفاسير هي تفسير بالنتيجة والاثر المترتب على الصاعقة والا فالصاعقة صوت شديد في الجو ينتج عنه احراق قد ينتج عنه موت قد ينتج عنه عذاب مهلك فتفسير الصاعقة بالموت او غيره مما آآ ذكاء ذكر المفسرون انما هو تفسير بالنتيجة والاثر واما الصاعقة فهي الصوت الشديد وهي الصيحة وقوله رحمه الله وكانوا سبعين وهم الذين اختارهم موسى وحملهم الى الطور فسمعوا كلام الله ثم طلب الرؤيا فعوقبوا لسوء ادبهم وجرأتهم على الله الله اعلم هل هؤلاء هم او غيرهم لكن هذا خبر عن عن طائفة منهم اصابهم ما اصابهم نعم من المفسرين يقول انهم غيرهم لان اولئك اصطفوا واختيروا وكانوا امثل بني اسرائيل نعم قوله وضللنا جعلنا الغم اي جعلنا الغمام فوقهم كالظلة يقيكم حر الشمس وكان ذلك في التيه وكذلك انزل عليهم فيه المن والسلوى لما عدموا الطعام وقد فسرنا المن والسلوى في اللغات. طيب قال تعالى ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون اي احييناكم بعد ما نزل بكم الموت لعلكم تشكرون تحققوا العبادة لله وهذا اول دليل ذكره الله تعالى في سورة البقرة على البعث بعد الموت فادلة البعث بعد الموت في سورة البقرة جاءت في مواضع عديدة في خمس في خمسة مواضع هذا اولها وهو هؤلاء الذين اصابتهم الصعقة فماتوا ثم بعثهم الله تعالى من بعد موتهم نعم ها ما جت هذه نعم قوله كلوا معمول لقول محذوف هذه القرية بيت المقدس وقيل ارحا وقيل قريب من بيت المقدس فكلوا جاء هنا بالفاء التي للترتيب لان الاكل بعد الدخول فيها. وجاء في الاعراف بالواو بعد قوله اسكنوا لان الاكل مقارن للسكنى واضح نعم قوله سجدا قيل معناه ركعا لان الدخول لا يتأتى معه السجود وقيل وقيل متواضعين وقيل متواضعين وحطة تقدم في اللغات وسنزيد المحسنين اي نزيدهم. المقصود باللغات ما سبق في المقدمة من بيان اه معنا حطة انظري انظرها في مفردة مئة واربعة وثلاثين يقول هنا بمئة واربعة وثلاثين حطة اي حط عنا ذنوبنا. وقيل هي كلمة بالعبرانية تفسيرها لا اله الا الله والذي يظهر والله اعلم المعنى الاول نعم وسنزيد قوله وسنزيد المحسنين اي نزيدهم اجرا الى المغفرة في قوله جل وعلا واذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا. وقولوا حطة وعدهم الله تعالى على هذا وعدين نغفر لكم خطاياكم وهذا تخلية وسنزيد المحسنين وهذا تحلية تخلية من الذنوب بمغفرتها ثم بعد ذلك التفضل عليهم الزيادة وسنزيد المحسنين بما ينعم عليهم جل وعلا باوجه الانعام نعم قوله فبدل روي انه قالوا قنطة وروي حبة في شعرة اي اي انهم بدلوا ما امروا بقوله حيث قال تعالى وقولوا حطة والذي جرى انهم بدلوا القول فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم يعني غير الذي امروا به غير الذي امروا به الذين ظلموا قولا غير الذي امروا به قيل حنطة وهي قريبة من حطة وقيل حبة في شعرة والتبديل هنا تبديل لفظ ومعنى وهو مما ذكره الله تعالى في شعب بني اسرائيل يحرفون الكلمة عن مواضعه يحرفون الكلم عن مواضعه والتحريف نوعان تحريف لفظ وتعريف وتحريف معنى وقد جمعوا ذلك في هذا الموضع نعم بدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل فبدل الذين ظلموا قولا غيرا غير الذي قيل لهم فانزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون. قال قوله الذين ظلموا يعني المذكورين ووضع ووضع الظاهر موضع المضمر. لقصد ذمهم بالظلم. وكرره زيادة في تقبيح امرهم. يعني قال فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فانزلنا على الذين ظلموا هو قبل قليل قد وصفهم بذلك وكان يمكن ان يقول فانزلنا عليهم لكن ذكرهم فوضع الظاهر وهو الذين ظلموا موضع المظمر وهو عليهم بقصد ذمهم بالظلم اي لبيان موجب ذمهم وهو ما وقعوا فيه من ظلم عظيم. قال وقر وكرر وكرره زيادة في تقبيح امرهم وانهم قد اتوا قبيحا استوجبوا به هذه العقوبة. قال تعالى قوله رجزا من السماء بما كانوا يفسقون. فسرجت قال قوله رجزا روي انهم اصابهم الطاعون. فمات منهم سبعون الفا نعم الرجس هو العذاب سواء كانت طاعون او غيره وانما هو عذاب انزله الله تعالى بهم نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد