اذ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ومن سأل كيف ينزل فقل كيف هو فان الكلام بالصفات طرعا على الكلام في الذات كما هو معروف من من القواعد في هذا الباب بالعرش فعل يقوم بالعرش فعل يقوم بالسماء وليس فعلا يقوم بالرب جل وعلا آآ ثاني ما ذكر من آآ الاحاديث قوله صلى الله عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم لله وائمتها وهذا الحديث جاء من طرق عديدة فيه الخبر عن عن نزول الرب تعالى وقد ذكر بعض اهل العلم انه جاء من اكثر من خمسة عشر طريقا تبلغ عشرين طريقا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العقيدة قطية ثم في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالسنة تفسر القرآن وتبين وتدل عليه وتعبر عنه. وما وصف الرسول صلى الله عليه وسلم به ربه عز وجل من احاديث الصحاح التي تلقاها اهل المعرفة بالقبول وجب الايمان بها كذلك ذلك الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد والف رحمه الله بعد ان ذكر ما يدل على ما تقدم من القواعد وما يندرج تحتها من ايات الكتاب جاء في هذا الفصل بالنصوص من السنة فقال رحمه الله فالسنة تفسر القرآن والسنة هي اقوال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم المراد بالسنة هنا اقوال النبي صلى الله عليه وسلم تفسر القرآن اي تكشفه وتبين وتبينه اي توضح معناه السنة جاءت مبينة وكاشفة لما اخبر الله تعالى به في كتابه في ما يتعلق بصفاته قال رحمه الله وتدل عليه وتعبر عنه وهذا يبين لنا ان السنة دورها التوظيح والكشف والبيان كما قال الله تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم فالله جل وعلا جعل النبي صلى الله عليه وسلم مبينا كاشف موظحا لما بينه الله تعالى في كتابه من الاخبار والاحكام قال وما وصف الرسول به ربه عز وجل من الاحاديث الصحاح التي تلقاها اهل المعرفة بالقبول وجب الايمان بها كذلك اي ما جاء به الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يخبر به عن ربه يجب القبول لهذه الاخبار والايمان بها كذلك اي كما يجب ذلك في نصوص القرآن فان نصوص القرآن يجب الايمان بها على النحو الماظي المتقدم في اول هذه الرسالة من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل وهذا يبين لنا الطريق الذي يجب ان يسلك في السنة وانه نظير ما في القرآن لا فرق اذ ان الجميع وحي من الله تعالى قال الله تعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى الله جل وعلا اقسم في هذه السورة بالنجم قال والنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى فنفى عنه مصادر الخطأ والضلال وهو الضلال والغي وما ينطق عن الهوى ايان لا يأتي بشيء من قبل هوى نفسه وميل فؤاده انما يخبر عن الله تعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فوجب قبوله كما يجب قبول ما اخبر به عن الله تعالى في الكتاب الحكيم وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الا واني اوتيت القرآن ومثله معه فالواجب على المؤمن ان اسلم وان يسلم لما جاءت به النصوص من الكتاب والسنة وقد قال الله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واما المخالفون فانهم يتسلطون على النصوص بانواع من العمل الباطل الذي مداره على تعطيل النصوص وابطالها يقول ابن القيم رحمه الله فالجحد والاعراض والتأويل والتجهيل حظ النص عند الجاني هذه مسالكهم الاربعة جاحد اعراظ تأويل تجهيل هذا هو نصيب النصوص فالجحد والاعراض والتأويل والتجهيل حظ النص عند الجاني. لكن لدينا اي اهل السنة والجماعة حظه التسليم مع حسن القبول وفهم ذي احسانه وهو ما اشار اليه رحمه الله في قوله تلقاها اهل المعرفة بالقبول وجب الايمان بها والايمان بها على هذا النحو التسليم فيما دلت عليه مع قبول حسن وفهم حسن حتى يخرج الانسان عن الظنون الكاذبة والاوهام الكاذبة الضالة والخيالات الفاسدة فيما اخبر الله به عن نفسه وهذا يبين لنا مسلك اهل السنة والجماعة ومسلك مقابليهم اولئك مسلكهم تعطيل النصوص واهل السنة مسلكهم الاستسلام والانقياد للنصوص لكن لكن لدينا حظه التسليم مع حسن القبول وفهم ذي احسانه بعد هذا ذكر المؤلف رحمه الله عدة احاديث من الاحاديث التي جاء فيها الخبر عن الله تعالى التي اخبر فيها رسوله صلى الله عليه وسلم عن ربه بما اخبر وابتدأ المؤلف رحمه الله بذكر حديث النجوم فقال مثل قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل فيقول من يدعوني فاستجيب له. من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له وقوله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده المؤمن التائب من احدكم براحلته متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما ها هما يدخل الجنة متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر اليكم اذلين قنطين. يظل يضحك يعلم ان فرجكم قريب. طيب الوالد الله ذكر ذكر في هذا المقطع اربعة احاديث وسأتي بقية ما ذكروا من الاحاديث. الحديث الاول قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا وهذا حديث رواه البخاري ومسلم من طريق مالك عن ابن شهاب عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه وفيه اخبر الله اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن صفة من صفات الرب ينزل ربنا الى السماء الدنيا والسماء الدنيا هي اول الطباق من السماوات السبع التي تلي الارظ كل ليلة اي نزوله يكون كل ليلة فنزوله متكرر حين يبقى ثلث الليل الاخر وهذا فيه تحديد وقت النزول وانه في ثلث الليل الاخر وثلث الليل الاخر يحسب من غروب الشمس الى طلوعها في قوم والقول الثاني من غروب الشمس الى طلوع الفجر وهو الاصوب الاصح فيحسب الوقت من غروب الشمس الى طلوع الفجر ويقسم على ثلاثة واخر هذه الاثلاث هو ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني اي يقول الرب جل وعلا من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له وهذه ثلاث اسئلة تظمنت الوعد من الرب الرؤوف الرحيم الكريم بالعطاء الواسع من من يدعوني فاستجيب له والدعاء هنا يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة من يسألني فاعطيه والسؤال هنا يصدق عليها ويدخل به السؤال بالحال والسؤال بالمقال من يستغفرني فاغفر له وهذا يدخل فيه الاستغفار القول والاستغفار الفعلي بمراجعة الصالحات ترك السيئات وهذا الحديث فيه اثبات صفة النزول لله تعالى الى السماء الدنيا وقد استفاضت بذلك الاخبار على النبي صلى الله عليه وسلم واتفق عليه سلف الامة وهو يدل على نزول الله جل وعلا والنزول صفة فعلية اختيارية ولا يلزم على اثبات هذه الصفة اساءة الظن بالله تعالى من كونه يعلوه بعض خلقه فان هذا لا يكون ويستحيل ان يكون فهو العلي الاعلى تعالى الله عما يقول ويظن الجاهلون به علوا كبيرا فالله سبحانه وتعالى هو العلي الاعلى القريب في دنوه العلي القريب في علوه العلي في دنوه فهو سبحانه وتعالى يقرب من عباده مع علوه وينزل مع علوه جل وعلا على جميع خلقه. فهو العلي الاعلى سبحانه وبحمده ولا تقل كيف يكون هذا؟ فان الكيف لا يمكن الجواب عليه فاذا كان الانسان لا يحيطه علما وفهما بكيفية ذاته فكذلك بكيفية صفاته اذ الكلام في الصفات فرع عن الكلام بالذات قال كلام في الذات وهذه الصفة كما ذكرنا انها صفة فعلية ولا يلزم عليها ان يلازم باطل لان من الناس من يورد على هذه احاديث ايرادات واوهام كلها متفرعة عن التشبيه والتمثيل لسنا نشبه وصفه بصفاتنا ان المشبه عابد الاوثاني. كلا ولا نخليه من اوصافه ان المعطل عابد البهتان من شبه الرب العظيم بخلقه فهو النسيب لمشرك نصراني او عطل الرحمن عن اوصافه فهو الكفور وليس ذا ايمانه فينبغي ملاحظة هذا وان هاتان الضلالة ان هاتين الضلالتين السلامة منها بمسلك السلف مسلك اهل القرون المفضلة الذين اثنى الله عليهم ورسوله فلا يقال انه يلزم من نزوله ثلث الليل الاخر ان يكون نازلا في السماء الدنيا كل الوقت لان ثلث الليل الاخر منتقل هذا كله من الاوهام الكاذبة والظنون الباطلة ونقول نؤمن بما اخبر الله به ورسوله من غير ان ندخل في ذلك بمثل هذه الاوهام التي هي نزول قدر الله تعالى عما يجب ان يكون في قلب المؤمن من التعظيم وما قال ذلك قائلوه الا لضعف تعظيمهم للرب جل وعلى وما قدروا الله حق قدره. فهو سبحانه وبحمده الذي ليس كمثله شيء في في سائر ما يخبر به عن نفسه فهذه الصفة صفة فعلية اختيارية لا يلزم عليها اي نوع من انواع النقص المعطلة والمحرفة قالوا ان النزول هنا ليس ليس نزول الله تعالى بل هو نزول امره او نزول ما لك من الملائكة فعطلوا الله عز وجل عن هذه الصفة قالوا لان النزول يقتضي الحركة والانتقاد قال الجهمي انا اكفر برب يتحول عن مكانه قال الفضيل بن عياض فيما رواه إبراهيم ابن الأشعث عنه اذا قال الجهمي انا اكفر برب يتحول عن مكانه فقل انا اؤمن برب يفعل ما يشاء فان عدم الاقرار بهذا هو في الحقيقة نقص في الايمان بان الله تعالى يفعل ما يشاء. والله جل وعلا قد قال فعال لما يريد فالواجب الايمان بما دلت عليه هذه الاية واثبات كمال ما اثبته الله جل وعلا لنفسه واما تأويلهم اياه بالملائكة فهذا كذب بين الضلال. ذلك ان الله جل وعلا يقول آآ ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيقول يعني الرب من يدعوني فاستجيب له وهذا لا يمكن ان يقوله ملك من الملائكة لان اجابة الدعاء وعطاء السائلين ومغفرة والمغفرة للمستغفرين انما هي لله تعالى ليست لاحد من خلقه ولا يجوز صرفها لغيره وهذا دليل كذبهم وانحرافهم عن الجادة وانهم ما فروا من ظلال بزعمهم الا ووقعوا فيما هو شر منه واعظم فهذه صفة ثابتة لله تعالى. هل يستلزم من هذا خلو العرش او عدم خلو السلف لم يتكلموا في هذه المسألة لكن لما اورد الجهمية هذا على السلف اضطروا الى الجواب فمنهم من قال انه يخلو منه العرش ومنهم من قال انه لا يخلو منه العرش وهو قول جمهور اهل السنة انه لا يخلو العرش من الرب جل وعلا لا يخلو منه العرش بنزوله ذكر ذلك اسحاق ابن راهوية وحماد وغيرهم من ائمة السلف والمراد اننا لا نلج في هذا بحثا لكن اذا اورد علينا مورد فنقول الله جل وعلا على كل شيء قدير هذا المخلوق الذي اذا نزل اقتضى نزوله اقتضى نزوله خلو المكان منه اما رب العالمين فليس كمثله شيء جل وعلا في اوصافه ولا في اسمائه ولا في افعاله ولا فيما يجب له. فالواجب التسليم لما دل عليه النص دون دخول في مثل هذه الامور الصحابة الذين هم احرص منا على معرفة الله تعالى وتمام العلم به. ما بحثوا هذه الامور فالواجب الاعراب عن هذا الاشعري رحمه الله اثبت النزول لله تعالى لكنه اخطأ في فهمه فجعل النزول مفعولا للرب جل وعلا مخلوقا وليس فعلا وليس فعلا له سبحانه وبحمده فقال النزول فعل يفعله الله تعالى في غيره فهو صفة فهو صفة لغير الله تعالى صفة منفصلة عن الرعب كما ذكر ذلك في الاستواء لما بينا قوله في الاستواء وانه فعلا يفعله الله بالعرش يكون به مستويا عليه فكذلك نزول الى السماء الدنيا هو فعل يفعله الله تعالى بالسماء الدنيا فيكون بذلك نازلا فالنزول فعل الله اشد فرحا بتوبة عبده المؤمن التائب من احدكم براحلته وهذا الحديث جاء من طرق عديدة جاء عن ابي هريرة وعن النعمان ابن بشير وعن انس ابن مالك وعن البراء بن عازب بعضها في مسلم وبعضها في الصحيحين وحديث انس في الصحيحين وفيه لله اشد فرحا بتوبة عبده. وهذا هو الشاهد اثبات الفرح لله تعالى والفرح قفا من الصفات الفعلية التي يثبتها اهل السنة والجماعة لله تعالى على الوجه اللائق به ولا يلزم عليها نقص ولا عيب في صفات الرب جل وعلا بل الواجب اثباتها على وجه الكمال له سبحانه وبحمده وفرحه لا لحاجته بل لعظيم رحمته وكامل احسانه جل وعلا والا فهو الغني عن العباد وعباداتهم وعلى وعلى الطائعين واعمالهم. قال الله تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. وقال في الحديث فيما وهو مسلم من حديث ابي ذر في الحديث الالهي يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغونا كيف تنفعوني فالفرح هذا يبين لنا كمال ما اتصف به الرب جل وعلا. ويبين لنا عظيم احسانه ورحمته جل في علاه واما اهل التعطيل فقد قالوا ان الفرح الذي جاء ذكره في الاحاديث انما هو الاثابة والعطاء والاحسان وما اشبه ذلك من التفسيرات التي هي تحريف للكلمة عن مواضعه وهي تفسيرات للفظ بمقتضاه وبلازمه مع الفرار من اثبات معناه الاصلي وهذا يفعله المؤولة كثيرا يفسرون الالفاظ بمقتضياتها لا شك ان الله اذا فرح اثاب وقبل ورظي هذي كلها آآ لا لا كلها لوازم للفعل لكن الفعل نفسه لا بد من اثباته واما الفرار باثبات اللوازم خشية اثبات النقص لله تعالى فهذا من تحريف الكلمة عن مواضعه وهم يقولون ان الفرح لا يناسب صفة لا يناسب الرب جل وعلا لان الفرح خفة روح تكون لتجدد ما يسر واندفاع ما يكره والله تعالى غني عن ان يسره شيء او ان يضره شيء وهو تعالى متنزه عن خفة الروح يقول هذا فهم منقوص هذا الفرح في حق المخلوق واما الفرح في حق الخالق فهو ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ليس كمثله في سائر صفاته ومنه صفاته الفعلية واما الحديث الثالث الذي ذكره المؤلف رحمه الله فقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر كلاهما يدخل الجنة وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم من حديث مالك عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه وجاء بهذا اللفظ يضحك الله في بعض الروايات يعجب الله وفيه اثبات الضحك لله تعالى وهذا من الصفات الفعلية كالفرح وكالنزول وقد فسر المؤولة هذا بانواع من التفسير نظير ما فسروه به الفرح فقالوا ان الظحك معناه الرضا ومعناه القبول ومعناه الاثابة ففسروه بما يكون من المخلوقات وليس الوصف القائم بالله تعالى وهذا خلاف ما عليه السلف من اثبات ما اثبته الله لنفسه والضحك المضاف الى الله تعالى جاءت به احاديث كثيرة حتى ان جماعة من العلماء قالوا انما جاء من الاحاديث التي فيها اثبات الظحك لله متواترة متواترة تواترا معنويا فاخبر اخبرت النصوص بضحك الرب جل وعلا. وقوله يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر كلاهما يدخل الجنة كلاهما يدخل الجنة وقد جاء بيان هذا بان احدهما يقتل الاخر ثم يستشهد القاتل بعد ذلك فيدخل اهل الجنة وهذه حال توجب التعجب والضحك اذ يدخل القاتل والمجني عليه المقتول في الجنة ثم قال وطيب ما دليلهم على نفي هذه الصفات دليلهم العقل دليلهم على نفي هذه الصفات العقل فليس عندهم حجة ولا برهان وقد تقدم لنا ان العقل لا يستقل لمعرفة ما يجب لله تعالى لا يستقل العقل دون هداية بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا فاذا النبوة لم ينلك ضياؤها فالعقل لا يهديك قط سبيلا فالعقل لا يمكن ان يهدي الانسان الى معرفة ما يجب لله تعالى على التفصيل ولذلك يجب التزام النصوص والوقوف عندها. واما ان تعارض النصوص بالعقول فهذا مسلك الضلال. ولذلك قال شيخ الاسلام رحمه الله ليت شعري باي نقل يوزن الكتاب والسنة يا ليتني اعلم اي عاقل يمكن ان يكون حاكما على كلام الله وعلى كلام الرسول. العقول كلها عقول ظعيفة كليلة حسيرة الا اذا اهتدت بنور الوحي نور النبوة مثل نور الشمس للعين البصيرة فاتخذه دليلا فاذا لم يكن انسان مستنيرة مستنيرا بنور بنور الوحي فانه كالعين التي اطبق عليها الظلام من كل جهة لو كانت احد الاعين بصرا فانها لا تدرك ما تحت قدميها وذلك انه اذا لم يستمر بنور النبوة فانه في ظلمات الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور فاخراجهم من الظلمات الى النور النور الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم الهدي المبين في القرآن الكريم والسنة النبوية يقول آآ وقوله عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره هذا الحديث رواه الامام احمد رحمه الله وابن ماجه وغيرهما بلفظ عجب وفي بعض الروايات ضحك وهو من رواية وقع من حث عن ابي رزين العقيلي رضي الله عنه وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده. والعجب يكون لامرين اما ان يكون لجهل من المتحجب وذلك بان يحصل ما كان جاهلا به وهذا الله جل وعلا منزه عنه فهو العليم بكل شيء فهو العليم احاط علما بالذي في الكون من سر ومن اعلان سبحانه وتعالى الامر الثاني الذي يقوم العجب من اجله هو خروج الشيء عن نظائره التعجب منه لا للجهل به لكن لكونه خارجا لكون هذا الامر خارجا عن المعتاد والمألوف فيكون التعجب استعظاما لهذا الامر وتعظيما له وليس لجهل به وعذاب علم سابق وهذا هو الثابت للرب جل وعلا من العجب وهو ما كان لاجل خروج الشيء عن نظائره وامثاله وهذا في موارد العجب كلها. الحديث السابق جاء بلفظ يعجب الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر كلاهما يدخل الجنة في بعض الروايات يعجب او عجب الله الى رجلين العجب ما وجهه؟ هل هو رجال الله تعالى بانهما يدخلان الجنة؟ الجواب لا انما العجب في هذا الحديث لكون هذه الحال خارجة عن نظائرها اذ الحاء اذ المعتاد ان القاتل لا يوافق المقتول في المستقر والمآل فلما وافقه كانت الحال هذه خارجة عن معتاد عجيبة ومنه ايضا ما ذكر في هذا الحديث حديث ابي رزيل عجب ربنا من قنوط عباده قروط القروط هو اليأس من رحمة الله وهو اشد ما يكون من اليأس من قنوط عباده وقرب غيره يعني دنو فرجه فالغير هنا بمعنى التغيير اي تغييره الشدة الى رخا والعسر الى يسر والضيق الى سعة ينظر اليكم اثيرين قانطين فيظل يضحك يعلم ان فرجكم قريب فهذه الحال حال الازل والقنوط ليست حالا تناسب من كان الفرج قريبا منه اليس كذلك؟ من كان الفرج قريبا منه متوقعا له. هل هل يقنط الجواب لا انما يرجو لكن لما كانت هذه الحال خارجة عن المعتاد كانت محلا لعجب الله تعالى. فالعجب هنا ليس لعدم علم الله تعالى بما يكون بل لخروج الامر عن نظائره فهو تعظيم لهذه الحال والله يعظم ما هو عظيم جل وعلا. اما لعظمة اما لعظمة سببه او لعظمته في ذاته قد اخبر الله تعالى بالعجب في كتابه في قوله تعالى بل عجبت ويسخرون عن القراءة بالظن ولا يلزم من هذا ما يلزم من اللوازم الباطلة يذكرها اهل التعطيل. ما الذي يفيده الخبر بتعجب الله تعالى الذي يفيده الخبر اما المحبة واما البغض فيأتي العجب في مقام المحبة وفيما في مقام ما يحب وفي مقام ما يبغض جل وعلا فهذه الحال يضحك الله الى رجلين في رواية يعجب الله الى رجلين او عجب الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر العجب هنا يبغض ولا يحب يحب جل وعلا فقد سبقت رحمته غضبه سبقت رحمته غضبه واما قوله عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره فهذا يبغض الحزب هنا لبغضه القنوط فكيف يقنطون من رب قرب فرجه؟ وقال في كتابه ان مع العسر يسرا يسرا ان مع العسر يسرا وقال رسوله لن يغلب عسر يسرع يسرين كذلك قوله بل عجبت بل عجبت ويسخرون العجب هنا يدل على المحبة محبة الفعل الذي جرى منه التعجب او يدل على بغضه على بغضه يدل على بغضه للفعل الذي كان منه التعجب. لان مقتضى انعام الله تعالى عليهم ومقتضى احسانه ومقتضى امداده الرسل ان يجيب هؤلاء وان يتبعوا عن رسل الله ان يسخروا منهم. اما اهل الكلام فانهم قد اولوا هذه الصفة ساروا فيها كسائر الصفات المتقدمة من التأويل والتحريف والتعطيل وهم اما ان يكذبوا النصوص بردها واما ان يحرفوها ويعطلوها وقالوا العجب المقصود به الرضا او العقوبة الرضا في مقام المدح والعقوبة في مقام آآ العذاب نقتصر على هذا من الوقت حال ونكمل ان شاء الله تعالى في الدرس القادم