بسم الله الرحمن الرحيم حياكم الله في الدرس الثامن والثلاثين بعد المئة من دروس علم الصرف. علم الصرف هو علم وصول تعرف به احوال ابنية الافعال المتصرفة والاسماء المتمكنة التي ليست باعراب ولا بناء. في في الافعال وفي صرف الاسماء سنكتسب مهارتين. مهارة التصنيف ومهارة التصريف. بدأت بمهارة تصنيف كيف الافعال فصنفتها الى جامد ومتصرف والى ماض ومضارع وطلب والى صحيح ومعتل والى مجرد ومزيد ثم انتقلت الى الحديث عن تصنيف الافعال من حيث اللزوم والتعدي. فبدأت ببيان الصورة الكلية في هذا التصنيف وقلت لكم ان الافعال في العربية تنقسم قسمين. القسم الاول ما يوصف باللزوم او التعدي والقسم الثاني ما لا يوصف لا باللزوم ولا بالتعدي. وقلت لكم ان القسم الاول هو القسم الاكبر لانه هو الاصل. فالاصل في الافعال ان تكون اما لازمة واما متعدية. بينت لكم بعد ذلك معنى اوزون ومعنى التعدي. ثم ربطت بينهما وبين انواع الفعل من حيث التجرد والزيادة. لاني قلت انكم سابقا ان الفعل ينقسم الى مجرد ومزيد. والمجرد ينقسم الى ثلاثين ورباعي والمزيد ينقسم الى ثلاثي ورباعي فرغت من الحديث عن اللزوم والتعدي في الفعل المجرد بقسميه الثلاثي والرباعي ثم انتقلت الى الحديث عن اللزوم والتعدي في الفعل الثلاثي المزيد. فحدثتكم عن اللزوم والتعدي في فعل الثلاثي المزيد بحرف في ابنيته الثلاثة. ثم حدثتكم عن اللزوم والتعدي في الفعل الثلاثي المزيد بحرفين في ابنية الخمسة ثم انتقلت الى الحديث عن اللزوم والتعدي في الفعل الثلاثي المزيد بثلاثة احرف. فحدثت عن اللزوم والتعدي في باب استفعال في درس مستقل. وحدثتكم عن اللزوم والتعدي في باب افعول في درس مستقل وفي الدرس السابق حدثتكم عن اللزوم والتعدي في باب افعال. وفي هذا الدرس ساحدثكم عن اللزوم والتعدي في باب افعوا ولا. لاحظوا افعلوا ولا فعل ثلاثي ان فيه ثلاثة احرف اصول هي الفاء والعين واللام. وهو مزيد بثلاثة احرف. لان همزة الوصل في اوله. ولان زدنا واوين بين عينه ولامه. لذلك لاحظوا هذه واو مشددة. فالاصل افعو ولا ثم ادغمنا الواو في الواو. اذا هذا الفعل فعل ثلاثي مزيد بثلاثة احرف عندنا في هذا الدرس فكرة واحدة هي اللزوم والتعدي في باب عوالا. هذا البناء من اقل الابنية في العربية والعلماء مع كثرة البحث والتفتيش وقعوا على هذه الافعال الاربعة منها فعلان لازمان ومنها فعلان متعديان كما سترون. لاحظوا السفر اذا طال وامتد لاحظوا اجلوا وذا من جاء لا ذا. هذه هي الاحرف الثلاثة الاصول. ثم زدنا همزة الوصل في اوله وزدنا الواوين بين عينه ولامه. فالان هو فعل ثلاثي مزيد بثلاثة احرف من حين اسندناه الى فاعله اكتفى به وتم المعنى. اجلو ذا السفر اذا طال اذا هذا الفعل فعل لازم. طيب لاحظوا اخروطت لحية فلان اذا فقالت من غير عرظ اخروطت لحية فلان. اخروط هذه التاء للتأنيث. اخروا وطهي من خاء راء طاء ثم زدنا همزة الوصل في اوله وزدنا الواوين بين عينه ولامه. فاصبح فعلا ثلاثيا مزيدا بثلاثة احرف. من باب افعولا. حين اسندناه الى فاعله اكتفى به وتم المعنى فلان مضاف مضاف اليه وهما في منزلة الكلمة الواحدة وكأني قلت اخروطت اللحية اطالت من غير عرض. لذلك هذا الفعل ايضا فعل لازم. تأملوا معي قالت العرب اعلوا وطا فلان البعير اذا تعلق بعنقه ثم علاه وركبه. لاحظوا اعلوط فلان البعير هي من عاء لا طاء ثم زدنا همزة الوصل في اوله وزدنا الواوين بين عينه ولامه فهو فعل ثلاثي مزيد بثلاثة احرف من باب افعل عند اسناده الى فاعله يظل المعنى ناقصا. اعلوا وطأ لاحظوا المعنى لم يتم. ولا يتم المعنى الا بتعدي الفاعل الى المفعول به. وبذكرهما معا يتم المعنى لا بد من ذكر المعلوط والمعلوط لذلك سنقول هذا الفعل فعل متعد. كما ترون. طيب اقلود النعاس كان اقلود النعاس فلانا اذا غشيه وغلبه. اقلو ودا. لاحظوا هي من قا داء هذه هي الاحرف الثلاثة الاصول. زدنا همزة الوصل في اوله. وزدنا الواوين بين عينه ولامه فاصبح فعلا ثلاثيا مزيدا بثلاثة احرف من باب افعول وقد اسند هذا الفعل الى فاعله فلم يكتفي به. ولا يتم المعنى الا بتعديه الى المفعول به. وبذكر الفاعل والمفعول به معا يتم المعنى. لا بد من ذكر الطرفين. لذلك نقول هذا الفعل ايضا متعديا. طبعا لم اجد عند العلماء غير هذه الافعال الاربعة. وقد جاء نصفها لازما نصفها متعدية ولم اجد فعلا مشتركا بين اللزوم والتعدي. تأملوا هنا اجلوا وزجلوا لا يحتاج الا الى طرف واحد وهو المجلوذ. لاحظوا اجلوذ السفر امتد وطال كأنك قلت طال السفر. امتد السفر. لاحظوا اللحية هذا الحدث اخروب الخرواط لا يحتاج الا الى طرف واحد هو المخروط. لاحظ كأني قلت طالت لحيته فلان. اذا الاحداث هنا طبيعتها تقتضي ان يكون الفعل لازمة. اما اعلوا واطع لواطا العلواط يحتاج الى طرفين. لا بد من ذكر المعلو والمعلوط لاحظوا اقلود النعاس فلانا الا قليل لا بد فيه من ذكر الطرفين المقلود وهو النعاس والمقلود وهو فلانا. بالمنطق النحوي لا بد من الفاعل وذكر المفعول به حتى يتم المعنى وبهذا نخلص الى نتيجة وهي ان الافعال التي تنتمي الى باب جاءت في العربية لازمة وجاءت متعدية. وبهذه النتيجة نكون قد خلصنا من شرح اللزوم والتعدي في الفعل الثلاثي المزيد بثلاثة احرف بنيته الاربعة لاحظوا في باب استفعل وجدنا ان الافعال التي تنتمي الى هذا الباب جاءت لازمة وجاءت تعدية وجاءت مشتركة بين اللزوم والتعدي. في باب افعولا وجدنا ان الافعال التي تنتمي الى هذا الباب معظمها جاء لازما. وخرج بعضها وهو عدد قليل جدا فكان متعديا او مشتركا بين التعدي واللزوم. وجدنا من المتعدي فعلا واحدا ووجدنا من المشترك فعلين اثنين لا غير. في احبابي فعال وجدنا ان جميع افعال هذا الباب لازمة. فافعال هذا الباب لا تقع الا لازمة في باب في اوله وجدنا الافعال التي تنتمي الى هذا الباب. مقسومة بين اللزوم والتعدي وبهذا اكون قد فرغت من شرح اللزوم والتعدي في الفعل الثلاثي المزيد بانواعه وبجميع ابنيته هنا ثلاثة ابنية هنا خمسة ابنية وهنا اربعة ابنية وفي الدرس القادم سابدأ الحديث عن اللزوم والتعدي في الفعل الرباعي المزيد والى ان التقيكم في الدرس القادم ان شاء الله تعالى استودعكم الله. واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد