بسم الله الرحمن الرحيم. حياكم الله في الدرس التاسع والثلاثين بعد المئة. من دروس علم الصرف. علم الصرف هو علم في اصول تعرف به احوال ابنية الافعال المتصرفة والاسماء المتمكنة التي ليست باعراب ولا بناء في صرف الافعال وفي صرف الاسماء سنكتسب مهارتين مهارة التصنيف ومهارة التصريف. بدأت تصنيف الافعال فصنفتها الى جامد ومتصرف والى ماض ومضارع وطلب والى صحيح ومعتل والى مجرد ومزيد ثم انتقلت الى الحديث عن تصنيف الافعال من حيث اللزوم والتعدي فبدأت رسم الصورة الكلية لهذا التصنيف. وقلت لكم ان الافعال في العربية تنقسم قسمين. القسم الاول ما يوصف باللزوم او التعدي. والقسم الثاني ما لا يوصف لا باللزوم ولا بالتعدي. وقلت لكم ان القسم الاول هو الاكبر لانه هو الاصل. فالاصل في افعال العربية ان تكون اما لازمة واما متعددة بينت لكم بعد ذلك معنى اللزوم ومعنى التعدي ثم ربطت بين هذين المعنيين وبين اقسام افعالي من حيث التجرد والزيادة. لاني قلت لكم سابقا ان الفعل ينقسم الى مجرد ومزيد. والمجرد ينقسم الى ثلاثي ورباعي والمزيد ينقسم الى ثلاثي ورباعي. فرغت من الحديث عن اللزوم والتعدي في الفعل الثلاثي المجرد وفرغت من الحديث عن اللزوم والتعدي في الفعل الرباعي المجرد. وفي الدرس السابق فرغت من الحديث عن اللزوم والتعدي في الفعل الثلاثي المزيد وفي هذا الدرس سابدأ الحديث عن اللزوم والتعدي في الفعل الرباعي زيد كنت قلت لكم سابقا ان الفعل الرباعي المزيد ينقسم قسمين. القسم الاول الفعل الرباعي المزيد بحرف واحد. والقسم الثاني الفعل الرباعي المزيد بحرفين. الفعل الرباعي زيدوا بحرف هو تفعلل. هو رباعي لان فيه اربعة احرف اصول. هي الفاء والعين الاولى واللام الثانية. فهو رباعي باعتبار هذا الاصل. وهو مزيد بحرف واحد لان زدنا التاء في هذا البناء ينقسم قسمين. ينقسم الى اصلي وملحق بالاصل. والاصل ينقسم الى غير مضعف والى مضعف. والمراد بالتضعيف في الفعل الرباعي هو ان تكون الفاء واللام الاولى من جنس واحد. والعين واللام الثانية من جنس واحد. لذلك اذا قلنا تزلزلت فاصله زلزل. لاحظوا زاي لام زاي لام. الفاء واللام الاولى والعين واللام الثانية اللام فهذا هو المظعف. ويقابله غير المظعف. مثل تدحرج لاحظوا اصله دحرج ليست الفاء واللام الاولى من جنس وليست العين واللام الثانية من جنس. لذلك معنى التضعيف هو اجتماع هذا التطابق. ان تكون الفاء واللام الاولى من جنس واحد والعين واللام الثانية من جنس واحد اذا تفعلل الاصلي ينقسم الى غير مظعف والى مظعف. وعندنا الملحق بهذا الاصلي كما لكم سابقا وكما سابين عند حديثي عن اللزوم والتعدي في الملحق بالاصلي من هذا الباب ان شاء الله تعالى. الفعل الرباعي المزيد بحرفين له بناءان. البناء الاول افعل لنا. وهو ينقسم الى اصلي وملحق بالاصل. والبناء الثاني افعلن. وهو ينقسم الى اصلي وملحق الاصلي ساتحدث عن اللزوم والتعدي في الفعل الرباعي حسب هذه القسمة. لذلك في هذا ساتحدث عن فكرة واحدة هي اللزوم والتعدي في الفعل الرباعي المزيد بحرف الاصلي غير المضعف. لذلك موضوع هذا الدرس اللزوم والتعدي في باب تفعللة الاصلي في غير المظعف تأملوا معي تبختر فلان في مشيه. لاحظوا الفعل تبختر. اصله بختر. بختر اربعة احرف اصول. لا يمكن ان نستغني عن حرف منها. الاحرف الاربعة الاصول في هذا الفعل هي الباء والخاء والتاء والراء فهو رباعي ثم زدنا التاء في اوله فاصبح فعلا رباعيا مزيدا بحرف من باب تفعللا الاصلي غير المظعف. اذا هذا الفعل من هذا الباب. وعند اسناده الى فاعله يكتفي به يتم المعنى تبختر فلان. تم المعنى. اذا هذا الفعل فعل لازم. وحين اردنا ان نتخطى الفاعل لذكر طرف اخر له علاقة بمعنى هذا الفعل احتجنا الى توسيط حرف وهذا من معنى اللزوم عند الصرفيين. اذا انت بختر فعل الرباعي مزيد بحرف من باب تفعلل الاصل اصلية غير المضعف وقد جاء لازما. تأملوا تجمهر الناس. تجمهر اصله جمهرا. ففيه اربعة واحرف الاصول هي الجيم والميم والهاء والراء. فهو رباعي باعتبار اصله. ثم زدنا التاء في فاصبح فعلا رباعيا مزيدا بحرف من باب تفعلل الاصلي غير المظعف وقد اسندناه الى فاعله فاكتفى به وتم المعنى. تجمهر الناس لذلك نقول هذا الفعل ايضا فعل لازم. لاحظوا تدحرج الحجر اصله دحرج فيه اربعة احرف اصول لا يمكن ان نستغني عن حرف منها الدال والحاء والراء والجيم. ثم زدنا التاء في اوله فهو فعل رباعي مزيد بحرف من باب تفعلل الاصلي غير المظعف. وحين اسندناه الى فاعله اكتفى به وتم المعنى. لذلك هو فعل لازم تزحلق الطفل اصله زحلق فيه اربعة احرف اصول هي الزاي والحاء لام والقاف. ثم زدنا التاء في اوله. فهو فعل رباعي مزيد بحرف. من باب تفعلل الاصلي غير وقد اسندناه الى فاعله فاكتفى به وتم المعنى. لذلك هو فعل لازم. لاحظوا تقهقر لاحظوا اصله قهقرة ففيه اربعة احرف اصول هي القاف والحاء والقاف والراء طبعا تشابه الفاء واللام الاولى لا يجعله من المظعف لماذا؟ لان العين واللام الثانية ليست من جنس واحد لذلك تعمدت التمثيل بهذا الفعل لاكشف هذا المعنى لابد في الفعل المضعف من ان تكون الفاء واللام الاولى من جنس وفي نفس الوقت تكون العين واللام الثانية من جنس واحد اذا هذا الفعل غير مضعف. وهو رباعي باعتبار اصله. ثم زدنا التاء في اوله. فاصبح فعلا رباعيا مزيدا بحرف من باب تفعلل الاصلي غير المظعف وقد اسندناه الى فاعله فاكتفى به وتم المعنى قهقر العدو. لاحظوا تبختر فلان. تبختر فلان في مشيه. تجمهر الناس. تدحرج الحجر. تزحلز الطفل تقهقر العدو استقرأ العلماء افعال هذا الباب فوجدوا ان الغالبية العظمى منها جاءت لازمة. جاءت لازمة وقد اكتفيت بهذه الامثلة الخمسة. وستجدون في الوثيقة العلمية كثير من الافعال لتأملها والتطبيق عليها وقد تعمدت تكثير الامثلة حتى يتصور فارس كثرة اللزوم في هذا الباب مع كثرة البحث والتفتيش وقعت على هذا الفعل جاء متعديا. يعني انفرد به التعدي وهو قول العرب تغذرما. وقد مثلت له بمثالين على المعنيين المذكورين له في معاجم العربية العرب تقول تغذرم فلان اليمين اذا حلف بها ولم يتتعتع. وتقول تغدرم فلان الشيء اذا اكلة لاحظوا تغذرم فيه اربعة احرف اصول هي الغين والذال والراء والميم ثم زدنا التاء في اوله. لاحظوا هذه اربعة احرف اصول وزدنا التاء في اوله فهو فعل رباعي مزيد بحرف من باب تفعللا. الاصلي غير المظعف. وعند اسناده الى فاعله يظل ناقصة. لاحظوا تغذرم فلان. تغذرم فلان. حلف فلان. حلف فلان اليمين. هذا ما هو المعنى التام؟ تغذرم فلان الشيء اي اكل فلان الشيء. لذلك لا يتم المعنى الا تعدي الفاعل الى المفعول به. وبذكرهما معا يتم المعنى. لذلك نقول هذا الفعل فعل متعد. هذا الفعل فعل متعد. تغذرم فلان اليمين. تغذرم فلان الشيء وهذا الخروج عن اللزوم في هذا الفعل قليل كما ترون. لماذا؟ لان معظم افعال هذا الباب جاءت لازمة ثم وقعنا على هذا الفعل الذي لا يتم المعنى معه الا الذكر الفاعل والمفعول به لا بد من ذكر المتغرم والمتغزرا طيب هل وقع الاشتراك بين اللزوم والتعدي في افعال هذا الباب مع كثرة البحث والتفتيش ايضا وقعت على هذه الافعال الاربعة. لاحظوا تجرثم فلان. اذا انقبظ ولزم الموظع او اذا سقط من هذا معنى تجرثم فلان. طيب تجرثم فلان الشيء اذا اخذ معظمه. لاحظوا تجرثم مات جرثما اصله جرثما ففيه اربعة احرف اصول هي الجيم والراء والثاء والميم لاحظوا اصله جر ثاء ما ثم زدنا التاء في اوله فهو فعل رباعي مزيد في حرب من باب تفعلل الاصلي غير المضحك. وقد جاء في هذا المثال لازما. لاحظوا تجرثم فلان تم المعنى تم المعنى بإسناد الفعل الى الفاعل فقد اكتفى بفاعله. تجرثم فلان كأني قلت ان قبض فلان تجرثم فلان كأني قلت سقط فلان. اما في هذا المثال فتجرذم جاء متعديا. لاحظوا اذا اسندناه والى الفاعل وقلنا تجرثم فلان بمعنى اخذ اخذ فلان لا يتم المعنى لابد من تعدي الفاعل الى المفعول به وبذكرهما معا يتم المعنى لا بد من ذكر الفاعل والمفعول به. من المثالين معا نقول تجرثم فعل رباعي مزيد بحرف من باب تفعللا الاصلي غير المظعف وقد استعملته العرب مشتركة بين اللزوم والتعدي والمعنى يفصل في ذلك تأملوا هذا الفعل تخذرف الثوب اي تخرق الثوب تخظرفت الامواج فلانة اي قذفته ورمت به. تخذرف تخذرفا. هذا الفعل اصله خذرفة ففيه اربعة احرف اصول هي الخاء والذال والراء والفاء. اصله خذ راء فهذه التاء للتأنيث. ثم زدنا التاء في اوله فقلنا تخثرفا. اذا تخذرف فعل رباعي شعير مزيد بحرف من باب تفعلل الاصلي غير المضعف حين اسندناه الى فاعله بمعنى تخرق به وتم المعنى تخذرف الثوب تخرق الثوب. فهو لازم. وحين اسندناه الى فاعله بمعنى قذفا قلنا تخظرفت الامواج اي قذفت الامواج او رمت الامواج بقي المعنى ناقصا. والمعنى لا الا اذا تعدينا الفاعل الى المفعول به فذكرنا المتخذف والمتخذف. اي الفاعل والمفعول به وبذكرهما معا يتم المعنى اذا اتخذرف في هذا المثال جاء متعديا من مثالين معا نقول تخذرف فعل رباعي مزيد بحرف من باب تفعلل الاصلي غير المظعف وقد استعملته مشتركا بين اللزوم والتعدي والمعنى يفصل في ذلك لاحظوا تعجرف فلان اذا تكبر وتعجرف فلان الامر اذا ركبه واقدم عليه دون روية. لاحظوا تعجرف تعجرف. اصل عج رأ فاء فيه اربعة احرف اصول هي العين والجيم والراء والفاء ثم زد التعب في اوله فاصبح فعلا رباعيا مزيدا بحرف من باب تفعلل الاصلي غير المظعف. وقد جاء في هذا المثال لازما لان اسندناه الى فاعله فتم المعنى تعجرف فلان تكبر فلان. اذا هو يكتسب في فاعله فهو لازم. اما تعجرف فلان الامر بمعنى ركب فلان الامر. فاذا اسندناه الى فاعله يبقى المعنى ناقصا فهو لا يكتفي بفاعله بل يتعداه الى المفعول به. لذلك لا المعنى الا بذكر المتعجرف والمتعجرف. لذلك نقول من المثالين معا. تعجرف هنا الازمة وتعجرف هنا جاء متعديا فهو فعل رباعي مزيد بحرف من باب تفعللن الاصلي غير المضعف وقد استعملته العرب مشتركا بين اللزوم والتعدي والمعنى يفصل في ذلك لاحظوا معي هذا المثال الاخير. تقلزم فلان اذا مات بخلا وتقلزم فلان الشيء اذا ابتلعه والتهمه. لاحظوا تقلم فلان كأني قلت مات فلان الفعل لازم. حين اسندته الى فاعله تم المعنى واكتفى به اما اذا قلت تقلزم فلان الشيء بمعنى ابتلع فلان الشيء فعند اسناده الى فاعله يبقى المعنى ناقصا ولا يتم الا بتعدي الفاعل الى المفعول به وبذكرهما معا يتم المعنى. اذا انتقلت هنا فعل لازم وتقلزم هنا فعل متعد. تقلم تقلم فعل رباعي الاصل فيه اربعة احرف وفي الوصول هي القاف واللام والزاي والميم. اصله قل زا ما ثم زدنا التاء في اوله اذا من المثالين معا نقول تقلزم فعل الرباعي مزيد بحرف من باب تفعللن الاصنام غير المضاعف وقد استعملته العرب مشتركا بين اللزوم والتعدي والمعنى يفصل في ذلك من كل هذا الكلام نقول الافعال التي تنتمي الى باب الاصلي غير المظعف جاءت الغالبية العظمى منها لازمة وقد خرجت بعض الافعال عن هذا الحكم حكم اللزوم وهذا الخروج قليل. لذلك لاحظوا لو هذه الافعال الاربعة وهي لازمة الى هذه القائمة. واظفت هذه الافعال المتعدية الى هذه القائمة مع كثرة اللزوم كما ستلاحظون في الافعال التي في الوثيقة العلمية ستتضح لكم هذه الصورة مع كثرة البحث والتفتيش لم اقع الا على خمسة افعال. منها فعل واحد انفرد به تعدي ومنها اربعة افعال اللزوم شارك التعدي فيها. لذلك الخروج عن اللزوم في هذا الباب قليل الى درجة ان بعض النحاه حكم على الباب كله باللزوم ولم يلتفت الى هذه الافعال لقلتها ومن اشهر اولئك الامام الاشموني في شرحه لالفية ابن مالك فقد حكم على الباب كله باللزوم لماذا؟ لان معظم الافعال التي جاءت من هذا الباب طبيعتها تقتضي ان تكون لازمة طبيعة الاحداث التي تدل عليها. لذلك ساحلل لكم هذه الاحداث الخمسة وقيسوا على ذلك في امثلة كثيرة جمعتها لكم في الوثيقة العلمية تبختر تبخترا التبختر يحتاج الى طرف واحد لا غير لحدوثه وهو يا بختر تجمهر الناس تجمهرا. التجمهر يحتاج الى طرف واحد لا غير لحدوثه. وهو المتجمهر تدحرج تدحرج. التدحرج يحتاج الى طرف واحد لحدوثه لا غير. وهو المتدحرج تزحلق تزحلق تزحلق هذا الحدث يحتاج الى طرف واحد لا غير لحدوث وهو المتزحلق. تقهقر تقهقر التقهقر يحتاج الى طرف واحد لحدوثه لا غير وهو المتقهقر وقيسوا على ذلك. اذا خلصنا الان الى نتيجة هذه النتيجة تقول الافعال التي تنتمي الى باب تفعللة الاصلي غير المضعف جاءت غالبية العظمى منها لازمة. وخرجت قليلا الى التعدي والى الاشتراك بين اللزوم تعدي. انا وقعت على هذا الفعل قد يبحث غيري فيجد فعلا او فعلين. ووقعت هنا على هذه الافعال الاربعة قد يبحث غيري فيزيد فعلا او فعلين. وهذا لن يخرج هذا الخروج عن اللزوم عن حكم القلة. لذلك الافعال التي تنتمي الى باب الاصلي غير المظاعف جاء امها لازمة. وبهذه النتيجة اصل الى نهاية هذا الدرس. وفي الدرس القادم ساحدثكم ان شاء الله عن اللزوم والتعدي في الفعل الرباعي المزيد بحرف الاصلي المضعف ان التقيكم في الدرس القادم ان شاء الله. استودعكم الله. واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد