ما كان من سيء عملهم بمصائب تكفر عنهم تلك السيئات وقد يكفر عنهم الله وقد يكفر الله تعالى عنهم ذلك بغير ذلك من الاسباب من توبة او استغفار او حسنات ماحية وجه اجتهادهم رظي الله تعالى عنهم على السامع لما كان من خطأ من قول لكن هذا لا يسقط منزلتهم ولا يضعف مكانتهم ولا يغيب ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فيهم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله ثم افضل الناس بعد هؤلاء وهم من تقدم ذكرهم من العشرة المبشرين بالجنة رضي الله تعالى عنهم وارضاهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني على وجه الاجمال والمؤلف رحمه الله لم يذكر آآ في اه المفاضلة بينهم آآ سوى تقديم العشرة ثم قال اه في ذلك اجمالا انه بعد العشرة عموم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لهم من المنزلة والفظل ما يجب ان يصان ويحفظ قال رحمه الله الذين بعث فيهم بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال الذين بعث فيهم المهاجرون اولون والانصار وهم من صلى القبلتين هذا بيان اه فظيلة الصحابة رضي الله تعالى عنهم من المهاجرين والانصار وخص منهم بالذكر من صلى القبلتين لانهم السابقون الاولون من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتقييد ذلك بالصلاة اه بالصلاة اه آآ صلاة القبلتين اه لان ذلك كان اول مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة لان النبي صلى الله عليه وسلم صلى مستقبل الشام مستدبر الكعبة ستة عشر شهرا او سبعة عشر شهرا من قدومه المدينة صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم بعد ذلك صرفه الله تعالى الى استقبال الكعبة قد نرى تقلب وجهك في السماء فلا نولينك قبلة ترضاها. فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شاطرة السابقون اه الاولون قيدت اه في بعظ في بعظ الايات اه الفتح قال الله تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا ففرق الله تعالى بين من انفق وقاتل قبل الفتح اي فتح مكة ومن انفق وقاتل بعد ذلك ولهذا لهم من المنزلة والمكانة ما ليس لغيرهم رضي الله تعالى عنهم وقد ذكر بعض اهل العلم ان افضل الصحابة بعد هؤلاء العشرة رضي الله تعالى عنهم اهل بيعة الرضوان فان اهل بيعة الرضوان رضي الله تعالى عنهم لهم من المنزلة ما ليس لغيرهم حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بهم لا يدخل النار احد بائع تحت الشجرة فالله تعالى قد رضي عنهم رضي الله تعالى عنهم فهم افضل امة محمد صلى الله عليه وسلم من اهل القرن الاول وعلم ان قوله رحم الاصحاب رسول الله القرن الاول هذا تفضيل عام وهم في الفضل على مراتب المقدم فيهم آآ الاربعة الخلفاء ابو بكر وعمر وعثمان وعلي ترتيبهم في الفضل والمنزلة كترتيبهم في الخلافة ثم بعد ذلك بقية العشرة ثم بعد ذلك السابقون الاولون من المهاجرين والانصار الذين قال تعالى فيهم لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعده وقاتلوا. وكلا وعد الله الحسنى وقد رضي الله تعالى عن هؤلاء رضا من غير قيد حيث قال جل وعلا والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار ومن والذين اتبعوهم باحسان والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه اوسعي مشكور وعمل مبرور المقصود ان الواجب الامساك عن زلاتهم وما يذكر من السيئات عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم كثير منه كذب وزور ومنه ما هو موضع اجتهاد وقد يخفى فاثبت الرضا لهم دون قيد بخلاف الذين جاؤوا من بعدهم فانه قيد الرضا عنهم باتباعهم باحسان ومن مراتب الفظل ايظا تقديم اهل بدر على غيرهم من الصحابة ولهذا قدم جماعة من اهل العلم اهل بدر على غيرهم بعد العشرة المبشرين في الجنة لان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيهم وما يدريك ان الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وهذا بقصة عمر رضي الله تعالى عنه لما استأذن في قتل حاطب بن ابي بلتعة في القصة التي وقعت حيث قال يا رسول الله دعني اضرب اضرب عنق عنق هذا المنافق وكان قد كتب الى قريش اقدم النبي صلى الله عليه وسلم في عام الفتح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم انه شهد بدرا وما يدريك ان الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ثم بعد ذلك اهل بيعة الرضوان وهم من باع تحت الشجرة وهم الف واربع مئة رجل كلهم من اهل الجنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة احد بايع تحت الشجرة حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة لا يدخل النار احد بائع تحت الشجرة وهم الذين نزل فيهم قوله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم هذا ما يتعلق ما ذكر المؤلف رحمه الله هنا من الفضل فتقييد هذا ما ذكر من صلاة القبلتين ليس له دليل فيما يظهر والله تعالى اعلم وانما قيد ذلك فيما يتعلق بالسبق بقول الله تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعده وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى. قال بعد ذلك ثم افضل الناس بعد هؤلاء من صحب رسول الله صلى الله وسلم يوما او شهرا او سنة اقل او اكثر وهذا بيان ان الصحابة يتفاضلون في المنزلة بقدر ما نالوه من صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا معنى لكن ايضا ثمة معاني اخرى توجب الفضل في صدق الايمان النفع والبلاء وحسن اه الاسلام وما الى ذلك مما يتفاضل فيه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله ترحم عليه قال رحمه الله ثم افضل الناس بعد هؤلاء من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا او سنة او اقل او اكثر نترحم عليهم اي ندعوا لهم بالرحمة تذكر ونذكر فظلهم اي منزلتهم ومكانتهم ونكف عن زلته اي ونمسك عن الحديث في ما نسب اليهم من الزلات هذا هو الواجب باصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. اما الترحم عليهم فهو الدعاء لهم بالرحمة ودليل ذلك قول الله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. ربنا انك رؤوف رحيم آآ اما ذكر فضائلهم فذكر فضائلهم عمل بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم بما دل عليه القرآن وبما جاء في السنة من ذكر منازلهم ومناقبهم رضي الله تعالى عنهم فان لهم من الفضائل ما تذكر وتشكر واما قول ونكف عن زلات عن عن زللهم فذلك لان الواجب الامساك عما ينسب اليهم رظي الله تعالى عنهم من خطأ وزلل وهذا لا يعني انهم معصومون فهم كسائر طبقات الامة ليس فيهم معصوم رضي الله تعالى عنهم بل يحتمل ان يقع منهم الذنب والخطأ ولكن لهم من المنزلة والمكانة ما ينبغي ان يصانوا عن اه الوقيعة فيهم وعن تتبع اخطائهم فاهل السنة والجماعة لا يعتقدون العصمة لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعتقدون انهم لا يخطئون بل يخطئون رضي الله تعالى عنهم في اجتهادهم فيجوز عليهم الخطأ والذنب لكن الصحابة رضي الله تعالى عنهم كما قال الله تعالى اولئك الذين تقبلوا عنهم احسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم فاذا كان الله تعالى وعدهم ب قبول الحسن من عملهم والتجاوز عن سيئاتهم كان الواجب الاعراض عن زلاتهم والامساك عن ما ينسب اليهم من خطأ ويجوز ان يذنب الرجل منهم ذنبا صغيرا او كبيرا ويتوب منه وهذا متفق عليه بين المسلمين ولو قدر انه لم يتب فالصغائر مغفورة باجتناب الكبائر عند جماهير العلماء الكبائر قد تمحى بالحسنات التي هي اعظم منها وقد يكون قد محص الله تعالى عنهم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فهذه الامة فهذه الامة هي خير امة اخرجت للناس والصحابة خير هذه الامة فينبغي الترحم عليهم وذكرهم بالجميل والكف عن خطأهم. قال ولا نذكر احدا منهم الا بخير لقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا ذكر اصحابي فامسكوا وهذا الحديث فيه ضعف الا انه مما اتفق عليه علماء الامة الامساك عن اخطأ الصحابة رضي الله تعالى عنهم وعدم الخوف فيما شجر بينهم فانه قد ثبتت فظائلهم ووجبت موالاتهم ومحبتهم وما وقع منهم فقد يكون لعذر خفيع علينا وقد يكون ذنب تاب منه صاحبه وقد يكون ذنب وقد يكون ذنبا يغفره الله تعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما جرى من حاطب ابن ابي بلتعة وما يدريك ان الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم الواجب الامساك عن اخطائهم رضي الله تعالى عنهم ولا يذكرون الا بالجميل قال ابن عيينة من نطق في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة فهو صاحب هوى اي صاحب ميل الى ما يشتهي وذلك نيله من هؤلاء الذين رضي الله تعالى عنهم واثنى عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم. ثم قال رحمه الله وقال النبي اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم وهذا الحديث عامة العلماء على ظعفه وعدم صحة الاحتجاج به لكن الصحابة رضي الله تعالى عنهم محل اسوة وقدوة لما لهم من الخيرية وعظيم المنزلة ورفع المكانة رضي الله تعالى عنهم وان لم يصح هذا الحديث بعد هذا ذكر المؤلف رحمه الله ما اه يتعلق اه السمع والطاعة لكن قبل ان نختم ما يتعلق بالصحابة قال شيخ الاسلام رحمه الله في كلمة موجزة مختصرة في بيان ما ينبغي ان يكون عليه المؤمن في نظره سير الصحابة وما كانوا عليه وما نقل عنهم قال ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء رضي الله تعالى عنهم لا كان لا كان ولا يكون مثلهم اي لا وجد ولا يوجد مثلهم وانهم الصفوة من قرون هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها على الله تعالى ولا ريب فالصحابة كانوا اكمل هذه الامة عقلا وعلما ودينا كما قال عبدالله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات فان الحي لا تؤمن عليه فتنة ثم قال اولئك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا والله افضل هذه الامة في المنزلة والمكانة و ابرها قلوبا اي اصدقها برا واعمقها علما فهم اصحاب رسوخ وعلم تبات وفهم عن الله وعن رسوله واقلهم تكلفا فلم يكونوا متكلفين ولا متنطعين ولا غالين بل كانوا على الصراط المستقيم وصل قوم اختارهم الله لصحبتي نبيه صلى الله عليه وسلم واقامة دينه تعرفوا فظلهم واتبعوا اثارهم وتمسكوا بما استطعتم من اخلاقهم ودينهم فانهم كانوا على الهدى المستقيم هكذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه فيما يجب اعتقاده في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وما يترتب على ذلك الاعتقاد من اتباع ولزوم لما كانوا عليه من نهج كما قال النبي صلى الله عليه وسلم افترقوا امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي نعم بعد ذلك قال قال والسمع والطاعة للائمة فيما يحب الله ويرضى. ومن ولي الخلافة باجماع الناس عليه ورضاهم به فهو امير المؤمنين ولا يحل لاحد ان يبيت ليلة ولا يرى ان عليه اماما برا كان او فاجرا والحج والغزو مع الامام ماض وصلاة الجمعة خلفهم جائزة ويصلي بعدها ست ركعات يفصل بين كل ركعتين هكذا قال احمد ابن حنبل. طيب هذا فيما يتعلق بما يجب من حقوق ولاة الامر وولاة الامر هم من والله تعالى امر اهل الاسلام واجتمعت عليه قلوبهم او تغلب عليهم ودانوا له فالواجب في هؤلاء السمع والطاعة بالمعروف وهذا محل اتفاق لا خلاف بين العلماء به فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم امر بالسمع والطاعة فيه غير ما حديث لمن والله تعالى الامر وقد قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من اطاع الامير فقد اطاعني ومن عصى الامير فقد عصاني ولهذا اهل السنة والجماعة يرون الطاعة في المعروف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انه الطاعة في المعروف. ولهذا قال والسمع والطاعة للائمة اي حق لهم فهذا فيما يحب الله ويرضى فيما يحب الله ويرضى اي فيما هو من المعروف لان المعروف اسم لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من اقوال والاعمال والعقائد و هذا حق لكل من ولي الخلاف. ولذلك قال المؤلف رحمه الله ومن ولي الخلافة باجماع الناس عليه ورضاهم به فهو امير المؤمنين هذا بيان لكيفية تنصيب الولاية او الولاة قال ومن ولي الخلافة باجماع الناس عليه اجماع الناس اي اجتماع الناس عليه وليس المقصود بالاجماع هنا ان يجمعوا على قبوله والرضا به انما اجتمع عليه اهل الحق الحل والعقد واجتمعت عليه كلمة اهل الاسلام ورضوا به فهو امير فهو امير للمؤمنين ولا يحل لاحد ان يبيت ليلة ولا يرن عليه اماما برا كان او فاجرا اي لا يحل لمن يؤمن بالله واليوم الاخر ان ينام ليلة وليس في عنقه بيعة ولي الامر الذي اجتمع عليه اهل الاسلام ارتضوه اماما لهم ومقدما فيهم فهذا لا يجوز لاحد ان يخرج عنه او ان يخلع يدا من طاعة او ينزع يدا من طاعة بل الواجب عليه ان يسمع وان يطيع ولهذا قال ولا يحل لاحد ان يبيت ليلة ولا يرى ان عليه اماما برا كان او فاجرا يعني ولو اشترت في الامام ان يكون برا اي صاحب طاعة فقد يكون فاسقا او قد يكون عنده فسق وانما الواجب طاعته في المعروف نقف على هذا ونكمل ان شاء الله تعالى الدرس القادم باذن الله تعالى