الصحيح من حديث وائل بن حجر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم احدكم اذا حضرت الصلاة ولم يقل اذا دخل الوقت انما قال اذا حضرت الصلاة نعم قال رحمه الله تعالى وعن ام سلمة رضي الله تعالى عنها قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر ثم دخل بيتي فصلى ركعتين فسألته فقال شغلت عن ركعتين بعد الظهر فصليتهما الان. قلت افنقضيهما اذا اذا فاتنا قال لا اخرجه احمد. ولابي داوود عن عائشة رضي الله تعالى عنها ما بمعنى هذا الحديث حديث ام سلمة رضي الله تعالى عنها وهي احدى زوجات النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الخامسة والسادسة لهجرته صلى الله عليه وعلى اله وسلم وحفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة من الاخبار. ومما حفظتهما ما نقله المصنف رحمه الله. هنا انهى واصل الحديث في الصحيحين عن ام سلمة رضي الله تعالى عنها قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر وهي الصلاة الوسطى التي قال الله تعالى عنها حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين. فصلاة العصر هي الصلاة الوسطى التي خصت بالامر بالمحافظة. وقد جاء فيها من الوعيد في اضاعتها وتركها ما يبين خطر الغفلة عنها فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من ترك من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله وقال صلى الله عليه وسلم من فاتته العصر فكأنما وتر اهله وماله اي كانما فقد اهله وماله. وهذا يبين عظيم خطورتها وكبيرة شأنها وانه ينبغي للمؤمن ان يحافظ على هذه الصلاة وان يرعى الله وان يرعى حق الله تعالى فيها صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر ثم دخل بيتي هكذا تقول ام سلمة وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم كل زوجة من ازواجه في بيت وهذا في حال كون الرجل قادرا وعنده اكثر من زوجة اقرب واطيب طيب العيش وبعد نكده وذهاب ما يكون من غيرة من غيرة بين النساء. قالت رضي الله تعالى عنها فصلى ركعتين اتين صلى ركعتين هاتان الركعتان بعد صلاة العصر. ومعلوم ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قد نهى عن صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس جاء ذلك عنه في احاديث عديدة منها حديث ابي سعيد وحديث ابن عباس عن ابي هريرة وجماعات من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نقلوا عنه النهي عن الصلاة بعد صلاة العصر وهذا امر شائع منتشر ولذلك لما صلى ركعتين صلى الله عليه وسلم بعد العصر سألته ام سلمة عن هاتين الركعتين وكان قد نهى عن صلاة بعد صلاة العصر. فسلته فسألته اي عن الصلاة في هذا الوقت مع انه قد نهى عنه؟ فقال صلى الله عليه وسلم شغلت عن ركعتين بعد الظهر اي الراتبة التي تكون بعد الظهر والرواتب التي شرع للمؤمن ان يحافظ عليها. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على فعلها وجاء في فضلها انه من صلى لله ثنتي عشرة ركعة في يوم بنى الله له بيتا في الجنة هذا فظلها وهي وهي ركعتان قبل الفجر واربع قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء. هذه هي الرواتب وكان منها هاتان الركعتان اللتان تركهما صلى الله عليه وسلم لاشتغاله بشأن من جاءوا اليه وهم وفد عبد القيس جاء اليه وفد من الناس اما لسؤاله او للاسلام او لغير ذلك من الاسباب فشغل بهم النبي صلى الله عليه وسلم عن هاتين الركعتين فصلاهما بعد العصر قالت قالت ام سلمة فقال شغلت عن ركعتين بعد الظهر فصليتهما الان وهذا القدر من الحديث جاء عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيحين في حديث ام سلمة انها سألت النبي صلى الله عليه وسلم لما رأته يصلي ركعتين بعد العصر وقد نهى عن ذلك فقال يا ابن يا ابنة ابي امية سألت سألت عن ركعتين بعد العصر فانه اتاني اناس من بني عبد القيس شغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر وهما هاتان. فهذا القدر من الحديث في الصحيحين عن ام سلمة رضي الله تعالى عنها بمعنى ان انه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه صلى بعد العصر ركعتين وان سبب هاتين الركعتين كان لاجل ان شغل صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن ركعتين بعد الظهر لاشتغاله بوفد عبد القيس هذا ما اتفقت عليه الروايات. هذه الرواية التي اخرجها الامام احمد رحمه الله فيها زيادة وهي قولها رضي الله تعالى عنها قلت اي تسأل النبي صلى الله عليه وسلم افنقضيهما اذا فاتتا ايشرع لنا قضاء هاتين الركعتين في هذا الوقت اذا فاتك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا اي لا لا تفعلوا ذلك وهذه الزيادة في الحديث مما ذهب اكثر العلماء الى ضعفها وانها غير محفوظة وهذا مما ميز الله تعالى به المشتغلون بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من اهل السنة انهم يميزون الاحاديث ويفرزونها ويبينون الصحيح منها من الضعيف فكان مما جرى بحثه بين اهل العلم بالحديث هذا هذه الزيادة التي تضمنتها رواية الامام احمد التي تضمنتها رواية الامام احمد وفيها قال قالت ام سلمة افنقضيهما اذا فاتتا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا هذه الزيادة تكلم عليها جماعات من اهل العلم وسبب ذلك ان انه انفرد بها بعض الرواة دون سائرهم كما ان ثمة انقطاع بين ذكوان وام سلمة فانه لم تحفظ له رواية عن ام سلمة رضي الله تعالى عنها. ولهذا الصحيح ان هذه الزيادة ليست بمحفوظة بل هي من كرة كما قال ذلك عبد الحق الاشبيلي وكذلك ابن حزم وكذا البيهقي رحمه الله عندما قال انها زيادة لا تقوم بها حجة وبهذا يتبين ان قولها في هذا الحديث افنقضيهما غير محفوظ بل المحفوظ هو ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى هاتين الركعتين بعد العصر قضاء لما فاته من صلاة ركعتين بعد الظهر وهنا اذا لم تثبت هذه الرواية كما هو الراجح من قولي اهل العلم. اذا كانت هذه الرواية غير محفوظة فهل يشرع قضاء ما فات من النافلة في وقت النهي الجواب على هذا ان الاصل انه يقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل ما فعل الا ان يأتي ما يدل على اختصاصه والا فقد قال الله تعالى في محكم كتابه لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فكل ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم فهو محل الاقتداء ومحل الائتساء ويفعله المؤمن اتباعا له الا ان يأتي دليل على انه مما اختص الله تعالى به رسوله. فعند ذلك يكون هذا من خصائصه فاذا لم يأتي دليل على التخصيص فالاصل ان كل ما ثبت من قوله او فعله او حاله فهو سنة لمن اتبعه من اهل ملته فهو سنة لكل اهل الاسلام لقول الله عز وجل لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. ولقوله جل وعلا ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. ولا يخرج عن هذا شيء الا بدليل. وعليه ذهب جمهور العلماء رحمهم الله الى مشروعية قضاء النوافل وقد استدل جماعة من اهل العلم بانه لا يشرع قضاء النافلة في هذا في وقت النهي لان لهذه الرواية التي قال فيها صلى الله عليه وسلم لام سلمة لما سألت افنقضيهما؟ قال صلى الله عليه وسلم لا وقولها فنقضيهما على القول بثبوت هذه الزيادة افنقضيهما؟ قال لا هل هو نهي عن القضاء بالكلية ام انه نهي عن القضاء في هذا الوقت يحتمل؟ والاقرب انه نهي عن القضاء في هذا الوقت على وجه الخصوص القول بثبوت الحديث. اما القضاء في غير ذلك فانه ثابت لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم من نام عن صلاة او نسيها فليصلها اذا ذكرها ولقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من فاتته ركعتا الفجر فليصلهما بعد طلوع الشمس. ولاقراره صلى الله عليه وسلم قيس بن عمرو لما رآه يصلي ركعتين بعد الفجر قال صلاة الفجر ركعتين ركعتان اي فما هذه الزيادة؟ وكان قد صلى ركعتين بعد صلاة الفجر. فقال للنبي صلى الله عليه وسلم اني كنت قد شغلت عن ركعتي الفجر فهاهما او فهاتان هما يعني هذا فعلي لهما. فسكت النبي صلى الله عليه وسلم وسكوته اقرار. فدل ذلك على انه تقضى صلاة الراتبة الفائتة لفعله صلى الله عليه وسلم اقراره صلى الله عليه وسلم ولقوله. فقد ورد فيه في قضاء الرواتب اقرار وذلك في اقراره لقيس ابن عمرو وورد آآ قول في قوله صلى الله عليه وسلم من فاتته ركعتا الفجر فليصلهما بعد شروق الشمس ولفعله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حيث انه لما شغل عن ركعتي الراتبة التي تكون بعد الظهر صلاهما صلى الله عليه وسلم بعد العصر. فذل ذلك بمجموعه على ان على ان قضاء الرواتب وانه اذا ترك الانسان الراتبة مغلوبا وليس مختارا فانه يقضيها. اما من تركها مختارا فانها تكون حينئذ سنة فات وقتها واما اذا غلب بمرض او شغل او نحو ذلك فانه يقضي ما فاته من الرواتب. وفي هذا الحديث جملة من الفوائد من فوائد هذا الحديث عناية زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ افعاله فانه صلى الله عليه وسلم لما فعل امرا على غير المألوف المعتاد سألته ام سلمة رضي الله تعالى عنها وفيه من الفوائد ان الانسان اذا كان على حال ثم اختلفت حاله لا سيما فيما يتعلق بمسائل الشرع والدين. فانه اذا سئل ينبغي ان يبين سبب الاختلاف فالنبي صلى الله عليه وسلم لما سألته ام سلمة لم يهمل سؤالها بل بين لها سبب تلك الصلاة. وفيه ان الانسان اذا خالف فعله قوله فان ذلك يورد الاسئلة ولذلك ينبغي لطالب العلم وللمسلم على وجه العموم ان يكون فعله مصدقا لقوله قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. فليتحرى المؤمن ان يكون قوله ان يكون فعله مطابقا لقوله. فاذا جرى اختلاف لسبب ينبغي ان يزيل الاشكال والاشتباه ببيان سبب الاختلاف هذه بعض المسائل بعض الفوائد يعني وبعضها تقدم في اثناء الشرح فيما يتعلق باختصاص كل زوجة ببيت اذا كان عنده اكثر من زوجة وفيه طيب معاشرة النبي صلى الله عليه وسلم لاهله وفيه رفقه صلى الله عليه وسلم بهم حيث يجيب اسئلتهم ويكشف ما التبس عليهم وهو الناصح الامين صلى الله عليه وعلى اله وسلم. هذا ما يتصل بهذا الحديث ننتقل للباب الذي يليه قال الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى باب الاذان. عن عبدالله بن زيد بن عبد ربه رضي الله تعالى عنه قال طاف بي وانا نائم. رجل فقال تقول الله اكبر الله اكبر فذكر الاذى كان بتربيع التكبير بغير ترجيع. والاقامة فرادى الا قد اقامت الصلاة. قال فلما اصبحت واتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انها لرؤيا حق. الحديث اخرجه احمد وابو داود داود وصححه الترمذي وابن خزيمة. وزاد احمد في اخره قصة قول بلال في اذان الفجر الصلاة خير من النوم. ولابن خزيمة عن انس رضي الله عنه قال من السنة اذا قال المؤذن من فجر حي على الصلاة قال الصلاة خير من النوم بعد ان ذكر مصنف رحمه الله احاديث النبي صلى الله عليه وسلم المتعلقة بمواقيت الصلاة اتى بالاحاديث المتعلقة بالاذان لان الاذان يكون في اوقات الصلوات والاذان هو الاعلام في اللغة ومنه قول الله تعالى واذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر اي اعلام من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر اما في الشرع والاصطلاح فان الاذان هو التعبد لله عز وجل بكلمات ينادى بها عند حضور وقت الصلاة هذا تعريف الاذان التعبد لله عز وجل بكلمات معلومة او كلمات مخصوصة ينادى بها عند حضور وقت الصلاة وقال بعض اهل العلم في تعريف الاذان التعبد لله عز وجل بكلمات مخصوصة ينادى بها عند دخول وقت الصلاة بينهما فرق بينهما فرق او لا بينهما فرق. الفرق ان التعريف الاول عند حضور الصلاة وعليه فانه يؤذن عندما يريد ان يصلي ولو كان ذلك بعد دخول الوقت بمدة فيؤذن عند حضور الصلاة. دليل ذلك ما في واما على القول الثاني وهو انه الاعلام عند دخول الوقت فهذا وجهوا الحديث ان حضور وقت الصلاة يكون بحضور وقتها لان احب الاعمال الى الله الصلاة على وقتها هكذا قال الذين عرفوا الاذان بانه التعبد لله بكلمات مخصوصة ينادى بهن عند دخول وقت الصلاة وعلى كل حال الامر في هذا قريب والمعمول به الان فيما يتعلق بالمدن والانصار وسائر ارجاء اهل الاسلام ان الاذان يكون عند دخول وقت الصلاة وذلك ان الناس يعلمون بدخول الوقت ثم يختلفون في الوقت الذي يصلون فيه على حسب ما يتيسر لهم يصطلحون عليه او ينظمون شؤونهم وفقه فالاذان هو الاعلام بدخول وقت الصلاة والاذان شعيرة من شعائر الاسلام وهو من الشعائر الظاهرة التي لها شأن عظيم ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اراد ان يغير على قوم امهل حتى اذا جاء الفجر فان سمع مؤذنا امسك وان لم يسمع مؤذنا اغار عليهم وذلك ان الاذان اعلام بالاسلام واظهار له ولذلك قال العلماء اذا امتنع اهل بلد عن الاذان فانهم يقاتلون لانهم امتنعوا عن شعيرة ظاهرة من شعائر الاسلام وهذا الاذان فيه من العبر والعظات ما ينبغي للمؤمن اذا تأمله ان يقف على معانيه وما فيه من الاسرار العبر التي يزداد بها الايمان ويرسخ بها اليقين ويصلح بها العمل وينتفع بها القلب لكن الذي يسمع الاذان او يردده على انه كلمات تقال بعيدة عن معناها فانه لا يدرك اسراره ولا ينتفع بما فيه من ذكر الله عز وجل ولعظيم ما في هذا الذكر من التأثير والنفع فان الشيطان اذا سمع الاذان يفر وليس فرارا مجردا بل يفر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وله ضراب وذلك انه يصدر هذا الصوت ليسمى اذانه عن سماع ذكر الله عز وجل والاذان هذا من اسرار فعله آآ لهذه الفعلة اثناء الاذان وهو انه يفر على هذا النحو الذي وصف النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا يمكن ان يفر من كلام لا تأثير له بل هو كلام عظيم متظمن لشعار الاسلام وما جاء به سيد الانام من توحيد رب العالمين وتعظيمه والتعريف به والانقياد لشرعه لان الرسل صلوات الله وسلامه عليهم جاؤوا باصلاح القلوب بان تملأ بمحبة الله وتعظيمه واصلاح الاعمال بان تنقاد لله عز وجل طائعة في الامر امتثالا وفي النهي انكفافا وانزجارا ولذلك الاذان ليس جملا ذكرية فقط يعني ليست جبلا تتضمن فقط الذكر الله اكبر الله اكبر فيها ذكر وتعظيم الله عز وجل بعد ذلك يأتي التوحيد اشهد ان لا اله الا الله ثم يأتي ما لا يتم التوحيد الا به وهو الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة. وكل هذا فيما يتعلق بالاعتقاد والايمان والتعظيم لرب العالمين بعد ذلك يأتي العمل حي على الصلاة وهذا يبين ان هذه الشريعة قائمة على عمل وليس فقط على صلاح قلب الله ترجمة له في الواقع والعمل. حي على الصلاة حي على الفلاح. ثم بعد ذلك يعود الى تقرير الاصل وهو تعظيم الله وتوحيده الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله. واذا تأملت هذه المعاني في في الاذان وجدت انه من شعائر الاسلام العظيمة التي تنشرح بها الصدور وتطمئن لها القلوب ويعرف بها هذه الرسالة على وجه الاختصار هذه الرسالة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مختصر في هذا النداء الذي يرفع في بلاد الاسلام ويرفعه اهل الاسلام حيث كانوا في بلاد الاسلام وفي غيره فيها كل يوم خمس مرات الاذان له منزلة كبرى وفضائل عظمى قبل ان نتناول ذلك البيان والايضاح نقف على ما ذكره المصنف من الاحاديث الواردة في مشروعية الاذان. متى شرع الاذان؟ الاذان شرع بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الاولى من الهجرة مع ان الصلوات المكتوبات كانت مفروضة على اهل الاسلام من اسراع النبي صلى الله عليه وسلم من ليلة المعراج وذلك قبل هجرته بقريب من ثلاث سنوات والمقصود بالصلاة الصلوات المكتوبات والا الصلاة من اول ما امر الله تعالى به اهل الاسلام فالله عز وجل امر النبي ومن معه بان يقيموا الليل يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا وهذا كان في اول بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فالصلاة من اوائل الشرائع التي فرضت على اهل الاسلام من منذ ان كانوا في مكة ثم فرضت الصلوات الخمس المكتوبة ليلة المعراج وفرضها رب العالمين على النبي صلى الله عليه وسلم خمسين صلاة فراجعه حتى اصبحت خمس صلوات في العدد وهي خمسون في الميزان فضلا من الله ونعمة ورحمة ومنحة لعباده واوليائه ثم بعد ذلك لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من المشروع لاهل الاسلام الاجتماع على هذه العبادة طلبوا ما يكون سببا للتنبيه لحضور الصلاة والمجيء اليها ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قد اوحي اليه في ذلك بشيء فجاءت جملة من الاقتراحات التي اقترح الصحابة في طريقة الاعلام بحضور وقت الصلاة فاقترح الناقوس واقترح البوق واقترح غير ذلك من مما كان شائعا للتنبيه لكن الله تعالى هدى هذه الامة الى هذه الكلمات الى هذه الى هذا النداء الى هذا الاذان الذي به حصلت خيرا عظيما وفضلا كبيرا تميزت به عن كل الامم فليس في امة من الامم لا السابقة القريبة ولا البعيدة ما ينادى فيه للصلاة على هذا النحو ساق المصنف رحمه الله حديث رؤيا عبد الله ابن زيد ابن عبد ربه رضي الله تعالى عنه قال رضي الله تعالى عنه طاف بي وانا نائم. طاف بي يعني في المنام رأى من اقترب منه والم به فالطواف هو القرب من الشيء والالمام به كالطواف بالبيت هو القرب منه طاف بي وانا نائم رجل وهو لا يعرف من هذا الرجل فقال تقول الله اكبر الله اكبر هكذا ذكره على وجه الاختصار الرؤيا فيها نوع من البسط والطول وذلك ان عبد الله رضي الله تعالى عنه قال لما امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس تعمل الناقوس هو ما يظرب به للتنبيه للصلاة عند النصارى كما ذكرت ان الصحابة تنوعت اراؤهم في طريقة النداء. ولعل الامر استقر على ان ينادى للصلاة بناقوس يظرب. فامر النبي صلى الله عليه وسلم باعداد هذا الناقوس الذي يجتمع بضربه الناس للصلاة فطاف به وهو نائم اي جاءه في المنام رجل كان هذا الرجل يحمل ناقوسا في المنام فقلت يا عبد الله القائل عبد الله بن زيد بن عبد ربه رضي الله تعالى عنه اتبيع الناقوس يعني نشتريه منك وهذا في المنام. قال وما تصنع به؟ قال اي شيء تعمل به؟ قال ندعو به الى الصلاة اي ندعوا به الى ما فرض الله تعالى من الصلوات المكتوبات فقال له الرجل في المنام افلا ادلك على ما هو خير من ذلك يعني افلا اخبرك بما هو افظل واكمل من هذا فقال رضي الله تعالى عنه فقلت له بلى قال تقول الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر فذكرت تكبيرا مربعا ثم اي باربع تكبيرات ثم قال بغير ترجيع يعني من غير ان يرجع في الشهادتين فقال اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله. اشهد ان محمدا رسول الله. والترجيع هو ان المؤذن يقول بصوت خافت اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله ثم يجهر بالشهادتين. ثم يقول اشهد ان محمدا رسول الله. اشهد ان محمدا رسول الله. ثم ينادي بالشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة هذا هو الترجيع في حديث عبدالله بن زيد ابن عبد ربه لم يكن ترجيع وهذا اشارة الى ان ما جاء في احاديث اخرى اه من الترجيع لم يكن مستفادا من حديث رؤيا عبد الله بن زيد ابن عبد ربه رضي الله تعالى عنه. حتى اتم الاذان حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله علمه هذا الاذان في هذه الجمل المباركة التي تضمنت تعظيم الله عز وجل والشهادة له بالالهية ولنبيه بالرسالة والدعوة الى خير الطاعات واجلها وهو الصلاة ثم الدعوة الى الفلاح بعد ذلك وهو ما يكون من ثمرة الصلاة فالصلاة مفتاح الفلاح ثم بعد ذلك التكبير والتهليل قال رضي الله تعالى عنه والاقامة فرادى اي علمه ايضا كيف يقيم للصلاة الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول والله حيال الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله. يقول الا قد قامت الصلاة يعني الاقامة فرادى المقصود من غير تثنية فلما كان التكبير اربعا اقتصر على تكبيرتين. ولما كانت الشهادة شهادتان لله بالالوهية وللنبي بالرسالة اقتصر على شهادة واحدة لكل منهما. وكذلك في النداء للصلاة والنداء للفلاح لكن الاقامة حيث انها لم تأتي بالاذان وهي مقصودة لذات الفعل كررت قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة ليتنبه من هو مشتغل بحضور الصلاة ودنو فعلها. قال فلما اصبح القائل عبدالله بن زيد بن عبد ربه فلما اصبحت يعني الصباح اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصصت عليه الرؤيا فقال انها لرؤيا حق اي هذه الرؤية التي رأيتها رؤيا حق. فامر النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن زيد ان يعلم بلال تلك الكلمات فتلقاها بلال رضي الله تعالى عنه فاذن بتلك الكلمات عمر رضي الله تعالى عنه سمع هذه الكلمات فاقبل مسرعا الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبره بانه رأى ما سمع يعني فوافق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في رؤياه ما رآه عبدالله بن زيد بن عبد ربه رضي الله تعالى عنه ومن ذلك الحين الى يومنا هذا الى ان يرث الله الارض ومن عليها الى ما شاء الله عز وجل لا يزال هذا النداء مرفوعا ونسأل الله ان يعليه على العالمين. وان يعيننا على تدبره والعمل بما فيه وان يرزقنا المحافظة على هذه الصلاة العظيمة. يقول رحمه الله الحديث اخرجه احمد وابو داوود وصححه الترمذي. وابن خزيمة وهذا الحديث من حيث الاسناد اسناده صحيح وقد تلقاه العلماء بالقبول حتى ان الحاكم قال عنه انه قد تداوله فقهاء الاسلام بالقبول ولم يخرج في الصحيحين الاختلاف الناقلين في اسناده والمقصود انه لم يذكر في صحيح البخاري ومسلم وهذا ليس شرطا الحديث الصحيح فان البخاري ومسلم كان لهما من الشروط ما نزل عنه اسناد هذا الحديث لكن هذا الحديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا الحديث ذكر فيه المصنف رحمه الله آآ كيفية مشروعية الاذان؟ كيف شرع الاذان؟ وما هي كلماته؟ وزاد احمد في اخره قصة قول بلال في اذان الفجر الصلاة خير منهم. هذا نتكلم عنه فيما بعد الحديث حديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه رضي الله تعالى عنه فيه جملة من الفوائد من فوائده ان الله عز وجل نوع في اثبات شرائع هذا الدين الطرق و السبل التي ثبتت بها شرائع الاسلام. فمنها ما كان مبتدأ بالوحي من رب العالمين. ومنها ما كان من سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه باجتهاد منه. او بايحاء من رب العالمين في غير القرآن. ومنها ما كان بفعله صلى الله عليه وسلم ومنها ما كان باقراره وهذا التشريع وهو تشريع الاذان كان باقرار النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حيث سمع من الرجل ما قال واقره انها بانها رؤيا حق اي رؤيا تطابق الواقع رؤيا تطابق الصواب رؤيا تطابق ما اراده الله لهذه الامة وفيه ان الاذان المشروع الذي شرعه الله عز وجل لهذه الامة على هذا النحو الذي حفظته الامة من ذلك اليوم الى يومنا هذا ولم يغتل ذلك بل هو محفوظ على تعاقب العصور وتوالي الدهور وتغير الاحوال. وهو خمسة عشر جملة. الله اكبر. الله اكبر. الله اكبر. الله اكبر. اشهد ان لا اله الا الله. اشهد ان لا اله الا الله. اشهد ان محمدا رسول الله. اشهد اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله هذه كم هذه خمسة عشر جملة وهذا اكمل ما ورد من صيغ الاذان. ثمة اذان ابي محذور او سيأتينا وهو الاقتصار على تكبيرتين في اول الاذان الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الى الله اشهد ان لا اله الا الله الى اخر الاذان. لكن هذا الاذان ليس بشهرة اذان عبد الله ابن زيد ابن عبد ربه رضي الله تعالى عنه فهو اول اذان انتشر في اهل الاسلام وشرع لهم واما حديث ابي محذورة فهو مما جرى بعد ذلك من آآ تعليم النبي صلى الله عليه وسلم له كيف يؤذن؟ هذا الحديث فيهم من الفوائد رأفة الله تعالى ورحمته بهذه الامة فان الله تعالى يسر لها العلم بطريق مناداة تميزت به عن سائر الامم وفيه ان الله سلم هذه الامة من اقتفاء واتباع سنن الامم السابقة فان النبي صلى الله عليه وسلم هم بان يعتمد في والمناداة للصلاة في الضرب على الناقوس لكنه صلى الله عليه وسلم عدل عنه بما اوحاه الله تعالى بهذه الرؤيا اجيب على الاسئلة بعد الاذان ان شاء الله