بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين قال الامام المقرزي رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد المفيد النوع الثاني من لهم عبادة واوراد؟ لكن حظهم ناقص من التوكل والاستعانة تتسع قلوبهم لارتباط الاسباب بالقدر. وانها بدون المقدور كالموات الذي لا تأثير له بل كالعدم الذي لا وجود له وان القدر كالروح المحرك لها والمعول على المحرك فلم تنفذ بصائرهم من السبب الى المسبب ومن الالة للفاعل فقل نصيبهم من الاستعانة وهؤلاء لهن نصيب من التصرف بحسب استعانتهم وتوكلهم ونصيب من الضعف والخذلان بحسب بقلة استعانتهم وتوكلهم ولو توكل العبد على الله حق توكله في ازالة جبل في تحقيق في تحصيل المطلوب مع الاسباب التي يمكن ان يأخذها الانسان لتحصيل غرضه ومطلوبه ثم قال رحمه الله فان قيل ما حقيقة الاستعانة عملا؟ قلنا هي التي يعبر عنها بالتوكل وهي مكانه لازال. يقول رحمه الله والنوع الثاني من لهم عبادة واوراد الاذكار لكن حظهم ناقص من التوكل والاستعانة. يعني هؤلاء ليس عندهم فساد في الاعتقاد عندهم فساد في العمل اما القسم الاول عندهم فساد اعتقاد وفساد عمل فساد الاعتقاد في اي شيء لانهم ظنوا ان الله تعالى لا يقدر على اكثر مما وهبه العبد ومنحه من امر الدين وامر الدنيا ففسد عملهم اما القسم الثاني فانهم عندهم عبادة واوراد وذكر وليس عندهم الاعتقاد السابق لكنهم قصروا في تحقيق التوكل على الله تعالى في الاعتماد عليه والصدق في الركون اليه في تحصيل المطالب ودفع المضار يقول رحمه الله لم تتسع قلوبهم لارتباط الاسباب بالقدر يعني ظنوا ان القدر قضى لا يرتبط بالسبب بسبب بل هو قضاء الاشياء بلا اسباب تعطلوا الاسباب هؤلاء جهلوا جهلا عظيما فان الله تعالى قد جعل الاسباب مفضية الى الى مسبباتها ونتائجها وهذا ليس فقط في امر الدنيا بل في امر الدين وفي امر الدنيا في امر الاولى وفي امر الاخرى اي في الدنيا وفي الاخرة. فقد جعل الله تعالى الاسباب تؤدي الى نتائجها وما من شيء في الدنيا ولا في الاخرة الا وله سبب وهذا الكلام دل عليه كتاب الله تعالى ودلت عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم. يقول رحمه الله هؤلاء هذا الصنف الثاني ضاقت قلوبهم عن الربط بين الاسباب والمسببات بين المقدمات والنتائج. يقول رحمه الله وانها بدون المقدور كالموات الذي لا تأثير له. يعني ان لا الاشياء دون المقدور اي دون ما قدره الله تعالى كالمواد الذي لا تأثير له بل كالعدم الذي لا وجود له وان القدر كالروح المحرك لها والمعول على المحرك الاول فلم تنفذ بصائرهم من السبب المسبب يعني اقتصروا فقط على القدر وقالوا ان القدر هو الذي به تكون الاشياء. ولا وليس للاسباب نتاج ولا الاسباب ثمرة فان شاء الله ان نهتدي اهتدينا ولو لم نفعل شيء ان شاء الله ان نذل ظللنا ولو لم نفعل شيء ان شاء الله ان ان نغتني اغتنينا ولو لم نفعل شيء. ان شاء الله ان نفتقر. افتقرنا ولم نفعل شيء ولو لم نفعل شيء. وهلم جر. مما اه عطلوا فيه الربط بين الاسباب ونتائجها والمسببات وبين المقدمات والنتائج. وهؤلاء لا شك انهم جهلوا جهلا عظيما وجنوا على الشريعة وعلى اه الدين جناية كبرى يقول رحمه الله فلم تنفذ بصائرهم من السبب الى المسبب او المسبب ومن الالة للفاعل فلم تنفذ بصائرهم من السبب الى المسبب ومن الالة للفاعل فقل نصيبهم من الاستعانة فاقتصروا فقط على عملهم الذي يستطيعونه ويقدرون عليه ولم يسألوا الله تعالى زيادة في هذه الاعمال او زيادة فيما يريدون من الخير خير الدنيا وخير الاخرة. فغفلوا عن المسبب المدبر الذي تكون به الامور وتجري وتصدر عنه الاوامر جل وعلا كل يوم هو في شأن. قال وهؤلاء لهم نصيب من التصرف بحسب استعانتهم وتوكلهم وما يخلو الانسان من نوع استعانة حتى القسم الثاني الذين قلنا انهم اعرضوا عن التوكل وعن الاستعانة هل عندهم استعانة؟ او عندهم نصيب ظئيل من الاستعانة وهو ما ذكره المؤلف رحمه الله في قوله بل ان سأله تعالى احدهم واستعان به فعلى حظوظه وشهواته. فالاستعانة ظيقة فيما يتعلق بنصيبه من دنياه ولذلك يقول وهؤلاء في الصنف الثالث الذين لهم عبادة ولا وليس لهم استعانة هؤلاء لهم نصيب من التصرف بحسب استعانتهم وتوكلهم ونصيب من الضعف والخذلان بحسب قلة استعانتهم وتوكلهم يقول رحمه الله ولو توكل العبد ولو توكل العبد على الله حق توكله في ازالة جبل عن مكانه لازاله. لكن هنا لابد ان يعرف ان ذلك مع اخذ السبب اما اذا لم يكن سبب فانه لا يكفي مجرد عزم القلب على حصول النتيجة عزم القلب دون اخذ الاسباب المفظية الى النتيجة عجز وليس توكلا انما التوكل ان يجمع بين صدق الاعتماد مع اخذ السبب الذي ينتج عنه المقصود والمطلوب ولذلك في كلام ابن القيم رحمه الله ما يدل على هذا المعنى فان هذا الكلام نقله المؤلف رحمه الله من كلام ابن القيم وفي كلامه في مدارج السالفين ما يفيد ان المقصود بالتوكل هنا في ازالة الجبل مع اخذ الاسباب ليس مجرد التوكل ويمكن ان يقال ان المؤلف قال لو الله حق توكله حق التوكل لا يكون الا اذا اخذ السبب كلا ان يقال ان قوله حق التوكل هنا انما آآ يكون الانسان توكل على الله حق توكله اذا جمع بين صدق الاعتقاد والعزيمة للقلب تنشأ عن معرفة الله تعالى وتفرده بالخلق والامر والتدبير والضر والنفع وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. فتوجب اعتمادا عليه وتفويضا اليه وثقة به فتصير نسبة العبد اليه تعالى كنسبة الطفل الى ابويه فيما ينوبه من رغبته ورهبته فلو داهمه ما عسى ان يدهمه من الافات لم يلتجئ الى غيرهما. فان كان العبد مع هذا الاعتماد من اهل التقوى كانت له العاقبة الحميدة ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه. اي كافيه يقول رحمه الله فان قيل ما حقيقة الاستعاذة عملا؟ يعني ما هي الاستعانة من حيث العمل. الاستعانة من حيث القول القول واضحة وهي ان يطلب الانسان العون من الله فيقول يا الله اعني او يا ربي اعني الله او اللهم اعني على كذا او كذا هذا هذه الاستعانة من حيث القول لكن ما هي من حيث العمل؟ هل هي عمل بالجوارح او عمل بالقلب؟ يقول رحمه الله هي التي يعبر عنها بالتوكل الاستعانة هي التي عبر عنها بالتوكل وما هو التوكل؟ التوكل هو صدق والاعتماد على الله تعالى في تحصيل المطالب ادافع المراهب في تحصيل المطلوب ودفع المرهوب يقول رحمه الله وهي حالة للقلب معنى قوله رحمه الله حالة للقلب اي ان التوكل ان اي ان الاستعانة عمل قلبي قد قال الامام احمد رحمه الله التوكل عمل القلب توكل عمل القلب هذا العمل القلب لا يستقل عن السبب. ولذلك حقيقة التوكل لا تتم الا بالقيام بالاسباب. فالاستعانة تشمل امرين تشمل عمل قلبي وهو صدق الاعتماد على الله تعالى في تحصيل المطلوب ودفع المطلوب وتشمل اضافة الى ذلك عمل بالبدن وهو السعي في تحصيل هذه المطالب بما يمكن الانسان من الاسباب التي تتيسر له. وبذلك يكون الانسان قد حقق يقول رحمه الله وهي حالة للقلب تنشأ عن معرفة الله معرفة الله تعالى معرفة الله تعالى كيف يعني يعني اذا عرف العبد ربه جل وعلا عرف قدرته وعلمه واحاطته وفظله وكرمه واحسانه فانه يعتمد عليه ويصدق في الركون اليه في تحسين مطلوبه يقول تنشأ عن معرفة الله تعالى وتفرده بالخلق والامر والتدبير والضر والنفع وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. كل هذه المعارف التي جاء بيانها في القرآن وفي السنة تثمر ايش تثمر اعتمادا على الله تعالى ولذلك قال فتوجب اعتمادا ان عليه هذه المعارف اذا عرف العبد ان الله تعالى هو الخالق والرازق والمدبر والمالك هو الذي له مقاليد السماوات والارض هو المنفرد بالنفع والضر هو الذي اذا شاء شيئا انما امره ان يقول له كن فيكون اذا عرف كل هذا هذه المعارف وعلم كل هذه العلوم وهذه الصفات في في ربه جل وعلا فانه لا يلتفت الى سواه. ولذلك توجب اي تثمر هذه المعلومات وهذه المعارف اعتمادا عليه وتفويضا اليه وثقة به جل وعلا. فتصير نسبة العبد اليه تعالى يعني اذا تم في قلبه هذا العلم. وكمل في قلبه تلك المعارف. تصير نسبة العبد الى ربه كنسبة الطفل الى ابويه انظر الى الطفل اذا اردت ان تعرف حقيقة التوكل انظر الى الطفل في صلته بابويه يرى ان كل نفع يأتيه من قبل ابويه وكل ضر انما يصرفه عنه ويدفعه عن من ابواه ولذلك يقول المؤلف فتصير نسبة نسبة العبد الى الله تعالى اليه تعالى كنسبة الطفل الى ابويه فيما ينوبه من رغبته ورهبته فيما يحب وفيما يكره. فلو داهمه ما عسى ان يدهمه من الافات لم يلتجئ الى غيرهما. الان الطفل الصغير اذا دهمه واعتراه ما يكره يصيح بمن بابويه ولو كان الغالب او الداهم له اقوى من ابويه قوة لا نسبة فيها لكن ليس في قلب الطفل الا ليس في قلب الطفل الا والداه ولذلك تجده يلتجئ اليهما ولو كان الذي يخافه اقوى من ابويه لكنه ليس في قلبه الا هما. كذلك العبد اذا التجأ الى الله تعالى وصدق في الاعتماد عليه ليس في قلبه الا الله جل وعلا وشتان بين الامرين بين طفل مع ابويه عاجزين ضعيفين لا يملكان ضرا ولا نفعا وبين مع ربه الكريم العظيم الذي هو على كل شيء قدير. والذي انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. التوكل من اعظم ما يدرك به العبد طلبته ويحصل به اغراضه لكن اذا صدق مع الله تعالى فان الله لا يخيبه وسيصدقه جل وعلا وقد كفل بذلك يقول رحمه الله فاذا كان فان كان العبد مع هذا الاعتماد يعني في تحصيل مطلوبه من اهل التقوى كانت له الحميدة وهذا يشير الى ان من الناس من عنده استعانة تامة لكن ليس عنده تقوى وهو القسمة الرابع سيتكلم عنه المؤلف رحمه الله لكن اذا ضم الى كمال الاعتماد التقوى فان العاقبة حميدة قال الله تعالى ومن الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ثم قال ومن يتوكل على الله فهو حسبه ايش يعني حسبه كافيه وهل الكفاية هنا من اي شيء من كل شيء من يتوكل على الله فهو حسب ايتامه من كل ما اهمه ثم ذكر المؤلف رحمه الله القسم الرابع من له استعانة بلا عبادة؟ وتلك حالة من شهد تفرد الله بالضر والنفع ولم يدري ما يحبه ويرضاه فتوكل عليه في حظوظه فاسعفه بها وهذا لا عاقبة له. سواء كانت اموالا او رئاسات او جاها عند الخلق. او نحو ذلك فذلك حظه من دنياه واخرته. القسم الرابع من له استعانة بلا عبادة. وهو اللي اشار اليه المؤلف رحمه الله في القسم السابق. من له واستعانة اي طلب عون واعتماد على الله تعالى في تحصيل مطالبه. لكن ليس له عبادة ليس له اقبال على الله تعالى. همه في دنياه في تحصيل الدنيوية ما الى ذلك مما يتعلق حظوظه القريبة. اما الاخرة فليس له اليها نظر. يقول تلك حالة من شهد تفرد الله بالظر والنفع اي ايقن وابصر انه لا ضار الا الله ولا نافع الا الله جل وعلا وانه انما يأتي بالضر والنفع رب العالمين جل وعلا. ولم يدري ما يحبه ويرضاه فهو عنده كمال في الربوبية لكنه عنده جهل في امر الله تعالى ونهيه فليس عنده معرفة فيما يحب ويرضى وفيما يكره ويسخط انما شأن شأنه في معرفة انه على كل شيء قدير وانه اذا اراد شيئا انما يقول له كن فيكون لكن ليس عنده معرفة فبمحاب الله تعالى ومراضيه ومكاره ومساخطه جل وعلا. فتوكل عليه اي على الله في حظوظه الدنيوية فاسعفه بها اي بلغه اياها وقد ذكر جماعة من العلماء ان التوكل في هذه المقامات يثمر نتيجة لان الله تعالى قد تكفل لكل من توكل ان يحصل مقصوده. قال ومن يتوكل على الله فهو حسبه. اي كافيه ما اهمه وبه ومن الكفايات ان يدرك ما يطلب ويحصل ما يرغب ولذلك يذكر شيخ الشيخ ابن القيم رحمه الله واظن ايضا شيخ الاسلام في بعظ كلامه ان من اصحاب المعاصي من يتوكل على الله الله تعالى في تحصيل معصيته فلا يمكنه بلوغ المعصية الا بتوكله مثالا للسراق قال تجد السارق يتوكل على الله تعالى في جاءه السلامة من الذين يعسون والذين يرقبون فيحصل مقصوده بتوكله وان كان في معصية لكن هذا هل ينفعه؟ لا ينفعه لانه تقدم لنا انه اذا كمل العبد التوكل على الله الله تعالى ولم يكن معه تقوى فان ذلك ليس مما ترجى عاقبته ولذلك قال فاذا فان كان العبد مع هذا الاعتماد من اهل التقوى كانت العاقبة الحميدة كانت له العاقبة الحميدة. اما اذا كان عنده توكل وليس عنده عبادة فانه ليس له عاقبة حميدة انما له ان يريد ان يحصل ما توكل على الله فيه والله تعالى يرزق العبد حتى ما يسمى حتى ما يكون من المال الحرام هو من رزق الله تعالى الذي ساقه الى العبد لكنه يحاسب عليه لان الله تعالى بين لنا طرق الاكتساب والابتزاق وبين لنا الحرام منها والحلال امرنا باخذ الحلال والاجتناب للحرام فاذا اخذ العبد الحرام فانه من رزق الله لكنه يحاسب عليه ويأثم به رحمه الله وهذا اي هذا النوع من التوكل لا عاقبة له اي ليس له نتاج في الاخرة. ليس له ثمرة تعلو بها مرتبته وتزكو بها منزلته عند رب العالمين انما هو لتحصيل امر دنيوي وليس له من عمله الا ما نوى انما الاعمال بالنيات يقول سواء كانت اموالا سواء توكل الله على الله في تحصيل اموال او رئاسات او جاها عند الخلق او نحو ذلك فذلك حظه في دنياه حظهم من دنياه واخرته ليس له حظ سواه نعم بهذا تكون قد تمت الاقسام الاربعة التوكل الناس في الاستعانة بالله تعالى وفي عبوديته. اعلى هذه المنازل منزلة من حقق الاعتصام بالله تعالى في تحقيق مطالبه مع تحقيق العبودية له. واعلم ان العبد لا يكون متحققا بعبادة الله تعالى لا باصلين احدهما متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم. والثاني اخلاص العبودية والناس في هذين الاصلين اربعة اقسام طيب يقول المؤلف رحمه الله اعلم ان العبد لا يكون متحققا بعبادة الله متحققا اي متصفا بها على وجه الحقيقة. قائما بها على وفق ما يجب عليه الا باصلين اي بقاعدتين واساسين يبنى عليهما سائر عمله فالاصل هو ما يبنى عليه غيره. الاصل الاول متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم. وبدأ بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الاخلاص لان منه عرفنا وجوب الاخلاص فالمتابعة تكفي لان المتابعة تكون في الظاهر والباطن المتابعة تكون في الظاهر والباطن تكون في الظاهر بان يكون العمل وفق ما عمل صلى الله عليه وسلم. وفي الباطن ان تكون النية لله لان النبي صلى الله عليه وسلم من اعظم الناس تقوى وخشية وتوحيد لرب العالمين فبدأ بالمتابعة لانها تتضمن الاخلاص وانما ينص على الاخلاص تأكيدا له وبيان انه لا يقبل العمل من دونه والمتابعة هي الموافقة لعمل النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء الامر بها عموما وخصوصا عموما في قول الله تعالى ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وفي قوله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وفي قوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. هذا في كل شأنه صلى الله عليه وسلم. وجاء الامر بالمتابعة في اعمال خاصة ومعلوم ان الامر هذه العبادات الخاصة او المعينة لا ينفي الامر المطلق فان ذكر بعض افراد العام بحكم لو يخالف العام لا يعد تخصيصا كما هو معلوم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة التي هي عمود الدين صلوا كما رأيتموني اصلي وقال في الحج خذوا عني مناسككم ثم من تمام المتابعة اغلاق اي زيادة في طريق التعبد وذلك فيما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مما رواه البخاري ومسلم من طريق القاسم محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وقد ذكر الله جل وعلا نعم والاصل الثاني اخلاص العبودية اخلاص مصدر بمعنى التخليص والتنقية من الشوائب واخلاص العبودية بان تكون له وحده جل وعلا دون ما سواه فان الله لا يقبل من عمل الا ما كان خالصا وابتغي به وجهه قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. اي مخلصين له العمل. وقال ان وقال جل وعلا تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم انا انزلنا اليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين. كانه يبين انه ما انزل الكتاب الا هذا ومن جزاء ونعمة هذا الكتاب وشكر هذه النعمة ان يكون العمل خالصا لله جل وعلا. وسنأتي ادلة لوجوب الاخلاص وقد جمع الله تعالى هذين الاصلين في اية واحدة. فقال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يكون العمل صالحا الا اذا وافق عمل النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يشرك بعبادة ربه احدا وهذا فيه النص على وجوب ايش الاخلاص والا يقصد سواه بالعمل جل وعلا. هذا ما ذكره المؤلف رحمه الله في هذا المقطع في افتتاح ذكر اقسام الناس في العبادة والاخلاص يقول رحمه الله والناس في هذين الاصلين اربعة اقسام هذي القسمة ماذا تسمى؟ قسمة العقلية لانه الاربعة ناشئة عن اثنين فاذا كان قسمين تزاوج بين كل قسم مع الاخر وان في كل قسم مع الاخر يخلص لك اربع صور او اربعة اقسام نعم الاول اهل الاخلاص والمتابعة فاعمالهم كلها لله واقوالهم ومنعهم وعطائهم وحبهم وبغضهم كل ذلك لله تعالى. لا يريدون من العباد جزاء ولا شكورا. عدوا الناس كاصحاب القبور لا يملكون ظرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. فانه ولا يعامل احدا من الخلق الا لجهله بالله وجهله بالخلق والاخلاص هو العمل رحمه الله بين في هذا المقطع من كلامه حال هذا القسم وهم من كملوا الاخلاص لله تعالى وكملوا فعلى النبي صلى الله عليه وسلم وهؤلاء هم صفوة الخلق وهم خير الناس وهم اكرم الخلق عند الله جل وعلا. الذين حققوا تقوى الله جل وعلا في الظاهر والباطن فهم طابت سرائرهم فلم يقصدوا الا الله تعالى وطابت اعمالهم فليس لهم عمل الا في مرضاة الله جل وعلا المؤلف بين عمله وبين جزاءهم وبين كيف يمكن للانسان ان يصل لهذه المرتبة؟ يقول رحمه الله اعمالهم كلها لله يا فوز من كانت هذه حاله. كل عمل لله نسأل الله ان يعيننا واياكم على بلوغ هذه المنزلة. العمل كله لله جل وعلا ليس لنفسه حظ ولا نصيب انما ولا لغيره حظ ولا نصيب انما يرجو الله والدار الاخرة ليس له هم الا في مرضاة ربه اعماله كلها لله واقواله كلها لله تعالى اعماله يشمل هذا عمل الظاهر وعمل الباطن عمل الجوارح وعمل القلب فليس عنده قصد الا لله تعالى ظاهرا وباطنا. واقوالهم اي ما يصدر عنهم من قول في امر في نهي عن المنكر في تعليم علم في دعوة في مؤانسة في محادثة كل قرظهم وقصدهم من اقوالهم هو مرضاة الله جل وعلا ومنعهم وعطائهم وحبهم فهذا يشمل كل ما يكون منهم في الظاهر والباطن في العمل الخاص والعمل المتعدي كله لله تعالى منعهم وعطائهم وحبهم وبغضهم كل ذلك لله تعالى لا يريدون من العباد جزاء ولا شكورا. وقد اثنى الله على الابرار الذين اعد لهم واخبر بما اعد لهم في سورة الانسان انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. الحامل لنا على هذا العمل وعلى هذا القصد انا نخاف من ربنا يوما عبوسا كم طريرة فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا نسأل الله الكريم ان نكون منهم. يقول عدوا الناس كاصحاب القبور يعني في معاملتهم الخلق يعاملون الناس كاصحاب القبور فيما يرجى منهم ويطلب منهم والعاقل يعلم ان اصحاب القبور لا يجيبون ولا ينفعون ولا يضرون قف على مقبرة وقل يا ايها المقبورين اسقوني ماء اعطوني من هذا التراب الذي قد علاكم ما تجد جوابا ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. فهم في غفلة ليسوا اليك مشتغلون بما هم فيه لا يملكون لك نفعا ولا ضرا. اذا عامل الانسان الناس على هذا الاصل وهذا الاساس فانه يطمئن قلبه وينشرح فؤاده ويبتهج خاطره لانه لا يقصد بعمله الا رب العالمين جل وعلا فليس له في الناس نظر فهذا هو الطريق الذي يصل به الانسان الى هذه المرحلة. ان تعد الناس كاصحاب القبور من جهة النفع والظرب فما يأتي من الخير من طريقهم ليس منهم انما الذي جاء به رب العالمين وهم اسباب ووسائل قدرها الله تعالى وجعلها سببا لوصول الخير اليك. وما وصلك من ضر فهم ايضا اسباب وادوات يصل بها ما قظى الله وتعالى عليك من ضر فينبغي ان يكون تعلقك بالله تعالى في كل ما ترجو وفي كل ما تخاف فلا ترجو الا الله للخطب وحده وان صح في خل الصفاء صفاؤه. يقول لا يملكون ظرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشور فانه لا يعامل احدا من الخلق الا لجهله. يعني الا لجهله بالله يعني ما احد يقصد احد من الخلق بعبادة او بطاعة المقصود بالمعاملة هنا المعاملة العبادية لا احد يعامل احد من الخلق فيرجو نفعه ويخشى ظرره يرجو منه ما يرجو من رب العالمين الا من جهل بالله. الذي الذي من كمل علمه به لم يتوجه الى سواه وجهله بالخلق وانهم لا ينفعون ولا يضرون يقول الفضيل ابن عياض فيما تقدم من عرف الناس تراح من عرف الناس استراح يقول شيخ الاسلام اي علم انه لا ينفعون ولا يضرون كما تقدم قال رحمه الله في بيان الاخلاص والاخلاص هو العمل الذي لا يتقبل الله من عامل عملا صوابا عاريا منه. وهو الذي الزم عباده الى الموت. قال تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا. وقال انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا واحسن العمل اخلصه واصوبه. فالخالص ان يكون لله والصواب ان يكون على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا هو العمل الصالح المذكور وفي قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا وهو العمل الحسن في تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن وهو الذي امر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله كل عمل ليس عليه امرنا فهو رد وكل عمل بلا متابعة فانه لا يزيد عامله الا بعدا من الله. فان الله تعالى انما يعبد بامره لا بالاهواء والاراء يقول رحمه الله في بيان الاخلاص الذي كمله اهل هذه المنزلة قال والاخلاص هو العمل الذي لا يتقبل الله من عامل عملا صوابا عاريا منه العمل صالحا او عملا موافقا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم عاريا منه اي مجردا عنه فمعنى عاريا اي مجردا ليس مقترنا بالاخلاص. يقول وهو الذي الزم عباده به الى الموت. يعني هو العبادة التي لها ينفك عنها الانسان منذ جريان التكليف لانه الذي من اجله خلق الله تعالى الخلق. قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقال سبحانه وتعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا يقول المؤلف رحمه الله في الاستدلال على ان هذه العبادة وهي عبادة الاخلاص لله تعالى في القصد والارادة والطلب والتوجه يقول وهو الذي الزم عباده به الى الموت. قال تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا ثم يأتي الان بيان وجه الدلالة في الاية وقال انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا وحسن العمل هنا يتضمن امرين قال واحسن العمل اخلصه يعني اكمله خلوصا من قصد غير الله تعالى اكمله تجردا من ارادة غير الله تعالى. واصوبه تخلصه واصوبه واصوبه لا يكون العمل صوابا الا اذا كان وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم. فالخالص ان يكون لله تعالى نقي مجرد عن الشوائب والعلق والصواب ان يكون على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني مطابقا لهدي وعمله صلى الله عليه وسلم. وهذا هو العمل الصالح المذكور في قوله فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ثم قال ولا يشرك بعبادة ربه احدا وهذا فيه ذكر الشرطين والاصلين الذين بهما يصلح العمل ويكمل الاخلاص لله تعالى وموافقة السنة في العمل. قال وهو العمل الحسن في قوله ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن. من احسن دينا اي لا احد احسن عملا. من هنا استفهامية؟ مشربة معنى التحدي. يعني هي للنفي ومشربة معنى التحدي يعني لا احد هذا احسن من عامل عمل على وفق ما ذكر ممن اسلم وجهه لله. واسلام الوجه لله يتضمن يا اخواني اسلام القصد وخلوص النية له جل وعلا. وهو محسن اي حال كونه محسنا في عمله وذلك بان يكون عمله وفق كهدي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فتضمنت هذه الاية ذكر الشرطين المتقدمين متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم الاخر اخلاص العبودية لله تعالى ومن احسن دينا دينا هنا بمعنى ايش بمعنى عمل من احسن دينا اي من احسن عملا وهذا يشمل عمل القلب وعمل الجوارح ممن اسلم وجهه لله وهو محسن قال وهو الذي امر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله كل عمل ليس عليه امرنا فهو رد. وهذا الحديث هذا اللفظ جاء في صحيح مسلم والا في الحديث في الصحيحين بلفظ آآ من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وتكلمنا عنه قبل قليل هو في الصحيحين من طريق القاسم محمد عن عائشة رضي الله عنها. والحديث يفيد ان كل من عمل عملا ليس عليه شأن النبي الله عليه وسلم وليس عليه عمل النبي صلى الله عليه وسلم فانه رد ورد هنا مصدر بمعنى مردود اي انه غير مقبول وهو مرفوض مردود على صاحبه ولذلك قال المؤلف رحمه الله وكل عمل بلا متابعة فانه لا يزيد عامله الا بعدا من الله كيف كل عمل خالي من المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم فانه لا يزيد صاحبه من الله الا بعدا. حتى وان كان خالصا لله. وجه ذلك اولا انه اذا اشتغل بغير عمل النبي صلى الله عليه وسلم فقد فوت على نفسه العمل بالسنة. وهذا لا شك انه يبعده عن الله تعالى لان القربات تقرب الى الله تعالى. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فكل طاعة تقربك الى الله تعالى. لكن الطاعة تقربك هي ما كان على وفق عمل النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا لم تكن على عمل النبي صلى الله عليه وسلم فانك لا تزداد بذلك قربا الى الله تعالى بل هي في الحقيقة تعيقك عن التقرب الى الله تعالى والقرب منه وتحول بينك وبين الوصول اليه جل وعلا ايضا لا تزيد صاحبها الا بعدا لانها محادة لامر النبي صلى الله عليه وسلم وخروج عما امر الله تعالى به من المتابعة له في الايات التي قبل قليل وما اتاكم الرسول فخذوه لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. اضافة الى ان ان لا تتضمن احداثا والاحداث مما حذر الله تعالى منه ونهى عنه فقال انهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم اذى به الله. اذا هي تتضمن الاحداث في الدين والعمل الخالي من المتابعة. يبعد الانسان لانه يتضمن الاعراض عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويتضمن الوقوع فيما نهى الله عنه من احداث ما لم يكن عليه عمل النبي صلى الله عليه وسلم. فتبين لنا بهذا ان كلام المؤلف رحمه الله على وجهه وقد دلت عليه الادلة ان كل من عمل بلا متابعة فانه لا يزيد عامله الا بعدا من الله. وجه ذلك نعم قلت ترى ثلاثة اوجه الوجه الاول ان فيه تفويت اتباع السنة التي تقرب تفويت القربات التي تقرب لانه اذا اشتغل بالبدعة فقد ترك المشروع النفس لا يمكن ان تشتغل ببدعة وسنة في وقتها واحد فاذا ترك البدعة فاذا ترك السنة اشتغل بالبدعة وهل البدعة تقرب الى الله تعالى؟ لا الله بين لنا ما يتقرب اليه به فقال كما في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه احب ما تقرب الي عبدي ما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه معلوم ان الفرائض والنوافل قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم هذا واحد. ثانيا فيه اعراض اعراض عما امر الله تعالى به من متابعة النبي صلى الله عليه وسلم. يعني الاول فرق بين الاول والثاني ان الاول ان الانسان اذا اشتغل البدعة ولو لم يعرظ عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان معظم لهدي النبي صلى الله عليه وسلم هذا لا يقربه الى الله جل وعلا لانه اشتغل بباطل والذي يقرب الى الله تعالى هو الاشتغال بالحق الثاني انه يتضمن الاعراض عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم العمل بما لا بلا متابعة قد يتضمن ايش؟ الاعراض عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم. فيكون بهذا ايش يكون بهذا مخالفا لما امر الله به من متابعة النبي صلى الله عليه وسلم الثالث انه يتضمن احداثا في الدين وقد تهدد الله تعالى من فعل ذلك في قوله ام لهم ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله وكذلك هذا الحديث من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد يقول رحمه الله فان الله تعالى انما يعبد بامره لا بالاهواء والاراء. الاهواء جمع هوى والهوى من اعظم ما يفسد الاديان والعراء يعني المجردة عن الشريعة والله تعالى انما امرنا بطاعته التزام شرعه والقيام بما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم فبين لنا الطريق الموصل اليه سبحانه وبحمده فمن عدل عنه فقد عدل الى ظلال وهوى هل يؤجر الانسان على العمل اذا كان على غير السنة؟ العمل نفسه لا يؤجر عليه لكن قد يؤجر على نية التعبد اذا كان جاهلا وهذه لا بد من ملاحظات قد يؤجر على نية التعبد اما عين العمل المحدث فانه يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم كل عمل ليس عليه امرنا فهو رد. اما نية التعبد قد عليها لا سيما اذا كان هذا طاقته هذا ظنه انه يقربه الى الله تعالى وانه مما يتعبد لله تعالى به نعم الضرب الثاني من لا اخلاص له ولا متابعة وهؤلاء شرار الخلق وهم المتزينون باعمال الخير يراءون بها الناس. وهذا الضرب يكثر في من انحرف عن الصراط المستقيم. من المنتسب الى الفقه والعلم والفقر والعبادة. فانهم يرتكبون البدع والضلال والرياء والسمعة. ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا. وفي اضراب هؤلاء نزل قوله تعالى لا تحسبن الذين كون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا. فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب اليم هل الضرب الثاني وهو من تجرد عن الاخلاص وعن المتابعة عن المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم. لا يعني هذا انه لا يتعبد لانه لا بد للانسان من تعبد لابد الانسان من من تعبد لكنه ليس هناك متابعة في عبادته ولا اخلاص لله تعالى فيها. ولذلك قال من لا اخلاص له ولا متابعة وهو هؤلاء شرار الخلق لماذا وصفهم شرع الخلق؟ لانهم من عطلوا حق الله تعالى وكل من عطل حق الله تعالى في العبودية والاخلاص فانه من شرار خلق ولذلك جاء وصف اهل اخر الزمان الذين تقوم عليهم الساعة بانهم شرار الخلق لماذا؟ لانهم عطلوا حق الله تعالى ولا تقوم الساعة الا على شرار الخلق كما معنا في اول هذه الرسالة. او هذا الكتاب المبارك. قال وهم المتزينون باعمال الخير. هؤلاء يظهر عليهم من اعمال الخير يراؤون بها الناس لكن هذه الاعمال اعمال الخير الحقيقة انه التزين بها يصيرهم الى اي سر الى من يعمل لكن ليس له نية لكن هذه الاعمال اعمال الخير هي في الصورة وليست لاجل المتابعة يعني هم يتزيون ويظهرون ثياب اهل الصلاح لكن ليس عندهم عمل صالح حتى لا يشكل عليك كيف يقول وهم المتزينون باعمال الخير يراؤون بها الناس وهم ليس لهم متابعة نقول المقصود بالاعمال هنا في الظاهر والصورة. وليس انهم يقومون باعمال خيرة حتى نميز بين هذا الظرب بين الظرب الاخير الذي ذكره المؤلف رحمه الله من اعماله على متابعة الامر لكنها لغير الله تعالى هناك قوم لهم متابعة لكن ليس لهم نية صادقة ولا اخلاص في العمل. هؤلاء صورتهم يتزيون بزي اهل الخير يدعون دعاوى كاذبة انهم من اهل الصلاح وليسوا كذلك وهم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم او هم من يدخل في قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في حديث ثابت ابن ضحاك من ادعى دعوة كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله تعالى الا قلة والحديث في صحيح الامام مسلم وكذلك في الصحيحين من حديث اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعطى كلابس ثوبي زور. ومنه هؤلاء الذين يظهرون في ثياب اهل الصلاح. وفي صورة اهل الصلاح. لكنهم لا صلاح في العمل ولا صلاح في القصد عندهم واضح يقول رحمه الله وهذا الظرب يكثر في من انحرف عن الصراط من المنتسبين الى الفقه والعلم والفقر والعبادة يعني الى العلم والزهد فانهم يرتكبون البدع والظلال والرياء والسمعة لانهم ليس عندهم عمل صالح. ليس عندهم متابعة عندهم اعمال يشتغلون بها آآ يزعمون انها من الصالحات لكنها ليست صالحة ويظهرون يظهرون انفسهم من اهل العلم والزهد وليسوا كذلك. ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا. اي ينسب من الفضائل والمنازل ما لم يبلغوه وفي اضراب هؤلاء نزل قول الله تعالى لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب اليم. نهى الله تعالى رسوله ونهى اهل الايمان ان يحسبوا الذين يفرحون بما اتوا يعني من المحدثات وبما جاءوا من الاعمال ولو كانت اعمال صالحة لكنها اعمال ليست اه على السنة وليست خالصة لله تعالى ويحبون ان يحمدوا بما ما لم يفعلوا اي ينسب اليهم العمل الذي لم يقوموا به فلا تحسبنهم بمفازه يعني بمنجاة المفازة هنا المقصود بها المنجاة من العذاب بل هم في العذاب قال ولهم عذاب اليم اي مؤلم يحيط بهم نسأل الله السلامة والعافية نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد