لكن المقصود ان يأتي بالصوم بعد فراغه من صيام من صيام الفرض الذي هو صوم رمضان ولو لم يستكمل ان يكون الفضل حاصل لمن صام ست من شوال ولو لم يستكمل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واختفى اثره وسار على نهجه باحسان الى يوم الدين اما بعد نقرأ في هذا المجلس بعض الاحاديث من باب التطوع من باب صوم التطوع في كتاب بلوغ المرام ونجيب ان شاء الله تعالى على اسئلتكم بعد القراءة وما فات منها نجيب عليه ان شاء الله تعالى بعد صلاة التراويح اللهم استعملنا في طاعتك واعنا على ذكرك وشكرك وفقنا الى قيام ليلة القدر وصالح العمل فيها ايمانا واحتسابا يا رب العالمين قولوا امين نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام الحافظ احمد بن علي بن حجر العسقلاني رحمه الله باب صوم التطوع وما نهي عن صومه عن ابي قتادة الانصاري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال يكفر السنة الماضية والباقية. وسئل عن صيام يوم عاشوراء. فقال يكفر السنة الماضية وسئل عن صوم يوم الاثنين. قال ذاك يوم ولدت فيه وبعثت فيه رواه مسلم الصوم من العبادات الجليلة التي جعلها الله تعالى شرعا لهذه الامة وللامم السابقة قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون وهذا بيان ان الصوم عبادة ليست مختصة بهذه الامة بل هي عبادة مشروعة لهذه الامة والامم السابقة وليعلم ان كل عبادة شرعها الله تعالى لهذه الامة وللامم السابقة هي من العبادات ظرورية التي بها يستقيم دين الناس ولهذا شرعها الله تعالى على اختلاف الرسالات وتنوع البعثات فكل رسول يأتي بشرعة ومنهاج كما قال تعالى لكل لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا فما تواطؤوا عليه واتفقوا عليه من الشرائع فانه من مهمات الاعمال التي يحتاجها الخلق في اصلاح قلوبهم وفي تحقيق العبودية لربهم والصوم من ذلك وقد بلغ الصوم منزلة رفيعة عالية ان قال فيه الحق جل في علاه كما جاء ذلك في الصحيح من حديث ابي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل الصوم لي وانا اجزي به يدع طعامه وشرابه وشهوته من اجلي وهذا يدل على رفيع قدر الصوم حيث ان الله تعالى اخفى اجره وتكفل بثواب فاعله وذاك لعظيم قدر هذه العبادة من حيث حبس النفس عن المشتهيات والملذات لله عز وجل ومن حيث انه انها عبادة سر وبين العبد وربه فليس ثمة من يراقب الانسان في صيامه اصائم هو ام لا انما الذي يمنعه من ان ينتهك صيامه او يفسده هو الله جل في علاه هو مراقبته لله ولهذا كان الصوم من مراتب الاحسان العليا التي يحقق فيها العبد ما جاء في وصف الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. فما الذي يمنعك وانت خال ان تأكل او تشرب او تأتي ما منعت فيه من الصوم الذي يمنعك هو انك تراقب الله لا سواه وترجو ما عنده لا غيره ولذلك بلغت هذه العبادة هذا المبلغ الرفيع العالي والمنزلة الكبرى في سائر العبادات فلم يأتي في عبادة من عبادات وركن من اركان الاسلام ما جاء في الصوم من قول الحق جل في علاه الصوم لي وانا اجزي به يدع طعامه وشرابه وشهوته من اجل من اجله سبحانه وبحمده وهذا تذكير ان الاجر يتفاوت بقدر ما يحقق العبد فيه من الاخلاص وصدق النية والرغبة فيما عند الله عز وجل ولهذا اكد النبي صلى الله عليه وسلم المعنى فقال من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فجدير بالمؤمن ان يستشعر هذا المعنى وان يستحضره في صيامه وهذا الفضل المذكور في قول النبي صلى الله عليه وسلم الصوم لي وانا اجزي به يدع طعامه وشرابه وشهوته من اجله ليس مقصود على صيام الفرض بل هو شامل لصيام الفرض وصيام النفل وقد جاءت احاديث عديدة في بيان عظيم الاجر وكبير الجزاء والفضل لمن صام لله عز وجل يوما سواء كان فرضا ام نفلا فقد جاء في الصحيح وسيأتينا ان شاء الله تعالى من حديث ابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام يوما في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفا وهذا السبعين خريفا يعني سبعين سنة مسافة مسيرة سبعين سنة وهذا اما على على ارادة العدد واما على ارادة التكفير فان سبعين في كلام العرب تطلق ويرادوا بها تكثير الشيء وانه كثير جدا فسبعين عند العرب تطلق على الشيء الكثير ومنه ان تستغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فالعدد سبعين وسبع مئة في كلام العرب يفيد التكثير وليس فقط العدد ذاته ب العد الذي يصل الى سبعين المقصود ان الصوم عبادة جليلة رفيعة القدر في فرضها ونفلها ففي فرضها قال صلى الله عليه وسلم من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه اللهم اعنا على ذلك وبلغنا اياه بفضلك وجودك ارزقنا هذا الصوم ايمانا واحتسابا يا ذا الجلال والاكرام واما النفل فقد جاء فيه ما ذكرت قوله صلى الله عليه وسلم الصوم لي وانا اجزي به وقوله صلى الله عليه وسلم من صام يوما في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفا صيام التطوع فائدته في انه قربة الى الله عز وجل يتقرب بها العبد الى ربه جل في علاه وهو ايضا مما يكمل به العبد ما يكون من نقص صيامه فان الفرائض تكمل بما يكون من من نوافل العبادات وقد جاء ذلك فيما جاء في السنن والمسند من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اول ما يحاسب به العبد من عمله الصلاة الصلاة المفروظة اول ما يحاسب به العبد من عمله الصلاة فان صلحت فقد افلح وانجح. وكيف صلاحها؟ صلاحها بادائها على الوجه الذي امر الله تعالى به محافظة عليها على اركانها شروطها واجباتها وان فسدت بنقص فيها او اخلال فقد خاب وخسر ثم اذا كان امره على هذا الامر يقول النبي صلى الله عليه وسلم وان انتقص من فريضته شيء. هذا في حال وجود الخلل في الفرائض. فريضته كانت الفريضة فريضة صوم او فريضة صلاة او فريضة حج او ما الى ذلك من الفرائض فان انتقص من فريضته شيئا قال الرب تعالى انظروا هل لعبدي من تطوع؟ يعني هل له من عمل متنفل به يسد ما كان من تقصير او قصور؟ هل لعبدي من تطوع فيكمل به ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك فينبغي للمؤمن ان يحرص على التنفل بسائر انواع النوافل بعد الفرائض فان السبيل الذي يكمل به النقص والسبيل الذي يبلغ به العبد محبة الرب سبحانه وبحمده. فقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل يعني بعد الفرائض حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن استنصرني لانصرنه اذا طلب من الله النصرة نصره ولئن استعاذني اي طلب حمايتي وعصمتي لا لاعيذنه اي لاحمينه ولاعصمنه وهذه فضائل عظيمة يدركها الانسان بتكميل الواجبات والاشتغال بصالح النوافل قربات والمستحبات المؤلف رحمه الله في هذا الباب ذكر جملة مما يتعلق بصوم التطوع يعني الاحاديث الواردة في الاية في الايام التي ان صومها كذلك عطف عليه ما نهي عن صومه. وهنا يتبين لنا ان الله عز وجل تعبدنا بالفعل وتعبدنا بالترك نتعبد ونتقرب اليه بالفعل كما نتقرب اليه بالترك وهذا تجده في في الصلاة فثمة اوقات نهي عن الصلاة فيها فتتقرب الى الله بترك الصلاة فيها لا صلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد صلاة المغرب العصر حتى تغرب الشمس. فهذه اوقات نهي عن الصلاة فيها فنتقرب الى الله بترك الصلاة فيها. وامرنا بصلوات في اوقات ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا هدى فنتقرب اليه بفعل تلك الصلوات وكذلك الصوم امرنا بصوم رمضان وندبنا الى نوافل من الصيام ونهانا عن صيام ايام فنتقرب الى الله بفعل ما امر وبترك ما نهى وبهذا يعلم ان التقرب الى الله ليس مقصورا على الفعل والايجاد فقط بل يكون بالفعل والايجاد ويكون بالترك والامتثال بالامتناع عن الفعل طاعة لله عز وجل. وبهذا تظهر العبودية لله يظهر انك عبد لله وما اعظم هذه المرتبة لمن بلغها ان يكون عبدا لله. فاعلى المراتب واسمى المنازل ان كون عبدا لله فانها مفتاح الخيرات في الدنيا والاخرة وبه يدرك الانسان النجاح والفلاح والسبق والفوز. اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذكر في الحديث حديث ابي قتادة الانصاري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم ثلاثة ايام. هذا الحديث تضمن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاثة ايام. والسؤال هنا عن فضل صيام هذه الايام الثلاثة ولعل ذلك نتج عن انهم رأوا ان النبي صلى الله عليه وسلم يصومها فسألوا عن فضلها والميزة التي اختصت بهذه الايام فصامها رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول ابو قتادة الانصاري سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة ويوم عرفة هو يوم التاسع من ذي الحجة يوم التاسع من ذي الحجة وسمي هذا اليوم بهذا الاسم لان الحجاج يكونون فيه في عرفة فسمي اليوم باسم المكان الذي فيه اعظم القربات في ذلك اليوم فان اعظم القربات في ذلك اليوم مما اختص به ذلك اليوم دون سائر الايام الوقوف بعرفة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الحج عرفة الحج عرفة فكان هذا اليوم مسمى بهذا باسم المكان الذي يقف فيه الحجاج وليس خاصا ليست هذه التسمية خاصة باهل الموقف بل هي للناس كافة. ولذلك سئل عن صوم يوم عرفة فاجاب صلى الله عليه وسلم فقال يكفر السنة الماضية والباقية يكفر السنة الماضية. يكفر ان يستر ويمحو ذنوب السنة الماضية والسنة الباقية السنة الماضية يعني التي سبقت يوم عرفة والباقية التي فيها يوم عرفة قال ابو قتادة وسئل عن صيام يوم عن صيام يوم عاشوراء سئل سئل عن صيام يوم عاشوراء يعني عن الحكمة او الفضل في صيام هذا اليوم ويوم عاشوراء هو يوم العاشر من محرم وهو يوم كانت تعظمه العرب في الجاهلية ولعل ذلك من من تأثرهم ب ما كان من عمل اهل الكتاب كان يوما تكسى فيه الكعبة في زمن الجاهلية وتصومه قريش ثم لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجدهم يصومونه فسأل عن ذلك فقالوا يوم صالح نجى الله فيه بني اسرائيل ونجى الله فيه موسى وبني اسرائيل من فرعون وهو اليوم الذي هلك فيه فرعون فقال النبي صلى الله عليه وسلم انا احق منكم بموسى فصامه وامر بصومه صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله فيه موسى من فرعون وقومه وقد صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وامر بصومه اما ما يتعلق بفظله فقد قال صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صومه قال يكفر السنة الماضية يكفر السنة الماضية يعني السابقة له واما اليوم الثالث الذي سئل عن صيامه اي عن سبب صومه وفضل صومه فقال ابوه قتادة وسئل عن صوم يوم الاثنين وهو اليوم المتوسط للاسبوع وسمي بالاثنين لانه الذي يعقب الاحد بل احد هو الاول من الايام الاثنين الثاني الثلاثاء الثالث الاربعاء الرابع الخميس والخامس وبدأ العد على الايام بهذا لان الجمعة والسبت لهم اسماء ليست معدودة فبدأ العد من الاحد الذي يلي السبت واما سبب ذلك فالله اعلم به لكن الاثنين صامه صلى الله عليه وسلم سئل عن صومه فقال ذاك يعني يوم الاثنين يوم ولدت فيه فهو اليوم الذي ولد فيه سيد الورى صلى الله عليه وعلى اله وسلم وبعثت فيه او انزل علي فيه بعثت فيه او انزل علي فيه معناهما واحد والشك من الراوي يعني هو يوم اوحي اليه او انزل عليه وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم ابتدأ الوحي ابتدأ الوحي يوم الاثنين بمجيء جبريل وهو في الغار صلى الله عليه وسلم فقال له اقرأ قال ما انا بقارئ قال اقرأ قال ما انا بقارئ قال اقرأ قال ما انا بقارئ قال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم فكانت هذه الايات الكريمات اول ما طرق سمع النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي. وبها نبأ صلى الله عليه وسلم وانزل عليه الوحي وذلك في يوم الاثنين ولذلك لما سئل عن يوم الاثنين فقال ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه او انزل علي فيه اي انزل علي فيه القرآن فهذا سبب صومه يوم الاثنين صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا الحديث في اثبات فضائل لهذه الايام الثلاثة فيوم عرفة يوم عظيم جليل يوم تحط فيه الخطايا والسيئات فكان من اسباب تحصيل الفوز بحق الخطايا والسيئات ان يصوم الانسان فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الامام مسلم من حديث عائشة ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة فهو اكثر الايام التي يعتق الله تعالى فيها خلقا من النار اكثر من ليالي رمضان وهذه فضيلة عظيمة وهو محل ركن من اركان الاسلام فكانت فضيلة صومه لمن لم يحج ان يكفر السنة الماضية والسنة الباقية واما يوم عاشوراء ففظله فيما اجراه الله تعالى من انجاء موسى وقومه واهل الاسلام يعدون نصر موسى نصرا لهم. وهذا حال المؤمن مع كل اهل الايمان في كل زمان ومكان يفرح بنصرهم ويسر بما اجراه الله تعالى لهم من الفتوحات ولهذا لما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ما قيل؟ قال انا احق بذلك يعني انا احق منكم بموسى يعني ان افرح وان اشكر الله تعالى على ما اجراه من النصر والفتح واما اليوم الثالث الذي ثبتت فضيلته في هذا الحديث فهو يوم الاثنين فانه يوم مبارك انزل الله تعالى فيه في فيه ولد سيد الورى صلى الله عليه وسلم وفيه انزل عليه الوحي وبعث نبيا للناس صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا الحديث استدل به الفقهاء في عدة مسائل المسألة الاولى استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج في هذا الحديث دليل لما ذهب اليه عامة اهل العلم من استحباب صيام يوم عرفة لمن لم يحج ووجهه ان النبي صلى الله عليه وسلم بين الاجر والفضل في صيام ذلك اليوم فقال يكفر السنة التي قبله والسنة الماضية والسنة الباقية وفي بعض الروايات التي قبله والتي بعده وفي الحديث من المسائل استحباب صوم يوم عاشوراء لجميع اهل الاسلام في هذا الحديث دليل لما ذهب اليه عامة اهل العلم من استحباب صيام يوم عاشوراء ووجهه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يكفر السنة التي قبله وفيه دليل على ان فضيلة صيام يوم عاشوراء تدرك بصيام يوم عاشوراء فقط واما صيام التاسع فانه سنة في صيام يوم عاشوراء لكن لو لم يصمه واقتصر على صوم يوم عاشوراء ادرك الفضيلة فمراتب صوم يوم عاشوراء مرتبتان المرتبة الاولى والفظل ان يصوم يوما قبله التاسع ان يصوم التاسع والعاشر لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبر بما تفعله يهود؟ قال قال صلى الله عليه وسلم لئن عشت الى قابل لاصومن التاسع يعني مع العاشر المرتبة الثانية من صيام من فضيلة صيام اه عاشوراء ان يصومه منفردا فيدرك بذلك الفظيلة فيدرك بذلك فضيلة الصيام هذا ما يتصل بمراتب صيام عاشوراء. بعض العلماء يقول مراتب صيام عاشوراء ثلاثة مراتب. الاخوان آآ اللي يبي يرتاح يتقدم الناس وقوف فما يصلح ان يكون احدا احد مستلقيا اذا برتاح يتقدم واللي جالسين يسولفون يتقدمون هناك اخوانكم يقفون للدرس فاما ان تحضروا معنا ولا تخلوا للمجال لاخوانكم جزاكم الله خير حلقة علم وذكر توسعوا لاخوانكم حتى يدخلوا تفضلوا يا اخواني اللي اساس الطريق ما تحجزونه عن المارة اللهم صلي على اذا بعض اهل العلم يقول مراتب صيام عاشوراء ثلاثة مراتب المرتبة الاولى ان يصوم يوما قبله او يوما بعده وقد جاء في ذلك حديث في مسند الامام احمد الا ان الا ان اسناده ضعيف المرتبة الثانية ان يصوم يوما قبله وهو يوم التاسع والعاشر وهذا ثبت به النص المرتبة الثالثة ان يصومه منفردا وفي كل هذه المراتب يدرك الفضيلة بصوم يوم عاشوراء فلو صام التاسع دون العاشر ما ادرك الفضيلة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حيث قال في صوم عاشوراء لما سئل قال يكفر السنة الماضية يكفر السنة التي قبله هذه فضيلة تتعلق بصيام بصيام يوم العاشر لكن من لم يتيسر له الا ان يصوم العاشر فانه يدرك الفظيلة بذلك. وصيام يوم قبله مستحب المسألة الثالثة من المسائل التي افادها الحديث استحباب صوم يوم الاثنين وهذا ليس خاصا باسبوع او بزمان بل هو على وجه الدوام فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقيد ذلك بيوم في شهر. بل قال صلى الله عليه وسلم ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه او انزل علي فيه فدل ذلك على ان صومه مستحب ليس فقط في آآ اسبوع بعينه بل في كل في كل الاسابيع وبه يعلم غلط اولئك الذين يحتفلون يوم الاثنين في شهر ربيع دون سائر الاثنينات من صيام هذا اليوم الذي من بركته انه يوم ولد فيه صلى الله عليه وسلم ويوم اوحي اليه فيه فمن خص يوم الاثنين بشيء من ذلك لم يكن هذا مشروعا بمعنى ان يخصه فقط بالاثنين الذي في شهر ربيع هذا تخصيص لا وجه له انما هو في سائر الزمان في كل اثنين هذا ظاهر النص هنا في الحديث فائدة قد يلمحها الانسان في هذا الحديث وفي غيره وهو عظيم فضل الله عز وجل على عباده بكثرة اسباب المغفرة فان كثيرا من الاعمال رتب عليها من الاجر ان تكون سببا لمغفرة الذنوب وحط الخطايا فصوم يوم عاشوراء يكفر السنة التي قبله وصوم يوم عرفة يكفر السنة التي قبله والتي بعده واذا نظرت الى الصلاة على سبيل المثال الوضوء سبب لحط الخطايا وخروجها مع اخر قطر الماء لمن احسن الوضوء. الصلاة من اسباب حط الخطايا فمن توظأ واحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وهي نافلة فأسباب المغفرة كثيرة والسبب في هذا ان اسباب الزلل والخطأ والمعصية كثيرة ايضا فمن فضل الله ان شرع لنا ما نمحو به اثر الخطايا والذنوب بكثرة العمل الصالح بكثرة اسباب المغفرة في الاعمال الصالحة. ولهذا ينبغي للمؤمن ان يستحضر هذا المعنى في صالح عمله ان يرجو ان يغفر الله تعالى له ما يكون من سيء العمل والتكفير هنا يشمل معنيين المعنى الاول مغفرة الذنوب والمعنى الثاني سترها فالله تعالى يتفضل على العبد ان يمحو عنه الخطايا يتجاوز عنه وايضا يسترها عليه وكلاهما فظل له كبير منزلة عند الله عز وجل وعظيم اجر وفضل لمن صدق في طلب ما عند الله عز وجل من الاجور. ولقائل ان يقول طيب اذا كانت عرفة تكفر السنة التي قبله والسنة الباقية فما الذي تكفره؟ فما الذي يكفره عاشوراء؟ اذا صامه لانه قال يكفر السنة الماضية. قال العلماء ان التكفير للذنوب بل هو هو الثمرة المحصلة لمن صام هذه الايام على الوجه الذي يرضاه الله تعالى. فان لم تصادف هذه الذنوب هذه هذه الايام ذنوبا فانها تكون اجورا قد قال الله تعالى ان الله لا يضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى ولن يبخس الله ولن يبخس الله تعالى عبده شيئا من العمل الصالح فاذا لم تصادف الذنوب لم تصادف هذه الايام ذنوبا تحولت من كونها كفارات الى كونها اجور وحسنات. وذاك فضل الله الذي لا حد له سبحانه وبحمده ففظله لا يحيط به الناس فهي فضائل عظيمة كبيرة وقد ذكر هذا جمع من اهل العلم فالنووي اورد ايرادا واجاب عليه بقريب من هذا الجواب نقرأ ما قاله الامام النووي رحمه الله في هذا الاشكال وجوابه قال النووي في المجموع الشرح المهذب فاذا كفر فاذا كفر الوضوء فماذا تكفره الصلاة واذا كفرت الصلوات فماذا تكفر الجمعات ورمضان ورمضان وكذا صوم يوم عرفة كفارة سنتين ويوم عاشوراء كفارة سنة واذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه فالجواب ما اجاب. هذا الاشكال او هذا الايراد اسباب الكفارات كثيرة وذكر منها جملة الصلوات الخمس الجمعة الى الجمعة رمضان الى رمضان عرفة صوم عرفة صوم عاشوراء التأمين اذا وافق تأمين المصلي تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه فهذا هذي الاسباب الكثيرة كيف تتوالى على موضع واحد فيجيب رحمه الله فيقول فالجواب؟ فالجواب ما اجاب به العلماء ان كل واحد من هذه الكرة صالح للتكفير فان وجد ما يكفره من الصغائر كفارة. وان لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ورفعت له به درجات وذلك كصلوات الانبياء والصالحين والصبيان هذا جواب رحمه الله وهو مجمل ما ذكرته قبل قليل من انه ان صادف ان صادفت هذه الاسباب ما تكفره من الصغائر او الكبائر كفرته. ذنبا كانت سببا لزي والدتي والده والمكتوبة والعطاء من الله عز وجل. نسأل الله من فضله وان يمن علينا بواسع كرمه وان يعاملنا بما هو لا يعاملنا بما نحن اهله بها الاساءة والتقصير بعد هذا يقول المصنف في الحديث الذي يليه رمضان ثم اتبعه ست كان هذا الثاني ما ذكره المؤلف رحمه الله من احاديث صيام التطوع وهو صوم ست من شوال وهذه الست جاء في هذا الحديث حديث ابي ايوب الانصاري رضي الله تعالى عنه في صحيح الامام مسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعالى من صيام هذا الشهر اتبعه اي الحقه ستا من شوال كان كان كصيام الدهر اي كان كما لو صام السنة كلها فالمقصود بالدهر قام ست رمضان واتبعه ستا من شوال صياما كان كما لو صام الدهر كله اي صام السنة كلها وبيان هذا ما جاء في رواية عند احمد ان صيام شهر رمظان بعشرة اشهر وصيام ستة ايام بشهرين وبه تكمل السنة لها ستة ايام الحسنة بعشر امثالها كم يصير ستة كم في عشرة كم ستة لشهرين وعشرة وشهر بعشرة اشهر فكان كصيام الدهر اي كصيام السنة. فمن صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال كان اجره وثوابه كما لو صام الشهر السنة كلها هذا الحديث قول من صام رمضان استكمله طاعة لله عز وجل وطلبا للثواب عنده ثم اتبعه اي اتى بعده بست من شوال كان كصيام الدهر ولا يلزم من ان لا يلزم في هذه الايام لتحقيق الفضل المذكور ان تكون والية لرمضان مباشرة بل لو اخرها في بقية شهر شوال كان ذلك محققا للفظيلة لان المقصود ان من شوال ثم اتبعه ستا من شوال هذا لفظ مطلق يتحقق بستة ايام من كل شوال لا يتعين في ذلك ان يكون ذلك في اول الشهر او في اه اوسطه او ان تكون متتابعا او ان تكون غير متفرقة بل يصلح فيها ان تكون ستة ايام من شوال استحب بعض اهل العلم المبادرة الى صيامها في ثاني يوم بعد يوم الفطر لاجل تحقيق تمام المتابعة على وجه الاستحباب هذا الحديث به جملة من المسائل استدل به الفقهاء على جملة من المسائل. المسألة الاولى استحباب صوم ست من شوال والى هذا ذهب جمهور العلماء حيث قالوا باستحباب صيام ست من شوال لما جاء في الحديث من قول النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمظان ثم اتبعه ستا من شوال كان كصوم الدهر كصيام الدهر خلافا للامام مالك رحمه الله فان الامام مالك يرى ان صيام الست لا يتعين في شوال بل يكون في شوال وفي بقية السنة لان المقصود صيام ستة ايام بعد رمضان ليكمل بذلك صوم الدهر حيث اليوم بعشرة ايام وستة بستين فيكون ذلك صيام الدهر ما ذهب اليه مالك رحمه الله خلاف ما دل عليه الدليل فالاولى والاظهر ان ما ذهب اليه الجمهور وان فضيلة صيام الست هي فيما اذا صامها في شوال فلو صامها في ذي القعدة او في ذي الحجة او في غير ذلك جمهور العلماء يرون انه لا يدرك الفضيلة المذكورة في حديث ابي ايوب انما تدرك الفضيلة اذا صام ستا من شوال فيها المسألة الثانية من مسائل هذا الحديث جواز تفريق صيام الست في شوال وان يؤخرها عن اول الشهر الى اوسطه او اخره في هذا الحديث دليل لما ذهب اليه جمهوره اهل العلم من ان فضيلة صيام ست من شوال تدرك بصيامها في شهر شوال سواء كانت متتابعة متفرقة في اول الشهر او في اخره ووجهه ان الحديث ورد بها مطلقا من غير تقييد حيث قال ستا من شوال وهذا يصدق على اي جزء من ايام على اي يوم من ايام شوال اذا استوفى الست وان فضيلتها هي بالنظر الى ان هذه الست مقابل ستين يوما مقابل شهرين فيكمل بها العدد في هذا الحديث مسألة وهي هل تدرك الفضيلة فضيلة الصيام لمن صام ستة من شوال قبل ما عليه من قضاء ذهب طائفة من اهل العلم الى ان الحديث يفيد انه لا يدرك هذه الفضيلة الا من صام ستا من شوال بعد فراغه من صيام ما عليه من ايام رمضان اذا كان قد افطر لعذر كما لو مرض او سافر فافطر فانه لا يدرك فضيلة صيام ست من شوال الا بعد الفراغ من صيام الفريضة وهذه المسألة ترتبط مسألتين المسألة الاولى هل يجوز التطوع قبل النفل هل يجوز التطوع بالصوم قبل الواجب هل يجوز التنفل بالصوم قبل الفراغ من القضاء للعلماء في ذلك قولان والصواب انه يجوز التطوع للصوم قبل الفرض الا ان يضيق الوقت فلا يبقى قبل رمضان الا وقت صيام ما عليه فهنا لا يشتغل التطوع بل يبدأ القضاء ثم بعد ذلك يتطوع ما شاء والا فيصح ان يبدأ بالتطوع قبل ما قبل فراغه من الفريضة مسألة الثانية هي ما يتعلق بهذا. هل تدرك الفضيلة في صيام الست لمن صام رمظان لمن صام الست قبل قضاء ما عليه من رمضان استدل بهذا من قال بوجوب اتمام القضاء لتحصيل فضيلة صيام الست ووجه الدلالة انه قال من صام رمضان ومن بقي عليه ايام من رمضان لا يصدق عليه في قولهم انه قضى انه صام رمضان بل بقي عليه من رمضان ما يحتاج معه الى قظاء فلا تدرك فلا تدرك فضيلة صيام الست الا باستكمال صيام القضاء. وهذا القول له حظ من النظر وهو الاحوط في ادراك الفظيلة اما القول الثاني فهو قول من يرى ان الفضيلة تدرك بصيام الست ولو كانت قبل الفراغ من القضاء ووجه ذلك ان صيام ست من شوال يصدق على من كان عليه قضاء لانه لا يجب عليه ان يبادر الى القضاء والوقت متسع هذا من جهة فالوقت واسع للقضاء وثانيا ان قوله ثم من صام رمظان من صام وافطر اياما من رمظان فانه يصدق عليه انه صام رمضان ولا يقال انه لم يصم رمظان لكونه افطر يوما او يومين او ثلاثة او اربعة او اقل او اكثر لعذر ولهذا يصدق عليه في يصدق عليه قوله ثم اتبعه ستا من شوال وقوله ثم اتبعه ستا من شوال ليس المقصود الترتيب بين صيام رمضان والقضاء لان شوال بطبيعة الحال يأتي بعد رمضان صيام رمظان لانه صام رمظان وبهذا قال جماعة من اهل العلم والاقرب من هذين القولين ان صيام الست تدرك فضيلته لمن كان عليه قضاء ولو صام الست قبل القضاء لكن الاحوط في ادراك هذه الفظيلة ان يبدأ بالقظاء ثم يصوم ما يكون من النفل لكن لو بدأ بصيام الست ثم صام ما عليه من قضاء لكون القضاء وقته اوسع والست وقتها محدود كان ذلك سببا لادراك الفظيلة والله تعالى اعلم هذا ما يتصل به المسائل في هذا الحديث