من الحرام كما جاء في رواية الترمذي حيث قال لا يدري كثير من الناس امن الحلال هي ام من الحرام؟ هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم لا يعلمهن كثير من الناس بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولأهل العلم وللمسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى الحديث السادس عن ابي عبد الله النعمان ابن رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه. الاوان لكل ملك حمى. الاوان حمى الله محارمه. الا وان في الجسد مضغة اذا اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله. الا وهي القلب. رواه البخاري ومسلم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا هو الحديث السادس من احاديث الاربع النووية وقد تقدم الكلام على منزلة هذا الحديث وعظيم مكانته كثرة فوائده وهو من رواية البخاري ومسلم او اخرجه البخاري ومسلم من طريق زكريا عن عامر الشعبي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه تكلمنا عن معاني اول الحديث ان الحلال اي ما اباحه الله تعالى والحرام اي ما منعه وجعله محظورا بين اي واضح جلي وبينهما امور اي بين الحلال والحرام الحرام الضمير في قولي وبينهما امور يرجع الى الحلال والحرام امور اي اشياء سواء كانت هذه الاشياء الافعال او في الاقوال او في الظاهر او في الباطن مشتبهات المشتبهات غير الواضحات المشكلات التي لم تتبين وقد عرفها الامام احمد رحمه الله لانها منزلة بين الحلال والحرام وفي قول اخر له قال المشتبهات اي المختلطة وهذا كذاك تعارض بين هذه التعريفات التي جاءت عن اهل العلم المشتبه وهي ما كان مختلطا غير بين مشكل غير واضح اه بين الحلال والحرام يتجاذبه طرفان قال صلى الله صلى الله عليه وسلم في وصفها لا يعلمهن كثير من الناس الا يدرك الحكم فيها ولا يعرف آآ الى اي جانبين آآ تنجذب لا يعلمهن اي لا يعلم تلك الامور كثير من الناس اي لا يدري كثير من الناس اهي من الحلال قلنا ان قوله كثير من الناس كثرة من لا يعلمهن وهل هذا اثبات لقلة من يعلمهن؟ الجواب لا يلزم العلم في هذا نسبي وقد يكون الاكثر من يعلم ويجهله كثير وقد يكون الاقل من لا يعلم ويعلمه وقد يكون الاقل اه من يعلم والاكثر يجهل المسألة نسبية وتختلف اختلاف المسائل لكن وصف الكثرة او اثبات الكثرة لا يثبت القلة في المقابل هذا المقصود ان وصف كثرة في شيء لا يثبت القلة في مقابله كما قال جل وعلا لما سجود الخلائق له؟ الم ترى ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب ثم قال وكثير من الناس ان يسجدون. وكثير حق عليه العذاب فاثبت كثيرا في الطرفين كثير يسجد وكثير لا يسجد في حق عليه العذاب اه قوله صلى الله عليه وسلم فمن اتقى الشبهات فمن اتقى الشبهات اي من جعل بينه وبين الشبهات وهي المشكلات غير الواضحات وقاية وذلك اجتنابها والتحري فيها والحذر من مواقعتها من اتقى الشبهات اي جعل بينه وبين الشبهات وقاية التحري فيها وعدم التهوك في مواقعة هابل طلب ما يكون آآ سليما اما الترك او تبين الحكم فيها فقد استبرأ لدينه وعرضه. اذا التقوى تقوى الشبهات ليست اه ليس فقط باجتنابها. انما باجتنابها فيما اذا لم تتبين بطلب بيانها وايضاحها بسؤال اهل العلم بالتحري فيها ليأخذ ما تبين له يدع ماء اشتبه عليه كل هذا مما يندرج في قوله صلى الله عليه وسلم فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه استبرأ اي طلب البراءة تفعل طلب البراءة لدينه وطلب البراءة لعرضه لدينه اي فيما يتعلق فيما بينه وبين الله عز وجل وعرضه فيما يتعلق بينه وبين الناس وقول فقد استبرأ لدينه اي لاجل دينه تسليما وصيانة سيكون تباعده من الشبهات لاجل ان يسلم في علاقته بربه وعرضه اي فيما يتعلق بالخلق لان العرض هو محل المدح والذم. لو قيل لك عرف العرض العرض هو محل المدح والذم من الانسان فيصونه توقي الشبهات والبعد عن الملتبسات فيجمع بذلك السلامة في صلته بالله عز وجل والسلامة في صلته بالناس ثم قال صلى الله عليه وسلم فمن وقع في الشبهات من وقع في الشبهات اي تخوض فيها ولم يتحرى وقعها مع اشتباهها فقد وقع في الحرم ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام اي سقط في الحرام كيف سقط في الحرام اي اوشك ان يواقع الحرام او ان مآله ومنتهاه ان يقع في الحرام فقوله صلى الله عليه وسلم وقع في الحرام اي وقع فيه حقيقة فيكون هذا مفيدا تحرير الشبهات ويمكن ان يقال وقع اي اوشك مثل ما ذكرنا في الشرح وكلا المعنيين قريب محتمل ولعل المثال يوضح معنا وقع في الحرام؟ وهل هو وقع في وقع في الحرم؟ هل هو وقوع في المحرم او هو مقاربة له المثال يبين يقول النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذا التقرير الذي بين فيه ما ينبغي للمؤمن في المشتبهات والملتبسات من الامور قال كالراعي هذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم. فالكاف هنا للتمثيل اي مثل ذلك مثل الراعي والراعي هو القائم على بهيمة الانعام تدبيرا ورعاية وتصريفا الراعي يرعى حول الحمى اي يطلب العشبة والماء لبهائمه حول الحمى والحمى هي ما حمي من الاراضي والاملاك الحمى كل ما حمي من الاراضي والاملاك سواء كانت الحماية حماية للحق العام او كانت الحماية للحق الخاص في الاراضي الخاصة الراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه فمن اتى ببهائمه لطلب العشب والكلى قريبا من املاك الناس قريبا مما مما فيه حق لاحد سواء كان حقا عاما او خاصا فانه يقرب ان يرتع فيه وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم يوشك ان يرتع فيه ايوشك الا يستطيع السيطرة على بهائمه بحجزها عن الحمى يقرب ان يقع فيما منع من الحمى وهذا معنى قوله يرتع فيه يوشك ان يرتع فيه ان يدخل ويتورط ذلك الممنوع ثم قال صلى الله عليه وسلم وبهذا يتبين لنا ان قوله يوشك ان المعنى في قوله فقد وقع من وقع في الشبهات وقع في الحرام المقاربة المقاربة التورط في الحرام هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم يوشك ان يرتع معنى قوله صلى الله عليه وسلم فقد وقع في الحرام ويمكن ان يكون مآله ومنتهى حاله ان يقع في الحرام قوله صلى الله عليه وسلم الاوان لكل ملك حمى هلا هذا تنبيه استفتاح لشحن الاذهان وتقريبها الفهم الا وان لكل ملك حمى اي كل من كان لهم ملك له حمى هذا الحمى يمنع منه الناس ويصان مصالح للمصالح العامة ثم قال صلى الله عليه وسلم وان حمى الله محارمه. وهذا تشبيه ايضا تمثيل في بيان ارتباط مثل الراعي الحلال والحرام والمشتبه الحلال هو المأذون فيه والحرام هو الممنوع من اتيانه ومواقعاته والمشتبه ما كان حول الحرام. فالمشتبه هو من حمى الله الذي ينبغي ان يتجنبه. قال الاوان والله محارمه وهذا بيان ان الحمى الذي لا ارتياب في وجوب تجنبه وتوقيه والبعد منه هو ما حرمه الله هذا قطعا يجب اجتنابه لان لان مواقعته هلاك سواء كان ذنبا آآ صغيرا او كبيرا الذنوب مهلكة لاصحابها والادلة على هذا كثيرة منها قصة الذي وقع اهله في نهار رمضان لما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم ماذا قال؟ قال هلكت قال ما اهلكك قال وقعت على اهلي في نهار رمضان وفي المسند من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم ومحقرات الذنوب فانهن يجتمعن على الرجل فيهلكنه وهذا يدل على ان الصغائر مهلكة اذا اجتمعت على الانسان المحارم وهي ما منعه الله تعالى كلها هلاك ينبغي ان يصون الانسان نفسه عنها ولذلك بعد ان بين وجوب توقي المشتبه بالتحري فيه والنظر ومحاولة تمييز ما يحل منه مما يحرم عاد الى المحرم فقال فقال صلى الله عليه وسلم الاوان لكل ملك حمى الاوان حمى الله محارمه لا يجوز انتهاكها ولا مقاربتها ولا توريط النفس ان يحوم حولها وقوله صلى الله عليه وسلم محارمه جمع محرم وهو ما حرمه الله تعالى في الاقوال والاعمال والظاهر والباطن محارم اه قلت جمع محرم وقال بعضهم بل هو جمع حرام وهذا الاقرب والاصوب ان محارم جمع حرام لكنه جمع غير قياسي وهي ما بينه الله تعالى من ممنوعات في كتابه وفي سنة رسوله بعد ان ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اقسام الامور والاشياء وذكر تصنيفها الى هذه الاصناف الثلاثة حلال حرام مشتبه. بين اثرها على القلب والقاعدة ان كل محرم يفسد القلب كل محرم يفسد القلب كل محرم يصلح به القلب مباحات منها ما يتقوى به القلب ويصلح ويستجم. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة ولكن ساعة وساعة واما المأمورات فكل المأمورات مما يصلح به القلب كل ما امر الله تعالى به فهو صلاح للقلب في الدقيق والجليل والصغير والكبير والخاص والعام ولذلك ختم النبي صلى الله عليه وسلم هذه القسمة للاشياء المباحات والمحرمات والمشتبهات ذكر بعد هذه القسمة ما يتعلق بصلاح القلب وقال الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت ما الذي يصلح هذه المضغة اجتناب المحرم المشتبه القبول لما احله الله تعالى الاوان في الجسد البدن مضغة قطعة بقدر ما يمضغه الاكل والمقصود بهذه المضغة القلب الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت قلت المضغة هي القلب ثم قال في في حال القلب قال اذا صلحت تلك المضغة صلاحها هو زكاؤها طيبها استقامتها سلامتها من الافات. فالصلاح يدور على معنى الطيب والزكاة والسلامة اذا صلحت طابت زكاة سلمت من الافات والمهلكات اذا صلحت صلح الجسد كله خطاب الجسم كله وزكى البدن كله استقام البدن كله واذا فسدت اي فسدت هذه المضغة وهي القلب فسد الجسد كله قلوب الناس منها ما هو صالح طيب طاهر نقي وهذا حال الابرار نسأل الله ان نكون منهم ومنها ما هو فاسد وهذا حال الكفرة والفجار ومنها ما فيه صلاح وفيه فساد وهذا حال غالب الناس وبالتالي صلاح الجسد وفساده بصلاحل بقدر ما يكون في القلب من الصلاح والفساد كيف يعرف ذلك يعرف بالنتاج والثمرة ولذلك قال اذا صلحت صلح الجسد كله اذا صلح القلب عضويا صلحت الاعضاء استقامت في مهامها ووظائفها واعمالها هذا في الجانب عضو الجسدي الجانب العملي اذا صلح القلب ازيكا وطاب وسليم من الافات صلح القول فلا يصدر عنه الا الطيب منه وصلح العمل فلا يكون الا في صالح العمل سواء كان ذلك في حق الله او في حق الخلق ولهذا يعرف صلاح القلب بصلاح النتاج والثمرة وحتى لو تظاهر الانسان بصلاح الظاهر مع فساد القلب لابد ان يظهر الله تعالى من فساد قلبه ما يعرف في فلتات قوله وهناتي عمله ولذلك قال الله تعالى ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم من يقصد يقصد المنافقين. المنافقون ما حالهم؟ اظهروا الصلاح في العمل لكن القلوب عامرة بالفساد والظلمة يقول ولولا شاؤوا لاريناكهم بل عرفتهم بسيماهم هذا في الظاهر ولا تعرف انهم في لحن القول وجعل الله تعالى الدلالة على فساد الباطن وهو المظهر وما يكون من الحال واضافة الى ذلك ما يقدره الله من فلتات اللسان التي تكشف خفايا القلوب وخباياها نسأل الله ان يحسن لنا ولكم السيرة وان يطيب لنا القول والعمل الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله جميعه بعد ذلك قال صلى الله عليه وسلم الا وهي القلب اشارة الى تلك المضغة التي اناط بها صلاح الجسد والقلب هو محل نظر الله عز وجل. محل اعتباره جل في علاه ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم ثم ذكر الاعمال مؤخرا لان العمل ثمرة ما في القلب هذا الحديث مثل ما ذكرت حديث اشتمل على فوائد عديدة اه منافع واشارات عظيمة تتعلق بصلاح سير الانسان وحاله مع الله عز وجل. من فوائد هذا الحديث تقسيم الاشياء من حيث الحكم الى ثلاثة اشياء الحلال والحرام والمشتبه ما هو الاصل في الاشياء؟ الاصل في اشياء الحل. لا يثبت في شيء من الاشياء انه حرام الا بدليل واما المشتبه فهو الشيء المتردد الذي يقوم فيه سبب التحريم وفيه سبب الاباحة دون وضوح لاي جانبين ينجح كذب الحلال البين والحرامي البين وهو ما جاء ايضاحه في كلام الله وكلام رسوله واما المشتبه فهو ما لم يأتي بيانه مما يمكن ان يكون حلالا ويمكن ان يكون حراما. ايضا من فوائد هذا الحديث ان المشتبهات بين الحلال والحرام. فيها وصف واباحة وصف تحريم لكن لا يتبين للناظر ايهما الغالب وفيه من فوائد جهلك كثير من الناس بالمشتبه هنا يشمل عدم التبين والوضوح ويشمل عدم القدرة على التوصل للراجحي في هذه المسائل يشمل ايضا عدم التنبه للمشتبه يقول لا يعلمهن من معانيه انه لا يتنبه لها كثير من الناس ضمها اما الى مباح او الى تحريم دون علم ومعرفة من فوائد هذا الحديث وجوب اتقاء الشبهات حيث قال صلى الله عليه وسلم فقد فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه وفيه ان تجنب المشتبه ينتفع فيه الانسان فائدتين الفائدة الاولى اصلاح ما بينه وبين الله عز وجل والفائدة الثانية اصلاح ما بينه وبين الخلق وفيه ان صيانة العرض وتوفيره مقصود للشارع فعمل الانسان بعمل ليصون عرظه ليس من الرياء ولا من المذموم ذلك من المحمود حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل اتقاء الشبهات سببا لصيانة الاعراب ما تركه الانسان ليوفر عرظه ويقي نفسه الوقيعة فهو مما يحمد عليه من فوائد هذا الحديث ان الوقوع في الشبهات طريق الوقوع في المحرمات ان الوقوع في الشبهات طريق الوقوع المحرمات وذلك انه اما ان يقرب من المحرم او انه يواقعه من حيث لا يعلم. من فوائد هذا الحديث ضرب الامثال لتوظيح المعاني وهذا كثير في الكتاب والسنة من فوائد هذا الحديث ان رحم الله محارمه فان الله تعالى قد جعل المحارم كالحمى ومن اعتدى على الحمى حق العقوبة ثم من فوائد هذا الحديث ايضا وجوب العناية بالقلب واثر وجوب العناية بالقلب ومن فوائده ايضا ان الاعمال تؤثر على القلب زكاء وصلاحا وفسادا وسوءا هذي جملة من الفوائد الوقت اسأل الله تعالى ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح صلى وسلم على نبينا محمد