اذ واذكروا اذ فهو معطوف على ما تقدم من اه تذكير بني اسرائيل بما جرى منهم وهذا من قبيح فعلهم ما جرى من قتل نفس بغير حق واذ قتلتم نفسا قد دارأتم فيها يقول هي هذا هذا هذه هذا التذكير وهذه الاية هي اول قصة البقرة يعني قصة البقرة كان سببها ان بني اسرائيل قتلوا نفسا وتدافعوا في من قتلها اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. واذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها. والله مخرج ما كنتم تكتمون فقل نضربوه ببعضها. كذلك يحيي الله الموتى ويريكم اياته. ويريكم اياته لعلكم تعقلون. ثم قست قلوبكم من بعد ذلك. فهي كالحجارة او اشد قسوة. وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله. وما الله بغافل عما اتعملون قال ابن جزير رحمه الله تعالى في تفسيره قوله واذ قتلتم نفسا هو اول قصة البقرة فرتبته التقديم قبل ان الله يأمركم قال الزمخشري انما اخر لتعدد توبيخهم بقصتين وهما ترك المسارعة الى الامر وقتل النفس. ولو قدم لكان قصة واحدة بتوبيخ واحد. طيب الحمد لله رب العالمين امن وصل وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. قوله تعالى واذ قتلتم نفسا هذا في سياق ما اخبر الله تعالى به عن بني اسرائيل مما فعله هو جرى منهم وهو معطوف على ما تقدم كما سبق يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على على على العالم فهو معطوف على قوله نعمتي وكل ما جاء بعد ذلك من قوله واذ واذ اي واذكروا فاراد الله ان يبين القاتل فكان ذلك من طريق ما قص من شأن البقرة التي امروا بذبحها ليضربوا ببعضها الميت حتى يتبين لهم من القاتل قال تعالى واذ قتلتم نفسا هو اول القصة البقرة فرتبته التقديم قبل ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة ما سر التأخير سر التأخير التشريع عليهم فيما كان في هذه القصة من سيء عملهم الاول قتل النفس وهو المقدم والثاني التأخر في امتثال ما امر الله تعالى به وهو ما امر به من ذبح البقرة ولو جاء بالقصة اولا ثم ذكر البقرة لكان في ذلك يعني اشتغال بالقصة الاصل عن يعني السيئة قتل النفس عن سيئة التأخر في امتثال الامر بقتل البقرة لكن قدم للتوبيخ بكلا الفعليين نعم كما ذكر الزمخشري قوله فادارأتم اي اختلفتم. وهو من المدارأة اي المدافعة وقوله ما كنتم تكتمون من امر القتيل ومن قتله في قوله تعالى والله مخرج ما كنتم تكتمون فلن ينفعكم التدافع الذي وقعتم فيه والله مخرج ما كنتم تكتمون اي ما حرصتم على كتمانه وعدم اظهاره من تعيين القاتل بما بما آآ سيجريه الله تعالى من قصة البقرة نعم فقلنا اضربوه ببعضها. قوله اضربوه القتيل او قبره وببعضها مطلق وقيل الفخذ وقيل اللسان وقيل الذنب كذلك اشارة الى وليس في تعيين ذلك الدليل ولا فائدة انما بعظها فيصدق على كل جزء منها والله اعلم به نعم وقوله كذلك اشارة الى حياة القتيل. واستدلال بها على الاحياء للبعث يعني كذلك يحيي الله الموتى اي مثل ما احيا الله هذا القتيل ما جرى من ضرب بما جرى من ضربه ببعض البقرة يحيي الله تعالى الموتى يوم القيامة وهذا من المواظع التي ذكر الله تعالى فيها دليل البعث بعد الموت في سورة البقرة وقد ذكر ذلك في خمسة مواضع نعم واستدلال بها على الحياء للبعث نعم وقبلها وقبله واستدلال بها على الاحياء للبعث وقبله محذوف لا بد منه وهو ففعلوا ذلك فقام القتيل يعني يعلم من السياق ونضرب بعضها حي بتلك الضربة قال فكذلك اي مثل هذا الاحياء الذي شهدتموه يحي الله الموتى. نعم قال فائدة استدل المالكية بهذه القصة على قبول قول المقتول فلان قتلني وهو ضعيف لان هذا المقتول قام بعد موته قام بعد موته ومعاينة الاخرة وقصته معجزة لنبي فلا يتأتى ان يكذب المقتول بخلاف غيره واستدلوا طيب هذا وجه يعني مما استدل به الفقهاء في هذه المسألة على مسألة فقهية وهي اذا عين المقتول قاتله قبل مفارقة روحه بان قال فلان قتلني هل يقبل قوله فيؤخذ من عينه قوله او لا استدل المالكية بهذه الاية على ما ذهبوا اليه من انه اذا عين المقتول القاتل اخذ بقوله لا لانه يقين لكن لغلبة الظن فعملوا بغلبة الظن في هذا الموضع لانه يغلب على الظن ان الا يكون ذلك الا صدقا اذ انه في اقبال على الاخرة وادبار على الدنيا ودهشة مفارقة الحياة وفي مثل هذا يغلب الصدق فلن يتزود المقتول لاخرته بقتل من لم يجني عليه فقالوا يقبل قوله خلافا لما ذهب اليه الجمهور من انه لا يقبل قوله بل هو قرينه ينتفع بها لكن لا يقبل قوله باطلاق كما ذكر المالكية وذلك ان الخطأ وارد هذا من حيث التعليم واما من حيث الدليل فعموم حديث ابن عباس في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو يعطى الناس بدعواهم لادعى اناس دماء اناس او قوم واموالهم ولكن البينة على المدعي واليمين على من انكر وهذا لا يفرق فيه بين قول المقتول وقول غيره وهذا الذي عليه الجمهور هذا من حيث اصل المسألة اما من حيث الاستدلال بالاية فقد ظعفه المؤلف وابن جزي محمد ابن احمد الكلبي الاندلس الغرناطي مالكي رحمه الله الا انه ضعف الاستدلال بهذا بهذه الاية لان هذه الواقعة مختلفة فالذي حي بعد ان مات بتلك الاية عاين الاخرة وليس من عاين الغيب واصبح الغيب عنده شهادة كمن لم يحصل له ذلك هذا من وجه. الوجه الثاني ان احياؤه كان اية لنبي فلا يمكن ان يتطرق اليها الكذب بل انما احياه احياه الله ليقيم الحجة عليهم فقبول قوله متعين بخلاف من كان في سياق الموت ولهذا ظعف الاستدلال بهذا لما ذهب اليه المالكية من قبول قول المقتول في تعيين القاتل نعم فقر فاقر ما اعتمد على القول مجرد القول بل اخذ فلما قر قتل اخذ بها يا ايها الجمهور نعم قال واستدلوا والذي ذكرناه قبل قليل نعم استدلوا قال واستدلوا ايضا بها على ان القاتل لا يرث ولا دليل فيها على ذلك ليس فيها دليل على ان القاتل لا يرث اذ انه لا تعرض فيها للميراث لا من قريب ولا من بعيد نعم ولم يعين القائل هل هل القاتل يرث المقتول او لا يرثه فالاستدلال غريب. نعم قوله ولهذا من المهم في الاستدلالات ان يتأمل الطالب الاستدلال بمعرفة وجه الاستدلال حتى يميز ما صح من ذلك مما لم يصح نعم الله اعلم ما ندري وش يدريك انه قتل الاية ما فيها اذا ما فيها نعم قوله قست قلوبكم خطاب لبني اسرائيل وقوله من بعد ذلك اي بعد احياء القتيل وما جرى في القصة من العجائب وذلك بيان لقبح قسوة قلوبهم بعدما رأوا تلك الايات قوله تعالى ثم قست قلوبكم ثم تعقيب لما جرى من الاية وتعيين القاتل بما سبق ذكره في قصة القتيل والبقرة قست قلوبكم وهذا نتيجة مخالفة للمتوقعة لان المتوقع ان تلين القلوب بهذه الايات لكن هؤلاء كما قال الله تعالى في حال كثير من الناس فيما يبصرونه من الايات وكاي من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون فلا ينتفعون بها ولا تلينوا قلوبهم بذلك واذا قال ثم قست قلوبهم وقسوة القلوب يبسها وصلابتها بصدودها عن الحق فهو يبس يفقدها الحياة ولذلك الافضل في التعبير في في تفسير قسوة انه يبس وليس صلابة لان الصلابة مطلوبة وهي القوة لكن ثم قست قلوبكم اي يبست واليبس دليل فقد الحياة فكل ما يبس لا حياة فيه فلما قست قلوبهم بلبسها خلت عن الحياة التي تنتفع بها ثم قست قلوبكم من بعد ذلك اي من بعد ما جاء في ما تقدم من خبر فهي اي قلوبهم كالحجارة في قسوتها وشدتها بل او اشد او اشد هنا اما ان تكون تنويع واما ان تكون اضرب لذلك يقول او اشد عطف قال اواشد عطف على موضع الكهف او خبر او خبر ابتداء اي هي اشد واو هنا اما للابهام او للتخيير كأن من علم حالها مخير بين ان يشبهها بالحجارة او بما هو اشد قسوة كالحديد او للتفصيل اي فيهم كالحجارة وفيهم اشد. طيب يقول او اشد عطفا على موضع الكاف في قوله كالحجارة او اشد لان هنا قال او اشد فهي عطف على موضع وليس على الحجارة لانه لو كان على موضع الحجارة على على الحجارة لكان او اشد قسوة او اشد قسوة بالنصب بالجر. نعم لكنه قال عطف على موضع الكاف فيكون المعنى فهي اشد من الحجارة فما تكون عطف على الحجارة انما في موضع الكاف التي هي بمعنى مثل فهي مثل الحجارة فيكون اشد في موضع مثل هذا الوجه الاول او خبر ابتداء يعني او هي اشد او هي اشد طيب هذا فيما يتعلق كون اشد جاءت الرافع فهم اما معطوفة على موضع الكاف واما معطوفة واما خبر مبتدأ مقدر قال او هنا اما يعني تحتمل عدة احتمالات اما للابهام يعني مبهم هل هو هل قلوبهم كالحجارة؟ او هي اشد من الحجارة او للتخيير يعني لك ان تشبهها بالحجارة او بما هو اشد او للتفصيل يعني منها ما هو كالحجارة ومنها ما هو اشد ففيها ثلاثة اوجه اما ابهام واما تخيير واما تفصيل نعم قال وانما قال اشد قسوة ولم يقل اقسى مع ان فعل القسوة يبنى منه افعل لكوني اشد ادل على ادل على فرط القسوة يعني لماذا لم يقل او اقسى وهو مما يتأتى فيه افعلت تفضيل الذي عدل بالنص عن هذا هو تأكيد الشدة وفرط القسوة نعم قال قال لكوني اشد ادل على فرط القسوة وان من الحجارة. نعم قوله وان من الحجارة الاية تفضيل للحجارة على قلوبهم. لانه لما قال فهي كالحجارة او اشد قسوة عاد الى بيان فظل الحجارة على قلوبهم فقلوبهم لا يأتي منها خير بالكلية لا يأتي منها خير بالكلية بخلاف الحجارة فان فيها من المعاني ما ليست في قلوبهم فقال وان من الحجارة لما يتفجر منه الماء ملا ما تفجر منه الانهار فينتفع به الناس وان منها لما يتشقق فيخرج منه الماء فينتفع به الناس وان منها لما يهبط من خشية الله وهذا كله ليس في قلوب اولئك تفظل الحجارة على قلوب اولئك التي اه يبست فلم يكن فيها خير قط نعم قوله يهبط ان يتردى من علو الى سفل والخشية عبارة عن انقيادها وقيل حقيقة وان كل حجر يهبط فمن خشية الله. الله اكبر والعجب ان يكون هذا حقيقة الله تعالى يقول لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله هنا تقدير في قوله لو انزلناه لكنها حصل ذلك بقوله لموسى عليه السلام ارني كيف انظر اليك؟ قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا لعظمته وخشيته واجلاله وعدم قيام الجبل على صلابته لتلك العظمة التي حصلت بتجلي الله عز وجل له سبحانه وبحمده فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فهي خشية حقيقية وليست عبارة عن انقياد اه اه انقاد خلقي بل هي خشية حقيقية طيب نقف على قوله فتطمعون ان يؤمنوا لكم