في معاملة الخلق ان تعامل الله فيهم ولا تعاملهم في الله وان ترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله اي ان يكون قصدك في المعاملة معاملة الرب سبحانه وتعالى واما الخلق قال تعالى ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق. قال بعض السلف امنع فهم القرآن. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا اذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء فان تاب ونزع واستغفر صقل قلبه. فان زاد زيد فيها حتى تعلو قلبه. فذلك الران الذي قال الله تعالى فيه كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون هذا يدل على ان الران يصيب قلب المؤمن لان الكلام في الذنوب دون الشرك اذا اذنب العبد نكت في في قلبه نكتة سوداء فاذا تاب ونزع واستغفر صقل قلبه فاذا زاد زيد فيه حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي قال الله تعالى فيه كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون والراء ليس على درجة واحدة متفاوت. وتقدم لنا تفسير الران بايش صابر ما هو الراد غشاء يغطي القلب يمنعه من معرفة الحق والعمل به فهو يمنع من معرفة الحق ويمنعها ايضا من العمل بحتى لو عرفة نعم فالذنوب ترين على القلوب حتى تمنعها فهم القرآن. اعوذ بالله. واذا كان هذا المعنى صحيحا فقياس طهارة قلبي على طهارة البدن فيما يشترط له الطهارة من مس القرآن اشارة حسنة. نعم فاما ان نفسر المراد باللفظ بغير المراد وبما لا يدل عليه اللفظ فهذا خطأ. وقد قال زكريا هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء. ولم تكن الذرية الطيبة مختصة به ولا بالانبياء اه بل الله يخرج الانبياء من اصلاب الكفار اذا شاء. الله اكبر يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي نعم هذا فيه ابطال آآ تفسير آآ الحديث او قصر تفسير الحديث على هذا المعنى وان من عندك او ان من عندك في قوله تعالى فاغفر لي مغفرة من عندك اي مختصة بي لا ينالها غيري هذا التفسير غير صحيح نعم ولكن تمشيته والله اعلم انه اذا قال من عندك ومن لدنك كان مطلوبا فعل العبد. فانما يعطيه الله بالعبد على وجهين منه ما يكون بسبب تمشيته والله اعلم هذا بيان للوجه الصحيح في هذا المعنى يعني انما يمشي ويقبل هذا المعنى على الاوجه التي ستأتي وهو الذي اشار اليه في اكثر مؤلفاته رحمه الله في اكثر كلامه يعني ورد بما ورد في حديث ابي بكر وايضا في كلام ابن القيم رحمه الله نعم ولكن تمشيته ولكن تمشيته والله اعلم انه اذا قال من عندك ومن لدنك كان مطلوبا فعل العبد. فانما يعطيه الله للعبد على وجهين منه ما يكون بسبب فعله. كالرزق الذي يرزقه بكسبه. والسيئات التي تغفر له بالحسنة بناتي الماحية لها والولد الذي يرزقه بالنكاح المعتاد والعلم الذي يناله بالتعلم المعهود والرحمة التي يصيبها بالاسباب التي يفعلها ومنه ما يعطيه للعبد ولا يحوجه الى السبب الذي ينال به في غالب الامر. الله اكبر كما اعطى زكريا الولد مع ان امرأته كانت عاقرا وكان قد بلغ من الكبر عتيا. فهذا الولد وهب الله من لدن لم يهبه بالاسباب المعتادة. فان العادة لا تحصل بهذا الولد وكذلك العلم الذي علمه الخضر من لدنه لم يكن بالتعلم المعهود. وكذلك الرحمة الموهوبة. ولهذا قال انك انت الوهاب. وقوله مغفرة من عندك. من الذي قال انك انت الوهاب زكريا هنالك دعا زكريا ربه قال ربي هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء نعم وقوله مغفرة من عندك لم يقل فيه من لدنك مغفرة بل من عندك ومن الناس من يفرق بين ومن الناس من يفرق بين لدنك وعندك. وهذا قد يفرق وهذا قد يفرق بين التقديم والتأخير. فان لم بينهما فرق فقد يكون المراد. اغفر لي مغفرة من عندك. اغفر لي مغفرة من عندك لا تصلها باب لا من عزائم المغفرة التي يغفر لصاحبها كالحج والجهاد ونحوهما كالحج والجهاد ونحوهما ما يوجب المغفرة لصاحبه بل اغفر لي مغفرة تهبها لي وتجود بها علي. بلا علم يقتضي تلك المغفرة بلا عمل بل اغفر لي مغفرة تهبها لي وتجود بها علي. بلا عمل يقتضي تلك المغفرة. شيخ رحمه الله ما جزم بالفرق بين من عندك ومن لدنك بل قال ومن الناس من يفرق بين لدنك وعندك وهكذا قد يفرق بين التقديم والتأخير فان لم يكن بينهما فرق يعني ان سلم ان سلم بعدم الفرق فقد يكون المراد ثم بين المراد رحمه الله وهو ما تقدم من ان المسؤول مغفرة تتفظل بها وتجود بها دون اسبابها فان المغفرة لها اسباب ومنها ما لا سبب له بل هو محض من وفضل من الله عز وجل فمن اسباب المغفرة العزائم وهي العزيمة التي يحصل بها المغفرة غالبا هذا معنى عزائم المغفرة. يا للتي يحصل عندها مغفرة الذنوب غالبا. ومنها اسألك آآ عزائم مغفرتك. يعني الاسباب التي يعزم بها على حصول المغفرة. ثم مثل لها بالحج والجهاد ونحوهما مما جاءت النصوص فيه بانه يغفر الذنوب للمذنبين فالمسؤول في دعاء ابي بكر اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرة وانه لا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك يعني تجود بها وتمن ولو لم توجد اسبابها وهذا فيه تمام الافتقار الى الله عز وجل وان وان لا تتوقف المغفرة على سبب من العبد بل بل هي امل المسؤول من المغفرة هو ما يمن به الجواد الكريم سبحانه وتعالى بل اغفر لمغفرة تهبها لي وتجود بها علي بلا عمل يقتضي تلك المغفرة تم انك انت الوهابي. قال لي في اول السورة كذلك الرحمة الموهوبة ولهذا قال اذا هي ليست من كلام زكريا ها اي من دعاء المؤمنين لكن دعاء زكريا ما يشير الى ذلك هب لي ومعلوم ان الهبة في الغالب تكون بلا عمل وبلا سبب من الموهوب اليه او الموهوب له نعم ومن المعلوم ان الله تعالى قد يغفر الذنوب بالتوبة. وقد يغفرها بالحسنات الماحية. وقد يغفرها المكفرة وقد يغفرها بمجرد استغفار العبد وسؤاله ان ان يغفر له. فهذه مغفرة من عنده لكن رحمه الله اربعة اسباب من اسباب المغفرة وقد ذكرها في غير هذا الموضع واوصلها الى الى عشرة اسباب كلها مما يحصل به مغفرة الذنوب من رب العالمين لعباده المذنبين قد يغفر الذنب الذنوب بالتوبة وقد يغفرها بالحسنات الماحية دون التوبة وقد يغفرها بالمصائب المكفرة دون ان يتوب العبد وقد يغفرها بمجرد استغفار العبد والمراد الاستغفار الاستغفار المطلق لا التوبة المقيدة هذا الفرق بين الاستغفار والتوبة التوبة يعني من الذنب المعين وقوله وقد يغفرها بمجرد استغفار العبد اي ايش الاستغفار المطلق كقول القائل استغفر الله العظيم واتوب اليه ربي اغفر لي وتب علي وما اشبه ذلك من الاستغفار الذي لا يقيد بذنب وهذا اذا استحضر فيه الانسان طلب المغفرة من كل مخالفة فان الله جواد كريم قد يغفر له كل مخالفة واذا اطلق فالله جل وعلا يعطيه على قدر ما قام في قلبه ولذلك ينبغي لنا ان نستحضر في هذا الاستغفار المطلق اننا نستغفر من كل ذنب صغير او كبير قديم او حديث ظاهر او باطن علمناه وجهلناه واذا استحضر هذا العبد علم ان لهذه الكلمة لذة وذاق لها طعما لا يجده بالقول المجرد عن عمل القلب نعم لا حول ولا قوة الا بالله نعم فهذا الوجه فهذا الوجه اذا اقر به قوله من عندك كان احسن واشبه مما ذكر من الاختصاص واما قوله والاشياء كلها من عنده فيقال للاشياء وجهين منها ما جعل سببا من العبد يوفيه عليه ومنها ما يفعله بدون ذلك السبب. بل اجابة لسؤاله واحسانا اليه. واستعمال لفظ من عندك في هذا المعنى هو المناسب دون تخصيصه. المعنى الثاني وهو ما يحصل بلا سبب نعم واستعمال اللفظ من عندك في هذا المعنى هو المناسب دون تخصيص بعض الناس دون بعض. فان قوله من عندك دلالته على ولابين ولهذا يقول الرجل لما يطلبه اعطني من عندك لما يطلبه منه بغير سبب بخلاف ما يطلبه من الحقوق التي عليه كالدين والنفقة. فانه لا يقال فيه من عندك والله تعالى وان كان الخلق لا يجيبون عليه شيئا فهو قد كتب على نفسه الرحمة وحرم الظلم على نفسه واوجب بوعده ما يجب لمن وعده اياه. فهذا قد يصير واجبا بحكم ايجابه ووعده خلاف ما لم يكن كذلك فاستعمال اللفظ من عندك في هذا هو شبيه باستعماله فيما يطلب من الناس من الاحسان ذو المعارضات وايضا فقوله من عندك يراد به ان تكون مغفرة تجود بها انت علي. لا تحوجني فيها الى خلقك ولا تحتاج الى احد يشفع في او يستغفر لي. هذا المعنى الثاني الذي يحمل عليه قوله من عندك اي تغنيني بها عمن سواك المعنى الاول تجود بها من غير سبب والمعنى ثاني تغنيني بها عمن سواك فلا يحتاج الى شفاعة احد بل تكفيه رحمة رب العالمين ومغفرته وجوده سبحانه واستعمال لفظة من عندك في مثل هذا معروف كما في حديث توبة كعب بن مالك رضي الله عنه لما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ابشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك امك. فقلت يا رسول الله امن عند الله او من عندك؟ فقال بل من عند الله. فاخبره صلى الله عليه وسلم ان الله تاب عليه من وكلا الوجهين قول مريم عليها السلام هذي تدل على اي المعنيين الاول ولا الثاني الثاني يعني توبة لا تحوجني الى غيرك ولذلك سأله امن عند الله ام من عندك قال بل من عند الله يعني توبة لم يحتج فيها الى ان يشفع له احد. وهذا الواقع النبي صلى الله عليه وسلم لم يشفع لكعب ابن مالك رضي الله عنه وانما امر الناس بهجره ثم آآ امره بان يفارق اهله وبقي على هذه الحال خمسين ليلة ثم جاءت التوبة من الله عز وجل ولذلك قال ابشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك امك ثم قال يا رسول الله امن عند الله ام من عندك؟ يعني هل هو بفظل من الله دون سبب من احد او بشفاعتك؟ قال بل من عند الله يعني لم يشفع فيها صلى الله عليه وعلى اله وسلم فاخبره ان الله تاب عليه من عنده وهذا شاهد للمعنى الثاني الذي ذكره الشيخ رحمه الله في قول آآ في دعاء ابي بكر فاغفر لي مغفرة من عندك نعم وكلا الوجهين وكلا الوجهين قول مريم عليها السلام كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا. قال يا مريم وان لك هذا؟ قالت هو من عند الله. ان الله يرزق من يشاء بغير حساب فلما كان الرزق لم يأتي به بشر فلما كان الرزق لم يأت به بشر يسعى فيه السعي المعتاد قالت هو من عند الله. فهذه المعاني وما هي التي يشهد لها استعمال هذا اللفظ. طيب فقول مريم عليها السلام هو من عند الله يعني بلا سبب من المخلوقين هذا معنى المعنى الثاني من عندك اي من عند الله يعني اغناني بها او به يعني بهذا الطعام عن من سواه المعنيان كلاهما في قولها قالت هو من عند الله كما قال الشيخ وكلا الوجهين يعني المتقدمين في قولها رضي الله عنها نعم عليه السلام فهذا فهذه المعنى هذي المعاني لا مهوب لازم ليس ليسا متلازمين فهذه المعاني وما يناسبها هي التي يشهد لها استعمال هذا اللفظ. وان قال قائل كذلك كلام الحكيم على مثل هذا وانه اراد بالتخصيص ما يناسب هذا كان قولا محتملا. وقد قال عمر رضي الله عنه احمل كلام اخيك على احسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه. والله اعلم. وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم يعني ما لم تجد مساغا ما وجدت مساغا لحمل كلام اخيك على معنى حسن فافعل فان لم تجد مساغا وغلبك فعند ذلك عامل اللفظ على ظاهره ومع ذلك ينبغي لك ان تنظر الى نيته وان تحسن الظن في في نيته وانه انما اخطأ في قوله وان كان قصده لا يلزم ان يكون خطأ بل قد يكون قصده حسنا. فينبه على الخطأ ويثنى على النية الصالحة وارادة الخير وهذا يحتاج الى نفوس قوية تراقب الله جل وعلا في معاملاتها ومعيار سعادة الخلق في معاملة الخلق ان ينظروا الى رب العالمين في معاملتهم فانه اذا عامل العبد الله عز وجل وجعله نصب عينيه في معاملته للخلق استراح استراح راحة عظيمة لانه لا يكترث بما يأتيه من الناس لا في مدح ولا في ذم بل هو في معاملته يعامل الخلق ولذلك قال الشيخ رحمه الله شيخ الاسلام معيار السعادة فما جاءك من خير فقد قسمه الله لك وما منعك وما منعوه من خير فانما بتقدير الله جل وعلا. قال الله سبحانه وتعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين. وهذه قاعدة بل هي قواعد باصول الاخلاق التي ينبغي للمؤمن ان يراعيها. خذ العفو يعني ما تسهل وما جاءك بلا كلفة ولا تحمل الناس ما لا يطيقون او ما لم تجد به انفسهم ما لم تجد به انفسهم من الاخلاق ومن الاكرام ومن ايفاء الحق لك رحم الله الشيخ وغفر له ونفى عنها بعلمه وبهذا تكون قد انتهت هذه الرسالة المباركة اسأل الله عز وجل ان ينفعنا بها وان يجعلها حجة لنا لا علينا نعم هذه تنبيهات على اه اخطاء في هذه النسخة صفحة صفحة احدى وسبعين لو تعدلونه مناسب ان كان لم يمر التنبيه عليها احدى وسبعين السطر السابع من اعلى اي نعم يقول بل قد يكون الزائد على بعض الواجبات والمستحبات تعد الصواب تعديا صواب تعدي يعني لم يأت به بشر ها ولم يسع ان للاشياء وجهان وجهين ان لوجهين للاشياء على اساس انه منصوب يعني؟ ايه تصير على الاصل منصوبة بارك الله فيكم طيب وبهذا انتهت الرسالة اسأل الله العلم النافع والعمل الصالح