نقص من تقصير او قصور والعيوب في نفسه والتفريط في حقه ويوفي نفسه اي في ذاته و التفريط في حقه اي في حق ربه وعدم اقامة ما له جل وعلا والظلم في معاملته فان اخذه بذنوبه رأى عدله. ان اخذه بذنوبه وذلك بما يكون من العقوبات سواء في الدنيا او في الاخرة رأى عدله اي رأى عدل الله فيه ولم يقل ربي لما فعلت بي كذا يغتر بما فتح الله تعالى عليه من العلو. وان هذا العلم مهما بلغ فانه قاصر فان علم الانسان قليل مهما عظم وما اوتيتم من العلم الا قليلا. والافات في عمله ان عمله لا يخلو من بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد فقال ابن القيم رحمه الله تعالى على في كتابه الفوائد فصل طوبى لمن انصف ربه فاقر له بالجهل في علمه والافات في عمله والعيوب في نفسه والتفريط في حقه والظلم في معاملته فان فان اخذه فان اخذه بذنوبه رأى عدله وان لم يؤاخذه بها رأى فضله. وان عمل حسنة رآها من سنته وصدقته عليه فان قبلها فمنة وصدقة ثانية. وان ردها فلكون مثلها لا يصلح ان يواجه به وان عمل سيئة رآها من تخليه عنه وخذلانه له. وامساك عصمته عنه. وذلك من عدله فيه. فيرى في ذلك فقره الى ربه وظلمه الى نفسه وظلمه في نفسه. فان غفرها له فبمحض احسانه وجوده وكرمه ونكتة المسألة وسرها انه لا يرى ربه الا محسنا ولا يرى نفسه الا مسيئا او مفرطا او مقصرا فيرى كل ما يسره من فضل ربه عليه. واحسانه اليه. وكل ما يسوؤه من ذنوبه وعدل الله فيه من ذنوبه وعدل الله فيه طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله شيخ ابن القيم الجوزي ابن القيم الجوزية طوبى لمن انصف ربه فاقر له بالجهل في علمه والافات في عمله بالجهل في علمه فلم بل ايقن ان ما كان من ذلك انما هو بسبب كسبه كما قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. ولهذا المصائب تحمل النفوس على التوبة والانابة وطلب العتبة من الله عز وجل لان المصيبة بسبب الذنب فيحتاج الانسان في رفعها وكشفها ان الى ان يحدث ما يزيل هذا الذنب بالتوبة والحسنات الماحية ونحو ذلك لكن اعظم ما يمحو الذنوب التوبة اعظم ما يزيل الذنوب ويذهب باثارها التوبة الصادقة ولذلك امر الله تعالى بها في كتابه في مواضع عديدة واخبر ان من لم يتب فانه ظالم ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون وان لم يؤاخذه بها رأى فضله اي ان لم يؤاخذه بتلك الذنوب فعافاه وانعم عليه رأى ان ذلك من فضل الله تعالى عليه ثم قال وان عمل حسنة هذا في الجملة في حال الانسان ثم فصل ذلك في العمل الصالح والعمل السيء. قال وان عمل حسنة رآها من منته وصدقتي عليه. فالله تعالى هو المتفضل عليك بالهداية الله اعلم حيث يجعل رسالته. وهو اعلم بالمهتدين. والله لولا الله وما اهتدينا فان قبلها اي بعد عملها فمنة وصدقة ثانية انما يتقبل الله من المتقين وان ردها فلكون مثلها لا يصلح ان يواجه به. يعني لا تليق بالله عز وجل اما لقصور في اخلاص او لنقص بالمتابعة فان العمل يرد لواحد من هذين الامرين اما لنقص في الاخلاص بان يبتغى غير وجهه في العمل انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه واما لعدم المتابعة وسلوك والصراط والطريق الموصل اليه بالاحداث في الدين فلو كان مخلصا لكنه محدث فانه لا ينفعه ذلك العمل. من احدث في امرنا هذا ما ليس منه ايش فهو رد اي مردود فلا يقبله الله تعالى ثم قال رحمه الله وان عمل سيئة رآها من تخليه عنه الله المستعان ان عمل سيئة نفذ بصره الى ان الله تخلى عنه ولو ان الله صانه وحفظه ما وقع في المعصية وبالتالي ايفرح ام يحزن؟ لا شك ان صاحب القلب الحي يجد لذلك الما انت خلى الله عنه خلى بينه وبين نفسه ولهذا ينبغي للمؤمن ان يستحضر هذا المعنى عند مواقعة سيئة من السيئات. لا تفرح والسيئة يعني لو كنت عند الله على منزلة يكرمك بها لعصمك ولمنعك ولا حال بينك وبين السيئة بما في قلبك من الايمان لكنه خلى بينك وبين نفسك فتسلط عليك الشيطان واستدرجك حتى اوقعك. قال وان عمل سيئة رأها من من تخليه عنه وخذلانه له وامساك عصمته وذلك من عدله فالله تعالى عادل في كل ما يجريه فالعباد بين فظله وعدله فيرى في ذلك فقره الى ربه فاقرأوا الى ربه ان ينجيه من هذه المعصية بالتوبة منها وبالحفظ من من المعاودة اليها وهذا تمام الافتقار الى الله الذي به يدرك الانسان عون ربه فاوسع اوسع الابواب التي يدخل بها العبد على ربه وينال بها فظله الافتقار الافتقار الى الله واظهار الافتقار اليه قال رحمه الله نكتة المسألة وسرها انه لا يرى ربه الا محسنا سبحانه وبحمده. ولا ولا ولا يرى نفسه الا مسيئا او مفرطا او مقصرا اسيئ له مفرطا هذا تقصير او مقصرا كذلك هذا تقصير لكن او قاصرا ايضا يرى نفسه قاصرا عما يجب لله تعالى فيرى كل ما يسره من فضل ربه عليه واحسانه اليه. ويرى كل ما يسوؤه من الحوادث من ذنوبه وعدل الله فيه فيكون هذا عونا له على الاوبة والتوبة والمراجعة فان ذلك مما يوقظ الله تعالى به القلوب ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون. ثم فقال رحمه الله قال رحمه الله فائدة المحبون اذا خربت منازل احبائهم قالوا سقيا لسكانها وقد سقيا لسكانها وكذلك المحب اذا اتت عليه الاعوام تحت التراب ذكر حينئذ حسن طاعته له في الدنيا وتودده اليه وتجدد رحمته وسقياه لمن كان ساكنا في تلك الاجسام البالية قال رحمه الله فائدة الغيرة غيرتان غيرة على الشيء وغيرة من الشيء والغيرة على المحبوب حرصك عليه. والغيرة من المكروه ان يزاحمك عليه فالغيرة على المحبوب لا تتم الا بالغيرة من المزاحم وهذه تحمد حيث يكون المحبوب تقبح المشاركة في حبه كالمخلوق واما من تحسن المشاركة في حبه كالرسول والعالم بل الحبيب القريب سبحانه فلا يتصور غيره المزاحمة عليه فلا يتصور غيرة المزاحمة عليه. بل هو حسد والغيرة المحمودة في حقه ان يغار المحب على محبته له ان يصرفها الى غيره او يغار عليها ان عليها الغير فيفسدها عليه او يغار على اعماله ان يكون فيها شيء لغير محبوبه او يغار عليها ان يشوبها ما يكره. محبوبه من رياء او اعجاب او محبة لاشراف غيره عليها او غيبته عن شهود منته عليه فيها وبالجملة فغيرته تقتضي ان تكون احواله واعماله وافعاله كلها لله وكذلك يغار على اوقاته ان يذهب منها وقت في غير رضا محبوبه فهذه الغيرة من جهة العبد وهي غيرة من المزاحم له المعوق القاطع له عن مرضات محبوبه واما غيرة محبوبه عليه فهي كراهية ان ينصرف قلبه عن محبته الى محبة غيره بحيث يشاركه في حبه به ولهذا كانت غيرة الله ان يأتي العبد ما حرم عليه ولاجل غيرته سبحانه حرم الفاحشة ما ظهر منها وما بطن لان الخلق لان الخلق عبيده واماؤه. فهو يغار على امائه كما يغار السيد على جواريه. ولله المثل الاعلى الا ويغار على عبيده ان تكون محبتهم لغيره. بحيث تحملهم تلك المحبة على عشق الصور ونيل بالفاحشة منها قال رحمه الله اذا قسم الغيرة الى غيرتين الغيرة على الشيء وغيرة من الشيء وكلاهما يجتمعان في معاملة الله عز وجل الغيرة على المحبوب حرصك عليه والغيرة من المكروه ان يزاحمك عليه غيرك فالغيرة على المحبوب لا تتم الا بالغيرة من المزاحم يعني ثمة تلازم حرصك على من تحب لا يتم الا بغيرتك بكراهيتك ان تزاحم فيه لكن هذا ليس في كل المواطن والمواقع محمود ولذلك قال وهذه تحمد حيث يكون المحبوب تقبح المشاركة في حقه كالمخلوق واما هذي غيرها مذمومة واما من تحسن المشاركة في حبه كالرسول فليس من الغيرة المحمودة ان ان تكره ان يزاحمك غيرك عليه. اي على محبة الرسول بل تفرح بكثرة من يحب الرسول وبكثرة من يحب الله عز وجل فلا يتصور في اه فلا يتصور في هذا المقام غيرة المزاحمة عليه بل اذا وجد هذا كان حسدا اذا وجد هذا كان حسدا نعم وبقيت الكلام دائرة على هذا المعنى نعم قال رحمه الله فصل من عظم من عظم وقار الله في قلبه ان يعصيه وقره الله في قلوب الخلق ان يذلوه. الله اكبر اذا الله اكبر وهذا ثمرة العمل الصالح العاجلة من ثمرة العمل الصالح العاجلة ان من عظم وقار الله اي اجلاله وتعظيمه في قلبه ان يعصيه فحجزه تعظيم ربه ان يواقع ما نهاه عنه ما ترك هذه المعصية الا تعظيما لله وتوقيرا له واجلالا له ما تيسرها وسهولة حصولها فان الله تعالى يلقي عليه من المهابة والوقار ما يرتفع به عن الذل والهوان. قال وقره الله في قلوب الخلق ان يذلوه ولو كانوا من اعدائه ولو كانوا اعداء الاهلاء يتمكنون من اذلاله الله اكبر جزاء وفاقا الجزاء من جنس العمل فلما وقر الله قذف الله في قلوب الخلق توقيره نعم وهذا مثل من احب الله فصدق في الاقبال عليه القى الله محبته في قلوب الخلق ان الذين امنوا وعملوا الصالحات ها سيجعل لهم الرحمن ودا. اللهم اجعلنا منهم قال رحمه الله اذا علقت شروش المعرفة في ارض القلب نبتت فيه شجرة المحبة. فاذا تمكنت وقويت اثمرت الطاعة فلا تزال الشجرة تؤتي ثقلها كل حين باذن ربها اول منازل شروش المعرفة يعني اصوله يعني اصولها ومعانيها في ارظ القلب كالبذر في الارض فاذا علقت اصول المعرفة المعرفة بالله والعلم به في ارض القلب نبت فيها فيه شجرة المحبة لا يمكن ان يعرف احد احد الله على حقيقته كما اخبر به عن نفسه الا ولا بد ان يحبه هذا يقين فكلما ازداد الانسان علما بالله ازداد له حبا العلم باسمائه العلم بصفاته العلم بعظيم وجليل افعاله. العلم باحسانه سبحانه وتعالى الخاص بالمخلوق موجب لمحبته سبحانه وبحمده فلا يملك القلب الا ان يحبه واذا احبه اذا اذا حصل هذا العلم العلم بالله عز وجل اثمر محبته واذا قر في قلب العبد محبة الرب انت كذلك صالح العمل. ولهذا قال فاذا تمكنت وقويت اثمرت الطاعة لان محركات من اعظم محركات القلوب المحبة فمن اعظم محركات القلوب الى العمل المحبة. سواء كان آآ كانت محبة صالحة او محبة فاسدة فان المحب يجري في ما يحبه من يحب نعم قال فلا تزال الشجرة تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ما دامت المعرفة قائمة والمحبة باسقة فثمارها اتية ودانية نعم قال رحمه الله اول منازل القوم اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا واوسطها هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور واخرها تحيتهم يوم يلقونه سلام. اللهم اجعلنا منهم يا رب اول منازل القوم يعني في سيرهم الى الله اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا اذكروا الله اي اكثروا من ذكره جل في علاه اذكروا الله ذكرا كثيرا اي اكثروا من ذكره قولا وقلبا وعملا وسبحوه بكرة واصيلا اي في الغدو والاصال في الصباح والمساء واوسطها اي اوسط المنازل هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور. فان الانسان اذا اكثر من ذكر الله عز وجل فتح الله بصيرته وانار قلبه فابصر الهدى من الضلال وابصر النور من الظلام وابصر الغي الرشد من الغي ولذلك قال هو الذي يصلي عليكم اي يتفضل عليكم بالخير الكثير ليخرجكم من الظلمات الى النور. واذا فاز العبد بهذا كانت خاتمته في اخر المقامات تحيتهم يوم يلقونه سلام الله يسلمنا واياكم سلام من كل ما يخافون سلام من الفزع تنام من الاهوال سلام من النار كل ذلك وعد الله لهؤلاء الذين اشتغلوا بذكره وعملوا بما يحب حتى اتاهم اليقين اسأل الله ان يثبتنا واياكم على الحق والهدى وان يختم لنا بصالح العمل نعم قال رحمه الله ارض الفطرة رحبة قابلة لما يغرس فيها. فان غرست شجرة الايمان والتقوى اورثت حلاوة الابد وان غرست شجرة الجهل والهوى فكل الثمر مر ارجع الى الله واطلبه من عينك وسمعك وقلبك ولسانك ولا تشرد عنه من هذه الاربعة فما رجع من رجع اليه بتوفيقه الا منها وما شرد ما شرد عنه بخذلانه الا منها الموفق يسمع ويبصر ويتكلم ويبطش بمولاه والمخذول يصدر ذلك عنه بنفسه وهواه نعم ارجع الى ربك بالعمل الصالح وهو الاوبة اليه جل في علاه و خير ذلك ما فرضه الله تعالى على العبد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الالهي وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها فقوله واطلبه من عينك وسمعك وقلبك ولسانك اي اخلص له باداء الوظائف والاعمال المنوطة بهذه الجوارح. العين تبصر بها ايات الله وتتدبر الاء سبحانه وبحمده وتحفظها عما يغضبه وكذلك السمع وكذلك القلب وكذلك اللسان ولا تشغل عنه من هذه الاربعة فتستعمل عينك في المحرم او سمعك فيما يغضب ربك او قلبك فيما يبعدك عنه او لسانك فيما نهاك عنه فما رجع من رجع فما رجع من رجع اليه بتوفيقه الا منها. يعني هذه ابواب الرجوع الى الله عز وجل والاوبة والاوبة اليه ان تحفظه في عينك وسمعك وبصرك ولسانك وما شرد من شرد عنه بخذلان الا منها فاطلق لسانه للسانه العنان ولقلبه ولعينه اه سمعه فلم يرقب حق الله تعالى فيها فالموقن يسمع ويبصر ويتكلم ويبطش بمولاه اي بما يحبه ويرضاه مستعينا بالله عليه اياك نعبد واياك نستعين والمخذول اعاذنا الله واياكم من حاله يصدر ذلك عنه بنفسه وهواه دون هدى ربه و بعونه وتوفيقه نعم. قال رحمه الله مثال تولد الطاعة ونموها وتزايدها كمثل نواة غرستها فصارت شجرة. ثم اثمرت فاكلت ثمرها وغرست نواها فكلما اثمر منها شيء جنيت ثمرة وغرست نواه وكذلك تداعي المعاصي طيب فليتدبر اللبيب هذا المثال فمن ثواب الحسنة الحسنة بعدها. ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها ليس العجب من مملوء هذا بيان ان الحسنات والسيئات تتتابع تأخذ برقاب بعض فكلما اشتغل الانسان بحسنة فتح الله له بابا من ابواب الحسنات واذا اشتغل بسيئة كان هذا داعيا الى نظيرتها او ما هو اشد منها نعم قال ليس العجب بمملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره اليه انما العجب من ما لك يتحبب الى مملوكه بصنوف انعامه. ويتودد اليه بانواع احسانه مع غناه عنه كفى بك عزا انك له عبد وكفى بك فخرا انه لك رب هذا هو بحمده يعني هو يذكر هنا انه اشتغال العبد بما يرضي الرب ليس مما يعجب منه وانما الذي يعجب منه ان الرب جل في علاه يسعى في رضا عبده كما قال تعالى ولسوف يرضى والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد