الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه واثنى عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وهو صفيه وخليله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فذكر في هذا الحديث الحديث هذا في الصحيحين من حديث آآ ابي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي في غزوة خيبر هذه الكلمة لان يهدي الله رجلا واحد الهداية هنا في اعلى صورها وهي النقل من الكفر الى الاسلام لان النبي صلى الله عليه وسلم قال له ذلك في قتاله لليهود فاعلى ما يكون من الهداية هو هداية النقل من الكفر للاسلام لكن يدخل في هذا كل انواع الهداية فيرجى ان يكون من سعى في هداية الناس من الفسق الى الصلاح والاستقامة ومن الظلال الى الهدى يرجى ان ينال من هذا الحديث قسطا ونصيبا. الشاهد في هذا هو ان النبي صلى الله عليه وسلم بين عظيم فظل العمل المتعدي حيث قال لعلي لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ثم قال وقال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجر من تبعه من غير ان ينقص من اجورهم شيئا هذا الحديث الامام مسلم من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه. وفيه بيان فظل الاشتغال بهداية الخلق وهذا عمل متعدد لمن دعا الى هدى اي قام داعيا الى هدى والهدى هنا يشمل كل ما امر الله به ورسوله. من الواجبات ومن المستحب الظاهرة والباطنة فهذا يشمل الدعوة لكل عمل صالح. كان له من الاجر مثل اجر من تبعه. يعني اذا قال الوالد صل الفريضة فهو داخل في هذا الحديث. اذا قال الرجل لامرأته صلي السنة داخل في هذا الحديث. اذا قال المعلم لطلابه احرصوا على العلم داخل في هذا الحديث. اذا قال الخطيب الجمعة ما قام يقوله الناس من التوجيه داخل لهذا الحديث. الامر بالمعروف داخل في هذا الحديث فهو يشمل كل من اشتغل بهداية غيره. من دعا الى هدى وهنا هدى نكرة في سياق ايش ها الشرط فماذا تفيد؟ تفيد العموم في الدعوة الى كل هدى دقيقة وجليل صغير او كبير ظاهر او باطن واجب او مستحب وهذا يبين عظيم فضل الاشتغال بهداية الناس ودعوتهم كان له من الاجر مثل اجر من تبعه يعني كان له من الاجر بقدر ما ترتب على احسانه من الاجر وهذا الاجر زائد على اجر الدعوة يعني هو لو دعا ولم ولو لم يستجب له هل له اجر او ليس له اجر؟ له اجر لكن يزيد على هذا اجر اجر الدعوة اجر العمل الصالح ان انه اذا كتب الله تعالى قبولا لهذه الدعوة فان من عمل بهذه الدعوة لك نصيب من عمله وليس المقصود مشاركة في عمله انما لك مثل عمل من غير ان ينقص من اجورهم شيئا. فقوله صلى الله عليه وسلم من دعا الى اذا كان له من الاجر مثل اجر من تبعه من غير ان ينقص من اجورهم شيئا هذا اجر زائد على اجر العمل ذاته فالعمل ذاته له من الاجر ما هو واضح وبين في الكتاب والسنة. ثم قال وقال ان الله وملائكته يصلون على معلمي الخير ان الله وملائكته يصلون. اما الله جل وعلا فصلاته رحمة وثناء وخير للعبد خير كثير للعبد واما صلاة الملائكة فهي دعاؤهم واستغفارهم وسؤالهم الرحمة لمن يشتغل بتعليم الناس الخير. وهذا الحديث رواه الترمذي الترمذي وغيره من طريق ابي امامة رضي الله عنه من حديث ابي امامة لكنه حديث فيه ضعف قال عنه الترمذي حديث والترمذي اذا قال في حديث حديث غريب يريد انه ضعيف ولكن في نسخة قال رحمه الله حديث حسن غريب صحيح. وعلى كل حال فيه ابو عبدالرحمن القسم ابو عبد الرحمن عن ابي امامة رضي الله عنه وقد ظعفه بعظهم قواه بعظهم ظعفه الامام احمد ووثقه البخاري فجرى الاختلاف في تصحيح على اه هذا السبب وايظا فيه ايظا الوليد ابن جميل قد اختلف فيه وغالب ما يرويه من الظعاف على كل هذا الحديث صححه بعض المتأخرين. وقد وصفه الترمذي بانه حسن غريب صحيح. وهو دال على ان الاشتغال بتعليم الناس الخير وهنا الخير يشمل خير الدنيا وخير الاخرة وهذا من فضل الله ورحمته يعني لو علمت احد كتابه فارتزق بالكتابة هذا من الخير الذي تؤجر عليه علمت احد كيف يصنع الكهرب كيف يصلح عطل البيت هذا كله من الخير فكل خير في ذاته او فيما يؤول اليه فانه يؤجر عليه الانسان يرجى ان يدخل في هذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لكن اعلى ما يكون من الخير هو ما يستقيم به القلب يصلح به العمل ويستنير به الانسان سبيل الهدى ويسلك به الصراط المستقيم. هذا اعلى واشرف الخير لكن ما دون ذلك يدخل فيه وعلى هذا الذين يعلمون العلوم دنيوية اذا قصدوا بذلك الخير اما في اه تعليمهم واما فيما اؤول اليه هذا التعليم فانهم يؤجرون على هذا ان شاء الله تعالى. يقول وقال ان العلم ان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض او حتى الحيتان في البحر والنملة في جحرها هذا الحديث رواه ابو داوود الترمذي وغيرهما من طريق عاصم عن داوود ابن جميل عن قيس ابن كثير عن ابي الدرداء رضي الله عنه والحديث في اسناده ضعف وقد قال عنه الحافظ له شواهد يتقوى بها لكن الحقيقة ان شواهده لا تخلو من ضعف لكن المقصود الحافظ رحمه الله ان مجموع الطرق يعطي هذا الحديث شيئا من الحياة. وان كان الحديث لا يخلو طريق من طرقه من ضعف فقد اعله الدارقطنا بالاضطراب. وضع رواته حتى انه قال ما بين عاصم الى ابي الدرداء كلهم ضعفاء يعني ذكرنا الحديث من طريق عاصم عن داوود ابن جميل عن قيس ابن كثير وفي بعض النسخ كثير ابن قيس عن ابي الدرداء عن ابي الدرداء على كل المقصود هو ما دلت عليه الاحاديث الكثيرة التي هذا منها وقد تقدم ما في الصحيحين من حديث سهل ومن حديث ابي هريرة في صحيح الامام مسلم من دعا الى هدى وهذا كافي في اثبات الحكم. قال المؤلف رحمه الله بعد ان ذهب فرغ من الوجه الاول الذي استدل به هؤلاء والدليل الاول الذي استدل به هؤلاء على ان العمل المتعدي افضل من العمل القاصر ما الدليل الذي استدل به لا الدليل ما هو؟ يعني ما اصل الدليل هذه الاحاديث ادلة للاصل الذي ذكره. نعم حديث علي ما يخالف لكن ما هو الجامع في هذه الادلة؟ وذكر اربعة احاديث يجمعها معنى واحد نعم عبد الله ان النفع المتعدي اعظم اجرا اعظم اجرا في كون المنتفع به اكثر من النفع القاصر هذا الوجه الاول. الدليل الثاني الذي رجحوا به العمل المتعدي على العمل القاصر ان صاحب العبادة اذا مات انقطع عمله تصاحب النفع لا ينقطع عمله ما دام نفعه الذي تسبب في واضح؟ هذا الوجه الثاني الذي استدلوا به هم ذكروا اوجه الوجه الاول ان المنتفع بالعمل المتعدي اكثر وما كان اكثر فهو اعظم اجرا الوجه الثاني ان العمل القاصر ينقطع بموت الانسان اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث هذا الحديث في الصحيحين في صحيح الامام مسلم من حديث علاء بن عبدالرحمن آآ عن ابيه عبد الرحمن بن يعقوب عن آآ ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث هذه الاعمال الثلاثة ما هي؟ العلم ينتفع به؟ صدقة جارية ولد صالح يدعو له. وكل هذه الاعمال متعدية او قاصرة هذه اعمال كلها متعدية ولذلك دامت واستمرت بعد موت الانسان لكن المؤلف قال لا ينقطع عمله ما دام نفعه الذي تسبب فيه يعني فالذي يفتح مدرسة للتعليم مثلا يشتغل بفتح مدرسة للتعليم. فانه يؤجر ما دامت هذه المدرسة باقية حتى ولو مات حلق العلم التي يؤسسها العلماء ويرعونها ثم ينشأ من هذا العلم طلبة يعلمون يدرسون فهم مأجورون على هذا من من العلم الذي ينتفع به. العلم الذي ينتفع به يشمل الكتب يشمل الطلاب يشمل دعوة الناس على وجه العموم. كل علم يتركه الانسان ينتفع به ويبقى الناس يعملون به بعده فانه يرجى ان يدخل في هذا الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم عمله الا من ثلاث الا من صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له. وانبه هنا الى انه كثير من الناس يسعى في انواع من عمل الصالح الذي يبقى بعد موتهم لكنهم يفوتهم معرفة مراتب العمل وهذي مسألة مهمة افضل ما يبقى بعدك من العمل الذي ترجو نفعه هو العلم النافع وذلك ان العلم النافع ما يزال ينمو انت الان لو وقفت عمارة هذي من الصدقة الجارية او لا وقف على انه مثلا في الفقراء او في طلبة العلم او في المجاهدين او في اي باب من ابواب البر هذا الوقف سينتهي اذا تعطل وخرب سينتهي وينقطع نفعه. لكن العلم هو المبارك الذي لا ينتهي فانك اذا اوقفت فانك اذا اوقفت شيء على العلم مثلا او انك تركت مؤلفا او علمت ونقل عنك الطلاب العلم هذا العلم مثال واضح حتى يتضح الامر. هذا الحديث الذي نقرأه وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث. من الذي نقله الا للامة ابو هريرة رضي الله عنه والذي نقل عن عن ابي هريرة عبدالرحمن ابن يعقوب الحرقي والذي نقله عن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي ابنه العلاء ابن عبد الرحمن وهلم بجر حتى جاء الامام مسلم واخرج هذا الحديث من طريقهم وحفظ الحديث وانتشر في الامة من هذا الطريق. كل من قرأ هذا الحديث وانتفع به فهؤلاء لهم اجر فيه ولذلك العلم الان لما تعلم علم هذا العلم اذا نقلته الى طالب والطالب نقله الى اخر او سمعه عامي ونقله الى اخر او عمل به لا شك ان هذا مما ينتفع يتسع نفعه ويدوم بخلاف الصدقة وبخلاف الولد الصالح الولد الصالح يموت والصدقة تنتهي بوقت لكن الذي دواما مستمرا هو العلم. ولذلك انا اقول ينبغي لطلبة العلم ان ينبهوا الناس الى دعم المشاريع العلمية. ودعم طلبة العلم الان تجد الناس ينشطون مثلا في الاوقاف التي على المساجد في الاوقاف التي على الفقراء ينشطون في كفالة الايتام ينشطون في الاغاثة وهذا كله خير واجر وثواب ويرجى ان شاء الله نفعه لهم لكن الذي ينتقي من العمل ما دام نفعه وطال عائده عليه في الدنيا والاخرة وهو العلم. واذكر ان شيخنا رحمه الله اتاها المحسنين يسأله في افضل ما ينفق فيه في هذا الزمن؟ قال فقال له ارى ان افضل ما يكون من النفقة في هذا الزمن في العلم وهذا يشمل الانفاق على طلبة العلم بالاوقاف يشمل الانفاق مثلا على الكتب يشمل توزيع الاشرطة كفالة الدعاة اه كفالة الحلق كل ما يتعلق دعم الكتاب دعم الشريط دعم المواقع العلمية التي ينتفع بها الناس آآ المراد انه لا لا حصر لهذا الامر فالطرق كثيرة وابوابه متنوعة والناس في انصراف عن هذا الامر ارى انه مما ينبغي لطلبة العلم ان يهتموا به هو اشاعة هذا وتبيين هذا للناس اسأل الله ان يعيننا واياكم على هذا شيء تابع وليس اصلا في فيما نحن فيه. يقول المؤلف رحمه الله في ثالث الاوجه الان مرة كم وجه؟ وجهان ثالث الا وجه قال والانبياء عليهم الصلاة والسلام انما بعثوا بالاحسان الى الخلق وهدايتهم ونفعهم في معاشهم ومعادهم لم يبعثوا بالخلوات والانقطاع. اذا استدل بحال الانبياء وان الانبياء كانوا يشتغلون باي نوع من انواع العمل المتعدي او القاصر كانوا يشتغلون بالعمل القائد المتعدي. ولذلك اه علت مراتبهم وارتفع ذكرهم لما كانوا فيه من العمل المتعدي الذي نفع اممهم يقول ولهذا انكر النبي صلى الله عليه وسلم على اولئك الذين هموا بالانقطاع والتعبد وترك مخالطة الناس. يجيه المؤلف رحمه الله بهذا الى ما في الصحيح اه من حديث حميد الطويل عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رجلين اتيا الى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة رجال اتوا الى النبي صلى الله عليه وسلم يسألون ازواجه عن عمله. فلما قالوا لهم حكوا لهم عمل النبي صلى الله عليه وسلم كانهم تقالوا تقالوا ذلك. اي رأوه قليلا ظعيفا فقال احدهم لا اتزوج النساء وقال اخر لا انام على فراشي وقال الثالث لا اكل اللحم فقال النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ما بال اقوام؟ قالوا كذا وكذا فانني لكنني انام اصلي وانام واتزوج نساء واصوم وافطر فمن رغب عن سنتي فليس مني تبين النبي صلى الله عليه وسلم خطأ هؤلاء وهنا الخطأ في كونهم حبسوا انفسهم لا في كونهم آآ اشتغلوا بعمل قاصر ولذلك لهذا فيه نوع نظر لان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليهم انهم اشتغلوا بهذه الاعمال انما انكر عليهم دوام الاشتغال بهذا العمل عن غيره وانهم حبسوا انفسهم في شيء لم يشرعه لهم الله تعالى وهو ان احدهم يقول آآ لا اتزوج النساء والاخر يقول لا اكل اللحم والثالث يقول اقوم ولا انام فالاستدلال بهذا فيه نظر قوله رحمه الله ولهذا انكر النبي صلى الله عليه وسلم على اولئك النبي لم ينكر عليهم اشتغالهم بالاعمال القاصرة انما انكر عليهم الانكر عليهم كونهم رغبوا عن سنته صلى الله عليه وسلم. نعم ثم قال ورأى هؤلاء ان التفرق لنفع الخلق افضل من جمعية من الجمعية على الله بدون ذلك قالوا ومن ذلك العلم والتعليم ونحو هذه الامور الفاضلة ثم قال الصنف الرابع قالوا افضل العبادة العمل على مرضات الرب سبحانه واشتغال كل وقت بما هو مقتضى وذلك الوقت ووظيفته فافضل العبادات في وقت الجهاد الجهاد. وان ال الى ترك الاوراد من صلاة الليل وصيام النهار بل من ترك اتمام صلاة الفرض كما في حالة الامن. والافضل في وقت حضور الضيف القيام وبحقه والاشتغال به. والافضل في اوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن والذكر والدعاء في وقت الاذان ترك ما هو فيه من الاوراد. والاشتغال باجابة المؤذن. والافضل في اوقات الصلاة الخمس الجد والاجتهاد في ايقاعها على اكمل الوجوه. والمبادرة اليها في اول الوقت. والخروج الى المسجد وان بعد والافضل في اوقات ضرورة المحتاج المبادرة الى مساعدته بالجاه والمال والبدن والافضل في السفر مساعدة المحتاج واعانة الرفقة وايثار ذلك على الاوراد والخلوات والافضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب والهمة على تدبره. والعزم على تنفيذ اوامره اعظم من جمعية قلب من جاءه كتاب من السلطان على ذلك. والافضل في وقت الوقوف بعرفة الاجتهاد في التضرع والدعاء والذكر والافضل في ايام عشر ذي الحجة الاكثار من التعبد لا سيما التكبير والتحميد وهو افضل من الجهاد غير المتعين. والافضل في العشر الاواخر من رمضان. لزوم مساجد والخلوة فيها مع الاعتكاف والاعراض عن مخالطة الناس. والانشغال بهم حتى انه افضل من الاقبال على على تعليمهم العلم واطرائهم القرآن عند كثير من العلماء والافضل في وقت مرض اخيك المسلم او موته عيادته وحضور جنازته وتشييعه وتقديم ذلك على خلوتك جمعيتك والافضل في وقت نزول النوازل واذى الناس لك. اداء واجب الصبر مع خلطتك لهم المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم افضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على اذاهم وخلطتهم في الخير افضل من عزلتهم فيه. وعزلتهم في الشر خير من خلطتهم فيه. فان علم انه واذا خالطهم ازاله وقلله. فخلطتهم خير من اعتزالهم. وهؤلاء هم اهل التعبد المطلق. طيب الصنف الرابع هم افضل الاصناف نقرأ ما ذكره المؤلف رحمه الله على وجه الاجمال في هذا الصنف يقول رحمه الله قالوا افضل العبادة العمل على مرضاة الرب سبحانه واشتغال كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته اي واجبه وظائف المقصود بها الواجبات. المؤلف رحمه الله بين ان هذا الصنف ليس له عمل معين لا يقصر على نفسه على عمل معين بل هو دائر في اعمال كثيرة وذلك ان الافضل في العمل لا يأخذ فضلا مطلقا في كل حين وفي كل حال وفي كل وقت بل الفضل في العمل يختلف باختلاف الحال وباختلاف الزمان وباختلاف المكان واذا كان كذلك فانه لا يمكن ان نقول ان العمل ان نوعا من العمل هو الافظل على الاطلاق فالاعمال تتفاضل باعتبار زمانها وباعتمار مكانها وباعتبار الاشخاص القائمين بها ولذلك اختلف جواب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لمن سأل عن اي العمل افضل فمرة يقول ايمان بالله والجهاد في سبيله ومرة يقول الصلاة على وقتها وهكذا في اجوبة صلى الله عليه وعلى اله وسلم وانما كان هذا الاختلاف بسبب اختلاف احوال الاشخاص او باختلاف الازمان او باختلاف الاماكن او ما الى ذلك مما يوجب الاختلاف في الفضل. اذا الخلاصة من هذا الصنف الذي ذكر فيه المؤلف رحمه الله امثلة كثيرة. وتطبيقات عديدة للافضل في احوال وفي ازمان او في اماكن الخلاصة انه ليس هناك عمل يقال انه الافضل على وجه الاطلاق انما الفضل يتفاوت ويختلف باختلاف الزمان باختلاف المكان باختلاف الشخص. فافضل العباد هو من جعل نفسه في افضل العبادات واقربها الى طاعة الله زمانا ومكانا وحالا. يقول رحمه الله فافضل العبادات في وقت في وقت الجهاد الجهاد بوقت الجهاد الجهاد هو قتال الكفار ففي زمن الجهاد وهو زمن اعتداء الكفار على اهل الاسلام افضل الاعمال الجهاد. وان ال الى ترك الاوغاد من صلاة الليل وصيام النهار بل من ترك اتمام صلاة الفرض كما في حال الامن ولذلك شرعت صلاة الخوف فان خفتم فرجالا او ركبانا فالجهاد في هذه الحال التي يكون فيها مضايقا لبعض الواجبات اولى من الاشتغال باتمام الصلاة واكمالها ولذلك ذكر الله تعالى صفة صلاة الخوف وبين ذلك في كتابه بيانا مفصلا الا يلتبس الامر ويظن ظان ان تقديم الصلاة في مثل هذه وتكميلها في مثل هذه الاحوال مقدم على الجهاد اذا من اشتغل في مثل هذه المواطن بانواع العبادات والاوراد واقامة الصلاة على وجه التمام هل هو مشتغل بالفاضل او بالمفضول اشتغل بالمفضول لان الفاضل في هذا هو القيام بما امر الله تعالى من دفع الكفار وكسر صلتهم. قال والافضل في وقت حضور الضيف بالحق والاشتغال به. فلو انه اذا جاه ظيف جلس يبحث في العلم وترك ضيفه. او جلس يقرأ وترك ضيفه او قام يتسنن وترك ضيفه. لا شك انه خارج عن كمال العبودية وان كان ما يشتغل فيه وان كان ما يشتغل به في ذاته فاضل. لكنه طرأ ما يوجب تقديم الضيافة على الصلاة. الصلاة الصلاة خير موضوع لكن لما جاء الضيف كان ذلك مقدما لا لجنس العمل لكن لكونه في هذه الحال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه وفي اكرام الضيف ان تجلس معه وان تحتفي به وان تقدم له ما تستطيع من الاحسان المعنوي والمادي يقول اه والافضل في اوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن والذكر والدعاء. والافضل في وقت الاذان ترك ما فيه ما هو فيه من الاوراد والاشتغال باجابة المؤذن طرد المؤلف رحمه الله انواعا من الاعمال يكون الافضل فيها فاضلا في ذلك الوقت وقد يكون مفضولا في غيره. قال والافضل في اوقات الصلوات الخمس الجد الاجتهاد في ايقاعها على اكمل الوجوه والمبادرة اليها في اول الوقت والخروج الى المساجد والمسجد وان بعد. والافضل في اوقات ضرورة المحتاج النوازل والمصائب والكوارث المبادرة الى المساعدة بالجاه والمال والبدن. والافضل في السفر مساعدة المحتاج واعانة الرفقة وايثار ذلك على المراد والخلوة مع ان الاوراد والخلوة قد يكون فيها من من تغذية القلب وانشراحه ما ليس في القيام باعانة الركب واعانة الرفقة وما الى ذلك ويشهد لهذا آآ ما في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر ولما نزل منزلا سقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الابنية فضربوا الاغبية سقوا آآ الركاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذهب المفطرون اليوم بالاجر مع انهم مع انهم فوتوا صوما لكن في مثل هذا هذه الحال القيام بهذه الاعمال افضل من التعبد الله تعالى بالصوم. يقول رحمه الله والافضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب. والهمة على تدبره والعزم على تنفيذ اوامره يقول اعظم من جمعية قلب من جاءه كتاب من السلطان على ذلك انت اذا جاك الان كتاب من سلطان او من امير او من كبير او من اه من تجل وتحب تجد ان حفاوة حفاوتك بهذا الكتاب حفاوة كبيرة لا من حيث الحفظ له ولا من حيث قراءته ولا من حيث تأمل معانيه ولا من حيث فهمه ولا من حيث تكراره كل هذا وهو كتاب بشر من البشر ينبغي لنا اذا جئنا نقرأ كتاب الله تعالى نستحضر كلام المؤلف. جمعية القلب والهمة في تدبره يعني على تدبره. جمعية القلب والهمة على تدبره يعني بذل الطاقة والوصف في تدبره والعزم على تنفيذ اوامره لان التدبر يثمر العمل. اذا تدبر تبين له الامر واتضح له المعنى. وفهم مراد الله جل وعلا. ثم ينتقل بعد هذا الفهم وهو العلم الى العمل قال والافضل في وقت الوقوف بعرفة اجتهد في التضرع والدعاء والافضل في ايام عشر ذي الحجة الاكثار من التعبد لا سيما التكبير الى اخر ما ذكر افضل في العشر الاواخر من رمضان لزوم المساجد والخلوة والافضل في وقت مرض اخيك المسلم او موت عيادته والافضل في وقت نزول النوازل هذا الناس اه لك اداء واجب الصبر ثم قال رحمه الله وهؤلاء وهؤلاء هم اهل التعبد المطلق والاصناف التي قبلهم اهل التعبد المقيد. فمتى خرج احدهم عن الفرع الذي تعلق به من العبادة وفارقه يرى نفسه كأنه قد نقص ونزل عن عبادته فهو يعبد الله على وجه واحد وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره بل غرضه تتبع مرضات الله تعالى. ان رأيت العلماء رأيته معهم. وكذلك في الذاكرين والمتصدقين وارباب الجمعية وعكوف القلب على الله فهذا هو الغذاء الجامع للسائل الى الله في كل طريق والوافد عليه مع كل فريق. طيب تقدم ان المؤلف رحمه الله قسم الناس في طريق سيره من الله تعالى في تعبدهم الى اربعة اصناف اول هذه الاصناف اشقها وافضلها هذا اول فريق. الثاني اهل الزهد والتجرد والتنسك الثالث الذي ينظر الى النفع المتعدي الرابع الذي تعبد الله تعالى بعبادة الوقت ففي كل وقت يأخذ من العبادة ما هو وظيفة الوقت افضل هؤلاء الاصناف هم اصحاب الصنف الاخير الصنف الرابع الذين هم اهل التعبد المطلق يقول المؤلف رحمه الله وهم اهل التعبد المطلق يا للذين لا يتقيدون بصورة ولا بنوع ولا بوقت ولا بحال بل طلبهم وغرضهم مرضاة الله تعالى فحيث كانت كانوا وحيث نزلت نزلوا وحيث سارت ساروا يتبعون مراظي الله تعالى مظانة وهؤلاء لا شك انهم العباد الحقيقيون هؤلاء هم العبيد لانهم ينظرون الى مرضاة سيدهم فيفعلون. قد تجردوا من حظوظ انفسهم واهوائهم. ليس لهم هوى في نوع من التعبد ولا عمل من الاعمال انما هواهم تبع لمحاب الله تعالى فيتبعون مراظي الله جل وعلا يطلبون مرضاته حيث كانت. ولا شك ان هذا آآ من كمال عبودية قلوبهم لله تعالى. لانهم دقيق في يد السيء يفعل بهم ما يشاء. ليس لهم اختيار ولا لهم رغبة ولا ميل الى نوع من العمل بل رغبتهم رضا سيده فحيث كان رضا سيدهم وجدتهم وهؤلاء لا شك انهم الذين كملوا العبودية نسأل الله ان يجعلنا منهم. امين. يقول رحم الله والاصناف التي قبلهم اهل التعبد المقيد. كل تقيد بصورة رافع وانا ساجد فهذا ينبغي ان يكون الانسان لا باحثا عن ما تميل اليه نفسه انما ينبغي ان يكون باحثا عما يرظي ربه لزوم مرضاة الله تعالى ان يجد العبد انشراحا ولذة اما بعبادة الله تعالى بالمشاق واما بعبادة الله تعالى بالتنسك والتجرد من الدنيا وترك ما سوى ذلك واما بالاشتغال بالعمل المتعدي النافع وترك ما سوى ذلك ولا شك ان هذا وان كان يحصل به خير للانسان لكنه قصور في السير الى الله تعالى لان للانسان فيه حظا وللانسان فيه هوى وكلما بعد الانسان عن هواه كان اقرب الى مولاه فينبغي ان يتبين هذا وان يعلم فبقدر ما تبعد عن الهواء بقدر ما يحقق مرضاة الله تعالى. يقول رحمه الله افمتى خرج احدهم عن الفرع الذي تعلق به من العبادة وفارقه يرى نفسه انه قد نقص ونزل عن عبادته فهو يعبد الله على وجه واحد ويدخل يا اخواني الشيطان على هؤلاء بانواع من الدواخل التي تصرفهم عن الطاعات. اليوم هذا اليوم اتصل بي احد التائبين ويقول اني وجدت نفسي في لما كنت عاصيا اذا عصيت واستغفرت وجدت ان الله يقبل علي يعني يشعر براحة وطمأنينة فلما استقمت فقدت هذه اللذة وفقدت هذا الخير وولذلك هذا يعني يهم قلبي ان ينكس الى الى الشر ويرجع الى ما كنت عليه لاني لان حالي مع الله قبل خير من حال مع الله تعالى بعد التوبة هذا لا شك انه من مداخل الشيطان قلت له يعني ما الذي تجده اذا اقبلت على الطاعة؟ قال اني اذا اقبلت على الطاعة لا اجد لذة لا اجد طمأنينة لا اجد سكون لا اجد انشراح وهذا لا شك انه سبب يصرف كثير من الناس عن العبادة انه يسلك طريق الهدى ثم لا يجد ما اخبر به من اللذة لا يجد ما اخبر به من طعم الايمان فهل هذا يسوغ له ترك العبادة؟ الجواب لا لانه يجب عليه ان يعبد الله تعالى ولو لم يحصل اللذة. اما من لم يعبد الله الا للذة فانه لاحظ حظ نفسه وهذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله في اصحاب الجمعية الذين يرون ان حصول اللذة وانشراح الصدر وطمأنينة القلب هي المقصود فاذا كانت كذلك فينبغي التمسك بكل ما يحصل به سكون القلب ولذته وطمأنينته الواجب على المؤمن ان يكون عبدا لله تعالى حيث اراد الله تعالى يعبد الله بما شرع. وجد النتيجة او لم يجد لان الشيطان ينغص لا شك على العبد العبادة وقد يزين له طريقا من الطرق المفضولة او الطرق الخارجة عن الهدي النبوي آآ ليستمر في نوع من التعبد الضال فان الشيطان اذا عجز عن طرق باب الشهوة جاء من باب الشبهة وهكذا هو قاعد للانسان بالمرصاد فينبغي للعبد ان يكون فطنا ليس كل ما تجد فيه انشراحا ولذة وطمأنينة هو الذي تسلكه وتتمسك به من العبادة ولو كان غيره افضل منه بل يجب عليك ان تطلب الافضل الذي هو اقرب الى مرضاة الله تعالى. ولو كان هذا يفوت عليك شيئا من الجمعية والطمأنينة التي اشار اليها المؤلف رحمه الله فيما تقدم من الاصناف التي ذكرها وهذا مدخل شيطاني على الانسان اذا تنبه له تجرد عن هواه واصبح يعبد الله جل وعلا لذاته لا لما يدركه من الفوائد طيب كيف نجمع بين هذا وهو انه الانسان ينبغي له ان يسلك في عبودية لله تعالى طلب مراد الله حيث كانت سواء كانت مما يجتمع عليه القلب او مما يتفرق عليه القلب مما يدرك به اللذة او ما لا يدرك به فكيف نجمع بين هذا وبين ما اجاب به الامام احمد رحمه الله لما سأله رجل قال اي العمل الزم؟ قال انظر نعم سأله قال له انني اه اصلي عند فلان فاجد طمأنينة او انشراحا واصلي في المسجد الفلاني فلا اجد ذلك فايهما اصلي معه؟ قال انظر الى الاصلح لقلبك فافعله. هذي قاعدة لا شك انها مهمة. وهي صحيحة كما ذكرها الامام احمد رحمه الله لكن انت انظر الى السؤال الذي ورد السؤال في عمل صورته واحدة وهو عمل واحد انما الفرق بين هذا وذاك هو انه يجد هنا صلاحا لقلبه وهناك لا يجد صلاحا لقلبه. لم يكن العمل بين نوعين من العمل احدهما فاضل والاخر مفضول فيقال للانسان الزم المفضول ولو فوت الفاظل وثم قد يكون المفضول مفظولا بمعنى ليس فقط انه دونه في الرتبة والدرجة والاجر انما لكونه اه قد يكون ممنوعا مثلا قراءة القرآن لو قال انسان انا لا اخشع في قراءتي للقرآن الا اذا كنت ساجدا هل نقول له اقرأ القرآن وانت ساجد؟ نقول لا قراءتك للقرآن وانت ساجد معصية لان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا اني قد نهيت ان اقرأ القرآن وانا لابد ولكن قد يتأخر وقد يبتلي الله جل وعلا العبد فلا يدرك هذه اللذة الا بعد مجاهدة وصبر. الان نقول اقرأ القرآن القرآن وستجد خيرا تجد بعض الناس يقرأ القرآن مرة مرتين ثلاث ثم لا يجد شيئا هذا البلاء ليس في في فيما وجهت اليه ما وجهت اليه هو توجيه رب العالمين الا بذكر الله تطمئن القلوب هذا القرآن شفاء لما في الصدور لكن البلاء ان هناك حوائل وموانع تحتاج في ازالتها الى وقت حتى تدرك ثمار العبادات حتى تدرك النتائج فينبغي للعبد ان لا استعجل انما يلزم امر الله وامر رسوله. فاذا لزم امر الله وامر رسوله لا بد ان يثمر نتاجا حسنا ولذة عاجلة يتذوقها آآ هي من نعيم الدنيا الذي يقول فيه شيخ الاسلام لو لم يكن في الاخرة من النعيم الا يدركه اولياء الله تعالى من نعيم قلوبهم وانشراح في الدنيا لكان كافيا لا شك ان ذا فظل كبير ويمكن نحن لقصورنا وتقصيرنا ما نتصور مثل هذه المعاني الكبار. لكن من سلك وجدوا من صار على من سار على الدرب وصل فان العبد اذا صدق مع الله صدقه الله والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا اذا خلاصة هذا الذي انتهى اليه المؤلف رحمه الله بعد ذكر هذه الاصناف ان اعلى المراتب واشرفها هم الذين يطلبون الله تعالى ولو لم يدركوا لذة الايمان وانشراحه او لو كان ذلك سببا لتفرق قلوبهم وتشوشها فان العبودية المطلوبة هي تحقيق مرضاة الله اجتمع عليها القلب او لم يجتمع رضي بها او لم يرظى ثم انه اذا رظي فلا بد ان يكون له الرظا قال الله تعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى. اذا صدق مع الله فله هذه البشرى يقول رحمه الله وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثر على غيره بل غرضه تتبع مرضات الله ثم شرح هذا فقال اذا رأيت العلماء رأيته معه وكذلك في الذاكرين فهو له نصيب من الذكر والمتصدقين فله كذلك حظ وارباب الجمعية يعني اصحاب اعمال القلوب الزهد والتنسك وجدت كذلك وعكوف القلب على الله اي لزوم الله القلب لله تعالى ذكرا وتعظيما فهذا هو الغذاء الجاني شف هذا هو الغذاء الجامعي وغيره غذاء ناقص ينقص به سير العبد الى الله تعالى. اجمع الغذاء الذي به قوة البدن ويكتمل به قوة السائل الى الله تعالى هو ما اخذ في كل عبادة بنصيب ولذلك من حكمة الله انه العبادات هناك حد ادنى واجب من كل عبادة من اصول العباد. الصلاة الصلاة فيها قدر واجب الزكاة ذلك الصوم كذلك آآ الحج كذلك الجهاد كذلك سائر العمل هناك قدر قد يكون واجبا في في جميع هذه العبادات ثم ما زاد هو محل التسابق والفضل لكن لحاجة الانسان الى قدر من الصلاة الى قدر من الصيام الى قدر من الزكاة الى قدر من الحج الى قدر من الاعمال الواجبة جعل الله تعالى هذه الاعمال مفروضة عليه وما زاد فهو محل للمسابقة والمسارعة. الغذاء الكامل ان تبحث عن مرض الله تعالى. اما الذي اخذ بشيء من العمل الصالح او اخذ بمنهج من المناهج المتقدمة اما التخشع والزهد واما السعي في نفع الاخرين والعمل المتعدي واما اه من اثر العمل الشاق فانه قد اخذ بنوع من الغذاء. مثاله الان انت الغذاء البدن بدن الانسان عندما تكتمل قوته ويكتمل نموه وبناءه بتنوع الغذاء الذي يلبي حاجة البدل للنمو والحفظ. فاذا اقتصر على نوع من الغذاء لم يتغذى الا باللبن فقط. هل تكتمل قوته؟ لا. قد يبقى حيا لانه من من اه الاطعمة ما يحفظك الحياة لكن لابد من اختلال في الصحة بسبب الاقتصار على نوع من الغذاء. كذلك الطاعة اذا اقتصر على نوع من العمل ونوع من العبادة ونوع من الطاعة سيكون سيره الى الله تعالى مختلا وان كان قد يكون في جملة السائرين الى الله تعالى لكن شتان بين من سيره سيرا حثيثا الى الله تعالى وبين من سيره اه متلكئا بطيء الى ربه جل وعلا. اذا رأيت العلماء انتهى ثم قال فهذا هو الغذاء الجامع الى الله في كل طريق والوافدة عليه من كل فريق نسأل الله ان نكون منهم. يمثل المؤلف رحمه الله لهذا النوع من الجمع لابواب الخير والاخذ بطرقه واستحضر. نعم. واستحضر هنا حديث ابي بكر الصديق رضي الله عنه. وقول النبي صلى الله عليه وسلم بحضوره هل منكم احد اطعم اليوم مسكينا؟ قال ابو بكر انا. قال هل منكم احد اصبح اليوم صائما؟ قال ابو بكر انا. قال هل منكم احد عاد اليوم مريضا؟ قال ابو بكر انا قال هل منكم احد تبع اليوم جنازة؟ قال ابو بكر انا الحديث هذا الحديث روي من طريق عبد الرؤية من طريق عبد الغني ابن ابي عقيل قال حدثنا يغنم ابن سالم عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في جماعة من اصحابه فقال من صام يوم فقال ابو بكر انا قال من تصدق اليوم؟ قال ابو بكر انا. قال من عاد اليوم مريضا؟ قال ابو بكر انا قال فمن شهد اليوم جنازة؟ قال ابو بكر انا. قال وجبت لك يعني الجنة. ويغنم نسالي من تكلم لما فيه لكن تابعه سلمة بن وردان. طيب هذا الحديث المؤلف رحمه الله آآ يعني ذكره اسناده واشار الى انه له متابع لكن الحديث لا يحتاج الى هذا الحديث في صحيح الامام مسلم من طريق ابي حازم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه ذات يوم هل منكم احد اطعم اليوم مسكينا؟ قال ابو بكر انا. قال هل منكم احد احد اصبح اليوم صائما قال ابو بكر انا قال هل منكم احد عاد اليوم مريضا؟ قال ابو بكر انا قال هل منكم احد تبع اليوم جنازة؟ قال ابو بكر نعم وهذا من العجب هذا من العجب الذي يبين ما كان عليه الصديق رظي الله عنه من الاشتغال باصناف الاعمال وسائر ابواب الخير. فانك اذا تأملت في الاعمال هذه المذكورة وجدتها قد جمعت انواع البر كلها فهل منكم احد اطعم اليوم مسكينا؟ هذا فيه الصدقة والاحسان الى ذوي الحاجات هل منكم احد اصبح اليوم صائما؟ هذا فيه احسان الصلة بالله تعالى في عبادة السر التي لا يطلع عليها الا الله جل وعلا ثم قال هل منكم احد عاد اليوم مريضا؟ هذا فيه الاحسان الى الخلق ايضا لكن بنوع اخر هناك احسان مادي وهنا احسان معنوي هناك احسان بالانفاق وهنا احسان بالرعاية والعود التفقد لاخوانه المسلمين. هل منكم احد تبع اليوم جنازة هذا فيه الاحسان الى الحي والميت. الاحسان الى الميت باتباع جنازته. فلم يقتصر احسانه رحمه الله ورضي عنه على الاحياء بل حتى على الاموات ان التابع للجنازة شافع فيها وفي صلاتها وفي الدعاء لها وفي حضورها فان ذلك مما يرجى فيه الخير للميت كما انه احسان للحي وهم اهل الميت الذين يتسلون بمن يتبعوا الجنازة ويشفع الاموات فجمعت هذه الصفات المذكورة في الحديث ابوابا من البر والخير وصنوفا من العمل الصالح التي هي في الحقيقة تحقيق اه وظائف الاوقات واجباتها الى تحقيق العبادات الاوقات وواجباتها نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد