الحمد لله حمد الشاكرين احمده حق حمده له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد ففي هذا المجلس ان شاء الله تعالى نشرع في قراءة كتاب تجريد التوحيد المفيد المقريزي وهو من مهمات الكتب التي تجلي وتبين حق الله تعالى على العباد. وحق الله تعالى على العباد موجب لسعادة الدنيا والاخرة لمن فاز القيام به وفعله على الوجه الذي يرضاه جل في علاه. جاء في الصحيح من حديث معاذ انه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قال الله ورسوله اعلم اعاد على عليه السؤال فاجاب بنفس الجواب ثم قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وحق العبادة على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا. فتضمن هذا الحديث الشريف ذكر العمل واجره. ذكر وثوابا وهو اجل الاعمال واعظمها. ولذلك كانت الرسل جميعا جاءت تدعو الخلق الى تحقيق هذا المعنى وهو ان يعبد الناس الله وحده لا شريك له. قال الله تعالى ولقد بعثنا في كل امة ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الانبياء اخوة لعلات. دينهم واحد وشرائعهم متفرقة. فدينهم الذي يجتمعون عليه هو الاسلام الذي قال الله تعالى فيه ان الدين عند الله الاسلام والاسلام العام الذي تشترك فيه جميع الرسالات. وجاء به جميع الرسل هو ما ذكره الله تعالى في قوله وما ارسلنا من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. هذا الذي جاءت به الرسل وهذا الذي دعت اليه وهو الاسلام الذي لا يقبل الله تعالى من احد سواه ان الدين عند الله الاسلام. ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن تقبل منه وهذا اصله ان يكون القلب خالصا لله عز وجل. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له او الدين فالا يكون فلا يكون في القلب حب لغير الله ولا يكون فيه خوف لغير الله ولا يكون فيه رجاء لله بل يكون ذلك كله لله وحده لا شريك له. واذا طاب القلب وفاز بالاخلاص انعكس ذلك على الجوارح فكانت الجوارح منقادة لامر الله. متعبدة له وحده لا شريك له. لا تعبد سواه ولا ترجو غيره كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بعثت بالحنيفية السبحة. فالحنيفية هي سلامة الاعتقاد من الشرك والسماحة هي الاستقامة في الدين الذي يقيم الانسان على سعادة الدنيا وفوز الاخرة الاخرة بان تكون عبادته لله وحده لا شريك له. لا ضيق فيها ولا حرج ولا كدر ولا شر ولا فساد بل دينا قيما صراطا مستقيما يدعى فيه الناس لعبادة الله واقامة حقه سبحانه وبحمده. فمن اهم ما ينبغي للمؤمن ان يعتني به ان يولي قلبه عناية فائقة في تحقيق التوحيد لله عز وجل. بان يكون قلبه خالصا لله. ومتى حقق العبد ذلك فاز بطمأنينة القلب وسكينته ولذته وبهجته وسروره وطيبه فلا لذة ولا اطيب ولا اسكن ولا اطمن ولا اهدى من القلب الذي اخلص لله محبة تعظيما وليس فيه التفات الى سواه جل في علاه. في علم انه رب العالمين الذي له الكمالات في اسمائه وصفاته فلا يحب سواه ولا يعظم غيره ثم اذا كملت المحبة في قلب العبد وكمل التعظيم لله في انعكس هذا على عبادته فلم يكن في عبادته شيء لغير الله عز وجل وبقدر ما يكبر الحب في قلب العبد حب الله وتعظيمه في قلب العبد تكمن عبوديته لله وبقدر ما يكمل في قلب العبد وعمله العبودية لله عز وجل ينعكس هذا على سعادة قلبه وطمأنينته وبهجته وسروره وخروجه من كل ضيق نيله السعادة والفسحة والسرور والبهجة. الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون واولياؤه هم الموحدون الذين اخلصوا العبادة له جل في علاه. وقد قال الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. لهم الامن من كل ما يخاف لهم الامن في الدنيا ولهم الامن في الاخرة ولهم الهداية التامة في الدنيا بالتوفيق الى صلاح القلب واستقامة العمل ولهم الهداية في الاخرة الى ما يكون سببا لنجاتهم يهديهم ربهم بايمانهم ويخرجهم من من ظلمات يوم القيامة ويبلغهم دار السلام دار السعادة اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلني واياكم من الفائزين بدار وان يجعلنا من الموحدين في هذه الدنيا الفائزين بعظيم الاجر والثواب في الاخرة. في قراءتنا في المجلس ان شاء الله تعالى وفي مجالسنا القادمة في يوم غد وبعد غد بعد المغرب والعشاء سنقرأ في هذا الكتاب ونعلق على ما الله عز وجل سنقرأ من قوله رحمه الله اعلم ان الناس في عبادة الله والاستعانة به على اربعة اقسام هذه اقسام الناس فيما يتعلق بالعبادة والاستعانة. في سورة الفاتحة يقول الله تعالى اياك نعبد واياك اياك نستعين كلنا نقرأ هذه الاية الكريمة وهذه الاية الكريمة اخبرت بان الله تعالى منفرد باستحقاق العبودية كما انه منفرد باستحقاق طلب العون والاستعاذة. فلا يعبد سواه ولا يستعان الا به جل في علاه. والناس فيما يتعلق بتحقيق العبودية لله تحقيق العبادة له وتحقيق الاستعانة به جل وعلا على اربعة اقسام ذكرها المؤلف رحمه الله نقرأ ما ذكر ونعلق على ما يسر الله تعالى من ذلك فنسأل الله الاعانة والتسديد ومن كان عنده سؤال يكتبه ويجيب عليه ان شاء الله تعالى في خاتمة المجلس نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد غفر الله لشيخنا وللسامعين. قال المصرح رحمه الله تعالى في كتابه تجريد واعلم ان الناس في عبادة الله تعالى والاستعانة به على اربعة انفسنا العبادة والاستعانة بالله عليها. فعبادة الله غاية المراد وطلبهم منكم ان يعينهم عليها ويوفقهم للقيام بها نهاية ولهذا كان افضل ما يسأل الرب تعالى والاعانة على مرضاته وهو الذي النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل فقال يا معاذ والله اني احبك فلا تدع ان تكون فيكم بكل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. فانفع الدعاء طلب العبد على مرضاته تعالى يقول المؤلف رحمه الله اعلم ان الناس في عبادة الله تعالى اي في تحقيق العبادة له سبحانه والعبادة هي كل عمل امر الله تعالى به ورسوله ظاهرا وباطنا. كل عمل امر الله تعالى به ورسوله سرا واعلانا من الواجبات والمستحبات. فالعبادة اسم جامع لما امر الله تعالى به من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة الواجبة والمستحبة. فالصلاة عبادة والصوم عبادة وبر الوالدين عبادة محبة الله عبادة وخوف الله عبادة خشيته عبادة والتوكل عليه عبادة وذكر الله اي بالتسبيح وتحميده وتقديسه وقراءة كتابه والامر بالمعروف والنهي عن المنكر كل ذلك من العبادات. كل هذه عبادات امر الله تعالى بها. فالعبادة اسم جامع لكل ما امر الله تعالى به ورسوله من الاعمال الظاهرة والباطنة الواجبة والمستحبة. واما الاستعانة فهي طلب العون. وطلب العون من الله عز يكون في امور ولا يخلو امر من الامور من حاجة الانسان فيه الى عون رب العالمين جل في علاه ولهذا لم يذكر الله جل وعلا متعلق الاستعانة بل ذكر الاستعانة مطلقة لتشمل كل ما يكون مما يستعان فيه الله عز وجل. وسيأتينا في الحديث التفصيل في ما يتعلق الاستعانة وما يستعان الله تعالى به في تحقيقه وتحصيله. الناس فيما يتعلق الاستعانة والعبادة على اربعة اقسام. وهذه الاقسام الاربعة هي القسمة العقلية التي تنتظم احوال الناس في تحقيق هذين الامرين تحقيق العبادة وتحقيق الاستعانة. اولا فرض الله على الناس ان يعبدوه وحده لا شريك له كما فرض عليهم ان يتوكلوا عليه وان يطلبوا العون منه. قال الله جل وعلا فاعبده وتوكل عليه فاعبده اي فاعبد الله وحده لا شريك له وتوكل عليه او اعتمد عليه في جلب كل نفع ودفع كل ضر فالعبودية التي هي حق الله تعالى فرض على كل احد من البشر وكذلك طلب العون لابد ان يكون ذلك من كل بشر فانه لا يخلو احد من طلب عون رب العالمين جل في علاه والناس في تحقيق هذا على اربعة اقسام. القسم الاول هم من ذكره المؤلف رحمه الله بقوله رحمه الله اجلها وافضلها اهل العبادة والاستعانة. اهل العبادة اي الذين حققوا العبادة لله عز وجل وحققوا الاستعانة به. حققوا العبادة لله عز وجل الاستعانة به هذا ما شرعه الله تعالى لعباده في قوله جل وعلا اياك نعبد واياك نستعين فان قول اياك نعبد اي لا نعبد سواك واياك نستعين اي لا نستعين بغيرك فالواجب على العبد ان يحقق هذين لله عز وجل. ان يحقق العبادة لله بقلبه وقوله وعمله فلا يعبد غير الله. وان يحقق طلب العون من الله عز وجل في كل امره فانه لا عون الا من قبله جل في علاه. وهنا يتبادر الى الذهن ان الاستعانة ليست ممنوعة الاسباب التي جعلها الله تعالى عونا لبلوغ الغايات وهذا مما يختلط فيه الامر على كثير من الناس. امر الله عز وجل بالتعاون على البر والتقوى والتعاون يقتضي تكاتف الجهود اجتماع اعمال لتحقيق غرض من الاغراض. قال الله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى وقد يطلب الانسان العون من بشر او من مخلوق وهذا لا ينافي ما ذكره الله عز وجل في قوله واياك نستعين فان الاستعانة المطلقة لا تكون الا بالله عز وجل. واما الاستعانة التي هي اخذ سبب يوصل الى نتيجة جعلها الله تعالى طريقا لتحصيل غاية فهذا لا يلغي انه ينبغي الا يكون في القلب تعلق الا بالله عز وجل. فانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. واذا امر عبدوا قلبه بعظيم التوكل على الله وطلب العون منه سبحانه وبحمده انقطع نظره للاسباب وصارت الاسباب وسائل يدرك بها الغايات. لكنه لكنه لا يعلق قلبه بالسبب. لماذا لا يعلق قلبه بالسبب؟ لان سبب لا يمكن ان يأتي بالنتيجة استقلالا الا بمشيئة الله بتيسيره وبازالة ما يمنع من حصول النتيجة بالسبب. واضرب لكم مثلا المطر سبب للنبات. كما قال الله تعالى فانظر فانظر الى اثار رحمة الله كيف يحيي الارض بعد موتها؟ فجعل الله تعالى المطر سببا لاحياء الارض ولكن في الجملة سبب للنبات لكنه لا يستقل بالانبات منفردا بل لا بد من تربة ولابد من هوى ولابد من بذر ولابد بعد كل هذه الاسباب المتظافرة المشتركة التي تنتج النبات لابد ايضا من ازالة الموانع. فكم من مطر يحصل به نبات تتسلط عليه الافات. فيذهب ذلك النبات من غير تحصيل نتيجة ولا ادراك مطلوب. فعلم بهذا انه ليس في الدنيا سبب يستقل بتحصيل الا بما يقدره الله تعالى من الاسباب المشاركة. وبما ييسره الله تعالى من من انتفاء الموانع التي تمنع من من من مجيء النتيجة المطلوبة المرغوبة. واذا امتلأ قلبك ان الاسباب كلها على فيها وتنوعها على هذا النحو لا يمكن ان تأتي بنتيجة منفردة ولا يمكن ان تحصل بها غرضا الا اذا اجتمع اليها ما يقدره الله من الاسباب الاخرى وينتفي ايضا ما يكون من الموانع فانك لا تعلق قلبك الا بالله اياك نعبد واياك نستعين. فتأخذ الاسباب ولست ملتفتا اليها. بل قلبك معلق بمسبب بها بخالق الاسباب الذي اذا اراد شيئا انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فما شاء وما لم يشأ لم يكن. وبهذا يكمن في قلب العبد طلب العون من الله عز وجل في كل دقيق وجليل الراء من حوله وقوته. اذ لا حول ولا قوة الا بالله. ونحن نردد هذا المعنى ويغيب عنا في كثير من الاحيان معنى هذه الكلمة المباركة لا حول ولا قوة الا بالله. هذه الكلمة المباركة لا حول ولا قوة الا بالله معناها انه لا تحول من حال الى حال سواء كانت حالا نفسية او حالا قلبية او حالا عملية الا بالله عز وجل فلا ينتقل الانسان من حزن الى سرور ولا من ضيق الى سعة ولا من غم الى فرج ولا من هم الى تنفيس كرب الا بالله عز وجل. كما انه لا يحصل في الواقع تحول من حال الى حال الا بالله عز وجل فلا حول اي لا تحول من حال الى حال الا بالله ولا قوة على هذا التحول الا بالله الذي يعطيك القوة لتتحول من حال الى حال اياك واياك نستعين هذي هذه حال اولئك الذين كملوا هذا هذه المنزلة وهذه المرتبة العالية. وقد جعل الله تعالى الاستعانة بعد العبادة. فقال اياك نعبد واياك اياك نستعين فنعبده وحده لا شريك له. وبهذا نحقق ما طلبه منا فحقه علينا ان نعبده وحده لا شريك له وحقنا عليه بفضله ورحمته وعظيم احسانه وبره ان ان يبلغنا ما نؤمل من خير دنيا والاخرة فحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا. بهذا يجتمع المعنى وان هاتين الجملتين في هذه الاية المختصرة التي يقرأها كل مؤمن هي مفتاح السعادة هي مفتاح تحقيق هي البيان لحق الله وحق العبد. حق الله العبادة وحق العبد ان يعينه الله تعالى فيبلغه ما يكون من الفوز والنجاة بدخول الجنة. نسأل الله ان نكون من اهلها. واعلم ايها المبارك ايها الراشد ايها الراغب في نجاة نفسه ان اعظم ما يستعان به الله جل وعلا اعظم ما يستعان به سبحانه تعالى طلب عونه على طاعته. طلب عونه على طاعته. فاعظم ما ترغب فيه الى الله عز وجل ان يعينك عليه ان يعينك على تحقيق العبودية له على تحقيق العبادة له سبحانه وبحمده. ولهذا كان اعظم سؤال شرعه الله تعالى لعباده ما جعله في سورة الفاتحة هو سؤال الهداية. فانه بعد ان ذكر الله جل وعلا اياك نعبد واياك نستعين. ذكر اعظم مسائل انا الخلق واخطر ما يطلبه الناس الذي به يسعدون في دنياهم وبه يفوزون في اخراهم وهو الهداية. اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. هذه هي مفتاح الهدايات. هذه مفتاح السعادة. هذه التي يبلغ بها الانسان فوز الدنيا وفوز الاخرة فانه من هدي الى الصراط المستقيم كان من الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. ولذلك اعظم ما يطلب عون الله تعالى عليه في هو ان يعينك وان ييسر لك عبادته جل وعلا. يقول المؤلف رحمه الله فعبادة الله غاية مرادهم عبادة الله غاية مراد هذا القسم الذين كملوا العبودية لله وكملوا الاستعانة به. فغاية مطلوبهم ان يعينهم على طاعته جل وعلا وهذا اشرف ما يعان عليه العبد ولهذا قال ولهذا كان افضل ما يسأل الرب تعالى ولهذا كان افضل ما يسأل الرب تعالى الاعانة على مرضاته. فان افضل ما تسأله الله عز وجل ان يعينك على مرضاته. وهو الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل فقال يا معاذ والله اني احبك فلا تدع ان تقول في كل دبر صلاة اللهم على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. هذه اشرف المسائل واعلاها واكرمها. ولهذا كانت في سورة الفاتحة على كل مؤمن ان يقرأها وان يؤمن عليها وهي قوله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فهذه اعظم المسائل وهي اعظم ما يعان عليه العبد. فمن وفق الى هذا وفق والى خير عظيم. واعلم بارك الله فيك ان الناس في طلب العون من الله على درجات. اعلى درجات هؤلاء الذين يطلبون عون الله على طاعته ثم الذين يطلبون عون الله على مصالح دنياهم وما فيه خير معاشهم. ثم دون هذا قوم يطلبون عون الله عز وجل على معاصيه. وهؤلاء استعانوا بالله وقد ييسر الله تعالى لهم ما طلبوه من العون. لكن اثمون باستعانتهم واثمون بنتيجة العون من تيسير الله لهم ما طلبوه من المعاصي السيئات فانهما من شيء الا بامره جل في علاه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. هذه مراتب الناس في الجملة فيما يتعلق بطلب العون منهم من يطلب عون الله على طاعته وهؤلاء هم افضل الناس واعلاهم منزلة ومنهم من يطلب عون الله على مصالح معاشه وخير دنياه وهذا متعبد لله بطلب العون منه ولكنه ليس مأجورا على ما يحصله الا اذا استعمله في طاعة الله عز وجل مأجور على طلب العون لكن ما يحصله ليس مما يؤجر عليه الا اذا احتسبه عند الله عز وجل اما من طلب العون على المعصية فهذا اثم في طلب العون واثم في نتيجة ذلك من حصول الاعانة على على المحرم. هذا ما يتعلق اقسام الناس في ما يتصل بالاستعاذة. وكمال الحال هو الجمع بين طلب بين طلب عون الله عز وجل على عبادته وتحقيق العبادة له جل وعلا بامتثال امره وترك ما نهى عنه بطيب القلب والقول وصلاح العمل