بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين قال المصنف رحمه الله ولا نخرج احدا من اهل القبلة من الاسلام حتى يرد حتى يرد اية من كتاب الله او يرد شيئا من اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم او يذبح لغير الله او يصلي لغير الله فاذا فعل شيئا من ذلك فقد وجب عليك ان تخرجه من الاسلام واذا لم يفعل من ذلك شيئا فهو مؤمن مسلم بالاسم لا بالحقيقة وكل ما سمعت من الاثار مما لم يبلغه عقلك نحو قول رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن وقول ان الله تبارك وتعالى ينزل الى سماء الدنيا وينزل يوم عرفة الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله ولا نخرج احدا من اهل القبلة هذا بيان لعقد اهل السنة والجماعة فيما يتعلق الحكم بالكفر على اهل الاسلام يقول ولا نخرج احدا من اهل القبلة يعني من المسلمين فقوله من اهل القبلة المراد باهل القبلة اهل الاسلام وذلك كما تقدم ان شعار المسلمين الصلاة ولهذا يعبر عنهم ب المصلين ويعبر عنهم باهل القبلة فيقال اختلف اهل الصلاة ويقال اختلف اهل القبلة المصنفون في مقالات المسلمين يقولون مقالات الاسلاميين يعني اهل الاسلام واختلاف المصلين والمقصود بالمصلين اهل الاسلام والسبب في تسمية اهل الاسلام بهذا الاسم ما جاء في الصحيح من حديث انس بن مالك رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فذلك المسلم له ما لنا وعليه ما علينا ويدخل في اهل القبلة جميع من استقبلها ممن اجاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من اهل البدع والاهواء وغيرهم فيدخل فيها اهل الاتباع واهل الاجابة ولو كانوا من اهل البدع والاهواء قوله رحمه الله لا نخرج احدا من اهل الاسلام من اهل القبلة من الاسلام اي لا نحكم له بالكفر حتى يرد اية من كتاب الله ذكر رحمه الله جملة مما يحصل به الكفر فقال رحمه الله حتى يرد اية من كتاب الله هذا اول ما ذكر يرد اية من كتاب الله اي يكذب بها هذا المراد بالرد فالرد هنا رد التكذيب كان يقول قل هو الله احد ليست من كلام الله وليست من القرآن وهذا محل اجماع لا خلاف بين العلماء فيه ان من رد اية من كتاب الله فقد كفر او يرد شيئا اه من من اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم والمقصود برد الاثار اي الرد لما علم ثبوته عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان يقول على سبيل المثال ان السواك ليس مشروعا ولم تأتي به السنة او ليس دينا ولا قربة هذا رد الاثار رد شيئا من اثار النبي صلى الله عليه وسلم المعلوم بالتواتر انه كان صلى الله عليه وسلم يستعد فقوله من اثار رسول الله لا يلزم ان يكون ذلك الاثر واجبا قد يكون مستحبا المقصود انه رد شيئا مما يعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء به وهذا في المتواتر وفيما تلقته الامة بالقبول وفيما صح عن عنه عند الانسان فانه لا يجوز له ان يرد شيئا من اثار النبي صلى الله عليه وسلم هذا ثاني ما ذكر مما يحصل به التكفير الثالث قال او يذبح لغير الله فان الذبح عبادة لله لا يجوز صرفها الا له جل في علاه وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من ذبح لغير الله واتفق العلماء على ان الذبح لغير الله قصدا وتسمية شرك قصدا بان ينوي التقرب لغير الله تسمية بان يسمي غير الله. فيقول باسم المسيح باسم النبي ويذبح ويقصد بذلك التقرب لهؤلاء فهذا مشرك بالاتفاق ابشركم بالاتفاق لا خلاف بين العلماء فيه وهذا مما يدخل في قوله او يذبح لغير الله قد حكى الاتفاق على ذلك غير واحد من اهل العلم وذلك ان الذبح لله فاذا صرفه لغير الله فقد وقع في الشرك يقول الله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين و قوله رحمه الله او يصلي لغير الله كذلك اذا صلى لغير الله فقد كفر لان الصلاة عبادة لا تكون الا لله وهذا معنى قوله قل ان صلاتي ونسكي الصلاة معروفة ونسكي اي ذبحي وانما قدم ذكرى الذبح على الصلاة مع ان الاية قدمت ذكر الصلاة على الذبح لاجل انه الاكثر وقوعا فان الاكثر في تعلمني يتورط في الشرك ان يذبح لغير الله واما الصلاة فقل من يصلي فقل من يصلي لغير الله. قوله رحمه الله فاذا فعل شيئا من ذلك فقد وجب عليك ان تخرجه من الاسلام وجب عليك ان تخرجهم من الاسلام اي ان تحكم بكفره لماذا؟ لان الحكم بكفره هو قبول لما جاءت به الادلة فالادلة حكمت بكفر هذا فيجب الحكم بكفره لكن هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله ينبغي ان يعلم انه لا يحكم على معين بكفر لفعل فعله الا بعد توافر الشروط وانتفاء الموانع ولهذا يقول العلماء انه لا يلزم اذا كان القول او الفعل او الفعل كفرا ان يكفر كل من قاله مع الجهل والتأويل والعذر فانه قد يكون معذورا قد يكون جاهلا قد يكون متأولا ولذلك لا يلزم اذا كان القول او الفعل كفرا ان يكفر كل من قاله او فعله مع جهله او تأويله او عذره فان ثبوت الكفر في حق الشخص المعين كثبوت الوعيد في الاخرة يعني الحكم بالنار وذلك له شروط وموانئ فلا بد من توافر الشروط وانتفاء الموانئ لكن يحكم على الفعل بانه كفر يحكم على الفعل او القول الذي اتفق العلماء او جات الادلة على انه كفر بان هذا كفر لكن الفاعل لا بد من النظر في حاله من حيث توافر الشروط وانتفاع الموانع. فيقيد قوله رحمه الله فقد وجب عليك ان تخرجه من الاسلام اي تحكم بالكفر على الفعل وعلى الفاعل عند توافر الشروط وانتفاع الموانع واذا لم يعف عن ذلك شيئا فهو مؤمن مسلم بالاسم لا بالحقيقة مقصود رحمه الله فيما ذكر التمثيل لا الحصر لانه لم لم يستوعب جميع ما يصدق على انه كفر قولا او فعلا او اعتقادا بل ذكر لذلك امثلة فقوله واذا لم يفعل من ذلك شيئا اي من المذكورات المنصوصات وما هو في حكمها مما دلت الادلة على ان على انها كفر قولا كان او فعلا فهو مؤمن مسلم ان يثبت له وصف الايمان والاسلام ثم قال رحمه الله بالاسم يعني يثبت له اسم الايمان واسم الاسلام فيسمى مسلما مؤمنا وقوله لا بالحقيقة يعني لا يثبت له ذلك لا يشهد له بذلك في قلبه فالقلوب امرها الى الله ولا يعلم حقائق ما فيها بل ذاك مما استأثر الله تعالى به فهو الذي يعلم السر واخفى يعلم يعلم ما في الصدور جل في علاه فعلم من قوله رحمه الله بالاسم لا بالحقيقة يعني لا يثبت له ما يتعلق احكام الاخرة المتصلة بهذين الاسمين انما يثبت له اسم الايمان والاسلام توكل سريرته الى ربه فالسرائر علمها عند الله جل في علاه ثم قال رحمه الله وكل ما سمعت نعم وكل ما سمعت من الاثار مما لم يبلغه عقلك نحو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن وقوله ان الله تبارك وتعالى ينزل الى سماء الدنيا وينزل يوم عرفة ويوم القيامة وان جهنم لا تزال يطرح فيها حتى يضع عليها قدمه قدمه قدمه جل ثناؤه وقول الله للعبد ان مشيت الي هرولت اليك وقوله ان الله تبارك وتعالى ينزل يوم عرفة وقوله ان الله خلق ادم على صورته وقول النبي صلى الله عليه وسلم اني رأيت ربي في احسن صورة واشباه هذه الاحاديث فعليك بالتسليم والتصديق والتفويض والرضا لا تفسر شيئا من هذه بهواك فان الايمان بهذا واجب فمن فسر شيئا من هذا بهواه او رده فهو جهمي طيب قوله رحمه الله وكل ما سمعت هذا الى اخره تقرير لما يجب ان يكون عليه المؤمن فيما يتعلق بخبر الله وخبر رسوله فيما لم يطقه عقله. الواجب على المؤمن ان يستقبل ما جاء به الخبر عن الله وعن رسوله بالتسليم بالتسليم والتسليم هو القبول والاقرار ب الخبر الوارد عن الله وعن رسوله سواء كان قد ادرك المعنى او لم يدركه اذا ادرك المعنى فهذا واضح كقول كقوله جل وعلا وهو على كل شيء قدير وهو بكل شيء عليم. والله بكل شيء عليم. يدرك انه يثبت لله كمال العلم. هذا المعنى معقول ويدركه الانسان معقول اي يدركه العقل ويفهمه الانسان بمجرد الخطاب قد يأتي نص لا يستطيع ان يفهم معناه فكيف يتعامل معه ما فهم معناه وجب اثبات لفظه ومعناه على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ما لم يدركه ففي هذه الحال الواجب عليه ان يثبت ما اخبر الله تعالى به عن نفسه او اثبته له رسوله لفظا والمعنى يجب عليه ان يثبته على مراد الله ومراد رسوله حتى لو لم يعلمه مثال ذلك اخبر الله تعالى في كتابه بانه الاول والاخر والظاهر والباطن الاول الذي ليس قبله شيء والاخر الذي ليس بعده شيء كما جاء في التفسير النبوي والباء الظاهر الذي ليس فوقه شيء والباطن الذي ليس دونه شيء قد يعجز الانسان عن ادراك شيء من معاني هذه الاسماء وهنا يجب ان يثبت ما جاء به النص. فيقول هو هو الاول والاخر والظاهر والباطن ما عجز عنه عقله فهما وادراكا فالواجب عليه ان يقول اؤمن بما اخبر الله به عن نفسه على مراد الله واؤمن بما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه على مراد رسول الله وهذا من الايمان المجمل الذي يخرج به الانسان من ضائقة ان ثمة ما قد يعجز عن ادراكه ويقصر عنه فهمه لا انه لا معنى ليس لانه لا معنى له لكن الافهام متفاوتة والعقول ليست على حد سواء والمدارك مختلفة وبالتالي ينبغي له ان يسلم للنص باثباته واثباته ليس مجردا عن معنى بل لا بد ان يقر بانه له بان له معنى خفي عليه قفاء المعنى عليك لا يسوغ ان تنفي المعنى فما خفي عليك قد يظهر لغيرك والله لا يمكن ان يخاطب الناس بما لا يعقلون فهو قد انزل القرآن بلسان عربي مبين بلفظ عربي يتظمن معنى فلابد من اثبات المعاني هذا معنى قوله رحمه الله في هذا المقطع وينبغي قطع النظر عن التعمق في ما اخبر الله تعالى به عن نفسه على وجه التكلف لما لم يؤمر به الانسان فان ذلك يفضي به الى الخذلان ويوقعه في الحرمان كما قال الطحاوي رحمه الله في الطحاوية عندما ذكر القدر وهو شيء مما يتصل بالله عز وجل من افعاله قال رحمه الله والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان وسلم الحرمان ذريعة الخذلان اي الطريق الموصل للخذلان نعوذ بالله من الخذلان. وهو الدرج الذي يرتقي به الى ان يكون محروما من العلم والعمل والفهم والايمان والصلاح والهدى ذكر المؤلف رحمه الله في هذا جملة من المسائل او جملة من الاحاديث التي يجب ان يقف عندها الانسان مسلما لله عز وجل اذا اشكل عليه فهمها مع اثباتها والاقرار بمعانيها التي دلت عليها النصوص ان ادركها والا فعلى مراد الله فيما اخبر به الله وعلى مراد رسول الله فيما اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وكل ما سمعت من الاثار مما لم يبلغه عقلك اي مما قصر عنه فهمك ولم تدرك معناه اما ادراك الحقيقة فذاك لا سبيل اليه الحقائق حقائق ما اخبر الله تعالى بها عن نفسه وحقائق ما اخبر الله ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه لا تسبيل لا سبيل الى علمها ولذلك من قواعد اهل السنة والجماعة في هذه الاخبار اننا نثبتها من غير ايش تكييف ولا تمثيل لانه لا سبيل الى ادراك حقائقها وكونهها كما قال الله تعالى وما يعلم تأويله ايش الا الله يعني لا يعلم حقيقته وكون ها هو الا الله جل في علاه سبحانه وبحمده يقول المصنف رحمه الله وكل ما سمعت من الاثار يعني النصوص النبوية ما لم مما لم يبلغه عقلك نحو قوله مثا لذلك بامثلة نأتي عليها الان يقول فعليك بالتسليم والتصديق والتفويض والرضا هذا الذي يجب ان تقابل به النصوص. التسليم يقتضي القبول والتصديق يقتضي الاقرار والتفويض يقتضي رد ما لم تعلمه من ذلك الى عالمه وهو الله جل في علاه والرضا هو منتهى القبول ولذلك الرضا يزيد على التسليم بانه قبول مع اطمئنان قبول مع اطمئنان ثم قال رحمه الله لا لا تفسر شيئا من هذه بهواك تنبيه مهم انه هذه النصوص لا تفسر بالهوى وهذا لقطع الطريق على من المحرفين والمعطرين الذين يحرفون الكلمة عن مواضعه. لا تفسر شيئا من هذه اي من هذه النصوص بهواك يعني مستعملا في ذلك ما تشتهيه وما تميل اليه نفسك وما تعتقد بل ينبغي ان تفسر بكلام الله وبكلام رسوله وبما دل عليه لسان العرب لا بما يشتهي الانسان فلا يدخل معتقدا شيئا يحمل النصوص عليه بل يكون منقادا للنصوص وما دلت عليه. قال رحمه الله فان الايمان بهذا واجب الايمان بهذا ايش المشار الى ايش ما تقدم من النصوص وامثالها من الاثار التي قصر عنها عقل الانسان الايمان بهذا واجب يعني الاقرار به فمن فسر شيئا من هذا بهواه او رده فهو جهمي اي خارج عن طريق اهل السنة والجماعة وانما ذكر الجهمية على وجه الخصوص لانهم اهل التعطيل التام الكامل فكل من عطل نصا فقد ترك مسلك الجهمية فيه ومعلوم ان التعطيل هو اخلاء النصوص عما دلت عليه وهو نوعان اما تعطيل كلي كتعطيل الجهمية واما تعطيل جزئي كتعطيل من عطل النصوص عما دلت عليه في بعضها اما في بعض الصفات مثبتة الصفات او في كل الصفات كالمعتزلة بل التعطيل مراتب ودرجات فيما اخبر الله تعالى به عن نفسه ومن اخذ بشيء من هذه المسالك فهو جهم بقدر ما وقع فيه من تعطيل وتحريف للكلمة عن مواضعه هذا ما افاده قوله رحمه الله بعد سياق ما ساق من الاحاديث في قوله فان الايمان بهذا واجب فمن فسر شيئا من هذا بهواه. يعني بما يشتهيه ويحبه او رده رده يعني لم يقبله والرد نوعان اما رد بتضعيف و توهيل لما هو ثابت كمن يرد ما صح من الاخبار زاعما انه لا تقبل اخبار الاحاد في شأن الاعتقاد هذا رد هذا نوع من الرد او رده بان اعرض عنه ولم يقبله ولم يرفع به رأسا فهذا ايضا نوع اخر هذا نوع اخر من الرد فهو جهمي ثم ذكر رحمه الله لهذه القاعدة التي ذكرها وهو وجوب التسليم لما جاءت به النصوص ولو لم يدرك الانسان ذلك بعقله جملة من الامثلة نعد الامثلة التي ذكرها وهي وهو هذا على وجه التمثيل للحصر قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن ان الله تبارك وتعالى ينزل الى السماء الدنيا وهذا كل ليلة هذا الثاني وينزل يوم يوم عرفة ثالث ويوم القيامة الرابع وان جهنم لا تزال يطرح فيها حتى يضع فيها قدمه هذا الخامس ان حديث من اتاه يمشي اتاه هرولة السادس اه حديث ان الله تبارك وتعالى ينزل يوم عرفة هذا تقدم آآ ان الله خلق ادم على صورة هذا السابع الثامن اني رأيت ربي في احسن صورة بعد ذلك قال واشباه هذه الاحاديث يعني وامثاله فذكر كم سورة ثمانية ثمانية سور. ذكر ثماني سور نأتي عليها ان شاء الله تعالى بيانا وتفصيلا اه في قراءة يوم غد باذن الله تعالى. المهم هو القاعدة انه ما قصر عنه فهم الانسان من النصوص فالواجب فيه ايش التسليم والقبول والايمان والرضا ويقول امنت بما اخبر الله تعالى به عن نفسه على مراد الله عز وجل وامرت بما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه على مراد رسول الله والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد