ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فقال المؤلف رحمه الله وان الله تكلم به حقيقة قوله ان الله تكلم به حقيقة هذا فيه الرد على مثبتة الصفات الذين يقولون ان القرآن كلام الله لكنهم يقولون كلامه مجازا فهذا فيه الرد على هذه الطوائف فان قوله ان الله تكلم به حقيقة اي كلاما حقيقيا لا مجاز فيه فالاشاعرة قالوا ان اللفظ انما يقال انه كلام الله على وجه المجاز باعتبار ايش باعتبار ان المعنى كلام الله فالاشاعر والكلابية عندهم ان المعاني هي كلام الله تعالى لان لانه معنى النفسي الكلام عندهم معنى النفسي واما الالفاظ فانها من جبريل او من النبي صلى الله عليه وسلم على قولين عندهم فالالفاظ هي تعبير عما في النفس او حكاية عما في نفس الله جل وعلا وليست هي كلامه فجعلوا الالفاظ لله فجعلوا المعاني لله والالفاظ لمن لجبريل وهذا ظلال كبير ولذلك قال المؤلف رحمه الله وان الله تكلم به حقيقة وان هذا القرآن الذي انزله على محمد هو كلام الله حقيقة لا كلام غيري لا كلام جبريل ولا كلام محمد ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله او عبارة عنه. اشار هنا الى نوعين من انواع الضلال الحاصل في كلام الله تعالى وهو ظلال شاعرة وضلال الكلابية فان الاشاعرة يقولون ان القرآن عبارة عن كلام الله تعالى والكل به يقولون ان القرآن حكاية عن كلام الله تعالى هذا الكلام اول من اظهره فصل بين الالفاظ والمعاني عبد الله بن كلاب عبد الله بن سعيد بن كلاب وذلك انه اراد ابطال قول المعتزلة تلفق قولا بين قول اهل السنة والجماعة هو قول المعتزلة هذا التلفيق خرج به اصحاب هذا القول عن الصراط المستقيم واصبح قولهم مؤلفا من قول اهل السنة فيما يتعلق في اصل الكلام المعنى موافقا للمعتزلة في ما يتعلق بالألفاظ ولذلك رد اهل العلم على هذا وبينوا انه لا يجوز اطلاق القول بان القرآن حكاية عن كلام الله ولا انه عبارة عن كلام الله بل القرآن لفظه ومعناه كلام الله تعالى ثم قال المؤلف رحمه الله وهو كلام الله حروفه ومعانيه. الالفاظ كلام يتكون من شقين من لفظه معنا وبينا ضلال من فرق بين اللفظ والمعنى فجعل اللفظ لجبريل والمعنى لله تعالى المؤلف يقول هنا هو كلام الله حروفه ومعناه وعلى هذا سلف الامة والائمة من اه اهل السنة الذين ردوا على هذه على هذه الضلالات فالكلام حروفه ومعانيه كلها كلام الله تعالى لذلك قال وهو كلام الله حروفه ومعانيه. ليس كلام الله الحروف ليس كلام الله الحروف دون المعاني كما يقوله من الحروف دون المعاني لا لا الشعائر يقولون ان الكلام هو المعاني دون الحروف هذا القول حقيقة لم اقف على قائل به وهو ان الكلام هو الحروف دون المعاني لكن لعل المؤلف رحمه الله اراد اتى بهذا لبيان بطلان القول المقابل فكما انه لا يسوغ ان يقال ان الحروف هي كلام الله والمعاني من غيره فكذلك لا يجوز ان يقال ان المعاني كلام الله والحروف من غيره فجاءوا على فجاء به على لبيان بطلان القول الاخر. وان كنت لم اقف على من قال في هذا القول وقد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله انه قول لطائفة من آآ من آآ اهل آآ من اهل الكلام واهل اللغة لكن في الحقيقة ليس هناك من هو ظاهر يتبنى هذا القول آآ قال رحمه الله ليس كلام الله ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف وهذا كلام من المعتزلة الكلابية والاشاعرة. هذا كلام الاشاعرة والكلابية والماسونية وسائل مثبتة الصفات غير اهل السنة والجماعة. الذي يقول ان المعاني هي كلام الله واختلفوا المعاني هل هو؟ المعنى واحد او معاني متعددة وبطلان هذا يعني واضح يعني وجالي من الايات التي تقدمت اه في اه ما ذكره المؤلف رحمه الله من ايات القرآن اه من الدلالة قرآن من ادلة القرآن الدالة على صفة الله تعالى وكذلك من سنة النبي صلى الله عليه وسلم آآ ثم بعد هذا ينبغي ان يعلم ان ظلال هؤلاء الذين قالوا بان القرآن معانيه من الله حروفه من النبي او من جبريل منشأ ضلالهم حقيقة ان منشأ ظل هؤلاء هو تعطيل الله تعالى عن الافعال جارية فان ابنك فان ابن كلاب والاشعري وغيرهما ينفون عنه ذلك وعلى هذا ينفون عنه الفعل الاختياري وعلى هذا بنوا اقوالهم في مسألة القرآن فهذا هو منشأ ضلال كل من ظل في هذه الصفة اذ انهم يحتجون في ابطال هذا لقولهم ان الكلام عرظ والعرب لا يقوم الا بجسم وهذه شبهة اخرى تنضاف الى الشبهة السابقة وما يتعلق في تعطيل الله تعالى عن افعاله الاختيارية بعد هذا ذكر المؤلف رحمه الله فصل متعلق بالرؤية نعم وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به وبكتبه وملائكته وبرسله الايمان بان المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا بابصارهم كما يرون الشمس صحوا. ليس دونها سحاب. وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضام في رؤيته يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة. ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى هذا فيه اثبات هذه المنة والمنحة العظيمة من الله تعالى لعباده المؤمنين وهي رؤيته جل وعلا يقول المؤلف وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به وبكتبه وبملائكته وبرسله الايمان بان المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا بابصارهم وهذا مما جاء به الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم متواترا واتفق عليه سلف الامة وقول المؤلف رحمه الله يرونه يوم القيامة اي في عرصاتها قبل دخول الجنة جاء ذلك في احاديث عديدة من اشهر حديث ابي هريرة حديث ابن عباس حديث ابي هريرة وحديث آآ ابي سعيد رضي الله عنهما في الصحيحين طيب وقوله رحمه الله عيانا اي يرونه رؤية معاينة وهذا فيه الرد على الاشاعرة الذين يقولون انه يرى لكن من غير معاينة ولا جهة من غير معاينة ولا مواجهة وهذا قول مبتدع لا تتصوره العقول ولا تدركه الافهام ولذلك صار قولهم ضحكة بين الاقوال لانه لا يتصور ان يرى الشيء الا بمعاينة او معاينة ومواجهة وقوله رحمه الله عيالا هذا تأكيد لما يعتقده اهل السنة والجماعة ودلت عليه النصوص من ان الرؤية حقيقية ورؤية الله تعالى ظل فيها اقوام منهم الاشاعرة كما ذكرنا حيث قالوا انه يرى في غير جهة ومن في غير مواجهة من غير مواجهة ومن غير معاينة وقالوا ايضا وظل فيه ايضا المعتزلة الجهمية والخوارج والرافضة فكلهم ينفون هذه الصفة ينفون هذا الامر ينفون رؤية الله تعالى رؤية المؤمنين يوم القيامة لربهم جل وعلا والاخبار في هذا كما ذكرنا متواترة ومن اشهر ذلك ما زاح النبي صلى الله عليه وسلم انه قال انكم سترون ربكم كما ترون الشمس والقمر لا تظارون في رؤيته في حديث جرير ابن عبد الله المتقدم في ذكر الاحاديث التي في الصفات فانه اخبر بانه ما من احد الا وسأل الله تعالى. ان ما من احد من هذه الامة الا وسير الله تعالى انكم سترون ربكم كما ترون الشمس والقمر لا تضارون في رؤيته ولذلك ذكر المؤلف رحمه الله هذا قال كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته وهنا التشبيه هل هو للمرء؟ هل هو تشبيه لله تعالى؟ الجواب لا لان الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لكن التشويه هنا للرؤية لا للمرء فبهذا يعلم اضطراب قول اهل السنة والجماعة في انه فانهم يثبتون ما اثبته الله لنفسه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تبديل فهذه الصفة ثابتة ثابتة وهي انه يرى جل وعلا يراه اهل الايمان وهذه الرؤية تكون يوم القيامة وتكون ايضا الجنة اما التي يوم القيامة فسيأتي سيأتي الكلام عليها في آآ قوله يرونه وهم في العرصات وكذلك رؤيته في الجنة. لكن الكلام الان في اثبات اصل الرؤية وقوله يرونه يوم القيامة فيه انهم لا يرونه قبل ذلك فيه اشارة الى انهم لا يرونه قبل ذلك. وهذه المسألة وقع فيها الخلاف بين اهل العلم هل يرى هل يرى هل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه في الدنيا اولى اما غيره فانه فانه لا خلاف بين اهل العلم انهم لا يرى احد الله جل وعلا في الدنيا يقظة لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان من حديث ابن عمر واعلموا انه لن يرى احد منكم ربه حتى يموت واعلموا انه لن يرى احد منكم ربه حتى يموت هذا الحديث في صحيح مسلم وليس في الصحيحين في صحيح مسلم واعلموا انه لن يرى احدا احد منكم له حتى يموت وهذا يدل على انه لا يرى جل وعلا في الدنيا واختلفوا في امرين مما يتعلق بالرؤية. في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في الدنيا هل رآه او لا والامر الثاني هل يراه المؤمنون في الدنيا في المنام والذي يظهر انه لا يمكن لاحد ان يجزم بانه رأى الله سبحانه وتعالى في المنام. اما النبي صلى الله عليه وسلم فلا ريب انه رأى ربه في المنام. فقد جاء في ذلك احاديث عديدة بالسنن والمسانيد كان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه مناما ولا خلاف في هذا انما الخلاف في رؤية اليقظة فمن العلماء من ورد عنه كلام مطلق اثبات رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه فحملوا ذلك على الرؤية في اليقظة ومن اشهر من اضيف اليه هذا القول ابن عباس رضي الله عنه ونقل مثله ونقل مثل آآ مثل هذا عن الامام احمد رحمه الله والقول الثاني وهو قول الجمهور انه لم يره يقظة وبهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه وقالت عائشة وقال ابو ذرث احد قوليه وهو الذي دلت عليه النصوص واما القول الثاني فان جماعة من اهل العلم قالوا انما جاء من اطلاق الرؤية في كلام ابن عباس في كلام احمد انما هو لاثبات الرؤية مطلقا لا في اليقظة فلم يقل احد منهم انه رآه في عينه التي في رأسه انما اظرف الرؤية فيحمل ذلك على ما جاء به الخبر من انه رآه مناما والشاهد ان الرؤية الثابتة التي لا خلاف في اثباتها بين اهل السنة والجماعة هي رؤية الله تعالى يوم القيامة وذلك في موضعين يقول يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة. عرفات كم عرفة وهي الفناء الواسع والمقصود به ارض المحشر وذلك كما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة وحديث ابي سعيد رضي الله عنهما وفيه الا مناديا ينادي لتتبع كل امة ما كانت تعبد فاتبع من كان يعبد الشمس الشمس ومن كان يعبد القمر القمر ومن كان يعبد الاصنام الاصنام ومن كان يعبد آآ الصالحين يمثل لهم ما كانوا يعبدون فيتبعونه حتى لا يبقى الا هذه الامة وفيها منافقوها فيديهم الله تعالى في سورة غير التي يعرفون فيقول انا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك قول قوله صلى الله عليه وسلم في في صورة غير التي يعرفون هذا ليس ان الله تعالى يتغير شكله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فهو جل وعلا الكامل في صفاته الذي ليس كمثله شيء لكن المقصود انه لا يتبين لهم تبينا يعرفونه ومعلوم ان الرؤية تتفاوت وليست على درجة واحدة فقد ترى الشخص وتنكره مع انه هو الذي تعرف اما لتغير بعظ اوصافه او لطول العهد به او ما الى ذلك ثم يأتيهم بالصورة التي يعرفون يعني التي وصفت له والا فانه لم يسبق لهم رؤية. وهذا يفيدنا اهمية العناية بالصفات ان بها يعرف المؤمنون ربهم جل وعلا ولذلك قال ثم يأتيه بالصورة التي يعرفونها فيقول انا ربكم ثم يكشف عن ساقه جل وعلا فيسجد كل مؤمن واما المنافقون فتنقلب ظهورهم طبقا فلا يستطيعون السجود كلما هموا بالسجود خروا على افتاههم المراد ان هذه الرؤية هي رؤية ارض المحشر التي تكون في عرفات القيامة وهي رؤية تعريف هذا اصلها رؤية تعريف لان الرؤية للتعريف ورؤية للاكرام الرؤية التي تعريف هي التي تكون في ارض المحشر اما الثانية فهي ما اشار اليه رحمه الله في قوله ثم يرونه بعد دخول الجنة وهذه رؤية النعيم التام المطلق التي لا تكون الا للمتقين الابرار وهذه الرؤية هي انعم ما ينعم الله تعالى به على اهل الجنة فانهم يرونه سبحانه وتعالى في في الجنة رؤية نعيم فلا يأتيه من النعيم احب اليهم من رؤيته جل وعلا كما في الصحيح من حديث صهيب انه اذا دخل اهل الجنة الجنة نادى مناد ان ان لكم موعدا عند الله يريد ان ينجزكموه فيقول اهل الجنة الم يبيضوا وجوهنا الم يدخلنا الجنة الم يجرنا من النار فيذكرون النعم التي من الله بها عليهم فماذا بقي قال فيكشف الحجاب ان يضع جل وعلا الحجاب الذي لو كشفه لعباده في الدنيا لا حرقت صفحات وجهه ما انتهى اليه بصره فينظر فينظرون اليه اذا وضع الحجاب فما اعطاهم شيئا احب اليهم من النظر اليه وهي الزيادة التي في قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة هذا يدل على ان الرؤية التي كانت في ارض المحشر رؤية تنعيم او رؤية تعريف رؤية تعريف لماذا منين ناخذ انه رؤية تعريف نعم اسمك يا اخي نعم لا نعم احمد اما الاخر نعم حمد سمعت ايه بالصورة التي يعرفها لكن هذي في ارض البحشر ليست التي في في الجنة نعم هذي يعني نعم احسنت هذا وجه وايضا قوله هم لما قال قال لهم المنادي ان لكم عند الله موعدا يريد ان ينجزكم وماذا قالوا قالوا الم يدخلنا الجنة؟ الم يبيض وجوهنا؟ الم يجرنا من النار؟ ولم يذكر الم يرينا نفسه ولو كانت رؤية تنعيم لذكروها لكنها رؤية تعريف عرفوا بها الله عرفوا بها الله تعالى. ثم لما رأوه ادركوا عظيم ما في هذه النعمة والمنحة من النعيم الذي لم يعرفه له سابقا ولم يدركوا له نظيرا فدل هذا على ان ما يكون يوم القيامة في ارض المحشر من الرؤية ليست اه تنعيم انما هي تعريف وان كان فيها اكرام لكنها ليست تنعيما ولا آآ آآ تداني ولا تقارب رؤية المؤمنين ربهم في الجنة هذا واضح او لا واضح مو بواضح ضعيف يعني الكلام واضح ولا لا اذا الوجه انه لما ذكر لهم الموعد الذي يريد ان ينجزموه ينجز ينجزهم اياه. ماذا قالوا؟ قالوا ذكروا ومننا جعلوها كافية في النعيم الذي يطلبونه ويرجونه. فقالوا الم يبيض وجوهنا؟ الم يدخلنا الجنة؟ الم هجرنا من النار ولم يقولوا الم يرنا نفسه فدل ذلك على ان النعيم الذي يعطونه اعظم ما يكون ولذلك قال فما اعطوا فما اعطاهم شيئا احب اليهم من النظر اليه وهي وهي الزيادة. اذا الخلاصة ان الرؤية التي تكون في الجنة هي اعلى ما يكون من النعيم لاهل الجنة. وقوله رحمه الله كما يشاء الله هذا يبين ان الرؤيا تختلف ليست على حد واحد تختلف باختلاف اعمال العباد تنعما وتختلف في اختلاف اعمال العباد تكررا فمن الناس من يرى الله صباح مساء ومنهم من يراه من لا يراه الا كل جمعة ثم انه في الرؤية تتفاوت درجاتهم في حصول النعيم بالنظر اليه جل وعلا على قدر تفاوت ما معهم من الايمان والعمل الصالح ليسوا على مرتبة واحدة بل هم في ذلك متفاوتون تفاوتا كبيرا ودل اية واوضح اية الدلالة على رؤية المؤمنين لله تعالى تقدمت معنا وهي قوله تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى رب بها ناظرة باقي مسألة وهي هل يرى الكفار ربهم يوم القيامة هذه المسألة وقع فيها خلاف بين اهل العلم على ثلاثة اقوال قول بانه لا يراه الا المؤمنون فقط فلا يراه كافر سواء كان كافرا مظهرا لكفره او كافرا مصرا بكفره كالمنافقين والقول الثاني انه يراه اهل الايمان والمنافقون دون الكفار المظهرون للكفر والقول الثالث يراه المنافقون ثم يحتجب عنهم والقول الثالث ان الكفار يرونه يوم القيامة لكنها رؤية تقريع وتبكيك وليست رؤية تنعيم واكرام هذه اقوال ثلاثة لاهل السنة والجماعة فيما يتعلق برؤية الله تعالى لكن ينبغي ان يعلم انه على القول بانهم يرون الله تعالى لا يجوز اطلاق الرؤية في حقهم يعني لا يجوز ان تقول الكفار يرون ربهم يوم القيامة هكذا دون تقييد بانها رؤية التقريع وتبكيت وتحسين وتنديم وتعذيب بل لابد من التقييد السبب في هذا السبب من انه لابد من تقييد ان الرؤية المطلقة تفيد الاكرام والانعام ان الرؤية المطلقة تفيد الاكرام والانعام وهي ليست كذلك في حق الكفار حتى على القول بانهم يرونه الثاني ان الاسماء التي اذا اطلقت افادت اي نعم ان الاسماء المطلقة اذا قيدت وكان في تقييدها ما يفيد معنى رديئا فانه لا يجوز تقييدها الالفاظ والاسماء التي اذا الاسماء الالفاظ والاسماء المطلقة اذا قيدت وافادت بالتقييم معنى قبيحا فانه لا يجوز التقييم. مثاله لو قال قائل في مدح الله تعالى او الخبر عنه قال يا خالق الخنازير ما رأيكم هذا صحيح او لا الله خالق الخنازير لكن المعنى المطلق العام اذا كانا في تخييدهما يفهم معنى ناقصا فانه لا يجوز تقييده بل يكتفى فقط بالمعنى العام فيقال الله خالق كل الله خالق كل شيء فهو خالف كل شيء جل وعلا خالق كل ما في الكون من مخلوقات لكن لا يجوز لاحد ان يأتي ويقول يا خالق الكلاب او يا خالق الخنازير او يا رب الزناة والسراق هذه هذه معاني صحيحة لان الله جل وعلا رب كل شيء وخالق كل شيء لكن لا يجوز اضافة هذا الى ما يوحي ويفهم منه النقص فكذلك الرؤيا جاءت مطلقة على القول بدخول الكفار فيها فلا يجوز تقييدها بالكفار لما يفهم منه من معنى الردي ينزه الله تعالى عنه فلأجل هذين المعنيين منع العلماء اطلاق الرؤية في حق الكفار ما هما المعنيين؟ المعنى الاول ها ان الرؤية المطلقة لا تكون الا اذا اطلقت فالمراد بها الاكرام والتنعيم. فلابد من تقييدها بما يفهم منها انها رؤية تعذيبه وتحسين. المعنى الثاني ان الالفاظ العامة اذا كان في تخصيصها ما يفهم نقصا فالواجب عدم التقصيص بل لا يجوز التخصيص في هذا نفيا لما يكون من نقص وآآ معنى الردي في حق الله تعالى طيب هذا ما يتعلق بالرؤية الان يبدأ المؤلف رحمه الله الفصل متعلق بالايمان باليوم الاخر انتهى ما يتعلق بالصفات الان وتلاحظون ان نصف الرسالة تقريبا او اكثر تقرر ما يتعلق بالصفات تقعيدا واستدلالا وتفصيلا التقعيد في اولها والاستدلال في بعد التقيت في اثنائها ثم التفصيل فيما ذكره من صفة العلو والمعية والقرب والكلام والرؤية بالتفصيل هذه الامور الخمسة فصلها المؤلف رحمه الله تفصيلا ولعل تفصيله فيها لحاجة الجهة التي كتب اليها هذه الرسالة او انها نماذج يقاس عليها ما عداها من الصفات والاخبار المتعلقة بالله تعالى. الان ينتقل الى بيان وتفصيل ما يتعلق باليوم الاخر واتى به بعد الايمان بالله تعالى لانهما يقترنان في كتاب الله تعالى وفي كلام النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ولان الايمان باليوم الاخر هو الحامل على العمل فان الانسان قد يؤمن بالله تعالى ولكن ولكنه يقعد لغياب لغياب مجازاته على عمله سواء اجرا وثوابا في الطاعة ومؤاخذة وعقوبة في المعصية فجاء بذكر تفصيل ما يكون في اليوم الاخر لكن نرجع نرجي هذا ان شاء الله تعالى الى غدا باذن الله