مع عظيم ما شاهده في تلك الليلة حيث قال جل وعلا ما زاغ البصر وما طغى. لقد رأى من ايات ربه الكبرى. يعني التي توجب ما تقدم لكن حفظه الله. ما كذب الفؤاد ما رآه سم الله بسم الله الرحمن الرحيم قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالة العبودية فصل في الفرق بين الخالق والمخلوق. واما ابراهيم وال ابراهيم الحنفاء من الانبياء والمؤمنين بهم فهم يعلمون انه لابد من الفرق بين الخالق والمخلوق. ولابد من الفرق بين الطاعة والمعصية. وان العبد كلما ازداد تحقيقا لهذا الفرض ازدادت محبته لله وعبوديته له وطاعته له واعراضه عن عبادة غيره ومحبة غيره وطاعة غيره وهؤلاء المشركون الضالون يسوون بين الله وبين خلقه. والخليل عليه السلام يقول افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون. فانهم عدو لي الا رب العالمين. نعم قوله رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين قوله رحمه الله واما ابراهيم وال ابراهيم الحنفاء من الانبياء. ابراهيم عليه السلام ابو الانبياء فانه ما جاء بعده نبي الا من ذريته عليه الصلاة والسلام. فهو امامهم. ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين وال إبراهيم المقصود به الأنبياء من ذريته وايضا من سار على هذه من ذريته. قال من الانبياء والمؤمنين بهم. من من الانبياء واضح لان الانبياء كلهم من ذرية ابراهيم بعده. والمؤمنين نعم والمؤمنين بهم سواء كانوا من ذرية ابراهيم او من غير ذريته ويمكن ان يقال واما ابراهيم وال ابراهيم اي اتباع ابراهيم. لان الان تطلق على الاتباع وهم اخف من مجرد الذرية لان الذرية قد يكون فيها الصالح وقد يكون فيها غير الصالح قال الله جل وعلا لما قال ابراهيم ومن ذريتي قال الله جل وعلا لا ينال عهد الظالمين. فدل ذلك على ان النافع هو الاتباع ولا شك انه اذا كان من الذرية ومتبع زاد فضلا الى فضل نعم والمقصود من هذا الفصل تقرير ما تقدمت الاشارة اليه من معنى العبودية التي جاءت بها الرسل رد على من ظل في هذا من الصوفية فانهم ظلوا في هذا ضلالا كبيرا واخطأوا خطأ عظيما يبينه الشيخ رحمه الله يقول رحمه الله آآ هؤلاء كلهم يعلمون انه لا بد من الفرق بين الخالق والمخلوق. وبهذا جاءت الرسل ومن ظل في هذا فقد تخبط واضاع نصيبه. يقول رحمه الله وهؤلاء المشركون الضالون يسوون بين الله وبين خلقه. وهؤلاء هم الذين يقابلون الحزب الاول حزب حزب الله حزب إبراهيم عليه السلام في قوله واما إبراهيم وال إبراهيم هؤلاء مشركون الضالون يسوون بين الله وبين خلقه والخليل قل افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم وابائكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين. وجه الدلالة في هذه الاية قوله فانهم عدو لي الا رب العالمين. ففرق بين معبودات المشركين وبين ما يعبده الموحدون فانما يعبده الموحدون الحنفاء هو الله جل وعلا الذي لا اله غيره واما هؤلاء فانهم يعبدون من لا يستحق العبادة من لا ينفع ولا يضر من لا يسمع ولا يبصر ثم قال رحمه الله ويتمسكون بالمتشابه من كلام المشايخ كما فعلت النصارى هذا في بيان ان من غاب عنه التفريق بين الخالق والمخلوق وهم غلاة الصوفية حيث جعلوا الخالق هو المخلوق. فكل شيء في الوجود هو الرد جعلوا الله والعبد الرب والعبد شيئا واحدا. هؤلاء هل لهم حجة؟ هل لهم مستند؟ ليس لهم مستند. الا التمسك بالمتشابه من كلام من؟ من كلام الله ورسوله لا يقول من كلام المشايخ والمقصود بالمشايخ مشايخ الصوفية الذين كما قال الشيخ رحمه الله قد لا يثبت عنهم هذا اما ان يكون كذبا عليهم واما ان يكونوا كلاما واما ان يكون كلاما قالوه ثم تابوا عنه في حالة غياب اندهاش كما سيميز كما تبين الشيخ او انه غضب وحملوا كلامهم ما لم يحتاج ما لا يحتمل. والا فانه لا يقوله احد من اهل الاسلام العالمين بالكتاب والسنة لكن ابن عربي واشباه واشباهه فرحوا ببعض المنقول عن المتقدمين من اهل التعبد والتمسك فجعلوه حجة لهم فيما ذهبوا اليه من اي شيء من التسوية بين الخالق والمخلوق وهم وهم الملاحدة اهل وحدة الوجود نعم يقول رحمه الله في مثال لما حصل به الضلال لهؤلاء يقول مثال ذلك ويتمسكون بالمتشابه من كلام المشايخ كما فعلت النصارى. مثال ذلك اسم الفناء فان الفناء ثلاثة انواع نوع للكاملين من الانبياء والاولياء ونوع للقاصدين من الاولياء والصالحين ونوع للمنافقين الملحدين المشبهين. طيب يقول رحمه الله مثال ذلك اسم الفناء. اولا اسم الفناء لن يرتب الله جل وعلا عليه في الكتاب والسنة مدحا ولا ذما فليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله بل ولا في كلام سلف الامة تعليق المدح والذم على هذا الاسم. وهو اسم محدث لم يكن في الامة والفناء مصدر ثناء يثنى ثناء ثني يفنى ثناء ثني يفنى ومعناه تلاشى واضمحل معناه في اللغة الفناء التلاشي والاضمحلال والتناسي والاضمحلال الذي تفيد هذه الكلمة نوعان نوع تذهب معه العين يعني ما يبقى شيء وذلك بان يستحيل الشيء الثالث والنوع الثاني يذهب نفعه وتذهب قواه مع بقاء عينه ويسمى ثانيا ومنه كلام الفقهاء في كتاب الجهاد ولا يقتل في المعركة شيخ ثان فالعين موجودة لكن لما كان لما كانت القوة ذاهبة والنفع غائب صار حكمه حكم ايش الثاني المعدوم هذا من حيث معنى هذه الكلمة في اللغة اما من حيث معناها عند الصوفية فمعناها الغياب الاستغراق في ما يفنى فيه الانسان في محبوبه وفي مراده وفي مطلوبه الشيخ رحمه الله يقول فان الفناء ثلاثة انواع هذا التقسيم تقسيم مستفاد من كلامه. ولا بأس بالاصطلاح الحادث اذا كان لا يتضمن اذا كان لا يتضمن فاسدا اما اذا كان المعنى المترتب او المتضمن في الاصطلاح الحادث فاسدا فانه يرد فهذا المصطلح لا يرد مطلقا ولا يثبت مطلقا لان منه ما هو معنى صحيح. يقول الشيخ رحمه الله نوع للكاملين من الانبياء ونوع للقاصدين يعني متوسطين من الاولياء والصالحين ونوع للمنافقين الملحدين المشبهين والاخير هو المشهور عند غلاة الصوفية. وسيأتي بيانه في كلام الشيخ. فاما الاول فاما الاول فهو الفناء عن ارادة ما سوى الله بحيث لا يحب الا الله ولا يعبد الا اياه. ولا يتوكل الا عليه ولا يطلب من غيره وهو المعنى الذي يجب ان يقصد بقول شيخ ابي يزيد. حيث قال اريد الا اريد الا ما يريد. اي المراد محبوب مرضي وهو المراد بالارادة الدينية. وكمال العبد الا يريد ولا يحب ولا يرضى الا ما اراده وهو ما امر به امر ايجاب او استحباب ولا يحب الا ما يحبه الله كالملائكة والانبياء والصالحين. وهذا معنى قولهم في قوله الا من اتى الله بقلب سليم. قالوا هو السليم مما سوى الله. او مما سوى عبادة الله. او مما سوى ارادة الله هذه المنزلة لانها انما تنال من ضعف قلبه وقل علمه. يقول الشيخ رحمه الله واذا قوي هذا واذا قوي هذا ضعف المحب حتى يضطرب فيه جميلة يعني يفطر قد يفقد تمييزه وهو وهو او مما سوى محبة الله فالمعنى واحد وهذا المعنى ان سمي فناء او لم يسم هو اول الاسلام واخره وباطن الدين وظاهره. الله اكبر هو التوحيد الذي كان عليه صفوة الخلق وهو اوثق عرى الايمان ان تحب في الله وان تبغض في الله وان تعطي في الله وتمنع في الله. كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هو ما امر الله به الخلق وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. ثم بعد ان ذكر الشيخ رحمه الله هذا النوع قال وهذا المعنى ان سمي فلان او لم تم يعني بغض النظر عن التسمية وكأنه يقول لا حاجة لنا بهذه التسمية او لا يناقش في هذه التسمية انما نناقش في الذي تظمنته فانه هو اول الاسلام واخره لا اشكال. اول الاسلام شهادة ان لا اله الا الله. وان محمدا رسول الله وهذا يقتضي افراد الله جل وعلا بالحب والخوف والرجاء والعبادة وسائر ما هو حقه سبحانه وتعالى واخره لان من كان اخر من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة. يقول وباطن الدين وظاهره اي ان هذا هو لب الدين فالدين كله دائر على تحقيق هذا المعنى وهو اخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى. فسموه فناء او لم يسموه فناء هذا هو المطلوب من كل احد وهو الدرجة العليا التي كان عليها الانبياء عليهم الصلاة والسلام وكان عليها صفوة الامة الصحابة والقرون واهل القرون المفضلة. فالواجب على المؤمن الاجتهاد في تحصيل هذه الحال وهو ان يكون قلبه مخلصا لله خالصا له. ليس فيه شائبة لاحد. لا يخاف الا الله ولا يحب الا الله ولا ولا يرغب ولا يرغب ولا يعبد الا الله جل وعلا في كل شأن وفي كل حال. وفي كل حين. واذا حقق الانسان هذا وفق الى نبيل المتقين الاولين وفق الى الصراط المستقيم الذي من سلكه سهل الله له جواز الصراط المضروب على متن جهنم. الثاني يقول واما النوع الثاني واما النوع الثاني فهو الفناء عن شهود السواك وهذا يحصل لكثير من السالكين فانهم لفرط جذاب قلوبهم الى ذكر الله وعبادته ومحبته وضعف قلوبهم عن وضعف قلوبهم عن ان تشهد غير ما تعبد. وترى غير ما تقصد. لا يخطر بقلوبهم غير الله بل لا يشعرون الا به. كما قيل في قوله تعالى واصبح فؤاد ام موسى فارغا لتبدي به لولا ان ربطنا على قلبها قالوا فارغا من كل شيء الا من ذكر موسى وهذا كثيرا ما يعرض لمن داهمه امر من الامور. اما حب واما خوف واما رجاء. يبقى قلبه منصرفا عن كل شيء الا ما قد الا عما قد احبه او خافه او طلبه. بحيث يكون عند استغراقه في ذلك لا تشعره بغيره فاذا قوي على صاحب الفناء هذا فانه يغيب بموجوده عن وجوده وبمشهوده عن شهوده وبمذكور عن ذكره وبمعروفه عن معرفته. حتى يفنى من لم يكن وهي المخلوقات. العبد فمن سواه ويبقى ومن لم يزأ ويبقى من لم يزل وهو الرب تعالى. والمراد ثناؤها في شهود العبد وذكره. وفناؤه عن ان وفناؤه عن ان يدركها او يشهدها واذا قوي هذا ضعف المحب حتى يضطرب حتى يضطرب في تمييزه. فقد يظن انه هذا الكلام هذا المتقدم لهذا النوع الذي يعده الصوفية من المقامات العظيمة التي يسعون الى ادراكها وهو الثناء عن شهود السوى يعني الثناء عن شهود ما سوى الله جل وعلا الفناء عن شهود ما سوى الله جل وعلا هذا معنى قوله الفناء عن شهود السواء. بمعنى انه يفنى فلا ينظر الى غير الله وهذه حال تستغرق القلب حتى لا يدرك ويغيب عنه الشعور يصدر عنهم في هذه الحال من المخالفات ما سيذكر الشيخ رحمه الله شيئا منه فانه في هذه الحال يغيب يغيب عن الشعوب وهذا الغياب عن الشعور او وهذا الغياب عن الشعور وفقده يرجع الى اتباع ثلاثة السبب الاول قوة الوالد قوة الوالد يعني الوارد على قلوبهم الثاني ضعف المورود اليه او المورود عليه وهو القلب ضعفهم. الثالث نقص العلم اذا اجتمعت هذه الثلاثة كان الانسان غائبا بما يشاهد لا يدرك ما يقول ويبلغ من ويبلغ به الفناء والاغلاق الا يشعر لنفسه فيصدر عنه من الاقوال والاعمال ما لا يحسن ولا يجمل به بل ما يستغفر الله منها اذا افاق وهذه الحال ليست حال كمال بل هي حال ناقصة ولم ينقل عن احد من سلف الامة ولا من العلماء والائمة انه نزلت به هذه الحالة او نالته هذه او نال او نالته احد او وهو احدى درجات ومراتب الشكر. لان السكر له مرتبتان تحصيل اللذة وفقد السمير قد يجتمعان وقد يحصل احدهما دون الاخر. نعم كما يذكر ان رجلا القى نفسه في اليم فالقى محبه نفسه خلفه. فقال انا وقعت فما اوقعك خلفي قال غبت بك عني فظننت انك اني يعني هذا رمى نفسه في البحر فلشدة غياب آآ الذي يحبه به القى نفسه ورأه. فقال له انا وقعت فما اوقعك خلفي؟ قال غبت بك عني فظننت انك اني وهذا لا اشكال انه ناشئ عن فقد الشعور وهذا الذي يسميه هؤلاء ايش يسميه ثناء ويجعلونه من مراتب الكمل من الخلق. نعم. وهذا الموضع زلت فيه اقوام وظنوا انه اتحاد ان المحب يتحد بالمحبوب حتى لا يكون بينهما فرق في نفس وجودهما. وهذا غلط. فان الخالق قال يتحد به شيء اصلا؟ سبحان الله بل لا يمكن ان يتحد شيء بشيء الا اذا استحال وفسدت حقيقة كل منهما. وحصل من اتحادهما امر لا هو هذا ولا هذا. كما اذا اتحد الماء واللبن والماء والخمر ونحو ذلك ولكن يتحد المراد والمحبوب والمراد والمكروه ويتفقان في نوع الارادة والكراهة فيحب هذا ما يحب هذا ويبغض هذا ما يبغض هذا ويرضى ما يرضى ويسخط ما يسخط ويكره ما يكره ويوالي من يوالي ويعادي من يعادي وهذا الفناء كله فيه نقص لماذا لانه اما لانه ينسى اما ان نقسم في الشخص او نقص في علمه. نعم. ومما يدل على انه نقص ما يذكره الان الشيخ نعم واكابر واكابر الاولياء كابي بكر وعمر والسابقين الاولين من المهاجرين والانصار رضي الله عنهم لم يقعوا في هذا انا فضلا عن من هو فوقهم من الانبياء. وانما وقع شيء من هذا بعد الصحابة ومنشأه بعض عباد اهل البصرة غلب عليهم ما كانوا فيه من التعبد حتى انه كان احدهم اذا قرأ عليه القرآن يغشى عليه وبعضهم يصعق ويموت وهذه ليست حال كاملة. هم لا يلامون بهذا لا سيما اذا كان لضعف قلوبهم وليس بكسب منهم لكنها حال ناقصة. فالحال الكاملة التأثر بالقرآن والعمل به لا. الصعق والموت فانه لم ينقل هذا عن احد من ائمة المسلمين ولا من الصحابة السابقين. فضلا عن من فوقهم كما قال الشيخ رحمه الله من الانبياء نعم وكذلك كل ما كان من هذا النمط مما فيه غيبة العقل وعدم التمييز. لما يرد على القلب من احوال الايمان فان الصحابة رضي الله عنهم كانوا اكمل واقوى واثبت في الاحوال الايمانية من ان تقي من ان تغيب او يحصل لهم غشي او ضعف او سكر او فناء. صعب. لا صعب او يحصل لهم غشي او صعق او سكر او فناء او ولهم او جنون. رضي الله عنه وانما كان وانما كان مبادئ وانما كان مبادئ هذه الامور في التابعين منه وانما كان مزداد وانما كان مبادئ هذه اموري في التابعين من عباد البصرة. فانه كان فيهم من يغشى عليه اذا سمع القرآن. ومن من يموت كابي جهير الضرير وزرارة بن اوفى قاضي البصرة وكذلك صار في شيوخ الصوفية من وكذلك صار في شيوخ الصوفية من يعرض له من الفناء والشكر ما يضعف معه تمييزه حتى يقول في تلك الحال من الاقوال ما اذا صحى عرف انه غالط فيه. كما يحكى نحو ذلك عن مثل ابي يزيد وابي الحسين النوري وابي بكر الشبلي وامثالهم بخلاف ابي سليمان الدراني ومعروف الكرخي قبيل ابن عياض بل وبخلاف الجنيد وامثاله ممن كانت عقولهم وتمييزهم يصحبهم في احوالهم. فلا يقعون في مثل هذا الفناء والسكر ونحوه الكمل تكون قلوبهم ليس فيها سوى محبة الله وارادته وعبادته. وعنده من سعة العلم والتمييز ما يشهدون به الأمور على ما هي عليه بل يشهدون المخلوقات قائمة بأمر الله مدبرة بمشيئة بل مستجيبة له قانتة له. فيكون له فيها تبصرة وذكرى. ويكون ما يشهدونه من ذلك كمؤيدا وممدا لما في قلوبهم من اخلاص الدين وتجريد التوحيد له والعبادة له وحده لا شريك له وهذه هي الحقيقة التي دعا اليها القرآن. وقام بها اهل تحقيق الايمان والكمل من اهل العرفان ونبينا صلى الله عليه وسلم امام هؤلاء واكملهم. ولهذا لما عرج به الى السماوات ما هنالك من الايات واوحي اليهما اوحي من انواع المناجاة اصبح فيهم وهو لم يتغير حاله. ولا ظهر عليه ذلك بخلاف ما كان يظهر على موسى من التغشي. صلى الله عليهم وسلم اجمعين. نعم فقد ذكر الله جل وعلا الثناء على رسوله صلى الله عليه وسلم في رباطة جحش وسببات فؤاده ورسوخ قدمه كل هذا يدل على رباطة الجحش وثباتته وثبات اليقين وثبات الفؤاد الذي من الله به على رسوله لم يحصل له غشي ولا صعق وهذا حال الكمل من الناس. وما ذكره الشيخ رحمه الله في قوله بخلاف ما كان يظهر على موسى من التغشى صلى الله عليه وسلم اجمعين هذا نحتاج الى اثباته فهو ثابت في موقف واحد وهو لما طلب رؤية الله جل وعلا فقال الله جل وعلا لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا وهذه الحال التي نزلت بموسى عليه السلام لا لنقصه لكن لعظم الامر وشدته فهي ليست نقصا في ثباته ويقينه آآ قوة قلبه رضي الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لكن كان ذلك بسبب ايش عظم الوارد وذكرنا لكم انه ان هذا يحصل عند عظم الوارد لا اله الا الله فمن حقق يحقق هذه مسألة تغشي ما كان يظهر على موسى من التغشي ها لا في غير هذه الحالة لان الظاهر كلام الشيخ انها ليست في موضع واحد فليبحث هذا قال الحاج هذه غير الحاج طيب خلاص اذا الاختلال تشوفه وايضا من شاء منكم ان يبحث طيب نعم واما النوع الثالث مما قد يسمى فناء. فهو يشهد ان لا موجود الا الله. وان وجود الخالق هذا النوع الثاني نوع كامل او ناقص نوع ناقص طيب الثالث عاد الله يكفيه شره كهرب سراح نعم واما الثالث واما النوع الثالث مما قد يسمى فناء وان وجود الخالق هو وجود المخلوق افلا فلا فرق بين الرب والعبد فهذا فناء اهل الضلال والالحاد الواقعين في الحلول والاتحاد وهذا يبرأ منه المشايخ المستقيمون. فاذا قال احدهم ما ارى غير الله او لا انظر الى غير الله ونحو ذلك فمرادهم بذلك ما ارى ربا غيره. ولا خالقا ولا مدبرا غيره. ولا الها غيره. ولا انظر الى كغيره محبة له او خوفا منه او رجاء له. فان العين تنظر الى ما يتعلق به القلب هذا اشارة الى ما سبق ذكره في قوله رحمه الله ويتمسكون بالمتشابه من كلام المشائخ كما فعلت النصارى فهذا من المتشابه الذي تمسك به ابن عربي واشباهه في اثبات هذا النوع من الفنا ما ارى غير الله اي ان كل شيء هو الله كذا فسره بينما مراد من قال ذلك من مشايخ الصوفية الذين هم من اهل السنة وان كان عندهم خطأ في في بعض الامور لكنهم لا يخرجون عن طريق اهل السنة والجماعة فمرادهم بذلك اني ما ارى ردا غيره ولا خالقا ولا مدبرا غيره ولا الها لي غيره وما اشبه ذلك من المعاني الصحيحة. فهذا الكلام متشابه يحتمل معنى صحيحا ويحتمل معنى فاسدا فلا نثبت المعنى الفاسد احسانا للظن بهم وحملا لكلامهم على ما فسرت فسرته بقية اقوالهم بينته سائر المنقولات عنه. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد