بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد فقال ابن قيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد اذا عرضت نظرة لا تحل فاعلم انها مشعر حرب فاستتر منها بحجاب كل المؤمنين. فقد سلمت من الاثر وكفى الله المؤمنين القتال بحر الهوى اذا مد اغرق واخوف المنافذ على السابح فتح البصر في الماء ما احد اكرم من مفرد في قبره اعماله تونسه منعما في القبر في روضة ليس كعبد قبره محبسه على قدر فضل المرء تأتي خطوبه ويعرف عند الصبر فيما يصيبه. ومن قل فيما يصيبه ومن قل فيما يتقيه اصطباره فقد قل مما يرتجيه نصيبه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اه بعض ما قرئ سبق التعليق عليه قوله رحمه الله على قدر فضل المرء تأتي خطوبه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل فان كان في دين الرجل صلابة زيده في بلائه وان كان في دينه ضعف خفف عليه بقدر ما يكون من من ضعفه وهذا ليس طلبا للبلاء تعرضا له بل هذا خبر عن سنة الله الجارية. والا فالانسان نسأل الله السلامة والعفو والعافية ومن اذكار الصباح اللهم اني اسألك العفو والعافية في الدنيا والاخرة نسألك العفو والعافية في ديني ودنياي واهلي ومالي اللهم استر عوراتي وامن روعاتي واحفظني بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي فوقي واعوذ بعظمتك ان اغتنى من تحتي فسؤال الله العافية مما ندبت اليه الشريعة وهو رغبة في السلامة من البلاء لكن يبتلى الناس على قدر ايمانهم ومن يرد الله به خيرا يصب منه اي ينزل به من المصائب ما يكون سببا في حق سيئاته وسببا في رفعة درجاته قال على قدر فضل المرء تأتي خطوبه وتعرف عند الصبر وتعرف عند الصبر فيما يصيبه اي تعرف منزلته ويعرف قدره ومن قل فيما يتقيه اصطباره يعني من ضعف صبره بما يجب عليه ان يخافه وان يحذره وان يتقيه من المعاصي فقد قل مما يرتجيه نصيبه اي قل نصيبه مما يرجوه من النجاة والفوز هذا بقدر ذاك فكلما زاد نصيب الانسان من الصبر على ما حرم الله الصبر على طاعة الله والصبر على اقدار الله زاد نصيبه الثواب والاجر والعطاء انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب فاذا قل صبره على طاعة الله وقل صبره عن معصية الله وقل صبره في اقدار الله المؤلمة التي يكرهها قل نصيبه من الثواب والاجر المرتب على الصبر الذي قال فيه انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب هذا معناه البيتين على قدر فضل المرء تأتي خطوبه وتعرف عند الصبر فيما يصيبه فمن ومن قل فيما يتقيه اصطباره فقد قل فيما يرتجيه نصيبه. اسأل الله ان يجعل لنا ولكم النصيب الاوفى من الصبر والعظيم الاكبر والحظ الاكبر من الاجر قال رحمه الله كم قطع زرع قبل التمام؟ فما ظن الزرع المستحصن اشتري نفسك فالسوق قائمة والثمن موجود لابد من سنة الغفلة ورقاد الهوى ولكن كن خفيف النوم. فحراس البلد يصيحون دنا الصباح لابد من سنة الغفلة النعاس الذي يصيب الانسان بسبب غفلته وهذا تشبيه الغفلة بمراتب الغفلة منها ما يستوعب القلب فيميته منها ما يكون دون ذلك من المراتب ومنه السنة وهي التي تشبه النعاس ومقدمات النوم ورقاد الغفلة ورقاد الهوى لكن كن خفيف النوم يعني لابد ان يتطرق الى القلب شيء من ذلك بطبيعة الانسان وما جبله الله عليه لكن الراشد ليس هو من لا يصيبه شيء من ذلك انما الراشد من لا يطيل امد ذلك بل يكون خفيفا النوم سريع الانتباه لا سيما وثمة من ينبه وهم الحراس و المقصود بالحراس هنا النذر التي يبعثها الله تعالى للانسان في نفسه وفي ما حوله فالنذر كثيرة التي تؤذن ب عدم التمادي في الغفلة فما يراه الانسان من اختطاف من اختطاف الموت لمن حوله هو من النذر ما يراه الانسان في نفسه من الظعف هو من النذر ما ينزل به من المصائب هو من النذر كل ذلك من مما يجريه الله تعالى من التنبيهات التي اذا فتح العبد بصره و تنبه اليها كان ذلك من دواعي الاستيقاظ فحراس البلد هذا تمثيل يصيحون دنا الصباح الصباح نعم قال نور العقل يضيء في ليل الهوى. فتلوح جادة الصواب. فتلمح البصير في ذلك النور فيتلمح البصير في ذلك النور عواقب الامور. الله اكبر. وهذا من اعظم ما يمن الله تعالى به على العبد ان يفتح بصيرته على العواقب لان اوائل الامور وبداياتها قد لا يدرك بها الانسان ما تؤول اليه وما تنتهي فيزين له الشيء في بداياته وتكون عواقبه وخيمة لكن البصير هو من ينظر الى النهايات والمآلات والعواقب ولا يغريه او يعميه جمال البدايات ولذة المحصولات من المشتهيات في اول الامر. حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات فلما فاذا اقتصر فاذا اقتصر نظر الانسان على اوائل الامر وجد ان الشهوة لذة يدرك بها ما يشتهي لكن العاقبة النار ولو ان الانسان قصر نظره على ما يبصره من الم مخالفة الهوى كان ذلك حاملا له على الا ايش يمضي في طريق الهدى لكن اذا نفذ ببصره الى العواقب الحميدة مما اعده الله تعالى لعباده الصالحين كان ذلك عونا له على الاستمرار والمضيء اعددت العباد الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ولهذا كان من اعظم ما يوقظ الانسان من الغفلة يحمله على مجانبة الهوى الوعد والوعيد فالوعد والوعيد من اعظم ما يزجر الناس عن الهوى ويحملهم على الهدى ولهذا كثر في كتاب الله عز وجل الوعد والوعيد لعظيم تأثيرهما على الانسان. نعم اخرج بالعزم من هذا الفناء الضيق المحشو بالافات الى ذلك الفناء الذي فيه ما لا عين رأت فهناك لا يتعذر مطلوب ولا يفقد محبوب بكل المطالب دانية وكل المحبوبات مدركة في الدنيا مهما طابت لا تدرك فيها جميع المطالب ولو ادركت فقدت فسرعان ما تزول او يزول عنها الانسان فهي دار ارتحال لذلك قال الله تعالى في تنبيه الانسان عن التوقف في تنبيه الانسان عن الركض وراء ما يطلب من مشتهيات الدنيا قال الهاكم التكاثر ثم انظر التي بعدها مباشرة قال حتى زرتم المقابر معناه انه مهما بلغتهم كثرة فانتم عنه راحلون وراحلون الى دار ليست دار قرار وهي القبور بل هي دار زيارة ثم بعد ذلك لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ثم لتسألن يومئذ عن النعيم فينبغي ان يعقل الانسان هذا المعنى ويخرج من ضيق الدنيا الى سعة الاخرة ولذلك من اعظم ما يمن الله تعالى به على العبد ان يرزقه البصيرة وقد اثنى الله تعالى بها على بعض عباده ابراهيم واسحاق ويعقوب قال واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار ثم قال انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار ذكرى الدار اي حضور الاخرة في قلوبهم فاذا قامت الاخرة في قلب العبد هان عليه كل ما يلقاه في سبيل الطاعة وفي سبيل ما يصل اليه ويدركه في آآ تلك الدار من النعيم آآ يفوز به من عطايا الكريم جل في علاه. نعم قال يا بائع نفسه بهوى من حبه ضنن ووصله اذى وحسنه الى فناء لقد بعت انفس الاشياء بثمن بخس لانك لم تعرف قدر السلعة ولا خسة الثمن حتى اذا قدمت يوم التغابن تبين لك الغبن في عقد التبايع. لا اله الا الله سلعة الله مشتريها وثمنها الجنة والدلال الرسول ترضى ببيعها بجزء يسير مما لا يساوي كله جناح بعوضة كل ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول كل الناس يغدوا فبائع نفسه فمعتقها وموبقها هذا البيع جاري وتشبيه المؤلف رحمه الله في هذا آآ الكلام آآ ما يكون من عقد بين العبد وربه هو حقيقة حال جميع الناس اما ان يبيع نفسه للرحمن فيفوز بالجنان واما ان يبيع نفسه للشيطان فيكون من اهل الهلاك والخسران ليس ثمة حال ثالثة انما هي حالان فليختار انسان لنفسه اي الحالين يرجو ان ينتهي اليه مآله نعم اذا كان اذا كان شيء لا يساوي جميعه جناح بعوض عند من صرت عبده ويملك جزء منه كلك ما الذي يكون على ذي الحال قدرك عنده وبعت به نفسا قد استامها بما لديه من الحسنى وقد زال وده يا مخنث العزم اين انت والطريق طريق تعب فيه ادم وناح لاجله نوح ورمي في النار الخليل واضجع للذبح اسماعيل وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين ونشر بالمنشار زكريا وذبح السيد الحصور يحيى وقاص الضر ايوب وزاد على المقدار بكاء داود وسار مع الوحش عيسى وعالج الفقر وانواع الاذى محمد صلى الله عليه وسلم تزهى انت باللهو واللعب فيا دارها بالحزن ان مزارها. قريب ولكن دون ذلك اهوال الحرب قائمة وانت اعزل في النظارة فان حركت ركابك فللهزيمة من لم يباشر حر الهجير في طلاب المجد لم يقل في ظلال الشرف تقول سليمة لو اقمت بارضنا ولم تدري اني للمقام اطوف قيل لبعض العباد الى كم تتعب الى كم تتعب نفسك فقال راحتها اريد طيب آآ قوله رحمه الله اذا كان شيء لا يساوي جميعه جناح بعوض عند من صرت عنده يعني واشير بذلك الى الدنيا بما فيها من ملذات وشهوات ومحبوبات جميعها لو ادركها الانسان ما ساوت عند الله جناح بعوضة ويملك جزءا ويملك ويملك جزء منه ويملك جزء منه كل كما الذي يكون على ذي الحال قدرك عنده وبعت به نفسا قد استامها بما لديه من الحسنى وقد زال وده يشير بذلك الى عظيم الغبن الحاصل لمن باع نفسه للهوى والشيطان وانه لا يدرك بذلك الا الخسارة فمهما بلغ الانسان من الانعام في الدنيا فانه يأتي يوم القيامة اذا لم يكن له عمل صالح على وجه من الخسران قال الله تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ما يأتي بشيء كل هذا الذي املكته وادركته سواء من النعيم المعنوي او النعيم الحسي يذهب سدى لا يدرك والانسان منه شيئا يوم القيامة الا ما كان في رضا الله فانه يدركه حسنات واجور وثواب اذا سخره في طاعة الله عز وجل ولهذا ينبغي ان يكون الانسان على بصيرة وعقل الفارق في ادراك هذه المعاني هو اليقين بالاخرة فكلما ازداد العبد يقينا باليوم الاخر ادرت هذه المعاني وكلما ضعف يقينه باليوم الاخر اصبحت هذه المعاني في قلبه ظعيفة وغير مؤثرة. يقول رحمه الله يا مخنث العزم المخنث المقصود به غير خالص الارادة ارادته مشروكة هذا المقصود من مخنث العزم يعني عزمه ليس اكيدا صحيحا انما عزمه يجذبه مشترك تجذبه الدنيا بشهواتها يجلبه رغبته فيما في الاخرة من نعيم وقال رحمه الله الطريق طريق طريق تعب فيه ادم يعني ذكر جملة من آآ احوال الانبياء وسالكي الطريق ممن لقوا في سبيل لادراك ما يأملون من الخير في الدنيا والاخرة ما لقوا من المتاعب لكن العواقب حميدة لمن صدق الله تلك الالام تنقلب الى لذائذ يصبر عليها الانسان لادراك ما هو اعظم من انشراح الصدر وبهجة النفس وسرور القلب وهذا عاجل بشرى المؤمن وعاجل ما يدركه الانسان من الحياة الطيبة في الدنيا واما الاخرة فيدرك فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قال رحمه الله الحرب قائمة وانت اعزل في النظارة فان حركت ركابك فالهزيمة. يعني هذي اشارة الى انه الانسان اذا لم يكن ذا عزم صادق وآآ همة عالية في ادراك المطالب فانه فان مآله الى الهزيمة قال رحمه الله من لم يباشر حر الهجير بطلاب المجد اي في ادراك ما يؤمل من خير الدنيا والاخرة لم يقل يعني لم يصل بظلال الشرف يعني لا يدرك منازل الشرف والفضل والسبق فلا تنالوا المحبوبات الا على جسر من المكروهات لا تنال المحبوبات في امر الدنيا وفي امر الاخرة الا على جسر من المكروهات ما ما نال احد عزا في دين ولا في دنيا الا بجهد وبذل هذا هو الاصل وهذا معنى قوله من لم يباشر حر الهجير في طلاب المجد في استعي وراء تحصيله لم يقل في ظلال الشرف نعم تم مع الشيطان اي نعم نحو العزم مبدأ ذلك لكن العزم والعمل الصالح والصبر والمصابرة نعم قيل لبعض العباد الى كم تتعب نفسك فقال راحتها اريد اي يقين ويمكن الامام احمد نقله عن غيره نعم قيل لبعض العباد الى كم تتعب نفسك؟ قال راحتها اريد يا مكرما بحلة الايمان بعد حلة العافية. وهو يخلقهما في مخالفة الخالق. وهو يخلقهما يعني يبليهما يفنيهما انعم الله عليه بالايمان وانعم الله عليه بالعافية وهو يستعملهما في مخالفة الخالق نعم لا تنكر السلب يستحق من استعمل نعمة المنعم فيما يكره ان يسلبها لا تنكر السلب يعني لا تستبعد ان تسلب تلك النعم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزنان حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن فان فاسد العمل قد تكون عقوبته سلب الصلاح بالكلية قد تكون عقوبته ان يسلب الله تعالى العبد الصلاح والايمان. ولهذا جاء في حديث ابي هريرة ان الزاني حين يزني يكون الايمان على رأسه كالظلة ان شاء الله تعالى سلبه اياه وان شاء رده اليه هذا تعريض للنفس الى اعظم المخاطر سلب الايمان اعظم البلايا التي يحصل بها هلاك الدنيا والاخرة نعم ولذلك ينبغي ان يكثر الانسان من التوبة والاستغفار وصالح الاعمال واذا وقع في خطأ فليبادر الى التوبة لا يسوف يبادر الى التوبة ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم واتبع السيئة الحسنة تمحو اتبع والاتباع يقتضي المقاربة والمسارعة في الاتيان بصالح العمل نعم