تقبل الا ببيان معانيها وحقائقها. هذا ما يسمى سنة الحج المسألة الثانية التي ذكر هنا مسألة الغايات وهي بمعنى الحدود ايضا اننا ان له حدود وغايات يحده الخلق هذا المعنى نفيناه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد. وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا يا رب العالمين. قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه. قال الامام ابن ابي العز رحمه الله تعالى النفي والتشبيه مرضان من امراض القلوب فان امراض القلوب نوعان. مرض شبهة ومرض شهوة وكلاهما مذكور في القرآن قال تعالى فلا تخظعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض. فهذا مرض الشهوة. وقال تعالى في قلوبهم مرض فزادهم الله مرظا. وقال تعالى واما في قلوبهم مرض فزاده. واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم. فهذا مرض الشبهة وهو اردأ من مرض الشهوة. اذ والشهوات يرجى له الشفاء بقضاء الشهوة ومرض الشبهة لا شفاء له. ان لم يتداركه الله برحمته. والشبهة التي في مسألة الصفات نفيها وشبهة النفي اردأ من شبهة التشبيه فان شبهة النفي رد وتكذيب لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وشبة التشبيه غلوه مجاوزة فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وتشبيه الله بخلقه كفر فان الله تعالى يقول ليس كمثله شيء ونفي والصفات كفر فان الله تعالى يقول وهو السميع البصير. وهذا احد نوعي التشبيه فان التشبيه نوعان تشبيه الخالق بالمخلوق وهذا الذي يتعب اهل الكلام في رده وابطاله واهله من في الناس اقل من النوع الثاني الذين هم اهل تشبيه المخلوق بالخالق كعباد المسيح وعزير والشمس والقمر والاصنام والملائكة والنار والماء والعجل والقبور والجن وغير ذلك. وهؤلاء هم الذين ارسلت اليهم الرسل يدعونهم الى عبادة الله وحده لا شريك له يقول الامام الطحاوي رحمه الله فان ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية ليس في معناه احد من البرية قال الامام ابن ابي العز رحمه الله يشير الشيخ رحمه الله الى ان تنزيه الرب تعالى هو وصفه كما وصف نفسه نفيا واثباتا. وكلام الشيخ هنا مأخوذ من معنى سورة الاخلاص فقوله موصوف بصفات الوحدانية مأخوذ من قوله تعالى قل هو الله احد. وقوله منعوت بنعوت الفردانية من قوله تعالى الله الصمد لم يلد ولم يولد وقوله ليس في معناه احد من البرية من قوله تعالى ولم يكن له كفوا احد وهو ايضا وهو ايضا مؤكد لما قدم من اثبات الصفات ونفي التشبيه والوصف والنعت مترادفان وقيل متقاربان فالوصف للذات والنعت للفعل وكذلك الوحدانية والفردانية وقيل في الفرق بينهما ان الوحدانية للذات والفردانية للصفات. وهو تعالى متوحد في ذاته متفرد بصفاته. وهذا المعنى حق ولم نازع فيه احد ولكن في اللفظ نوع تكفير وللشيخ رحمه الله نظير هذا التكرير في مواضع من العقيدة وهو في الخطب والادعية اشبه منه بالعقائد. والتشجيع الخطب اليق وليس كمثله شيء اكمل في التنزيه من قوله ليس في معناه احد من البرية. قال الامام الطحاوي رحمه الله وتعالى عن الحدود الغايات والاركان والاعضاء والادوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات. قال ابن ابي العز رحمه الله اذكر بين يدي الكلام على عبارة الشيخ رحمه الله مقدمة وهي ان للناس في اطلاق مثل هذه الالفاظ ثلاثة اقوال. وطائفة تنفيها وطائفة تثبتها وطائفة تفصل. هم وهم المتبعين للسلف فلا يطلقون نفيها ولا اثباتها الا اذا بين ما اثبت بها. فهو ثابت وما نفي بها فهو منفي. لان المتأخرين قد صارت هذه الالفاظ في اصطلاحهم فيها اجمال وابهام كغيرها من الالفاظ الاصطلاحية. فليس كلهم يستعملها في نفس معناها اللغوي. ولهذا كان النفاة ينفون بها حقا وباطلا عن مثبتها ما لا يقولون به وبعض المثبتين لها يد يدخل فيها معنى باطلا مخالفا لقول السلف. ولما دل عليه الكتاب والميزان ولم يرد نص من الكتاب ولا من ولا من السنة بنفيها ولا اثباتها. وليس لنا ان نصف الله تعالى بما لم يصف به نفسه ولا وصفه به رسوله نفيا ولا اثباتا. وانما نحن متبعون مبتدعون فالواجب ان ينظر في هذا الباب اعني باب الصفات فما اثبته الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اثبتنا. وما نفاه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والالفاظ التي ورد بها النص والالفاظ التي ورد بها النص يعتصم بها في الاثبات والنفي فنثبت لله ما فنثبت ما اثبته الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الالفاظ والمعاني. وننفي ما نفته نصوصهما من الالفاظ والمعاني. واما الالفاظ التي لم يرد نفيها ولا اثباتها لا تطلق حتى ينظر في مقصود قائلها. فان كان معنى صحيحا قبل لكن ينبغي التعبير عنه بالفاظ النصوص دون الالفاظ المجملة الا عند الحاجة. مع قرائن تبين المراد والحاجة مثل ان يكون الخطاب مع من لا يتم المقصود معه ان لم يخاطب بها ونحو ذلك. والشيخ رحمه الله تعالى اراد الرد بهذا الكلام على المشبهة كداود الجوارب وامثاله القائلين ان الله جسم وانه جثة واعضاء وغير ذلك. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا الذي اراده الشيخ رحمه الله من النفي الذي ذكره هنا حق ولكن حدث بعده من ادخل في عموم نفيه حقا وباطلا. فيحتاج الى بيان ذلك. وهو ان متفقون على ان البشر لا يعلمون لله حدا وانهم لا يحدون شيئا من صفاته. قال ابو داوود الطياليسي كان سفيان وشعبة وحماد. ابن زيد وحماد ابن وشريك وبوعونة لا يحدون لا يحدون ولا يشبهون ولا يمثلون يروون الحديث ولا يقولون كيف واذا سئلوا قالوا بالاثر وسيأتي في كلام الشيخ وقد اعجز عن الاحاطة خلقه فعلم ان مراده ان الله تعالى ان الله تعالى اعن ان يحيط احد بحده. لا ان المعنى انه غير متميز عن خلقه منفصل عنه مبين لهم. سئل عبد الله بن المبارك بما نعرف ربنا؟ قال بانه على العرش بائن من خلقه قيل بحد قال بحد انتهى ومن المعلوم ان الحد يقال على ما ينفصل به الشيء وما يتميز به عن غيره. والله تعالى غير حال في خلقه ولا قائم بهم. بل هو القيوم القائم بنفسه المقيم لما سواه فالحد بهذا المعنى لا يجوز ان يكون فيه منازعة في نفس الامر اصلا. فانه ليس وراء نفيه الا نفي وجود الرب ونفي حقيقته. واما الحد بمعنى العلم والقول وهو ان وهو ان يحده العباد فهذا منتفي بلا منازعة بين اهل السنة. قال ابو القاسم القشيري في رسالته سمعت الشيخ ابا عبدالرحمن السلمي سمعت منصور ابن عبدالله سمعت توبة الحسن العنبري سمعت سهلة ابن عبد الله التستري يقول وقد سئل عن ذات الله فقال ذات الله موصوفة بالعلم. غير مدركة بالاحاطة ولا مرئية بالابصار في في دار الدنيا وهي موجودة بحقائق الايمان من غير حد ولا احاطة ولا حلول. وتراه العيون وتراه العيون وتراه العيون في العقبى. ظاهرا في ملكه وقدرته وقد حجب الخلق عن معرفة كنه ذاته ودلهم عليه باياته. والقلوب تعرفه والعيون لا تدركه. ينظر اليه المؤمنون بالابصار من غير احاطة ولا ادراك ولا ادراك نهاية. واما لفظ الاركان والاعضاء والادوات فيتسلط بها النفاة على نفي بعض الصفات الثابتة بالادلة القطعية. كاليد والوجه قال ابو حنيفة رضي الله عنه في الفقه الاكبر له يد ووجه ونفس. كما ذكر تعالى في القرآن من ذكر اليد والوجه والنفس فهو له صفة بلا كيف. ولا يقال ان ان يده ان يده قدرته ونعمته ونعمته. لان فيه ابطال الصفة انتهى. وهذا الذي قاله الامام رظي الله عنه ثابت بالادلة في القضية قال تعالى ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي؟ وقوله والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات والسماوات مطويات بيمينه. وقال تعالى كل شيء هالك الا وجهه. وقال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وقال تعالى تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك. وقال تعالى وربكم على نفسه الرحمة. وقال تعالى واصطنعتك لنفسي. وقال تعالى ويحذركم الله نفسه. وقال صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة لما يأتي الناس ادم فيقولون له خلقك الله بيده واسجد لك ملائكته وعلمك اسماء كل شيء الحديث. ولا يصح تأويل من قال ان المراد باليد القدرة فان قوله لما خلقت بيدي لا يصح ان يكون معناه بقدرتي مع تثنية اليد. ولو صح ذلك لقال ابليس وانا ايضا خلقتني بقدرتك فلا فضل له علي فابليس مع كفره كان اعرف بربه من الجهمية. ولا دليل لهم في قوله تعالى او لم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون. لانه تعالى وجمع الايدي لما لما اضافها الى ضمير الجمع ليتناسب الجمعان اللفظيان للدلالة على الملك والعظمة. ولم يقل اي ولم يقل ايدي مضاف الى ضمير للمفرد ولا يدينا بتثنية اليد مضافة الى ظمير الجمع فلم يكن قوله وما مما عملت ايدينا نظير قوله لما خلقت بيدي. وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل حجابه النور لو كشفه سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. ولكن لا يقال لهذه الصفات انها اعضاء او جوارح او ادوات او اركان لان الركن جزء الماهية والله تعالى هو الاحد الصمد لا يتجزأ لا يتجزأ سبحانه وتعالى. والاعضاء فيها معنى التفريق والتعظية. قال تعالى الله عن ذلك ومن هذا المعنى قوله تعالى الذين اهل القرآن عضين وجوارحه فيها معنى الاكتساب والانتفاع وكذلك الادوات هي الالات التي ينتفع بها في جلب المنفعة ودفع المضرة. وكل هذه المعاني منتفية عن الله تعالى ولهذا لم يرد ذكرها في صفات الله تعالى فالالفاظ الشرعية صحيحة المعاني سالمة من الاحتمالات الفاسدة. فلذلك يجب الا يعدل عن الالفاظ الشرعية ولا اثبات لئلا يثبت معنى فاسد او ينفى معنى صحيح. وكل هذه الالفاظ المجملة عرضة للمحن. عرضة للمحق والمبطل اما لفظ الجهة فقد يراد به ما هو موجود وقد يراد به ما هو معدوم. ومن المعلوم انه لا موجود الا الخالق والمخلوق. فاذا اريد بالجهة امر موجود غير الله تعالى كان مخلوقا. والله تعالى لا يحصره شيء ولا يحيط به شيء من المخلوقات. تعالى الله عن ذلك. وان اريد بالجهة امر عدمي وهذا ما فوق العالم فليس هناك فليسوا هناك الا الله وحده فاذا قيل انه في جهة بهذا الاعتبار فهو صحيح ومعناه انه فوق العالم حيث انتهت المخلوقات فهو فوق الجميع عال ليه؟ ونفاة لفظ الجهة الذين يريدون بذلك نفي العلو يذكرون من ادلتهم ان الجهات كلها مخلوقة وانه كان قبل الجهات وانه من قال انه في جهة يلزمه القول بقدم شيء من العالم. او انه كان مستغنيا عن الجهة ثم صار فيها. وهذه الالفاظ ونحوها وانما انما تدل على ان ليس في شيء من المخلوقات سواء سواء سمي جهة سواء سمي جهة او لم يسمى. وهذا حق. ولكن الجهة ليست امرا وجوديا بل امر اعتباري ولا شك ان الجهات لا نهاية لها وما لا يوجد فيها لا نهاية له فليس بموجود. وقول الشيخ رحمه الله لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات فكسائر المبتدعات فهو حق باعتبار انه لا يحيط به شيء من مخلوقاته. بل هو محيط بكل شيء وفوقه. بل هو محيط بكل شيء وفوقه. وهو وهذا المعنى هو الذي اراده الشيخ رحمه الله لما يأتي بكلامه انه تعالى محيط بكل شيء وفوقه فاذا جمع بين كلاميه وهو قوله لا تحويه الجهات الست كسائر مبتدعات وبين قوله محيط بكل شيء وفوقه علم ان مراده ان الله تعالى لا يحويه شيء ولا يحيط به شيء كما يكون لغيره من المخلوقات انه تعالى هو المحيط بكل شيء العالي على كل شيء. ولكن بقي في كلامه شيء يعني احدهما ان اطلاق مثل هذه الالفاظ مع ما فيه من الاجمال والاحتمال كان تركه والا تسلط عليه والزم بالتناقض في اثبات الاحاطة والفوقية ونفي ونفي جهة العلو. وان اجيب وان وان اجيب عنه بما تقدم من انه انما انما نفى ان يحويه شيء من مخلوقاته فالاعتصام بالالفاظ الشرعية اولى. الثاني ان قوله كسائر المبتدعات يفهم منه انهما من مبتدأ وما من مبتدع الا وهو محوي انه ما من مبتدع الا وهو محوي. ثم في هذا نظر فانه ان اراد انه محوي بامر وجوده فممنوع فان العالم ليس في عالم اخر والا لزم والا لزم التسلسل وان اراد امرا عدميا فليس كل مبتدع في العدم بل منها ما هو داخل في غيره كالسماوات والارض الكرسي ونحو ذلك ومنها ما هو ومن ومنها ما هو منتهى المخلوقات كالعرش فسطح العالم ليس في غيره من المخلوقات قطعا للتسلسل كما تقدم ويمكن ان يجاب عن هذا الاشكال بان سائر بمعنى البقية لا بمعنى الجميع هذا اصل معناها ومنه السؤر وهو ما يقيه الشارب في الاناء. فيكون مراده غالب المخلوقات قاتلة جميعها اذ السائر في الغاء على الغالب ادل منه على الجميع. فيكون المعنى ان الله تعالى غير محوي كما يكون اكثر كما يكون اكثر المخلوقات محوية بل هو غير محوي بشيء تعالى الله عن ذلك ولا يظن بشيخه رحمه الله تعالى انه ممن يقول ان الله ليس داخل العالم ولا خارجه بنفي النقيض كما ظنه بعض الشارحين بل مراده ان الله تعالى منزه عن ان يحيط به شيء من مخلوقاته او ان يكون مفتقرا الى شيء منها كالعرش او غيره. وفي ثبوت هذا الكلام عن الامام ابي حنيفة رضي الله عنه نظر فان عباده قد شنعوا عليه باشياء اهون منه. فلو سمعوا مثل هذا الكلام لشاع عنهم لشاع تشنيعهم عليه به وقد نقل ابو مطيع البلخي وقد نقل ابو مطيع البلخي عنه اثبات العلو كما سيأتي ذكره ان شاء الله تعالى هذا الكلام يقتضي نفيه ولم يرد بمثله كتاب ولا سنة فلذلك قلت ان في ثبوته عن الامام نظرا وان الاولى التوقف في اطلاقه فان الكلام بمثله خطأ بخلاف الكلام ما ورد عن الشارع كالاستواء والنزول ونحو ذلك. ومن ظن من الجهال انه اذا نزل الى سماء الدنيا كما اخبر الصادق صلى الله عليه وسلم يكون العرش فوقه ويكون محصورا بين طبقتي بين طبقتين من العالم فقوله مخالف لاجماع السلف مخالف للكتاب والسنة. وقال شيخ الاسلام ابو عثمان اسماعيل ابن عبد الرحمن الصابوني سمعت الاستاذ ابا منصور ابن حمشاذ بعد روايته حديث النزول يقول سئل ابو حنيفة فقال ينزل بلا كيف انتهى وانما توقف من توقف في نفي ذلك لضعف علمه بمعاني الكتاب والسنة واقوال السلف. ولذلك ينكر بعضهم ان يكون فوق العرش بل يقول لا مباين ولا محايد لا داخل ولا خارجة فيصفون بصفة العدم والممتنع ولا يصفونه بما وصف به نفسه من العلو والاستواء على العرش. ويقول بعضهم بحلوله في كل موجود او يقوله وجود كل موجود ونحو ذلك. تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا. وسيأتي لاثبات الصفة العلو لله تعالى زيادة بيان عند الكلام على قول الشيخ رحمه الله محيط بكل شيء وفوقه محيط بكل شيء وفوقه ان شاء الله تعالى. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد تكلم الامام الطحاوي رحمه الله تعالى على تنزيه الرب سبحانه وتعالى وان الموحد لا يسمى منزها الا اذا اجتنب نفي تعطيل الصفات ونفي آآ عدم اثبات الصفات لله عز وجل. فان النفي هو ان ينفي صفات الله ولا يثبتها وهذا المذهب هو مذهب الجهمية المعطلة الغلاة الذي لم يثني الله عز وجل صفة ولم يثني الله اسما وانما اثبتوا وجودا مطلقا فهذا هو المرض الاول الذي من توقاه سلم من التعطيل. اما المرض الاخر الذي اراده شيخ اراده الامام الطحاوي مرض الشوب مرض التشبيه فمن شبه الله عز وجل بخلقه فقد ضل وزاغ قلبه. الا ان عبارة التشبيه لم تأتي في كتاب الله عز وجل نفيا ولا اثباتا بمقام الرب سبحانه وتعالى. وانما الذي جاء في كتاب الله عز وجل قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. هل تعلم هل تعلم له تمية ليس لم يكن له كفوا احد. هذه الالفاظ جاءت في كتاب الله عز وجل من باب النفي. واما التشبيه فلم يطلق على الله عز وجل نفي اثباتا فلا يقال ان الله لا يشابه خلقه مطلقا ولا يقال ايضا ان لا يشابه الله مطلقا. ولكن الذي يطلق هذا اللفظ من اهل السنة يريد بذلك بمعنى التمثيل يريد التشبيه بمعنى التمثيل والفرق بين التمثيل والتشبيه ان التمثيل هو المشاة من كل وجه. التشبيه من كل وجهان والتمثيل وهذا الذي نفاه الله عز وجل ليس كمثله شيء من جهة كماله وجلاله وعظمته. اما التشبيه لا يشبه شيء فهو المشاة من بعض الوجوه ولا شك ان المخلوق قد يشابه الله عز وجل بشيء من اسمائه وشيئا من صفاته مع اختلاف المعاني والحقائق. فالمخلوق يسمى رحيم والله يسمى رحيم ايضا ويوصف بالرحمة والمخلوق يوصف بالرحمة فهذا نوع تشابه هذا نوع تشابه اما من جهة المثل فليست رحمة الله كرحمة المخلوق وليست وليس آآ اسم الرحيم لله كاسم رحيم المخلوق. اذا هذان المرضان مرض مرض التعطيل ومرض التمثيل والتجسيم هو اعظم وما اعظم مرضان يمر بهما المعطل نسأل السلامة والمجسم السني الموحد هو الذي سلم من هذين المرضين من مرض التعطيل ومن مرض ومن مرض التمثيل اه وذكر ان هذه اه مسائل مسألة مسألة النفي دل عليها قوله تعالى ليس كمثله مسألة التشبيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير متى الاثبات فضد النفي الاثبات واهل السنة يثبتون لله اسماء وصفاتا تليق بجلاله وينفون عنه ما نفاه الله عن نفسه فقد نفى الله عن نفسه الولد ونفى عن نفسه الزوجة ونفى عن نفسه النوم ونفى عن نفسه السنة وما شابه ذلك. فاهل السنة ينفون عن الله ما نفاه نفسه ويثبتون له ما اثبته عن نفسه والقاعدة في مقام النفي والاثبات ان الله ينفي مجملا ويثبت ويثبت مفصلا وكذلك اهل السنة قد يأتي النفي مفصلا بقصد اثبات كمال الضد. قد يأتي النفي المفصل بقصد اثبات كمال الضد. المسألة الثانية قوله فان ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية ليس في معناه احد من البرية. الله سبحانه وتعالى واحد في ذاته واحد في ذاته فليس له مثيل ولا ند ولا كفؤ ولا نظير سبحانه وتعالى. وواحد في اسمائه فليس هناك من يواسيه ومن وله سمي في اسمائه سبحانه وتعالى فالله له من الاسماء كمالها وحقائقها فاسماؤه كلها حسنى وكلها تدل على معان وصفات كاملة في حق الله عز وجل. وواحد ايضا في افعاله وفرضيته والهيته وعبوديته سبحانه وتعالى. فهذا هو توحيد الله سبحانه وتعالى فواحد في ذاته لا شريك له واحد في ذاته وواحد في واحد في افعاله وواحد في صفاته سبحانه وتعالى. ومعنى ذلك ان انه لا يوازيه الخلق في افعاله ولا في صفاته ولا في اسمائه. بل بل هو الفرد المطلق سبحانه وتعالى الذي ليس مثله شيء وهو وهو السميع البصير سبحانه وتعالى. فليس احد في معناه وليس احد يشابهه ويماثله من جهة حقائق الكمال صفاته سبحانه وتعالى وهذا من باب اثبات كمال التنزيه لله عز وجل. وان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ثم قال رحمه الله تعالى على والغايات والاركان والاعضاء والادوات لا تحويه الجهات الست كسائر الجهات. او كسائر المبتدعات. هذه لا تظاب من الامام او مما اخذ عليه رحمه الله تعالى. ولا يعرف عن السلف رحمه الله تعالى ويتكلم بمثل هذا الكلام نفيا. وانما وانما يذكرون النفي مجملا يقول ليس كمثله شيء ليس له كفؤ ليس له مثيل ليس له نظير. اما ان يذكر مثل هذه الالفاظ فلا يعرف ذلك عن السلف. ولعل الامام الطحاوي ثار باهل زمانه من المتكلمين حيث ان هذه العبارات تنتشر بينهم ينتشر النفي عن الله عز وجل ومنهم من تذرعوا بها الى تعطيل الله عن صفاته او يتذرع بها الى تمثيل الله وتجسيد خلقه فجرى الامام الطحاوي على هذه الطريق وهي طريقة خاطئة طريقة خاطئة ولا ولا ولا الا يوافق عليها الامام الطحاوي وهذه المسائل تذكر عدة ان الله منزه عن الحدود والغايات وعن الاركان والاعضاء والادوات لا تحويه الجهاد هذي عبارات كثيرة اما مسألة الحدود فهل يطلق على الله الجنة ان الله بغير حد هذه منهم من نفاها مطلقة ومنهم من قبلها مطلق والصحيح التفصيل فان حتى يطلق ويراد به معانيه فان اريد بالحد بالحد ان الله عز وجل آآ ان الله عز وجل آآ له حد في اسمائه وصفاته ينتهي اليه فهذا ليس بصحيح ليس بصحيح فالله له بالاسماء والصفات ما لا يدرك كماله ولا تدرك حقيقته. وسمعه لا نهاية له وبصره لا نهاية له وقوته لا نهاية لا اذا لا انتهاء باسمائه والانتهاء بصفات بهذا المعنى منفي عن ربنا فلا نقولن اسماء وصفات تنتهي بحد او ان له حد من هذا المعنى. الحد الاخر المعنى الاخر ان يكون الله باينا لخلقه. اي ان له حد يباين فيه خلقه فليس فيه شيء من خلقه ولا يحل فيه شيء من مخلوقاته فنقول والله عز وجل دائن من خلقه بحد فنقول نعم بحد لانه باين للخلق مفارقا له سبحانه وتعالى فلا يحل في شيء من مخلوقاته ولا يحل فيه شيء من مخلوقاته وعلى هذا يقال ان هذا اللفظ لا يثبت الله عز وجل على الاطلاق. وانما يستفصل وانما يستفصل من قائل ما تريد بالحد. هل تريد ان اسماء الله والصفات تنتهي وان لها غاية تنتهي اليها فنقول هذا المعنى باطل ولا نقبله لفظا ولا معنى. وان كان بالحد ان الله عز وجل مبالا لخلقه مغايرة لهم فنقول هذا معنى صحيح لكن لا نعبر لا نعبر بهذا لا نعبر بهذا اللفظ وانما يقول كان الله ولا شيء غيره كان الله ولا شيء معه الله محيط بمخلوقاتي فوق مخلوقاتي سبحانه وتعالى. والقاعدة في هذا الباب انه لا لا لا يطلق من جهة القبول الا ما اطلقه الله عز وجل على نفسه واطلقه عليه الرسول صلى الله عليه وسلم. اما ما لم يطلقه ولم تأتي الالفاظ به مطلق على الله عز وجل. فانها لا اما قول الاركان والاعضاء فالله منزه عن عن كلمة الاركان والاعضاء وهذي الكلمة ايضا تحتاج الى تفصيل. ماذا تريد بالركن وماذا تريد بالعظو؟ ماذا تريد بالركب؟ ماذا بالعضو؟ فان اراد بالاركان والاعضاء ان لله صفاتا آآ متضمنة لذاته سبحانه وتعالى كصفة اليدين والوجه وصفة آآ القدم وما شابه ذلك فاننا نثبتها لله عز وجل ولا نطلق عليها لفظ الاعظاء ولا نطلق عليها افضل جوارح وانما نطلق عليها ما اطلقه الله على نفسه وما اطلقه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم انها ايدي ان له يدان وان له وجه وان له سمع وبصر فهذا الذي يطلقه الله اما لفظ الركن والاعضاء فهذا لا يثبت لله ولا ينفع عن ربنا سبحانه وتعالى لانها الفاظ مبتدعة محدثة لا يجوز اطلاقها الله عز وجل فمن اطلق وانا فاعل ربي لاستفصلناه قلنا ما تريد بنفي الركن والعضو. اذا اراد نفي العضو والركن بما يتعلق بصفات الله كاليد كاليدين قلنا هذا معنى باطل بل نثبت لله عز وجل صفة الوجه وصفة اليدين وان اردت بها ان الله مترتب منها من ان الله متركب من مما يتركب البشر فهذا معنى باطن نرده ونقبل نقبل هذا نقول اذا رتبه معنى صحيح لكن هذا اللفظ باطل ولا نقبله ونعبر عن ذلك بما جاء من الفاظ الشرعية التي جاءت في الكتاب والسنة ان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير سبحانه وتعالى. اذا نفي الاركان والاعظاء عن ربنا لا تنفع على الاطلاق ولا تقبل على الاطلاق وانما يستفصل في هذا في هذا المعنى. ما المراد به؟ كذلك ذوات لا تطلق على الله عز وجل ولا تنفع الا بتبيين ما يريد النافي والمثبت. قول لا تحويه الجهات الست كسائر مبتعد. هذه اللفظ ايضا لفظة مشكلة اخذت عن الامام الطحاوي لان الجهاد قد يقال بالجهة الجهة المخلوقة الجهة المخلوقة وان يكون المعنى ان الله حال في هذه الجهات المخلوقة فهذا فهذا معنى صحيح ننفيه عن ربنا والله لا تحويه المخلوقة ابدا لان الله فوق مخلوقاته ولا يحل في شيء من مخلوقاته. اما اذا اراد الجهة العلو وهذه جهة آآ اه فوق العالم ولا يلزم من اثبات العلو ان يكون ذلك علو مخلوقا. وانما هو صفة لله عز وجل. فنقول الله عز في جهة العلو لا ان العلو تحويه لا ان العلو يحويه بل هو فوق المخلوقات كلها سبحانه وتعالى سواء مرئية او مشاهدة او مسموعة وكفى الله فوق ذلك ونثبت لله من جهة انه في العلو. اما قوله لا تحوي الجهات المراد بها الجهات المخلوقة. فلا يكون الله عز وجل في جهات مخلوقة تحويه من اعلى ومن اسفل منه من يمين ومن يساره او بزاوية وما شابه ذلك فهذا الذي اراده الطحاوي والاولى ان ان يقال ان الله في العلو والمطلق الله له العلو المطلق وعلوه يكون بذاته ويكون ايضا بقهره وقوته وقدره سبحانه وتعالى. وهذه كما ذكرت احد المآخر عن الامام الصحابي رحمه رحمه الله تعالى. بعد ذلك ترى ثنتين عندهم مسألة الاسراء والله تعالى اعلم واحكم الجهاز ذكرناه الجهات. الله اعلم