جهنم وكقوله تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون. الاية ونظير الاية على هذا القول قوله تعالى فما تنفعهم شفاعة الشافعين اي لا شفاعة لهم اصلا حتى تنفعهم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولاهل العلم والمسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم واولئك هم الضالون هذه الاية الكريمة تدل على ان المرتدين بعد ايمانهم المزدادين كفرا لا يقبل الله توبتهم اذا تابوا لانه عبر بلن الدالة على نفي الفعل في المستقبل مع انه جاءت ايات اخر دالة على ان الله يقبل توبة كل تائب قبل حضور الموت وقبل طلوع الشمس من مغربها بها كقوله تعالى قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وقوله وهو الذي يقبل التوبة عن عباده احسن الله اليك وقوله وهو الذي يقبل التوبة عن عباده وقوله يوم ياتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل فانه يدل بمفهومه على ان التوبة قبل اتيان بعض الايات مقبولة من كل تائب وصرح تعالى بدخول المرتدين في قبول التوبة قبل هذه الاية مباشرة في قوله تعالى كيف يهدي الله قوما بعد ايمانهم وشهدوا ان الرسول حق الى قوله الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم فالاستثناء في قوله الا الذين تابوا راجع الى المرتدين بعد الايمان المستحقين للعذاب واللعنة الا مستحقين للعذاب واللعنة ان لم يتوبوا ويدل له ايضا قوله تعالى ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر الاية لان مفهومه انه ان تاب قبل الموت قبلت توبته مطلقا طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الاية الكريمة من سورة ال عمران ذكر الله تعالى فيها عدم قبول توبة من وصف ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبته واولئك هم الضالون موضع الاشكال في الاية قوله لن تقبل توبتهم مع ان الله تعالى ذكر في مواضع اخر ان يقبلوا توبة التائبين. قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا وقالا في الكفار خصوصا قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وهذا وعد منه جل في علاه انه يغفر ذو الذين انتهوا من الكفار كيف يجمع بين هذه الاية وبين الايات التي وعد الله تعالى فيها بالتوبة بقبول توبة التائبين ممن كفروا الجمع ذكر له اربعة اوجه او ذكر توجيها اه في في لهذه الاية من اربعة اوجه ولذلك قال والجواب من اربعة اوجه لكن هنا في قوله فانه يدل بمفهومه في قوله تعالى يوم اتي بعض ايات لربك لا ينفع ايمانا نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل فانه يدل بمفهومه على ان التوبة قبل اتيان بعض الايات مقبولة من كل تائب. وصرح تعالى بدخول المرتدين في قوله كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم وشهدوا ان الرسول حق ثم قال الا الذين تابوا. هذي في في سورة ال عمران قبل ذكرها هذه الاية بالاستثناء في قوله الا الذين تابوا راجعون الى المرتدين بعد الامام مستحقين العذاب واللعنة. المقصود ان الايات دالة على قبول توبة الكافرين فما الذي اراده الله تعالى في قوله لن تقبل توبتهم واضح مع انه صرح في ايات عديدة ومنه الايات السابقة لهذه الاية. فان الايات السابقة لهذه الاية قوله تعالى كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم شهدوا ان الرسول حق وجاههم بينات. والله لا يهدي القوم الظالمين. في هالتصريح بانه يقبل منهم حيث قال اولئك جزاء من عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ثم قال خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون الا الذين تابوا فهؤلاء ما شأنهم الا الذين تابوا من بعد ذلك ونصحوا فان الله غفور رحيم بعدها ذكر ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا. هذه الاية الوالية للايات السابقة التي فيها الاستثناء انه كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم وجاء وكيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانه وشهدوا ان الرسول حق الايات ذكرت ثلاثة اصناف من الكفار الصنف الاول ذكرت من ارتد بعد تبين الحق ثم تاب ووعده بالمغفرة والتوبة وذكرت من كفر ثم ازداد كفرا وانه لن تقبل توبته وذكرت من كفر ومات على الكفر لان الاية التي بعد هذه الاية هي قول ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار ان يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا ولو افتدى به اولئك لهم عذاب اليم وما لهم من ناصرين فالله تعالى ذكر في هذه الايات في هذا السياق ذكر ثلاثة اصناف من الكفار الصنف الاول من ارتد ثم تاب توبة صادقة او هؤلاء الذين قال الله تعالى فيهم الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم وهذا يدل على قبول توبة الكافر اذا تاب من كفره سواء كان هذا في مرة او في مرات الصنف الثاني هم الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا وهم الذين قال فيهم تعالى ان الذين كفروا بعد ايمانهم وهم مرتدون لكنهم لم يحقق التوبة هو الاصلاح الا الذين تابوا تفارقوا الذين ذكرهم في قول الله الذين تابوا واصلحوا. لانه قال ثم ازدادوا كفرا خلافا للصنف الاول الذي ايه؟ الذين ايش تابوا واصلحوا لن تقبل توبتهم واولئك هم الضالون ثم ذكر الصنف الثالث وهو من امتد به الكفر حتى الموت. ان الذين ان الذين كفروا ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار هذا لا فرق فيه بين ان يكون الكفر اصليا وبين ان يكون الكفر ردة لا فرق بين من كان كفره اصليا وبين من كان كفره ردة يعني الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلا يقبل من احدهم ملء الارض ذهب ولا افتدى به اولئك لهم عذاب اليم وما لهم من ناصرين اذا هذا صنف ينبغي ان نعرف لماذا قال جل وعلا لن تقبل توبتهم واضح؟ بعد تقرر ان الله تعالى يقبل توبتك كل تائب سواء كانت توبته عن كفر او توبته عن معصية وسواء كانت هذه المعصية مكررة او كان ذلك الكفر مكررا فان الله تعالى يقبل توبة التائبين بان الله استثنى من المؤاخذة والعذاب الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم. الان يقول رحمه الله والجواب من اربعة اوجه يعني الجواب على قوله لن تقبل توبتهم مع ما تقدم من انها تقبل توبة كل تائب من اربعة اوجه الوجه الاول اتضح الاشكال يا اخوان واضح الاشكال طيب الان الجواب على هذا الاشكال يقول رحمه الله والجواب من اربعة اوجه الاول وهو اختيار ابن وهو اختيار ابن ابن جرير وهو اختيار ابن جرير ونقله عن رفيع ابي العالية ان المعنى ان الذين كفروا من اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد ايمانهم به قبل مبعثه ثم ازدادوا كفرا بما اصابوا من الذنوب في كفرهم لن تقبل توبتهم من ذنوبهم التي اصابوها في كفرهم حتى يتوبوا ومن كفرهم ويدل لهذا الوجه قوله تعالى واولئك هم الضالون. لانه يدل على ان توبتهم مع بقائهم على ارتكاب الضلال وعدم قبولها حينئذ ظاهر هذا الصنف الاول هذا او هذا الوجه الاول ان الاية ب اليهود الذين امنوا بمحمد قبل بعثته صلى الله عليه وسلم ثم لما بعث كفروا به وقد اشار الله تعالى الى ذلك في قوله ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا يستفتحون اي يقولون سيأتينا رسول ونتبعه وينصرنا الله تعالى به عليكم فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين. هذا وجه القول الاول الذي قال به من؟ ابن جرير رحمه الله حيث قال ان الذين كفروا من اليهود بمحمد بعد ايمانهم به وهو الايمان السابق قبل مبعثه ثم ازدادوا كفرا بعد بعد ما اصاب بعد ما اصابوا من الذنوب من كفرهم لن تقبل توبتهم من ذنوبهم التي في كفرهم حتى يتوبوا من كفرهم. يعني لن تقبل توبتهم ما داموا على هذه الحال التي استمروا عليها فهم امنوا به ثم ازدادوا كفرا بعد بعثته بتكذيبه ومعاندته وسائر ما وقعوا فيه من الذنوب هذه الذنوب لن تغفر ما داموا على الكفر فان اصل الكفر يمنع التوبة ولذلك قال جل وعلا واولئك هم الضالون لانه يدل على ان توبتهم مع بقائهم على ارتكاب الظلال وعدم قبولها حينئذ ظاهر هذا معنى وهو معنى صحيح نعم المعنى الثاني الذي ذكره الثاني وهو اقربها عندي ان قوله تعالى لن تقبل توبتهم يعني اذا تابوا عند حضور الموت ويدل لهذا الوجه امران الاول انه تعالى بين في طيب قوله واقربها عندي ان قوله لن تقبل توبتهم يعني اذا تابوا عند حضور الموت وهذا ليس خاصا بهم بل وخاء بل هو عام شامل لكل من تاب عند الموت سواء ازداد كفرا او لم يزدد والى هذا ذهب جماعة من اهل التفسير حتى حكاه بعضهم عن اكثرهم فقالت اكثر اهل التفسير على هذا المعنى ذكر آآ ذكر هذا القول عن اه الحسن البصري رحمه الله وعن اه جماعة من المفسرين انه لن تقبل توبتهم عند الموت روي عن الحسن وقتادة وعطاء استنادا الى ما جاء في الصحيح في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر فهؤلاء لا تقبل توبتهم لانهم لم تحصل منهم التوبة الا في حال الغرغرة عند خروج الروح وهذا لا يقبله الله تعالى لا منهم ولا من غيرهم كما سيأتي الاشارة اليه في كلام مصنف رحمه الله. هذا القول هذا الوجه الثاني اذا هل هذا خاص بهؤلاء الذين ازدادوا كفرا؟ لا ليس خاصا بهم بل هذا لهم ولغيرهم. طيب النص عليهم هل يعني خروج غيرهم؟ الجواب لا عندما تثبت حكما لفئة هذا لا ينفيه عن الفئة الاخرى لا سيما اذا جاء العموم في مثل قوله آآ اه في مثل قوله صلى الله عليه وسلم ان الله ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر نعم ويدل لهذا الوجه امران الاول انه تعالى بين في مواضع اخر ان الكافر الذي لا تقبل توبته هو الذي يصر على الكفر حتى يحضره الموت فيتوب في ذلك الوقت كقوله تعالى وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون هم كفار فجعل التائب عند حضور الموت والميت على كفره سواء وقوله تعالى فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا الآية وقوله في فرعون الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فالاطلاق الذي في هذه الاية يقيد بقيد تأخير التوبة الى حضور الموت لوجوب حمل المطلق على المقيد كما تقرر في الاصول. يعني قول في الاطلاق في قول لن تقبل توبتهم في هذه الاية التي تفيد عدم قبولها مطلقا سواء عند الموت او عند غيره هذا الاطلاق يقيد بقيد تأخير التوبة الى حضور الموت لوجوب حمل المطلق على المقيد كما تقرر في الاصول نعم والثاني انه تعالى اشار الى ذلك بقوله ثم ازدادوا كفرا فانه يدل على عدم توبتهم في وقت نفعها ونقل ابن جرير هذا الوجه الثاني الذي هو التقييد بحضور الموت عن الحسن وقتادة وعطاء الخرسان والسد الثالث ان معنى لن تقبل توبتهم اي ايمانهم الاول لبطلانه لبطلانه بالردة بعده هذا المعنى الثالث المعنى الوجه الثالث الوجه الثاني لن تقبل توبتهم اذا تابوا عند حضور الموت. اذا الوجه الاول ان الاية لن تقبل توبتهم هي في قوم من اليهود امنوا بالنبي قبل بعثته ثم لما بعث كفروا به وازدادوا كفرا فهؤلاء لن تقبل توبتهم ما داموا على هذه الحال ولن تقبل توبتهم من ذنوبهم مع اصرارهم على الكفر هذا الوجه الاول الوجه ان قوله تعالى ان تقبل توبتهم التي حصلت في حضور الموت عند حضور الموت فانها لا لا تنفعهم والداعي الى هذا الداعي الى هذا التوجيه امران الوجه الاول حمل مطلق على المقيد والثاني الاشارة في قوله تعالى ثم ازدادوا كفرا مما يدل على انهم فوتوا الوقت الذي تنفعهم فيه التوبة اما الوجه الثالث من اوجه اه اه توجيه قوله تعالى لن تقبل توبتهم فهو ثالث ان معنى لن تقبل توبتهم اي ايمانهم الاول ببطلانه بالردة بعده ونقل ابن جرير هذا القول عن ابن جريج ولا يخفى ضعف هذا القول وبعده عن ظاهر القرآن يعني ايمانهم الاول السابق الذي حصل ان الذين كفروا بعد ايمانهم انه هذاك الكفر الايمان السابق لن ينفعه ولن تقبل ولن يقبل منه فسمى الايمان الاول توبة لانه اه كان بعد كفر والرجوع الى الحق فهذاك الايمان لن ينفعهم. ورد هذا القول بانه ضعيف وبعيد عن ظاهر القرآن لان الظاهر في قوله لن تقبل توبتهم اي لن تقبل توبتهم والحادثة بعد كفرهم وليست التوبة السابقة المتقدمة التي حصل بعدها كفر لان تلك انتقضت التوبة زالت بالرجوع الى المعصية فلا يدل عليها ظاهر القرآن. هذا الوجه الثالث الوجه الرابع الرابع ان المراد بقوله لن تقبل توبتهم انهم لم يوفقوا للتوبة النصوح حتى تقبل منهم ويدل لهذا الوجه قوله تعالى ان الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله يغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا فان قوله تعالى ولا ليهديهم سبيلا يدل على ان عدم يدل على ان عدم غفرانه لهم لعدم توفيقهم قم للتوبة والهدى كقوله ان الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا الا طريق وقوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به. الاية. لان الاله الاخر لا يمكن وجود له اصل حتى يقوم عليه برهان او لا يقوم عليه قال مقيده عفا الله عنه. اذا هذا الوجه قبل مظي في كلام المصنف رحمه الله تفسير قوله تعالى لن تقبل توبتهم اي ان الله تعالى لن يوفقهم الى التوبة والتوبة توفيق من رب العالمين وسبب عدم توفيقهم من التوبة الى التوبة انهم وقعوا في جرم وذنب يحول بينهم وبين التوبة حيث انهم كفروا بعد ايمانهم ولم يقتصروا على الردة بعد الايمان العمى بعد اه بعد الابصار الظلال بعد الهدى بل ازدادوا كفرا والإزدياد في الكفر ظلمات بعضها فوق بعض هي اشبه ما يكون بالسلاسل التي تعيق الانسان عن معاودة الى الحق والسير في الصراط المستقيم فتكبره وتعيقه هذه هذا الازدياد في الكفر والازدياد في المعاصي الازدياد في الذنوب يحول بينه بين الانسان بين الانسان وبين التوبة ولذلك جاء التصريح بهذا المعنى في قول ان الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا ما رجعوا الى الايمان لا زادوا في كفرهم لم يكن الله ليغفر لهم وهذا كقوله لن تقبل توبتهم ولا ليهديهم سبيلا لماذا لانهم حالوا بين انفسهم وبين قبول توبة التوبة. وبين المغفرة وبين الهداية بما وقعوا فيه من الاسراف في الذنوب والمعاصي اصيل ومثل له بقوله ان الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا الا طريق جهنم. وقولي ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون فهؤلاء فعلوا من الموجبات لمنع الهداية ما كان عائقا مانعا من توفيقهم وهدايتهم الى الصراط المستقيم نعم قال مقيده عفا الله عنه قال مقيده عفا الله عنه مثل هذا الوجه الاخير هو المعروف عند النظار بقولهم السالبة لا تقضي بوجود الموضوع وايضاحه ان القضية السالبة عندهم صادقة في صورتين لان المقصود منها عدم اتصاف الموضوع عدم اتصاف الموظوع المحمول لان المقصود منها عدم اتصاف الموضوع بالمحمول وعدم اتصافه به يتحقق في صورتين الاولى ان يكون الموضوع موجودا الا ان المحمول منتف عنه. كقولك ليس الانسان بحجر فالانسان موجود والحجرية منتفية عنه والثانية ان يكون الموضوع من اصله معدوما. لانه اذا عدم تحقق عدم اتصافه بالمحمول الوجودي. لان العدم لا يتصف الوجود كقولك لا نظير لله يستحق العبادة. فان الموضوع الذي هو النظير لله مستحيل من اصله. واذا تحقق عدمه تحقق انتفاء اتصافه باستحقاق العبادة ضرورة وهذا النوع من اساليب اللغة العربية ومن شواهده قول امرئ القيس يعني اذا المقصود انه معنى قول ان تقبل توبتهم اصلا لم التوبة حتى تقبل هؤلاء لا يوفقون للتوبة حتى تقبل منهم فتكون كما قال المصنف رحمه الله هي من النوع الثاني الذي يكون الموضوع من اصله معدوما لانه اذا عدم تحقق عدم اتصافه بالمحمول الوجودي وهو قبول التوبة والمقصود ان هؤلاء لما اسرفوا على انفسهم وازدادوا كفرا حال الله تعالى بينهم وبين التوبة التي بها هي تحصل النجاة فلا فلا يوفقون للتوبة واذا لم يوفقوا للتوبة فانه لم يقع منهم ما يوجب قبولها وهذا دليله قوله تعالى ثم ازدادوا كفرا والازدياد استمرار على الغلط استكثار منه ومن استمر على الكفر وازداد منه لا يمكن ان يوفق لا لا يمكن ان تقع منه توبة تقبل نعم ومن شواهده قول امرئ القيس على لاحب لا يهتدى بمناله اذا سافه العود النباتي جرجرا لان المعنى على لاحب لا منار له اصلا حتى يهتدى به وقول الاخر لا تفزعوا الارنب اهوالها ولا ترى الظب بها ينتحر لانه يصف فلاة بانها ليس فيها ارانب ولا ضباب حتى حتى تفزع اهوالها الارنب او يندحر فيها الظب اي يدخل الجحر او يتخذه وقد اوضحت مسألة ان السالبة لا تقتضي وجود الموضوع في ارجوزتي في المنطق في مدحه في مبحث انحراف السور واوضحت فيها ايضا في مبحث التحصيل والعدول ان من الموجبات ما لا يقتضي وجود الموضوع نحو بحر من زئبق ممكن والمستحيل معدوم فانهما موجبتان وموضوع كل منهما فانهما موجبتان وموضوع كل منهما معدوم. وحررنا هنالك التفصيل فيما يقتضي وجود الموضوع. وما لا يقتضيه وهذا الذي قررنا من ان المرتد اذا تاب قبلت توبته ولو بعد تكرر الردة ثلاث مرات او اكثر لا منافاة بينه وبين ما قاله جماعة من العلماء الاربعة وغيرهم وهو مروي عن علي وابن عباس من ان المرتد اذا تكرر منه ذلك يقتل ولا تقبل توبته. نقف على هذه المسألة لانها مبدأ مبحث تناوله العلماء في هذه الاية وهو من تكررت ادته تقبل اذا تاب او لا آآ جمهور العلماء على انها تقبل وذهب طائفة من اهل العلم الى انها لا تقبل وقبل ان نخوض في هذه المسألة وما ذكره المصنف ينبغي ان يعلم ان الخلاف في القبول وعدمه هو ما يتعلق باحكام الدنيا اما فيما يتعلق بما عند الله فالله تعالى يقبل التوبة التائب كائنا ما كان. لكن فيما يتعلق بتوبة الدنيا. اذا تاب ثم كفر ثم كأتاب ثم كفر تكررت تكرر منه الكفر والردة ثم تاب هل تقبل توبته؟ بمعنى هل يرفع عنه حكم اه الردة وهو ما يتعلق بها من الاحكام او لا هذه المسألة هي التي آآ سيتناولها المصنف رحمه الله وهذا في حكم الدنيا لا في ما عند الله اما ما عند الله فان الله يقبل وبدا التائب مهما كانت آآ حاله قبل ذلك والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم