لان المقصود هنا محوها لا فعل الحسنة فصار كقوله في في بول الاعرابي صبوا عليه ذنوبا من ماء يعني ما قال صبوا ماء عليه صبوا ذنوبا من ماء عليه بل قدم نعم قال رحمه الله حق لله عز وجل وحق لعباده. ثم ان الحق الذي عليه لابد ان يخل ببعضه احيانا. طيب اما بيان جمعها المقصود بهذا ايش وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ الم يصفها بانها جامعة الان يبين كيف كانت جامعة جمعها انها جمعت الكمال في اداء الحقوق يقول رحمه الله فلان العبد عليه حقان حق الله حق لله عز وجل وحق لعباده وهذه الوصية تظمنت تكميل هذين الحقين حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لمعاذ اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وهذا في حق الله عز وجل وخالق الناس بخلق حسن وهذا في حق عباد الله عز وجل فهذه الوصية تضمنت تكميل الحقين حق تكميل حق الله وحق الخلق. يقول ثم الحق الذي عليه اي سواء كان لله عز وجل او كان للخلق لابد ان ان يحل ببعضه احياء ان يخل ببعضه احيانا الاخلال هو عدم التكميل وذلك بنوعين اما بقصور واما بتقصير والفرق بينهما ان القصور عجز بان يأتي الانسان بما امر واما التقصير فهو قعود عما يجب مع امكان فعله فهذا هو الفرق بين القصور والتقصير الاخلال بحق الله او بحق الخلق ينتج عن واحد من هذين اما قصور واما ايش ها واما تقصير ما الفرق بينهما القصور عجز واما التقصير فهو ترك لما يجب وكلاهما يستوجب من الانسان استعتابا وهما اللذان تعوذ منهما النبي صلى الله عليه وسلم في قوله اللهم اني اعوذ بك من العجز والكسل فالاستعاذة بالله من العجز الاستعاذة بالله من القصور الذي يفوت فعل ما يجب وترك ما يجب تركه والكسل استعاذة بالله من التقصير فقوله رحمه الله لابد ان يخل ببعضه تبين لنا مصادر الاخلال اما بقصور او تقصير قال اما بترك مأمور او فعل منهي عنه هذا وجهه اما بترك مأمور هذا اثر الاخلال اما بترك مأمور مأمور به او فعل منهي عنه وبه يخرج عن الامتثال لما امر الله تعالى به من تقواه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت. نعم هذا تنبيه الى امر مهم وهو انه يتأكد ان تكون الحسنة التي يأتي بها الانسان ماحية للسيئة من جنس السيئة التي واقعها فان ذلك مما يمحو الله تعالى به الخطايا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله علي حيثما كنت. وهذه كلمة جامعة وفي قوله حيثما كنتم تحقيق لحاجته والعلانية ثم قال واتبع السيئة الحسنة تمحوها فان الطبيب متى تناول المريض شيئا مضرا امره بما يصلحه كأنه رجل هو الذي لا يزال يأتي من الحسنات ما تمحو السيئات. وانما قدم في لفظ الحديث السيء وان كانت مفعولة لان المقصود هنا محوها لا فعل حسنة وصارت قوله في قول اعوام صبوا على طيب قوله وفي قوله حيثما كنت تحقيق لحاجته الى التقوى في السر والعلانية ولا ريب ان الانسان محتاج الى التقوى في السر والعلانية فان التقوى في العلانية الحامل عليها والباعث عليها امور عديدة بخلاف التقوى في السر. فانها برهان التقوى ولذلك كان الايمان بالغيب اعلى منزلة من الايمان بالشهادة ولهذا يقول الله تعالى في وصف اهل الايمان والتقوى في اول ما ذكره الله من اوصافهم يؤمنون بالغيب قال تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى هاه للمتقين. اول وصف ذكره الله من صفات التقوى في كتابه ايش الذين يؤمنون بالغيب ومقتضى الايمان بالغيب الخوف في السر والخشية بالغيب وقد اثنى الله تعالى على الذين يخشون ربهم بالغيب فقال والذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة ها ايش الاية واجر كبير فوعدهم الله بوعدين المغفرة التي تجب وتمحو السيئات والقصور والتقصير والاجر الكبير الذي هو العطاء الجزيل لقيامهم بحقه في الغيب واما الخشية في الشهادة فانها ايسر بكثير من الخشية في الغيب لان الحامل عليها كثير ويحمل الانسان عليها الحياء ويحمله عليها مخافة ذم الناس وما اشبه ذلك مما يكون معينا له على والخشية في الشهادة والمطلوب هو تحقيق الخشية في الحالين. يقول رحمه الله ثم قال واتبع السيئة الحسنة تمحها اتبع السيئة الحسنة السيئة والحسنة في هذا اللفظ كلاهما مفعول به والفاعل ضمير مستتر اتبع انت السيئة الحسنة وقوله تمحوها بيان للغاية والمقصود من هذا الامر فهو جواب الطلب اي يحصل لك بذلك محو السيئة ثم قال في سر اتباع هذا للامر بالتقوى قال فان الطبيب وهو من يطب الابدان واعظم منه من يصلح القلوب ويزكي الاعمال فان الطبيب متى تناول المريض شيئا مضرا امره بما يصلحه اي بما يذهب اثر ذلك الذي تناوله من السموم والافات قال والذنب للعبد كانه امر حتم اي امر لا بد له منه لقول النبي صلى الله عليه وسلم كل ابن ادم خطاء فيما رواه الترمذي في جامع من حديث قتادة عن انس بن مالك رضي الله تعالى عنه كل ابن ادم خطاء اي كثير الخطأ عظيمه خطاء صيغة مبالغة تفيد الكثرة والعبر وخير الخطائين التوابون وكذلك التواب انظر الفعل خطاء صيغة مبالغة والعلاج تواب صيغة مبالغة كثير التوبة عظيمها فالتواب هو من كان عظيم التوبة في قدرها ووصفها كثير فعلها والاتيان بها فقوله رحمه الله والذنب للعبد كأنه امر حتم اي لازم لا ينفك منه الانسان فاذا كان كذلك الكيس هو الذي لا يزال الكيس يعني الفطن الذي له عقل وحسن نظر الذي لا يزال يأتي من الحسنات بما يمحو السيئات اي لا ينفك فعمله المستمر الدائم الاستكثار من حسنات لاجل محو ما يكون من القصور والسيئات ثم ذكر السبب في تقديم لفظ السيئة على الحسنة مع كون اللفظين واقعا مفعولا به قال رحمه الله وانما قدم لفظ في لفظ الحديث السيئة وان كانت مفعولة لان المقصود هنا محوها لا فعل الحسنة اي الحسنة ليست مقصودة بذاتها وانما المقصود هو ان تكون ماحية للسيئة ولهذا قدمها ذكرا وذكرت قبل قليل وجها اخر في وجه تقديم السيئة على الحسنة في الحديث وهو انها سابقة وجودا وفعلا والثالث ان المقصود ازالتها فقدمت لتختم بالحسنة فقال واتبع السيئة الحسنة قال رحمه الله البول بالاشارة الى ضميره صبوا على البول ذنوبا من ماء لان المقصود محوه وازالته طيب قال وينبغي؟ قال رحمه الله وينبغي ان تكون حسنات من جنس السيئات فانه ابلغ من المحور فان كانت السيئة فيما يتعلق بحق الله بل تكن الحسنة التي تمحو ذلك مما يتعلق بحقه جل في علاه وان كانت السيئة مما يتعلق بحقوق الخلق فلتكن الحسنة مما يتعلق بحقوق الخلق لاجل ان يحصل بذلك المحو ومحو الحسنة الحسنات للسيئات جاء به الكتاب الحكيم في قوله تعالى واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من ان الحسنات يذهبن السيئات فقوله اذهبن السيئات هو محوها وازالتها واذهاب اثرها والاية ذكرت عملا من الاعمال يمحو السيئات وهو اعظمها وهو الصلاة. اعظم ما يمحو الله تعالى به الخطايا الصلاة والمقصود بالصلاة هنا الصلوات المفروضات ولذلك مثل النبي صلى الله عليه وسلم لاثر الصلوات المفروضات في محو السيئات بمن يغتسل من نهر جار في اليوم خمس مرات قال صلى الله عليه وسلم فهل يبقى من؟ قال صلى الله عليه وسلم مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر عند عند باب احدكم يغتسل منه خمس مرات قال الراوي الحسن فهل يبقى من درنه شيء؟ اي اذا لازم هذا العمل وهو ان يغتسل في اليوم خمس مرات هل يبقى من ووبره شيء بعد هذه الملازمة للغسال؟ الجواب لا لا يبقى وهذا ما اشار اليه قوله تعالى واقم الصلاة طرفي النهار وزلفه من الحي من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات فمن اعظم ما يوفق اليه الانسان ان يشتغل بالحسنات الماحية لما يكون منه من سيئات سواء كان ذلك فيما يتعلق بحق الله عز وجل او فيما يتعلق بحق الخلق نعم قال رحمه الله والذنوب يسر موجبها من اشياء احدها التوبة الان المؤلف رحمه الله بعد ان ذكر التعليق على قوله جل قوله صلى الله عليه وسلم واتبع السيئة الحسنة تمحها استطرد في بيان ما يمحو الذنوب والسيئات الذنوب والسيئات تمحى باسباب. جاء الحديث فيها بذكر احد الاسباب التي تمحى بها الخطايا وهو ان يتبع السيئة حسنة ان يأتي بحسنة بعد السيئة فما هي الحسنات التي يمكن ان تكون سببا لمحو السيئات. الان يبين جملة من الحسنات التي تمحو السيئات اعظم ما يمحو السيئات التوبة ولذلك قدم المصنف رحمه الله ذكرها على سائر ما يمحو السيئات وهي التي امر الله تعالى بها الخلق جميعا قال تعالى يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا فاذا كان الامر متوجها الى اهل الايمان فغيرهم من باب اولى وقال الله تعالى لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوهم في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم ليتوبوا انه بهم رؤوف رحيم وهذه الاية فيها توبة الله عز وجل على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فالتوبة لا يستغني عنها صغير ولا كبير بل على المهاجرين والانصار وهم سادات هذه الامة وفي الذروة في تحقيق الايمان والتقوى يقول رحمه الله نعم والثاني الاستهتار بغير توبة فان الله تعالى قد يغفر له اجابة بدعائه وان لم يتب. فاذا اجتمعت التوبة والاستغفار وهو الكمال قال الاستغفار الاستغفار طلب المغفرة والاستغفار يتضمن امرين الامر الاول طلب الستر والامر الثاني طلب المحو والعفو فعندما تقول استغفر الله فانت تطلب من الله شيئين ان يستر ما كان من خطأ والثاني ان يمحو ما كان من سيء فلا يؤاخذك به فاذا قلت استغفر الله تطلب من الله ان يسترك وان لا يعاقبك فكل من قال استغفر الله دار سؤاله على هذين المعنيين المعنى الاول ايش الستر والمعنى الثاني عدم المؤاخذة عدم المعاقبة المحو للسيئة ولذلك يقول المصنف رحمه الله والذنوب يزول مو ايش عندك موجبها موجبها او موجبها بفتح الجيم الموجب هو الاثر المترتب والموجب هو المؤثر مثل المقتضى والمقتضي الموجب هو الاثر المترتب على الذنب. واما الموجب فهو الذنب نفسه. فقوله والذنوب يزول موجبها ان يزول اثرها وما يتعلق بها من اثار ونتائج باشياء احدها التوبة التوبة هي الرجوع الى الله عز وجل بل اقلاع عن الذنب ندم عليه العزم على عدم العودة وان كان فيما يتعلق بحق الخلق رد الحقوق الى اهلها طبعا والاخلاص لا بد منه لتحقيق التوبة الصالحة ومحور التوبة الندم ولذلك جاء في الحديث وان كان في اسناده مقال الندم توبة وقد حسنه الحافظ بن حجر الندم توبة لانه روح التوبة والباعث عليها ولا تصلح توبة دون ندم فان من فانه من لم يندم لم يقلع ومن لم يندم سيعود ولذلك قالت الندم توبة قال والثاني الاستغفار بينا معنى الاستغفار قال من غير توبة يعني من غير اقلاع عن السيئة يستغفر وهو مصر على السيئة. قال فان الله تعالى قد يغفر له اجابة لدعائه وان لم يتب يعني وان لم يحقق الندم والاقلاع والعزم على عدم العودة لكن يكمل هذا اذا اقترنت التوبة بالاستغفار يقول فاذا اجتمعت التوبة والاستغفار فهو الكمال فهو الكمال في ايش في تحقيق المقصود من محو اثار الذنوب وقد جمع الله تعالى بينهما في قوله بسورة ال عمران والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله قال فاستغفروا لذنوبهم ايش ايضا؟ ولم يصروا على ما فعلوا فذكر الاستغفار والاقلاع وهذا هو الذروة فيما تمحى به الخطايا ان يندم وان يطلب العفو والمغفرة. نعم قال رحمه الله ثالث الاعمال الصالحة المكفرة فيمن كفرات مقدرة كما يكفر المجامع في رمضان والمظاهر والمبتكر محفوظات الحج او تعليق بعض واجبات اوقات الصيد بكفارات مقدرة. وهي اربع اجناس هدي وصدقة موعدكم وصيام واما الكفارة المطلقة المطلقة كما قال حذيفة ابن عمر فتنة الرجل بمياهه وماله والتي تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقدمناه في التكبير بالصلوات الخمس والجمعة والصيام والحج وسائر الاعمال التي يقال فيها من قال كذا او عمل كذا غفر له او غفر له ما تقدم من ذنبه. وهي كثيرة ممن ممن تلقاها من السنن خصوصا ما صنف فضائل الاعمال هذا هو المكفر الثالث الذي تمحى به الذنوب والخطايا وهو المكفرات وقسمها الاعمال الصالحة المكفرة صنفها المؤلف في قسمين القسم الاول المكفر الكفارات المقدرة يعني جاء تقديرها في الشرع والثاني الكفارات المطلقة اي التي لا يكفر بها ذنب معين انما تكفر عامة الذنوب هذا الفرق بين المطلقة والمقيدة المطلقة المقيدة تكفر ذنبا خاصا كفارة اليمين على سبيل المثال لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم وجاء في في سورة المعدة لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهل اهليكم. كفارته اي كفارة اليمين فهو فهذه كفارة مقيدة ومثله ما ذكر من تكفير المجامع وهو المظاهر والمرتكب لبعض محظورات الحج ما اشبه ذلك واما الكفارات المطلقة فهي التي تكفر جميع الذنوب. فلا تتقيد بذنب خاص بل هي كفارة لكل سيئة ومثل لها بحديث حذيفة قال فتنة الرجل في اهله فتنته اي فشله في امتثال امر ربه في اهله وماله وولده. والفتنة تطلق ويراد بها الاختبار. وتطلق ويراد بها نتيجته وتطلق ويراد بها فشل ب طاعة الله وقول فتنة الرجل هو من هذا المعنى ومنه قول الله عز وجل الا في الفتنة سقطوا سقطوا اي تورطوا فوقعوا في المعصية اي الاف المعصية وقعوا وقول فتنة الرجل في اهله وماله وولده اي عدم قيامه بما امر في حق اهله وماله وولده يكفرها الصلاة والصيام والصدقة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم يحدد نوع السقوط في حق الولد والاهل والمال وقد دل على ذلك القرآن والاحاديث والصحاح في التكفير بالصلوات الخمس والجمعة والصيام والحج وسائل الاعمال التي يقال فيها من قال كذا وعمل كذا غفر له او غفر له ما تقدم من ذنبه يقول وهي كثيرة اي المكفرات المطلقة قل وهي كثيرة يعني المكفرات المطلقة لمن تلقاها اي اخذها من السنن خصوصا ما صنف في فضائل الاعمال بعد هذا قال رحمه الله وعلم ان العناية بهذا من اشد ما في الانسان الحاجة اليه. وان الانسان منه يبلغ خصوصا في هذه من ازمنة الفترات التي تشبه الجانبية من بعض الوجوه. فان الانسان الذي ينشأ بين اهل علم قد يتلقف من امور الجاهلية بعدة اشياء فكيف بغني هذا هذا تنبيه مهم احيانا يا اخواني عندما يقرأ الانسان مثل هذا الكلام ينصرف ذهنه الى ان هذا الكلام لمن اسرف على نفسه بالمعاصي وغرق في الوان الموبقات وكبائر الذنوب وانه هذا لا يهم طالب العلم او من نشأ في بيئة صالحة ولا يحتاج الى مثل هذه البحوث فالمؤلف رحمه الله يقول واعلم ان العناية بهذا هذا تنبيه السائل الطالب النصيحة العناية بهذا من التوبة والاستغفار والاعمال الصالحة المكفرة المطلقة والمقيدة وعموم ما يكون فيما يتصل محو السيئات واذهاب موجبها يقول واعلم ان العناية بهذا من اشد ما بالانسان الحاجة اليه الانسان على وجه العموم عالم جاهل تقي فاسق فان الانسان من حين يبلغ خصوصا في هذه الازمنة يتكلم عن زمان في القرن السابع الهجري الثامن الهجري يقول رحمه الله خصوصا في هذه الازمنة ونحوها اي وما اشبهها من ازمنة الفترات التي تشبه الجاهلية من بعض الوجوه من ازمة الفترات الضعف والنقص والقصور كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الا وان لكل عمل شرا ولكل عمل فترة اي قصور ونقص. فالفترة هي الفترة الزمن الذي يكون فيه الظعف سواء كان خاصا او عاما فهو يتكلم عن زمن الفترات العامة التي يضعف فيها الناس عن الصالحات ويتورطون في الوان من السيئات ويضعف عندهم الرغبة في ما يقيم حالهم من طاعة الله والعلم به جل في علاه والعلم بامره وشرعه. يقول التي تشبه الجاهلية من بعض الوجوه تشبه الجاهلية اي تشبه ازمنة الجاهلية والجاهلية مأخوذة من الجهل والجهل مرتكزه على امرين الامر الاول عدم العمل بالعلم والامر الثاني عدم العلم فكلاهما جهل فمن لم يعمل بما علم فهو جاهل ومن لم يعلم ما ينبغي ان يعلمه فهو جاهل فالجهل يقوم على امرين عدم العلم وعدم العمل بالعلم عدم العلم واضح انه جهل. عدم العلم واضح انه جهل لانه عدم ادراك وعدم معرفة وعدم العمل بالعلم حقيقته جهل لان هذا العلم لم ينتفع منه وقد سماه الله تعالى في كتابه جهلا فقال جل في علاه انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة فالمقصود بجهالة الباء هنا للمصاحبة او للسببية اي بسبب الجهالة او مع الجهالة والمقصود بالجهالة هنا عدم العمل بالعلم لا عدم العلم لانه لو كانوا لا يعلمون لما اخذوا اذ ان الشرائع لا تتبع لا لا تثبت الا الا بالعلم التكليف لا يثبت الا بالعلم فقوله انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة يعني بعدم عمل بما علموه فكل من عصى الله فهو جاهل كل من عصى الله فهو جاهل لانه لم يعمل بما علم فقوله رحمه الله من ازمنة الفترات التي تشبه الجاهلية المقصود بالجاهلية هنا اما عدم العلم او عدم العمل بالعلم وكلاهما حال مذمومة وايهما اعظم ذما عدم العمل بالعلم وقد امرنا الله تعالى بالاستعاذة من الامرين في اعظم دعاء واوجى به في دعاء الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم هؤلاء من لم يعملوا بما علموا ولا الظالين هم الذين علموا عملوا بلا علم هذا هذان نوعا الجهل بهذه الاية الكريمة