ثم قال تعالى فلينظر الانسان الى طعامه نقف على على هذا يكون ان شاء الله تعالى المجلس القادم الحمد لله رب العالمين احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره وظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد. نعم. وقوله في صعد المكرمة مرفوعة مطهرة في هذه السورة موعظة وكلاهما متلازمة بل جميع القرآن في صحف مكرمة اي معظمة موقرة مرفوعة اي عالية القدر مطهرة من الاي من الدنس والزيادة والنقص وقوله بايدي سافرة قال ابن عباس مجاهد والضحاك وابن زيد هي الملائكة وقال وهب ابن منبه هم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وقال قتادة وملك الله. وقال ابن جرير ابن عباس السفرة بالنبض بالنبطية القراء وقال ابن جرير الصحيح ان السفر الملائكة والسفرة يعني بين الله وبين خلقه ومنه يقال السفير الذي يسعى بين الصلح والخير كما قال الشاعر وما ادع السفارة بين قومي وما امشي بغش ان مشيت. وقال البخاري سفر الملائكة سافرت اصلحت بينهم وجعلت الملائكة اذا نزلت بوحي الله وتهديته كالسفيه الذي يصلح بين القوم وقوله شرام بررة اي اه خلقهم كريم حسن كريم. واخلاقهم وافعالهم قارة طاهرة كاملة. ومن ها هنا ينبغي لحامل القرآن ان يكون في افعاله واقواله على السداد والرجاء قال الامام احمد حدثنا اسماعيل قال حدثنا هشام عن قتادة عن زرارة ابن ابن ابي من زرارة بن اوفى عن سعيد بن هشام عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأه وهو عليه شاق له اجران. اخرجه الجماعة من طريق قتادة ابيه هذه الايات الكريمات من قوله تعالى في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة الى اخر ما ذكر هي بيان علو شرف الوحي وانه لعلوه لا يحتاج ان يرتفع بقبول الكبراء له بل هو عظيم. فمن اخذ به اهتدى يقول يعني لو قال قائل ما مناسبة ذكر القرآن وتعظيم شأنه بعد هذه المعاتبة الجواب ان طمع النبي صلى الله عليه وسلم في هداية هؤلاء هو لاجل ما لهم من غنى ونفع اذا اسلموا فذكر الله تعالى في هذه السورة شرف القرآن وانه لا يحتاج لاثبات علوه وشرفه ان يؤمن به الكبراء والاشراف بل هو شريف بذاته رفيع بمعانيه مطهر بما تظمنه. امن به من امن من الكبراء او اعرظ عنه من اعرض من الشرفاء. ايمان الشرفاء لا يرتفع به مقام القرآن. فالقرآن مطهر مكرم مرفوع احتفى الله تعالى به وخصه عظيم الشأن ورفيع المكانة امن به ملأ والكبر او لم يؤمنوا يقول جل وعلا في صحف مكرمة. الصحف جمع صحيفة وهي ما يكتب به والمقصود بالصحف ما كتب فيه القرآن وقوله مكرمة اي معظمة وموقرة وذلك بعظيم ما تظمنته من كلام رب العالمين مرفوعة مطهرة وفسر الرفع هنا بانها عالية القدر وهذا احد القولين في تفسير الاية والقول الثاني انها مرفوعة بمعنى انهى في السماء وذلك في اللوح المحفوظ فان القرآن الكريم في اللوح المحفوظ ولا مانع من ان يكون الى القولين مقصودا فتكون مرفوعة رفعة شرف ومقام ومرفوعة مكانا بالاشارة الى اصل هذا الكتاب وانه من اللوح المحفوظ مطهرة من كل ما يعيبها وكل ما ينقصها من الدنس والزيادة والنقص بايدي سفرة بعد ان اشاد بموظع الكتابة تكلم عن الحامل لها فكل ما تقدم هو اشادة بالصحف التي كتب فيها هذا الوحي ثم تكلم عن حملته وهذا يدل على شريف مقامه فالله اشاد الصحف التي احتوت هذا الوحي واشاد بحملته فقال تعالى بايدي سفرة كرام بررة فذكر في حملة ثلاثة اوصاف الوصف الاول بانهم سفرة والثاني انهم كرام والثالث انهم بررة وسفره ذكر فيها عدة معاني فذكر في السفرة انها مأخوذة من السفير وهو الواسطة بين الشيئين وهذا صادق على ما كان من الملائكة من الوساطة فان الملائكة جاءت بالوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم فهي الرسل التي آآ تكون بين الله تعالى وبين رسله ما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا فيحيي باذنه ما يشاء الثاني من المعاني في السفرة هم القراء الذين يقرأون القرآن ويحملونه في صدورهم وفي ايديهم وهو ما ذكره قتادة وكذلك ابن وهب قال هم اصحاب محمد وقال قتادة هم القراء واصحاب محمد خاص والقراء عام من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وممن بعده. وقيل في السفرة انهم حملة الكتب من القراء وغيرهم لان القارئ يسمى سفير ومنه سميت الكتب اسفارا فمن يحملها سفره وهم قراؤها وحملتها. وهذا يرجع الى المعنى الاخير الذي ذكره قتادة من انهم القراء. اذا خلاصة ما ذكر في معنى سفره ثلاثة تقوى انهم الملائكة انهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انهم القراء والذي يظهر ان كل هذه المعاني تصلح ولكن اعلاها واشرفها الملائكة ولذلك آآ وصفهم بوصفين زائدين كرام بررة ايران اي افاضل واطياب واخيار فوصف الكرم يطلق ويراد به ما ضده البخل ويطلق ويراد به الكمال في الصفة ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم واياك وكرائم اموالهم اي اطايبها واشرافها وافاضلها وقول كرام الكرم هنا كمال الصفات واستيفاء الشرف فيها وليس المقصود الكرام هنا جمع كريم الذي هو الذي يبذل هو جمع كريم لكن ليس المقصود به ما هو ضد البخيل الكرام هنا ليس ضد البخيل انما هو من كمل فيه الوصف الحسن وقوله تعالى بررة اي اهل طاعة فالبر المقصود به هنا انهم اهل طاعة وهذا فيه صفات حملت هذا القرآن من الملائكة ولذلك اشار الى الى انه ينبغي ان يكون كذلك وصف حملته من الناس لا سيما اذا فسر بقوله اه اذا فسر اذا فسر قوله اه سفره بانهم القراء فهذا ندب الى ان يتحلى الراء بهذه الصفات بايدي سفرة كرام بررة نعم والى الانسان ما اكثره من كل شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره. ثم ثم السبيل يسره ثم اذا شاء ان كلا لما يقضمان امره. فلينظر الانسان الى طعامه ناصبنا الماء صبا ثم شفقنا الارض شقا. فانبتنا فيها قدموا عنبا وقضبا وزيتونه ونخلا. وحدائق غلبا. وفاكهة وهذا متاعا لكم ولانعامكم. يقول تعالى تاما لمن انكر البعث والنثور من بني ادم الانسان ما اكبر قال الضحاك عن ابن عباس قتل الانسان لعن الانسان. وكذا قال ابو مالك وهذا لجنس المكذب بكثرة تكذيبه بلا مستند بل بمجرد الاستبعاد وعدم العلم. قال ابن الجريد ما اكثر ما اشد كفرا. وقال ابن جرير ويحتمل ان يكون المراد اي اي شيء جعله كافرا اي ما حمله على التكذيب بالميعاد. وقال قتادة وقد حكاه البغوي عن والكلب ما اكثر ما العنه المبيضين قوله جل وعلا قتل الانسان ما اكفره مناسبة هذا لما تقدم هو اشارة الى موظوع مناقشة التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين اولئك الكبراء الذين عبس صلى الله عليه وسلم بوجه الاعمى لما جاءه من اجل اقناعهم وهدايتهم فهذا لتقرير المعاد وتقرير الجزاء عن العمل قتل الانسان قتل فسرها المصنف رحمه الله قال لعن الانسان وهذا احد القولين في معنى قتل وقيل قتل بمعنى اهلك وهذا اقرب الى الصواب ان قوله تعالى قتل الانسان ما اكفره اي اهلك الانسان ما اكثره الانسان هنا قال المصنف رحمه الله هذا جنس هذا لجنس الانسان المكذب بكثرة تكبيبه بلا مستند بل بمجرد الاستبعاد وعدم العلم و مما يدل على هذا التقييد انه ليست لجنس الانسان الذي يستغرق كل بني ادم انه قال ما اكفره وفهم ان المقصود بقوله قتل الانسان اي الكافر وليس كل انسان فان المؤمن ناج من الهلاك فدلالة التقييد على وصف الكفر في قوله قتل الانسان ما اكفره وما ذكره الله تعالى بعد ذكر الانسان مما يدل على المقصود والمراد الانسان في قوله قتل الانسان وقوله تعالى ما اكفره ذكر المصنف رحمه الله فيها احتمالين الاحتمال الاول انها تعجبية ما اشد كفره والاحتمال الثاني انها استفهامية فقال وقال ابن جرير ويحتمل ان يكون المراد اي شيء جعله كافرا يعني ما الذي جعله يكفر ما حجته ما برهانه؟ ما دليله على الكفر ما حمله على التكذيب بالميعاد فهذان وجهان وكلاهما يصلح في تفسير الاية ان تكون تعجبية وان تكون استفهامية. لكن فيما يظهر والله اعلم ان الابلغ في في السياق هو التعجب ولا حرج في ذلك فان التعجب يكون من الله جل وعلا لخروج الشيء عن نظائره وعما اقتظته العادة فان العادة المألوفة ان تلك الايات التي يبصرها الانسان والفترة التي ركزها في نفسه ان تحمله على الايمان وان تجافي بينه وبين الكفر فلما خرج عن هذا الاصل الى ما يخالفه كان محلا للتعجب وبه يجاب عن الاشكال انه لا يكون من الله تعجب لان التعجب لا يكون الا عن جهل وعدم علم فيقال هذا ليس بلازم فقد يتعجب الانسان من الشيء لا لكونه يجهله لكن لكون الشيخ خرج عن نظائره ومألوفاته وهذا يحمل عليه قوله جل وعلا في القراءة السبعية بل عجبت ويسخرون الظمير العائد الى الله تعالى والعجب وصف ثابت له لا يقتضي نقصا بل هو صفة كمال في محلها ومنه هذا ومنها ومنه تفسير قول الله تعالى ما اكفره اي ما اشد كفره قوله تعالى من اي شيء خلقه نعم المبينة تعالى له كيف خلقه الله من الشيء الحقيق وانه قادر على اعادته كما بدأ فقال من اي شيء خلقه من نطقة خلقه فقدره اي قدر اجله ورزقه وعمله وشقي او سعيد ثم السبيل يسره ويرعوه فيه عن ابن عباس ثم يسر عليه خروجه من بطن امه. وكذا قال عكرمة وضحاك وابو صالح وقتادة والسدي واختاره الكريم وقال مجاهد هذا هذه كقوله انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا بينا له ووضحناه وسهلنا عليه علمه. وهكذا قال الحسن وابن زيد وهذا هو الارجح والله اعلم طيب قوله تعالى من اي شيء خلقه؟ لما ذكر الكفر والكفر هو الجحود والاعراض وعدم الايمان عاد الى ذكر ما يقتضي التسليم بما جاءت به الرسل من الامام ابن الله تعالى واليوم الاخر تذكر الانسان بمبدأه من اي شيء خلقه وفي هذا ان وفي هذا ان اعتبار الانسان بخلقه مما يهديه الى الايمان بربه وهذا من اقرب الايات فان الانسان لا يحتاج الى ان يرحل الى اماكن بعيدة ليصل الى هذه النتيجة او ليشاهد هذه الايات بل هي ايات مصاحبة له في اطوار خلقه ويشاهدها في نفسه وفي ذريته وفي من حوله وهذا يدل على كثرة الايات ومصداق قول الله تعالى وفي انفسكم افلا تبصرون فيقول الله تعالى مذكر الانسان باية مصاحبة له. من اي شيء خلقه من اي شيء خلقت يا ايها الانسان الذي تكفر وتكابر وتعاند من اي شيء خلقه من نطفة وهي معروفة وهي الماء الحقير الذي يخرج من الانسان دفقا بشهوة بنطفة خلقه هذا مبدأ الخلق فقدره اي فقدره اطوارا وقدره آآ رزقا عملا شقي وشقاء وسعادة وما الى ذلك مما يندرج في التقدير فقوله فقدره يختصر كل ما يكون من مراحل الخلق التي جاء تفصيلها وبيانها في ايات اخرى فقدره ثم السبيل يسره وهذا فيه بيان انه بعد هذا التقدير سهل الانسان سلوك الطريق الذي يوصله. وفي قوله ثم السبيل يسره ذكر قولين. القول الاول ثم اخرجه من بطن امه فيكون السبيل يسر يعني يسر له الولادة الخروج من هذه الظلمات من هذا المكان الظيق انما كان بتيسير الله تعالى هذا المعنى الاول الذي اشار اليه في قوله رحمه الله قال عوفي عن ابن عباس ثم يسر عليه خروجه من بطن امه والقول الثاني قول مجاهد هذا كقوله انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفو كقوله تعالى وهديناه ان نجدين اي الطريقين وهذا هو الذي رجحه ابن كثير وهو الاقرب الى الصواب والله اعلم. ان السبيل المقصود به الطريق الذي يسلكه في معاشه من هداية او ضلال بعد ذلك قال ثم اماته ثم اماته فاخبره اي انه بعد خلقه له فماتوا فاقضى. اي جعله ذا قبر. والعرب تقول قبرت الرجل اذا ولي ذلك منه واخبره الله وغضبت وغضبت قرن الثور واغضبه واغضبه الله وبترته ذهب البعير وابثره الله وطردت عني فلانا واطرده الله اي جعله طريدا. قال النعشا لو اسندت ميتا الى نحرها عاش ولم ينقل الى قابلين وقوله ثم اذا شاء ايسر اي بعثه بعد موته ومنه يقال البعث والنشور. ومن اياته ان خلقكم من تراب ثم اذا انتم بشر تنتشرون وانظر الى العظام كيف ننجزها ثم نكسوها لحما وهذا ذكر الطور الثاني الذي يمر به الانسان فانه بعد حياته الاولى التي يبتلى فيها الهداية الى النجدين ليختار احدهما ينتقل بعد ذلك الى الارتهام بالاعمال وهو الموت والحياة البرزخية ثم اماته فاقبره وهذا اشارة الى الحياة الثانية الدار الثانية التي يمر بها الناس وهي دار البرزخ وآآ قال في تفسير فاقبره اي جعله ذا قبر ثم قال في اصل هذه الكلمة والاشتقاق منها على هذا الوزن آآ قال قبرت الرجل اذا ولي ذلك منه واقبره الله ثم قال في نظائره غظبت قرن الثوري واغظبه الله الى اخره وقوله ثم اذا شاء انشره هذه هي الدار الثالثة وهذا من اخسر المقامات في القرآن التي ذكرت الدور الثلاثة التي يمر بها الانسان من المنشأ الى المستقر من بداية الحياة من نطفة الى المآل والمنتهى ثم اذا شاء انشره والنشأ والنشور للمجازاة على الاعمال والمحاسبة عليها ثم بعد ذلك الجزاء اما في جنة واما في نار فريق في الجنة وفريق في السعير اما اذا شاء انشره وقوله اذا شاء ليست متعلقة بالنشور ذاته انما متعلقة بوقته وزمانه والا فكل مقبور منشور لن يستثنى من ذلك احد انما توقيت ذلك الى الله جل وعلا فهو الذي يأذن به وهو الذي يشاؤه وهو الذي يفعله جل في علاه ومن اياته ان خلق ان خلقكم من تراب ثم اذا انتم بشر تنتشرون نعم قال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا اصله ابن الفرج قال اخبرنا ابن وفد قال اخبرني عمرو ابن حارث ان الدراجة اخبره عن الهيثم الذي يساعدنا والنبي صلى الله عليه وسلم قال يأكل التراب كل شيء من الانسان الا عجبا لنا به. قيل وما هو يا رسول الله قال مثل حبة الخردل منه ينشأون وهذا الحديث ثابت في الصحيح من رواية الاعمى عن ابي صالح عن ابي هريرة بدون هذه الزيادة ولفظه كل ابن ادم يبلى الا عجب الذهب منه خلق وفيه يركب وقوله كلا لما يقضي ما امره قال ابن الجليل يقول كلا ليس الامر كما يقول هذا الانسان الكافر من من انه قد ادى حق الله عليه في نفسه وماله لما يقضي ما امره يقول لم يؤدي ما فرض ما فرض عليه من الفرائض لربه عز وجل ثم روى هو وابن ابي حاتم من طريق من طريق ابن ابي نجيح عن مجاهد قوله كلا لما يقضي ما امره قال لا يقضي احد ابدا كلما افترض عليك وحكاه البغوي عن الحسن البصري بنحو من هذا ولم اجد المتقدمين فيه كلاما سوى هذا والذي يقع لي في معنى والله اعلم ان المعنى ثم اذا شاء ايسر اي بعث كلا لم يقضي ما امر لا يفعله الان حتى تنقضي ويرفع القدر من بني ادم ممن كتب الله له ان سيوجد منه ويخرج الى الدنيا وقد امر الله به تعالى كونا وقدرا فاذا تناهى ذلك عند الله انشر الله الخلائق واعادهم كما بدأ وقد روى ابن ابي حاتم الوفد ابن منبه قال قال حزير عليه السلام قال الملك الذي جاءني فان المقبور القبور هي بطن الارض وان الارض هي ام الخلق. فاذا خلق الله ما اراد ان يخلق وتمت هذه القبور التي مد الله لها انقطعت الدنيا ومات من عليها ولفظت الارض ما في جوفها واخرجت القبور ما فيها وهذا شبيه قم بما قلناه من معنى الاية. والله سبحانه وتعالى اعلم بالصواب قوله جل وعلا كلا لما يقضي ما امره ذكر فيها قولين القول الاول ان قوله فاعل في قوله لما يقضي اي الانسان لما يقضي اي لم يقضي الانسان ما امره الله تعالى به من الشرائع والواجبات ذاك ان حق الله تعالى اعظم من ان يحيط به الناس وهذا ليس في انسان معين بل في كل انسان على تفاوت ما معه من قصور او تقصير فالكافر لما يقضي شيئا من حق الله تعالى والمؤمن قضى شيئا من الحق لكن بقي عليه حقوق قال الله تعالى وما قدروا الله حق قدره ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم اطوارا هذا هو المعنى الاول ان المراد بقوله لما يقضي اي الانسان ما امره الله تعالى به وشرعه له من حقه جل في علاه هذا المعنى الاول. المعنى الثاني ان الظمير في قوله اما يقظي ما امره يعني الله جل وعلا اي لما يقضي الله الذي قدره بعد لما يقضي بعد ما قدره جل في علاه وهذا جواب على الذين يستعجلون قيام القيامة والنشور اذا كان ثم اماته فاقبر رأينا الموت والقبر ثم اذا شاء انشره كأن قائلا يقول ومتى يكون ذلك يقول كلا لما يقضي ما امره لا يكون هذا حتى يقضي الله جل وعلا ما قدره. فقوله تعالى كلا لما يقضي ما امر اي لما يقضي الله ما قدره فلا تستعجلوا من النشور ومن سائر ما يكون قبله. النشور من اقضيته واقداره وهذا هو المعنى الثاني وهو الذي رجحه ابن كثير رحمه الله ولا اذا كانت تحتمل معنيين كلاهما صحيح فالاولى حملها حملها حمل الاية على كل على كل تلك المعاني وهذا من اعجاز القرآن. فلا مانع ان يحمل على هذا وعلى هذا