نعم قالوا من اسمائه تعالى المغيث والغياث. وجاء ذكر المغيث في حديث ابي هريرة قالوا لو اجتمعت الامة تعال على ذلك وقال ابو عبد الله الحليمي والغياث هو المغيث. واكثر ما يقال غياث المستغيثين. ومعناه المدرك عباده في الشدائد اذا دعوه ومجيبهم ومخلصهم وفي خبر الاستسقاء في الصحيحين اللهم اغثنا اللهم اغثنا. يقال اغاثه واغاثه وغوثا وهذا الاسم في معنى المجيب والمستجيب. قال تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم. الا ان اغاثة احق بالافعال والاستجابة احق بالاقوال وقد يقع كل منهما موقع الاخر. الشيخ والله اشار بعد ان بين التفصيل في هذا اللفظ وهو قول القائل لا يستغاث بالله وهذا مسلك حميد وطريق رشيد في تمييز ما ايحكم به على الاقوال والالفاظ المحتملة المجملة. يقول رحمه الله قالوا من اسمائه تعالى المغيث والغياث يحكي ما قاله بعض اهل العلم من ان من اسمائه المغيث الغياث وهذا على وجه الاطلاق وهو وصف له ووصف له لكنه فيما يتعلق بالاسم اشار الشيخ رحمه الله الى مجيئه في حديث ابي هريرة المشهور في ذكر الاسماء. وهو حديث ضعيف فان ذكر الاسماء متفق بين اهل العلم على انه مدرج واصله في الصحيحين من حديث ابي هريرة ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة جاء تفصيل هذه الاسماء فيما رواه الترمذي في جامعه وغيره وهو مدرج من كلام بعض الرواة ولا يصح مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم من جملة تلك الاسماء المذكورة المغيث قال رحمه الله وجاء ذكر المغيث في حديث ابي هريرة قالوا لو اجتمعت الامة على ذلك قالوا اجتمعت الامة على ذلك اي على اثبات هذا المعنى لله تعالى. والا لم يحصل اجماع ولذلك هو يشير الشيخ رحمه الله في هذا الى الاسم بحكاية ما قالوه وان كان رحمه الله لا يرتضي. فيما يظهر من قوله انه لا يرتضيه اي لا يقتضي اثبات هذا الاسم لله تعالى والاسماء تعلمون انها توقيفية. قال وقال ابو عبد الله الحليمي الغياث هو المغيث. واكثر ما يقال غياث المستغيثين يعني يأتي مضافا ولا يأتي مطلقا انما يأتي مضافا قال ومعناه المدرك عباده في الشدائد اذا دعوه ومجيبهم ومخلصهم لان الاستغاثة هي طلب كشف الشدة وازالة المدلهمة اي الحادثة المزدحمة التي تغشى الناس وتنزل بهم يقول رحمه الله وفي خبر استسقاء في الصحيحين اللهم اغثنا اللهم اغثنا لكن هل هذا يفيد؟ اثبات هذا الاسم؟ الجواب لا لانه فعل انما هذا يفيد اثبات هذا الوصف لله تعالى. وفرق بين الاسم والوصف باب الصفات اوسع ولذلك يقال ان كل فعل من الافعال المضافة الى الله تعالى يؤخذ منها صفة لكن لا يؤخذ منها اسم لان الافعال نوع صفات لفاعله فيمكن ان يستدل ثبوت هذا المعنى لله تعالى من قوله اللهم اغثنا ومن قول الله جل وعلا فيما تقدم من حكاية المؤلف اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم قال رحمه الله يقال اغاثه واغاثة وغياث وغوث هذا من حيث الاشتقاق. يقول وهذا الاسم في معنى المجيب والمستجيب المجيب والمستجيب يعني ان هذا الاسم مظمن في معنى المجيب لان الاستجابة هي اعطاء العبد ما سأله وتنويله ما دعا به ومعلوم ان الاستغاثة دعاء من حيث المعنى حيث انه دعاء لكنه دعاء خاص وهو دعاء في الشدة. ولذلك يقال كل استغاثة فهي دعاء. فالدعاء بين الدعاء والاستغاثة عموم وخصوص مطلق. فكل استغاثة دعاء وليس كل دعاء استغاثة لان الانسان يدعو في الشدة وفي الرخاء اما الاستغاثة فلا تكون الا في الشدة. يقول رحمه الله وهذا الاسم في معنى المجيب. والله تعالى يجيب العبد دعاءه في الشدة والرخاء. فكل ما يكون من الله تعالى في الشدة والرخافة واجابة فيكون ذلك من معاني قوله جل وعلا فاستجاب لهم. ومن معاني اسماء اسم الله تعالى والمستجيب. قال تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم. قال الا ان الاغاثة احق بالافعال. وش معنى احق بالافعال يعني الاغاثة تكون بالفعل تطلق على الفعل واما الاستجابة تكون في القول موسى فاستغاثه الذي من شيعته ايش كان الجواب فوكس هل اجابه بقوله او بفعله؟ بفعله. طيب اما الاستجابة تكون بالقول ومن ذلك اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين. فكانت بشارة الاستجابة هنا كانت بالقول فكانت بشارة له. وان كان هذا القول عقبه فعل لكنه في الاصل كانت اجابة هذه الاستغاثة قولا ولذلك قال فاستجاب لهم اذا الاصل في الاستغاثة انها الصق بالافعال واما الاستجابة فهي الصق بالاقوال ولذلك يقول الا ان الاغاثة احق بالافعال يعني احق ان يوصف بها الفعل والاستجابة حق بالاقوال وقد يقع كل منهما موقع الاخر فاللغة تتسع لهذا وذاك ثم قال اعي ينادي بالمدعو والمغيث وهذا فيه نظر فان من صيغة الاستغاثة يا لله للمسلمين وقد روي عن معروف الكرخي انه كان يكثر ان يقول واغوثا ويقول اني سمعت الله يقول اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم وفي الدعاء المأثور يا حي يا قيوم لا اله الا انت برحمتك اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين ولا الى احد من خلقك يقول قالوا الفرق بين المستغيث والداعي ان المستغيث ينادي بالغوث ان ينادي بكشف النازلة ورفع الشدة والداعي ينادي بالمدعو والمغيث. فالداعي يقول يا الله يا الله واما المستغيث فهو يدعو بالحاجة انقذني اغثني اكشف كربتي ازل نازلتي وما اشبه ذلك يقول الشيخ رحمه الله معلقا على هذا التفريق يقول وهذا فيه نظر اي هذا التفريق فيه نظر فان في صيغة الاستغاثة يا لله للمسلمين يا لله بفتح الله للمسلمين والفرق بينهما ان اللام التي تدخل على المستغاث به مفتوحة واما لام المستغاث له مكسورة ولذلك الصحيح في هذه ان يقال يا لله للمسلمين يعني انت تدعو الله تعالى تستغيث بالله تعالى لمن للمسلمين واما التي للمستغاث له فهي مكسورة. طيب تقدم ان الاستغاثة هي طلب كشف الشدة. والاستغاثة تطلب هل هو مستقيم او لا؟ الان المؤلف ذكر هناك من فرق بين المستغيث والداعي ان المستغيث ينادي بالغوث يعني بالطلب والسؤال والحاجة واما الداعي فانه ينادي بالمدعو والمغيث. المدعو الذي هو الله في الغالب على طلب كشف الشدة بعد نزولها واما الاستعاذة فهي طلب الحماية من الشدة قبل نزولها هذا في الغالب في التفريق والا قد يقوم هذا مقام ذاك وذاك مقام هذا. المؤلف رحمه الله يذكر الفرق بين الاستغاثة والدعاء. ذكرنا فيما مضى ان الاستغاثة دعاء ولكنه دعاء خاص وقلنا ان الدعاء يشمل الاستغاثة والدعاء قبل نزول الكرب وبعد نزول الكرب اما الاستغاثة فهي الدعاء حال نزول الشدة والكرب. يذكر من الفروق يقول قالوا الفرق بين المستغيث والداعي ان المستغيث ينادي بالغوث يعني بطلب الكشف للشدة ولا يذكر فيها المدعو والداعي ينادي بالمدعو يعني المسؤول المطلوب والمغيث بالمدعو والمغيث يقول وهذا فيه نظر يعني هذا التفريق ليس مستقيما فيه نظر فان من صيغة الاستغاثة يا لله للمسلمين وجه الاعتراظ بهذه الصيغة على التفريق المتقدم ان الاستغاثة بهذه الصيغة يذكر فيها المغيث وهو الله جل وعلا حيث يقول يا لله للمسلمين هنا ذكر المدعو المستغاث به وذكر المستغاث له المدعو له. فهنا يقول يا لله للمسلمين وذكرنا ان الفرق بين الاولى والثانية اللام ان اللام التي تدخل على المستغاث به مفتوحة واللام التي تدخل على المستغاث له مكسورة. ولذلك ما يقال يا لله للمسلمين ما يصلح هذا انت لا تستغيث لله انما تستغيث به ولذلك تقول يا لله بالفتح للمسلمين اي تسأل الله تعالى وتدعوه غوثا للمسلمين وقد روي عن معروف الكرخي انه كان يكثر ان يقول واغوثا ويقول اني سمعت الله يقول اذ تستغيثون ربكم وهذا فيه الدعاء بالمغيث المدعو قول الكرخي رحمه الله وغوثا الواو هنا للاستغاثة والسؤال وهو نداء لله تعالى وليس انه من اسمائه لكنه من اوصافه انه غوث المستغيثين وانه نجاة المستجيرين به جل وعلا. وهذا ايضا يعترض به على ما تقدم من الفرق فذكر المؤلف رحمه الله وجه النظر في هذا التفريق بين الدعاء والاستغاثة من جهتين. الجهة الاولى اللغة والجهة الثانية الاستعمال. استعمال السلف فانهم كانوا يذكرون المستغاث به في مقام الاستغاثة ولا يذكرون مما يريدون او مما تطرد الاغاثة منه اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ثم ذكر الدعاء يا حي يا قيوم لا اله الا انت برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله الى نهاية الحديث. مقال المؤلف رحمه الله. والاستغاثة برحمته استغاثة به في الحقيقة كما ان الاستعاذة بصفاته استعاذة به في الحقيقة. وكما ان القسم بصفاته قسم به في الحقيقة ففي الحديث اعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وفيه اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك ولهذا استدل الائمة فيما استدلوا على ان كلام الله غير مخلوق بقوله اعوذ بكلمات الله التامة اما قالوا والاستعاذة لا تصلح بالمخلوق. وكذلك القسم قد ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت. وفي لفظ من حلف بغير الله فقد اشرك رواه الترمذي وصححه ثم قد ثبت في الصحيح. الحلف بعزة الله ولعمر الله ونحو ذلك مما اتفق المسلمون على انه ليس من الحلف بغير الله الذي نهي عنه. طيب قوله رحمه الله والاستغاثة برحمته استغاثة بي في الحقيقة هذا في سياق وتكميل التنظير في من فرق بين الاستغاثة والدعاء او المستغيث والداعي بان المستغيث انما يذكر ايش مستغيث يذكر ماذا يذكر الغوث يدعو بالغوث بخلاف الداعي فانه يدعو بالمدعو والمغيث هنا يقول يا حي يا قيوم برحمتك استغيث برحمتك استغيث المستغيث الان. ذكر الغوث او ذكر المستغاث به. ذكر المستغاث به فهو كالداعي في ذكره المدعو والمغيث. ولذلك ذكره المؤلف رحمه الله ثم قال والاستغاثة برحمته استغاثة به. اذ تستغيثون ربكم هنا فيه ايضا ذكر المستغاث به كل هذا في سياق التنظير في هذا التفريق وقالوا الاستغاثة برحمته استغاثة به في الحقيقة فدل هذا على ان هذا الفرق مستقيم او غير مستقيم. التفريق بين الداعي والمغيث الداعي الذي يدعو ينادي بالمدعو والمغيث الذي هو الله جل وعلا فيقول يا الله يا ربي يا رحمن كل هذا نداء وذكر لمن المغيث والمدعو هذا التفريق نظر فيه الشيخ حيث قالوا وهذا فيه نظر يعني لغير مسلم ذكر اللغة ثم ذكر قول معروف الكرخي ثم ذكر ان في الكتاب والسنة ذكر المغيث في الاستغاثة اذ تستغيثون ربكم ربنا اغثنا او اغثنا يا ربنا وكذلك ذكر الرحمة ثم قال الرحمة رحمة الله تعالى صفة من صفاته والاستغاثة بصفاته استغاثة به يقول رحمه الله الاستغاثة برحمته استغاثة به في الحقيقة فدل هذا على ان هذا التفريق بين الاستغاثة والدعاء غير مستقيمة طيب ثم استطرد الشيخ كما ان الاستعاذة بالصفات استعاذة به في الحقيقة وكما ان القسم بصفاته قسم به في الحق هذا استطراد والشأن في اول البحث يقول الحديث اعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق استعاذها الان باي شيء بكلمات الله وكلمات الله المستعاذ بها هنا هي كلماته القدرية التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر. وفيه اعوذ برضاك هذه استعاذة بصفة من سخطك وبمعافاتك هل استعاذت بصفة من صفاته من عقوبتك وبك منك لا احصي ثناء عليك انت كم اتيت على نفسك يقول ولهذا استدل الائمة فيما استدلوا على ان كلام الله غير مخلوق بقوله اعوذ بكلمات الله التامة قالوا والاستعاذة لا تصلح بالمخلوق. فدل هذا على ان الاستعاذة بالصفة استعاذة بالموصوف جل وعلا قال وكذلك القسم من كان حالفا فليحلف بالله وليصمت وجاءت النصوص دالة على جواز الحلف بصفات الله تعالى كما ذكر المؤلف طيب الان عاد الى اصل السؤال وهو هل يقال لا يستغاث بالرسول على وجه الاطلاق او لا فصل المؤلف فيما تقدم وبين المعنى الذي يصح بهذه الجملة والمعنى الذي لا يصح الان عادي للبحث نفسه فقال والاستغاثة نعم والاستغاثة بمعنى ان يطلب من الرسول ما هو اللائق بمنصبه لا ينازع فيها مسلم. ومن نازع في هذا المعنى فهو اما كافر ان انكر ما يكفر به. واما مخطئ ضال. واما بالمعنى الذي نفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ايضا مما يجب نفيها ومن اثبت لغير الله ما لا يكون الا لله فهو ايضا كافر اذا قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها طيب هذا ملخص الجواب في مسألة الاستغاثة هل يقال لا يستغاث بالرسول او يقال خلاصة الجواب في هذه الاسطر يقول والاستغاثة بمعنى ان يطلب من الرسول ما هو اللائق بمنصبه اي المناسب له لا ينازع فيها مسلم هذي محل اتفاق واجماع ومن نازع في هذا المعنى اي في جواز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم فيما يليق به من نازع في هذا المعنى فهو اما كافر ان انكر ما يكفر به واما مخطئ ضال فلا يخلو من حالين واما بالمعنى الذي نفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نظير قوله انه لا يستغاث بي انما يستغاث بالله. في قصة الاستغاثة ابي بكر في النبي صلى الله عليه وسلم في شأن المنافق. ففي هذا المعنى وهو الا يقدر عليه النبي صلى الله عليه وسلم اوليس اليه فان الاستغاثة به في هذا المعنى منفية كالذي يسأله هداية القلوب او يسأله مغفرة الذنوب يسأله تفريج الكروب وما اشبه ذلك هذا استغاث به فيما لا تملكه وهذا يقول فيه الشيخ فهو ايضا مما يجب نفيها اي نفي هذا النوع من الاستغاثة. ومن اثبت لغير الله ما لا يكون الا لله فهو ايظا كافر اذا قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها. وهذي مسألة وتنبيه مهم الى انه ينبغي الا يتعجل المؤمن في التكفير فليس كل من استغاث بغير الله تعالى كافر. يعني الذي يأتي ويقول يا رسول الله اغثني. اكشف كربي ونجني من عذاب الاخرة لا شك ان هذا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يجوز ان يسأله وما لا يملكه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لكن حكم هذه الاستغاثة حكم المستغيث كافر او لا ينبغي ان ينزل عليه قوله رحمه الله فهو ايضا كافر اذا قامت عليه الحجة التي يكفر تهلكها يفيد انه لا يثبت حكم التكفير الا بعد قيام الحجة. وانه الحجة ليست هي ان يبلغ الانسان الشيء وينتهي الموظوع. انما لا بد ان تكون الحجة بالغة يحصل بها بيان الحق ويحصل بها توضيحه لمن التبس عليه حتى يزول عنه كل غبش عند ذلك يحكم عليه بما يناسب حاله ثم قال رحمه الله نعم ومن هذا الباب قول ابي يزيد البسطام استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق الله اكبر هذا من حيث النفع بالدنيا يعني لا يحصل له مقصوده اذا استغاث بالمخلوق فهو كغريق يستغيث بغريق هل ينجو لا ينجو تعب على غير فائدة نعم وقول الشيخ ابي عبدالله القرشي المشهور بالديار المصرية استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون وفي دعاء موسى عليه السلام اللهم لك الحمد واليك المشتكى وانت المستعان وبك المستغاث. وعليك التكلان ولا حول ولا قوة الا بك ولما كان هذا المعنى هو المفهوم منها على الاطلاق. وكان مختصا بالله صح اطلاق نفيه عما سواه ولهذا لا يعرف عن احد من ائمة المسلمين انه جوز مطلق الاستغاثة بغير الله. ولا انكر على من نفى مطلق الاستغاثة عن غير الله وكذلك الاستغاثة ايضا فيها ما لا يصلح الا لله. وهي المشار اليها بقوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. فانه لا يعين على العبادة الاعانة المطلقة الله وقد يستعان بالمخلوق فيما يقدر عليه. وكذلك الاستنصار. قال الله تعالى وان في الدين فعليكم النصر والنصر المطلق هو خلق ما به يغلب العدو ولا يقدر عليه الا الله. ومن خالف ما ثبت بالكتاب والسنة. فانه يكون اما كافرا واما فاسقا اما عاصيا الا ان يكون مؤمنا مجتهدا مخطئا. فيثاب على اجتهاده ويغفر له خطأه. وكذلك ان كان لم يبلغه العلم الذي تقوم عليه به الحجة فان الله يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا اما اذا قامت عليه الحجة الثابتة بالكتاب والسنة فخالفها فانه يعاقب بحسب ذلك اما بالقتل اما بدونه والله اعلم يقول رحمه الله فيما ذكره في اخر هذا الجواب يقول ولما كان هذا المعنى المعنى هو افراد الله تعالى بهذه المعاني. اللهم لك الحمد هذا فيه حصل الحمد لله وتقديم ما حقه والتأخير يفيد الحصر لك الحمد واليك المشتكى وانت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ولا حول ولا قوة الا بك كل هذه الجمل من صيغ الحصر وعلى اختلافها او مما يفهم منه الحصر فهذا الحصر في هذه المعاني هل هو مقبول سائغ؟ يقول المؤلف ولما كان هذا المعنى هو المفهوم منها على الاطلاق يعني لا يستعان على الا بالله ولا يشتكى على الاطلاق الا الى الله تعالى ولا يستغاث على الاطلاق الا بالله جل وعلا ولا يتكل على الاطلاق الا على الله جل وعلى ولا حول ولا قوة ولا تحول من حال الى حال ولا قوة على هذا التحول الا بالله تعالى لما كان هذا الاطلاق مفهوما يعني مو الثابتة لله على وجه الاطلاق الذي لا قيد فيه صح اطلاق هذه المعاني ولذلك يقول وكان مختصا بالله يقول ولما كان هذا المعنى هو ومنها على الاطلاق وكان مختصا بالله صح اطلاق نفيه عما سواه يعني لا يصوغ شيء من هذه على الاطلاق الا لله تعالى ولذلك يصح نفيها عن من سوى الله جل وعلا وهذا كأنه يقول ان من قال لا استغاثت برسول الله قد يكون هذا المعنى صحيح من جهة فينبغي ان يستفصل ويستبان ويستوضح من قائل هذا حتى يعرف معناه فيثبت المعنى الصواب وينفى المعنى الخطأ. ثم قال رحمه الله ولهذا لا يعرف عن احد من ائمة المسلمين انه جوز مطلق الاستغاثة بغير الله هذا واحد ولا انكر على من نفى مطلق الاستغاثة عن غير الله لماذا؟ نفي الاستغاثة مطلقا عن غير الله تعالى المقصود به يحمل على اي شيء على المعنى المطلق انه لا يستغاث بغير الله تعالى. ولا يستعان بغير الله تعالى اي الاستغاثة التامة الكاملة. الاستعانة التامة اما الكاملة ثم قال رحمه الله وكذلك الاستغاثة ايضا فيها ما لا يصلح الا لله وهو المشار اليه بقوله ثم ذكر شيئا مما لا يكون الا لله تعالى اياك نعبد واياك نستعين فانه لا يعين على العبادة الاعانة المطلقة الا الله وقد يستعان بالمخلوق فيما يقدر عليه وكذلك الاستنصاف ثم قال رحمه الله ذكر هذا التفصيل في هذه المعاني ومن خالف ما ثبت بالكتاب والسنة فانه يكون اما كافرا واما فاسقا واما معاصيا وهذا تنبيه الى انه ينبغي ان تعرف مراتب الاعمال وما تستحقه من الاحكام وانه لا يجوز التسوية بين اعلى النتائج وهي الكفر يعني اعلى ما يترتب على الاعمال من النتائج وبين ادناها وهو المعصية. ولذلك ينبغي ان يتمهل الانسان في هذا وان يستفصل ويستبصر لان الاطلاقات في مثل هذه الامور تورد الانسان المهالك. ولم يظل من ظل في مسائل التكفير في مسائل التفسيق والتبديع الا باطلاقات التي لا تقيد. ولا يفرق فيها بين القائل والقول ولا يفرق فيها بين من قامت عليه الحجة ان لم تقم عليه الحجة فلابد من الاستبانة والاستيضاح في مثل هذه المقامات حتى لا يقع الانسان فيما يكره من الظلال والبدع والانحراف عن الجادة ثم بين رحمه الله قال الا ان يكون مؤمنا مجتهدا مخطئا فيثاب على اجتهاده ويغفر له خطأه وكذلك ان كان لم يبلغه العلم الذي تقوم عليه به الحجة وقد يكون مخطئا ويكون مغفورا في خطأه ولو كان في مسائل الاعتقاد. هو قد يكون جاهلا فيغفر له لجهله ثم ذكروا اما اذا قامت عليه الحجة الثابتة بالكتاب والسنة فخالفها فانه يعاقب بحسب ذلك يعني بما يناسبه اما بالقتل واما بدونه والله اعلم تكون انتهت هذه الفتوى المباركة اسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد