الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول الحافظ ابو بكر عبدالله بن الامام ابي داود سليمان السجستاني رحمه الله تعالى في منظومته الحائية ولا تقف القرآن بالوقف قائلا كما قال اتباع لجهم واسجح. ولا تقل القرآن قرأته فان كلام الله باللفظ يوضح. طيب اه المؤلف رحمه الله فيما يتعلق بالقرآن ذكر مذهب ايش؟ وذكر فيه ثلاثة ثلاثة طرق الطريق الاول القول بان القرآن كلام الله مخلوق الواقف الذين قالوا لا يقول المخلوق ولا غير مخلوق. الثالث الذين قالوا لفظ القرآن مخلوق. هذا السؤال يمكن يفرق عليه سؤال صغير. لماذا بدأ المؤلف رحمه الله ما يتعلق بنبض عقد اهل السنة والجماعة بمسألة القرآن. نعم نعم هذه مسألة قريبة من عهد المؤلف رحمه الله والفتنة الحاصلة بها آآ حديثة عهد آآ في زمن المؤلف رحمه الله ولذلك قررها قبل غيرها لشدة الحاجة الى بيانها وتقرير عقد اهل السنة والجماعة فيها. هذا القول تحمله على الجعد الجهم ابن صفوان. وهو رأس الفتنة والضلال الذي حصل به نشر عقائد الجهمية واليه ينسب هذا المسلك الرديء. من مسالك الانحراف ضلالة. والجانب بن صفوان تلقى هذه المقولة عن الجعد. وغيرها من واشاعها ونشرها حتى ظهر عليه واخذ بما اخذ الجعد فقتل ايضا وذلك في عام ثمانية وعشرين ومئة للهجرة ثمان هذه المقولة تلقفها بعض من زار قلبه واضاع نصيبه اخذوا هذه المقالة ومن اولئك بشر بالغياس المريفي وقد دعا الى هذه المقولة وكان ذلك في زمن الدولة العباسية واخذ عنها احمد ابن ابي دواد وجمع كان ذلك في عهد المأمون والمأمون من خلفاء المسلمين. الذين كان لهم عناية بترجمة الكتب فاجتمع له هؤلاء او اجتمع اليه هؤلاء وتلقى عنهم هذا العقد شجعوه حتى حمله على الفتنة فكتب وهو في طرصوص في خراسان الى الولاة بان يمتحنوا الناس في مسألة خلق القرآن. فامتحن الناس يسألون ويمتحنون ما تقولون في القرآن مخلوق او غير مخلوق؟ والناس قد تلقوا عن الائمة ودرجوا على ما كان عليه سلف الامة من ان القرآن كلام الله ليس مخلوقا. فعصى البلاء وامتحن العامة والائمة على حد سواء. فلم يكن الامتحان خاصا فئة من الناس امتحن العلماء والائمة وامتحن العامة والكافة تصدى لهذه الفتنة من يسر الله تعالى من العلماء. وانعزل بعضهم تأول بعضها وذلك ان المأمون شدد على الناس وكان فالناس يهددون بالعزل بانواع من العقوبات اذا لم يقولوا بهذه المسألة فثبت الله تعالى من ثبت وكان منهم احمد بن نصر الخزاعي وقد قتل بسبب هذه المسألة وهو من ائمة الدين وعلماء المسلمين ومنهم محمد ابن نوح وهو ليس من اهل العلم لكنه شاب كان على خير كثير. ومنهم الامام احمد بن حنبل وهو الذي حفظ الله به الملة. وقام لله قومه حفظت له عبر التاريخ حتى اصبح امام اهل السنة والجماعة. فلا تعرف السنة الا ويذكر هذا الامام الجهبل الامام احمد احمد بن حنبل وقد كان له واقر له بالفضل كل اهل العلم على اختلاف مذاهبهم. فالامام احمد جل معظم عند علماء الاسلام على اختلاف المذاهب. وذلك لما جرى من ثبات عظيم فان الامام احمد رحمه الله ابتدأت فتنته في مسألة خلق القرآن في زمن المأمون فامر بسجنه الا ان المأمون قبض قبل ان يلتقي بالامام احمد. وقيل ان الامام احمد دعا الله ان يكفيه شر المأمون فمات. قيل والله اعلم الا ان رحى الفتنة والبلاء دارت في زمن المعتصم. فهو الذي جرى بينه وبين الامام احمد المناظرة وهو الذي جلد الامام احمد على مسألة خلق القرآن. والامام احمد امام جليل ذاع صيته في الامصار. وعرف قدره في سائر بلاد الاسلام. ولذلك لما ثبت رحمه الله ثبت الله الامة بثباته. ولذلك قيل ان الامام احمد قام في حفظ الدين ونصر الملة نظير نظير ما قام به ابو بكر الله عنه في الردة فحفظ الله الامة في زمن ابي بكر في ما يسر الله من القيام على دين وحفظ الله الامة في زمن الامام احمد بما قام به من الثبات على الحق والمناظرة منافحة في هذه المسألة. هذه المسألة قد يقول قائل يعني ايش الكبير فيها فيها قول من اقوال اهل الضلال كسائر الاقوال المسألة اكبر من ذلك مسألة خلق القرآن هي مسألة من اصول المسائل المتعلقة بالايمان لله والايمان بالرسل والايمان بالكتب. ولهذا كان الذين يكذبون الرسل يكذبون ان الله انزل اليهم كتبا. ولذلك يقول الله تعالى ان اوحينا الى رجل منهم ان انذر الناس. فاشار الى ان هؤلاء تعجلوا من انزال نذارة من رب العالمين ووحي على احد من البشر. وقال نوح ايضا اوعجبت من جاءكم ذكر من ربكم على رجل من فالقضية تتصل باصل الايمان بالله تعالى. فمن لم يؤمن بان قال كلام الله لم يؤمن بان الله انزل كتبا على رسله. فانخرم ايمانه بالكتب كما انه سينخرم ايمانه للرسل اذ الرسل يأتون يبلغون عن الله تعالى. ومن لم يؤمن بالكتاب ولا بالرسول الايمان السليم لم يؤمن بالله كما يجب وبالتالي انهدمت الشريعة. وقد قال الله تعالى في بيان عظيم هذا القول خطورته وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء يعني ان من كذب انزال قال وانزال سائر الكتب على النبيين فانه لم يعظم الله حق تعظيمه. لذلك قال وما قدروا الله حق قدره في اي موضع ابطاله ما انزل الله على بشر من شيء. القضية كبرى وخطيرة. ولهذا كان الله تعالى قد توعد من كذب القرآن واعانوا انه ليس من من الله تعالى بالكفر. وتوعده بالنار. يقول الطحاوي رحمه الله وهو من الائمة الذين كانوا طالبين عهد بهذه الفتنة يقول فمن سمعه يعني القرآن فزعم انه كلام البشر فقد كفر وهذه عقيدة موجودة ليست عند فئة من العلماء بل هي عقيدة موجودة في كلام اهل العلم على اختلاف مذاهبهم وتنوع طرقهم. وهو ان من قال ان القرآن ليس كلام الله ان القرآن ممن قال ان القرآن ليس كلام الله فهو كافر. وان هذا القول كفر. وقد ذمه الله تعالى وعابه واوعده بسقر فقال جل وعلا سنوصيه سقمه سنصليه سقر جهنم ساصليه سقط وهي جهنم. ذلك في قول من قال ان هو الا قول البشر. ان هذا الا قول البشر قال الله تعالى في تعذيب في تهديد هذا ووعيده ساصليه الثقافة وبهذا يتبين ان هذه المسألة مسألة كبيرة وليست مسألة من هامش مسائل الاعتقاد او من فضول مسائل الاعتقاد بل هي من مسائل الاصول التي لا يخلو اصل من اصول الايمان من التعلق ولهذا قال شيخ الاسلام في عقيدته الوسطية لما ذكر هذه القضية قال ومن ايماني بالله ورسله والمؤمن الايمان بالله وكتبه ورسله ورسله الايمان بان القرآن كلام الله ليس مخلوق ليس مخلوقا منه بدأ واليه يعود. فاشار الى ارتباط هذا الاصل بسائر اصول الايمان بالله الايمان بالكتب الايمان بالملائكة. فعدم الايمان بالقرآن العدم الايمان بان القرآن كلام الله تعالى كفر. قال الله تعالى وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا الذي انزل اليك ولا بالذي انزل بين يديه. ولا بالذي بين يديه وقال الذين كفروا ان نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه. فذكر الله جل وعلا حال هؤلاء وانهم قد كفروا خروف وهذا قول الكافرين. هذه المسألة تبين مما تقدم انها مسألة كبيرة. وقد القرآن فيها واعاد في تقرير ان القرآن كلام الله وانه منه منزل ولذلك يذكر الله تعالى في افتتاح الكتب او في افتتاح السور القرآن ويثني على على نفسه بانه انزله وانه حق. يقول الله الله تعالى الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. ويقول جل وعلا ذلك الكتاب ويقول سبحانه وبحمده الف لام راتب كايات الكتاب الحكيم. ويقول جل وعلا تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. ويقول جل وعلا الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. ايات كثيرة في القرآن العظيم يذكر الله جل وعلا فيها انزال هذا القرآن. ويبين فيها انه من موجبات حمده ومن موجبات علوه وتمجيده سبحانه وبحمده. الانحراف الذي وقع به اولئك هو انهم قالوا ان القرآن ليس كلام الله. على الوجه الذي امن به من تقدم. فانهم قالوا ان القرآن مخلوق وهم يقولون انه كلام الله لكنه الجهمية الذين حصلت منهم الفتنة يقولون القرآن وكلام الله مخلوق. كلام الله لكنه مخلوق فيجعلون الاظافة هنا اظافة خلق. كقوله سبحان الذي اسرى بعبده ليلا فاظاف العبد اليه على وجه التشريف والتعظيم. ان ارضي اضاف الله تعالى الارض اليه اضافة خلق فقالوا ان القرآن قد اضيف الى الله تعالى على وجهه اما التشريف واما الخلق لكنه ليس على وجه الصفة. فلم يضف الى الله تعالى اضافة الصفات انما اضيف اليه جل وعلا اضافة التشريف واضافة الخلق. تصدى لهم من تصدى من العلماء ومن ابرزهم وعلى رأسهم الامام احمد حتى انكشفت الفتنة وزال البلاء في زمن المتوكل واستمر هذا البلاء في زمن المأمون والمعتصم والواثق حتى قيض الله تعالى المتوكل فرفعت رزقنا وانكشف البلاء عن الامة. وامر الناس بان يعودوا الى ما كانوا عليه من القول بان القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق ثم ان الجهمية صار لهم اقوال فهم يقولون القرآن كلام الله مخلوق. ومنهم من قال ان القرآن لا اقول انه مخلوق ولا اقول انه غير مخلوق وهم المعروف اه الذين يعرفون بالواقفة. وهذا من اقوال الجهمية. والقول للجهمية قولهم لفظي بالقرآن مخلوق. لفظي بالقرآن مخلوق وهم المعروفون ذلة وهذا القول الاخير انما قالوه في اخر الوقت لما ظهرت السنة. وانقمعت البدعة والسبب في هذا القول انه لما ظهرت السنة وانخنس هؤلاء وذهب باطلهم اصبحوا يتوارون بهذا القول عن قولهم القرآن مخلوق فيقول لفظي بالقرآن مخلوق ومعلوم ان اللفظ قد يراد به تلاوة وقد يراد به المتلو. فقد يراد به اللفظ وقد يراد به الملفوظ به. فجعل ستارا يتوارون به عن ايش؟ عن اهل السنة ويدلسون به عن اهل السنة ويخفون به قولهم الذي اسروه وهو ان القرآن مخلوق. فتلخص من هذا العرض ان الجهمية لهم ثلاثة اقوال ان الجهمية لهم ثلاثة اقوال القول الاول ان القرآن كلام الله مخلوق. والثاني الواقفة الذين يقولون نقف لا نقول انه مخلوق ولا غير مخلوق. الثالث اللفظية وهم الذين يقولون لفظ بالقرآن مخلوق. وقد جاء عن السلف ذم هؤلاء كلهم. فجاء ذم الجهمية القائلون بان القرآن مخلوق وجاء ذنب الواقفة بل الواقفة من اهل العلم قال انهم شر من الجهمية. كما ذكر ذلك شيخ الاسلام رحمه الله وجاء قول اللفظية الذين قالوا لفظي بالقرآن مخلوق. ثم بعد هذا العرض هذه البدعة وهذه الفتنة نقرأ ما قاله المؤلف مما يتعلق بهذه المسألة. يقول رحمه الله وقل غير مخلوق كلام مليكنا وقل القول هنا ليس المقصود به قول ليس المقصود به قول اللسان تحسر بل المقصود به قول القلب وقول اللسان. اي اعتقاد القلب وقول اللسان وهذا القول امر الله تعالى به اي القول في الاعتقاد امر الله تعالى به في مثل قوله تعالى قل هو الله احد الله الصمد قل اعوذ برب الفلق قل اعوذ برب الناس وما اشبه ذلك من النصوص التي امر الله تعالى فيها بالقول وهو مظمن معنى الاعتقاد. فالمالك يقول قل غير مخلوق اي اعتقد واظهر وجهرك واشر هذه المقولة غير مخلوق سلام ملكنا اي غير مخلوق سلام الله جل وعلا والمقصود بكلام مليكنا هنا القرآن العظيم كلامه الشرعي لان الله جل وعلا يتكلم بنوعين من الكلام. من حيث الجملة او العموم. كلام الشرع وكلام قدري. الكلام القدري هو الذي يجري الله تعالى به ما شاء في هذا الكون انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. فعنه عن الكلام القدري يصدر كل شيء في هذا الكون يقول الله تعالى قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قط قبل ان تنفذ كلمة ربي. هذا المراد به كلامه القدري جل وعلا كلامه الشرعي فهو معلوم. وهو الكتب التي انزلها على الرسل. في القرآن كلام شرعي السنة الثوراة الانجيل كل هذا كلام شرعي. فهذا الكلام كله كلام الله تعالى وهو كلام شرعي المؤلف يقول وقل غير مخلوق سلام مليكنا نحن قلنا المراد بالكلام هنا الكلام الشرعي لماذا قصرنا معنى على هذا؟ الجواب انه موضع الخلاف الذي حصل مع الجهلية هو في كلام الله تعالى في القرآن وان كانت مسألة الكلام من حيث اصلها مسألة خلاف بين اهل السنة وغيرهم يعني اختلف فيها الناس حتى قال بعض الائمة الكلام الكلام حيرت الانام مسألة الكلام حيرت الالم وفيها ما يصل الى تسعة اقوال مسألة اثبات هذه الصفة لله جل وعلا هل لا يتكلم او لا؟ تصل الى تسعة اقوال وهذه الاقوال اقوال اضطراب اب الا ما كان عليه ما دل عليه الكتاب والسنة. ما كان عليه سلف الامة مما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله الله عليه وسلم واما بقية هذه الاقوال فهي داخلة في قول الله تعالى ان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد مسألة الكلام من حيث اصلها فيها خلاف لكن البحث في هذا ان نظن انما هو في الكلام الشرعي وهو والمراد به القرآن ولذلك تأتي التصريح بذلك في الابيات السابعة. يقول رحمه الله وقل غير مخلوق كلام مليكنا اضاف الكلام الى الله جل وعلا اليه وذكر في ذلك صفة الملك التي تقتضي الامر والنهي والاظافة هنا هو من باب اظافة الصفات. فقول الله فقول الناظر ملكنا اي صفة الكلام التي تضاف الى الله تعالى فهو من باب اضافة الصفات. والله تعالى قد اضاف اليه الكلام في كتابه وفيما انزل على رسوله من ذلك قول الله تعالى وان من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله فاضاف الكلام اليه والمقصود بكلام الله هنا الكلام الشرعي او الكلام القدري؟ الكلام الشرعي الكلام الشرعي ومن ذلك ايضا قوله تعالى وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله والمقصود هنا كلامه الشرعي. ومن ذلك ايضا قوله تعالى يريدون ان يبدلوا الله. وكل هذا المقصود به كلامه جل وعلا الشرعي. وايضا قوله وصل ما اوحي اليك من كتاب بربك لا مبدل لكلماته. ومنه ايضا قوله تعالى وهذا كتاب انزلناه مبارك فالكتاب ما تضمن تلك الكلمات التي في هذا القرآن العظيم وقد اجمعت الامة بل اجمعت الرسل على ان الله تعالى يتكلم وانه تكلم بالامر والنهي كلاما يوصف به سبحانه وبحمده. وانه ليس مخلوقا بل هو كلام المضاف اليه جل وعلا. ولذلك قال المؤلف وقل غير مخلوق كلام مليكنا. وبهذا يرد على الجهمية الذين قالوا ان كلام الله مخلوق. واستدلوا لذلك لقوله جل وعلا الله خالق كل شيء. قال والقرآن شيء؟ فهو مخلوق. لكن هذا كذب وضلال وترويج للباطل فهو اما ان يكون عن قصور في الفهم او سوء في القول. اما ان يكون عن سور في الفهم والادراك واما ان يكون عن سوء في القهر والغاية. وهذا كثيرا ما يحصل واذا تأملت في الظلام على اختلافها لا تخرج عن واحد من هذين السببين. ضلالات العالم لا تخرج عن واحد من هذين السببين وقد يجتمعان اما ان يكون بسبب قصور في الفهم واما ان يكون بسبب سوء في القصر. فالذي يعتقد امرا ثم يأتي لتقرير هذا الامر فانه يبحث عن كل ما يعزز هذا الرأي ولو كان لا دليل فيه من ذلك استدلال بهذه الاية. يقولون ان الكلام شيء فهو مخلوق الله تعالى قد قال قل اي شيء اكبر شهادة؟ ها؟ قل الله فالله شيء فهل يكون الله تعالى مخلوقا؟ داخلا في قوله الله خالق كل كل شيء؟ الجواب لا فكن في كل مقام هي من الفاظ العموم لكن في كل مقام يفهم ما تدل عليه من العموم بحسب السياق بحسب السياق فلا يمكن ان نقول ان كل هنا تشمل كل شيء مما يدل عليه السياق ومما لا يدل عليه فمثلا على ماذا قال عن الريح التي بعثها على عاد؟ تدمر كل شيء. هل دمرت السماوات؟ هل دمرت الارض ما دمرت الارض ولا دمرت السماوات لكن دمرت ما دل عليه السياق مما يتعلق بهؤلاء المعتدين الكافرين من قوم عادل. وهذا يدل على ما ذكرت قبل قليل وهو ما ذكره اهل العلم ان كل في كل مقام ايش؟ تدل على عموم يناسبها يفهم من السياق. وليس على العموم المطلق الذي يدخل فيه كل شيء فهذه الاية ليس فيها دليل على ان الله خالق ان الله تعالى خالق كلامه. بل هذا تزوير فالله تعالى اخبر انه اللي انا به واضافه اليه وانزله منه وهو صفة من صفاته. كما دل على ذلك سائر ما تقدم من الادلة على هذا تتابع عقد اهل السنة في القرون المفضلة. بل ان شيخ الاسلام رحمه الله قال ان المنقول عن الصحابة والتابعين وتابعيهم من تقرير ان القرآن كلام الله لا يحيط به الوف لا يحيط به كتاب. يعني شيء كثير يصعب ان يحاط به او يجمع ولذلك قال رحمه الله بذلك المشار اليه ما تقدم من القول بان القرآن كلام الله غير مخلوق بذلك دان الاتقياء دان اي اعتقد. وانقاد وذل وافصحوا اي وبينوا. قال الاتقياء لانهم اتقوا الضلالة فوصفهم بالاتقيال لان الله وقاهم شر البدعة والضلالة. وهو مما يجب على المؤمن ان فان التقوى هي ان يكون الانسان قائما بامر الله تعالى منتهيا عما نهى عنه على نور من الله تعالى رغبة ورهبة. ومن ذلك هو ما يتعلق وهو يدخل في ذلك ما يتعلق بالعلم به. سبحانه وبحمده ولذلك يقول المؤلف بذلك اي بهذا العقد وهو ان القرآن كلام مليكنا كلام الله غير مخلوق الاتقياء وهل دانوا وكتموا؟ لا قال وافصحوا اي واظهروا ذلك وابانوه. بيانا لا يلتبس ولا يختلف ثم بعد ذلك قال ولا تكفي القرآن بالوقف قائلا. اذا هذه الاشارة الى ثاني بدع الجهمية في مسألة القرآن وهي قضية التوقف بان يقول الانسان لا اقول القرآن مخلوق ولا اقول غير مخلوق. وهذا صاروا اليه ايضا لما انحسر قوله فتخلصوا من حجج اهل السنة وظهورهم بمثل هذه المقالة. ولذلك نهى المؤلف رحمه الله عن ذلك وذم هذا السبيل فقال ولا تكب في القرآن. بالوقف قائلا كما قال اتباع لجهم واسجح. اي ومال وانحرفوا عن مقالتهم فيهم السابقة الى هذا وجعلهم من اتباع جهل والمراد بجهم هنا جهم ابن صفوان الهالك في عام ثمانية وعشرين ومئة للهجرة النبوية. يقول رحمه الله بعد هذا ولا تقول القرآن خلقا قرأته. وهذا الاشارة الى البدعة الثابتة المتعلقة بالقرآن وهو قول من قال لفظي بالقرآن مخلوق. يقول ولا تقل القرآن خلقا قرأته اي قراءتي ولفظ مخلوقه فان كلام الله باللفظ يوضح ايوا ان كلام الله تعالى انما يتبين بالفاظه وقولك لفظي بالقرآن في نفس الوقت يوهم ان اللفظ الذي تلفظت به وهو القرآن الذي تلوته يوهم بانه مخلوق. وهذا على خلاف ما كان عليه سلف الامة. وعلى خلاف ما دلت عليه النصوص. ولذلك نهى المؤلف رحمه الله هنا في هذه الابيات الثلاثة عن مسالك الجهمية في مسألة القرآن. فنهى عن القول بخلق القرآن ونهى عن الوقف ونهى عن قول من قال لفظ القرآن مخلوق ولذلك قال فان كلام الله باللفظ يوضح اي ان القرآن هو ما تلفظ به المتلفظ وما تلاه التالي فالقرآن هو المحفوظ في الصدور والمكتوب في الصدور والملفوظ بالالسنة لا يخرج القرآن عن كونه كلام الله تعالى بكتابته وبحفظه ولا بتلاوته. لكن حركة اللسان التي يحصل بها قراءة القرآن. هل هي مخلوقة او لا الجواب معلوم انها مخلوق والله خلقكم وما تعملون. ولذلك يؤجر الانسان على هذا العمل لكن هذا لا ينفي ان المسلو والمتلفظ به هو كلام الله جل وعلا. فالكلام ينسب الى الله تعالى صفته. والى جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم تبليغا. والى التالي تلاوة لكن لا ينفي هذا كله ان يكون القرآن كلام الله جل وعلا ولو ترك الناس وما اقتضته فطرتهم وما تبادر الى اذهانهم من دلالات الكتاب والسنة لما احتاج العلماء الى مثل هذا الكلام لظهوره. عظيم وضوحه في اذهان الناس وادراساتهم. لكن اضطر العلماء ان يدخلوا في مثل هذه المضايق. يفصلوا هذه قيل ردا على بدع المنحرفين. ولذلك لما قيل للامام احمد في شيء من الكلام قال لما تكلموا تكلمنا فالكلام فيما يتعلق بهذا هو نوع اضطرار والا في الاصل ما كان سلف الامة يدخلون في مثل هذا لم ينقل عن ابي بكر ولا عن عمر ولا عن عثمان ولا عن علي رضي الله عنه الجميع ولا عن سائر الصحابة بل ولا عن تابعي الامة مثل هذه مقالات لكن لما حدثت البدع اضطر اهل السنة والجماعة ان يتكلموا وان يبينوا لابطال ما احدثه المحدثون. والقرآن كلام الله بحروفه. وكلماته القرآن اللفظ دون المعنى. كما انه ليس القرآن المعنى دون اللفظ. بل قال هو مجموع الالفاظ والمعاني. وهذا يرد على بدع متنوعة حصلت في في هذا الباب. فالذين قالوا ان القرآن كلام الله. لكنه معنى دون لفظ كما ذهب الى ذلك الكلابية حاولوا ان يتخلصوا من بدعة الجهمية والمعتزلة وان يأتوا بقول اهل السنة فما وفقوا الى الطريق السريع القويم والمستقيم انما اخذوا بلص قول الجهمية وبنصف قول اهل السنة فاهل السنة يعتقدون ان كلام الله تعالى ان هذا كلام الله لفظه ومعناه كما دلت على ذلك النصوص. فان الالفاظ والمعاني هي كلام ربنا جل وعلا على كما دل عليه ما تقدم من النصوص والايات الكثيرة التي سبق ذكرها والمعتزلة والجهمية قالوا ان القرآن ليس كلام الله تعالى. ليس قالوا ان القرآن مخلوق وان كانوا يضيفونه الى الله فيقولون هو كلام الله لكنه مخلوق. خلقه كسائر الخلق. جاء ابو محمد عبد الله بن سعيد بن خلاب فحاول ان ان يتوفق فقال القرآن معناه من الله. والفاظه ليست كلام الله. وهذا قول من البدعة ما هو نوع من الاحداث الذي يخرج به عن طريق اهل السنة والجماعة. ويخرج به ما كان عليه سلف الامة. ولذلك نعود ونقول ان القرآن كلام الله لفظه ومعناه فمثلا قول الله تعالى قل هو الله احد هذا لفظ من الذي تكلم به؟ رب العالمين تكلم باللفظ وتكلم بالمعنى. من الذي بلغه الرسول الملكي جبريل؟ والرسول البشري محمد. واضافة القرآن للرسول الملكي. جبريل او الرسول البشري محمد صلى الله عليه وسلم لا تنفي انه كلام الله لفظا ومعنى. هذا ينبغي ان يعتقد وان والمؤلف لم يشر الى سائر البدع الاخرى في الكلام انما اختصر على هذه البدعة لانها التي حدثت في وقتها بدعة فيما يظهر جاءت بعد ذلك. ولذلك لم يشر الى مسألة اللفظ والمعنى وما اشير الى ان المعنى كلام الله وان اللفظ ان المعنى من الله وان اللفظ من جبريل او من محمد كما يقوله من يقوله ممن اراد التوسط فاخطأ السبيل وخرج عن الطريق القويم انما اشار الى بدعة واحدة وهي اصل الضلال في مسألة الكلام في مسألة القرآن وهي بدعة من يا اخواني بدعة الجهمية واشار في ذلك الى جميع الطرق التي سلكها الجهمية لتقرير عقدهم وانحرافهم نقتصر على هذا المقطع من كلام المؤلف رحمه الله ويكون درسنا ان شاء الله تعالى في يوم غد في مسألة الرؤية اذا الابيات التي درسناها هي قول المؤلف وقل غير مخلوق سلام مليكنا بذلك دانا الاتقياء واصفحوا لا تكن في القرآن بالوقت قائلا كما قال اتباع لجهم وافجع ولا تقل القرآن خلقا قرأته فان كلام الله باللفظ يوضح منكم ان شاء الله تعالى يوم غد في آآ درس آآ الثلاثاء. نعم