يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. وقال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. وقال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا نحمده سبحانه واثني عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد. نعم. فالاول مثل اصول الايمان واعلاها افضلها هو التوحيد وهو شهادة ان لا اله الا الله. كما قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون. وقال تعالى شرع لكم من الدين ما اوصى به نوح والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى وقال تعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. اني بما تعملون عليم. وان هذه امتكم واحدة وانا ربكم فاتقون. ومثل الايمان بجميع كتب الله وجميع رسله. طيب يقول رحمه الله في الاول مثل اصول الايمان واعلاها وافضلها هو التوحيد وهو شهادة ان لا اله الا الله. عند المؤلف رحمه الله ذكر في كلامه فالاول ثم قال واما الثاني وذكر الشرائع التي جاء بها الاسلام وهو بهذا يبين لنا ما فظلهم به من الشرعة والمنهاج. هذا الكلام تفصيل للشرع والمنهاج. وظاهر كلام المؤلف رحمه الله ان المنهاج هو ما يتعلق بتفصيل الاعتقاد والشرعة ما يتعلق بالعمل ثم فصل في الاصل الذي يبنى عليه العمل وهو الاعتقاد فقال رحمه الله فالاول مثل اصول الايمان اصول جمع اصل والاصل هو يبنى عليه غيره و المقصود باصول الايمان اي ركائزه اركانه وقواعده التي يبنى عليها والايمان هو الاقرار المستلزم للاذعان والقبول وقد قال شيخ الاسلام رحمه الله الايمان هو خضوع القلب وانقياده ولذلك عرفه فقال عمل قلبي جماعه الخضوع لله تعالى والانقياد لامره. هكذا ذكر في كتابه امر باتباع سنة رسوله هذا بيان ان السنة لا يمكن ان تترك ومن زعم انه يقوم بالاسلام دون السنة فقد زعم انه يأتي بدين منقوص لم يبين ولم يفصل وفي بعض كلامه رحمه الله والايمان هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والمؤلف رحمه الله بدأ في اصول الايمان باصلها الذي يبنى عليه غيره والذي لا يصح الايمان الا به وهو الايمان بالله تعالى. فبين ما يتعلق بالايمان بالله تعالى ثم ما يتعلق بالايمان بالكتب والرسل في الاصول الستة التي جاءت في حديث عمر في مجيء جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم الحديث المشهور في سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته كتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره هذا هو الامر الاول الذي جاء به هذا الشرع وميزه الله تعالى به هذه الامة امة الاسلام فان الله تعالى خصها كونها امة الوسط وقد قال الله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا وهي اظافة الى الوسطية هي خير الامم. قال الله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس. الشيخ رحمه الله بين ان هذه الخيرية وهذه الوسطية التي جعلها الله تعالى لهذه الامة لا تختص جانبا من جوانب شريعتها او عقيدتها بل هي شاملة لجميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من الشرائع والعقائد وذكر رحمه الله في اول ما ذكر ما ميز الله تعالى به اهل الاسلام من كمال الاعتقاد. فذكر ايمان بالله تعالى والايمان بالكتب والايمان بالرسل والايمان بالملاءة والايمان باليوم الاخر ثم بعد ان ذكر هذه الاصول عاد الى الاصول التي يبنى عليها هذا الدين مما جاء في الشرائع السابقة وهي اصول الوصايا التي اتفقت عليها الشرائع من الامر بالتوحيد والامر بصلة الارحام والبر والوفاء وما ذكره رحمه الله مما تضمنته سورة الانعام في قوله تعالى تعالى واتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ولا اذكروا اولادكم من عملاق الى اخر ما ذكر الله تعالى في هذه الايات الى اخر قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرقوا بكم عن سبيله. وكذلك في سورة الاعراف وكذلك في سورة سبحان. فان الايات التي ذكرها الله تعالى في سورة الاعراف في قوله تعالى بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا وما بعدها من الايات التي فيها ذكر اصول الشرائع وكذلك في وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا الى اخر ما ذكر الله تعالى من الاوامر والنواهي التي اجمعت عليها الشرائع هذا هو الذي تميز به هذا الدين والموجود فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الكمال في هذه الامور فاق جميع الشرائع السابقة فالايمان بالله الايمان بالكتب الايمان بالرسل الايمان باليوم الاخر دعت اليه جميع الرسل. لكن تفاصيل ذلك في هذه الشريعة اعظم من تفاصيله في الشرائع السابقة فقد كمل الله تعالى في هذه الشريعة توحيده سبحانه وبحمده ولذلك منع السجود لغيره ولو كان على وجه التحية والاكرام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ انه لا ينبغي لاحد ان يسجد لاحد ولو كنت امرا لاحد ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها وشواهد هذا في تكميل الاعتقاد في هذه الشريعة ظاهرة وبادية وكثيرة المقصود ان هذه الشريعة كملت في عقدها وذلك مما ميزها الله تعالى به عن سائر الامم. فمثل الايمان بالله هذا جاءت به الرسل كلهم الايمان باليوم الاخر جاءت به الرسل كلهم. الايمان بالرسل جاءت به الرسل كلهم. الايمان بالكتب جاءت به الرسل كلهم. لكن الذي جاء في هذه الشريعة في اصول الايمان وفي ايضا اصول التشريع جاءت على وجه الكمال والتمام. ثم بعد ذلك المؤلف ذكر رحمه الله ما خص الله تعالى به اهل هذه الشريعة في مسائل الاحكام والشرائع. قالوا اما الثاني واما الثاني فما انزله الله في السور المدنية من شرائع دينه وما سنه الرسول صلى الله عليه وسلم لامته فان الله سبحانه انزل عليه الكتاب والحكمة وامتن على المؤمنين بذلك. وامر ازواج نبيه بذكر ذلك. فقال قال وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم. وقال لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم تنمي من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم. ويعلمهم الكتاب والحكمة. وقال واذكرن ما يتلى في بيوتكن ان من ايات الله والحكمة. قال غير واحد من السلف الحكمة هي السنة. لان الذي كان يتلى في بيوت ازواجه الله عنهن سوى القرآن هو سننه صلى الله عليه وسلم ولهذا قال صلى الله عليه وسلم الا واني اوتيت الكتاب ومثله معه. وقال حسان بن عطية كان جبريل وعليه السلام ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل بالقرآن. فيعلمه اياها كما يعلمه قرآن وهذه الشرائع التي هدى الله بها هذا النبي وامته مثل الوجهة والمنسك والمنهاج. وذلك الصلوات الخمس في اوقاتها بهذا العدد وهذه القراءة والركوع والسجود واستقبال القبلة ومثل فرائض الزكاة ونصبها التي فرضها في اموال المسلمين من الماشية والحبوب والثمار والتجارة والذهب والفضة ومن جعلت له حيث يقول انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي النقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل. فريضة من الله والله عليم حكيم. ومثل صيام شهر رمضان ومثل وحج البيت الحرام ومثل الحدود التي حدها لهم في المناكح والمواريث والعقوبات والمبايعات. ومثل السنن التي سنها لهم من الاعياد والجمعات والجماعات في المكتوبات والجماعات في الكسوف والاستسقاء وصلاة الجنازة والتراويح وما سنه لهم في العادات مثل المطاعم والملابس والولادة والموت ونحو ذلك من السنن والاداب اه والاحكام التي هي حكم الله ورسوله بينهم في الدماء والاموال والابضاع والاعراض والمنافع والابشار غير ذلك من الحدود والحقوق الى غير ذلك مما شرعه لهم على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. وحبب اليهم ايمان وزينه في قلوبهم. فجعلهم متبعين لرسوله صلى الله عليه وسلم. وعصمهم ان يجتمعوا على ضلالة ما ضلت الامم قبلهم اذ كانت كل امة اذا ضلت ارسل الله تعالى رسولا اليهم كما قال تعالى فقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال تعالى وان من امة الا خلى فيها نذير محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء لا نبي بعده. فعصم الله امته ان تجتمع على ضلالة. وجعل في فيها من تقوم به الحجة الى يوم القيامة ولهذا كان اجماعهم حجة كما كان الكتاب والسنة حجة. طيب المؤلف رحمه الله شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لما ذكر تميز من الله تعالى به على هذه الامة في عقيدتها ذكر ما امتاز به عملها وشرعها فذكر رحمه الله ان ثاني ما امتاز به هذا الدين هو ما من الله تعالى به على هذه الامة من تفاصيل هذه الاحكام ومن تمييز الحلال والحرام الذي غالبه جاء بيانا وتوضيحا لما في القرآن. ولذلك قال الله تعالى وانزل الله عليك الكتاب حكمة وعلمك ما لم تكن تعلم فانزل الله تعالى الكتاب وهو المعلوم الذي جاء اصول العبادات واصول الاعتقاد. ثم جاء تفصيل ذلك في هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي اوكى الله تعالى اليه التعليم والتزكية والتلاوة وهي تلاوة اللفظ وتلاوة العمل او كذلك الى رسوله صلى الله عليه وسلم وامتن على اما بذلك لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وذكر المؤلف رحمه الله ان الحكمة هي السنة وهو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم الا اني اوتيت الكتاب ومثله مع وهذا لفظ حديث رواه ابو داوود وغيره من حديث المقداد بن معدي كلب رضي الله عنه وهو حديث حسنه ابو داوود واسناده لا بأس به وبعد ذلك ذكر ما ميز الله تعالى به هذه الشريعة من التفاصيل التي لا توجد في شريعة غيرها فان الله تعالى فصل في هذه الشريعة تفصيلا ينتظم حياة الناس كلها. ولذلك قال رجل لسلمان لقد علمكم رسولكم او نبيكم كل شيء حتى القراءة يعني حتى كيف يقضي الانسان حاجته؟ قال نعم نهانا ان نستقبل القبلة بغائط او بول او باقل من ثلاث احجار او نستنجي بعظم او برجيع دابة او عظم. وهذا يدل على ان هذه الشريعة لم تترك شيئا الا بينته والله تعالى قد قال فيما ميز به هذه الشريعة ما فرطنا في الكتاب من شيء على احد القولين في تفسير الكتاب فان للعلماء في ذلك قولين القول الاول ان الكتاب هو قرآن والقول الكتاب هنا هو اللوح المحفوظ ويكفي في الدلالة قول الله تعالى وفصل لكم ما حرم عليكم الا ما اضطريتم اليه. فذكر الله تعالى التفصيل ما حرم على هذه الامة الا ما جرى الاضطرار اليه فلا حرج في ارتكابه. وهذا يبين لنا ان هذه الشريعة قد تمت وكملت وقد الله تعالى في تمامها والشهادة بكمالها اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. ثم ذكر المؤلف رحمه الله ان هذه الامة من ميزها الله تعالى به عن سائر الامم انه حفظها من الضلال فلا تجتمع هذه الامة على ظلالة وذكر علة هذا لماذا امتازت هذه الامة عن سائر الامم بانها لا تجتمع على ضلالة؟ انها امة انها امة خاتم النبيين. فلا نبي بعد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما كان محمد ابى احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. ومعنى انه خاتم النبيين معنى ان الامة قد تضل. اذا لم يجعل لها ضمانة تحفظها من الضلال الانبياء قبل كان يأتي بعدهم من يصوب ما حصل من خطأ ويقوم ما جرى من ضلال. ولذلك كان من نعم الله على بني اسرائيل ان جعل فيهم انبياء. واذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم اذ جعل فيكم انبياء وجعلكم ملوكا. ومما ميز الله تعالى به بني اسرائيل وجعله من منحه لهم ان الذي يحكمهم هم الانبياء. فاذا مات نبي بعث الله نبيا يحكمهم ويقودهم فهذه الامة لما كانت خاتمة الامم ورسولها هو خاتم النبيين كان من حكمة الله ورحمته ان جعل في هذه الامة من يقوم بالحق بعد النبي. يحفظ هذه الامة من الضلال وهو ضمانة من الزيغ قال الله انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي امر الله. فهذه الامة معصومة من الضلال لانها خاتمة الامم ولان لا سبيل الى حفظ هذه الامة الا بهذه الميزة التي ميزها الله تعال به ولذلك قال فعصم امته وان تجتمع على ضلالة وجعل فيهم من تقوم به الحجة الى يوم القيامة. ولهذا كان اجماعهم حجة كما كان الكتاب والسنة حجة نعم ولهذا امتاز اهل الحق من هذه الامة والسنة والجماعة عن اهل الباطل الذين يزعمون انهم يتبعون الكتاب ويعرضون عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعما مضت عليه جماعة المسلمين فان الله امر في كتابه باتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولزوم سبيله وامر بالجماعة والائتلاف ونهى عن الفرقة والاختلاف. فقال تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله وقال تعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله. وقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوه ولا تفرقوا. وقال تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء. وقال تعالى ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة وقال تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. وقال تعالى في ام الكتاب اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون. فامر انه في ام الكتاب التي لم ينزل في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها. والتي اعطيها نبينا صلى الله عليه وسلم من كنز تحت العرش. التي لا تجزئ صلاة الا بها. ان نسأله ان يهدينا صراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم كاليهود ولا الضالين كالنصارى وهذا الصراط المستقيم هو دين الاسلام المحض. طيب. المؤلف رحمه الله بعد ان فرغ من ذكر ما تقدم عاد الى بيان ان هذه الامة صفوتها هم من استمسك بالكتاب والسنة والاجماع وفي المقدمة بين ان الله تعالى من على هذه الامة بالكتاب الذي به تقوم العقائد واصول العبادات ومن على هذه الامة بالسنة التي جاءت بيان وشرح وتفصيل لما في الكتاب ومن على هذه الامة بعصمتها من ايش؟ الضلالة حيث انها لا تجتمع على الضلالة. ثم عاد فقال ولهذا امتاز اهل الحق من هذه الامة بالسنة والجماعة اذا هذه الامة التي تفرقت واختلفت وتشعبت بها الطرق اقربها الى الحق هم من استمسك بالسنة ولزم الجماعة. ولذلك قال ولهذا امتاز اهل الحق من هذه الامة بالسنة والجماعة من اهل الباطل الذين يزعمون انهم يتبعون الكتاب وحده كالقرآنيين مثلا ويعرضون عن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعما مضت عليه جماعة المسلمين فان الله والنبي صلى الله عليه وسلم قد انزل الله تعالى عليه الكتاب ليبين للناس ما نزل اليهم فلا يجوز ان يعرظ عن السنة بل الواجب القيام بالسنة والاحتفاء بها والصدور عنها. العمل بالسنة الامر بالاجتماع وهذا الذي اشار اليه قال وامرنا بالجماعة والائتلاف. الجماعة اي الاستمساك بما عليه الجماعة. والجماعة ليسوا هم سواد الناس فحسب المقصود بالجماعة هم من كان على الحق ولذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه انت جماعة ولو كنت وحدك اذا كنت على الحق فالجماعة هي التي اجتمع فيها الحق وان قل العدد وان كثر المخالفون فان الله جل وعلا قد قال في بيان كثرة الظالين وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله. وقال جل وعلا ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين وقال جل وعلا وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. وقال جل وعلا وقليل من عبادي الشكوى فالمقصود بالجماعة لا السواد والكثرة انما المقصود بالجماعة هم من استمسك بمجامع الحق ومصادر الهدى وحرص على الائتلاف وعدم الفرقة والمنابذة. يقول ونهى عن الفرقة والاختلاف ثم ساق نصوصا عديدة مما دل على وجوب التعظيم للسنة ووجوب التزام الجماعة. من ذلك من يطع الرسول فقد اطاع الله هذا دليل على وجوب اعتماد السنة والاستمساك بها وما ارسلنا من رسول الا ان يطاع باذن الله. ثم قال قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. كل هذا مما يتعلق بالسنة. ثم قال ذلك في الادلة المتعلقة بالاجتماع واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. الى اخر ما ذكر من الايات التي تليه هذه الاية كلها فيما يتعلق بالاجتماع ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء لست منهم في شيء اي لست منهم في عمل ولا اعتقاد ولا في مآل وعاقبة. قال ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا ومن بعد ما جاءتهم بينات نهى الله تعالى هذه الامة ان تكون كالامم السابقة التي افترقت. قال وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة والبينة ما هي الحجة الواضحة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء وذلك دين القيمة. دين القيمة هو على الحق والهدى والقيام بما امر الله تعالى به من الالفة وعدم الفرقة. قالوا ان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا الا فتفرق بكم عن سبيله ثم بين ان الصراط المستقيم هو الصراط الذي يمثل هذا الدين. فالصراط المستقيم هو دين الله تعالى القويم. الذي يجمع بين العلم النافع والعمل الصالح. الان نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد