الخلق غاية خلق الانس والجن. ان يعبد الخلق الله عز وجل. وهذه الغاية هي مقصود الله تعالى من الخلق كما قال تعالى الذي خلق الموتى والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا ملكا او كان رسولا او كان نبيا او كان صالحا او كان وليا او كان شهيدا او كان ما كان كان حيا او كان ميتا كان انسانا او جمادا كل ذلك لا يجوز قوله وانها على صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل. وعن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال كنت النبي صلى الله عليه وسلم على حمار. فقال يا معاذ اتدري ما حق الله سم الله يا اخي. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام السلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا الحاضرين قال الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب التوحيد. وقول الله تعالى. وقوله وقوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقول ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقوله تعالى قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا واذا قومني وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه. وقوله وقضاء ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. وقوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا قال ابن مسعود رضي الله عنه من اراد ان ينظر الى وصية محمد صلى الله عليه وسلم عليها خاتم فليقرأ قل تعالى واتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا على العباد وما حق العباد على الله؟ اعلم. قال فان حق الله على العبادة ان يعبدوا ولا يشركوا به شيئا. وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا فقلت يا رسول الله افلا ابشر الناس؟ قال لا تبشرهم فاتكأوا. اخرجهم في الصحيحين جرت عادة اهل العلم ان يبدأوا مؤلفاتهم بالبسملة بقول بسم الله الرحمن الرحيم كما فتح الله تعالى كتابه بذلك فان الله عز وجل افتتح كتابه بالبسملة كما افتتح سور القرآن الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم. عدا سورة براءة. والافتتاح بالبسملة سنة نبوية. كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يفتتح كتبه ورسائله ببسم الله الرحمن الرحيم. فهو من هديه القويم الذي ثبت عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وقد جاء في البداءة بالبسملة جملة من الاحاديث في بيان اهميتها وفضلها ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم كل امر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو اقطع. وهذا حديث رواه احمد وغيره من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وقد حسنه جماعة من اهل العلم كالحافظ ابن حجر والسخاوي و وحسنه شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله. الا ان الحديث ظعفه بعض اهل العلم فقد نعم ضعفه الحافظ بن حجر والسخاوي رحمه الله وحسنه شيخنا عبد العزيز بن باز ومن اهل العلم من قال ان الحديث له شواهد وفي كل الاحوال سنة البداءة ببسم الله ليست متوقفة على هذا فهي ثابتة من فعله صلى الله عليه وسلم وقد دلت عليها الادلة. الكلام في البسملة مستفيض البسملة تقال في افتتاح الامور. سبب البداءة بها في افتتاح الامور سواء كان ذلك كتابا او دخولا لمسجد او خروجا من او غير ذلك من المواطن التي تذكر فيها البسملة طلبا لبركة اسماء الله عز وجل فاسماؤه جل في علاه مباركة. وطلبا لعونه ومدده سبحانه وبحمده. فان من بركات اسماء ان ينال العبد من عون الله ومدده وتوفيقه ما يحصل له به المقصود. ولذلك قال الله تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. اي عظمت بركات اسمائه سبحانه وبحمده ومن بركات اسمائه ان يحسن الانسان العون فيما تذكر فيه اسماؤه جل في علاه ومن بركتها انها تحل الذبائح تطيب ما ذكرت عليه من من بهيمة الانعام كما قال تعالى ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه. وقال كلوا فكلوا مما ذكر اسم الله عليه. فكل هذا لاجل ما في اسماء الله عز وجل من البركات والخيرات. ثم بين رحمه الله موضوع الكتاب وانه في التوحيد. والتوحيد هو افراد الله تعالى بما يستحقه من الربوبية والالهية والاسماء والصفات. فان الله تعالى ارسل رسوله ورسله صلوات الله السلام عليه صلوات الله وسلامه عليهم ليوحد الناس الله عز وجل ليعبدوه وحده لا شريك له المؤلف رحمه الله بدأ الكتاب بذكر جملة من الايات المبينة لموضوعه فان الايات التي ذكرها وهي خمس ايات وذكر اثرا وحديثا كل ذلك لبيان هذا الكتاب وان التوحيد الذي عقد له المؤلف هذا الكتاب هو ما جاءت به الايات وجاءت به النصوص عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فجعل في مقدمة كتابه بيان منزلة التوحيد بيان مكانة التوحيد بيان شرف التوحيد. يقول رحمه الله وقول الله تعالى وما خلقت والجن والانس الا ليعبدون. هذا اول ما ذكره المؤلف رحمه الله من الايات في كتاب التوحيد. وغرضه من ذلك بيان ان التوحيد هو الذي من اجله خلق الله تعالى الخلق. فقد قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون قال عبدالله بن عباس في تفسير هذه الاية الا ليوحدون ففسر العبادة في قوله جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون اي الا ليوحدون اي ليحققوا التوحيد. واللام هنا لام التعليم. اي هي غاية قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون اي لم اخلقهم لشيء لا لتكثر ولا لطلب نفع ولا طلب رزق ولا لغير ذلك من المقاصد التي يمكن ان تتوهمها النفوس بل خلقهم لامر واحد هو ان وحده لا شريك له ثم اعلم ان الناس في تحقيق هذه الغاية التي خلق الله تعالى الخلق من اجلها على نوعين قسم حقق تلك الغاية وهم اهل الايمان وقسم تخلف عن تلك الاية وهم عن تلك الغاية وهم اهل الكفر قال الله جل وعلا هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن فذكر الله تعالى انه الخالق لهؤلاء ثم بين ان هذا الخلق يصير فيه الناس الى حالين اما كافر بالله العظيم لا يحقق الغاية من الخلق ولا الهدف من الوجوب واما مؤمن حقق الغاية من الخلق والعلة التي من اجلها وجد. وعلى هذا المدار يكون حال الناس في الاخرة. فان الناس في الاخرة على قسمين كحالهم في الدنيا قال الله تعالى في احوال الناس في الدنيا هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن وفي الاخرة قال الله تعالى فريق في الجنة وفريق في السعير. اهل الجنة هم الذين حققوا غاية الخلق. واهل السعين هم الذين تخلفوا عن تحقيق الغاية من الخلق. فالغاية المطلوبة من الخلق هي عبادة الله وحده جل في علاه. وهي التي ذكرها الله عز وجل في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما في مسيرة البشرية هل هو تحقيق الغاية من العبادة؟ الغاية من الخلق تحقيق العبادة ام تخلف ذلك هل اكثر الناس مؤمنون؟ ام اكثر الناس كافرون؟ الجواب اسمعه في قول الله تعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله. وفي قوله جل وعلا وكأي من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها ويقول الله جل وعلا ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين. ويقول تعالى ما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. فالجواب على هذا ان اكثر الخلق ما هم؟ كافر او مؤمن اكثر الناس من الجن والانس اكثر الخلق من الجن والانس على الايمان او على الكفر اكثرهم على الكفر كما دلت على ذلك الايات ولهذا لما ذكر الله قسمة البشرية من حيث الايمان والكفر قدم ايش؟ قدم الكافر فقال هو الذي خلقكم فمنكم كافر لانه الاكثر ومنكم مؤمن. فنسأل الله ان يجعلنا من الاقل وهم المؤمنون الذين صدقوا في ايمانهم وحققوا الغاية من الخلق فقوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون اي الا ليوحدون كما قال ابن عباس وغيره من المفسرين. والعبادة التي خلق الله تعالى الخلق لها هي الخضوع له تعالى بالطاعة والتذلل له بالاستكانة وهي الذل له جل في علاه مع المحبة فهذا هو قوام العبادة التي خلق الله تعالى الخلق من اجلها. اذا بين في اول اية ان التوحيد تعرف منزلته ومكانته ويلفت الانظار الى الاهتمام به انه الغاية الذي التي من اجلها خلق الله الخلق وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ثم ذكر قول الله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. هذه ثاني اية ذكرها المصنف رحمه الله في هذا في هذه المقدمة في كتاب والسبب في ذكر هذه الاية هو بيان ان التوحيد هو الذي بعث الله تعالى به الرسل. فان الله قال يقول في محكم كتابه ولقد بعثنا في كل امة رسولا. ما هي مهمته؟ وما هي وظيفته؟ ولماذا بعثه الله تعالى؟ قال ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فبعثه داعيا الخلق داعيا امته الى ان يعبدوا الله وحده لا شريك له وان يجتنبوا الطاغوت فقوله جل وعلا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت اي حققوا العبادة التوحيد له سبحانه وبحمده بان لا يكون في قلبكم محبوب ولا معظم سوى الله والا تصرفوا شيئا من المحبة العبادية والتعظيم عبادة سواء كان ذلك بالقلب او القالب او القول واللسان لغير الله جل وعلا. ثم قوله تعالى اعبدوا الله اي وحدوه وافردوه بالعبادة واما قوله واجتنبوا الطاغوت في محكم كتابه يقول واجتنبوا الطاغوت اي اجعلوه جانبا وكونوا في الجانب الاخر. والطاغوت اسم جنس لكل ما يعبد من دون الله. عرفه بعض اهل العلم بعدة تعريفات فمن اهل العلم من قال الطاغوت هو الشيطان. وقال اخرون الطاغوت هو الكاهن. وقال اخرون الطاغوت هو الساحر وقال اخرون الطاغوت هو هي الاصنام. وقال اخرون الطاغوت هم اهل الكتاب. والصواب ان كل هذه طواغيت فالطاغوت اسم جنس يصدق على كل من عبد من دون الله اودع الناس الى عبادة غير الله هذا هو تعريف الطاغوت الطاغوت هو اسم جنس لكل ما عبد من دون الله الشيطان الكاهن الساحر من يدعو الناس الى عبادة غير الله عز وجل من يزين لهم عبادة الاوثان. من الاصنام اهل كتاب الذين يصدون عن سبيل الله ويدعون الخلق الى عبادة غيره. كل هؤلاء طاغوت. لماذا سمي هؤلاء الطاغوت؟ لانهم الانسان على الطغيان يخرجون به عن السنن المستقيم الى الطغيان والزيادة والانحراف عن المسيرة التي جعلها الله تعالى موصلة اليه ومبلغة رضوانه جل في علاه. اذا الطاغوت اسمه جنس بكل ما من دون الله او دعا الناس لعبادة غير الله يزيد بعضهم اه قيد فيقول اسم جنس لكل ما عبد من دون الله وهو راض ليخرج بذلك من عبد من دون وهو غير راض كالملائكة الذين عبدوا من دون الله وكالانبياء والرسل الذين عبدوا من دون الله عيسى ابن مريم وموسى وعزير ابن وعزير وغيرهم ممن عبد من دون الله وكذلك الصالحون. اهل الطاعة والاحسان الذين عبدهم الناس من دون الله عز وجل. اما ثالث الايات الدالة على عظم مكانة التوحيد ورفيع منزلته قوله الله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. قال المصنف وقوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. قضاء اي حكم والقضاء هنا هو حكم الله عز وجل الشرعي هو حكمه الامر الديني فان الله تعالى يقضي قضائين قضاء لا راد له وهو نافذ وهو قضاؤه الكوني. هذا اذا قضى الله تعالى فلا راد له كما قال الله عز وجل يا محمد اني اذا قضيت قضاء فانه لا يرد. هذا القضاء ايش؟ الكوني القدري الذي به تحصل حوادث الكون. ثمة قضاء اخر وهو القضاء الشرعي الديني الامري هذا هو الذي جعل الله تعالى الخيار فيه لمن امر. فان شاء فعل وان شاء ترك. من شاء امن ومن شاء كفر من شاء اهتدى ومن شاء ظل من شاء امتثل ومن شاء رفض وفي كل هذا يندرج امره الشرعي جل في جل في علاه. ومنه قوله وقضى ربك اي عهد واوصى وحكم الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. فالتوحيد هو قضاء الله عز وجل الذي قظاه جل في علاه في محكم كتابه وفي حكيم شرعه. فاذا التزمه العباد فازوا ونجحوا واذا تخلوا عنه خابوا وخسروا اما الاية الرابعة التي ذكرها المصنف رحمه الله فهي قوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. هذا بيان ان عبادة الله وحده لا تتحقق الا بالكفر بسواه. ولذلك قال وقضى ربك الا تعبدوا الا الا اياه بيانها وحقيقتها في قوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. فلا يمكن ان يتحقق للمؤمن تمام التوحيد الا بالكفر بكل ما يعبد من دون الله. ولهذا يقول الله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ايه ان اعبدوا الله طيب فقط لا واجتنبوا الطاغوت واجتناب الطاغوت لا يكون الا بالكفر به. ولذلك يقول الله تعالى فمن يؤمن بالله فمن يكفر بالطاغوت يقول الله جل وعلا فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى فجعل الله عز وجل الاستمساك بالعروة الوثقى وهي دين الاسلام وهو وهي النجاة التي ينجو بها الانسان في دنياه واخراه قائمة على امرين الامر الاول ايش؟ الكفر بالطاغوت وهو الكفر بكل ما يعبد من دون الله التزام التوحيد والايمان به. فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى. اما الاية الخامسة التي الامام رحمه الله في مقدمة كتابه فهي اية الانعام اية الوصايا تسمى اية الوصايا العشر وهي اية تضمنت ما اتفقت عليه الرسالات. في ختم سورة الانعام قال الله تعالى قل تعالى واتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا. الله عز وجل امر محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ان يدعو الناس الى المجيء اليه لاجل ان يبلغهم ما شرعه الله تعالى قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم اي ما شرعه لكم من حلال وحرام من امر ونهي فكان اول ما ذكر جل في علاه من الاوامر الا تشركوا به شيئا. فنهاهم الله عز وجل عنان يشركوا به شيئا. وقوله شيئا نكرة في سياق ايش في سياق النفي النهي نكرة في سياق النهي فيشمل كل شيء لا يجوز الاشراك بالله عز وجل سواء كان المشرك به ان يجعل لله شريكا وان يسوى بالله عز وجل. قوله تعالى الا تشركوا بالله شيئا اي الا تسووا به شيئا الا تسووا بالله شيئا. فكل من سوى بالله غيره في قول او اعتقاد او عبادة وعمل وقصد فانه يكون بذلك قد اشرك بالله نعوذ بالله من الشرك. اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك ونحن نعلم استغفرك ربنا لما لا نعلم. ثم بعد ان ذكر هذه الاية التي تضمنت الوصايا العظيمة التي بها صلاح الدنيا والاخرة اخرة وقد جاء امثالها في سورة الاعراف في قوله تعالى قل امر ربي بالقسط واقيموا وجوهكم عند كل مسجد. اقيموها لله لا لسواه وقوله عند كل مسجد اي عند كل مكان وموضع عبادة وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم ونظيرها ايظا وقظى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا فهذه الايات تظمنت جملة من الاوامر والتي اجتمعت عليها الرسالات وبها صلاح البشرية. بعد هذا ذكر اثرين. اما الاول فعن عبد الله ابن مسعود وهو مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم بالمعنى واما الثاني فحديث معاذ ابن جبل ليتبين بذلك عظيم قدر التوحيد ووجوب العناية ويتبين بذلك ايضا وجوب العناية به. فالتوحيد هو وصية النبي صلى الله عليه وسلم لامته ولا غرابة ولا عجب. قال عبدالله بن مسعود من اراد ان ينظر الى وصية محمد صلى الله عليه وسلم. التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى قل تعالى واتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا الى قوله وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ثلاث ايات تضمنت وصايا هي وصايا الله للبشرية وقد اوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم امته. قول عبد الله ابن مسعود من اراد ان ينظر الى وصية محمد صلى الله عليه وسلم لم ينقل ان النبي صلى الله عليه وسلم ترك لامته وصية مكتوبة. لم يذر النبي لم يترك النبي صلى الله عليه لامته وصية مكتوبة. اما الوصية الملفوظة القولية فهذا حفظ عنه فيه شيء كثير صلوات الله وسلامه عليه. وكان من اخر ما اوصى به كما في المسند من حديث ام سلمة وصيته صلى الله عليه وسلم بالصلاة يقال الصلاة الصلاة وما ملكت ايمانكم. وهذا وهذه وصية بحق الله وبحق الخلق. فالحق فحق الله في وحق الخلق في حفظ حقوق الضعفاء منهم ومنهم من ملكت آآ من ملكته اليمين. ولذلك كان يوصي بها صلى الله عليه وسلم في اخر حياته. المقصود ان الوصايا القولية كثيرة واما وصايا المكتوبة فلم ينقل عنه وصية مكتوبة صلى الله عليه وسلم. فقول عبد الله ابن عمر فقول عبد الله ابن مسعود؟ قول عبد الله ابن سعود رضي الله تعالى عنه في قوله من اراد ان ينظر الى وصية محمد التي عليها خاتمه مقصوده التي لو كان موصيا وخاتما عليها لاوصى بها. والا لم يكتب ذلك صلى الله عليه وسلم بوصية مختومة وممهورة بختمه صلى الله عليه وسلم. لكن لو كان موصيا لاوصى بهذا. ذلك ان الله اوصى بها الخلق بل امره ان يدعوهم وان يأتوا اليه لاجل ان يستمعوا الى ما حرمه عليهم قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا. وهذا الاثر الذي ذكره عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه اخرجه الامام الترمذي رحمه الله من طريق داوود الاودي ولهذا اختلف العلماء في صحته ذلك ان داوود اثنان في الرواة. ثقة وضعيف. الثقة وابي داوود بن عبد الله. والضعيف هو داوود بن يزيد. واشتبه الحال في هذا الحديث هل هو من رواية داوود ابن عبد الله فيكون الحديث حسنا او هو من رواية داوود ابن يزيد فيكون الحديث ضعيفا وعلى كل حال يكفي في ذلك ان الله تعالى اوصى امر رسوله صلى الله عليه وسلم ان يدعو الناس وان يكتبوا وان وان يبلغهم ما حرم عليهم وكان من اول ما حرمه عليهم الشرك لذلك قال صلى الله عليه وسلم لما سئل عن اكبر الكبائر قال اكبر الكبائر الاشراك بالله. ولما الموبقات في حديث عبد الله في حديث ابي هريرة في الصحيح قال اجتنبوا السبع الموبقات اول ما بدأ الشرك بالله فالشرك بالله اعظم ما يفسد على الناس دينهم ويفسد عليهم دنياهم. ثم ذكر في اخر ما ذكر من الاحاديث حديث معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه ومعاذ ابن جبل من جنة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفضلائهم وفقهائهم وعلمائهم وكان له حظوة ومنزلة عند النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لما لما حباه الله تعالى به من لم حباه الله تعالى اياه من الايمان والعلم والرسوخ فيه. معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار اي كنت قد ركبت خلف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار. فقال لي يا معاذ اتدري ما حق العباد ما حق حق الله على العباد النبي صلى الله عليه وسلم يسأل معاذا فيقول اتدري ما حق الله على العباد؟ ما هو حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ فسأله عن حقين. الحق الاول حق الله على عباده والحق الثانية حق العباد على الله. معاذ رضي الله تعالى عنه قال قلت الله ورسوله اعلم. وهكذا الادب في جواب سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه. اما لعدم علمه بذلك واما لعدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يبينه ويوضحه. قال النبي صلى الله عليه وسلم حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وهذا الشاهد في سياق هذا الحديث من سياق هذا الحديث هذا من سياق هذا الحديث هو بيان ان التوحيد حق الله على العباد فحق الله عليك ان توحده جل وعلى ان تفرده بالعبادة الا يكون في قلبك محبوب سواه. والا يكون في قلبك معظم غيره جل في علاه قال حق الله على العباد ان يعبدوه ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وبه يتبين ان التوحيد لا يتحقق بمجرد عبادة الله مع عبادة غيره. بل لا يتحقق التوحيد الا بان تعبده وحده لا شريك له ولذلك لم تكن الشهادة اشهد ان الله اله كانت الشهادة اشهد ان لا اله الا الله. فلا يقوم التوحيد الا باثبات العبادة لله ونفي عما لا اله الا الله وهذا معنى قوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوسطى لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في بيان حق الله على عباده ان يعبدوه. لكن هل يكفي هذا؟ الجواب لا ولا يشركوا به شيئا. اي ولا يسووا به غيره في عبادته جل وعلا. ولا في شيء من شؤونه سبحانه وبحمده طيب اذا حقق العباد ذلك قال وحق العباد على الله حق العباد على ربهم جل في علاه ان لا من لا يشرك به شيئا. اي ان لا يذيق من حقق حق الله من اتى بحق الله الا يذيقه من العذاب شيئا. فقوله الا يعذب اي الا يمسه بعذاب. لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين. وقوله الا يعذب اي الا يذيقهم عذابا بسبب عدم تحقيقهم ليه؟ بسبب بسبب انهم حققوا العبادة لله وحده لا شريك له. بل هم امنون. من ان لهم عذاب او عقوبة كما قال الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون لهم الامن من ان ينالهم عذاب او ان ينزل بهم عقاب او ان يلجوا النار لانهم حقا لا اله الا الله لانهم حققوا العبادة لله وحده. قلت يا رسول الله الان بين النبي النبي صلى الله عليه وسلم على السؤال والسؤال مكون من جزئين ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟ قال حق حق الله على العباد ان يعبدوه حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وحق العباد على الله الا يعذب من لا لا يشرك به شيئا قال معاذ لما سمع الجواب من النبي صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله افلا ابشر الناس سؤال استفهام واستعلام؟ هل ابشر الناس بهذا ان حق الله على عباده ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وان حقهم عليه اذا حققوا هذا الحق. واذا اتوا بهذا الفرض الا يعذب من لا يشرك به شيئا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تبشرهم فيتكلوه. لا تبشرهم اي لا تخبرهم هذا على وجه البشارة العامة فيكون سببا لاتكالهم اي لظنهم انهم سالمون بمجرد انهم حققوا بان بمجرد انهم لم يعبدوا مع الله غيره. او عبدوه لا به شيئا فان ذلك قد يكون مزلة قدم حيث يتوهم الانسان انه قد ادى الذي لله ويكون في الواقع والحقيقة انه لم يؤدي ما لله على وجه الكمال. لا تبشرهم فيتكلوا ان على هذا فيترك العمل. هذا ما تضمنه الحديث وغايته وغرظه بيان ان التوحيد حق عز وجل على عباده وانه لا ينال العباد نجاة ولا فوزا ولا فلاحا ولا سعادة نجاحا ولا ولا نجاة في الاخرة الا بتحقيق لا اله الا الله الا بان يعبدوا الله وحده لا شريك له فلا يسووا به غيره. وهذا هذه القضية في غاية الاهمية لانها تتعلق بالقلب وتتعلق العمل وتتعلق بالقول فينبغي للمؤمن ان يفتش عن تحقيق حق الله عز وجل بان الا يعبد سواه ليس فقط فقط ليس فقط في قوله ولا فقط في عمله ولا فقط في قلبه بل في هذه المواطن كلها فيكون خالصا لله في السر والعلن قلبه لله وقالبه وقالبه لله جل وعلا لا يعبد سواه. بهذا يتبين ان التوحيد ذو منزلة عالية تستوجب على كل مؤمن ان يعتني به. فانه غاية الوجود. وما الجن والانس الا ليعبدون. وهو الذي بعث الله تعالى الرسل من اجله. ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وهو قضاء الله تعالى الذي قظاه وحكم به فقال جل وعلا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. وهو الذي يتحقق به عبادة الله وحده لا شريك له. قال الله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وهو وصية الله عز وجل للخلق قل تعالوا واتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا. كذلك هو وصية النبي صلى الله عليه وسلم لامته ثم خاتمة الامور التي يتبين بها عظيم منزلة التوحيد وكبير اهميته في حياة البشرية انه حق الله على وبه الذي يأمنون به من العذاب اذا اتوا به. فان حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به وحق العباد على الله ان لا يعذب من لا يشرك به شيئا. هذه هي المقدمة التي بها المؤلف رحمه الله وغفر له ما يتعلق بكتاب التوحيد الذي به ينال العبد الذي من خلاله يحقق العبد الغاية من الوجود