نعم باب الحج. باب الحج هذا هو. روى البخاري باسناده عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم. بعدما اصاب عبدالرحمن فاعمرها من التنعيم وحملها على قدر. وقال عمر رضي الله الله تعالى شدوا الرحال في الحج فانه احد الجهادين. باب الحج على الرحل يعني على المراكب فالرحل اسم لما يركب. وينتقل عليه قوله الحج على الرحل يعني ما جاء فيه وانه مشروع وذلك بفعله صلى الله عليه وسلم وباقراره وبما دلت عليه الاية في قوله تعالى يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق والخلاف في الافضل هل الافضل الحج راكبا والحج ماشيا الجواب ان الافظل لمن كان مستطيعا الحج على رحل الحج راكبا هو الافظل لانه فعله صلوات الله وسلامه عليه ولانه ولانه اعون له على الطاعة والعبادة فالراكب يتيسر له من حضور القلب وقوة البدن ووفرة الجهد ما لا يتوفر لمن حج ماشيا فلذلك كان الركوب افضل لان الركوب يحقق مقصود العبادة اكثر من الحج ماشيا وقد ساق المصنف في هذا الباب حديث القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث معها اخاها عبد الرحمن عبدالرحمن بن ابي بكر وذلك بعد فراغه من الحج صلوات الله وسلامه عليه فاعمرها من التنعيم اي امرها اي اذن لها صلى الله عليه وسلم ان تعتمر من التنعيم والتنعيم هو ادنى الاماكن في الحل الى الحرم يعني ادنى النقاط نقاط الحل الى الحرم اقرب مواقع الحل الى الحرم هو التنعيم ولذلك لما ارادت عائشة رضي الله تعالى عنها ان تعتمر بعد حجها اعمرها من التنعيم ليس لخصوصية المكان انما لانه ايسر مكان يصل به الانسان الى الحل. ولهذا لو تيسر الانسان الوصول الى الحلم من اي جهة اخرى فانه لا يحتاج في الذهاب لا يحتاج في الاحرام ان يذهب الى التنعيم. قال وحملها على وهذا هو الشاهد القتب هو الرحل الصغير وهو ما يكون من رحل خلف الراكب راكب البعير. فحملها على قتب فدل ذلك على انه يشرع الحج على رحل لان النبي صلى الله عليه وسلم امر عبدالرحمن ان يعمر اخته عائشة امرها من التنعيم على رحل آآ حملها فيه على قتب. وآآ مما يدل على آآ فظيلة الحج راكبا وقصد هذه البقعة راكبا ما جاء عن عمر حيث نقل عنه عمر له سنة متبعة قال مد الرحال في الحج شدوا الرحال في الحج اي هيئوه واعدوه وقوموا عليه اعدوا المراكب لقصد البيت الحرام شدوا الرحال في الحج اي في السير اليه والقصد اليه. ثم بين فضيلة ذلك قال فانه احد الجهادين الحج احد الجهاد والجهاد نوعان جهاد فيه قتال وجهاد لا قتال فيه الحج جهاد لا قتال فيه وقوله فانه احد الجهادين للرجال والنساء. لكن خاصيته للنساء اكبر لان النساء لا يشرع لهن ان الجهاد بقتال كما سيأتي في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها حيث قالت للنبي صلى الله عليه وسلم نرى الجهاد افضل عمل افلا نجاهد؟ فقال صلى الله عليه وسلم لا اي لا يطلب منكن جهاد لكن افضل الجهاد حج مبرور لكن اي تختصن به مما خص الله تعالى به النساء في امر الجهاد انه شرع لهن جهاد شهادا لا قتال فيه وهو الحج نعم وروى البخاري باسناده عن عبدالله بن انس قال حج انس قال حج انس على ربه ولم يكن شحيحا وحدث محدثة محدثة محدثة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حج على وكانت امنة اللي بعده. وروى البخاري باسناده عن عائشة رضي الله تعالى عنها انها قالت يا رسول الله اعتمرتم ولا ائتمرتم؟ فقال يا عبد الرحمن اذهب باختك فاعذرها من التدريب فاحفظها على طاقة فاعتبرته. هذان الحديث ان ذكرهما في هذا الباب باب الحج على الرحل. حديث انس رضي الله تعالى فيه ما فعله من الحج على رحل. والرحل هو ما يركبه الانسان مما عليه متاعه وهذا دليل على التخفف وقلة ما يحمله الانسان في سيره بقدر ما يحتاجه فكان فكان رحل النبي صلى الله عليه وسلم هو زاملته التي عليها متاعه وعليه جرى الصحابة واول من حج على رحل مستقل عن المتاع قيل عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه يقص اه عبد الله عبد الله بن انس يقص ثمامة بن عبدالله بن انس عن جده انس بن مالك قال حج انس على رحل اي على رحل يحمل فيه متاعه وزاده تواضعا تقللا وتخففا من مظاهر الدنيا فلم يكن يركب هودجا او يركب محملا او يركب راحلة مستقلة مع ان انس ممن وسع الله تعالى عليه استجابة لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اكثر ماله وولده. فقد اجابه الله تعالى وسع عليه في الرزق والمال لكن مع ذلك حج رضي الله تعالى عنه على رحل ولم يكن شحيحا اي لم يكن اكتفاؤه بالرحل عن ان يكون معه شيء اخر من المراكب وغيرها لم يكن ذلك لشح وبخل وقلة ذات يد بل كان وامساك ذات يد يد انما كان ذلك مشابهة ما كان عليه حال النبي صلى الله عليه وسلم ولاذهاب المظاهر وما نفخر بان الانسان على غيره وما قد يوقع في نفسه من السمو والارتفاع عن الخلق. ولهذا قال لم يكن شحيحا وحدث يعني في سبب انه اقتصر على رحل وحدث اي انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عج على رحل وكانت زاملته. يعني هذا الذي ركبه النبي صلى الله عليه وسلم جمع امرين انه مركوب يتنقل عليه وانه وسيلة لحمل اغراضه وطعامه ومتاعه فلن يكن له راحلة يركبها ومتاعه وزاملته واغراظه في راحلة اخرى بل كان ما يركبه انه مركب وانه يحمل ما اه يحتاج اليه من متاعب وزاد وذكر بعد ذلك كرر حديث عائشة رضي الله تعالى عنها وفيها قوله يا رسول الله ائتمرتم ولم اعتمر وتقصد اعتمرتم اي انها ان اصحابه اعتمروا عمرة مستقلة وهي عمرة التمتع ومن لم يكن ساق الهدي فقد كان قارنا ولم اعتمر اي لم تعتمر عمرة مستقلة رضي الله تعالى عنها والا فانها كانت قارنة خلافا لما كان عليه حال زوجات النبي صلى الله عليه وسلم حيث ان ازواجه كن تمتعت وعائشة كانت رضي الله تعالى عنها قد اهلت بعمرة لكنها لكنها حاظت كما سيأتي حاضت في الطريق فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم اتركي عمرتك وآآ احرمي بالحج فادخلت الحج على العمرة. ولم تعمل باعمال العمرة فلذلك قال ائتمرتم ولم اعتمر قولها ولم اي لم تعتمر عمرة مستقلة. فقال يا عبد الرحمن اذهب باختك يعني عائشة فاعمرها من التنعيم. قال فاحقبها وهذا في الحديث احقبها اي حملها على حقيبة الرحل اي على القتب الذي جاء في تفصيله وبيانه في الحديث السابق فاحقبها على ناقة فاعتمرت فدل ذلك على ان افضل في الحج والعمرة الركوب لمن استطاع ذلك فان لم يستطع فانه ان كان يستطيع المشي فانه واختلف العلماء رحمهم الله فيمن لم في من استطاع المشي الى البيت وآآ هل يجب هل يجب عليه الحج او او لا فذهب الامام مالك رحمه الله الى انه يجب عليه الحج ان كان يستطيع الوصول الى مكة ماشيا. وذهب الجمهور من اهل العلم الى من الحنفية والشافعية والحنابلة الى انه لا يجب الا اذا ملك رحلا. اما اذا لم يملك مركبا ولم يستطع الحج الا على آآ على قدميه فانه لا يجب عليه نعم باب فضل الحج المبرور. روى البخاري باسناده عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال وسئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الاعمال افضل؟ قال ايمان بالله ورسوله. قيل ثم ماذا؟ قال جهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا؟ قال حي مبرور. وروى البخاري باسناده عن عائشة ام المؤمنين رضي الله تعالى عنها انها قالت يا رسول الله نرى الجهاد افضل العمل. افضل افضل العمل افلا نجاهد؟ قال لا. لكن افضل الجهاد الف مبروك وروى البخاري باسناده قال سمعت روى هريرة رضي الله تعالى عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من حج لله فلم يخرج ولم يفسق وجعل كيوم ولدته امه. يقول رحمه الله باب فضل الحج المبرور. اي ما جاء من اجره وثواب من تحقق له حج مبرور الحج هو القصد الى هذه البقعة المباركة باعمال مخصوصة في زمن مخصوص على صفة مخصوصة اما المبرور فالمبرور مأخوذ من البر والبر هو الطاعة ولذلك تنوعت كلمات العلماء في بيان معنى المبرور فقيل المبرور هو المتقبل وقيل المبرور هو الذي لا اثم فيه وقيل المبرور هو الذي يرجع منه الانسان بحال احسن من الحال التي جاء بها الى هذه البقعة المباركة وكل هذه المعاني متقاربة واجمع ما يقال في الحج المبرور هو الحج الذي كان لله خالصا وعلى وفق هديه صلوات الله وسلامه عليه. فالحج المبرور هو ما حقق الاخلاص لله وما حقق الاتباع لسنة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فمن اراد بر الحج فليحرص على هذين الامرين على الاخلاص وعلى المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم واذا اراد الانسان ان يعرف ذلك على وجه مفصل فقد ذكر العلماء للحج المبرور خمسة اوصاف عدوها بايديكم حتى تدركوها وتسعوا الى تحقيقها. ان يكون لله خالصا الاخلاص لله في الحج الثاني ان يكون على وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم الاتباع لهدي صلوات الله وسلامه عليه. الثالث من اوصاف حج مبرور ان يحقق فيه العبد الطاعة لله الطاعة العامة والطاعة الخاصة الطاعة العامة يعني طاعة الله فيما امر مما مما لا علاقة له بالحج كاقامة الصلاة كاقام الصلاة وبر الوالدين واداء فانه لا يكون الحج مبرورا ممن حاج لا يصلي. ولا يكون الحج مبرورا من حاج لا يتطهر الطهارة الواجبة ولا يكون الحج مبرورا من حاج عق والديه فالحج المبرور ما كان محققا للطاعة العامة والطاعة الخاصة بالحج وهي فعل ما امر الله تعالى به في الحج من الاركان والواجبات والفرائض هذا الوصف الثالث من اوصاف الحج المبرور. الوصف الرابع الذي تحقق به الحج المبرور ان يجتنب فيه الحاج المعصية سواء كانت معصية عامة او معصية خاصة معصية عامة كالغيبة وكالنميمة وكالنظر المحرم وكاكل اموال الناس بالباطل سواء كان ذلك تلك المعصية حق لله او حق للخلق وايضا يجتنب المعصية الخاصة بالحج وهي ما يعرف بمحظورات الاحرام. يجتنب ما حرمه الله تعالى عليه من حلاقة شعره ومن الطيب وهو محرم ومن اتيان النسا كما قال تعالى الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج هذا هو الوصف الرابع من اوصاف الحج المبرور. الخامس من اوصاف الحج المبرور ان يكون بمال حلال فانه من حج بمال حرام لم يتقرب الى الله تعالى بالطيب. والله طيب لا يقبل الا طيبا. وقد قال جل وعلا ولا تيمم الخبيث منه تنفقون ولستم باخذه الا ان تغمضوا فيه. واعلموا ان الله غني حميد. فيجب على المؤمن ان يتخير لحجه اطيب ما يعلمه من النفقة ويحتسب الاجر واحتسب الاجر عند الله تعالى في ذلك. اذا هذه خمسة اوصاف يتحقق بها بر الحج ويتحقق بها ادراك هذه الفظيلة للحج المبرور. فان الحج المبرور سمة عامة سمة عالية سمة تسعى النفوس الى ادراكها وهي من فضائل الاعمال واعلاها ولذلك جاءت هذه الاحاديث دالة على فضل الحج المبرور. رأس ذلك ما في حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه الذي ساقه المصنف حيث قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الاعمال افضل اي الاعمال افضل اي ايها اسبق في حصول الاجر والفظل والعطاء والهبة والمن من الله عز وجل. اي اي الاعمال افضل؟ قال ايمان بالله ورسوله اي افضل الاعمال ايمان بالله ورسوله. وهذا اشارة الى ان افضل العمل صلح القلب فان الايمان عمل قلبي وهو الاقرار او هو الاقرار المستلزم للاذعان والقبول؟ فالايمان بالله ان تقر به ان تؤمن بانه الله الرب الخالق الرازق المدبر الذي له الاسماء الحسنى والصفات العلى. فتؤمن بالهيته وربوبيته واسمائه وصفاته جل في علاه وان تؤمن برسوله ان تقر له بالرسالة. وان تذعن له بالقبول لما جاء من اقواله واحكامه وافعالي صلوات الله وسلامه عليه. تنقاد لامره وتتبع سنته صلوات الله عليه. صلوات الله وسلامه عليه وتخر له رسالة هذه هذه هي الجماع الايمان بالله ورسوله وهي افضل الاعمال افضل الاعمال ايمان بالله ورسوله. افضل الاعمال ايمان بالله هذا افضل الاعمال واعلاها ثم قيل ثم ماذا يا رسول الله؟ يعني بعد هذا العمل اي الاعمال افضل؟ قال جهاد في سبيل الله. جهاد في سبيل الله. الجهاد هو قتال الكفار. المعاندين الصادقين عن ذكر الله وعن وعن سبيله هذا هو الجهاد الجهاد قتال اعداء الله من الكفار لاعلاء كلمة الله ولذلك قال الجهاد جهاد في سبيل الله. اي في اعلاء كلمته لا لغرض ولا لهدف ولا لمال ولا مكسب من المكاسب انما ذاك القتال لاجل ان تكون كلمة الله هي العليا ثم قال قيل ماذا ثم ماذا اي بعد الجهاد في سبيل الله؟ قال حج مبرور وهذا هو الشاهد حج مبرور اي حج تحقق فيه الاخلاص لله عز وجل والاتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم قبل قليل في بيان اوصاف بر الحج المعنى العام للحج المبرور هو الحج الذي حقق الطاعة واجتنب المعصية وكان لله خالصا. هذا المعنى العام للحج ولا يمكن ان يكون الحج مبرورا الا بتحقق هذه الاوصاف. الاخلاص لله وان يكون على وفق النبي صلى الله عليه وسلم قائما فيه العبد بالطاعة مجتنبا فيه المعصية وان يكون بمال حلال هذا هو الحج المبرور الذي يبر صاحبه الذي الذي يبر صاحبه ويبر ويبر ويبر ويبر صاحبه له فبر الحج بان يكون الانسان على طاعة الله مخلصا وعلى هديه صلى الله عليه وسلم قائما هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده ان الايمان عمل خلافا لمن يقول الايمان ليس بعمل فالايمان عمل عمل قلبي وهو داخل في مسمى فالاعمال داخلة في مسمى الايمان ومن فوائده ان رأس الامر ايمان بالله ورسوله. وانه مبدأ العمل ومنطلق كل طاعة ان يتحقق فيها الايمان لله عز وجل بصلاح القلب. لان الايمان اعمال ظاهرة واعمال باطنة فالاعمال الباطنة هي ان يكون القلب لله مقبل على الله مقبلا وله مخلصا. وله محبا ومعظما. واما اعمال الجوارح فهي له ومن فوائد فضيلة الجهاد وانه من اعلى الاعمال فظلا وذاك لا غرابة فيه فان الاعمال الحاجة جاء فيها الفضل وذكر الاجر على وجه على وجه لا يشاركه فيه من ان لا تشاركه فيه في سائر الاعمال فعندنا الان الاعمال الصالحة ايها الاخوة اكثر ما ورد فيها من الثواب هي الصلاة اكثر ما ورد ثوابا في الكتاب والسنة وذكرا عندنا عملان الصلاة والجهاد. ثم بعد ذلك حج مبرور وذكر بعد ذلك حديث عائشة رضي الله تعالى عنها وفيه قولها آآ للنبي صلى الله عليه وسلم نرى الجهاد افضل العمل بعد الايمان بالله ورسوله كما تقدم افلا نجاهد افلا نشارك الرجال في الجهاد لعلمهم بان الجهاد كتب على الرجال قال صلى الله عليه وسلم لا اي لا لا يجب عليكم جهاد فانما شرع للرجال واوجب عليهم لكنا اي مما تختصن به عن الرجال لكن افضل افضل الجهاد حج مبرور وهو الحج الذي تقدمت صفاته. هذا الحديث فيه ان الله تعالى خص الرجال بالجهاد وان الفضائل في الاعمال متفاوتة بتفاوت الجنس فان من الاعمال ما يخص الرجال ولهم فيها اجر ومنها ما يخص النساء ولهن فيه اجر آآ في الحديث الاخير حديث من حج فلم يرفث ولم رجعك يوم ولدته امه نجعله ان شاء الله تعالى في درس يوم غد والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد