ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فيقول واما المرتاب والمرتاب هنا يدخل فيه المنافق ويدخل فيه الكافر ايضا فهو واحد نصيب الكافر لكن في بعض الاحاديث اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن جواب المنافق كما هو فيما ذكره المؤلف رحمه الله وفي بعضها اخبر بما يجيب به الكافر المنافق يقول سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. يعني ان ما كان منه من اقرار بالالهي وبالنبوة وبالدين انما هو اتباع لغيره موافقة ظاهرية ليس لا لقلبه منها نصيب ولذلك يقول سمعت الناس يقولون شيئا فقلت ما نفذ الى قلبه من ذلك شيء فاتى بالصورة ولم يأتي بالمعنى فظاع عمل ونعوذ بالله من هذا ماذا يكون حاله؟ يقول ها ها لا ادري سمعتك ما اذكر الجواب لكن يحيلهم على ما كان يقوله في الدنيا ها ها لا ادري ما يدري من ربه وما دينه وما نبيه لكنه يحيلهم على ما كان يذكر من حاله في الدنيا سمعت ناس يعني في الدنيا وله في القبر ما سمع احد تبعت الناس يقولون شيئا فقلته فاحالهم على حاله في الدنيا لكن هذا ما ينفع ولذلك يقول فيضرب بمرزبة من حديد فيصح صيحة يسمعها كل شيء الا الانسان ولو سمعها لصعق لصعق هذا كما مر معنا في حديث زيد ابن ثابت وفي حديث من في حديث انس وفي حديث عائشة رضي الله عنها من طريق ابي وائل عن مسروق فانها فان النبي صلى الله عليه وسلم قال انهم ليعذبون عذابا يسمعه تسمعه البهائم كلها فقوله فقوله رحمه الله يسمعها كل شيء للانسان جاء به الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو سمعها لصعق لصعق كما دل ذلك كما دل على ذلك حديث زيد ابن ثابت لولا الا تدافنوا لاسمعتكم من عذاب القبر ما اسمع هذا الخبر عما يكون من الفتنة في القبر هل هو للاجساد والارواح او للاجساد او للارواح فقط من العلماء من يقول ان هذا للروح والجسد فكل مقبور يقام ويقعد يقعد ويسأل على هذه الصفة يقعد ببدنه يشكل على هذا ان القبور لا يجري فيها في كل احوالها هذا الذي ذكر الذي ذكرت الاحاديث بانه يقعد حقيقة ببدنه ولذلك كان الصحيح في هذا ان ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من عذاب القبر ومن اقعاد الملائكة وسؤالهم ما جاء به الخبر انه للروح اصلا وقد يتبع ذلك البدن يعني الاصل في ما جاء به الخبر مما يجري للناس في قبورهم انه للارواح لان الحياة البرزخية الحكم فيها للروح والبدن تابع الحكم في الدنيا للجسد والروح تابع وفي الاخرة يقترن الروح والجسد اقترانا تاما وهذا هو الصحيح ان ما جاء به الخبر يتعلق بالروح اصلا لكن هل يمنع هذا ان يكون شيء من ذلك على الابدان الجواب لا وقد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله ان جماعة من الناس عاينوا اثر العذاب على البدن وقد اطلعني احد الاخوان قبل فترة على قصاصة من جريدة يخبر فيها صاحبها وهو من الكفار واظنهم كانت روسي يخبر فيها انه فتح او اه وقف على قبر من القبور فرأى من الاهوال والعذاب الشيء الكثير فهذا ما نصدق ولا نكذب لكن من حيث الوقوع قد يقع. ما يدري عن خبر هذا الرجل لكن من حيث الوقوع قد يقع وقد قال شيخ الاسلام رحمه الله انه اخبر كثيرا عن مثل هذه الاحوال انه يطلع بعض الناس على ما يكون في القبر من عذاب ونعيم وهذا ليس ببعيد لانه قد يقترن الروح في البدن لكن الاصل فيما يكون في قبر على الروح والبدن تابع حتى لا يقال اننا فتشنا القبور ما وجدنا اثر للتعذيب ولا نقول الاصل في في ذلك على الارواح والابدان تابعة ثم قال رحمه الله ثم بعد هذه الفتنة اي بعد هذا الابتلاء والاختبار الذي نسأل الله ان ينجينا واياكم منه وان يعيننا عليه وان يوفقنا فيه الى اصابة الصواب يقول بعد هذه اما نعيم واما عذاب اهل القبر. اهل القبور وكلنا سائر اليها اما في نعيم واما في عذاب. هذه القبور التي نراها الان تستوي في المظهر والمنظر اذهب الى المقبرة وانظر كلهم على حال واحدة لكن هي حفر اما روضات من رياض الجنة واما حفر من حفر النار نسأل الله السلامة. هذا ما يجب اعتقاده وهذا محل الاعتبار دعارة في استواء الحال الظاهر لكن شتان بين هذا وذاك في فضل الله ورحمته بينهم من الفضائل والاجور والنعيم ما بين السماء والارض ينبغي للعبد ان يعتبر بمثل هذا وان يوقن ان ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم حق على حقيقته واما تشغيل الذين ينكرون هذا بانه لا يرى ولا يدرس فكل هذا من آآ مسالك اهل الردى الذين يعارضون الكتاب والسنة ودلائل وما دل عليه في عقول حسيرة كليلة لا تدرك ابسط الاشياء وهي الروح التي في البدن لانهم لا لو سألتهم عن ارواحهم ما هذا ما سر هذه الروح التي في بدنك؟ بها تقوم بها تقعد بها تمشي وبها تنشط بها تدرك بها تحس بها تفرح لا تحزن ما هذه الروح ما اجابك شيء فكيف بما اخبر الله به ورسوله مما يكون من الامور التي تقصر عنها عقول الناس فينبغي التسليم للنصوص وليعلم ان المعتزلة واشباههم هم الذين ينكرون عذاب القبر ومن يقول من اه اه المتكلمين الان ممن يخرج في القنوات وغيره انه لا عذاب في القبر هذا مكذب لما تواترت به النصوص على خطر عظيم على خطر عظيم كبير ينبغي ان يعلم ان الموضوع ليس محل جدال ونقاش او يقبل وجهات النظر كما يقولون هذا امر مقرر تظافرت عليه النصوص ودلت عليه الادلة واتفق عليه سلف الامة فالاخلال به هو شرخ وخلل في ايمان العبد باليوم الاخر يقول اه رحمه الله ثم اما نعيم واما عذاب اه وهذا العذاب على نوعين اما ان يكون مستمرا واما ان يكون منقطعا مثال العلام المستمر ما اخبر الله به من عذاب ال فرعون قال الله تعالى النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة فدل ذلك على ان هذا العذاب لا انقطاع له بل هو مستمر وانقطاعه بقيام الساعة ومنه ما هو منقطع كما دل على ذلك ما في الصحيحين من طريق الاعمش عن مجاهد عن طاووس عن ابن عباس في قصة الرجلين فانه خفف عنهما من العذاب فاذا كان العذاب يخفف فانه يرتفع ايضا وقد يرتفع مؤقتا لشفاعة الشافعين ودعاء الداعين وقد يرتفع كليا لكن يعلم ان ما يصيب اهل الاسلام من عذاب القبر يكفر الله به من خطاياهم وهذه من رحمة الله تعالى يا اهل الايمان انه يخصص الله بما يجري من العقوبة مما دلت عليه النصوص واجمع عليه الانبياء واممهم ولم يخالف فيه الا الفلاسفة الذين يقولون ان العود ليس للارواح للاجساد لا تعود الارواح الى الاجساد انما يكون البعث الارواح فقط والبلاء والفتنة من عذاب الناس يوم القيامة ثم ذكر المؤلف رحمه الله بعد هذا ما يكون يوم القيامة قال رحمه الله فتعاد الارواح الى الاجساد. الله اكبر. وتقوم القيامة تقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليها المسلمون. فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة وتدنو منهم الشمس ويلزمهم العرق وتنصب الموازين فتودن فيها اعمال العباد فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فأولئك اولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. اعوذ بالله. وتنشر الدواوين. وهي الاعمال فاخذ كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهر كما قال سبحانه وتعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه تخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ويوحى به الاخبار التي جاءت ذكرها المؤلف رحمه الله ليست اخبار يا اخواني تتلى وتعرض انما هذا هو المسار الذي سيسلكه كل واحد منا فان هذه الاهوال يمر عليها الناس. يقول المؤلف رحمه الله فتعاد الارواح الى الاجساد وذلك عند القيامة الكبرى التي اشار اليها رحمه الله في قوله الى ان تقوم القيامة الكبرى وهي التي قال الله تعالى فيها يوم يقوم الناس لرب العالمين. الناس كلهم اولهم واخرهم عدلهم وظالمهم برهم وفاجرهم ذكرهم وانثاهم صغيرهم وكبيرهم يقومون لله جل وعلا يوم يقوم الناس لرب العالمين ولذلك سميت سمي هذا اليوم بيوم القيامة وسميت هذه الحال بالقيامة الكبرى لانه يقوم فيها كل احد لله تعالى لفصل القضاء والنظر في المآل وبلوغ ما اخبرت به غسل من المفتقر اما في الجنة واما في النار تعاد الارواح عود الارواح انما يكون بعد النفخ في الصور والمؤلف رحمه الله لم يذكر نفخ الصور في في تفاصيل ما ذكر مما يقوم يوم القيامة لكنه امر معروف مشهور جاء الخبر عنه في كلام الله تعالى وقد ذكر القرآن ثلاث نفخات قال الله تعالى ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله وكل اتوه داخرين وهذا النفخ نفخ الفزع وهو ما ذكره الله في سورة النمل وذكر الله جل وعلا نفختين اخريين في سورة الزمر وذلك في قوله ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون فقول ما لك ستعود الارواح الى فتعاد الارواح الى الاجساد هو النفخ بعد النفخ الثاني الذي قال الله تعالى فيه ثم ثم نفخ في اخرى فاذا هم قيام ينظرون وقد اختلف اهل العلم رحمه الله في النفخ هل هو ثلاث نفخات نفس فصول هل هو ثلاث نفخات او نفختان جاء في بعض الاحاديث من حديث ابي هريرة في حديث السور الطويل في ذلك من حديث عائشة من طريق مسروق آآ ذكره ابن جرير باسناده ان النفخ ثلاث نفخات لكن الاحاديث الواردة في ذلك ضعيفة هذه الواردة في ان النفخات ثلاث ظعيفة اما حديث السور الطويل فهو حديث مضطرب ضعيف عند جماهير العلماء واما حديث عائشة ففيه باللهيعة وهو ضعيف مراد انه لم يثبت في حد النفخات ثلاثا حديث صحيح وظاهر السنة انه نفختان في صحيح مسلم في صحيح الامام مسلم من طريق يعقوب من عاصم ابن عروة ابن مسعود عن عبد الله ابن عمرو ما يدل على ان النفخة نفختين ان النفخة نفختان حيث قال ثم ينفخ في السور فلا يسمعه احد الا اصغى ليتا او رفع اصغى ليتا او رفع ليتا ثم ذكر بعد ذلك النفخ الثاني وبه يحصل هذاك ثم ذكر بعد ذلك النفخ الثاني الذي يقوم به الناس لرب العالمين فما الجواب عن ما ذكر الله جل وعلا مما هو مما ظاهره انها لفخاتا ثلاثة الجواب ان رفقة الصاعق سميت بهذا باعتبار نهايتها وسميت بنفخة الفزع باعتبار اولها فهي نفخة واحدة يحصل في اولها للخلق فزع وهو الذي قال فيه جل وعلا ففزع من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله وكل اتوه داخلين والنفخ الذي ذكره في سورة الزمر ونفخ في السور فصعق فهذا بيان منتهى النفخ الاول معنى الذي يقول ليه فهي نفخة واحدة يحصل بها الفزع والصعق ثم بعد ذلك تحصل النفخة التي تعد الارواح فيها الى الاجساد وعود الارواح الى الاجساد وهذا قول باطل يخالف ما جعلت به الرسل فان الادلة دالة على ان العود للروح والبدن جميعا وان الارواح تعاد الى الابدان كما دلت على ذلك النصوص وهذا معلوم بالاضطرار من دين الاسلام من انكره هو كافر من انكر عود الابدان يوم القيامة فهو كافر بما جاءت به الرسل جميعا وبما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من تفصيل وبيان ما يكون يوم القيامة ولذلك قال فتحاد الارواح الى اجساد وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه. وعلى لسان رسوله واجمع عليها وهي القيامة التي يقوم فيها الناس لرب العالمين وسميت القيامة سمي هذا اليوم بيوم القيامة لكون الناس يقومون فيه لرب العالمين ولكون الله جل وعلا يضع الموازين القسط فيقام فيها العدل ليس ايضا ها ويقيم الله تعالى الاشهاد ويقيم الله تعالى الاشهاد فلاجل هذه الامور الثلاثة سمي هذا اليوم بيوم القيامة قال رحمه الله فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين يقومون ويخرجون من قبورهم واول من يخرج من قبره النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما دلت على ذلك النصوص حفاة عراة غرلا هذا فيه صفة قيامهم وقد جاء عن ذلك في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنه من طريق المغيرة عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس انه قال سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يقول انكم ملاقوا ربكم حفاة عراة غرلا وبعد ليس على ارجلكم ما يقيكم ما تحذرون عراة ليس على اجسادكم ما يسترها غرلا ليس في خلقكم نقص كما بدأنا اول خلق نعيده قد علمنا ما تنقص الارض منهم وعندنا كتاب حفيظ. كل ذرة من ذرات البدن تذهب في الارض او تطير في الهواء يعلم الله تعالى مستقرها فيجمعها الله تعالى ليوم المعاد ولذا قال قد علمنا ما تنقص الارض منه وعندنا كتاب حفيظ يحفظ كل ما يكون في الكون من حركة وسكون وكل ذرة ولو كانت خردلة يدركها آآ الكتاب ويحويها ما اخبر الله تعالى من كتابا يحفظ واتيان الناس على هذه الحال له حكمة بالغة. فانهم يأتون في شدة الاستقرار الى الله تعالى ليس لهم ملجأ ولا ملاذ يعتصمون به ولا ما يفتترون به بل قد كشفوا على حقائقه ظاهرا وباطنا. ما الظاهر فهو واضح فانهم يأتون يوم القيامة عراة وهذا كشف ظواهرهم فلا يخفى منها شيء. واما بواطنهم فهي مكشوفة لله تعالى في الدنيا كما في صحيح الامام مسلم من حديث جعفر بن عن يزيد ابن الاصل عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ان الله لا ينظر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم يوم القيامة يظهر ما في القلوب على الوجوه يوم تبيض وجوه وتسد وجوه كما في القلب ينعكس على الوجه ولذلك قال الله تعالى يوم تبلى السرائر يختبر يبلو الله تعالى سرائر الخلق ويظهرها ويكشفها فيبدو مكنون الضمائر في ذلك اليوم العظيم ولذلك يجب على العبد يجب ان يدرك اهمية اصلاح قلبك وتزكيته كما في حديث الشعبي الذي مر معنا عن نعمان ابن بشير الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله المهم المجيء على هذه الصفة له حكمة بالغة وهو انه لا تخفى عليهم من الله خافية وانهم قد تركوا كل ما يتعلقون به حتى ادق ما يتعلق به من تستر به الابدان والعورات لا يملكون منها شيئا. كما قال الله تعالى وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ما ما خولهم من مال ما خولهم من جاه ما خولهم من مناصب ما خولهم من كل ما يتمتعون به في الدنيا منه تماما ليس معهم منه شيء. ويأتون كما خلقهم الله تعالى اول مرة يأتي بقية البحث في هذه المواقف العظيمة التي نسأل الله ان يعيننا عليها وان يجعلنا فيها من الامنين في الدرس القادم ان شاء الله تعالى اللهم صلي على محمد