اي ادمت الصوم دون انقطاع وادمت القيام دون نوم. هجمت له العين ونفيت له النفس. هجمت له العين يعني اصاب من الاعياء والتعب ما لا يكون مناسبا لتحقيق المقصود من وفيه من في هذا الحديث جملة من الفوائد فيه حسن عرض النبي صلى الله عليه وسلم ورفق وتلطفه صلى الله عليه وسلم في النصيحة. كذلك فيه مشروعية الوتر في الصوم عبد الله بن عمرو وفيه ان الانسان قد يتصور ان في كثرة العمل على الزائد على المشروع فظلا قد يتصور ان في زيادة العمل على المشروع فظلا وهو بهذا مخالف الحمد لله رب العالمين احمده حق حمده له الحمد كله وصلى الله وسلم على من بعثه الله رحمة للعالمين. نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد نواصل ما كنا قبله قرأنا في كتاب الصيام من صحيح الامام البخاري ونستمع ان شاء الله تعالى الى ما جاء من اسئلة يجب عليها فنسأل الله السداد في الجواب والسداد في القول والعمل. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا الحاضرين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب صوم الدهر قال حدث ابو اليمان قال اخطأما شعيب عن الزهدي. قال اخبرني سعيد ابن المسيب وابو سلمة اتى ابن عبد الرحمن ان عبد الله ابن عمر قال اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم اني اقول والله لأصومن النهار ولا اقومن الليل ما عشت. فقلت له قد قلته بابي انت امي يا رسول الله قال فانك لا تستطيع ذلك فصم وافضل وقم ونم وصم من الشهر ثلاثة ايام فان الحسنة بعشر امثالها وذلك مثل صيام الدهر. قلت اني اطيق افضل من ذلك. قال فصم يوما وافضل يومين. قلت اني اطيق افضل من ذلك قال فصم يوما وافطر يوما فذلك صيام داوود عليه السلام وهو افضل الصيام كنت مني يطيق افضل من ذلك. افضل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم فقمت اني اطيق افضل من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما افضل من ذلك. الحمد لله رب العالمين هذا تفصيل لما تقدم في الباب السابق باب حق الاهل في الصوم. يعني هل للاهل حق في ان يراعون فيما يتعلق بمقدار الصيام وذكر فيه حديث عبدالله ابن عمر رضي الله تعالى عنه حيث قال ان النبي صلى الله عليه وسلم بلغه ان اسرد الصوم يعني اصوم صوما متتابعا لا انقطاع فيه. وانه ايضا يصلي ثم قال فاما ارسل الي واما لقيته اما انه ارسل اليه للمجيء واما انه لقيه صلى الله عليه وسلم. فقال له الم اخبر انك تصوم ولا تفطر وتصوم ولا تنام فصم وافطر وقم ونم ثم قال له صلى الله عليه وعلى اله وسلم فان لعينك عليك حقا وان لنفسك عليك حقا وان وان واهلك وان اهلك وان لاهلك عليك حقا قال اني لاقوى لذلك اي اطيقه ولا مشقة علي فيه. فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال وكيف قال؟ قال كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر الى لاقى قال من لي بهذه يا نبي الله؟ من لي بهذه اي هذه الخصلة يا نبي قال عطاء لا ادري كيف ذكر صيام الابد؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم لا صام من صام الابد مرتين هذا الحديث والحديث الذي قبله في باب صوم الدهر وهو قوله وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم معلقا على قول عبد الله بن عمرو اني اقول والله لاصومن النهار ولا اقومن الليل ما عشت فقلت له قد قلته بابي انت وامي يا رسول الله. اي التزمت بهذا الالتزام وهو انه يصوم النهار ويقوم الليل. قال النبي صلى الله عليه وسلم فانك لا تستطيعه. اي لا تطيق ان تصوم كل يوم وان تقوم كل يوم فصم وافطر وقم ونم من الشهر ثلاثة ايام ثم قال صلى الله عليه وسلم فان الحسنة بعشر امثالها. ثم قال وذلك مثل صيام الدهر اي في الثواب والاجر. قلت اني اطيق افضل من اي عندي من القدرة والمكنة ما اتمكن به ان اصوم اكثر من هذا الذي وجهتني اليه وهو صيام ثلاثة ايام فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم فصم يوما وافطر يومين. ويكون بهذا قد ارتقى الى من الصيام يكون فيها ثلث الدهر صائما. فقال النبي فقال عبد الله ابن عمرو للنبي صلى الله عليه وسلم اني اطيق افضل من ذلك اي اطيق ان اصوم اكثر مما وجهت اليه من صوم يوم وافطار يومين. فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فصم يوما وافطر يوما. فذلك صيام داوود اي هذا النحو من الصوم وهو ان تصوم يوما وتفطر يوما به تدرك صيام داوود الذي هو افضل الصيام قلت اني اطيق افضل من ذلك اي اطيق ان اصوم كل يوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا افضل من ذلك اي ليس ثمة فضيلة في الصوم يدركها الانسان باكثر من هذا الصيام. بل هو مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. هذا الحديث والحديث الذي يليه في الباب التالي كلها مبينة ان الصوم في التطوع ينبغي ان في اعلاه على نحو صيام داوود. وينبغي ان يقتصر الانسان على شيء قليل يديم عليه ويستمر عليه وهو ان يصوم ثلاثة ايام من كل شهر هذا الذي ندب اليه النبي صلى الله عليه وسلم اول ما وجه اليه عبدالله ابن عمر رضي الله تعالى عنه وفي الحديث ان من نذر نذرا خلاف ما هو مشروع فانه لا شيء عليه ولا يلزم الوفاء بالنذر لان حديث عبدالله ابن عمرو في باب صوم الدهر كان قال كان قد قال في والله لاصومن النهار ولا اقومن الليل ما عشت. يعني ما دمت حيا. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم انك لا تستطيع ذلك ووجهه الى الاولى في الصوم لكنه صلى الله عليه وسلم لم يأمره لم يأمره بكفارة عن تركه النذر. وذلك ان من نذر نذرا على نحو غير مشروع فانه ولا يجب لا يجوز له الوفاء. لان النبي صلى الله عليه وسلم انما اوجب الوفاء بالنذر فيما اذا كان في طاعة الله عز وجل النذر ان يطيع الله فليطعه. ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه. فمن نذر نذر معصية فانه لا يلزمه ان يفي بالنذر بل عليه التوبة بل لا يجوز له ان يفي بالنذر وعليه التوبة مما نذر. ولذلك لما عبدالله ابن عمرو هذا النذر وهو خلاف ما شرع الله عز وجل قال اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم اني اقول والله لاصومن النهار ولا اقومن الليل ما عشت فقلت له قد قلته بابي انت وامي قال انك لا تستطيع لا تستطيع ذلك فصم وافطر ولم يأمره صلى الله عليه وسلم بالكفارة والى هذا ذهب جماعة من اهل العلم وهو قول الجمهور ان من نذر نذرا محرما فانه لا يجب عليه الوفاء ولا يترتب بل لا يجوز يجوز له الوفاء ولا يترتب على هذا النذر كفارة. فقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من حديث عقبة العامل كفارة النذر كفارة اليمين هو فيما اذا نذر الانسان نذرا عجز عنه وهو طاعة او نذر نذر او نذر نذرا لم لا يملكه كان شيئا في ما لا يملكه فانه في هذه الحال يكفر كفارة يمين. اما اذا نذر نذر معصية فان عليه التوبة من هذا النذر ولا يجوز له الوفاء به لانه قد قال صلى الله عليه وسلم من نذر ان يعصي الله فلا يعصه فلا يجوز ان يوفي بنذره فيه معصية الله عز وجل وهذا ما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث المشروع ولا يدرك فضيلة لان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له عبد الله اني اطيق افظل من ذلك قال صلى الله الله عليه وسلم لا افضل من ذلك. اي ليس فوق هذا النوع من الصيام وهو ان يصوم يوما ويفطر يوما افضل منه وفي الباب التالي قال صلى الله عليه وسلم لا صام من صام الدهر لا صام من صام الابد مرتين اي لا صام اي لا صوم له لا اجر له في صيام ما زاد على المشروع بل هو مما نهى عنه النبي صلى الله وسلم. وعلى هذا لو ان الانسان نوى ان يصوم سنة كاملة فانه لا يجب عليه الوفاء ولا كفارة عليه بل عليه ان يصوم يوما ويفطر يوما وفاء بنذره. لكنه لا يجب عليه ان يفي صيام كل يوم لانه مما نهي عنه في قوله صلى الله عليه وسلم لا صام من صام الابد اي لا صام من صام صياما مستمرا لا انقطاع فيه. نعم. اقرأ هذا ولا قال رحمه الله تعالى باب حق الأهل في الصوم. رواه ابو جحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حدثنا عمرو بن علي قال اخبرنا ابو عاصم عن ابن جريج سمعت عطاء ان العباس الشاعر اخبر انه سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ان اسرد الصوم واصلي الليل. واما ارسل الي واما لقيته. فقال الم اخبر انك تصوم ولا تفطر وتصلي ولا تنام. فصم وافطر وقم ونم. فإن لعينك عليك حظا وان لنفسك واهلك عليك حقا قال اني لاقوى لذلك قال فصم صيام داوود عليه السلام. قال وكيف قال كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر اذا لاقى. قال مني بهذه يا نبي الله؟ قال عطاء لا ادري كيف ذكر صيام يا ابتي قال النبي صلى الله عليه وسلم لا صام من صام الابد مرتين. الابدين. باب صوم يوم وافطار يوم. قال حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة. عن وتقول سمعته جاهدا عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صم من الشهر ثلاثة ايام قال اطيق اكثر من ذلك فما زال حتى قال صم يوما وافطر يوما. فقال اقرأ القرآن في كل شهر. قال اني اطيق اكثر فما زال حتى قال في ثلاث. باب صوم يوم وافطار اليوم انه افضل الصيام. وذكر في حديث عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه. وعبد الله له نشاط. في العلم له نشاط الصيام له النشاط في تلاوة القرآن له نشاط في القيام فجمع نشاطا في العبادة لا زمن شبابه رضي الله تعالى عنه. والنبي صلى الله عليه وسلم نهاه عن ان يصل الصيام وان يسرده وان يسرد قيام الليل كما نهاه عن ان يختم القرآن فيما دون ثلاث. وذلك ان ختم القرآن فيما دون ثلاث ليال خارج عن مقصود الشارع في قراءة القرآن مما يكون فيه القلب حاضرا متدبرا لما يقرأه. الحديث ترجم له المصنف رحمه الله بقوله باب صوم وافطار يوم وذكر حديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صم من الشهر ثلاثة ايام وهذا سنة مستقرة ثابتة مجمع عليها ان انه من السنة ان يصوم المؤمن في الشهر ثلاثة ايام ولا فرق بين ان يصوم في اول الشهر او في اوسطه او في اخره. لقول عائشة رضي الله تعالى عنها من كل الشهر صام النبي صلى الله عليه وسلم من اولا واوسطه واخره. فينبغي للمؤمن ان يحرص على صيام ثلاثة ايام من كل شهر. ولا يلزم فيها التتابع. فان وافقت ايام البيض فذاك يجتمع له به فضيلتان فضيلة صيام ثلاثة ايام وفضيلة الصيام الايام البيض فان فاتته فليجعلها في الاثنين والخميس حتى يدرك فضيلتين فضيلة صيام ثلاثة ايام وفضيلة صيام الاثنين والخميس وقد قال عبد الله لما وجهه النبي صلى الله عليه وسلم الى الاقتصار على ثلاثة ايام قال اطيق اكثر ذلك قال فما زال اي يقول اطيق اكثر من ذلك حتى قال له صلى الله عليه وسلم صم يوما وافطر يوما ثم انتقل الى القرآن فقال له النبي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ القرآن في شهر اي اختم القرآن في شهر نستعرض القرآن في شهر وبه يكون في كل يوم له من القرآن جزء قال اني اطيق اكثر من ذلك فقال في رواية اخرى اقرأه في عشرين. قال اني اطيق اكثر من ذلك حتى وصل الى ثلاث اي قال فما زال اي يطلب الزيادة في قدر المقروء حتى قال في ثلاث ولا قرأ القرآن من قرأه في اقل من ثلاث وقد جاء عن بعض السلف انه يختم القرآن في كل ليلة وجاء عنه انه يختم في ليلتين وجاء عنهم انهم تختمون في ثلاث وفي كل الاحوال ينبغي الا يختمه الانسان في اقل من ثلاث وما ورد من ختم بعض في اقل من ثلاث حمل على ان ذلك في ازمنة النشاط والطاعة واما القراءة المعتادة المعهودة هي قراءة القرآن في شهر فان كان اقل من ذلك ففي سبعة ايام هذا المنقول عن مقتل الصحابة رضي الله تعالى عنهم انهم كانوا يقرأون القرآن في سبعة ايام فان زاد في القراءة فلا ينبغي ان يقرأه في اقل من ثلاث بان يقرأ في كل يوم عشرة اجزاء. وذلك ان المقصود من القراءة التدبر والاتعاظ والفهم والاستنباط والعمل ومعلوم انه اذا لم انتبه هذه المعاني فانه لم يأتي بمقصود التلاوة. بل كان كما قال الله تعالى ومنهم اميون لا الكتاب الا امانيه يعني ليس عندهم من علم القرآن الا فقط تلاوته وقراءته دون تدبره وتفهمه بمعانيه. وهذا بالتأكيد وصور كبير في تلاوة القرآن فان المقصود من تلاوة القرآن فهمه وتدبره قال الله جل وعلا كتاب انزل اليك مبارك ليتدبروا اياته. وقد جاء رجل الى عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وقال له اني قرأت المفصل في ركعة المفصل يعني من سورة قاف الى سورة الناس في ركعة فقال اهذن كهذ الشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب. اي ان هذه القراءة تشبه ان تكون اي قراءة يتدبر الانسان فيها ما يقرأه ولا يقف عند معاني القرآن ولا يحرك به قلبه ولا يعالج به نفسه ولا يستنبط ما فيه من المعاني ويتدبر ما فيه من الدلالات. والنبي صلى الله عليه وسلم احرص الناس على الخير. كان صلى الله عليه وسلم يختم القرآن في رمضان مرة. وفي العام الذي قبض فيه عرضه على جبريل مرتين. فينبغي ان يقتصر في تلاوة القرآن على القدر الذي يتمكن فيه الانسان من التدبر والتفهم للمعاني وهذا يتفاوت فيه الناس يتفاوتون فيه على قدر ما معهم من حفظ القرآن لكن ينبغي لمن حفظ القرآن ان لا يخل على قلبه حفظا وظبطا باكثر من ستين يوما. والوسط والاعتدال في ثلاثين يوما والكمال ما كان الصحابة عليه من عرظ القرآن في كل سبعة ايام واذا فعل الانسان هذا وفق الى خير كثير فيما يتعلق بتدبر القرآن وتفهمه والعمل به والقرب منه. نعم قال رحمه الله تعالى باب صوم داوود عليه السلام. قال حدثنا ادم وقال شعبة قال حدثنا حبيب ابن ابي ثابت قال سمعت ابا العباس المكي وكان شاعرا وكان لا يتهم في حديثه قال سمعت عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم انك تصوموا الدهر وتقوم الليل. فقلت نعم. قال انك اذا فعلت ذلك هجمت له العين. ونفهت له النفس اذا صام من صام الدهر. صوم ثلاثة ايام صوم الدهر كله. قلت فاني انفق اكثر ومن ذلك قال فصم صوم داوود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر اذا لاقى هذا الحديث فيه بيان الحكمة من النهي عن دوام الصيام ودوام القيام. حيث ان النبي صلى الله عليه وعلى اله سلم قال لعبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه لما نهاه عن مواصلة الصوم قال انك اذا فعلت ذلك ونفهت له النفس اي ملت وكلت واستحسرت عن الطاعة لا صام من صام الدهر اي لم يصم من صام الدهر لانه اتى لم يأتي بمقصود الشارع من الصوم في فوائده ومنافعه بل ينعكس ذلك على تفريق في حق نفسه وفي حق جسده وفي حق وفي حق اهله وفي حق من يعامله من اضيافه ومن يرد عليه لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا صام من صام الدهر صوم ثلاثة ايام صوم الدهر كله اي يدرك به الانسان كان الاجر في صوم الدهر كله. قلت فاني اطيق اكثر من ذلك. قال فصم صوم داوود عليه السلام. كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا اذا لاقى وانظر كيف الربط بين هذه الامور الثلاثة؟ قال كان يصوم يوما ويفطر يوما ثم قال ولا يفر اذا لاقى في وهذا اشارة الى ان كثرة الصوم على خلاف ما كان يصومه داوود وكثرة القيام يقوم الليل كله سينعكس ضعفا على قوة الانسان. ولهذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال ولا يفر اذا لانه قد امسك من قوة بدنه ونفسه قوة جسده ما يستعين به على القيام بحق الله عز وجل في غير الصيام والقيام. بخلاف ما اذا انهك نفسه صياما وقياما فانه سيضعف عن القيام بسعر الواجبات كما قال صلى الله عليه وسلم ان لجسدك عليك حقا ولعين ولعينك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولزوجك عليك حقا كل ذلك تأكيد انه ينبغي الا يزيد الانسان في اوجه العبادة بما يعود عليه بالنقص في اوجه العبادات الاخرى. نعم. قال حدثنا ابن عبد الله قال حج عن خالد الحداء عن قانط الحزاء عن ابي قلابة قال اخبرني ابو المليح قال دخلت مع ابيك على عبد الله بن عمرو فحدثنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له صومي فدخل علي فألقيت له وسادة من ادم حشوها ليف. فجلس على في الارض وصارت الوسادة بيني وبينه. فقال اما يكفيك من كل شهر ثلاثة ايام؟ قال قلت يا رسول الله قال خمسا قلت يا رسول الله قال سبعا قلت يا رسول الله قال عجز عن قلت يا رسول الله قال احدى عشرة ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لا صوم فوق وصوم داوود عليه السلام شطر الدهر. شطرا. شطرا له. صم يوما وافطر يوما. هذا فيه تفصيل القصة التي جرت بين النبي صلى الله عليه وسلم وعبدالله ابن عمرو. قال عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه ان الله صلى الله عليه وسلم ذكر له صومي اي اني اصل الصوم ولا افطر. فدخل علي وفي رواية سابقة قال ما ادري القيته وهذا شك من الراوي؟ ام انه لقيني صلى الله عليه وسلم وهنا فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم لقيه قال فلقيت فالقيت له فدخل عليها اي النبي صلى الله عليه وسلم فالقيت له وسادة من ادم اي من جلد حشوها ليف اي لي في النخل. فجلس سيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه. على الارض وصارت الوسادة بيني وبينه اي صارت الوسادة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين عبد الله ابن عمرو رضي الله تعالى عنه قال قلت فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وانظر الى التلطف في عرض الامر على عبد الله بن عمرو على عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنه يقول له النبي صلى الله عليه وسلم اما يكفيك من كل شهر ثلاثة ايام اي اما يكفيك في الصيام ان ثم من كل شهر ثلاثة ثلاثة ايام قال قلت يا رسول الله شف سبحان الله العظيم الحرص على الزيادة في الخير والحرص على الزيادة في الطاعة. قلت يا رسول الله يعني اطيق اكثر من ذلك كما جاء في بقية الروايات. قال خمسا يعني تصوم خمس ايام قلت يا رسول الله قال سبعا اي تصوم سبعة ايام من كل شهر قلت يا رسول الله قال تسعا قلت يا رسول الله قال احدى عشرة احدى عشر اي تصوم احد عشر يوما ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذه بعد هذا الترقي في عدد ما يصومه من الايام قال لا صوم فوق صوم يعني لا اعلى من صيام داوود صيام داوود كان يبلغ نصف الشهر يعني خمسة عشر يوما لكن انظر الى هذا العرض وسعة البال والترفق من النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الشاب الذي كان عنده من الحرص الرغبة في زيادة العمل ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يترقى معه الى اعلى ما يكون من المشروع في الصوم وهو صيام داوود. قال النبي صلى الله عليه وسلم لا صوم فوق صوم داوود عليه السلام شطر الدهر اي نصفه. صم يوما وافطر يوما فيستحب لمن صام اكثر من ثلاث ان يقطعه على وتر لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثا خمسا سبعا تسعا احدى عشرة ثم قال نصف شطر الدهر وشطر الدهر ان يصوم خمسة عشر يوما لانه اذا صام من الشهر خمسة عشر يوما فقد صام شطر الدهر. وفيه بيان حزم النبي صلى الله عليه عليه وعلى اله وسلم. حيث انه لما بلغ القدر الذي لا افضل منه قال صلى الله عليه وسلم لا صوم فوق صوم داوود شطر الدهر صم يوما وافطر يوما. ولم يقبل من عبد الله اكثر من ذلك مع انه قال اطيق. وهذا فيه تنبيه امر مهم وهو ان الانسان ينبغي الا يقتصر في نظره على ما يطيقه من العمل على يومه. بل ينبغي ان ينظر ما الذي يمكن ان يدوم من عمله لان احب العمل الى الله تعالى ادومه وان قل