وانما الاجمال في مثل القرء والنور والجسم طيب الان بعد ان نفى الاجمال في بعض الامثلة وعرفت دعوى الاجمال ما منشؤها ثم عرفت كيف الجواب عنها؟ ستنتقل الان الى ما ما هو محل الاجمال الذي يتكلم وعنه الاصوليون اسباب الاجمال تسعة التي منها ينشأ الاجمال في النصوص الشرعية. انا ساسردها لك ثم سنعود الى كلام المصنف لنرى كيف تتوزع هذه الامثلة على الاسباب التسعة احد اسباب الاجمال الاعلال ان يكون في الصيغة المشتقة لللفظ حرف علة كلفظة مختار كلفظة مختار فان الفعل اختار فاذا صغت منه اسم الفاعل ستقول مختار واذا صغت اسم المفعول ستقول مختار ايضا فالله عز وجل اختار الانبياء من بين البشر. فالله مختار والنبي مختار هذا اسم فاعل وهذا اسمه مفعول. فاذا وجدت اسما فيه اعلان لا يتبين بحرف العلة فيه اسم الفاعل من اسم مفعول سيكون سببا للاجمال هذا سبب. السبب الثاني التركيب في مثل قوله تعالى او يعفو والذي بيده عقدة النكاح الا ان يعفونا او يعفو الذي بيده عقدة النكاح سبب الاجمال ها هنا تركيب الجملة اختلف المفسرون سلفا وخلفا. من المقصود بقوله الذي بيده عقدة النكاح يصدق على الولي ويصدق على الزوج وكلاهما يصدق ان يقال انه بيده عقدة النكاح ايضا من اسباب الاجمال مرجع الصفة تقول زيد طبيب ماهر فماهر صفة لطبيب او صفة لزيد يعني زيد ماهر وهو طبيب ايضا او هو ماهر في طبه فاذا جعلت ماهر صفة لطبيب فانت لا تصفه بالمهارة الا في الطب واذا جعلت ماهرا صفة لزيد فانت تصفه بالمهارة مع كونه طبيبا هذا منشأ الاجمال ايضا الاختلاف في مرجع الصفة ايضا الخلاف في تعدد مرجع الظمير هو احد اسباب الاجمال. تقول ظرب زيد عمرا واكرمني ظرب زيد عمرا هذا لا اجمال فيه واكرمني من الذي اكرمك؟ زيدون ام عمرو احتملوا هذا وذاك فربما تقصد ظرب زيد عمرا واكرمني زيد فتعيد الفاعلة في الفعلين الى واحد وربما تقول ساعيد الضمير الى اقرب مذكور واقرب مذكور هو عمرو ضرب زيد عمرا واكرمني عمرو المضروب فيصح هذا ويصح ذلك هذا كما سئل ابن الجوزي رحمه الله وقد تناظر عنده بعدما عقد مجلسا يتحدث فيه عن فضائل اهل البيت فجاءه سائل يسأل عن التفضيل بين علي وبين ابي بكر رضي الله عنهم اجمعين فقال رحمه الله تعالى الافضل منهما من كانت ابنته تحته فما تبدأ الظمير يعود الى من فيفهمها من كان على مذهب السلف ان عائشة وهي بنت ابي بكر تحت النبي عليه الصلاة والسلام ويفهمه الاخر ان فاطمة بنت النبي عليه الصلاة والسلام تحت علي فهذا يحمل على تفضيل ابي بكر وهذا يحمله على تفضيل علي وهو قال في الجواب من كانت ابنته تحته ابنة من تحت من فايضا عودوا مرجع الضمير سبب للاجمال كم سببا ذكرنا الان واربع الخامس استثناء المجهول يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم ما يتلى قبل ان تنزل حرمت عليكم الميتة لم يتلى بعد فالمستثنى مجهول واستثناء المجهول من المعلوم يصيره مجهولا فانت لا تدري ما الذي استثني حتى تعرف الذي بقي؟ المستثنى منه. هذا من الاسباب ايضا. من الاسباب الوقف والابتداء. وما يعلمه تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وتقدم الخلاف في المسألة. هل الواو ها هنا استئنافية او عاطفة وعلى كل منهما سينشأ خلاف في المعنى من الاسباب سابعا صلاحية اللفظ لمتشابهين او لمتماثلين صلاحية اللفظ المتشابهين كالنور يصلح للعقل ويصلح لنور الشمس. فان العقل نور ويوصف به مجازا ويوصف ايضا نور الشمس بالنور. فيصلح لمتشابهين في وصف كل منهما بالنور يصلح ايضا اللفظ لمتماثلين كالجسم يصلح للسماء وللارض فكل منهما جسم يصح ان يسمى بهذا. ولفظة رجل تصلح لزيد وعمرو فهما متماثلان في الرجولة واطلاق رجل على كل منهما صادق يسبب الاجمال ان لم يعلم محمله اخيرا تردد اللفظ بين جمع الاجزاء والصفات تردد اللفظ بين جمع الاجزاء والصفات في قولك الثلاثة زوج وفرد الثلاثة زوج وفرد تقصد ماذا ان الثلاثة تتكون من اثنين وواحد فالاثنين زوج والواحد فرض ويحتمل هذا اذا وصفت ان جزء وفرد هو وصف ووصفه لجمع الاجزاء لكن ماذا لو جمعت الصفات؟ ان صفات الثلاثة فوج وفرد هذا محتمل ايضا فينشأ عنه الاجمال زاد الغزالي رحمه الله بعد ذكر هذه الاسباب التسعة قال وقد يكون اللفظ موضوعا لهما من غير تقدم وتأخر او مستعارا لاحدهما من الاخر مثل الارض ام البشر قولك الارض ام البشر والاصل ان الام انما يوضع للوالدة هذه مجموعة اسباب حاول بعض الاصوليين ان يعزو اليها اسباب الاجمال. سنقرأ الان امثلة ذكرها المصنف رحمه الله تعالى في بعض النصوص الشرعية ونحاول تخريجها على بعض هذه الاسباب. نعم وانما الاجمال وانما الاجمال في مثل القرب في مثل القرب ما به مشترك ومشترك يعود الى اي سبب اي تردد اللفظ بين اكثر من معنى الذي قال فيه الغزالي موظوعا لهما من غير تقدم وتأخر. يعني وظع لمعنى الامام عن الطهر ووظع لمعنى الحي ولا ندري وضع لايهما اولا فلا تستطيع ان تقول حقيقة ومجاز. وحقيقة في الاثنين على سبيل الاشتراك. نعم والنور والنور متردد بين نور العقل كما قلنا ونور الشمس والجسم متردد بين السماء والارض. الرجل متردد بين زيد وعمرو. هذه كما قلنا صلاحية اللفظ لمتشابهين او متماثلين. نعم ومثل المختار بتردده بين الفاعل والمفعول. نعم هذا السبب الاول الاعلال وقوله تعالى او يعفو الذي بيده عقدة النكاح وهذا التركيب نعم اه الا ما يتلى عليكم وهذا استثناء المجهول نعم وما يعلم تأويله الا الله والراسخون. وهذا الوقف والابتداء. نعم وقوله عليه الصلاة والسلام لا يمنع احدكم جاره ان يضع خشبة في جداره. وهذا عود الضمير ان يضع خشبة في جداره الجار او احدكم يحتمل هذا وذاك نعم وقولك زيد طبيب ماهر وهذا مرجع الصفة نعم الثلاثة زوج وفرد. هم تردد اللفظ بين جمع الاجزاء والصفات والاصح وقوعه في الكتاب والسنة. طيب. انتهت الامثلة التي يصح فيها دعوى الاجمال ونوع فيها المصنف الامثلة التي تتعدد على اسباب الاجمال ولك ان تقيس عليها غيرها فيما وراءها